أحبَّتي الصُّومال

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د.طاهر سماق
    طبيب وشاعر سوري
    • 24-10-2009
    • 154

    أحبَّتي الصُّومال

    أحبَّتي الصُّومال

    يشَّدَّقونَ ويَدَّعونَ أنكم قراصنة

    يُؤلّبون الكون ضدَّكمُ ولا يلوون

    كأنهم لم يعلموا من قبلُ أن البحر للصومال

    وأن الموج في ذاكَ العُبابِ اليعربيِّ
    قد جرى لسانُهُ مردداً:
    البحرُ للصومال ..


    وأن الأفق إن تسعى لَهُ عينٌ يرى الصومال

    ومراكبَ الصومال

    وتاريخاً من الإبحار

    من سواحلِ الهندِ إلى مصانعِ الرِّجالِ في الصومال



    فأحمدُ بن ماجدٍ قد كان هاهنا

    وكان سيِّدَ القلوعِ والمحيطِ حينها

    رسَتْ له مراكبٌ بأقصى الشرقِ، أرض ِ الزاجِ والبخور

    لكنَّهُ ..

    من حسنِ ظنِّه بالناسِ، قاد ماجلان

    ودلَّه إلى طريق الهندِ حتى طُوِّعَت له الشطآن

    وكان ما قد كان

    فأظهرَ العداءَ والجحودَ والنكران

    وقال إنَّ أحمدَ بن ماجدٍ قرصانْ

    اللـــــــــــّـــــه

    يا غرابةَ الأزمان



    أحبتي الصومالُ يا أبناء جِلْدَتي ... يا إخوتي

    من بعدِ ذاك العزِّ والدهرِ الخصيب

    من بعدِ أن كانت بلادُكم مكنوزةً بالنوقِ والحليب

    من بعدِ أن كان الأمانُ والهناءُ في دياركم نقيب

    جاؤوا إليكم يُتعِسون أهلكم عويلاً ونحيب

    ويغرقون أرضكم بالفقر والتقتيل واللهيب

    وتستشري على أيديهُمُ المآسي والفتن

    وحَولُكمْ من أمَّة الأعراب في نومٍ عجيب

    يسْلَون حتى عن فلسطين التي عجَّتْ خطوب

    ومهما كانَ .. مهما صارَ .. لا أحدٌ يُجيب



    أحبتي ... يا إخوتي

    قد جاءكم مجدداً أحفادُ ماجلان

    يجرجرون في أذيال بارجاتهم نذورَ الموتِ والإذعان

    يَذَّرّعونَ بالشَّرائع التي صيغت على أهوائهم .. في المجلس العجيب

    لكأنما هو ليس ذاكَ المجلسُ الدولي في نيويورك
    بل محفلَ الماسون في تلِّ أبيب

    قد نصَّبوا أنفسَهم رعاة قانونٍ وأحكامٍ وشرعية

    كأنما نحنُ الذين نخرق القانون

    ونُقلق الهدوء والأمانَ والرُّكون

    كأنما وجودُنا بحدِّ ذاتهَ تمرُّدٌ على القانون

    تجاهلوا بأنهم هم أصلُ تعسِنا

    وأنهم قد صادروا رغيفَ خُبزنا

    وأنهم قد دمَّروا أسبابَ رزقنا وعيشنا وأمنِنا

    وبعد ذلك التنكيل جاؤوا يُركِعوننا

    فكيف تتَّسِع لهذا العسفِ والغلا عقولُنا ؟؟



    أحبتي الصومال يا أبناء جِلْدَتي ... يا إخوتي

    لا تخضعوا للظُّلمِ والنِّفاق

    ثوروا على الطغاة في الديار والآفاق

    وحصِّلوا حقوقَكم غصباً أو اتفاق

    فليس غير زندَكم

    يحطِّمُ القيودَ والأغلالَ والتضييق والإغلاق

    في عالم - وا حسرتاهُ - قد خلا

    من شرعةٍ للحقِّ أو قُلْ نُدفةٍ من الأخلاق


    2/2/2009
  • محمد الصاوى السيد حسين
    أديب وكاتب
    • 25-09-2008
    • 2803

    #2
    تحياتى البيضاء

    كم هى طيبة نبيلة هذى العاطفة السامية التى صاغت النص والتى تنبع عن حس وضمير عربى حى نقى يبث رسالة عامة تنبض فى وجدان كل عربى حر ما زال حيا

    - ربما على جمال النص وسلاسة لغته أجد فى انطباعى أن هناك نثرية فى صياغة بعض الجمل أقرب إلى لغة الصحافة التى يتلقاها القارىء حول الموضوع ، أى أن هناك جملا لا تكنز التكثيف والتوتر الجمالى الشعرى بدرجة كافية وذلك على سبيل المثال سياق (لكأنما هو ليس ذاكَ المجلسُ الدولي في نيويورك
    بل محفلَ الماسون في تلِّ أبيب )


    - ربما لى ملاحظة على سياق ( وأن الأفق إن تسعى له عين يرى ... ) والصواب هو ( تسع َ – تر َ ) بجزم الفعلين المضارعين بحذف حرف العلة

    - يمكن القول أن النص يقوم على تضفير جديلة الوجع العربى فى ذكاء وعمق عبر تناغم الوجع الفلسطينى فى ذات الوجع الصومالى فى ذات حالة الوهن العربى وهى صياغة فنية بحق تستحق الإشادة والتأمل

    - يمكن القول أن جمالية حضور البحار العربى كرمز للعربى المثقف الفاعل الذى كانت علاقته بالحياة من حوله هى علاقة تفاعل إيجابى واع مستنير وأخلاقى بجدارة هى جمالية تميز هذا النص وتضىء فى الأسى قنديلا من ألق

    تعليق

    • عبدالناصر النادي
      أديب وكاتب
      • 04-12-2010
      • 172

      #3
      الشاعر الطبيب / طاهر سماق
      ماأروع هذا النص وأروعك
      أخذتنا لتاريخ الصومال العريق
      حتى وصل الحال إلي مانراه الآن
      في هذا البلد التعيس .
      كتبت القصيده أخي طاهر عام 2009
      والآن نرى المجاعة فى الصومال
      أبناء جلدتك أطفالهم يموتون جوعى
      دمت مبدعا .
      التعديل الأخير تم بواسطة عبدالناصر النادي; الساعة 23-08-2011, 20:17.

      تعليق

      • د.طاهر سماق
        طبيب وشاعر سوري
        • 24-10-2009
        • 154

        #4
        شكراً آخواي محمد الصاوي وعبد الناصر النادي
        وأوافقك القول أخي محمد
        فإن .. حرف شرط جازم ,, وعليه ربما يصلح الأمر لو قلت:
        وإن الأفقَ إن ترمُقْهُ أعيُننا يرَ الصّومال

        تعليق

        يعمل...
        X