[align=justify]
حرمان
..لاتحاول أخذ تلك القبلة ..فهى ليست لك ..ولن تكون..لم لا تستجب شفتاك المنفرجتان لدفعات يدى فتكف عن محاولة نيل قبلة محرمة..أى رسائل خاطئة وصلتك لتحاول إقتناص هذه القبلة..وأى تفسيرات شهوانية فهمت بها هذه الرسائل..وما الذى أدخل فى روعك فكرة أنى سأمنحها لك..هل تشابك الايدى مرات..أم اللمسات المسترقة فى لحظات اللهو الجماعى..أم تكون الاحضان الدامعة فى لحظات الضعف والانهيار..أم على كل هذه المعطيات بنيت محاولتك وخرجت بنتيجتك..الإحتياج لقبلة هل ومضت فى رأسك توصيفا لحالتى فأتيت لتجرب علاجك..ليست هكذا تسير الامور..لم تكن التشابكات والملامسات والاحضان إشتياق لقبلة..بل..حنين للحنان..حنان رجل حتى ولو كان أنت..حنان لايصلح أن يكون إلا منك..لأنه لو من غيرك فستخرج الأمور عن السيطرة..الخروج عن السيطرة..الأمر الذى تحاول فعله الان..كان طلبى لحنانك غير مختلط بنزق الرغبة وتحرق الاعضاء..أو كان ذلك قليلا لكن ليس لدرجة القبلات..ما طلبته هو حنان معضد للصبر ..الصبر على رجل ذهب..أقصد..هرب..واعدا برغد العيش الآجل..رجل قبل أن يرحل إئتمننى على نطفته التى منحنى إياها ثم رحل ناسيا أن يضعنى أنا فى خزانة الامانات ..فصرت هدف محتمل لكل عين راغبة..تقلب وترسم الخيالات ..بل وتحاول تحويلها لحقائق..رجل تركنى .." كزهرة برية ..فى ربيعها لم تلقح..كطبعة أولى..لكتاب لم ينقح..كتفاصيل خفية ..لأمور لم توضح"..كتبتها له فى قصيدة لم تحتكم لقواعد الشعر ..بل لقواعد الحرمان..قصيدة لم تكتمل فحواها خطاب لم يأتنى رده إلا بعد شهور..خطاب بارد تحوى سطوره الأخيرة "....... ما هذا الذى كتبتيه فى خطابك السابق..أو قبل السابق لا اذكر..بالمناسبة هل صحيح أنك خلعت النقاب"..عن أى نقاب يتحدث؟..نقاب أسوديغطى الوجه سبقه خمار طويل يحجب الجسد فلا تمتد اليه الأعين بسوء..لحقتهما نظارة غامقة تحجب إستجابة أعين اضناها الفراق وأوحشتها النظرات الراغبة..أشياء لبستها باختيارى ..وسأخلعها بإختيارى إن أردت هى وكل قيمة احافظ عليها ..إن فار التنور..ولحسن الحظ فهو لم يفر بعد..حتى وإن فار ..فلن ألجأ إلى سفينتك وسأفضل عليك الطوفان..أى طوفان..فسفينتك ملعونة لا تنجى..ألا تعلم ذلك؟.. إذن فلتبتعد..الوقت قد تأخر..إذهب لتنام بجوار إمرأتك وضع قبلتك فى محلها..واتركنى لوحدتى فهى أهون مما تريد..اتركنى لنطفته انظر فى عينيها وأكتب له من وحيها خطابا تكتمل به القصيدة الناقصة.."يا رجلى ..ذهبت..وقلت سآتيكى بالحرير..وما عدت..أسأمت عطرى..اسأمت ثغرى..أم حضن سريرى ..أم ماذا سأمت؟"..سأكتب هذا وسأختم .."ياحبيبى ..لا تدعنى فريسة لأعين تسترق..لا تدعنى فلهيب أشواقى..لضلوعى يخترق..لا تدعنى لنفسى..فأنا انثى تحترق..ياحبيبى عد إلى..وإلا فلنفترق..وسأوقع زوجة مهجورة"..إذن لا تحاول ولتفسح لى الطريق فأنا على وشك الكتابة..لا تحاول واستجب للوجه المشيح والجفون المسدلة فى اشمئزاز..لا تحاول واخرج بغير عودة..فهى يا ابن امى قبلة مستحيلة.
