[align=center]مقالات من حديقة المغفلين: (4) رئيس الجمهورية العربية المتحدة يخاطبكم...!!![/align]
[align=justify]تنبه هام: لا علاقة للموضوع بالجمهورية العربية المتحدة (المصرية السورية) المنهارة...!!![/align]
[align=justify]بينما أنا جالس، كما العادة، في حديقة المغفلين أستنشق من نسيم هوائها، وأشم من عطر زهورها، وأستمتع بألحان عصافيرها، وأحمد الله على صفاء الأجواء ونقاء القلوب وتحسن العلاقات بين الإخوة الأحباء، استندت إلى جدع شجرة وارفة الظل أقرأ كتابا يبكي حال الأمة وخضوعها وخنوعها ويسطر لكل الهموم التي لا تخطر على بال بقر..!! وضعت الكتاب على وجهي واستغرقت في تفكير عميق...!!
وعندما رفعت الكتاب عن وجهي وجدت نفسي في مكان يعج بخلق الله. أين أنا؟ ما هذا المكان؟ شدني ما رأيت ورحت أبحث عمن أسأل، فإذا بي أجد شيخا وقورا يقف رافعا رأسه إلى السماء يتمتم ببعض التراتيل الصامتة. وجهت له السؤال:
- ما هذا المكان يا عم؟
- إنه المحج الأكبر يا بني ـ رد علي مبتسما.
- عفوا، ما قصدك بالمحج الأكبر يا عم؟
- إنه المكان الذي يجتمع فيه الناس لسماع خطاب رئيس الجمهورية العربية المتحدة كل سنة احتفالا بتحقيق الوحدة، ويكون الخطاب رسالة سامية للأخذ بتوجيهات فخامته وتسطيرا لسياسته السنوية ـ ردا علي بنفس النبرة.
شكرت العم وصرت أمشي هائما على وجهي بين الخلق أستطلع المحج وناسه المنتشرين كالذباب على مكب نفايات..!! وما راعني حال الناس وهرجهم ومرجهم ومدى قدرتهم على تحمل وهج الشمس الحارقة ورائحة العرق المتصبب من أجسامها. وتهاوت على رأسي ـ التي بدأ تتبخر تحت وطأت حر الهجيرـ أسئلة من كل الجهات.. ولم أستطع الوصول إلى إجابة محددة لغرابة المكان وغرابتي أيضا..!! وفي غمرة ذلك، وبعد أن طال انتظار الواقفين، جاء إلى الأسماع صوت جهوري يقول: "رئيس الجمهورية العربية المتحدة يخاطبكم".. فانقطع صوت حناجر الجماهير إلا من صوت الرئيس:
"أيها الشعب الأبي، يا شعب الجمهورية العربية المتحدة،
إنه لم دواعي سروري وفخري أن أقف هنا وأمامكم تطبيقا لسُنَّةٍ مقدسة دأبت الجمهورية العربية المتحدة رئاسة وشعبا على الاحتفال بالانتصار والوحدة اللذين لطالما تمنينا أن يتحققا على طول أراضينا العربية. وكذلك، أجتمع بكم ـ في هذا المحج الأكبر ـ لتثمين الجهود التي أبذلها وتبذلونها للمضي قدما نحو تحقيق المجد المنشود لجمهوريتنا العربية المتحدة التي انبثقت عن وعي عربي عميق.
وقبل أن أضع الأسس الكبرى لسياسة السنة الجديدة، أود أن أثمن الجهود التي يبذلها سفراؤنا في كل أرجاء الجمهورية المترامية الأطراف، وعلى الجهود التي يبذلها مبعوثو الجمهورية إلى الكيانات الأجنبية الأخرى من أجل مناقشة ومباحثة القضايا الراهنة. كما يطيب لي أن أضع الأسس الكبرى التي يجب أن نسير على خطاها وذلك من خلال وضع خطط وبرامج سنوية تعود ـ وستعود بكل تأكيد ـ بالنفع على الأمة وأبنائها. وعليه، ارتأينا هذه السنة أن نبقي على جميع المخططات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي طبقت في السنوات الماضية نظرا لفعاليتها، باستثناء المخطط السنوي التعليمي والثقافي الذي قررنا، بمعية مستشارينا ومخططينا الأوفياء، تغييره ـ نظرا لحداثة جمهوريتنا بالوحدة ـ لأن السياسة القمعية التي تعرضت لها الرؤوس المفكرة إبان فترة التفرقة خلفت أضرارا نفسية وبنيوية جسيمة يصعب محوها على المدى القريب، مما يتطلب معه إجراء ترميم لها إن لم نقل اجتثاثها من جذورها وتغيير محتواها بمادة رمادية جديدة ومن صنع محلي يليق برؤى الجمهورية السعيدة.
