كلمات من دموع الورق ( ثدي )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مهند العاقوص
    أديب وكاتب
    • 07-08-2011
    • 196

    كلمات من دموع الورق ( ثدي )

    كلمات من دموع الورق
    يشدكِ غلاف الكتاب وعنوانه " ثدي " وأنت امرأة ما قاوم فضولها إغراء كتاب , تركض عيناك فوق الكلمات , لكنك فجأة تضغطين على الفرامل , تتشبثين بالهدوء خشية الانزلاق وتقرئين اسم البطلة ( ماري لحام ) مرات عديدة , تكتشفين تقاطع هذا الاسم مع اسمك , فهذا اسمك الأول ( ماري ) وشهرة زوجك ( لحام ), تجلسين بين فكي كماشة حديها سرور حذر ورهبة لذيذة ,
    يقفز السؤال " من تكون هذه الكاتبة التي توجه رصاصها إلي ؟" لكنك تراوغين بالقول " يصادف أن تتشابه أسماء أبطال القصص مع أسماء أخرى "
    سرعان ما يتغلب السرور فتنفرج أساريرك , قلم الرصاص في يدك يحاصر الجمل الجميلة , لكنك تندهشين , انه يحاصرك أيتها المتقوسة فوق كتاب يقرؤها , تقرئين ثانية ( وقف زوجها أمام ثدييها العاريين كطفل يقف مندهشا أمام واجهة محل مليء بالألعاب ) , تصرخ الدهشة فتستيقظ ذاكرتك , انه ذات المشهد الذي حدث معك في ليلة زفافك الأولى , تتقلص حدقتا عينيك ويعيد وجهك ترتيب ملامحه , أتكون الكاتبة إحدى عشيقات زوجك ؟ , هل أسر لها بما حدث وتقهقها ؟ , تستجيرين بالحب هربا من احتمال قاتل , فزوجك يحبك ولا يخونك , والليالي الأولى تتشابه فيصير الرجال كل الرجال أطفالا أمام ثديين طازجين , ترشين كوب القهوة ببعض الحليب طمعا بسواد أقل لا بمذاق أفضل , ثم تواصلين ارتشاف الكلمات , تتورطين بجملة فتقفين حائرة بين مرّين لا ثالث لهما , تقرئين بصوت مسموع ( وافقت ماري على إجراء عملية تكبير الثديين بعد أن هددها زوجها بالطلاق ) , يستنفر قلبك فتقرع طبول الخوف فيه , لا مفر من الحقيقة , إنها تسرد ماضيك , يراودك شك بتلك الطبيبة اللعوب , أتراها تحول أثداء مرضاها من صغيرة إلى كبيرة ومن ثم إلى قصص مثيرة ! , تحتالين على السؤال بالخروج من باب خلفي للاحتمالات , فمثل هذه العمليات صار شائعا في كل مكان , تجحظ عيناك وترتجفين كسمكة ستزف إلى موقد شواء حين تتهم الكاتبة ماري بأنها المسؤولة عن إصابة ابنها بهشاشة في العظام , لكن رويدك , لا تستعجلي سوء الظن , فأنت أقلعت عن إرضاع ابنك تنفيذا لتعليمات الطبيب , وليس للحفاظ على ثدييك مشدودين كما تقول الكاتبة , تقترب النهاية فتقفين على حافة البكاء غيظا , تسرع رصاصة الرحمة فتحيلك شبه امرأة , تكابرين وتقرئين ( لم يستطع صديقها مقاومة ثدي كبير مثقف يطل من خلف بلوزة صيفية تئن ) , تصيرين نهرا منفلت الجانبين , نعم ... قد يكون الحسد في عيني تلك الخادمة التي شاهدتكما قد تحول إلى قصة , تستجمعين ما تبقى منك وتصرخين " لن أخاف ! فما هذي الكلمات إلا سائل مخاطي لحلزونة تزحف تحت وقع قوقعتها ) فكرة مجنونة تبدو أكثر عقلانية مما تعتقدين , فلربما كان الكاتب رجلا يسرد قصة تشبهك من أول كلمة فيها _ ثدي _ وحتى آخر جملة فيها
    ( استفاقت ماري العانس , وراحت تهلوس بعد أن تلمست ذاك الجرح على صدرها , فثديها المستأصل اثر الإصابة بسرطان , خلّف فجوة قد لا تندمل ) .
  • وسام دبليز
    همس الياسمين
    • 03-07-2010
    • 687

