كل شيء أعد للموت ،
بعثر أجزاء من إنسانيته في كل الطرقات ، لف حول جسده حزاما ناسفا ، حلم بأن يكون مع الرسول ، يشرب خمراً ، أو يأكل شهدا في الفردوس الأعلى , حلم بأن يكون زير نساء للحور العين ، باركوا أحلامه ، ومنوا النفس باللحاق به قريبا ، فرح غامر اعتمرت به نفسه ، هو ذا الفوز العظيم ، الابتسامة لا تفارق شفتيه ، سينال السعادة الأبدية’ ، ستنقر له دفوف الشهادة، طافوا به كضريح ، هاهو سينصر الله ، بجسده بعد أن يحوله إلى قنبلة موقوتة ، لازالت زغاريد عرسه تنطلق عبر كم من السنين الفائتة ، ودع الساقية ، والمنحدر والرابية ، ودع التلال القريبة، مسرح العاب طفولته البريئة ، ودع الشجرة القميئة ، ملاذه في الفرح ، وعند الأحزان ، حيث يركن إليها يلوذ بحزن سرمدي ، يمتد تحت فيئها ، قد يقتل ألف من الحشرات بقبضة يد ، ليحمل إثم فعل كريه ، لن تزول تلك اللعنة إلا بعد أن تعمده تلك الساقية بماء ها العذب ، جسده يسير مع التيار مستسلما لنشوة ، لخدر لذيذ يسكره..هديل الحمام لازال يثير في نفسه الشجون ...
سفنه دنت من مرافئ الموت ، أذن له بالرحيل عبر بوابات الزمن المنسي ودعته الأكف بالصلاة على الحبيب محمد ،زفوه إلى الموت ، ركب عجلته هناك قرب الجامعة المستنصرية كانت نهاية البداية ، وقف يرى أبتسام الربيع في عيون الصبايا و شباب بعمر الزهور ، وقف قرب الباب ، تفحص الوجوه ، اصطدمت به طالبة اعتذرت وعلى شفتيها جمال الحياة ينبض ، ما لذي يقول لها : أتعتذرين ممن جاء يختال بهجة الزهور ، غادرته وهي تستديم النظر إليه وثمة سؤال يدور، ما سر هذه النظرات البليدة ..؟، فر بنظراته بعيداً ، لا يعرف لم لاح له وجه المعلم المحتقن دوما وهو يصرخ بوجهه (غبي ، فاشل ، كسلان ) أطرق رأسه حتى يتخلص من نظرات الحرس التي راحت تلاحقه ، ارتابوا لوقوفه ونظراته الشاردة ، كأن شريط سينمائي يتنقل به ، سيناريو الإرهاب يحطم خرافات، الحب والإنسان لديه ، حركة دائبة الكل ماض إلى مصير مجهول، قد يقع ضمن دائرة الموت أو قد يتخطاه ببضع خطوات ، فزع وكأن شيء يقتلعه من جذوره ، يد فتاة صغيرة ذات ثلاثة سنين امتدت إلى سترته تشدها، رآها تكلمه بكلام ما كان يفهمه ولكن كلمة واحدة ميزها من بين كم الكلمات التي نطقت بها .(بابا ..بابا) ......
أمها أوصدت باب حيرته ( لقد قتل أبوها بانفجار ، لم يعثر له عن جسد بل.بقايا من بقايا ه .. ) أبتعد عنها هارباً يبحث عن صيد سمين .. كلام الشيخ يهمس بإذنه ، ( تذكر إنك تغزو غزوة في سبيل الله ) .. رن جرس الهاتف النقال يدعوه لإنهاء المهمة ، أفلتت الفتاة يدها من قبضة أمها ، بحثت عنه في كل مكان ، تبعتها أمها ، راحت الصغيرة تنطلق نحوه صرخت ( بابا ، بابا ) هرب منها لازال صوت الشيخ كسليل سيوف يحفزه على أن ينهي المهمة ، دق جرس الهاتف مرة أخرى ، أراد أن يرفع يده رأى الفتاة تحيط قدميه بيديها الصغيرتين .. أبتعدي عني ، ابتعدي عني دعيني أفوز بالجنة الموعودة )( قتل الأبرياء له ما يبرره، فالمعركة ضد الإرهاب تتطلب تضحيات)، جلس قبالة الشيخ وهو ينصت لمواعظه وكله أيمان بصدق مقاله ، ليس في عينيه من أمل إلا الفوز بمرضاة الله
التلفون لا يكف عن الرنين .. ابتعد عن باب الجامعة هرب من تلك الفتاة لازالت تلاحقه وكأنها الشيطان الذي أبعد آدم من الجنة .. جاءته رسالة ( لا تكونن من المدبرين ، الملائكة يحتفون بقدوم العريس ،كل الحور العين تترقب القادم لجنات النعيم ........!!
