رسالة لحكيم المدينة ... في سكرة صحوة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • رشا السيد احمد
    فنانة تشكيلية
    مشرف
    • 28-09-2010
    • 3917

    رسالة لحكيم المدينة ... في سكرة صحوة

    [read]
    رسالة لحكيم
    المدينة .. بسكرة صحوة



    غفوت لحظات ، ووجدتني
    أستفيق بكهف كان حولي منيرا ً يسكنه عالم فيه من الروعة، ما أدهشني مدينة ممتدة
    الأطراف تموج سحرا ً
    وأنتثر
    ضياءاً مثيراً بلا أضغاث حروب تؤرق ذاكرة المكان
    ولا لعنات قديمة
    كان الطهر يبرق بياضا ً يكسر كل عتمة ينظر إليها بهدب
    عينيه
    تملكني شيء من الدهشة
    لجمال المكان ، وغابت عني بلاهة أسئلة تمزق دهشتي بما حولي
    والصَحب ِ حولي نائمون بنعاس ثقيل

    و قطتي البرتقالية ما زالت
    تغط بلذة الحلم ،
    وكأني
    أتيت من زمن بعيد معها
    بل
    أني أتيت من زمن آخر ، هذا كان شعوري أيها الحكيم
    أخذني تأملي بالمكان ، وجدتني في جنة تملؤها سكينة
    الأرض ،وجمال على غير ما ألفت !!!!
    لم
    أعي تماما أأنا في حلم أحلم ، أم أنا في واقع أصحو من حلم يسكرني

    ما زالت تسربل ذاكرتي
    الدهشة بالمكان ،من أين أتيت ولأي مكان أمضي ؟؟
    ومن معي هاهم يغطون في سكرة نوم ، تبدو عليهم سمات
    راحة وبعض من قلق ، وحدي أنا من أفقت
    أيقضني صوت أوراق ، كانت تهمس بأحرفها أمام وجهي بلحن غريب العباءة
    محبب اللكنة ، بعيد الحنان
    غطى جسدي بحرير ناعم كأنه حرير صنع ليذهب هم النفس ، ويجلو عن
    القلب كلخه ، ويهب سكينة الكون
    يا حكيم المدينة

    وددت أن يصحو أحدهم أسايره
    ... أسأله ... عله يجيب على تساؤل أستفاق
    فجأة داخلي !!
    حينما تعالى
    جمال الأوراق حولي ، وأخذت أحرفها تسري بعروقي ، تعالت دهشتي بروعة المكان أكثر

    غريب
    ....
    كل كيد النساء لم
    يستطيع أن يمنحني قليلا من قواريره لأعرف سر قدوم هذه الحروف ، إلي أنا من دون
    البشر
    ولا حكمة كتبي التي
    أقرؤها أستطاعت أن تجيب دهشتي
    ترى
    هل أُنزلت ، أم نثرت في أرجاء العصور أحرف بنفسجية لتتجمع هنا أمامي وتصلبني
    أمامها ، بدهشة طفلة صَحتْ مباغتة على لعبة العيد بين يديها

    او كيتيم وجد أمه فجأة
    تحمله بحنان العالم وتطير به نحو السماء
    نعم .... كانت قصص تلك الأوراق تفعل أناغيمها معي
    الأعاجيب ، تحملني من زمن لزمن

    وكأني أعرفها منذ خلق ربي
    الأرواح قبل البشر
    نعم بل
    أني أعرفها حرفا حرفا ً
    وأحببتها نقطة نقطة من قبل هكذا كان شعوري
    بها
    ولذا بلا مقدمات ...
    أحببتها من جديد
    أحيانا
    أشعر أن القلب بعاطفته أعمى ، وأحيانا ياحكيم المدينة
    ... أشعر أنه يرى السماء السابعة ، ويستمتع بجمالها وهو فوق الأرض

    كيف هذا جوابه عند القلب
    وليس عندي
    تمنيت لو تموء
    قطتي فجأة لتمنحني جواب عن سؤال شارد لكن عبثا ً للآن نائمة ، وما أحببت أن تفيق
    عنوة
    يقال أن القطط تذكر
    الله حتى وهي ساهبة في عينيها أثناء قيلولتها لا أعلم صحة القول ، لكني أستشعرها ،
    فأحببت تسابيحها تلك فهي تبدو ، في عالم آخر هناك في العلو

    يا حكيم
    ...
    أغرتني الأوراق لأقرأها
    قرأتها حرفا ً ، تلو حرف ، .... كنت أرتل تراتيل حب ٍ، وأنين قلب أعتصره ألم

