تَهْبِطُ الطائرةُ … أُحِسُّ بِشيء يَنفَطِر في صَدري … رَهْبَةُ المَكانِ الجَديد وقُدْسِيتهِ… تٌسيطِرُ عليَّ رًَغبةُُ مُلِحَّةُُ في المَعرِفةِ … أتَطلَّعُ بِنهَمٍ خلال زُجَاج النَّافذةِ … كان كُلَّ ما شَاهدته أثناء تحليق الطائرةِ ؛ أشْياءً مُتناهِية الصِّغرِ … وسُحُبَاً كَثِيفـةً … حَجَبت عَن إدرَاكي الشُّعور بالأمان … ونَثَرتِ ضَبابَ رَهبتهَا في كَياني …
أمَّا الآن ، بَعد الثَّباتِ على أرضٍ رَاسِيةٍ … تَتَلاشَى مَشَاعِرُ الرَّهبةِ من صَدري … ويَحلُّ مَكانها أملُُ …
تَتَوقَّفُ الطَّائرةُ عند مَنْفـذِ الدِّخولِ إلى صَالةِ المَطارِ … يُعلنُ القائِدُ نِهاية الرِّحلةِ … ويُفتَح بَاب الطّائرةِ …فَينسَلُّ الرُّكابُ خَارج الطائرةِ … الواحِد تَلو الآخرِ … ولا زِلتُ رَهينَ مَقَعدي … غير قَادرٍ على مُغَادرتهِ … وكَأنَّه ما بَقِي من وطَني … يَجِذبني إليه بِقوةِ انجذابي إليهِ … تَخطرُ لي ذِكرياتُ الودَاعِ القَريبةِ … كانوا يلوّحون لي … والدِّموع تَنْحَدِر فوق جَبيني … شَغلني عن ذلك لَحظة تَحرُّك الطَّائرةِ … توقَّف القَائدُ عند نُقطةِ الاسْتعداد … وانْطَلـق فَجأة … شَعرتُ بِمقعدي يُسابق زَمني … أحسَستُ بِراحَةِ الانْعِتَاقِ من وطأةِ الزَّمنِ … ووجَدتُ نَفسي مُعَلَّقـاً في الأفــقِ …
كَانَ حُلمي مُنذُ طُفولتي أن أُصبِحُ طَيَّاراً … أمَّا الآن ؛ مَا عَادَ الحُلمُ يُرَاودني …
أتَّمكن من النِّهوضِ مُضطراً … أتَقَدَّمُ بِخطواتٍ مُكَبَّـلةٍ صَوبَ بَاب الطّائرةِ … أبْحَثُ عن شَقِيقي الذي يَعمل لَدي شَركةِ الطَيرانِ ذاتِها … لمْ أرَه مُنذُ سَنواتٍ … أينَ تُرَاه الآن ؟ … أسِيرُ داخِل أنبوبِ الدّخولِ … رَجفةُ صَدري تهزّني … تُرعِشُ جَسَدي … قَلبِي يَنبِضُ باستِمرارٍ … لا أعِي غَير دقَّاتِه تُحاصِرني … أترَاه الخَوفَ من عَالمٍ جَديدٍ ؟ … أنْظُرُ حَولي باسْتِمرارٍ … لا أجِدُ شَقيقي … ألمَحُ نافورةَ صِناعية … تُحِيطها أشجارُُ وزهورُُ يُشْعِلُ المَنظَرُ خَيالي … تجِذبني مَظاهِر الحَضَارةِ في المَكانِ … تَهدَأ دَقَّات قَلبي قَليلاً … أُرسِلُ ابتِسَامةً لا إرادية … لا أفهَمُ مَغزاهَا … فَرحُُ … أمــلُُ … لا أعلَمُ يَقينَاً … أسْتَمرُّ ف السَّيرِ وراء السَّائرين …
ألمَحُ مَنَافِذَ المرورِ … أُخرِجُ دَليلَ هَويتـي… أتَلفتُ بَحثَاً عن شَقيقي … لا أجِـدْهُ … ! … يَثًب خَاطِرُُ إلى رَأسِي : مَاذا كان يَحدُثُ لو لَم يَكنْ هُناك مَنْ يَنتَظِرُني ؟ … لا أنتَظِرُ إجَابةً على سؤالي …
أتوقَّفُ في الصَّفِ للتفتيشِ … أحْصُلُ على خَاتَمِ الدُّخولِ … أنَتَظِرُ حَقِيبتي أمام سيرِ الحَقائبِ … أُسرِعُ بالتِقاطِ الحَقيبة … ألقِي نَظرةً على رِدهــةِ المَطارِ … على الدَّرجِ الكهربائي المؤدي إلى الطائرةِ حيث أتيتُ … لَحَظَاتُ تَتوغل جَمراتً في صَدري… أسْمع صَوتَاً مَألوفـاً … أتلفتُ حَولي … ألمَحُ وَجهَــاً ذَابت مَلامِحــه في مَلامِحِ غُربتــهِ … أيكون هــو ؟ …
نعم … يَبـدو لــي كَذلك ! … إنَّه هو … يَحمِل مَلامِح شَقيقي … قَادِمَُُ نَحوي … أسْمَعُ دَقَّات قَلبِي … يَرتَجف صَدري … تَسْبِقني خُطواتي إليهِ … هَاهو ذا أمَامِي … أضُمَّه إلي صَدري بِقـوةٍ … الآن … تَهبُّ علىَّ رِيحـهُ الباردةِ … ويُحِيطني صَقيعه بِذراعيــنِ مرتخيين ....