ولهذا الغرض أحدث مجلس الشورى الأجهزة والمرافق العمومية وخلق الآليات اللوجيستيكية الكفيلة بإنجاز هذه المهمة التي ستسهل تحقيق المخطط على أتم وجه، ودون أن نمس مقدساتنا وقيمنا التي وحدنا عليها الأمة، مما يستوجب تعاون كل المعنيين من مثقفي الأمة ورجالها الأشاوس وأن يغلّْبوا النفع العام على النفع الخاص تفاديا لأي تأخر في التطبيق.
ولا يسعني، في هذا اليوم العظيم، إلا أن أشد على أيدكم بقوة وأحييكم بحرارة لا تفيكم امتناني لمدى تفانيكم وقبولكم لسياسة جمهوريتنا المجيدة. وأسأل الله أن يديمها من نعمة، إنه سميع مجيب الدعوات.
والسلام عليكم ورحمة الله."
وبعد انتهاء الخطاب السامي لفخامة رئيس الجمهورية العربية المتحدة علا التصفيق والهتاف والمطالبة بدوام صحة وعافية الرئيس. وبقيت الناس تهتف تهللا إلى حين مغادرة الرئيس الذي لم تفارقه ابتسامته الحازمة طوال تواجده على المنصة. وفجأة، انفض الجمهور الحاضر كل إلى حال سبيل فعاد الهرج والمرج يعم المكان واختلطت الأمور، فوجدت نفسي لقمة سائغة بين أكتاف الرجال التي تقاذفتني ذات اليمين وذات الشمال. فانتابتني موجة من الصراخ والنشيج..و..
ودون وعي، فزعت من مكاني لأجد وجهي ما زال تحت الكتاب كما هو، وتأكدت أنني مازلت بألف خير وأن الأمر يتعلق بكابوس من الدرجة الأولى (هناك كوابيس بالدرجات مثلما هناك حروق بالدرجات، والتي عادة ما تصيب الرؤوس العارية..!!!). واعتقدت أن الكتاب مشئوم فطويته جانبا لأفكر للحظة في أمر الكابوس.. وحاولت عبثا تفسير مضمونه ولم أبلغ شيئا سوى الأسف على كابوس أمتي الذي لا يريد أن ينتهي. ذاك الكابوس الذي يشوبه نوع من الغموض بنفس قدر الخوف الذي تملكني وأنا بين يدي فخامة الرئيس وما هالني من كثرة الجماهير...وما زلت أجهل كيف سيكون مصير العقول إن تحقق حلم رئيس الجمهورية العربية المتحدة؟؟
هل لديكم فكرة؟؟[/align]
[align=justify]تنبه هام: لا علاقة للموضوع بالجمهورية العربية المتحدة (المصرية السورية) المنهارة...!!![/align]
[align=justify]بينما أنا جالس، كما العادة، في حديقة المغفلين أستنشق من نسيم هوائها، وأشم من عطر زهورها، وأستمتع بألحان عصافيرها، وأحمد الله على صفاء الأجواء ونقاء القلوب وتحسن العلاقات بين الإخوة الأحباء، استندت إلى جدع شجرة وارفة الظل أقرأ كتابا يبكي حال الأمة وخضوعها وخنوعها ويسطر لكل الهموم التي لا تخطر على بال بقر..!! وضعت الكتاب على وجهي واستغرقت في تفكير عميق...!!
وعندما رفعت الكتاب عن وجهي وجدت نفسي في مكان يعج بخلق الله. أين أنا؟ ما هذا المكان؟ شدني ما رأيت ورحت أبحث عمن أسأل، فإذا بي أجد شيخا وقورا يقف رافعا رأسه إلى السماء يتمتم ببعض التراتيل الصامتة. وجهت له السؤال:
- ما هذا المكان يا عم؟
- إنه المحج الأكبر يا بني ـ رد علي مبتسما.
- عفوا، ما قصدك بالمحج الأكبر يا عم؟
- إنه المكان الذي يجتمع فيه الناس لسماع خطاب رئيس الجمهورية العربية المتحدة كل سنة احتفالا بتحقيق الوحدة، ويكون الخطاب رسالة سامية للأخذ بتوجيهات فخامته وتسطيرا لسياسته السنوية ـ ردا علي بنفس النبرة.
