الفرحة المختنقة
بسم الله ....
ولا حول ولا قوة الا بالله .. وصلى الله على محمد واله .. اصبحنا واصبح الملك لله .
بهذه الكلمات بدأت ام احمد يومها .
وليس اليوم فحسب بل هذا ديدنها كل صباح .. وكما يسمّيه ..احمد نشيد الصباح . لكنها تنهره والحنان يكاد يغطيه حتى اخمص قدميه
شيآن لا تنساهما .. لا دعاء الصباح هذا.. ولا سماع ما تيسر من القرآن من مذياعها القديم الذي احتفظت به وكأنه كائن من زمن اخر حتى انها صنعت له ثوباً يقيه التراب .
كان صباحا عاديا هذا الصباح لا يختلف عن غيره من الايام لدى ام احمد وكلها سواسية منذ استشهاد زوجها في ثمانينات القرن الماضي في احدى مغامرات النظام الدكتاتوري المجنون .. وعلى حد قولها دائماً . قّدر ولطف ...قد عوضني بأحمد وراتب تقاعدي يسد الرمق وحليب للطفل .
اليوم جمعه قالتها ثانية وهي ترقب الباب على امل ان يأتي احمد .. ثم كتمت ضحكة صغيرة بين اسنانها المتهالكة .(اصبحت انسى كثيرا) فقد اتصل بها احمد ليلاً واخبرها ان لديه واجب ولن يعود حتى المساء .. فأحمد اليوم ليس ذلك الطفل الصغير الذي تركه والده قطعة من لحم ..بل رجل علمته صعوبة الحياة مختلف انواع الاعمال .لكن العمل في الدولة اضمن وهو اليوم جندي في الحرس الوطني بعد ان فشل في الدراسة كغيره من ا بناء .القرى حيث
يتدنى مستوى التعليم هناك ...كما انها لم تحتمل ان يضربه احد اخواله عند تغيبه عن الدوام...
( لو يقبل ان يتزوج لأراحني من هم البيت وملأه علي بمن يؤنسني ) قالتها وهي تضع ابريق الشاي كجميع الامهات ............
كان الانفجار كبيراً .. قالها صاحب الخضار للقصاب المجاور فانتبهت ام احمد وسقطت حبات الطماطم من يديها بل وسقطت العباءة من رأسها حين اضاف القصاب بصوته المبحوح .. ان باب المعظم قد اهتزت من شدة الانفجار ... لقد كان احمد في موقع قريب جداً من الانفجار حسب تقديرها وتصورها .
جنت المرأة وذكرت يوم شهادة زوجها وكيف فقدت وعيها حيث قيل لها فيما بعد انها كانت لا تفرق بين الضحك والبكاء .. وضلت تقلب هذه الذكريات وهي تكرر السؤال على السائق اين وصلنا هل وصلنا ... ما ابعد بغداد ... ما ابعد بغداد واخيراً كان المكان يعج بقوات الامن وسيارات الاسعاف تصك الاسماع بصفاراتها حين وصلت ام احمد الى باب المعظم .
لم يكن مسموح للسيارات المدنية بالمرور وكان التفتيش دقيقاً خوف من انتحاري اخر فقد تعود الارهاب على التفجير المزدوج ليوقع اكثر ما يستطيع من الضحايا .
في تلك اللحظات توقف الزمن بالنسبة للمرأة وجمدت الدموع في عينيها .. وانهار الجسد المتعب كمهر وصل بعد عناء الى خط النهاية .
....تحركت الارض من تحتها ..وخذلها مقبض الكرسي الجلدي .. لتسقط بين ساعديه وهو يفتح الباب لتفتيش السيارة كان احمد مكلف بالتفتيش احيتها رؤيته من جديد وكأنه قادم من زمن اخر ...... زمن ليس فيه لا حبات طماطم ولا قصاب بصوت مبحوح ينسيها عباءتها في محل البقال .....تتحسّسه كمن فقد عينيه فجاة .......وشفتاها لا تنفك تردد احححححمد وكانها تمتع نفسها بتذوق الحروف
لكن الكثير من الامهات غيرها في العراق عدن وهن لا يفرقن بين الضحك بالبكاء .
