قراصنة الحياة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مالكة حبرشيد
    رئيس ملتقى فرعي
    • 28-03-2011
    • 4544

    قراصنة الحياة

    من اعلى قمم الضياع ....نزلت الى الركن ..حيث الجهل يعزف ترنيمة الوجع ...ليرقص الجوع على خشبة القهر ....وقفت امام مراة مكسورة ...تحاول اصلاح ما افسده الزمن ...والليل والسهر
    ....تجملت ..تغنجت ....تلونت ....بين الجفون دمعة تقاوم الانهيار ....

    ها هي ذي تمشي في دلع
    تترنح ...تتمايل ...تنظر تارة الى الخلف....وتارة تطلق ضحكات مدوية ....عيناها لا تستقران ...صوت الكعب العالي ...ينادي ...جرس يعلن بدء الفضيحة ....
    أتراها تبحث عن شيء ؟أم أن شيئا يبحث عنها؟
    اقتربت من السور ...أو ربما هوالذي اقترب منها
    فهي واياه صديقان حميمان منذ القدم ..حتى تحول ما بينهما إلى عشق وهيام .....
    كل ليلة تبثه همها ..تشكيه ظروفها ....تبكيه احتراقها
    تقدم كل لحظة أعذارها ..فيطأطيء هامته خجولا أو ربما متفهما كلامها ....ها هي ذي تنتظر انجلاء النهار لتبدأ رحلتها
    تلف الدروب والأزقة بحثا عن قناصها
    وقفت عند السور تطقطق علكتها ....في انتظار موعد خروج قراصنة الليل ..وتجار البشر ...
    العيون تتفحصها ....الخطوات تدنو منها ....
    بدأ الشفق الأحمر يسدل ستائره على الكون ليلبس الوجود لون الخطيئة ....وتكشف العيون عن ملامح الرذيلة
    كل شيء هنا يعرفها العيون ..الدروب ..الأفواه.....الأرض ....والجدران ....جميعهم يشمون رائحتها من بعيد
    فيفسحون الطريق
    لوحت بالمنديل الشفاف الذي كان على ذراعيها
    اقتربت الطريدة منها... هو رجل في ريعان الشيخوخة ..
    ابتسامة ..فضحكة ...ف....
    وعند السور الذي يشهد كل ليلة ثمن الصفقة تم الاتفاق
    رافقته الى الدار
    بيت صغير مغطى بشيء من القصدير وقطع من الكارتون
    نور خافت ينبعث من الداخل ...هو نور فانوس من العقد القديم ...
    عندما كان الانسان يتطور ببطء شديد ...
    أدخلت الرجل بدفعة من يدها خشية تراجعه عنها
    ربما لتثبت لنفسها أنه مازال في عيونها ما يستفز العشق
    ..ومازال في جسدها ما يحرك الرغبة في الأعماق
    كانت ليلة ككل الليالي الماضيات... كلام...موسيقى...قهقهات ...رقص ....ضياع ....
    ترقص ...تغني ...تشرب ...لقد أنهكها السهر ... والليل في آخره ...
    ليس من حقها ان تجلس...أن ترتاح... فقد قبضت الثمن مقدما ...؟
    كل شيء هنا يمتص حياتها الليل....الكأس...السيجارة والعيون ...
    تغيرت ملامحها ...امتقع لونها ...صوت سعال الام في الغرفة المجاورة يلاحقها ...نظرات اخوتها الصغار من خلف الباب ترقبها .بدأت خيوط الفجر تظهر ...حين سقطت على الأرض مغما عليها
    لم يقترب أحد منها ليسعفها ...ليعرف ما بها ...
    تسلل كل من كان في الغرفة من خلف السور ..
    لا أحد منهم يعرف حتى اسمها
    ما همهم منها... فهي مجرد صورة من بين...الصور العديدة الملقاة في الشوارع ...فوق كل رصيف تدوسها الأقدام ..ولا تنتبه......؟
    فجأة تعالت الصرخات في البيت الكئيب
    ماتت... ماتت ...قبل اكتمال الليلة .....
    ماتت قبل .....
    وحده الجوع هنا يبكيها ....تغرق الدموع في تجاعيد الجهل المتوارث ....
    لتنجب العبرات موتا جديدا .............
  • حكيم الراجي
    أديب وكاتب
    • 03-11-2010
    • 2623