************
"جمال
أعلم أنى مجنونة لأكتب لك هذا الخطاب ..لكن الجنون فى الحب فضيلة..ومادفعنى لذلك سوى تجاهلك الدائم لى ..ولأنى أرى نفسى جديرة بك..ولأنى أراك تبتعد يوما بعدآخر..قررت أن أحسم الامر معك بهذا الخطاب..لمَ التجاهل؟..تجلس بجوارى فى المدرج وكأنك لاتشعر بى ..لا تشعر بأقدامنا المتلاصقة ولا بأعينى المنشغلة بك عن المحاضرة والمحاضر..كأنه الهواء هو ما يشغل الحيزالمجاور لك..نخرج من الجامعة ونستقل باصا واحدا فلا تتبادل معى كلمة طوال الطريق..أحاول بدأ حوار فتخنق الحوار فى مهده بطريقة( كلمة ورد غطائها)..نغادر الباص إلى الزقاق الذى نسكنه فتمشى على الرصيف المقابل كى لا يجمعنا رصيف واحد فتكون هناك فرصة لحوار..ندخل المبنى الذى يجمعنا كجيران فتكون حريصا على طلوع السلالم هرولة حتى تفوت على فرصة دعوتك الى الدخول لشقتنا (دعوة المراكبية تلك) ..حتى هذه إستكثرتها على....لماذا هذا كله أأنا قبيحة الى هذا الحد؟..لا أعتقد..فأنا لا أقل جمالا عن المائعات اللاتى أجدك دائما منسجما معهن ..ولا أختلف عنهن فى شئ اللهم إلا فى فتحة (البلوزة)..او فى طول(الجيبة) أو قصرها إن أردنا الدقة..وهذا شئ لا يعيبنى.. بل يزكينى..ام انك ترى غير ذلك؟!..لا تتذكر ان هناك كائن فى الوجود بإسمى إلا فى الايام السابقة للإمتحانات.. (آلو..ثناء ما الملغى فى القانون التجارى ..هل طلب الدكتور التركيز على أجزاء معينة فى المادة..إعذرينى تعلمين انى لا احضر لهذا الدكتور ..محاضرته فى التاسعة وانا لا استيقظ إلا بعد العاشرة..تعلمين)..أيامها فقط تنزل السلالم درجة درجة..محاذيا إياى لتراجع معى خيبتك فى إستذكار المادة..ويصبح الرصيفان واحدا..ويصبح الكلام فى الباص كثيرا الى درجة الصداع..تلتصق بى كظلى حتى دخول لجنة الامتحان..وعند الخروج تعود سيرتك الاولى..الصمت المقيت..الرصيفين..الهرولة على السلالم ..والغريب اننى لا أرتدع بنذالتك..فتعود فى المادة التالية كالجرو..تتصل ..تراجع ..تلتصق..وأصدقك انا..يا لغبائى..عفوا إسترسلت فى أمور قد تغضبك..ولكنها على كل حال واقع أعيشه معك..والآن أعود لأسألك..ما سر تجاهلك المتعمد لى؟أنت بالتأكيد تشعر انى أشعر نحوك بمشاعر ما..هل ترانى مثلا غير جديرة بك..وما السبب لو كان هذا..هل قلبك معلق بأخرى..أخبرنى..فإذا عرفت السبب قد أهدأ وارى غيرك..لأنى الآن لا أرى غيرك.
فى النهاية..
