حرائِقُ الرّحيل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • تركي عبد الغني
    عضو الملتقى
    • 19-05-2007
    • 96

    حرائِقُ الرّحيل

    .

    .

    حرائِقُ الرّحيل
    .
    .
    إلى مَنْ رحلَ وترك الموت بعده



    .

    *****
    *****
    .
    .

    .




    كَفى بِكَ أنْ يَمُرَّ عَليْكَ طَيْفي
    لِتَلْمَحَ في مَرايا الرّيحِ نَزْفي
    .


    أعيشُكَ ما انْثَنَيْتُ..وَكُلُّ لَحْظٍ
    يُطِلُّ عَلَيَّ مِنْ عَيْنَيْكَ حَتْفي
    .


    فَقَدْ كُنّا الٌتَقَيْنا ذاتَ حَظٍّ
    على جَسَدَيْنِ مِنْ مَنْفىً وَمَنْفي
    .


    تُلَوِّحُ فَوْقَ كِتْفيَ ألْفَ عُمْرٍ
    كَأنَّ المَوْتَ مُلْقىً فوْقَ كِتْفي
    .


    أَتَحْتُ لَهُ العُبورَ إلى عُيوني
    مَخافَةَ أنْ أقولَ لَها اسْتَعِفّي
    .
    .
    .



    أَدارَ حَديثَنا فازْدَدْتُ خَوْفاً
    وَخَيَّمَ صَمْتُهُ فازْدادَ خَوْفي
    .


    بِقَوْلٍ لا يُفَكُّ بِأُذْنِ مُصْغٍ
    وَسِرٍّ لا يُباحُ لِمُسْـتَشِـفِّ
    .


    وَللأشياءِ في الأشْياءِ مَعنىً
    وَمَعْنى اللّهِ في الأشْياءِ يَكْفي
    .
    .
    .


    فلا بِـيَ مـا يَشُـدُّ لِجَذْبِ عَيْنٍ
    وَلا بِكَ ما يَرُدُّ لِغَضِ طَرْفِ
    .


    ولا اصْطَلَحَ الوُجودُ مَدىً لِحُزْني
    وَلا اخْتَـلـقَ الْجُنــونُ فَـمــاً لأُفّـي
    .


    وَها أنا والرّحيلُ على رَحيلٍ
    أعيش بِما أُسِرُّ بِهِ وَتُخْفـــي
    .


    وَأنْتَ هُنا وَلَيْسَ هُناكَ مِنّي
    وَجِلْديَ في مَنافي الرّوحِ كَهْفي
    .


    وَشَيْءٌ فِيَّ مِنْكَ يَسيلُ جَمْراً
    كَأنّي قَدْ عَبَرْتُكَ رغْمَ أَنْفي
    .


    أُفَتّشُ عَنْ أَكُفِّكَ تَحْتَ جِلْدي
    وَتَبْحَثُ تَحتَ جِلْدِكَ عَنْ أَكُفّي
    .


    فَأَيَّ العاشِقَيْنِ نَزَعْتَ مِنّي
    وَأَيَّ الْمَيِّتَيْنِ تَرَكْتَ خَلْفي
    .


    كَأنَّ العُمْرَ في كَفّي دُخانٌ
    قَبَضْتُ عَلَيْهِ ثُمَّ فَتَحْتُ كَفّي
    .
    .
    .
    .
    ***********
    ***********
    ***********
  • زياد بنجر
    مستشار أدبي
    شاعر
    • 07-04-2008
    • 3671

    #2
    الشاعر المبدع " تركي عبد الغني "
    نصٌّ و لا أروع من شاعر المعاني الدِّقاق
    قرأنا فطربنا و استمتعنا بهذه البديعة الشعريّة
    تثبّت
    رمضان كريم و خالص التحيّة
    لا إلهَ إلاَّ الله

    تعليق

    • د.احمد حسن المقدسي
      مدير قسم الشعر الفصيح
      شاعر فلسطيني
      • 15-12-2008
      • 795

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة تركي عبد الغني مشاهدة المشاركة
      .


      .

      حرائِقُ الرّحيل
      .
      .
      إلى مَنْ رحلَ وترك الموت بعده



      .

