قريبا من السطح

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالمنعم حسن محمود
    أديب وكاتب
    • 30-06-2010
    • 299

    قريبا من السطح

    قريبا من السطح

    هرولة خفيفة للوراء، توقفتُ، افتعلت نصف انحناءة، التقطت غطاء رأسه الذي سقط منه أثناء المحادثة. بشغف قبل سماعة الهاتف حتى كاد أن يبتلعها عبر فمه العريض، مسح بها خده الأيمن ثم وضع الهاتف في حِجره. اقتربتُ أكثر، أشرت له بأصبعي جهة جمجمتي. مد ذراعه، تحسس رأسي وأطلق عيارا من ضحكةٍ هامسة :
    - ثقب وجدانك لايحتاج لهضبة من التراب، يكفيك النصف منها هدية مني لأنك ابن رجل فاضل.
    في المساء وقبل أن يبتلع النهر قرص الشمس المتبقي، أفرغت الهضبة فوق ثقوبي.

    نظرتُ إليه والغطاء لايزال في مكانه. انتفض كمعتوه نبيه، اعتدل في جلسته، زجَّ رأسه وجانب من عنقه الطويل بين حافة السرير والأرض، سحب حقيبة باهتة كما اعتاد أن يفعل ليلة كل خميس من الأسبوع، وشرع في لملمة ملابس لا قيمة لها.
    استقبلتُ كعادتي سيولا هادرة من تيه يبعثر وجداني كلما قام هذا المعتوه الذي يقاسمني غرفة بحجم صندوق حلوى منتهية الصلاحية بهذا الاجراء الروتيني.


    في الصباح يتحسس بيدٍ واثقة غطاء رأسه، يشهر في وجهي ثلاث أسنان أمامية ثم يعلق الحقيبة في كتفه الأيمن ويمسك حافتها بيده اليسرى من جهة الخلف ويتدحرج جهة مكتبه القذر، وقبل أن تنتهي ساعات العمل الرسمية بساعاتٍ طوال، يركض في الشوارع بحثا عن دابة تحمله جهة الموقف العام، علّه يلحق بحافلة الساعة الثالثة لتقله إلى حيث زوجته التي تحتل مساحة بحجم الحنين إليه.

    تخصبت حيرتي وانجبت سنابلَ من الغبن وقنابل من الفضول، تسآءلت :
    - أية لهفة هذه التي تتلبسه لامرأة مضى عليها عشر سنوات منذ أن ارتضت أن تكون رفيقته ؟
    وكيف يقتطع من راتبه الضئيل قيمة تذكرة البص منها وإليها ؟

    لملمتُ تساؤلاتي وضغطت بأصابع واجفة على أرقام زوجتي، جاءني صوتها حارقا، لم أدعها تكمل دهشتها، فضحتُ أمري أمامها وبأني سأزورها في نهاية الأسبوع.
    تفوهت في وجهي بشظايا أوهامٍ وأشياء أخرى تشبه الكلام، جمعت لسانها وزجته في حلقي، شذبت حروف قراري الأهوج وقالت أن ما أنفقه في هذه الزيارة يعادل نصف راتبي، فقيمة التذكرة لوحدها تكفي لشراء سبعة أكياس من الأسمنت، وتكلفة العودة تساوي قيمة اسطوانة غاز جديدة وممتليئة، فلا داع للتهور، ومن الأفضل أن أنتبه لصحتي وفلوسي ليوم أكثر سوادا آتٍ لا محالة.
    لم استسلم شرحت لها بأني ممدد في سهول غير منبسطة بسبب مرارة الفقد، ولن أدع ابني يغوص أكثر في رمال الحرمان. شعرتُ بأنفاسها تشوهني، تحولتْ موجاتها الهوايئة إلى آلة حاسبة لا تخطيء :
    - رؤيتي ورسوم المدارس خطان متوازيان في مسار حياتك.