أتمنى ان لا اصغر فى عينك عندما تقرأ خطابى..لأن هذا إن حدث فلن يكون معناه انى قد اهدرت كرامتى بقدر ما سيعنى احتياجك لنظارة..انتظر ردك للحسم ..فليكن اليوم..ثناء"
إبتسم للسطور الاخيرة وهو يكور الورقة فى يده ويقف مقررا أن يضع الامور فى نصابها ..هى تريد ذلك ..فليكن..وجدها فرصة للتخلص من اللزوجة..لزوجة نظرات أعين ضيقة طالما التصقت به على مدى سنوات..طفولة العمر وجيرة السكن وزمالة الدراسة بمراحلهاقبل الجامعية..حتى فى الجامعة أبت اللزوجة إلا ان تلتصق به كظله..هذا كثير..كثير ان تشعر ان شخص مختلف عنك يهيم بك منذ الطفولة_ يا إلهى اهناك حب يستمر كل هذا الوقت!!_ وانت لا تشعر ولا تستطيع ان تشعر بمشاعر يشعرها هو تجاهك ..وفى نفس الوقت لا تستطيع مصارحته بذلك مراعاة لهذه المشاعر التى هى فى نهاية الامر شئ طيب..شئ طيب أن يشعر شخص ما نحوك بهذا الشعور..فيكون الحل هو ترك الامور على ماهى عليه الى أن تحل هى نفسها..ويبدو ان الامور قد قررت اخيرا أن تحل نفسها فدفعتها لكتابة هذه الورقة( العبيطة)..هذا التعبير الذى سيذكره لأصدقائه عندما يخبرهم لاحقا بالواقعة..عندما وقف هو..كانت هى جالسة ترتقب ردة فعله..إتجه اليها مقررا ان يقولها لها فى وجهها وليكن مايكون..هى أرادت ذلك..قالها فى نفسه للمرة الثانية وهويقترب منها..وقف امامها وقال بنبرة حاول أن تكون خافتةبحيث لا يُسمع المحيطين..
تريدين الرد؟..فعلا يا ثناء صغيرة أنت فى عينى ..ليس هذا لأنى محتاج نظارة كما كتبت..او لأنك بهذا الخطاب المستجدى المستتر خلف اكذوبة حسم الامر أهدرت كرامتك امامى..لا..بل لأنك صغيرة منذ البداية ..منذ وجودك..ثناء..انظرى لنفسك..أنت قزمة''..قالها ولم ينتظر رؤية التعبيرات التى لونت وجهها..فقط قالها مسقطا الكرة الورقية عند قدميها ثم استدار عائدا إلى حيث كان.
***********
"....والله والعمرجرى يا بت يا ثريا..واحد واربعين سنة..غالطتيهم فى الحسبة امك واخواتك..بس المنقوطة سعاد بنت اختك حسبتهالك ..بصت فى البطاقة وحسبتها..واحد واربعين سنة وماطلعتيش بعيل يسند ضهرك ويحميكى من اللى شايلهولك الزمن..قلت لك يا آبا كبير عليه وعيطت..زغرتلى بعينك وقلت بس يا بت اقطعى الخنس لأفرطلك سنانك كنت عارف انه اتجوز قبل كده وما خلفش وطلق بسبب الخلفة ومع كده جبرتنى عليه
عليه وانا عيلة ما كملتش اربعتاشر سنة ..الله يرحمك ويسامحك(ما تلوميش يا ثريا دا نصيبك..مين كان عارف..قالوا طلق الاولانية عشان ما بتخلفش وجالك..ابوكى وافق.إيوة كنتى عيلة..بس كل الناس فى الايام دى كانت بتجوز بناتها عيال..يعنى ابوكى ماجناش عليكى..اكبر منك بعشرين سنة إيوة..بس راجل طيب..) ..كلامك دا يا امه اللى ودانى فى داهية ..صبرتينى سنة ورا سنة لحد ماراح العمر فى اللف على الدكاترة..كل واحدمنهم يقولى ما فكيش حاجة هاتلنا جوزك نشوفه ..وكل ما آجى اقوله تقوليلى إوعى..