شكرت العم وصرت أمشي هائما على وجهي بين الخلق أستطلع المحج وناسه المنتشرين كالذباب على مكب نفايات..!! وما راعني حال الناس وهرجهم ومرجهم ومدى قدرتهم على تحمل وهج الشمس الحارقة ورائحة العرق المتصبب من أجسامها. وتهاوت على رأسي ـ التي بدأ تتبخر تحت وطأت حر الهجيرـ أسئلة من كل الجهات.. ولم أستطع الوصول إلى إجابة محددة لغرابة المكان وغرابتي أيضا..!! وفي غمرة ذلك، وبعد أن طال انتظار الواقفين، جاء إلى الأسماع صوت جهوري يقول: "رئيس الجمهورية العربية المتحدة يخاطبكم".. فانقطع صوت حناجر الجماهير إلا من صوت الرئيس:
"أيها الشعب الأبي، يا شعب الجمهورية العربية المتحدة،
إنه لم دواعي سروري وفخري أن أقف هنا وأمامكم تطبيقا لسُنَّةٍ مقدسة دأبت الجمهورية العربية المتحدة رئاسة وشعبا على الاحتفال بالانتصار والوحدة اللذين لطالما تمنينا أن يتحققا على طول أراضينا العربية. وكذلك، أجتمع بكم ـ في هذا المحج الأكبر ـ لتثمين الجهود التي أبذلها وتبذلونها للمضي قدما نحو تحقيق المجد المنشود لجمهوريتنا العربية المتحدة التي انبثقت عن وعي عربي عميق.
وقبل أن أضع الأسس الكبرى لسياسة السنة الجديدة، أود أن أثمن الجهود التي يبذلها سفراؤنا في كل أرجاء الجمهورية المترامية الأطراف، وعلى الجهود التي يبذلها مبعوثو الجمهورية إلى الكيانات الأجنبية الأخرى من أجل مناقشة ومباحثة القضايا الراهنة. كما يطيب لي أن أضع الأسس الكبرى التي يجب أن نسير على خطاها وذلك من خلال وضع خطط وبرامج سنوية تعود ـ وستعود بكل تأكيد ـ بالنفع على الأمة وأبنائها. وعليه، ارتأينا هذه السنة أن نبقي على جميع المخططات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي طبقت في السنوات الماضية نظرا لفعاليتها، باستثناء المخطط السنوي التعليمي والثقافي الذي قررنا، بمعية مستشارينا ومخططينا الأوفياء، تغييره ـ نظرا لحداثة جمهوريتنا بالوحدة ـ لأن السياسة القمعية التي تعرضت لها الرؤوس المفكرة إبان فترة التفرقة خلفت أضرارا نفسية وبنيوية جسيمة يصعب محوها على المدى القريب، مما يتطلب معه إجراء ترميم لها إن لم نقل اجتثاثها من جذورها وتغيير محتواها بمادة رمادية جديدة ومن صنع محلي يليق برؤى الجمهورية السعيدة.
ولهذا الغرض أحدث مجلس الشورى الأجهزة والمرافق العمومية وخلق الآليات اللوجيستيكية الكفيلة بإنجاز هذه المهمة التي ستسهل تحقيق المخطط على أتم وجه، ودون أن نمس مقدساتنا وقيمنا التي وحدنا عليها الأمة، مما يستوجب تعاون كل المعنيين من مثقفي الأمة ورجالها الأشاوس وأن يغلّْبوا النفع العام على النفع الخاص تفاديا لأي تأخر في التطبيق.
ولا يسعني، في هذا اليوم العظيم، إلا أن أشد على أيدكم بقوة وأحييكم بحرارة لا تفيكم امتناني لمدى تفانيكم وقبولكم لسياسة جمهوريتنا المجيدة. وأسأل الله أن يديمها من نعمة، إنه سميع مجيب الدعوات.
والسلام عليكم ورحمة الله."
وبعد انتهاء الخطاب السامي لفخامة رئيس الجمهورية العربية المتحدة علا التصفيق والهتاف والمطالبة بدوام صحة وعافية الرئيس. وبقيت الناس تهتف تهللا إلى حين مغادرة الرئيس الذي لم تفارقه ابتسامته الحازمة طوال تواجده على المنصة. وفجأة، انفض الجمهور الحاضر كل إلى حال سبيل فعاد الهرج والمرج يعم المكان واختلطت الأمور، فوجدت نفسي لقمة سائغة بين أكتاف الرجال التي تقاذفتني ذات اليمين وذات الشمال. فانتابتني موجة من الصراخ والنشيج..و..
ودون وعي، فزعت من مكاني لأجد وجهي ما زال تحت الكتاب كما هو، وتأكدت أنني مازلت بألف خير وأن الأمر يتعلق بكابوس من الدرجة الأولى (هناك كوابيس بالدرجات مثلما هناك حروق بالدرجات، والتي عادة ما تصيب الرؤوس العارية..!!!). واعتقدت أن الكتاب مشئوم فطويته جانبا لأفكر للحظة في أمر الكابوس.. وحاولت عبثا تفسير مضمونه ولم أبلغ شيئا سوى الأسف على كابوس أمتي الذي لا يريد أن ينتهي. ذاك الكابوس الذي يشوبه نوع من الغموض بنفس قدر الخوف الذي تملكني وأنا بين يدي فخامة الرئيس وما هالني من كثرة الجماهير...وما زلت أجهل كيف سيكون مصير العقول إن تحقق حلم رئيس الجمهورية العربية المتحدة؟؟
هل لديكم فكرة؟؟[/align]
تعليق