    حاولت أن أغلق السماعة متذمرا، نبشت قاع ذهني علّني أتذكر نحيبها، وحده البكاء هو الذي يلهمني الصبر، استعطفتها أن تمنحني قطرة من نحيب، أن تبكي لي عبر الأثير، غافلتْ الخط الواصل بيننا ونحرت شريانه وعم الصمت.
    لعنتُ في سري ناموسها الذي تهتدي به، تزوجتها من أجل سحر دموعها وتزوجتني بضربة حظ شاردة.


    كانت القرعة من نصيبي ..
    هكذا اعتادت عند كل منعطف يواجهها في حياتها أن تتعامل معه بهذا النظام القدري، توسطتْ المسافة بيني وبين ابن خالتها وخلفها لجنة تحكيم نزيهة، أشارت إلى اللجنة بسبابتها ثم رمقتني ببكاءٍ لا نظير له وكأنني الخيار الذي تريده.

    لبكائها سمة لا تمت إلى هيكلها الضيئل بصلة، عشرون عاما ولم أستطع فك شفرته، أو على الأقل كتابته وفق الحروف الأبجدية المقررة علينا من قبل جهةٍ ما، ولكن عليّ الآن بطريقة أو أخرى أن أصف ذالك النحيب.

    البكاء لا يوصف وإنما يُسمع !، هكذا نبهني ابني المعجزة الذي لا يفتر عن اشهار عصا الإنتباه في وجهي كلما أخطأت في التعبير، غريب هذا الكائن الصغير وبليد، لا هواية لديه كالأطفال الآخرين، في قاعه يتنزه حوت كبير من الاعتقاد بأن وقوفه لي بالمرصاد هي مهنته الأولى في هذا الكون الفسيح كلما حادثته من على البعد.
    ولكن كيف نسمعه وقد تزوجتها قبل أن يتفضل أحدهم ويكتشف لنا أجهزة التسجيل؟ لن أنتظر منه سمكة تلتهم شوكة تساؤلاتي، تسمرت أمام شاشتي ورصفت رمالا من البحلقة، استلقي باطن كفي فوق محرك البحث وبحثت بجفن محمر عن بكاءٍ عادة ما ينتهي بشكل مفاجيء وحاسم.
    تمددت الصفحات أمامي، نامت بعضها على وسادة اعتقادها بأن هذا النوع من النحيب لا يخرج إلا عبر شخص مغلوب على أمره.

    بعضها ظن بأن الكرة الأرضية ستكف عن الدوران لو أفتقدت سر البكاء، أو ستعيش حالة من الدمار لا عاصم منه إلا بحضوره الجميل، بينما الأخريات عزت ملح الدمع اللازع إلى نظرية المؤامرة والقدرة على الاستمتاع بمآسي الآخرين، أو لأن الملح مشفر بطبعه ويعلن عن تضامن وهمي، بينما يتراقص داخل العين طربا وغباءً ولزوجةً.

    الفتاة التي تعتقد بأنها صديقتي الوحيدة، حللت ما أرادت تحليله في سر اختفاء بكاء زوجتي المزخرف بخيال شاحب، وصدقتْ وفق معيار تفكيكي أن صاحبة الدمع المفتقد تبحث عن تميز كاذب في قاع جيوب من يتدهورون بشكل يومي وبمتوالية هندسية لا تخطئ.

    الرجل الذي بلا أوراق مالية تستر عاهته، كلما رآني أتسول في المسجد طمعا في الحصول على صوت بكائي يشبهها، يرميني ببقايا فمه :
    - كيف تسول لك نفسك الأمارة بالسؤال أن تسأل في بيت الله غير الله ..؟!

    أكثر زميلاتي التصاقا بجسدي العاري عملت على إنتاج طريقة بكائها مرة أخرى وسخرتها لمصلحتها، وعندما تمددت بجوارها سكبتُ قارورة كاملة من مطهر تايواني الصنع في يدي اليمنى ابتعته ليلة البارحة تحسبا لمثل هذه الظروف.