لحد مافاض بيه وقلت له فى مرة كان هيطلقنى فيها..قلت له طلقنى زغدتينى فى جنبى وقلتيلى اسكتى ..اصبرى..وسكت..وصبرت..الله يسامحك يا امه..واحد واربعين سنة وكلها سنتين تلاتة وينقطع خلفك ويتسد باب الرحمة فى وشك..نخلة دكر ..نخلة دكر يا ثريا بلا عراجين..تموت لوحديها او يقطعوها من جدورهاويعملوها وقيد للفرن..يا ويلك يا ثريا لو مات الراجل..هتاكلك الكلاب ..هييجوا يقعدوا فى البيت ويرموكى بره زى القطة الجربانة ويقولوا بيت اخونا..زى ما عملوا اخوات شافعى ابو حرب فى خديجة مرته..خديجة؟!..اياك بس انتى تحصلى خديجة..طردوها من البيت آه بس عطولها عشر تلاف جنيه وقالولها ده حقك..آى نعم همه حرامية ..بس آهى على الاقل طلعت بحاجة..إنما دول..دول ولاد عاهرة..ماتهونش عليهم الريح تطلع من ضهورهم..هايطلعوكى بالهدمة اللى عليكى وان طالوا يقلعوهالك هايعملوها..ياويلك يا ثريا من اللى جاى..هاتروحى فين لو مات الراجل وطلعوكى من البيت..اخوكى الكبير..نتن وبتاع مصلحته وان قعدتى عنه هيسم بدنك كل دقيقة ان كان هوه ولـّه مرته الغرابة..اخوك الصغير ..عود اخضر يا دوبك قادر يوكل نفسه هوه وامك
ما يستحملكيش.. اخواتك البنات كل واحدة فى موالها ومش ناقصينك..بس يا رب لو تدينى عيل..عيل اقف بيه قدام اى كلب يهوب ناحية البيت وأخزأ بيه عنيه..يا رب انت قادر على كل شئ ..قادر تدينى زى ما اديت لخديجة على كبر من جوزها اللى خدها بعد شافعى ما مات..قادر تنصفنى زى ما نصفتها..بس هاتتنصفى ازاى يا هبلة والماعون طيب والبذرة هيه اللى عطبانة؟..غيرى البذرة..فى الحرام؟!..استغفر الله ..ده ربنا يسخطنى..ولـّلا يسامحنى ؟!..هيسامحك ازاى يا مرة وانتى هاتدخلى على الراجل نطفة مش من صلبه عشان تورثيه بالزور..يستاهل..عشت العمر خدامة تحت رجليه مستحمله عيبه ولا حمد ولا شكرانية..كان واجب يكتبلى البيت ..او حتى نصه..او يحطلى قرشين فى البوستة يأمنونى من غدر اخواته ..طب حتى لو عملتى كده وجبتى عيل فى الحرام..ايش عرفك انه هيصدق ان الواد من صلبه وهو معدى الستين ..وايش عرفك ان مارحش كشف من وراكى وعرف انه ما منوش رجى..ساعتها هتبقى فضيحتك بجلاجل ..وجرستك وطردك هايكونوا على ايده هوه..يارب..يعنى لا بشرفى وصبرى نافعة؟..ولا بخطيتى ومعصيتك نافعة؟..مفيش غير رحمتك..برحمتك قادر تنجدنى...."
"انتى لسة صاحية يا بت".. اتاها صوته المتحشرج من تحت الغطاء متواكبا مع حركة يدة الباحثة عن عرى نهديها..تنظر له نظرة رضا واكبتها ابتسامة ملئت وجهها وهى تقول بدلال محاولة التملص من يديه الخشنتين.."إيه يا راجل ..إنت مابتتهدش"..يجذبها اليه بشئ من شدة ..تستجيب..يحتويهما الغطاء والظلام ورغبات الليل.
*************
نشرتها هنا منذ ثلاثة اعوام..ولأنها من بدايات النصوص التى كتبتها فإنى أعتز بها وودت لو أعدت نشرها عليكم..
أتمنى أن تروقكم.
