-----
أخي الأكرم الشاعر المُجيد محمد
أسعد الله أوقاتكَ
قرأتُ أبياتك فتأثّرتُ جداً .. ربما لأن الأيام التي عشتُها في طرابلس لاتزالُ ذكراها وطعمها في نفسي ، وستبقى ، لا أنسى ساعاتٍ قضيتها في حدائق طرابلس الرائعة ، وعند كورنيشها ، وفي ساحة الغزال ، وفي السوق التركي ، وفي حي الدهماني حيث كنت أقيم ..ولا مدينة الخمس التي كنت أزورها باستمرار ، وكانت تذكرني بجبلة الحبيبة في سوريا ، وهي تشبهها إلى حد بعيد ..عرفتُ هنا شعباً طيباً مؤمناً بطبعه لكنه مغلوب على أمره جداً ، ورأيتُ موظفينَ تُصرف لهم رواتبهم كل شهرين أو ثلاثة ومن حقهم أن يكونوا من أغنى الناس في العالم ! ودرّستُ هناكَ - إلى جانب اللغة العربيّة - ( التربية القرآنيّة ) .. فهذه هي التسمية التي كانت لمقرر الدين ، وليس ( التربية الإسلامية ) ، لأن هذا الأخير يعني أنه يشمل الحديث الشريف ..وهذا لا يُعترف به هناك وقتَها ! وقرأتُ ( الكتابَ الأخضر ) و ( رسول الصحراء ) ..وحدّثوني عن مشانق الطلاب في رمضان .. كنتُ أذوبُ حسراتٍ على أحفاد عمر المختار العظيم !! وحين كنتُ أتابع أحداث الثورة يوماً بيوم ، وحين رأيتُ أولئك الشباب يقتحمون باب العزيزيّة .. كنتُ أشعر تماماً بما يشعر به أولئك الإخوة ..إن الله يُمهل ولا يُهمل ..
قصيدتك أخي الحبيب يكفيها شرفاً موضوعُها هذا بما فيه من دروسٍ وعبر ، ولأنها تنضوي تحت شعر المناسبات كان لابد أن تكون فقيرة في صورها وموسيقاها إلى حد ما ، ولكنها يشفع لها شرفُ الفكرة ، وقيمة العِبرة .
أبحفرة نراكَ يا دجالا = يا دجالُ
تقبل تحياتي وتقديري

أسعد الله أوقاتك أخي الكريم
بالعودة إلى قولك ( أبحفرة نلقاك يا دجالا ؟ ) واعتبارك ( دجالا ) نكرة غير مقصودة وكأن القول : يا دجالاً أبحفرةٍ نلقاكَ ؟ أود أن أسألك عن شاهدٍ فصيح جاء فيه مثل هذا التركيب ، بتقديم الجواب على النداء ، وهل يجوز أن يكون جواب النداء في حال المنادى نكرة غير مقصودة هل يجوز أن يكون إلا طلباً أو ما في معناه .. كما في تكملة شاهدك الذي أشرتَ إليه : أيا راكباً إما عرضتَ فبلغنْ * أبا غالبٍ أن قد ثأرنا بغالب .. أرجو أخي الكريم أن تعتبر مداخلتي مجرّد استفسار
وتقبل تقديري واحترامي