رجل ليس من زمننا هذا......!
قصة قصيرة
ايام تفصله عن دفع الأيجار،وإلا سيلقى بأثاثه الى الخارج ، ضاقت في عينه الدنيا ، تلمس دروب الليل المملوءة بالأخطار ، تفحص المارة بعيون لاتخلو من التوسل ، راح يغريهم بالصعود ،تارة عن طريق المنبه ، ومرة بأستثارتهم بأستخدام ضوء المصباح الأمامي للسيارة ، الليل يتوقف فيه الهواء تختنق فيه الأنفاس ،بلغت درجات الحرارة حدودا لاتطاق ، بينه وبين السحور ساعة، أو اكئر بقليل، همّ
بفتح الراديو ، لايستسيغ سماع شيئاً ، ادار موجه المذياع ، عدة مرات حول نفسه ، دون أن يستقر له رأي على سماع شيئاً ما ،
أغلق الراديو وأكتفى بأصوات منبهات السيارات ،وصوت محرك سيارته الذي يئن دون مقابل ، فجأه ..! ضغط على مكابح السيارة بكل قوته، اوقفها ، كاد أن يدهس أمرأة ، نزل من سيارته رآها تتمايل لآتستقر بمكان ، قد أخذ منها السكر مأخذا ، أستغفر الله ولعن الحظ العاثرألذ ي القاها بطريقه ..أثنان كانا يلاحقانها ، رأيا حزم في عينيه ، فآثرا الأبتعاد وأختفيا تحت ستار الظلمة .. ركب حطام أمرأة صهوة ذلك المقعد الخلفي بتثاقل ، ( الى ، أين....؟ ) نطقت بكلمات بالكاد أن تسمع وهي ترد على سؤاله ( لاأعرف....!) أنطلقت السيارة الى المجهول ...
الطريق فارغ الامن رجل يحمل حقيبة بيده، اشار للسائق باليد الأخرى ، أوقف السيارة ، نظر الرجل الى المقعد الخلفي ، حدقها بعين شبقة ، عرفت بخبرتها: إن هو يدعوها لقتل رغبة ، لاحت منها أبتسامه وكلام خافت ( لديك مكان )، همهم الرجل بكلام مبهم ، هز رأسه ، كاد ان يقفز قلبه من بين أضلاعه وهو يحتوي هذا الجمال كله بين يديه ، ترجلا ضل يرقبهما وقد تأبطت ذراعه ,اختفيا عن الأنظار ، في أزقة مظلمه ، لم يحدد وجهتهما، فرك الورقة النقدية التي أحيت بعض من آماله، وذهب للبيت كي يرتاح من عناء تلك الليلة العصيبة ، حمل أكياس من حلوى وفواكه، عائلته تنتظر مجيئه بفارغ الصبر ، يستعدون لأ حياء مراسيم طقوس السحور اليومية ، نظر الى داخل السيارة ، أمعن النظر ، الى تلك الحقيبةالمركونة ( ماهذا...؟! ) قال في سره ، ليس من أجابة حاضرة ، أنطلق الى السيارة فتح الحقيبة رزم من الأوراق النقدية كانت ، أمضى الليل كله يبحث عن صاحبها ، هده التعب . وقبل أن يستسلم لسلطان النوم ( سمع صوت صاحب البيت ، يزبد ويرعد ،متوعداً ) الأيجار ذلك العبئ الذي أرقه ليل نهار ، أيراده مقسم: بين حق صاحب السيارة ، وبين الأيجار، وبين مصرف زوجة وثلاثة أولاد
قالت زوجه وقد ضاقت ذرعاً بعناد زوجها
( رزق وبعثه الله لنا لم لاتعطي ،قسم منه لصاحب البيت ،ومهما أخذت منه فهو جبل لايـتأثر ).. نظر الرجل الى السماء ثم راح يصلي .. الصوت لازال يرميه بحمم من بذئ الكلام .. وهو لاه بأبتهالاته ....