    تركت من اجتهد جانبا، اقتربت من زميلي وتقيأت في بطن حقيبته الأسبوعية بأسئلتي الحارقة :
    - المكان هو المكان، وكلانا لا درهم لديه يسند العنق من غباء الطأطأة، فمن أين لك بحيوية تدهن رهق السفر بمائها من أجل امرأة لا تجيد البكاء ؟.

    تكور بجانبي، قبل حافة الهاتف ومسح به سطح خده الأيسر، فتح مكبر الصوت وضغط على أرقامٍ رسخت في ذهني، انساب من الجهة الأخرى صوت حارق، بكلمات تلغرافية شرح لها بأنه لا يستطيع الحضور هذا الأسبوع. لم تمهله، تبدل الاحتراق إلى رقرقة هامسة :
    - إياك يا معتوه تحسبها ماديا، حضورك هو الجسد بعينه فلا تدع هاجس الخوف من غد قد لا يأتي يفسد عليك سحر البكاء.

    شعرتُ بمعتوه يميل ثم يميل حتى مس أذني بشفتيه، ولكن لم التقط من حشرجاته قبل أن أتسامى سوى قوله بأن زوجتي قالت له في ليلة باردة، أنها عندما ضاع منها السؤال ولم تعرف إلى الآن تاريخ انكسار الأفق أطلقت دمعتها الأخيرة في وجهي وضحكتْ.
    التعديل الأخير تم بواسطة عبدالمنعم حسن محمود; الساعة 02-09-2011, 09:25. سبب آخر: تداخل
    التواصل الإنساني
    جسرٌ من فراغ .. إذا غادره الصدق


  • انورخميس
    أديب وكاتب
    • 08-11-2008
    • 104

    #2
    إنها الحياة حينما تعطينا منها الشظف..وتحرمنا الأنسانية..

    فتصبح العاطفة محسوبة بالمليم..

    فنتمنى دمعة ممن يخصنا ..

    كى يشعرنا بإننا بشر..

    ولسنا ترس فى آلة..

    ولكن حتى هذه الدمعة أحيانا تضن بها الحياة..

    فتجف فى أحداق هى الاخرى بالـتأكيد محرومة من معنى أن تكون إنسانا..ولكنها أيضا لا تجد بدا من ذلك..فهى تعتقد أن الدمع قد يورث الترس ضعفا فتتوقف الآلة عن العمل..

    نص راق جدا..

    موغل فى البحث عن المعانى الانسانية الضائعة..
    اسعدنى المرور به..

    أستاذ عبد المنعم..

    كل التحايا اللائقة بك..

    أنور
    http://anwarkamess.maktoobblog.com/

    تعليق

    • ربيع عقب الباب
      مستشار أدبي
      طائر النورس
      • 29-07-2008
      • 25792

      #3
      أقريب من السطح كان ، أم أنه التعمق فى رحلة البحث عن شىء موجود
      لإثبات أنه موجود ، أو ليس موجودا ، و لكن طالما طاله الحديث فهذا يعني وجوده !

      فرض السفر و النأي
      ربما بوازع نفسي نتيجة برودة العلاقة
      أو العور الذى أصابها
      و انهيار شىء ما فى دخيلة أبطالنا
      و قد يكون نتيجة و ضغط الظروف المعيشية ، و التطلع إلى تغييرها ، و لو بشكل طفيف
      و فى كلتا الحالتين هناك شىء مهدر ، شىء ضائع .. ربما غير واضح الملامح ، و لكنه بالتأكيد موجود !

      أعجبتني اللغة كثيرا ، و زاوية النظر التى تناولت من خلالها القضية ، التى قد تبدو ضعيفة و غير ذات اهمية ؛ لكنها قضية كبيرة ، و تضرب بجذورها فى أعماق النفس البشرية فى عالمنا العربي المكره على الترحال ، و التضييع !

      عندي الكثير لأقوله منعم حول تلك الجميلة
      و لكنني أكتفي خوف الشطط !

