الشخليلة والقراءة المرفوضة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالرؤوف النويهى
    أديب وكاتب
    • 12-10-2007
    • 2218

    الشخليلة والقراءة المرفوضة

    قصة قصيرة جدا
    الشخليلة
    د.مصطفى عطية جمعة
    ___________
    [align=justify]هو : مشغول بالمساومة مع التجار ، أسفل عمارته ، علي الصوت .
    و ها هي زوجته ، تطل و بناتها بضحكهن الدائم من " فراندة " الشقة ، و أمسكت بابنه الوحيد على الإناث ، الذي كان ملهيًا بـ " الشخليلة " .
    الولد ينفلت من يديها ، متكوّرًا في الهواء مرات . يستقر قرب قدميه .
    الزوجة تلطم ، البنات تولول .
    يصدم رأسه بالحائط ، يجذب شدقيه إلى الخلف ، فيصطبغ دمعه بالدم .
    الأكف تقلّب الجثمان الصغير على تراب الحارة . . .
    " ماسحو الجوخ " بين مصمصة و حوقلة و ترجيع .

    ولد " مفلفل " الشعر ، أشعثه ، يقرض بأسنانه لقمه ناشفة ، يلتقط الشخليلة التي انزوت جوار " موتوسيكل " ، يهزها ، تتعالى شخللتها .

    ********************
    قراءة مرفوضة

    "كلما زادت عظمة العمل الأدبى زاد طابعه الشخصى ؛لأن مثل هذا العمل لن يتاح إلا لشخصية غنية قوية ،قادرة على أن تفكر فى كل جوانب رؤية العالم ،وتعيش فيها،وإذا كانت رؤية العالم تظل دوما فى حالة صنع ،فإنها تبزغ بشق الأنفس وفى وعى المجموعة الإجتماعية ،وتحتاج إلى الكاتب العبقرى النابه الذى يصوغها ويكشفها للوعى ،وكلما كان العمل أكثر تعبيرا عن كاتب عبقرى ،فإنه يغدو أكثر قابلية للإفهام الذاتى دون أن نحتاج إلى الإشارة إلى سيرة مبدعه ومقاصده الواعية"
    لوسيان جولدمان،ترجمة د/جابر عصفور ،مجلة فصول عددرقم 1ص91

    الشخليلة هى الشخشيخة التى تحدث الأصوات والضجيج ، فتُسعد الأطفال ويحرص الكبار على وجودها فى حياة الطفل الأولى ،وكلنا نطرب للأصوات الجميلة وتتفنن مصانع لعب الأطفال فى صنعها بأشكال مختلفة .

    رؤية القاص للوطن/المجتمع /الأسرة الذى ينحصر فى صورة متكاملة من بشر وأشياء وحياةوتقدم وانحطاط وحاضر ومستقبل.

    أسرة /مجتمع /وطن ،من عدة أفراد تتكون ،فالأسرة هى اللبنة الأولى للمجتمع ،رجل وإمرأة وأولاد (بنات وصبيان).

    رجل مشغول بالتجارة والمساومةوتجميع الأموال .
    إمرأة لاتدرك حجم مسؤليتها فى تربية النشء،وتسكن فى برج عالٍ تطل منه وبناتها ،على مجتمع يتداعى هشاشةً وسقوطاً.ولايتوقفن عن الضحك الدائم لخوائهن الداخلى .
    طفل/مستقبل لايدرك من أمره شيئاً ،يتلهى بشخليلة عن مصير مبهم وغامض ينتظره.

    ماسحو الجوخ /العوام الذين لايملكون من أمرهم إلا الحوقلةوالمصمصةوالترجيع.

    طفل مفلفل الشعر أشعث جائع يكاد يموت جوعاً ،لايمتلك سوى لقمة ناشفة يتلهى بها.