[/align]
..لاتحاول أخذ تلك القبلة ..فهى ليست لك ..ولن تكون..لم لا تستجب شفتاك المنفرجتان لدفعات يدى فتكف عن محاولة نيل قبلة محرمة..أى رسائل خاطئة وصلتك لتحاول إقتناص هذه القبلة..وأى تفسيرات شهوانية فهمت بها هذه الرسائل..وما الذى أدخل فى روعك فكرة أنى سأمنحها لك..هل تشابك الايدى مرات..أم اللمسات المسترقة فى لحظات اللهو الجماعى..أم تكون الاحضان الدامعة فى لحظات الضعف والانهيار..أم على كل هذه المعطيات بنيت محاولتك وخرجت بنتيجتك..الإحتياج لقبلة هل ومضت فى رأسك توصيفا لحالتى فأتيت لتجرب علاجك..ليست هكذا تسير الامور..لم تكن التشابكات والملامسات والاحضان إشتياق لقبلة..بل..حنين للحنان..حنان رجل حتى ولو كان أنت..حنان لايصلح أن يكون إلا منك..لأنه لو من غيرك فستخرج الأمور عن السيطرة..الخروج عن السيطرة..الأمر الذى تحاول فعله الان..كان طلبى لحنانك غير مختلط بنزق الرغبة وتحرق الاعضاء..أو كان ذلك قليلا لكن ليس لدرجة القبلات..ما طلبته هو حنان معضد للصبر ..الصبر على رجل ذهب..أقصد..هرب..واعدا برغد العيش الآجل..رجل قبل أن يرحل إئتمننى على نطفته التى منحنى إياها ثم رحل ناسيا أن يضعنى أنا فى خزانة الامانات ..فصرت هدف محتمل لكل عين راغبة..تقلب وترسم الخيالات ..بل وتحاول تحويلها لحقائق..رجل تركنى .." كزهرة برية ..فى ربيعها لم تلقح..كطبعة أولى..لكتاب لم ينقح..كتفاصيل خفية ..لأمور لم توضح"..كتبتها له فى قصيدة لم تحتكم لقواعد الشعر ..بل لقواعد الحرمان..قصيدة لم تكتمل فحواها خطاب لم يأتنى رده إلا بعد شهور..خطاب بارد تحوى سطوره الأخيرة "....... ما هذا الذى كتبتيه فى خطابك السابق..أو قبل السابق لا اذكر..بالمناسبة هل صحيح أنك خلعت النقاب"..عن أى نقاب يتحدث؟..نقاب أسوديغطى الوجه سبقه خمار طويل يحجب الجسد فلا تمتد اليه الأعين بسوء..لحقتهما نظارة غامقة تحجب إستجابة أعين اضناها الفراق وأوحشتها النظرات الراغبة..أشياء لبستها باختيارى ..وسأخلعها بإختيارى إن أردت هى وكل قيمة احافظ عليها ..إن فار التنور..ولحسن الحظ فهو لم يفر بعد..حتى وإن فار ..فلن ألجأ إلى سفينتك وسأفضل عليك الطوفان..أى طوفان..فسفينتك ملعونة لا تنجى..ألا تعلم ذلك؟.. إذن فلتبتعد..الوقت قد تأخر..إذهب لتنام بجوار إمرأتك وضع قبلتك فى محلها..واتركنى لوحدتى فهى أهون مما تريد..اتركنى لنطفته انظر فى عينيها وأكتب له من وحيها خطابا تكتمل به القصيدة الناقصة.."يا رجلى ..ذهبت..وقلت سآتيكى بالحرير..وما عدت..أسأمت عطرى..اسأمت ثغرى..أم حضن سريرى ..أم ماذا سأمت؟"..سأكتب هذا وسأختم .."ياحبيبى ..لا تدعنى فريسة لأعين تسترق..لا تدعنى فلهيب أشواقى..لضلوعى يخترق..لا تدعنى لنفسى..فأنا انثى تحترق..ياحبيبى عد إلى..وإلا فلنفترق..وسأوقع زوجة مهجورة"..إذن لا تحاول ولتفسح لى الطريق فأنا على وشك الكتابة..لا تحاول واستجب للوجه المشيح والجفون المسدلة فى اشمئزاز..لا تحاول واخرج بغير عودة..فهى يا ابن امى قبلة مستحيلة.