كرة صغيرة تدحرجت نحو قدميه، ركلها دون وعي منه باتجاه المرمى صرخت مجاميع الأطفال (هد.........ف )تبسم بزهو وهو يتخيل الجماهير تنادي بهتاف راح يتمازج بين لغط الأطفال وتخيلاته الصورية ( جيب الكاس جيبه)* .. الفتاة الصغيرة لازالت تلاحقه ، الإنذارات متكررة (عد إلى هدفك ، البط يتجمع بكثافة قرب البوابة ، ستصيد أكبر عدد منها )
الله أكبر ... ارتفعت يده ، الفتاة الصغيرة لازالت تطوقه ، رغم محاولات أمها .. الله أكبر .. انخفضت اليد لتدوس على زر الانفجار .. الله أكبر ..
ابعد الفتاة ،دفعها بقوة ، كبر مرات ومرات لكن الحزام لم ينفجر ، زفر زفرة قوية قال بصوت واهن يا لغبائي ... نسيت أن ارفع الأمان ، لازالت الطفلة تبحث عنه ، أعطته دميتها خذها وتعال قفز من مكانه كمن أصابه مس من جنون .. ضجت الساحة بالصراخ ، فهم الجميع إن الموت قريب ، ركضت الأم نحو الصغيرة ، أحاطتها بذراعيها غطتها بجسدها امتدت خلف السيارات ، تراكض الحرس أحاطوا المكان ، الناس فروا كفراش مبثوث ، ( حزام ناسف ، إرهابي )
أمها تتشبث بها
الصغيرة تحاول التخلص من قبضة أمها
صرخ بأعلى صوته وهويبكي ...أريد الفوز العظيم ..أريد الفوز العظيم
.. توجهت البنادق نحوه تحاصره ،
وقفت سيارة بعيدا أخرج رجلا مئتزرا بالحقد جهاز للتحكم عن بعد ..
(كانت الجنة بانتظارك .. والآن إلى جهنم وبأس المصير) ،
ضغط الزر ، وتفجر الحقد الأعمى ،
•أهزوجة عراقية تغنى بها العراقيون حين حصلوا على كأس أمم أسيا
بعثر أجزاء من إنسانيته في كل الطرقات ، لف حول جسده حزاما ناسفا ، حلم بأن يكون مع الرسول ، يشرب خمراً ، أو يأكل شهدا في الفردوس الأعلى , حلم بأن يكون زير نساء للحور العين ، باركوا أحلامه ، ومنوا النفس باللحاق به قريبا ، فرح غامر اعتمرت به نفسه ، هو ذا الفوز العظيم ، الابتسامة لا تفارق شفتيه ، سينال السعادة الأبدية’ ، ستنقر له دفوف الشهادة، طافوا به كضريح ، هاهو سينصر الله ، بجسده بعد أن يحوله إلى قنبلة موقوتة ، لازالت زغاريد عرسه تنطلق عبر كم من السنين الفائتة ، ودع الساقية ، والمنحدر والرابية ، ودع التلال القريبة، مسرح العاب طفولته البريئة ، ودع الشجرة القميئة ، ملاذه في الفرح ، وعند الأحزان ، حيث يركن إليها يلوذ بحزن سرمدي ، يمتد تحت فيئها ، قد يقتل ألف من الحشرات بقبضة يد ، ليحمل إثم فعل كريه ، لن تزول تلك اللعنة إلا بعد أن تعمده تلك الساقية بماء ها العذب ، جسده يسير مع التيار مستسلما لنشوة ، لخدر لذيذ يسكره..هديل الحمام لازال يثير في نفسه الشجون ...
