
[gdwl]
سراج
لمَّا سَمِعَ "ديُوجينسْ" (1) صَخبَ السُّوقةِ لأوَّل مرَّةٍ، أطلَّ منَ البرْمِيل الذِي يقطنهُ وأصَاخَ لهُمْ بالسِّرَاج قائلا : "هاكُمْ ... التمِسُوهَا عَبْــــرَهُ" ...
بعْدَ هبَّةٍ ونيِّفٍ، تسَلمَ لفافة عبْرَ البريدِ السَّريع بهَا السِّرَاجَ ودَعْوَة لهَجْر البرْميل وأحْوَازهِ حَالا.
----------------------------------------------------------------
(1) الفيلسوف اليونانيديوجينس
قيل أن ديوجينس مثل يوماً أمام الاسكندر، لأن الاسكندر الأكبر طلب منه ان يفحص بين الجماجم كي يعرف رأس والده .. حضر هذا الفيلسوف وأظهر أنه مهتم جد الاهتمام بفحص احدى الجماجم، فسأله الملك قائلاً هل من خبر جيد بعدما فحصت هذه الجماجم بعناية فائقة ، فأجابه الفيلسوف إني أفحص عسى أن أجد جمجمة الملك فيلبس ولكن ما قدرت أن اميزها عن باقي الجماجم .
قال الفيلسوق بعدها : ان البشر يتميز احدهم عن الآخر في المولد ولكن بعد الممات يتساوى الجميع وقال أيضاً ان الموت يجعل صولجان الملوك مماثله لمعاول الفلاحين.
هذا الفيلسوف أراد ان يعلم طلابه درساً فقال لهم : "أريد ان اريكم الدنيا" . ففرح الطلاب وظنوا أنهم سوف يقومون برحلة حول العالم ولكن هذا الفيلسوف في اليوم الثاني أخذهم وأنطلق بهم الى مقبرة مليئة بعظام ورؤوس آدميين وخرق قد بليت وتمزقت وتلوثت وأنتنت ! أرتعب الطلاب ، فقال لهم الفيلسوف هذه رؤوس الناس التي تروها الآن هي مثل رؤوسكم كانت في يوم من الأيام مملؤه حرصاً واجتهاداً وذكاءً ويقظةً على جميع أمور الدنيا وكانوا أيضاً يرجون طول الاعمار كما ترجون أنتم أيضاً.......
في القرن الرابع قبل الميلاد عاش الفيلسوف الحكيم ديوجينس او ديوجين الذي كان يجوب الطرقات نهارا حاملا مصباحا يبحث في ضوئه عن »الانسان«, أي ذلك الذي تتمثل فيه الفضائل البشرية الصحيحة. واليوم, وبعد مرور اكثر من الفي عام لا يزال الانسان, هذا الكائن المجهول, يبحث عن انسانيته التي اضاعها بتهوره وهو يسعى لشهوات المال والمنصب والغرام بالنساء, متجاهلا وبتعمد, كل الخصال الانسانية التي اودعها الله فيه لكي يكون انسانا, بحق. من ينكر انه بعد الفي عام على »اختراع« اليونان للديمقراطية, لا يزال الانسان يستعبد اخاه الانسان, ولا تزال القوانين الجائرة تفعل فعلها في حياة الانسان, اكتشف الانسان الكهرباء وانار ظلمة الليل البهيم ليسعد, ولكنه فشل في »انارة« ذاته من الداخل,
[/gdwl]
تعليق