قصة قصيرة جدا
الشخليلة
د.مصطفى عطية جمعة
___________
[align=justify]هو : مشغول بالمساومة مع التجار ، أسفل عمارته ، علي الصوت .
و ها هي زوجته ، تطل و بناتها بضحكهن الدائم من " فراندة " الشقة ، و أمسكت بابنه الوحيد على الإناث ، الذي كان ملهيًا بـ " الشخليلة " .
الولد ينفلت من يديها ، متكوّرًا في الهواء مرات . يستقر قرب قدميه .
الزوجة تلطم ، البنات تولول .
يصدم رأسه بالحائط ، يجذب شدقيه إلى الخلف ، فيصطبغ دمعه بالدم .
الأكف تقلّب الجثمان الصغير على تراب الحارة . . .
" ماسحو الجوخ " بين مصمصة و حوقلة و ترجيع .
ولد " مفلفل " الشعر ، أشعثه ، يقرض بأسنانه لقمه ناشفة ، يلتقط الشخليلة التي انزوت جوار " موتوسيكل " ، يهزها ، تتعالى شخللتها .
********************
قراءة مرفوضة
"كلما زادت عظمة العمل الأدبى زاد طابعه الشخصى ؛لأن مثل هذا العمل لن يتاح إلا لشخصية غنية قوية ،قادرة على أن تفكر فى كل جوانب رؤية العالم ،وتعيش فيها،وإذا كانت رؤية العالم تظل دوما فى حالة صنع ،فإنها تبزغ بشق الأنفس وفى وعى المجموعة الإجتماعية ،وتحتاج إلى الكاتب العبقرى النابه الذى يصوغها ويكشفها للوعى ،وكلما كان العمل أكثر تعبيرا عن كاتب عبقرى ،فإنه يغدو أكثر قابلية للإفهام الذاتى دون أن نحتاج إلى الإشارة إلى سيرة مبدعه ومقاصده الواعية"
لوسيان جولدمان،ترجمة د/جابر عصفور ،مجلة فصول عددرقم 1ص91
الشخليلة هى الشخشيخة التى تحدث الأصوات والضجيج ، فتُسعد الأطفال ويحرص الكبار على وجودها فى حياة الطفل الأولى ،وكلنا نطرب للأصوات الجميلة وتتفنن مصانع لعب الأطفال فى صنعها بأشكال مختلفة .
رؤية القاص للوطن/المجتمع /الأسرة الذى ينحصر فى صورة متكاملة من بشر وأشياء وحياةوتقدم وانحطاط وحاضر ومستقبل.
أسرة /مجتمع /وطن ،من عدة أفراد تتكون ،فالأسرة هى اللبنة الأولى للمجتمع ،رجل وإمرأة وأولاد (بنات وصبيان).
رجل مشغول بالتجارة والمساومةوتجميع الأموال .
إمرأة لاتدرك حجم مسؤليتها فى تربية النشء،وتسكن فى برج عالٍ تطل منه وبناتها ،على مجتمع يتداعى هشاشةً وسقوطاً.ولايتوقفن عن الضحك الدائم لخوائهن الداخلى .
طفل/مستقبل لايدرك من أمره شيئاً ،يتلهى بشخليلة عن مصير مبهم وغامض ينتظره.
ماسحو الجوخ /العوام الذين لايملكون من أمرهم إلا الحوقلةوالمصمصةوالترجيع.
طفل مفلفل الشعر أشعث جائع يكاد يموت جوعاً ،لايمتلك سوى لقمة ناشفة يتلهى بها.
هذه المعادلة الصعبة التى وبقدرة فنيةفائقة وبكاميرا حساسة وبتصوير بديع ،استطاع القاص الإمساك بها وتسجليها بكلمات معدودة وبزمن فعل المضارع الذى هو كائن وماسيكون(تطل، يقرض يلتقط،يهز )زمن مستمر فى الإبحار،نعيش فيه ويحتوينا ونقضم فيه اللقمة الناشفة ،مجتمع القاع /الفقراء ...يهز بالشخليلة يتعالى صوتها .لكن هل هناك من يسمع ويعى ؟؟؟؟
طفل ،من أسرة ميسورة ،يموت لعبث الأم وأنانية الأب.
وطفل مفلفل أشعث، من أسرة فقيرة ،يموت جوعاً.
إنهما المستقبل الذى ينسحب من بين أيدينا.
ما فائدة اللطم والبكاء والولولة والحوقلة ؟
إنه وطن على حافة السقوط .
إنها صرخة من قاص مبدع ،له رؤيته المتكاملة فى رؤية المستور .