    هذه المعادلة الصعبة التى وبقدرة فنيةفائقة وبكاميرا حساسة وبتصوير بديع ،استطاع القاص الإمساك بها وتسجليها بكلمات معدودة وبزمن فعل المضارع الذى هو كائن وماسيكون(تطل، يقرض يلتقط،يهز )زمن مستمر فى الإبحار،نعيش فيه ويحتوينا ونقضم فيه اللقمة الناشفة ،مجتمع القاع /الفقراء ...يهز بالشخليلة يتعالى صوتها .لكن هل هناك من يسمع ويعى ؟؟؟؟


    طفل ،من أسرة ميسورة ،يموت لعبث الأم وأنانية الأب.
    وطفل مفلفل أشعث، من أسرة فقيرة ،يموت جوعاً.
    إنهما المستقبل الذى ينسحب من بين أيدينا.

    ما فائدة اللطم والبكاء والولولة والحوقلة ؟

    إنه وطن على حافة السقوط .

    إنها صرخة من قاص مبدع ،له رؤيته المتكاملة فى رؤية المستور .
    .[/align]
  • ثروت الخرباوي
    أديب وقانوني
    • 16-05-2007
    • 865

    #2
    قصة جيدة بلا شك وقراءة واعية وعميقة

    شكرا لكما

    تعليق

    • رشيدة فقري
      عضو الملتقى
      • 04-06-2007
      • 2489

      #3
      اخي الكريم عبد الرؤوف النويهي
      يا سلام على القراءة التي ابحرت في عمق النص واخرجت دررا
      ابدعت في قراءتك اخي عبد الرؤوف كما ابدع اخونا د/ مصطفى
      تقديري لكما
      رشيدة فقري
      [url=http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=1035][color=#008080]رسالة من امراة عادية الى رجل غير عادي[/color][/url]

      [frame="6 80"][size=5][color=#800080]
      عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتـي العَزائِـمُ
      وَتأتـي علَى قَـدْرِ الكِرامِ المَكـارمُ
      وَتَعْظُمُ فِي عَينِ الصّغيـرِ صغارُهـا
      وَتَصْغُرُ فِي عَيـن العَظيمِ العَظائِـمُ[/color][/size][/frame]
      [align=center]
      [url=http://gh-m.in-goo.net/login.forum][size=5]جامعة المبدعين المغاربة[/size][/url][/align]
      [URL="http://mountadaal3acharah.4rumer.com/index.htm"]http://mountadaal3acharah.4rumer.com/index.htm[/URL]

      [url=http://www.racha34.piczo.com/?cr=2][COLOR="Purple"][SIZE="4"][SIZE="5"]موقعي[/SIZE][/SIZE][/COLOR][/url]

      تعليق

      • محمود عادل بادنجكي.
        أديب وكاتب
        • 22-02-2008
        • 1021

        #4
        الأخ عبد الرؤوف
        نصّ كالسيناريو يرسم للكاميرا اللقطات المقرّبة، ليخرج بفيلم مليء ببقع الضوء السوداء.
        تحيّاتي الطيّبات
        التعديل الأخير تم بواسطة محمود عادل بادنجكي.; الساعة 30-04-2008, 20:39.
        ستبقـى حروفنــــا.. ونذهـــــبُ
        مدوّنتي
        http://mahmoudadelbadinjki.ektob.com/
        تفضـّلوا بزيارة صفحتي على فيسس بوك
        www.facebook.com/badenjki1
        sigpic
        إهداء من الفنّان العالميّ "سامي برهان"

        تعليق

        • حسين ليشوري
          طويلب علم، مستشار أدبي.
          • 06-12-2008
          • 8016

          #5
          لله درك أستاذنا المحامي الأديب عبد الرؤوف النويهي.
          أين قراءتك المتعمقة هذه لعمل أدبي ممتاز لصديقنا العزيز د.مصطفى عطية جمعة من قراءات النقاد الهواة مثلي السطحية المسطحة ؟ يا لها من أيام تلك التي عشناها هنا قبل ستِّ سنين !

          ليتك تعود إلينا بقراءاتك التحليلة حتى نرتقي بذوقنا الأدبي.
          تحيتي و مودتي أستاذنا الجليل.


          sigpic
          (رسم نور الدين محساس)
          (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

          "القلم المعاند"
          (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
          "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
          و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

          تعليق

          يعمل...
          X