************
نقص
"جمال
أعلم أنى مجنونة لأكتب لك هذا الخطاب ..لكن الجنون فى الحب فضيلة..ومادفعنى لذلك سوى تجاهلك الدائم لى ..ولأنى أرى نفسى جديرة بك..ولأنى أراك تبتعد يوما بعدآخر..قررت أن أحسم الامر معك بهذا الخطاب..لمَ التجاهل؟..تجلس بجوارى فى المدرج وكأنك لاتشعر بى ..لا تشعر بأقدامنا المتلاصقة ولا بأعينى المنشغلة بك عن المحاضرة والمحاضر..كأنه الهواء هو ما يشغل الحيزالمجاور لك..نخرج من الجامعة ونستقل باصا واحدا فلا تتبادل معى كلمة طوال الطريق..أحاول بدأ حوار فتخنق الحوار فى مهده بطريقة( كلمة ورد غطائها)..نغادر الباص إلى الزقاق الذى نسكنه فتمشى على الرصيف المقابل كى لا يجمعنا رصيف واحد فتكون هناك فرصة لحوار..ندخل المبنى الذى يجمعنا كجيران فتكون حريصا على طلوع السلالم هرولة حتى تفوت على فرصة دعوتك الى الدخول لشقتنا (دعوة المراكبية تلك) ..حتى هذه إستكثرتها على....لماذا هذا كله أأنا قبيحة الى هذا الحد؟..لا أعتقد..فأنا لا أقل جمالا عن المائعات اللاتى أجدك دائما منسجما معهن ..ولا أختلف عنهن فى شئ اللهم إلا فى فتحة (البلوزة)..او فى طول(الجيبة) أو قصرها إن أردنا الدقة..وهذا شئ لا يعيبنى.. بل يزكينى..ام انك ترى غير ذلك؟!..لا تتذكر ان هناك كائن فى الوجود بإسمى إلا فى الايام السابقة للإمتحانات.. (آلو..ثناء ما الملغى فى القانون التجارى ..هل طلب الدكتور التركيز على أجزاء معينة فى المادة..إعذرينى تعلمين انى لا احضر لهذا الدكتور ..محاضرته فى التاسعة وانا لا استيقظ إلا بعد العاشرة..تعلمين)..أيامها فقط تنزل السلالم درجة درجة..محاذيا إياى لتراجع معى خيبتك فى إستذكار المادة..ويصبح الرصيفان واحدا..ويصبح الكلام فى الباص كثيرا الى درجة الصداع..تلتصق بى كظلى حتى دخول لجنة الامتحان..وعند الخروج تعود سيرتك الاولى..الصمت المقيت..الرصيفين..الهرولة على السلالم ..والغريب اننى لا أرتدع بنذالتك..فتعود فى المادة التالية كالجرو..تتصل ..تراجع ..تلتصق..وأصدقك انا..يا لغبائى..عفوا إسترسلت فى أمور قد تغضبك..ولكنها على كل حال واقع أعيشه معك..والآن أعود لأسألك..ما سر تجاهلك المتعمد لى؟أنت بالتأكيد تشعر انى أشعر نحوك بمشاعر ما..هل ترانى مثلا غير جديرة بك..وما السبب لو كان هذا..هل قلبك معلق بأخرى..أخبرنى..فإذا عرفت السبب قد أهدأ وارى غيرك..لأنى الآن لا أرى غيرك.
فى النهاية..