.[/align]
الشخليلة
د.مصطفى عطية جمعة
___________
[align=justify]هو : مشغول بالمساومة مع التجار ، أسفل عمارته ، علي الصوت .
و ها هي زوجته ، تطل و بناتها بضحكهن الدائم من " فراندة " الشقة ، و أمسكت بابنه الوحيد على الإناث ، الذي كان ملهيًا بـ " الشخليلة " .
الولد ينفلت من يديها ، متكوّرًا في الهواء مرات . يستقر قرب قدميه .
الزوجة تلطم ، البنات تولول .
يصدم رأسه بالحائط ، يجذب شدقيه إلى الخلف ، فيصطبغ دمعه بالدم .
الأكف تقلّب الجثمان الصغير على تراب الحارة . . .
" ماسحو الجوخ " بين مصمصة و حوقلة و ترجيع .
ولد " مفلفل " الشعر ، أشعثه ، يقرض بأسنانه لقمه ناشفة ، يلتقط الشخليلة التي انزوت جوار " موتوسيكل " ، يهزها ، تتعالى شخللتها .
********************
قراءة مرفوضة
"كلما زادت عظمة العمل الأدبى زاد طابعه الشخصى ؛لأن مثل هذا العمل لن يتاح إلا لشخصية غنية قوية ،قادرة على أن تفكر فى كل جوانب رؤية العالم ،وتعيش فيها،وإذا كانت رؤية العالم تظل دوما فى حالة صنع ،فإنها تبزغ بشق الأنفس وفى وعى المجموعة الإجتماعية ،وتحتاج إلى الكاتب العبقرى النابه الذى يصوغها ويكشفها للوعى ،وكلما كان العمل أكثر تعبيرا عن كاتب عبقرى ،فإنه يغدو أكثر قابلية للإفهام الذاتى دون أن نحتاج إلى الإشارة إلى سيرة مبدعه ومقاصده الواعية"
لوسيان جولدمان،ترجمة د/جابر عصفور ،مجلة فصول عددرقم 1ص91
الشخليلة هى الشخشيخة التى تحدث الأصوات والضجيج ، فتُسعد الأطفال ويحرص الكبار على وجودها فى حياة الطفل الأولى ،وكلنا نطرب للأصوات الجميلة وتتفنن مصانع لعب الأطفال فى صنعها بأشكال مختلفة .
رؤية القاص للوطن/المجتمع /الأسرة الذى ينحصر فى صورة متكاملة من بشر وأشياء وحياةوتقدم وانحطاط وحاضر ومستقبل.
أسرة /مجتمع /وطن ،من عدة أفراد تتكون ،فالأسرة هى اللبنة الأولى للمجتمع ،رجل وإمرأة وأولاد (بنات وصبيان).
رجل مشغول بالتجارة والمساومةوتجميع الأموال .
إمرأة لاتدرك حجم مسؤليتها فى تربية النشء،وتسكن فى برج عالٍ تطل منه وبناتها ،على مجتمع يتداعى هشاشةً وسقوطاً.ولايتوقفن عن الضحك الدائم لخوائهن الداخلى .
طفل/مستقبل لايدرك من أمره شيئاً ،يتلهى بشخليلة عن مصير مبهم وغامض ينتظره.
ماسحو الجوخ /العوام الذين لايملكون من أمرهم إلا الحوقلةوالمصمصةوالترجيع.
طفل مفلفل الشعر أشعث جائع يكاد يموت جوعاً ،لايمتلك سوى لقمة ناشفة يتلهى بها.
هذه المعادلة الصعبة التى وبقدرة فنيةفائقة وبكاميرا حساسة وبتصوير بديع ،استطاع القاص الإمساك بها وتسجليها بكلمات معدودة وبزمن فعل المضارع الذى هو كائن وماسيكون(تطل، يقرض يلتقط،يهز )زمن مستمر فى الإبحار،نعيش فيه ويحتوينا ونقضم فيه اللقمة الناشفة ،مجتمع القاع /الفقراء ...يهز بالشخليلة يتعالى صوتها .لكن هل هناك من يسمع ويعى ؟؟؟؟
طفل ،من أسرة ميسورة ،يموت لعبث الأم وأنانية الأب.
وطفل مفلفل أشعث، من أسرة فقيرة ،يموت جوعاً.
إنهما المستقبل الذى ينسحب من بين أيدينا.
ما فائدة اللطم والبكاء والولولة والحوقلة ؟
إنه وطن على حافة السقوط .
إنها صرخة من قاص مبدع ،له رؤيته المتكاملة فى رؤية المستور .
.[/align]
تعليق