    نسيت جمال المكان حولي ،
    وأنا أقرأ
    لأني ببساطة تهت
    في جمال المنثور ، وقصصه أمامي ،
    بينما
    مسك معها كان ينثر عبقه شعرا ً في روحي ،كأنما يسرقني لعلو أكثر وأكثر

    كنت أقرأ وأرتقي ، فبلغت من
    العلو ما جعلني أرى جمالا ً علويا ً وأنسى جمالا ً دنيويا
    ً
    لست أدري كم بقيت أقرأ
    !!!!
    ربما دهراً وربما بعض
    من دهر ... وربما دهور
    وربما
    لحظات أحسستها دهورا ً لذاك الجمال الذي تهت فيه بين الأوراق

    أيعقل يا حكيم أن تحتوي
    أوراق كل ذاك الجمال
    حتى
    ورق من المال كان منضودا على مقربة مني لم أكترث له ، ولم يغريني ، فجمال حجر ملون
    ، وحرف ساحر يغريني برًيقه أكثر
    سحرتني
    الأوراق ، !
    وأرتقيت معها
    لسابع سماء وما عاد جمال حولي يشغلني ، وما عادت غرائبية المكان تدعوني للعودة
    !!!
    فجأة يا حكيم أستحالت
    الأوراق ملاكا ً ، أتنقل معه من جنة لأخرى
    فأجأني بظهوره المحير هو صاحب الأوراق ، التي حفظتها عن ظهر حب

    لم أكترث لأسمه ، ولا
    لعنوانه ، ولا لمسكنه
    شيء
    واحد أوقعني بدهشة أكبر أن ذاك الملاك الذي حضر فجأة كيوم ربيعي هب بكل جماله
    علينا بعد طول مطر
    كنت أشعر
    أني أعرفه من سرمدية بعيدة ، حتى إبتسامته الأولى لم تكن غريبة علي ، أبتسمت شفاهي
    لها دون أن أدري
    وكأنه وجه
    أتوه فيه منذ غابر العصور ، بنى لي قصرا ً لم أرى مثله في أحلامي ، كانت جوانبه
    تطفق حبا ً وشفافية كصاحبه
    وألغازه تزيده جمالا ً وسحرا ً ، لا أريد أن أصف ذاك الملاك ، لست
    أعجز عن وصفه ، لكني أن وصفت ستتوه ، معي في جمال الوصف ، لا أقصد من الخارج فقط
    هذا مهم لحد ما
    بل كان
    بداخله عوالم لم يسبق لي أن زرتها ، كنت أقرأها قبل أن أراها أستحسها قبل أن تنثر
    جمالها ،
    من أين أتى

    من أي مكان وزمان لا أدري
    ؟؟؟ !!
    كل ما أعلمه أني
    أعرفه ، قبل ان أتعرف عليه من جديد
    أحفظه
    قبل أن يُقرؤني نفسه ، أحفظ إبتسامته ... من غابر عهد
    أعلم كل شيء عنه قبل ان يحكيه ،
    ...
    تهت أنا فيه حتى أني لم
    أسأل ، أسئلة كان يجب أن تطرح ولكني لا أود حتى أن أسال وكأني لا حاجة لي بالسؤال
    !!!
    أعتبرته ملاكي وعاد لي
    بعد طول غياب لسبب أجهله
    أعتبرته قلبي وأُعيدَ لي ذات تجلي
    أعتبرته روحي المفقودة وردت لي ، بعد طواف ماس طويلاً حول التاريخ ،
    وعادت إلي بأزهى ما يكون
    عشت معه في كل لحظة زمن كامل
    وذات صباح ...
    أفقت وجدتني بالكهف وكل صحفه معي وكل عطوره ما زالت
    تضمخني
    وذاك العالم محفورا
    في ذاكرتي
    أنتابني الآن
    سؤال قوي لما حضر بهذا الوقت
    وأين
    أنا وفي أي عالم تراني
    ويا
    ترى كم لبثت في هذا الكهف ، وكم سألبث ومن هم من معي
    أرى أوراقي تتناثر حولي مضاءة بأحرف نقشناها معا
    ً
    أنا وملاكي

    يا حكيم المدينة
    الموقر
    أرسل رسالتي لك
    مع قطتي الشامية
    فهل أنت
    مفسر لحالي
    أحلمٌ هذا
    ؟؟
    أو أحلم انا وسط الحلم
    ؟؟
    أم واقع في عالم أحياه
    بعيدا عن عالمي ؟؟
    أخاف أن
    أغادر المكان فيحضر ملاكي بجسده للكهف رغم أن روحه معي
    فهل من رد يريحني
    ولروحك الطاهرة ألف نجمة تشع من حولك ليل نهار وألف
    باقة من ود وعرفان .