      محبتي
      sigpic

      تعليق

      • وفاء الدوسري
        عضو الملتقى
        • 04-09-2008
        • 6136

        #4
        أستاذ عبد المنعم
        إذا كنت قريبا من السطح وكل هذا العقيق!!
        فكيف يكون العمق؟
        وماذا عن النقيق!!!
        والله صدع رأسي نقيق بعض الأقلام
        والتي أرجو منها أن تدخل وتقرأ كيف تكتب القصة!!
        ........
        كأنك كنت تكتب بعيدا عن!!
        وقريبا من!!
        وبينهما الطير، النهر، البحر، القمر
        لكن لماذا هجر المطر القاحلة؟
        ولماذا تساقطت أوراق الشجر في الفاضلة؟
        ولماذا بعض الأجوبة تختنق تحت ركام ما
        ولا تعرف طريقا للخروج ومصافحة سؤال
        يقال أنه ليس ضروريا تحت الشمس؟


        تقبل
        تحيتي لقلمك المبدع
        وكل تقديري
        التعديل الأخير تم بواسطة وفاء الدوسري; الساعة 02-09-2011, 15:48.

        تعليق

        • محمد فطومي
          رئيس ملتقى فرعي
          • 05-06-2010
          • 2433

          #5
          لم تكن القصّة بحاجة لمن يقرؤها،بقدر ما كانت بحاجة لأن تُدوّن.
          الظّواهر التي تخنق بلا أثر أو شهود أو ما يفوح منها أو من يقف إلى جانب المتمرّد الذي باغتها عارية من ثوب الضآلة،لابدّ أن تظهر بحجم أكبر من حجمها الطّبيعي ،و تسكب على الورق بصورة "انتقاميّة".و لعلّ الأداة الوحيدة التي بوسعك أن تشنّ بواسطتها حربك على ظاهرة تودّ لو أنّ الجميع هبّوا لمحاربتها و لم يفعلوا،هي الّلغة.خلف النصّ نحن إذن إزاء محاولة استنهاض لذمم نائمة تقدّس القوت و الاسمنت و تؤيّد الآلة الحاسبة التي في الانسان،و نشر لمذهب الانسان الذي في الانسان.
          و عرس الّلغة هنا صادح و عنيد كمرافعة دفاع و إدانة في آن.
          المسألة في اعتقادي ليست مجرّد غبن أو أن تكون ترتيباتك قد انتزعت منك ما تحبّ و أنت في كامل وعيك بما تحبّ ،و منحته لمن يعيشه واقعا لا يعرف غيره دون وعي بما يتخبّط فيه من سعادة أو على الأقلّ ما المصيبة التي نجا منها.
          غربة الراوي و فزعه و عزلته وسط شعور بالشّذوذ الذّهني و الوجداني هو الأصل و ما حسرته و حلمه بأن يُعامل كإنسان من قبل إنسان إلاّ الحادث الذي عرض عليه نفسه دون سواه.
          الوجع مأتاه مشروع اتّهام بالعبث لو أنّه أفصح عن جرمه :أعيدوا للمقل الدّموع و أنا أبدد كلّ ما أملك.

          الكلام حلو من هذه الزاوية عبد المنعم صديقي.
          و الّلغة هنا ثقافة إقناع و رصاصة في خاصرة الابتذال.

          دمت مبدعا صديقي العزيز و أحسنت.
          مدوّنة

          فلكُ القصّة القصيرة

          تعليق

          • عبدالمنعم حسن محمود
            أديب وكاتب
            • 30-06-2010
            • 299

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة انورخميس مشاهدة المشاركة
            إنها الحياة حينما تعطينا منها الشظف..وتحرمنا الأنسانية..

            فتصبح العاطفة محسوبة بالمليم..

            فنتمنى دمعة ممن يخصنا ..

            كى يشعرنا بإننا بشر..

            ولسنا ترس فى آلة..

            ولكن حتى هذه الدمعة أحيانا تضن بها الحياة..