ولا حول ولا قوة الا بالله .. وصلى الله على محمد واله .. اصبحنا واصبح الملك لله .
بهذه الكلمات بدأت ام احمد يومها .
وليس اليوم فحسب بل هذا ديدنها كل صباح .. وكما يسمّيه ..احمد نشيد الصباح . لكنها تنهره والحنان يكاد يغطيه حتى اخمص قدميه
شيآن لا تنساهما .. لا دعاء الصباح هذا.. ولا سماع ما تيسر من القرآن من مذياعها القديم الذي احتفظت به وكأنه كائن من زمن اخر حتى انها صنعت له ثوباً يقيه التراب .
كان صباحا عاديا هذا الصباح لا يختلف عن غيره من الايام لدى ام احمد وكلها سواسية منذ استشهاد زوجها في ثمانينات القرن الماضي في احدى مغامرات النظام الدكتاتوري المجنون .. وعلى حد قولها دائماً . قّدر ولطف ...قد عوضني بأحمد وراتب تقاعدي يسد الرمق وحليب للطفل .
اليوم جمعه قالتها ثانية وهي ترقب الباب على امل ان يأتي احمد .. ثم كتمت ضحكة صغيرة بين اسنانها المتهالكة .(اصبحت انسى كثيرا) فقد اتصل بها احمد ليلاً واخبرها ان لديه واجب ولن يعود حتى المساء .. فأحمد اليوم ليس ذلك الطفل الصغير الذي تركه والده قطعة من لحم ..بل رجل علمته صعوبة الحياة مختلف انواع الاعمال .لكن العمل في الدولة اضمن وهو اليوم جندي في الحرس الوطني بعد ان فشل في الدراسة كغيره من ا بناء .القرى حيث
يتدنى مستوى التعليم هناك ...كما انها لم تحتمل ان يضربه احد اخواله عند تغيبه عن الدوام...
( لو يقبل ان يتزوج لأراحني من هم البيت وملأه علي بمن يؤنسني ) قالتها وهي تضع ابريق الشاي كجميع الامهات ............
كان الانفجار كبيراً .. قالها صاحب الخضار للقصاب المجاور فانتبهت ام احمد وسقطت حبات الطماطم من يديها بل وسقطت العباءة من رأسها حين اضاف القصاب بصوته المبحوح .. ان باب المعظم قد اهتزت من شدة الانفجار ... لقد كان احمد في موقع قريب جداً من الانفجار حسب تقديرها وتصورها .
جنت المرأة وذكرت يوم شهادة زوجها وكيف فقدت وعيها حيث قيل لها فيما بعد انها كانت لا تفرق بين الضحك والبكاء .. وضلت تقلب هذه الذكريات وهي تكرر السؤال على السائق اين وصلنا هل وصلنا ... ما ابعد بغداد ... ما ابعد بغداد واخيراً كان المكان يعج بقوات الامن وسيارات الاسعاف تصك الاسماع بصفاراتها حين وصلت ام احمد الى باب المعظم .
لم يكن مسموح للسيارات المدنية بالمرور وكان التفتيش دقيقاً خوف من انتحاري اخر فقد تعود الارهاب على التفجير المزدوج ليوقع اكثر ما يستطيع من الضحايا .
في تلك اللحظات توقف الزمن بالنسبة للمرأة وجمدت الدموع في عينيها .. وانهار الجسد المتعب كمهر وصل بعد عناء الى خط النهاية .
....تحركت الارض من تحتها ..وخذلها مقبض الكرسي الجلدي .. لتسقط بين ساعديه وهو يفتح الباب لتفتيش السيارة كان احمد مكلف بالتفتيش احيتها رؤيته من جديد وكأنه قادم من زمن اخر ...... زمن ليس فيه لا حبات طماطم ولا قصاب بصوت مبحوح ينسيها عباءتها في محل البقال .....تتحسّسه كمن فقد عينيه فجاة .......وشفتاها لا تنفك تردد احححححمد وكانها تمتع نفسها بتذوق الحروف
لكن الكثير من الامهات غيرها في العراق عدن وهن لا يفرقن بين الضحك بالبكاء .
تعليق