    #2
    أستاذتي الغالية / مالكة حبر شيد
    ماهذا الوجع المتدفق كإعصار وسط ليل داكن ..!!
    ما تركتي لنا من فسحة نفس .. أطبقتي عليه سطرا فآخر حتى آخر الجرح ..
    لذيذة وموجعة ..
    محبتي وأكثر
    [flash= http://www.almolltaqa.com/upload//up....gif]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash]

    أكتب الشعر لا ليقرأه المهووسون بالجمال
    بل أكتب لأوثق انهيارات القُبــــح ..



    تعليق

    • ربيع عقب الباب
      مستشار أدبي
      طائر النورس
      • 29-07-2008
      • 25792

      #3
      جميلة متماسكة
      حملت تفاصيل ما
      ووشت بمدي المعاناة التى تعيشها
      بكل لحظة بحث عن فريسة لتكون لها الفريسة
      أى القاتل المقتول .. دور مزدوج
      لصاحب الطعنة و المطعون
      و هناك ثلة من صغار تنتظر عودتها بعد كل رحلة
      و لكن هذه الليلة كانت فاصلة و غنية بالدموع

      ما أعجبتني تلك الكلمات فى النص ( الفضيحة - الرذيلة - الخطيئة )
      تمنيت لو لم تكن هنا ، لنترك الدرس يصل دون أن نوصف و نحدد !!

      شكرا لك أستاذة على تلك
      و إلى الأمام
      ننتظر منك الأجمل دائما !!

      تقديري و احترامي
      sigpic

      تعليق

      • إيمان الدرع
        نائب ملتقى القصة
        • 09-02-2010
        • 3576

        #4
        ملامح لامرأة مسحوقةٍ ، رماها الزمان المرّ على قارعته ، ثم دهسها ومضى
        رُسمتْ بنزيف حروفٍ ، استطاعت أن تشكّل مشهداً غاية في الإتقان ، والتأثير
        سلمتْ أناملك مالكة الغالية ..
        وبانتظار المزيد ..
        تحيّاتي ، وأعذب أمنيّاتي

        تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

        تعليق

        • ريما ريماوي
          عضو الملتقى
          • 07-05-2011
          • 8501

          #5
          لا أدري اختي مالكة.. لم أستطع أن أرأف بحالها!؟
          ونظرتي تفاؤلية ومثالية بالحياة, ماذا لو عملت في الخدمة
          أو عاملة في مصنع أو معمل أو أي عمل شريف ألم يكن أفضل لها,
          على الأقل لو كسبت احترام الناس لها, بدلا من أن يدوسوا جثتها ويمضون.
          نص جميل أبرز حجم المعاناة عند مثل تلك الشريحة البائسة من البشر
          فلم ينولوا دنياهم ولا آخرتهم. وتموت الحرة ولا تأكل بهذه الوسيلة
          وهو كله "موت من الجوع" ولكن الموت بشرف أكرم.
          لك أجمل التحايا غاليتي الأديبة الكبيرة.
          مودتي وتقديري.
          التعديل الأخير تم بواسطة ريما ريماوي; الساعة 14-08-2011, 11:41.


          أنين ناي
          يبث الحنين لأصله
          غصن مورّق صغير.

          تعليق

          • بسمة الصيادي
            مشرفة ملتقى القصة
            • 09-02-2010
            • 3185

            #6
            نعم هي صورة من الصور الملقاة على الطريق
            وكانت كذلك قبل أن تموت!
            وربما الموت ....أنقذها!
            من هو المجرم الحقيقي يا ترى؟
            أهو الجوع؟ أم ثلج القلوب؟
            أم استسلام الفتاة!
            الكلام لا ينتهي في نقاش كهذا ..!