    رشا.





    الساعة / الغامضة
    ليلا ً وكثير من همسات تأمل
    السنة
    / القصص الكبرى بسكرة صحوة



    [/read]
    التعديل الأخير تم بواسطة رشا السيد احمد; الساعة 18-08-2011, 20:52.
    https://www.facebook.com/mjed.alhadad

    للوطن
    لقنديل الروح ...
    ستظلُ صوفية فرشاتي
    ترسمُ أسرارَ وجهِكَ بألوانِ الأرجوان
    بلمساتِ الشَّفقِ المسافرِ في أديم السَّماء .

  • ربان حكيم آل دهمش
    أديب وكاتب
    • 05-12-2009
    • 1024

    #2
    " رسالة لحكيم المدينة .. في سكرة صحوة .."
    فيها رأيت بأم عيني هذيان الروح وهسهسات مشاعر..
    معذرة ايتها النساء ليس إستـنـقاص
    لكن فكل واحدة منكن لها مميزاتها .
    ولكن الليلة قرأت هذا النص .. راق لي أحرفه
    كنتي موفقة دائما بأحاسيس ومشاعر أنثى .. كونى بخير
    رمضان كريم أعاده الله عليكم باليمن والبركات
    سعدت بمرورى عبر متصفحك الأبداعى الراقى
    والذى استوقفنى فى سكرة صحوه ..

    مودتى واحترامى .

    ربان :
    حكيم ..
    التعديل الأخير تم بواسطة ربان حكيم آل دهمش; الساعة 23-05-2012, 15:15.

    تعليق

    • رشا السيد احمد
      فنانة تشكيلية
      مشرف
      • 28-09-2010
      • 3917

      #3
      قال حكيم : الذى تملكه يملكك أيضا ً
      فى سكرة صحوه ..

      حاولي أن تكوني أنت البادئة، تنازلي عن كبريائك الموهوم،
      ودعيني في سكرة عشقك أثمل بك وحدك
      فأتدثر بك كلك وأسكن بين أطرافك ......
      غارق في سكرة الحرف لايعي بُعد الطٌَرف
      ولا حِدٌة الطْرف .....
      الآن هو الوقت الوحيد الذي تملكه
      وغداً هو الوقت الذي يملكك

      وانت لا تملكه !! الخيار لك .
      ان رؤية الاشياء هي الايمان بما نرى
      لانها انعكاس ومرآة لنا ...
      هذيان الروح وهسهسات مشاعر
      معذرة ايتها النساء ليس إستـنـقاص
      لكن فكل واحدة منكن لها مميزاتها .
      سيدتي سيدة الكون ..
      كنتي موفقة دائما بأحاسيس ومشاعر أنثى .. كونى بخير
      رمضان كريم أعاده الله عليكم باليمن والبركات
      سعدت بمرورى عبر متصفحك الأبداعى الراقى
      والذى استوقفنى فى سكرة صحوه ..

      مودتى واحترامى .


      [read]

      أساذي الرائع





      ربان


      أنت ملاك نشر أجنحته بين أحرفي


      وتاهت فيه كلماتي أكثر


      مما تهت فيه


      وأنا في نصي


      شغب الماس يتتطاير من حرفك


      ليتناثر داخلي


      بجنون ذهول لجماله


      وعذوبة تلاقفتها عيناي


      كحبات مطر تبللني


      ذات صيف حارق


      أيعقل أن يسكنك كل هذا الصفاء


      الربيعي


      أيعقل ؟؟؟ !!!


      نحن نصدق اللذين لانعرفهم بعد


      لأن دهشة اللحظة الأولى لابد ستنطق


      بصدقها


      دون مواربة





      ياحكيم ...


      هل يمكن لبنانك أن يرتديه


      سحر الحرف ليصل ذاك الشط البعيد


      ليصل ذاك الشفق المسافر في مدن جمال


      أيعقل يا حكيم


      أن يذوبنا الحرف بسحره أن


      تشمخ من الحروف


      ملائكة تزورنا على حين غرة


      الآن أومن


      ان ما كنت فيه سكرة حرف مازجها


      عطر ذات حلم بين الكلمات





      سيدي ربان ....