عندما جن الليل أستعد لرحلة البحث من جديد، الكثير واقف يبحث عن سيارة أجره ،
ليس له هم غير أن يعيد تلك اللقيه ، شوارع أخطبوطيه ، يسأل هنا أوهناك لاأحد يعرف رجل بهذه المواصفات ، كل الأزقة ، كل البيوت التي طرقها، تجيب لا ، ماذا يفعل ، وبينه وبين الله عهد...لاح له وجه مالك البيت وقد بدا رأسه الكبير بأسنانه المتهدمة كأنه كرة تتنطط على زجاج السياره ، ورأى زوجه بعين منكسرة تنظر اليه بتوسل أنه رزق تعال ياحبيبي ، كم مرة كذبت على فاطمه وأملتها بأن تشتري لها لعبة ، كم تمنيت أن تشتري لي فستان ، ولعلي دراجة هوائية يسابق بها ريح أحلامه ، كم شكوت من أسمالك البالية ، هذه لنا فتعال ياحبيبي لنودع الفقر ..... وقبل أن يغمض عينه ليطرد شبحيهما ، لمح فجأة رجل بسيارة ( نعم هذا هو) ، راحت عجلات سيارته تنهب الشارع في محاولة للحاق به ، حمل الحقيبة ، وراح يعدو خلفه لم يلحق به، وصل الى بيت مسكون بأشباح اللهو والقمار والغواني ، تعالت ، كلمات الترحيب وصراخ مستهتر شق سكون الليل ، وضحكات ماجنة تعوي كذئب جائع ، وسط هذا الظلام ، تعالت الموسيقى ، رأى أجساد تتثنى وتتمايل ، غض النظر ، ولكن كيف له أن يغلق أذانه عن قرقعة زجاجات الخمر ، وأصوات ألنسوة الغارقة بالشهوة،
أومضت في عينيه بارقة أمل الح بالدخول ، لاأحد يعيره انتباها ،الكل لاه بتفريغ براكين اللذة ، انبلج الصباح ، خرج الجميع من أوجارهم ، تفرقوا ، رآه، لحق به أعطاه الحقيبه ، أنزاح جزء من همه ، ضحك الرجل وقال: عرفت أنها عائدة لي ، فخذيها هذه عربون حبي لك......
رائحة الخمر تفوح منه وهو يلقي بقمامته على وجه السائق (شكرأً)، بحث في جيبه فلم يجد غير عشردولارات ، سحقها بين الابهام والسبابة وأعطاها له ، اطرق رأسه ومضى ، وكأنه على موعد مع المصائب حيث هبطت عليه مرة واحده كغمام محملا بالمطر ، لتكتمل تلك التراجيديا ،رجال يحيطون ببيته ، يخرجون أثاثه عنوة ، صاحب السيارة يطلب المفاتيح منه.. نظرة انكسار في عيون زوجته وأطفاله ،وهم يودعونه، بنظراتهم حتى اختفوا بين الزحام ..
ضحك الرجل ، ثم توضأ، صلى ،سار يتهادى بمشيته منتشياً، وقلبه أكثر أنشراحاً ، لفحه نسيم بارد أنعشه ،
منذ أيام لم يشعر بأرتياح مثلما هو عليه اليوم ...
قصة قصيرة
ايام تفصله عن دفع الأيجار،وإلا سيلقى بأثاثه الى الخارج ، ضاقت في عينه الدنيا ، تلمس دروب الليل المملوءة بالأخطار ، تفحص المارة بعيون لاتخلو من التوسل ، راح يغريهم بالصعود ،تارة عن طريق المنبه ، ومرة بأستثارتهم بأستخدام ضوء المصباح الأمامي للسيارة ، الليل يتوقف فيه الهواء تختنق فيه الأنفاس ،بلغت درجات الحرارة حدودا لاتطاق ، بينه وبين السحور ساعة، أو اكئر بقليل، همّ
بفتح الراديو ، لايستسيغ سماع شيئاً ، ادار موجه المذياع ، عدة مرات حول نفسه ، دون أن يستقر له رأي على سماع شيئاً ما ،
أغلق الراديو وأكتفى بأصوات منبهات السيارات ،وصوت محرك سيارته الذي يئن دون مقابل ، فجأه ..! ضغط على مكابح السيارة بكل قوته، اوقفها ، كاد أن يدهس أمرأة ، نزل من سيارته رآها تتمايل لآتستقر بمكان ، قد أخذ منها السكر مأخذا ، أستغفر الله ولعن الحظ العاثرألذ ي القاها بطريقه ..أثنان كانا يلاحقانها ، رأيا حزم في عينيه ، فآثرا الأبتعاد وأختفيا تحت ستار الظلمة .. ركب حطام أمرأة صهوة ذلك المقعد الخلفي بتثاقل ، ( الى ، أين....؟ ) نطقت بكلمات بالكاد أن تسمع وهي ترد على سؤاله ( لاأعرف....!) أنطلقت السيارة الى المجهول ...