أمَّا الآن ، بَعد الثَّباتِ على أرضٍ رَاسِيةٍ … تَتَلاشَى مَشَاعِرُ الرَّهبةِ من صَدري … ويَحلُّ مَكانها أملُُ …
تَتَوقَّفُ الطَّائرةُ عند مَنْفـذِ الدِّخولِ إلى صَالةِ المَطارِ … يُعلنُ القائِدُ نِهاية الرِّحلةِ … ويُفتَح بَاب الطّائرةِ …فَينسَلُّ الرُّكابُ خَارج الطائرةِ … الواحِد تَلو الآخرِ … ولا زِلتُ رَهينَ مَقَعدي … غير قَادرٍ على مُغَادرتهِ … وكَأنَّه ما بَقِي من وطَني … يَجِذبني إليه بِقوةِ انجذابي إليهِ … تَخطرُ لي ذِكرياتُ الودَاعِ القَريبةِ … كانوا يلوّحون لي … والدِّموع تَنْحَدِر فوق جَبيني … شَغلني عن ذلك لَحظة تَحرُّك الطَّائرةِ … توقَّف القَائدُ عند نُقطةِ الاسْتعداد … وانْطَلـق فَجأة … شَعرتُ بِمقعدي يُسابق زَمني … أحسَستُ بِراحَةِ الانْعِتَاقِ من وطأةِ الزَّمنِ … ووجَدتُ نَفسي مُعَلَّقـاً في الأفــقِ …
كَانَ حُلمي مُنذُ طُفولتي أن أُصبِحُ طَيَّاراً … أمَّا الآن ؛ مَا عَادَ الحُلمُ يُرَاودني …
أتَّمكن من النِّهوضِ مُضطراً … أتَقَدَّمُ بِخطواتٍ مُكَبَّـلةٍ صَوبَ بَاب الطّائرةِ … أبْحَثُ عن شَقِيقي الذي يَعمل لَدي شَركةِ الطَيرانِ ذاتِها … لمْ أرَه مُنذُ سَنواتٍ … أينَ تُرَاه الآن ؟ … أسِيرُ داخِل أنبوبِ الدّخولِ … رَجفةُ صَدري تهزّني … تُرعِشُ جَسَدي … قَلبِي يَنبِضُ باستِمرارٍ … لا أعِي غَير دقَّاتِه تُحاصِرني … أترَاه الخَوفَ من عَالمٍ جَديدٍ ؟ … أنْظُرُ حَولي باسْتِمرارٍ … لا أجِدُ شَقيقي … ألمَحُ نافورةَ صِناعية … تُحِيطها أشجارُُ وزهورُُ يُشْعِلُ المَنظَرُ خَيالي … تجِذبني مَظاهِر الحَضَارةِ في المَكانِ … تَهدَأ دَقَّات قَلبي قَليلاً … أُرسِلُ ابتِسَامةً لا إرادية … لا أفهَمُ مَغزاهَا … فَرحُُ … أمــلُُ … لا أعلَمُ يَقينَاً … أسْتَمرُّ ف السَّيرِ وراء السَّائرين …
ألمَحُ مَنَافِذَ المرورِ … أُخرِجُ دَليلَ هَويتـي… أتَلفتُ بَحثَاً عن شَقيقي … لا أجِـدْهُ … ! … يَثًب خَاطِرُُ إلى رَأسِي : مَاذا كان يَحدُثُ لو لَم يَكنْ هُناك مَنْ يَنتَظِرُني ؟ … لا أنتَظِرُ إجَابةً على سؤالي …
أتوقَّفُ في الصَّفِ للتفتيشِ … أحْصُلُ على خَاتَمِ الدُّخولِ … أنَتَظِرُ حَقِيبتي أمام سيرِ الحَقائبِ … أُسرِعُ بالتِقاطِ الحَقيبة … ألقِي نَظرةً على رِدهــةِ المَطارِ … على الدَّرجِ الكهربائي المؤدي إلى الطائرةِ حيث أتيتُ … لَحَظَاتُ تَتوغل جَمراتً في صَدري… أسْمع صَوتَاً مَألوفـاً … أتلفتُ حَولي … ألمَحُ وَجهَــاً ذَابت مَلامِحــه في مَلامِحِ غُربتــهِ … أيكون هــو ؟ …
نعم … يَبـدو لــي كَذلك ! … إنَّه هو … يَحمِل مَلامِح شَقيقي … قَادِمَُُ نَحوي … أسْمَعُ دَقَّات قَلبِي … يَرتَجف صَدري … تَسْبِقني خُطواتي إليهِ … هَاهو ذا أمَامِي … أضُمَّه إلي صَدري بِقـوةٍ … الآن … تَهبُّ علىَّ رِيحـهُ الباردةِ … ويُحِيطني صَقيعه بِذراعيــنِ مرتخيين ....
تعليق