            فتجف فى أحداق هى الاخرى بالـتأكيد محرومة من معنى أن تكون إنسانا..ولكنها أيضا لا تجد بدا من ذلك..فهى تعتقد أن الدمع قد يورث الترس ضعفا فتتوقف الآلة عن العمل..

            نص راق جدا..

            موغل فى البحث عن المعانى الانسانية الضائعة..
            اسعدنى المرور به..

            أستاذ عبد المنعم..

            كل التحايا اللائقة بك..

            أنور
            سعدت كثيرا
            أخي أنور
            بتوقيعك الأنيق على هذا السطح
            الذي عبثا أحاول أن اقترب من حافته.
            تحياتي
            و ودي.
            التواصل الإنساني
            جسرٌ من فراغ .. إذا غادره الصدق


            تعليق

            • عبدالمنعم حسن محمود
              أديب وكاتب
              • 30-06-2010
              • 299

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
              أقريب من السطح كان ، أم أنه التعمق فى رحلة البحث عن شىء موجود
              لإثبات أنه موجود ، أو ليس موجودا ، و لكن طالما طاله الحديث فهذا يعني وجوده !

              فرض السفر و النأي
              ربما بوازع نفسي نتيجة برودة العلاقة
              أو العور الذى أصابها
              و انهيار شىء ما فى دخيلة أبطالنا
              و قد يكون نتيجة و ضغط الظروف المعيشية ، و التطلع إلى تغييرها ، و لو بشكل طفيف
              و فى كلتا الحالتين هناك شىء مهدر ، شىء ضائع .. ربما غير واضح الملامح ، و لكنه بالتأكيد موجود !

              أعجبتني اللغة كثيرا ، و زاوية النظر التى تناولت من خلالها القضية ، التى قد تبدو ضعيفة و غير ذات اهمية ؛ لكنها قضية كبيرة ، و تضرب بجذورها فى أعماق النفس البشرية فى عالمنا العربي المكره على الترحال ، و التضييع !

              عندي الكثير لأقوله منعم حول تلك الجميلة
              و لكنني أكتفي خوف الشطط !

              محبتي
              عزيزي ربيع
              يبدو أن الأمر مر بجوار القائم
              فلنحسبها ركلة زاوية ..
              هذا ما كان عليه الرهان .. رهاني
              بأن انتزع ذاك اللقب من
              (زجاجتان وعنق واحد)
              الذي وهبته في لحظة صفاء
              لتلك القطعة ولكن ..
              حسنا ..
              لازال في القلم بقايا مداد.

              محبتي نفسها.
              التواصل الإنساني
              جسرٌ من فراغ .. إذا غادره الصدق


              تعليق

              • جمال عمران
                رئيس ملتقى العامي
                • 30-06-2010
                • 5363

                #8
                الاستاذ عبد المنعم
                قرأت قصتك ..ووقفت حائراً ..بماذا أرد على نصك وقد قطع على سبيل الرد عملاقان كبيران .. فشعرت بقلة شأن ما سوف أكتبه بعد ما كتبه الاستاذان ( محمد فطومى ) و( ربيع عقب الباب )..!
                لقد مررت من هنا أخى ..وكعادتى عندما أمر من بين منفرجات صفوف الكبار أن أقف لأتعلم وأستفيد ..
                شكرا لك ..
                *** المال يستر رذيلة الأغنياء، والفقر يغطي فضيلة الفقراء ***

                تعليق

                • عبدالمنعم حسن محمود
                  أديب وكاتب
                  • 30-06-2010
                  • 299

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة وفاء عرب مشاهدة المشاركة
                  أستاذ عبد المنعم
                  إذا كنت قريبا من السطح وكل هذا العقيق!!
                  فكيف يكون العمق؟
                  وماذا عن النقيق!!!
                  والله صدع رأسي نقيق بعض الأقلام
                  والتي أرجو منها أن تدخل وتقرأ كيف تكتب القصة!!
                  ........
                  كأنك كنت تكتب بعيدا عن!!
                  وقريبا من!!
                  وبينهما الطير، النهر، البحر، القمر
                  لكن لماذا هجر المطر القاحلة؟
                  ولماذا تساقطت أوراق الشجر في الفاضلة؟
                  ولماذا بعض الأجوبة تختنق تحت ركام ما
                  ولا تعرف طريقا للخروج ومصافحة سؤال
                  يقال أنه ليس ضروريا تحت الشمس؟