الطريق فارغ الامن رجل يحمل حقيبة بيده، اشار للسائق باليد الأخرى ، أوقف السيارة ، نظر الرجل الى المقعد الخلفي ، حدقها بعين شبقة ، عرفت بخبرتها: إن هو يدعوها لقتل رغبة ، لاحت منها أبتسامه وكلام خافت ( لديك مكان )، همهم الرجل بكلام مبهم ، هز رأسه ، كاد ان يقفز قلبه من بين أضلاعه وهو يحتوي هذا الجمال كله بين يديه ، ترجلا ضل يرقبهما وقد تأبطت ذراعه ,اختفيا عن الأنظار ، في أزقة مظلمه ، لم يحدد وجهتهما، فرك الورقة النقدية التي أحيت بعض من آماله، وذهب للبيت كي يرتاح من عناء تلك الليلة العصيبة ، حمل أكياس من حلوى وفواكه، عائلته تنتظر مجيئه بفارغ الصبر ، يستعدون لأ حياء مراسيم طقوس السحور اليومية ، نظر الى داخل السيارة ، أمعن النظر ، الى تلك الحقيبةالمركونة ( ماهذا...؟! ) قال في سره ، ليس من أجابة حاضرة ، أنطلق الى السيارة فتح الحقيبة رزم من الأوراق النقدية كانت ، أمضى الليل كله يبحث عن صاحبها ، هده التعب . وقبل أن يستسلم لسلطان النوم ( سمع صوت صاحب البيت ، يزبد ويرعد ،متوعداً ) الأيجار ذلك العبئ الذي أرقه ليل نهار ، أيراده مقسم: بين حق صاحب السيارة ، وبين الأيجار، وبين مصرف زوجة وثلاثة أولاد
قالت زوجه وقد ضاقت ذرعاً بعناد زوجها
( رزق وبعثه الله لنا لم لاتعطي ،قسم منه لصاحب البيت ،ومهما أخذت منه فهو جبل لايـتأثر ).. نظر الرجل الى السماء ثم راح يصلي .. الصوت لازال يرميه بحمم من بذئ الكلام .. وهو لاه بأبتهالاته ....
عندما جن الليل أستعد لرحلة البحث من جديد، الكثير واقف يبحث عن سيارة أجره ،
ليس له هم غير أن يعيد تلك اللقيه ، شوارع أخطبوطيه ، يسأل هنا أوهناك لاأحد يعرف رجل بهذه المواصفات ، كل الأزقة ، كل البيوت التي طرقها، تجيب لا ، ماذا يفعل ، وبينه وبين الله عهد...لاح له وجه مالك البيت وقد بدا رأسه الكبير بأسنانه المتهدمة كأنه كرة تتنطط على زجاج السياره ، ورأى زوجه بعين منكسرة تنظر اليه بتوسل أنه رزق تعال ياحبيبي ، كم مرة كذبت على فاطمه وأملتها بأن تشتري لها لعبة ، كم تمنيت أن تشتري لي فستان ، ولعلي دراجة هوائية يسابق بها ريح أحلامه ، كم شكوت من أسمالك البالية ، هذه لنا فتعال ياحبيبي لنودع الفقر ..... وقبل أن يغمض عينه ليطرد شبحيهما ، لمح فجأة رجل بسيارة ( نعم هذا هو) ، راحت عجلات سيارته تنهب الشارع في محاولة للحاق به ، حمل الحقيبة ، وراح يعدو خلفه لم يلحق به، وصل الى بيت مسكون بأشباح اللهو والقمار والغواني ، تعالت ، كلمات الترحيب وصراخ مستهتر شق سكون الليل ، وضحكات ماجنة تعوي كذئب جائع ، وسط هذا الظلام ، تعالت الموسيقى ، رأى أجساد تتثنى وتتمايل ، غض النظر ، ولكن كيف له أن يغلق أذانه عن قرقعة زجاجات الخمر ، وأصوات ألنسوة الغارقة بالشهوة،
أومضت في عينيه بارقة أمل الح بالدخول ، لاأحد يعيره انتباها ،الكل لاه بتفريغ براكين اللذة ، انبلج الصباح ، خرج الجميع من أوجارهم ، تفرقوا ، رآه، لحق به أعطاه الحقيبه ، أنزاح جزء من همه ، ضحك الرجل وقال: عرفت أنها عائدة لي ، فخذيها هذه عربون حبي لك......
رائحة الخمر تفوح منه وهو يلقي بقمامته على وجه السائق (شكرأً)، بحث في جيبه فلم يجد غير عشردولارات ، سحقها بين الابهام والسبابة وأعطاها له ، اطرق رأسه ومضى ، وكأنه على موعد مع المصائب حيث هبطت عليه مرة واحده كغمام محملا بالمطر ، لتكتمل تلك التراجيديا ،رجال يحيطون ببيته ، يخرجون أثاثه عنوة ، صاحب السيارة يطلب المفاتيح منه.. نظرة انكسار في عيون زوجته وأطفاله ،وهم يودعونه، بنظراتهم حتى اختفوا بين الزحام ..
ضحك الرجل ، ثم توضأ، صلى ،سار يتهادى بمشيته منتشياً، وقلبه أكثر أنشراحاً ، لفحه نسيم بارد أنعشه ،
منذ أيام لم يشعر بأرتياح مثلما هو عليه اليوم ...
تعليق