      *****
      *****
      .
      .

      .




      كَفى بِكَ أنْ يَمُرَّ عَليْكَ طَيْفي
      لِتَلْمَحَ في مَرايا الرّيحِ نَزْفي
      .


      أعيشُكَ ما انْثَنَيْتُ..وَكُلُّ لَحْظٍ
      يُطِلُّ عَلَيَّ مِنْ عَيْنَيْكَ حَتْفي
      .


      فَقَدْ كُنّا الٌتَقَيْنا ذاتَ حَظٍّ
      على جَسَدَيْنِ مِنْ مَنْفىً وَمَنْفي
      .


      تُلَوِّحُ فَوْقَ كِتْفيَ ألْفَ عُمْرٍ
      كَأنَّ المَوْتَ مُلْقىً فوْقَ كِتْفي
      .


      أَتَحْتُ لَهُ العُبورَ إلى عُيوني
      مَخافَةَ أنْ أقولَ لَها اسْتَعِفّي
      .
      .
      .



      أَدارَ حَديثَنا فازْدَدْتُ خَوْفاً
      وَخَيَّمَ صَمْتُهُ فازْدادَ خَوْفي
      .


      بِقَوْلٍ لا يُفَكُّ بِأُذْنِ مُصْغٍ
      وَسِرٍّ لا يُباحُ لِمُسْـتَشِـفِّ
      .


      وَللأشياءِ في الأشْياءِ مَعنىً
      وَمَعْنى اللّهِ في الأشْياءِ يَكْفي
      .
      .
      .


      فلا بِـيَ مـا يَشُـدُّ لِجَذْبِ عَيْنٍ
      وَلا بِكَ ما يَرُدُّ لِغَضِ طَرْفِ
      .


      ولا اصْطَلَحَ الوُجودُ مَدىً لِحُزْني
      وَلا اخْتَـلـقَ الْجُنــونُ فَـمــاً لأُفّـي
      .


      وَها أنا والرّحيلُ على رَحيلٍ
      أعيش بِما أُسِرُّ بِهِ وَتُخْفـــي
      .


      وَأنْتَ هُنا وَلَيْسَ هُناكَ مِنّي
      وَجِلْديَ في مَنافي الرّوحِ كَهْفي
      .


      وَشَيْءٌ فِيَّ مِنْكَ يَسيلُ جَمْراً
      كَأنّي قَدْ عَبَرْتُكَ رغْمَ أَنْفي
      .


      أُفَتّشُ عَنْ أَكُفِّكَ تَحْتَ جِلْدي
      وَتَبْحَثُ تَحتَ جِلْدِكَ عَنْ أَكُفّي
      .


      فَأَيَّ العاشِقَيْنِ نَزَعْتَ مِنّي
      وَأَيَّ الْمَيِّتَيْنِ تَرَكْتَ خَلْفي
      .


      كَأنَّ العُمْرَ في كَفّي دُخانٌ
      قَبَضْتُ عَلَيْهِ ثُمَّ فَتَحْتُ كَفّي
      .
      .
      .
      .
      ***********
      ***********