أتمنى ان لا اصغر فى عينك عندما تقرأ خطابى..لأن هذا إن حدث فلن يكون معناه انى قد اهدرت كرامتى بقدر ما سيعنى احتياجك لنظارة..انتظر ردك للحسم ..فليكن اليوم..ثناء"
إبتسم للسطور الاخيرة وهو يكور الورقة فى يده ويقف مقررا أن يضع الامور فى نصابها ..هى تريد ذلك ..فليكن..وجدها فرصة للتخلص من اللزوجة..لزوجة نظرات أعين ضيقة طالما التصقت به على مدى سنوات..طفولة العمر وجيرة السكن وزمالة الدراسة بمراحلهاقبل الجامعية..حتى فى الجامعة أبت اللزوجة إلا ان تلتصق به كظله..هذا كثير..كثير ان تشعر ان شخص مختلف عنك يهيم بك منذ الطفولة_ يا إلهى اهناك حب يستمر كل هذا الوقت!!_ وانت لا تشعر ولا تستطيع ان تشعر بمشاعر يشعرها هو تجاهك ..وفى نفس الوقت لا تستطيع مصارحته بذلك مراعاة لهذه المشاعر التى هى فى نهاية الامر شئ طيب..شئ طيب أن يشعر شخص ما نحوك بهذا الشعور..فيكون الحل هو ترك الامور على ماهى عليه الى أن تحل هى نفسها..ويبدو ان الامور قد قررت اخيرا أن تحل نفسها فدفعتها لكتابة هذه الورقة( العبيطة)..هذا التعبير الذى سيذكره لأصدقائه عندما يخبرهم لاحقا بالواقعة..عندما وقف هو..كانت هى جالسة ترتقب ردة فعله..إتجه اليها مقررا ان يقولها لها فى وجهها وليكن مايكون..هى أرادت ذلك..قالها فى نفسه للمرة الثانية وهويقترب منها..وقف امامها وقال بنبرة حاول أن تكون خافتةبحيث لا يُسمع المحيطين..
تريدين الرد؟..فعلا يا ثناء صغيرة أنت فى عينى ..ليس هذا لأنى محتاج نظارة كما كتبت..او لأنك بهذا الخطاب المستجدى المستتر خلف اكذوبة حسم الامر أهدرت كرامتك امامى..لا..بل لأنك صغيرة منذ البداية ..منذ وجودك..ثناء..انظرى لنفسك..أنت قزمة''..قالها ولم ينتظر رؤية التعبيرات التى لونت وجهها..فقط قالها مسقطا الكرة الورقية عند قدميها ثم استدار عائدا إلى حيث كان.
***********
جدب
"....والله والعمرجرى يا بت يا ثريا..واحد واربعين سنة..غالطتيهم فى الحسبة امك واخواتك..بس المنقوطة سعاد بنت اختك حسبتهالك ..بصت فى البطاقة وحسبتها..واحد واربعين سنة وماطلعتيش بعيل يسند ضهرك ويحميكى من اللى شايلهولك الزمن..قلت لك يا آبا كبير عليه وعيطت..زغرتلى بعينك وقلت بس يا بت اقطعى الخنس لأفرطلك سنانك كنت عارف انه اتجوز قبل كده وما خلفش وطلق بسبب الخلفة ومع كده جبرتنى عليه
عليه وانا عيلة ما كملتش اربعتاشر سنة ..الله يرحمك ويسامحك(ما تلوميش يا ثريا دا نصيبك..مين كان عارف..قالوا طلق الاولانية عشان ما بتخلفش وجالك..ابوكى وافق.إيوة كنتى عيلة..بس كل الناس فى الايام دى كانت بتجوز بناتها عيال..يعنى ابوكى ماجناش عليكى..اكبر منك بعشرين سنة إيوة..بس راجل طيب..) ..كلامك دا يا امه اللى ودانى فى داهية ..صبرتينى سنة ورا سنة لحد ماراح العمر فى اللف على الدكاترة..كل واحدمنهم يقولى ما فكيش حاجة هاتلنا جوزك نشوفه ..وكل ما آجى اقوله تقوليلى إوعى..