    #2
    كلمات ليست كالكلمات يا استاذي الكريم فالقصة رائعة تملك كل خيوط الجذب لتضعك في النهاية أمام صدمة أو صدمتين
    كونها عانس والأمر الآخر إصابتها بسرطان الثدي
    وبحق
    فالمرأة حين يستأصل ثديها المصاب تشعر بمرارة
    تفوق استئصال الرحم مثلا
    لانها تشعر أنها فقدت أنوثتها خصوصا كلما اصطدمت يدها بذلك الجرح الطولي الذي حل مكان نهد متصابي ذات يوم
    وربما هربت إلى الحلم الجميل من واقعها هذا
    لي قصة مشابهة أيضا لكنها لم تكتمل بعد ....
    مودتي
    استمتعت بالقصة

    تعليق

    • مهند العاقوص
      أديب وكاتب
      • 07-08-2011
      • 196

      #3
      أهلا بك أخت وسام
      أشكرك على التعليق الجميل وأنا بانتظار أن تنضج قصتك
      بالتوفيق
      التعديل الأخير تم بواسطة مهند العاقوص; الساعة 13-08-2011, 22:47.

      تعليق

      • إيمان الدرع
        نائب ملتقى القصة
        • 09-02-2010
        • 3576

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة وسام دبليز مشاهدة المشاركة
        كلمات ليست كالكلمات يا استاذي الكريم فالقصة رائعة تملك كل خيوط الجذب لتضعك في النهاية أمام صدمة أو صدمتين
        كونها عانس والأمر الآخر إصابتها بسرطان الثدي
        وبحق
        فالمرأة حين يستأصل ثديها المصاب تشعر بمرارة
        تفوق استئصال الرحم مثلا
        لانها تشعر أنها فقدت أنوثتها خصوصا كلما اصطدمت يدها بذلك الجرح الطولي الذي حل مكان نهد متصابي ذات يوم
        وربما هربت إلى الحلم الجميل من واقعها هذا
        لي قصة مشابهة أيضا لكنها لم تكتمل بعد ....
        مودتي
        استمتعت بالقصة
        لقد عبّرت مداخلتك الرائعة زميلتي الحبيبة: وسام عن مشاعر المرأة، عندما تقرأ نصّاً يلامس أمراً حسّاساً في تكوينها ..
        فالزميل مهند العاقوص تطرّق إلى موضوع هام ، طالما فتح جروحاً لا تندمل عند كل من عاشت ذلك الامتحان الصعب المرير..
        تحيّاتي ومودّتي لك أخي مهند ..كنت رائعاً بحقّ
        أنتظر نصّك الذي أشرت إليه صديقتي الأقرب وسام ..
        لكما كلّ احترامي

        تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

        تعليق

        • مهند العاقوص
          أديب وكاتب
          • 07-08-2011
          • 196

          #5
          شكرا على تعليقك اللطيف أخت إيمان
          أهلا بك دائما

          تعليق

          • بسمة الصيادي
            مشرفة ملتقى القصة
            • 09-02-2010
            • 3185

            #6
            قصة ذكية وأسلوب ملفت وسلسل وجميل
            الإنسان يحلم بما لا يملك ليفيق على واقع فارغ ومؤلم
            لن أضيف على ما قاله الأساتذة
            تقبل تحياتي وإعجابي بقصّك المميز
            كل الود
            في انتظار ..هدية من السماء!!