                  تقبل
                  تحيتي لقلمك المبدع
                  وكل تقديري
                  ...............
                  مائة إجابة ..
                  ولا تقترب من صياغة سؤال واحد صحيح ..!
                  والقص ما هو إلا إجابة ناقصة تبحث عن سؤال مكتمل ..
                  هكذا هو الحال مبدعتنا الفاضلة وفاء ..
                  وبراعة قاريء مثلك هي التي تخلق
                  أو تحول ما هو براني ومسطح
                  إلى كائن أدبي عميق.

                  شكرا على هذا المرور الطيب
                  مع ودي وتقديري
                  التواصل الإنساني
                  جسرٌ من فراغ .. إذا غادره الصدق


                  تعليق

                  • عبدالمنعم حسن محمود
                    أديب وكاتب
                    • 30-06-2010
                    • 299

                    #10
                    العزيز جدا / م فطومي

                    كثيرة هي التصدعات الكبرى التي نتعرض لها، والتي تزيح بقوة خيال قاص مفترض مخفي في جلباب العادي من الأشياء من نسيج ما يكتب، وتزيح أيضا رونق استدعاء الحياة اليومية بتفاصيلها من نسيج القص .. ومن هنا يطل رأس رهان رفيع، الرهان في أن تكون فالحا وقادرا على زج إطار اللامعقول في سوار المعقول، وجعل من العادي اسطورة على المستوى الدلالي، وبعثرة هذا المستوى في ماعون لغوي مفتوح ومكثف في ذات الوقت، ولا يكتمل مثل هذا الرهان إلا بقراءات متمكنة كما تفعل يا سيدي في أكثر من مكان، وتخوض في جزئية من جزئيات العرض بغرض تكبيرها واستنطاقها وترميم مجمل علاقاتها الداخلية.

                    تقدير ممتد صديقي بحجم الأفق الذي تتمتع به.
                    التعديل الأخير تم بواسطة عبدالمنعم حسن محمود; الساعة 06-09-2011, 12:22. سبب آخر: تداخل
                    التواصل الإنساني
                    جسرٌ من فراغ .. إذا غادره الصدق


                    تعليق

                    • آسيا رحاحليه
                      أديب وكاتب
                      • 08-09-2009
                      • 7182

                      #11
                      أخي العزيز عبد المنعم ..
                      هذا الرهان الذي تحدثتَ عنه في ردك على الأخ محمد فطومي أصبح رهانك بامتياز و لا أحد يجاريك فيه ..
                      لذلك حين أدخل نصوصك أدخلها مسلّحة بحضور ذهني شديد ..و بتوجّس ..
                      لأني أكون واثقة أن العادي بالنسبة لقلمك يصبح أسطوريا فعلا و ربما غامضا بما يكفي أو معقّدا ..ليصبح لاعاديا ..و غير معقول..
                      فلا مجال لقراءة نص لك - مثل هذا مثلا - قراءة واحدة و الإكتفاء بمتعة اللغة أو الصياغة , و الإكتفاء بقلب الصفحة و.. المرور..
                      و لأني أحب القراءة لك .. أعود مرّات لأستميل النص حتى يخضع لفهمي أو أخضع لجماله ..
                      الفكرة هنا كنواة للقصة عادية جدا .. زميلان في غربة ما , بعيدان عن الزوجة و الأهل , يتقاسمان نفس الغرفة
                      يلملم أحدهما ثيابه ليسافر لقضاء نهاية الأسبوع عند زوجته..أليس كذلك ؟
                      و الآن .. حين نضع هذه الفكرة نصب أعيننا و نعود لنقرأ النص مرّة أخرى

                      نكتشف بدهشة كبيرة حجم " البعثرة " و قدرة القاص - عبد المنعم - على " زج إطار اللامعقول في سوار المعقول "
                      و لو أنه زجٌّ بدا لي شخصيا , في بعض مقاطع النص , مبالغ فيه نوعا ما ..
                      مثل فكرة التسوّل في المسجد أو قضية البكاء نفسها ..
                      التي أكيد لها دلالات بعيدة ربما قصر فهمي عن إدراكها ..