لحد مافاض بيه وقلت له فى مرة كان هيطلقنى فيها..قلت له طلقنى زغدتينى فى جنبى وقلتيلى اسكتى ..اصبرى..وسكت..وصبرت..الله يسامحك يا امه..واحد واربعين سنة وكلها سنتين تلاتة وينقطع خلفك ويتسد باب الرحمة فى وشك..نخلة دكر ..نخلة دكر يا ثريا بلا عراجين..تموت لوحديها او يقطعوها من جدورهاويعملوها وقيد للفرن..يا ويلك يا ثريا لو مات الراجل..هتاكلك الكلاب ..هييجوا يقعدوا فى البيت ويرموكى بره زى القطة الجربانة ويقولوا بيت اخونا..زى ما عملوا اخوات شافعى ابو حرب فى خديجة مرته..خديجة؟!..اياك بس انتى تحصلى خديجة..طردوها من البيت آه بس عطولها عشر تلاف جنيه وقالولها ده حقك..آى نعم همه حرامية ..بس آهى على الاقل طلعت بحاجة..إنما دول..دول ولاد عاهرة..ماتهونش عليهم الريح تطلع من ضهورهم..هايطلعوكى بالهدمة اللى عليكى وان طالوا يقلعوهالك هايعملوها..ياويلك يا ثريا من اللى جاى..هاتروحى فين لو مات الراجل وطلعوكى من البيت..اخوكى الكبير..نتن وبتاع مصلحته وان قعدتى عنه هيسم بدنك كل دقيقة ان كان هوه ولـّه مرته الغرابة..اخوك الصغير ..عود اخضر يا دوبك قادر يوكل نفسه هوه وامك
ما يستحملكيش.. اخواتك البنات كل واحدة فى موالها ومش ناقصينك..بس يا رب لو تدينى عيل..عيل اقف بيه قدام اى كلب يهوب ناحية البيت وأخزأ بيه عنيه..يا رب انت قادر على كل شئ ..قادر تدينى زى ما اديت لخديجة على كبر من جوزها اللى خدها بعد شافعى ما مات..قادر تنصفنى زى ما نصفتها..بس هاتتنصفى ازاى يا هبلة والماعون طيب والبذرة هيه اللى عطبانة؟..غيرى البذرة..فى الحرام؟!..استغفر الله ..ده ربنا يسخطنى..ولـّلا يسامحنى ؟!..هيسامحك ازاى يا مرة وانتى هاتدخلى على الراجل نطفة مش من صلبه عشان تورثيه بالزور..يستاهل..عشت العمر خدامة تحت رجليه مستحمله عيبه ولا حمد ولا شكرانية..كان واجب يكتبلى البيت ..او حتى نصه..او يحطلى قرشين فى البوستة يأمنونى من غدر اخواته ..طب حتى لو عملتى كده وجبتى عيل فى الحرام..ايش عرفك انه هيصدق ان الواد من صلبه وهو معدى الستين ..وايش عرفك ان مارحش كشف من وراكى وعرف انه ما منوش رجى..ساعتها هتبقى فضيحتك بجلاجل ..وجرستك وطردك هايكونوا على ايده هوه..يارب..يعنى لا بشرفى وصبرى نافعة؟..ولا بخطيتى ومعصيتك نافعة؟..مفيش غير رحمتك..برحمتك قادر تنجدنى...."
"انتى لسة صاحية يا بت".. اتاها صوته المتحشرج من تحت الغطاء متواكبا مع حركة يدة الباحثة عن عرى نهديها..تنظر له نظرة رضا واكبتها ابتسامة ملئت وجهها وهى تقول بدلال محاولة التملص من يديه الخشنتين.."إيه يا راجل ..إنت مابتتهدش"..يجذبها اليه بشئ من شدة ..تستجيب..يحتويهما الغطاء والظلام ورغبات الليل.
*************
نشرتها هنا منذ ثلاثة اعوام..ولأنها من بدايات النصوص التى كتبتها فإنى أعتز بها وودت لو أعدت نشرها عليكم..
أتمنى أن تروقكم.
تعليق