      ***********



      الاخ المبدع تركي
      هذه بحق ، ليست مجرد قصيدة جميلة .
      انها روضة شعرية متكاملة ، ففيها كل مقومات
      القصيدة المتميزة .
      الله .. الله ما اروع هذه التحفة الفنية !
      جمعت َ فيها بين قوة السبك .. وسلاسة اللغة
      وانسياب السرد .
      التراكيب المستعملة تحتوي الكثير من التجديد.
      وَللأشياءِ في الأشْياءِ مَعنىً
      وَمَعْنى اللّهِ في الأشْياءِ يَكْفي
      وايضا ً
      ولا اصْطَلَحَ الوُجودُ مَدىً لِحُزْني
      وَلا اخْتَـلـقَ الْجُنــونُ فَـمــاً لأُفّـي
      صورك الشعرية في هذه القصيدة مبهرة
      صادمة .
      كَفى بِكَ أنْ يَمُرَّ عَليْكَ طَيْفي
      لِتَلْمَحَ في مَرايا الرّيحِ نَزْفي
      وايضا ً
      يُطِلُّ عَلَيَّ مِنْ عَيْنَيْكَ حَتْفي
      وايضا ً
      فَقَدْ كُنّا الٌتَقَيْنا ذاتَ حَظٍّ
      على جَسَدَيْنِ مِنْ مَنْفىً وَمَنْفي
      وايضا ً
      كَأنَّ المَوْتَ مُلْقىً فوْقَ كِتْفي
      وايضا ً
      وَها أنا والرّحيلُ على رَحيلٍ
      أعيش بِما أُسِرُّ بِهِ وَتُخْفـــي
      شاعرنا المبدع
      لو اردت الاستمرار لوجدت نفسي
      مضطرا ً لنقل القصيدة كاملة ، فكل ما فيها
      جميل فعلا ً .
      ولا يقف الأمر عند الجانب اللغوي والصور فقط ، بل
      جاءت القصيدة عميقة في مضمونها .. استطاعت ان تعبر
      على نحو عميق عن المشاعر الانسانية لحظة الفراق .
      اخي الحبيب
      اهنئك على هذه القصيدة واتمنى لك دوام الابداع
      واشكرك على ما اتحت لنا من استمتاع
      وكل عام وانت بخير

      تعليق

      • أحمد العمودي
        شاعر
        • 19-03-2011
        • 175

        #4

        قصيدة جميلة فعلا..
        بها إبداع حقيقي في الصور، ولّد بعض الإدهاش بلفتات تنأى لحد كبير عن الاتّباع واجترار قوالب المعاني الجاهزة والتي أصبحت كـ(المهروسة) لكثرة إستهلاكها -إستسهالا- مما يُقعد بالتخييل عن التحليق.

        ومن ملاحظاتي الشخصية على الشعر العمودي عموما.. بما يخص ذاك الترابط بين القافية والمعنى في عَجْز البيت، فإني في كثير من القصائد أكاد أفطن إلى القفلة بمجرد ملامسة طرف المعنى في هذا العجز، حين يكون المعنى ليس أكثر من نسخ -بشكل أو آخر- لما قد ألفناه وخبرته ذائقتنا من شتّى المعاني السالفة المتكررة، وهو مالم تقع فيه هذا القصيدة، فكان ثمة دهشة أحدثت وقعا عند المتلقي في إقفالاتها.

        القصيدة أقنعتني -كقارئ- بصدق التجربة الشعورية، واشتغالها الداخلي في النفْس قبل أن تسكن الصفحة البيضاء، فكانت معبرة عن أصلها وباعثها بشكل جلي.

        لي ملاحظة:
        بعد قولكَ:
        (وَأنْتَ هُنا وَلَيْسَ هُناكَ مِنّي
        وَجِلْديَ في مَنافي الرّوحِ كَهْفي)

        كان الأولى -بنظري- لكي يستقيم تدفق الصورة في معناها بشكل سلس، وأكثر وقعا، في (وَجِلْديَ في مَنافي الرّوحِ كَهْفي)
        أن يتبعها مباشرة:
        (أُفَتّشُ عَنْ أَكُفِّكَ تَحْتَ جِلْدي
        وَتَبْحَثُ تَحتَ جِلْدِكَ عَنْ أَكُفّي)

        حيث أن "البيت" الذي بينهما جاء شبيه بجملة إعتراضيه منع إنسيابية تقاسيم المعنى الجميل القائم على معنوية "جلدي..."،
        وبالإمكان تأخيره تاليا لهما دون أدنى خلل في المعنى، بل العكس، ليصبح:

        (وَأنْتَ هُنا وَلَيْسَ هُناكَ مِنّي
        وَجِلْديَ في مَنافي الرّوحِ كَهْفي

        أُفَتّشُ عَنْ أَكُفِّكَ تَحْتَ جِلْدي
        وَتَبْحَثُ تَحتَ جِلْدِكَ عَنْ أَكُفّي

        وَشَيْءٌ فِيَّ مِنْكَ يَسيلُ جَمْراً
        كَأنّي قَدْ عَبَرْتُكَ رغْمَ أَنْفي)

        ** ويبقى الشاعر، هو الأدرى بهندسة نصه.

        أ. تركي عبدالغني.. تقبل ودي واحترامي أخي الكريم.