سفنه دنت من مرافئ الموت ، أذن له بالرحيل عبر بوابات الزمن المنسي ودعته الأكف بالصلاة على الحبيب محمد ،زفوه إلى الموت ، ركب عجلته هناك قرب الجامعة المستنصرية كانت نهاية البداية ، وقف يرى أبتسام الربيع في عيون الصبايا و شباب بعمر الزهور ، وقف قرب الباب ، تفحص الوجوه ، اصطدمت به طالبة اعتذرت وعلى شفتيها جمال الحياة ينبض ، ما لذي يقول لها : أتعتذرين ممن جاء يختال بهجة الزهور ، غادرته وهي تستديم النظر إليه وثمة سؤال يدور، ما سر هذه النظرات البليدة ..؟، فر بنظراته بعيداً ، لا يعرف لم لاح له وجه المعلم المحتقن دوما وهو يصرخ بوجهه (غبي ، فاشل ، كسلان ) أطرق رأسه حتى يتخلص من نظرات الحرس التي راحت تلاحقه ، ارتابوا لوقوفه ونظراته الشاردة ، كأن شريط سينمائي يتنقل به ، سيناريو الإرهاب يحطم خرافات، الحب والإنسان لديه ، حركة دائبة الكل ماض إلى مصير مجهول، قد يقع ضمن دائرة الموت أو قد يتخطاه ببضع خطوات ، فزع وكأن شيء يقتلعه من جذوره ، يد فتاة صغيرة ذات ثلاثة سنين امتدت إلى سترته تشدها، رآها تكلمه بكلام ما كان يفهمه ولكن كلمة واحدة ميزها من بين كم الكلمات التي نطقت بها .(بابا ..بابا) ......
أمها أوصدت باب حيرته ( لقد قتل أبوها بانفجار ، لم يعثر له عن جسد بل.بقايا من بقايا ه .. ) أبتعد عنها هارباً يبحث عن صيد سمين .. كلام الشيخ يهمس بإذنه ، ( تذكر إنك تغزو غزوة في سبيل الله ) .. رن جرس الهاتف النقال يدعوه لإنهاء المهمة ، أفلتت الفتاة يدها من قبضة أمها ، بحثت عنه في كل مكان ، تبعتها أمها ، راحت الصغيرة تنطلق نحوه صرخت ( بابا ، بابا ) هرب منها لازال صوت الشيخ كسليل سيوف يحفزه على أن ينهي المهمة ، دق جرس الهاتف مرة أخرى ، أراد أن يرفع يده رأى الفتاة تحيط قدميه بيديها الصغيرتين .. أبتعدي عني ، ابتعدي عني دعيني أفوز بالجنة الموعودة )( قتل الأبرياء له ما يبرره، فالمعركة ضد الإرهاب تتطلب تضحيات)، جلس قبالة الشيخ وهو ينصت لمواعظه وكله أيمان بصدق مقاله ، ليس في عينيه من أمل إلا الفوز بمرضاة الله
التلفون لا يكف عن الرنين .. ابتعد عن باب الجامعة هرب من تلك الفتاة لازالت تلاحقه وكأنها الشيطان الذي أبعد آدم من الجنة .. جاءته رسالة ( لا تكونن من المدبرين ، الملائكة يحتفون بقدوم العريس ،كل الحور العين تترقب القادم لجنات النعيم ........!!
كرة صغيرة تدحرجت نحو قدميه، ركلها دون وعي منه باتجاه المرمى صرخت مجاميع الأطفال (هد.........ف )تبسم بزهو وهو يتخيل الجماهير تنادي بهتاف راح يتمازج بين لغط الأطفال وتخيلاته الصورية ( جيب الكاس جيبه)* .. الفتاة الصغيرة لازالت تلاحقه ، الإنذارات متكررة (عد إلى هدفك ، البط يتجمع بكثافة قرب البوابة ، ستصيد أكبر عدد منها )
الله أكبر ... ارتفعت يده ، الفتاة الصغيرة لازالت تطوقه ، رغم محاولات أمها .. الله أكبر .. انخفضت اليد لتدوس على زر الانفجار .. الله أكبر ..
ابعد الفتاة ،دفعها بقوة ، كبر مرات ومرات لكن الحزام لم ينفجر ، زفر زفرة قوية قال بصوت واهن يا لغبائي ... نسيت أن ارفع الأمان ، لازالت الطفلة تبحث عنه ، أعطته دميتها خذها وتعال قفز من مكانه كمن أصابه مس من جنون .. ضجت الساحة بالصراخ ، فهم الجميع إن الموت قريب ، ركضت الأم نحو الصغيرة ، أحاطتها بذراعيها غطتها بجسدها امتدت خلف السيارات ، تراكض الحرس أحاطوا المكان ، الناس فروا كفراش مبثوث ، ( حزام ناسف ، إرهابي )
أمها تتشبث بها
الصغيرة تحاول التخلص من قبضة أمها
صرخ بأعلى صوته وهويبكي ...أريد الفوز العظيم ..أريد الفوز العظيم
.. توجهت البنادق نحوه تحاصره ،
وقفت سيارة بعيدا أخرج رجلا مئتزرا بالحقد جهاز للتحكم عن بعد ..
(كانت الجنة بانتظارك .. والآن إلى جهنم وبأس المصير) ،
ضغط الزر ، وتفجر الحقد الأعمى ،
•أهزوجة عراقية تغنى بها العراقيون حين حصلوا على كأس أمم أسيا
تعليق