[align=justify]من روائع شعرنا العربى الحديث،عشتُ مع شعرائه المبدعين محلقاً فى سماء الإبداع،قرأتُ أشعارهم بشغف ونهمٍ شديدين،وحفظتُ فى يفاعة العمر وبكارة الصبا بعض قصائدهم أتغنى بها وحيدأ أو مجتمعاً فى محفلٍ عام أو حشد من الأصدقاء.
صلاح عبدالصبور وأحمد عبدالمعطى حجازى ومحمد إبراهيم أبوسنة وأمل دنقل وبدر الدين شاكر السياب ونازك الملائكة والبياتى ونزار قبانى...أسماء كثيرة شكلت ذاكرتى ووجدانى .
سأحاول تقديم مختاراتى الشعرية عبر مراحل عمرى،ملتمساً صدق مشاعرى وذائقتى الشعرية .[/align]
أنشودة المطر
بدرالدين شاكر السياب
[align=right]عيناك غابتا نخيل ساعة السحر
أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر
عيناك حين تبسمان تورق الكروم
وترقص الأضواء00كالأقمار فى نهر
يرجه المجذاف وهنا ساعة السحر
كأنما تنبض فى غوريهما النجوم .
وتغرقان فى ضباب من أسى شفيف
كالبحر سرح اليدين فوقه المساء ،
دفء الشتاء فيه وارتعاشة الخريف ،
والموت ، والميلاد ، والظلام ، والضياء ،
فتستفيق ملء روحى ، رعشة البكاء
ونشوة وحشية تعانق السماء
كنشوة الطفل إذا خاف من القمر !
كأن أقواس السحاب تشرب الغيوم
قطرة فقطرة تذوب فى المطر
وكركر الأطفال فى عرائش الكروم
ودغدغت صمت العصافير على الشجر
أنشودة المطر .
مطر..
مطر..
مطر ..
تثاءب المساء ، والغيوم ما تزال
تسح ما تسح من دموعها الثقال
كأن طفلا بات يهذى قبل أن ينام
بأن أمه _التى أفاق منذ عام
فلم يجدها ،ثم حين لج فى السؤال
قالوا له :"بعد غد تعود .." ؟
لابد أن تعود
و إن تهامس الرفا ق أنها هناك
فى جانب التل تنام نومة اللحود
تسف من ترابها وتشرب المطر ،
كأن صيادا حزينا يجمع الشبا ك
ويلعن المياه والقدر
وينثر الغناء حيث يأفل القمر .
مطر..
مطر ..
أتعلمين أى حزن يبعث المطر؟
وكيف تنشج المزاريب إذا انهمر؟
وكيف يشعر الوحيد فيه بالضياع ؟
بلا انتهاء-كالدم المراق ، كا لجياع ،
كالحب ، كالأطفال ، كالموتى .؟هو المطر !
ومقلتاك بى تطيفان مع المطر
وعبر أمواج الخليج تمسح البروق
سواحل العراق بالنجوم والمحار ،
كأنها تهم بالشروق
فيسحب الليل عليها من دم دثار 0
أصيح ياخليج ياواهب اللؤلؤ ، والمحار ، والردى !"
فيرجع الصدى
كأنه النشيج :
"ياخليج
ياواهب المحار والردى .."
أكاد أسمع العراق يذخر الرعود
ويخزن البروق فى السهول والجبا ل،
حتى إذا ما فض عنها ختمها الرجال
لم تترك الرياح من ثمود
فى الوادى من أثر.
أكاد أسمع النخيل يشرب المطر
وأسمع القرى تئن ، والمهاجرين
يصارعون بالمجاذيف وبالقلوع ،
عواصف الخليج ، والرعود ، منشدين :
""مطر..
مطر..
مطر..
وفى العراق جوع
وينثر الغلال فيه موسم الحصاد
لتشبع الغربان والجراد
وتطحن الشوان والحجر
رحى تدور فى الحقول ..حولها بشر
مطر ..
مطر ..
مطر..
وكم ذرفنا ليلة الرحيل ، من دموع
ثم اعتللنا ؟خوف أن نلام؟بالمطر ..
مطر..
مطر..
ومنذ أن كنا صغارا ، كانت السماء
تغيم فى الشتاء
ويهطل المطر ،
وكل عام؟ حين يعشب الثرى - نجوع
ما مر عام والعراق ليس فيه جوع
مطر..
مطر..
فى كل قطرة من المطر
حمراء أوصفراء من أجنة الزهر .
وكل دمعة من الجياع والعراة
وكل قطرة تراق من دم العبيد
فهى ابتسام فى انتظار مبسم جديد
أوحلمة توردت على فم الوليد
فى عالم الغد ، واهب الحياة !
مطر ..
مطر ..
مطر..
سيعشب العراق بالمطر.."
أصيح ياخليج :"ياخليج...
ياواهب اللؤلؤ، والمحار ، والردى !"
فيرجع الصدى
كأنه النشيج:
"ياخليج
ياواهب المحار والردى .."
وينثر الخليج من هباته الكثار،
على الرمال ، :رغوة الأجاج ، والمحا ر
وما تبقى من عظام بائس غريق
من المهاجرين ظل يشرب الردى
من لجة الخليج والقرار ،
وفى العراق ألف أفعى تشرب الرحيق
من زهرة يربها الفرات بالندى 0
وأسمع الصدى
يرن فى الخليج
"مطر..
مطر..
مطر..
فى كل قطرة من المطر
حمراء أو صفراء من أجنة الزهر .