        التعديل الأخير تم بواسطة أحمد العمودي; الساعة 23-08-2011, 21:19.
        " أهذا آخر المكتوب خلف نشيج أسفاري!
        فيا لفداحة الأنهارِ
        والأشعار لم تأتي بظلِّ النارِ..
        بل قلبي الذي يَسْتَهْطِلُ الحطبَ
        "


        أنا..


        تعليق

        • تركي عبد الغني
          عضو الملتقى
          • 19-05-2007
          • 96

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة زياد بنجر مشاهدة المشاركة
          الشاعر المبدع " تركي عبد الغني "
          نصٌّ و لا أروع من شاعر المعاني الدِّقاق
          قرأنا فطربنا و استمتعنا بهذه البديعة الشعريّة
          تثبّت
          رمضان كريم و خالص التحيّة















          .
          .
          .
          لك التحية والحب
          والتقدير
          وشكرا على تقديرك الجميل للقصيدة
          وأتركك مع ودي واحترامي
          وبوركت والوطن

          تعليق

          • وفاء الدوسري
            عضو الملتقى
            • 04-09-2008
            • 6136

            #6
            وَللأشياءِ في الأشْياءِ مَعنىً
            وَمَعْنى اللّهِ في الأشْياءِ يَكْفي
            .
            .
            .



            فلا بِـيَ مـا يَشُـدُّ لِجَذْبِ عَيْنٍ
            وَلا بِكَ ما يَرُدُّ لِغَضِ طَرْفِ
            .



            ولا اصْطَلَحَ الوُجودُ مَدىً لِحُزْني
            وَلا اخْتَـلـقَ الْجُنــونُ فَـمــاً لأُفّـي
            .



            وَها أنا والرّحيلُ على رَحيلٍ
            أعيش بِما أُسِرُّ بِهِ وَتُخْفـــي
            .



            وَأنْتَ هُنا وَلَيْسَ هُناكَ مِنّي
            وَجِلْديَ في مَنافي الرّوحِ كَهْفي
            .



            وَشَيْءٌ فِيَّ مِنْكَ يَسيلُ جَمْراً
            كَأنّي قَدْ عَبَرْتُكَ رغْمَ أَنْفي
            .



            أُفَتّشُ عَنْ أَكُفِّكَ تَحْتَ جِلْدي
            وَتَبْحَثُ تَحتَ جِلْدِكَ عَنْ أَكُفّي
            .



            فَأَيَّ العاشِقَيْنِ نَزَعْتَ مِنّي
            وَأَيَّ الْمَيِّتَيْنِ تَرَكْتَ خَلْفي
            .



            كَأنَّ العُمْرَ في كَفّي دُخانٌ
            قَبَضْتُ عَلَيْهِ ثُمَّ فَتَحْتُ كَفّي

            وجب الصمت في حرم الجمال
            فكيف إذا كان الجمال قصيدة
            الشاعر الكبير/تركي عبد الغني
            كل التقدير

            تعليق

            • سحر الخطيب
              أديب وكاتب
              • 09-03-2010
              • 3645

              #7
              كلمات رائعة
              إحساس عميق خطت عمق مشاعر الشاعر
              رائعه أيها الشاعر
              الجرح عميق لا يستكين
              والماضى شرود لا يعود
              والعمر يسرى للثرى والقبور

              تعليق

              • تركي عبد الغني
                عضو الملتقى
                • 19-05-2007
                • 96

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة د.احمد حسن المقدسي مشاهدة المشاركة