            أما ما هو أجمل وأجمل
            فهو الأسلوب الجذاب ..
            شاعرة انت في كل ما تكتبين
            سلمت الأنامل المضيئة
            في انتظار المزيد عزيزتي
            كل الود
            التعديل الأخير تم بواسطة بسمة الصيادي; الساعة 15-08-2011, 23:46.
            في انتظار ..هدية من السماء!!

            تعليق

            • مالكة حبرشيد
              رئيس ملتقى فرعي
              • 28-03-2011
              • 4544

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة حكيم الراجي مشاهدة المشاركة
              أستاذتي الغالية / مالكة حبر شيد
              ماهذا الوجع المتدفق كإعصار وسط ليل داكن ..!!
              ما تركتي لنا من فسحة نفس .. أطبقتي عليه سطرا فآخر حتى آخر الجرح ..
              لذيذة وموجعة ..
              محبتي وأكثر


              مساء الخير استاذ حكيم
              انما هي محاولة بسيطة
              احاول من خلالها التعبير عما نشاهده
              ونعيشه وتسليط الاضواء على بعض
              جوانب الحياة البشعة
              شكرا استاذ على مرورك
              تشجيعك دائما يبعث على الحماس


              تعليق

              • رشا السيد احمد
                فنانة تشكيلية
                مشرف
                • 28-09-2010
                • 3917

                #8


                مالكة الرائعة
                قصتك تناولت الموضوع بجمالية رائعة
                وتنقلت جملك تصف بدقة كاميرا مع إحساس شاعرة فأغدقتنا جمالاً
                منهمرا ً
                لتنتهي المأساة بمأساة أقسى منها لذاك الموت المهين الذي لم يكترث به أحد
                بل كان في الحضيض قيمة
                تصوير جميل وأسلوب ممتع

                دمت غاليتي بجمال فكرك

                ياسمين
                لروحك التي تطفق جمالاً .
                https://www.facebook.com/mjed.alhadad

                للوطن
                لقنديل الروح ...
                ستظلُ صوفية فرشاتي
                ترسمُ أسرارَ وجهِكَ بألوانِ الأرجوان
                بلمساتِ الشَّفقِ المسافرِ في أديم السَّماء .

                تعليق

                • مالكة حبرشيد
                  رئيس ملتقى فرعي
                  • 28-03-2011
                  • 4544

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
                  جميلة متماسكة
                  حملت تفاصيل ما
                  ووشت بمدي المعاناة التى تعيشها
                  بكل لحظة بحث عن فريسة لتكون لها الفريسة
                  أى القاتل المقتول .. دور مزدوج
                  لصاحب الطعنة و المطعون
                  و هناك ثلة من صغار تنتظر عودتها بعد كل رحلة
                  و لكن هذه الليلة كانت فاصلة و غنية بالدموع

                  ما أعجبتني تلك الكلمات فى النص ( الفضيحة - الرذيلة - الخطيئة )
                  المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة

                  تمنيت لو لم تكن هنا ، لنترك الدرس يصل دون أن نوصف و نحدد !!

                  شكرا لك أستاذة على تلك

                  و إلى الأمام
                  ننتظر منك الأجمل دائما !!

                  تقديري و احترامي

                  صباح الخير استاذ ربيع
                  اشكرك كثيرا على دعمك وتوجيهك وتشجيعك
                  اما الكلمات التي لم تعجبك
                  فالخطاب فيها لم يكن موجها للبطلة فحسب
                  بل لكل من حولها من بشر وقوانين وسلوكات
                  من موانع ومبيحات ...من خطوط حمراء
                  ترفع متى شاء واضعوها ...وتثبت متى ارادوا
                  لكن يبقى راي استاذي على راسي
                  شكرا مرة اخرى ...اتمنى ان ابقى عند حسن الظن


                  تعليق

                  • مالكة حبرشيد
                    رئيس ملتقى فرعي
                    • 28-03-2011
                    • 4544