      شفيف البنان والبيان


      اسمح لي أن أقول لك


      بأن حضورك ملأني دهشة لجماله


      من بين الحضور


      في أبتهالات ليل يترامى تسابيح جمال


      فكان لي شرف حضوركم


      سعيدة بهذا التواجد


      ياراقي الحرف الرهيف


      لا عدمتك


      ورمضانك وعيدك أزهر ومبارك


      من قلبي آيات مودة لجمال الحضور


      رشا السيد أحمد












      [/read]
      https://www.facebook.com/mjed.alhadad

      للوطن
      لقنديل الروح ...
      ستظلُ صوفية فرشاتي
      ترسمُ أسرارَ وجهِكَ بألوانِ الأرجوان
      بلمساتِ الشَّفقِ المسافرِ في أديم السَّماء .

      تعليق

      • مالكة حبرشيد
        رئيس ملتقى فرعي
        • 28-03-2011
        • 4544

        #4
        اراها قصة فلسفية جدا
        تتغلغل في متاهات النفس البشرية
        لتسلط الضوء على صراعات داخلية
        تجعل الروح ترقى تارة الى اعلى السماوات
        وتارة تهوي في بحر من الظلمات
        ويبقى في الافق حلم جميل يراود النفس
        رغم العتمة التي تستوطن المكان

        تعليق

        • رشا السيد احمد
          فنانة تشكيلية
          مشرف
          • 28-09-2010
          • 3917

          #5



          جميل الرؤى يشاغل جفنيها
          وفي قلبها إنهمار القصيد مطرا ً
          من شروق إبتسامة تسامت معها فوق
          دجى الليالي

          مالكة الغالية

          إطلالة لك تهمي جمالًا
          لاحرمت من هذه الإطلالة التي تبث الراحة أينما رانت
          وتنثر الود بشغف أينما جالت أحرفها
          من القلب نرجس لروعة الحضور .
          https://www.facebook.com/mjed.alhadad

          للوطن
          لقنديل الروح ...
          ستظلُ صوفية فرشاتي
          ترسمُ أسرارَ وجهِكَ بألوانِ الأرجوان
          بلمساتِ الشَّفقِ المسافرِ في أديم السَّماء .

          تعليق

          • موسى الزعيم
            أديب وكاتب
            • 20-05-2011
            • 1216

            #6
            ماأروعه هذا الرقي في اللغة الانثوية هو بوح ينم عن ذات متمرسة في حب الجمال وللاحلام لغة خاصة
            ما قرأته جعلني اشعر بمتعة لم اشعربها منذ ثلاثين سنة عندما كنت اضع راسي في حجر امي واغفو على اصابعها تداعب شعري
            شكرا لهذه الحكمة الموصولة بالفن دام قلمك دفّاقاً

            تعليق

            • رشا السيد احمد
              فنانة تشكيلية
              مشرف
              • 28-09-2010
              • 3917

              #7


              ماأروعه هذا الرقي في اللغة الانثوية هو بوح ينم عن ذات متمرسة في حب الجمال وللاحلام لغة خاصة
              ما قرأته جعلني اشعر بمتعة لم اشعربها منذ ثلاثين سنة عندما كنت اضع راسي في حجر امي واغفو على اصابعها تداعب شعري
              شكرا لهذه الحكمة الموصولة بالفن دام قلمك دفّاقاً


              أستاذي المبدع موسى

              وهناك طيب قد لا يفارق ذاكرة الشم لدينا
              ودفىء تباركه السماء
              لا يرحل بلمساته وأن باعدته الأيام عنا
              وشقشقات ضوء
              أنهمرت رغم لغة الدجى على قلوبنا نظل نحملها
              على المدى
              آية في الصدر

              كلماتك رائعة كما الفجر نرقب ولادته
              من قمة تنهل من الجمال بكل الفصول

              بأنتظار مرورك الرائع دائما ً

              جعلتني أذهب بعيدا في كلماتك
              زنابق بيضاء لصفاء روحك
              مودتي وأكثر .


              إضافة رد رد مع اقتباس أضف لمدونتك
              https://www.facebook.com/mjed.alhadad

              للوطن
              لقنديل الروح ...
              ستظلُ صوفية فرشاتي
              ترسمُ أسرارَ وجهِكَ بألوانِ الأرجوان
              بلمساتِ الشَّفقِ المسافرِ في أديم السَّماء .

              تعليق

              يعمل...
              X