                الاخ المبدع تركي
                هذه بحق ، ليست مجرد قصيدة جميلة .
                انها روضة شعرية متكاملة ، ففيها كل مقومات
                القصيدة المتميزة .
                الله .. الله ما اروع هذه التحفة الفنية !
                جمعت َ فيها بين قوة السبك .. وسلاسة اللغة
                وانسياب السرد .
                التراكيب المستعملة تحتوي الكثير من التجديد.
                وَللأشياءِ في الأشْياءِ مَعنىً
                وَمَعْنى اللّهِ في الأشْياءِ يَكْفي
                وايضا ً
                ولا اصْطَلَحَ الوُجودُ مَدىً لِحُزْني
                وَلا اخْتَـلـقَ الْجُنــونُ فَـمــاً لأُفّـي
                صورك الشعرية في هذه القصيدة مبهرة
                صادمة .
                كَفى بِكَ أنْ يَمُرَّ عَليْكَ طَيْفي
                لِتَلْمَحَ في مَرايا الرّيحِ نَزْفي
                وايضا ً
                يُطِلُّ عَلَيَّ مِنْ عَيْنَيْكَ حَتْفي
                وايضا ً
                فَقَدْ كُنّا الٌتَقَيْنا ذاتَ حَظٍّ
                على جَسَدَيْنِ مِنْ مَنْفىً وَمَنْفي
                وايضا ً
                كَأنَّ المَوْتَ مُلْقىً فوْقَ كِتْفي
                وايضا ً
                وَها أنا والرّحيلُ على رَحيلٍ
                أعيش بِما أُسِرُّ بِهِ وَتُخْفـــي
                شاعرنا المبدع
                لو اردت الاستمرار لوجدت نفسي
                مضطرا ً لنقل القصيدة كاملة ، فكل ما فيها
                جميل فعلا ً .
                ولا يقف الأمر عند الجانب اللغوي والصور فقط ، بل
                جاءت القصيدة عميقة في مضمونها .. استطاعت ان تعبر
                على نحو عميق عن المشاعر الانسانية لحظة الفراق .
                اخي الحبيب
                اهنئك على هذه القصيدة واتمنى لك دوام الابداع
                واشكرك على ما اتحت لنا من استمتاع
                وكل عام وانت بخير[/CENTER]

















                .
                .
                ..
                هذا مرور يرعش

                وتعليق يدهش

                من إنسان رائع

                أحييك سيدي وأشكرك

                ودم بخير وعلى خير

                مع باقة ضوء وود

                تعليق

                • تركي عبد الغني
                  عضو الملتقى
                  • 19-05-2007
                  • 96

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة أحمد العمودي مشاهدة المشاركة
                  قصيدة جميلة فعلا..
                  بها إبداع حقيقي في الصور، ولّد بعض الإدهاش بلفتات تنأى لحد كبير عن الاتّباع واجترار قوالب المعاني الجاهزة والتي أصبحت كـ(المهروسة) لكثرة إستهلاكها -إستسهالا- مما يُقعد بالتخييل عن التحليق.

                  ومن ملاحظاتي الشخصية على الشعر العمودي عموما.. بما يخص ذاك الترابط بين القافية والمعنى في عَجْز البيت، فإني في كثير من القصائد أكاد أفطن إلى القفلة بمجرد ملامسة طرف المعنى في هذا العجز، حين يكون المعنى ليس أكثر من نسخ -بشكل أو آخر- لما قد ألفناه وخبرته ذائقتنا من شتّى المعاني السالفة المتكررة، وهو مالم تقع فيه هذا القصيدة، فكان ثمة دهشة أحدثت وقعا عند المتلقي في إقفالاتها.

                  القصيدة أقنعتني -كقارئ- بصدق التجربة الشعورية، واشتغالها الداخلي في النفْس قبل أن تسكن الصفحة البيضاء، فكانت معبرة عن أصلها وباعثها بشكل جلي.

                  لي ملاحظة:
                  بعد قولكَ:
                  (وَأنْتَ هُنا وَلَيْسَ هُناكَ مِنّي
                  وَجِلْديَ في مَنافي الرّوحِ كَهْفي)

                  كان الأولى -بنظري- لكي يستقيم تدفق الصورة في معناها بشكل سلس، وأكثر وقعا، في (وَجِلْديَ في مَنافي الرّوحِ كَهْفي)
                  أن يتبعها مباشرة:
                  (أُفَتّشُ عَنْ أَكُفِّكَ تَحْتَ جِلْدي
                  وَتَبْحَثُ تَحتَ جِلْدِكَ عَنْ أَكُفّي)

                  حيث أن "البيت" الذي بينهما جاء شبيه بجملة إعتراضيه منع إنسيابية تقاسيم المعنى الجميل القائم على معنوية "جلدي..."،
                  وبالإمكان تأخيره تاليا لهما دون أدنى خلل في المعنى، بل العكس، ليصبح:

                  (وَأنْتَ هُنا وَلَيْسَ هُناكَ مِنّي
                  وَجِلْديَ في مَنافي الرّوحِ كَهْفي

                  أُفَتّشُ عَنْ أَكُفِّكَ تَحْتَ جِلْدي
                  وَتَبْحَثُ تَحتَ جِلْدِكَ عَنْ أَكُفّي

                  وَشَيْءٌ فِيَّ مِنْكَ يَسيلُ جَمْراً
                  كَأنّي قَدْ عَبَرْتُكَ رغْمَ أَنْفي)

                  ** ويبقى الشاعر، هو الأدرى بهندسة نصه.

                  أ. تركي عبدالغني.. تقبل ودي واحترامي أخي الكريم.





















                  .
                  .
                  .
                  .
                  .
                  تعليقك رائع

                  فقد شرفت بك والقصيدة كذلك

                  أشكرك على كلماتك الجميلة

                  وحول مداخلتك ورأيك في ترتيب البيت

                  فقد رأيته رأيا جميلا موفقا سآخذ به

                  ولك جل مودتي واحترامي

                  تعليق

                  • محمد ابوحفص السماحي
                    نائب رئيس ملتقى الترجمة
                    • 27-12-2008
                    • 1678

                    #10
                    الشاعر القدير تركي عبد الغني
                    هي بكل اختصار قصيدة تشير إلى أن صاحبها شاعرفطري الشاعرية ، أي أنه خلق ليقول الشعر الراقي بصدق و بلا تكلف.
                    تحياتي و إعجابي
                    [gdwl]من فيضكم هذا القصيد أنا
                    قلم وانتم كاتب الشعــــــــر[/gdwl]

                    تعليق

                    • تركي عبد الغني
                      عضو الملتقى
                      • 19-05-2007
                      • 96

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة وفاء عرب مشاهدة المشاركة
                      وَللأشياءِ في الأشْياءِ مَعنىً

                      وَمَعْنى اللّهِ في الأشْياءِ يَكْفي
                      .
                      .
                      .



                      فلا بِـيَ مـا يَشُـدُّ لِجَذْبِ عَيْنٍ
                      وَلا بِكَ ما يَرُدُّ لِغَضِ طَرْفِ
                      .



                      ولا اصْطَلَحَ الوُجودُ مَدىً لِحُزْني
                      وَلا اخْتَـلـقَ الْجُنــونُ فَـمــاً لأُفّـي
                      .



                      وَها أنا والرّحيلُ على رَحيلٍ
                      أعيش بِما أُسِرُّ بِهِ وَتُخْفـــي
                      .



                      وَأنْتَ هُنا وَلَيْسَ هُناكَ مِنّي
                      وَجِلْديَ في مَنافي الرّوحِ كَهْفي
                      .



                      وَشَيْءٌ فِيَّ مِنْكَ يَسيلُ جَمْراً
                      كَأنّي قَدْ عَبَرْتُكَ رغْمَ أَنْفي
                      .



                      أُفَتّشُ عَنْ أَكُفِّكَ تَحْتَ جِلْدي
                      وَتَبْحَثُ تَحتَ جِلْدِكَ عَنْ أَكُفّي
                      .



                      فَأَيَّ العاشِقَيْنِ نَزَعْتَ مِنّي
                      وَأَيَّ الْمَيِّتَيْنِ تَرَكْتَ خَلْفي
                      .



                      كَأنَّ العُمْرَ في كَفّي دُخانٌ
                      قَبَضْتُ عَلَيْهِ ثُمَّ فَتَحْتُ كَفّي

                      وجب الصمت في حرم الجمال
                      فكيف إذا كان الجمال قصيدة
                      الشاعر الكبير/تركي عبد الغني

                      كل التقدير










                      .
                      .
                      .
                      ...

                      أستاذة وفاء

                      وجب علي الشكر

                      فقد سعدت بك وبكلماتك كثيرا

                      دمت رائعة

                      ورقيقة

                      وشكرا لك

                      وبوركت والوطن

                      تعليق

                      يعمل...
                      X