وكل دمعة من الجياع والعراة
وكل قطرة تراق من دم العبيد
فهى ابتسا م فى انتظار مبسم جديد
أو حلمة توردت على فم الوليد
فى عالم الغد الفتى ،واهب الحياة."
ويهطل المطر .. [/align]
صلاح عبدالصبور وأحمد عبدالمعطى حجازى ومحمد إبراهيم أبوسنة وأمل دنقل وبدر الدين شاكر السياب ونازك الملائكة والبياتى ونزار قبانى...أسماء كثيرة شكلت ذاكرتى ووجدانى .
سأحاول تقديم مختاراتى الشعرية عبر مراحل عمرى،ملتمساً صدق مشاعرى وذائقتى الشعرية .[/align]
أنشودة المطر
بدرالدين شاكر السياب
[align=right]عيناك غابتا نخيل ساعة السحر
أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر
عيناك حين تبسمان تورق الكروم
وترقص الأضواء00كالأقمار فى نهر
يرجه المجذاف وهنا ساعة السحر
كأنما تنبض فى غوريهما النجوم .
وتغرقان فى ضباب من أسى شفيف
كالبحر سرح اليدين فوقه المساء ،
دفء الشتاء فيه وارتعاشة الخريف ،
والموت ، والميلاد ، والظلام ، والضياء ،
فتستفيق ملء روحى ، رعشة البكاء
ونشوة وحشية تعانق السماء
كنشوة الطفل إذا خاف من القمر !
كأن أقواس السحاب تشرب الغيوم
قطرة فقطرة تذوب فى المطر
وكركر الأطفال فى عرائش الكروم
ودغدغت صمت العصافير على الشجر
أنشودة المطر .
مطر..
مطر..
مطر ..
تثاءب المساء ، والغيوم ما تزال
تسح ما تسح من دموعها الثقال
كأن طفلا بات يهذى قبل أن ينام
بأن أمه _التى أفاق منذ عام
فلم يجدها ،ثم حين لج فى السؤال
قالوا له :"بعد غد تعود .." ؟
لابد أن تعود
و إن تهامس الرفا ق أنها هناك
فى جانب التل تنام نومة اللحود
تسف من ترابها وتشرب المطر ،
كأن صيادا حزينا يجمع الشبا ك
ويلعن المياه والقدر
وينثر الغناء حيث يأفل القمر .
مطر..
مطر ..
أتعلمين أى حزن يبعث المطر؟
وكيف تنشج المزاريب إذا انهمر؟
وكيف يشعر الوحيد فيه بالضياع ؟
بلا انتهاء-كالدم المراق ، كا لجياع ،
كالحب ، كالأطفال ، كالموتى .؟هو المطر !
ومقلتاك بى تطيفان مع المطر
وعبر أمواج الخليج تمسح البروق
سواحل العراق بالنجوم والمحار ،
كأنها تهم بالشروق
فيسحب الليل عليها من دم دثار 0
أصيح ياخليج ياواهب اللؤلؤ ، والمحار ، والردى !"
فيرجع الصدى
كأنه النشيج :
"ياخليج
ياواهب المحار والردى .."
أكاد أسمع العراق يذخر الرعود
ويخزن البروق فى السهول والجبا ل،
حتى إذا ما فض عنها ختمها الرجال
لم تترك الرياح من ثمود
فى الوادى من أثر.
أكاد أسمع النخيل يشرب المطر
وأسمع القرى تئن ، والمهاجرين
يصارعون بالمجاذيف وبالقلوع ،
عواصف الخليج ، والرعود ، منشدين :
""مطر..
مطر..
مطر..
وفى العراق جوع
وينثر الغلال فيه موسم الحصاد
لتشبع الغربان والجراد
وتطحن الشوان والحجر
رحى تدور فى الحقول ..حولها بشر
مطر ..
مطر ..
مطر..
وكم ذرفنا ليلة الرحيل ، من دموع
ثم اعتللنا ؟خوف أن نلام؟بالمطر ..
مطر..
مطر..
ومنذ أن كنا صغارا ، كانت السماء
تغيم فى الشتاء
ويهطل المطر ،
وكل عام؟ حين يعشب الثرى - نجوع
ما مر عام والعراق ليس فيه جوع
مطر..
مطر..
فى كل قطرة من المطر
حمراء أوصفراء من أجنة الزهر .
وكل دمعة من الجياع والعراة
وكل قطرة تراق من دم العبيد
فهى ابتسام فى انتظار مبسم جديد
أوحلمة توردت على فم الوليد
فى عالم الغد ، واهب الحياة !
مطر ..
مطر ..
مطر..
سيعشب العراق بالمطر.."
أصيح ياخليج :"ياخليج...
ياواهب اللؤلؤ، والمحار ، والردى !"
فيرجع الصدى
كأنه النشيج:
"ياخليج
ياواهب المحار والردى .."
وينثر الخليج من هباته الكثار،
على الرمال ، :رغوة الأجاج ، والمحا ر
وما تبقى من عظام بائس غريق
من المهاجرين ظل يشرب الردى
من لجة الخليج والقرار ،
وفى العراق ألف أفعى تشرب الرحيق
من زهرة يربها الفرات بالندى 0
وأسمع الصدى
يرن فى الخليج
"مطر..
مطر..
مطر..
فى كل قطرة من المطر
حمراء أو صفراء من أجنة الزهر .
وكل دمعة من الجياع والعراة
وكل قطرة تراق من دم العبيد
فهى ابتسا م فى انتظار مبسم جديد
أو حلمة توردت على فم الوليد
فى عالم الغد الفتى ،واهب الحياة."
ويهطل المطر .. [/align]
تعليق