            تعليق

            • مهند العاقوص
              أديب وكاتب
              • 07-08-2011
              • 196

              #7
              أهلا بك أستاذة بسمة
              رأيك أسعدني كثيرا
              احترامي ومودتي

              تعليق

              • عبدالمنعم حسن محمود
                أديب وكاتب
                • 30-06-2010
                • 299

                #8
                قص داخل قص
                بديع وأنيق أستاذنا الكريم مهند
                ولكن ..
                أن تتشابه التجربة التي في الكتاب مع تجربة الشخصية التي في النص وارد وعادة ما يحدث في كثير من المواضع، لكن قصدية تشابه الأسماء في هذا النص تحديدا ليس بفعل إضافة بقدر ما هو فعل نقصان وصك لصدفة غير جاذبة.
                ...............
                فضح الأمر بأن هناك كتابا يقرأ منذ البدايات أزاح تشويقا كان له أن يكون لو اشتغلت على سحر البدايات .. ك :
                (وقف زوجها أمام ثدييها العاريين كطفل يقف مندهشا أمام واجهة محل مليء بالألعاب)
                تركض عيناك فوق الكلمات، لكنك فجأة تضغطين على الفرامل تتشبثين بالهدوء خشية الانزلاق، تصرخ الدهشة فتستيقظ ذاكرتك, أنه ذات المشهد الذي حدث معك في ليلة زفافك الأولى ..
                ...............
                (فمثل هذه العمليات صار شائعا في كل مكان)
                جمل معلوماتية كهذه أظن أنها تقلل من حدة توتر يفترض أن يكون مشتركا بين المتلقي وبين الشخصية، حتى لا تقف مثل هذه الجمل في مغالطة مع بهاء توتر آتٍ وصفته ببراعة :
                (تجحظ عيناك وترتجفين كسمكة ستزف إلى موقد شواء)
                تماما كما جاء في الجزء الأخير من الخاتمة :
                (فثديها المستأصل أثر الاصابة بسرطان خلف فجوة قد لا تندمل)
                والتي تمنيت لو أزحتها جانبا وأكتفيت ب :
                (استفاقت وراحت تهلوس بعد أن تلمست ذاك الجرح على صدرها)
                ...............
                كثيرة هي التراكيب المدهشة وخفيفة الظل التي احتواها النص رغم قصره كما :
                (لم يستطع صديقها مقاومة ثدي كبير مثقف)
                تقبل
                إعجابي
                وتحياتي.

                التواصل الإنساني
                جسرٌ من فراغ .. إذا غادره الصدق


                تعليق

                • مهند العاقوص
                  أديب وكاتب
                  • 07-08-2011
                  • 196

                  #9
                  أعطي للخباز خبزه حتى وإن أكل نصفه .. هذا المثل الشعبي الشائع ينطبق هنا
                  والله لو أنني صادفت ناقدا رائعا مثلك منذ بداياتي لكنت اليوم في أفضل حال أدبيا
                  أشكرك على هذه الانحناءة الراقية فوق ثدي يحترق
                  كلماتك حفرت في ذاكرتي فانتظرني لأنني ساكون أفضل في المرات القادمة
                  احترامي الشديد لكم أستاذي

                  تعليق

                  • إيمان عامر
                    أديب وكاتب
                    • 03-05-2008
                    • 1087

                    #10
                    الأستاذ القدير الرائع

                    مهند العاقوص

                    نص سلس يحمل جمال وفكر جديد للقاص
                    ما أروع سطورك وسردك
                    استمتعت بنصك وسطورك المتألقة
                    دمت بخير ودام قلمك مشرقا
                    ننتظر المزيد من هذا الأبداع
                    لك أرق تحياتي
                    عيد سعيد
                    "من السهل أن تعرف كيف تتحرر و لكن من الصعب أن تكون حراً"

                    تعليق

                    • مهند العاقوص
                      أديب وكاتب
                      • 07-08-2011
                      • 196

                      #11
                      بارك الله بك سيدتي
                      سعدت جدابرأيك وكلماتك اللطيفة
                      كل عام وأنت بخير

                      تعليق

                      يعمل...
                      X