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة إيمان الدرع مشاهدة المشاركة
                    ملامح لامرأة مسحوقةٍ ، رماها الزمان المرّ على قارعته ، ثم دهسها ومضى
                    رُسمتْ بنزيف حروفٍ ، استطاعت أن تشكّل مشهداً غاية في الإتقان ، والتأثير
                    سلمتْ أناملك مالكة الغالية ..
                    وبانتظار المزيد ..
                    تحيّاتي ، وأعذب أمنيّاتي
                    صباح الخير عزيزتي ايمان

                    لمرورك وزن اخر ...وتاثير اخر
                    فانت الانثى التي بكل تأكيد تعرف ...تحس معاناة الانثى
                    في وطننا العربي ...وانت القاصة التي تجيد بناء المشاهد
                    تجعل الحروف تنطق .لتحاور العابر وتجعله يعيش الحدث
                    كل هذا يجعل شهادتك تاجا فوقق راسي ...
                    وتجعلني فخورة بما كتبت مهما كان بسيطا
                    شكرا استاذة ايمان
                    مودتي وكل التقدير

                    تعليق

                    • مالكة حبرشيد
                      رئيس ملتقى فرعي
                      • 28-03-2011
                      • 4544

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة ريما ريماوي مشاهدة المشاركة
                      لا أدري اختي مالكة.. لم أستطع أن أرأف بحالها!؟
                      ونظرتي تفاؤلية ومثالية بالحياة, ماذا لو عملت في الخدمة

                      أو عاملة في مصنع أو معمل أو أي عمل شريف ألم يكن أفضل لها,

                      على الأقل لو كسبت احترام الناس لها, بدلا من أن يدوسوا جثتها ويمضون.

                      نص جميل أبرز حجم المعاناة عند مثل تلك الشريحة البائسة من البشر

                      فلم ينولوا دنياهم ولا آخرتهم. وتموت الحرة ولا تأكل بهذه الوسيلة

                      وهو كله "موت من الجوع" ولكن الموت بشرف أكرم.

                      لك أجمل التحايا غاليتي الأديبة الكبيرة.

                      مودتي وتقديري.


                      صباح الخير عزيزتي
                      لا تكوني قاسية يا ريما
                      لكل انسان ظروفه واعذاره ...معاناته وتراكماته
                      التي لو قام بجردها امامنا لوجد كل واحد منا نفسه متهما
                      نحن نعيش في مجتمعات ظالمة لا تجيد غير جلد بعضها البعض
                      فلنكن رؤوفين ببعضنا عل الحال يتغير ولو نسبيا

                      التعديل الأخير تم بواسطة مالكة حبرشيد; الساعة 20-08-2011, 12:28.

                      تعليق

                      • مالكة حبرشيد
                        رئيس ملتقى فرعي
                        • 28-03-2011
                        • 4544

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة بسمة الصيادي مشاهدة المشاركة
                        نعم هي صورة من الصور الملقاة على الطريق
                        وكانت كذلك قبل أن تموت!
                        وربما الموت ....أنقذها!
                        من هو المجرم الحقيقي يا ترى؟
                        أهو الجوع؟ أم ثلج القلوب؟
                        أم استسلام الفتاة!
                        الكلام لا ينتهي في نقاش كهذا ..!

                        أما ما هو أجمل وأجمل
                        فهو الأسلوب الجذاب ..
                        شاعرة انت في كل ما تكتبين
                        سلمت الأنامل المضيئة
                        في انتظار المزيد عزيزتي
                        كل الود


                        صباح الخير عزيزتي بسمة
                        مرورك زاد حروفي القا وغمرني سعادة
                        اعجبني كثيرا وجدا تفاعلك مع النص
                        وتعاطفك مع البطلة فهي قصة واقعية
                        مؤلمة جدا ..ربما لم استطع ايصالها كما يجب
                        لكني حاولت .....وقراءتك تشعرني
                        اني نجحت في تبليغ الصورة ولو نسبيا
                        شكرا عزيزتي على المرور
                        ولا تغيبي ...بسمة الملتقى

                        تعليق

                        يعمل...
                        X