                      لعنتُ في سري ناموسها الذي تهتدي به، تزوجتها من أجل سحر دموعها وتزوجتني بضربة حظ شاردة.
                      هنا بصراحة أخي عبد المنعم ..هي أول مرّة أقرأ عن رجل تزوّج امرأة من أجل دموعها !
                      اللغة قوية كالعادة و التراكيب كذلك ..
                      ماعدا هنا حيث شخصيا لم أستسغ التعابير نظرا لحجم المبالغة في الصورة :
                      استقبلتُ كعادتي سيولا هادرة من تيه
                      اقتربت من زميلي وتقيأت في بطن حقيبته الأسبوعية بأسئلتي الحارقة / تقيّأت أسئلتي..و ليس ب أسئلتي على ما أظن/
                      تخصبت حيرتي وانجبت سنابلَ من الغبن وقنابل من الفضول..
                      ثم..أكيد سوف أعود وأقرأ لأني لازلت بعدية قليلا عن هذا الذي هو قريبٌ من السطح .
                      مودّتي أخي عبد المنعم .
                      يظن الناس بي خيرا و إنّي
                      لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                      تعليق

                      • عبدالمنعم حسن محمود
                        أديب وكاتب
                        • 30-06-2010
                        • 299

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة جمال عمران مشاهدة المشاركة
                        الاستاذ عبد المنعم
                        قرأت قصتك ..ووقفت حائراً ..بماذا أرد على نصك وقد قطع على سبيل الرد عملاقان كبيران .. فشعرت بقلة شأن ما سوف أكتبه بعد ما كتبه الاستاذان ( محمد فطومى ) و( ربيع عقب الباب )..!
                        لقد مررت من هنا أخى ..وكعادتى عندما أمر من بين منفرجات صفوف الكبار أن أقف لأتعلم وأستفيد ..
                        شكرا لك ..
                        ............
                        تعرف أخي جمال (مع حفظ المقامات للجميع)، أن أجمل شيء في هذا الملتقى، أنه لا يحتفي كثيرا أو قليلا بالألقاب. يكفينا هذا التواصل الإنساني الحقيقي الخالي من الشبهات ...


                        مع أن مرورك يعني لي الكثير، إلا أنني كنت أرنو إلى أن تقول شيئا .. اثق في ذائقتك، حتى لو قلت أن هذا النص رديء بصريح العبارة، ستسعدني بهذه الإفادة التي حتما ستفيدني في تجربتي القادمة .. إنها مجرد نصوص يا صديقي وليست نهاية الدنيا.

                        تحياتي الصادقة لشخصك الكريم
                        التواصل الإنساني
                        جسرٌ من فراغ .. إذا غادره الصدق


                        تعليق

                        • عبدالمنعم حسن محمود
                          أديب وكاتب
                          • 30-06-2010
                          • 299

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة آسيا رحاحليه مشاهدة المشاركة
                          أخي العزيز عبد المنعم ..
                          هذا الرهان الذي تحدثتَ عنه في ردك على الأخ محمد فطومي أصبح رهانك بامتياز و لا أحد يجاريك فيه ..
                          لذلك حين أدخل نصوصك أدخلها مسلّحة بحضور ذهني شديد ..و بتوجّس ..
                          لأني أكون واثقة أن العادي بالنسبة لقلمك يصبح أسطوريا فعلا و ربما غامضا بما يكفي أو معقّدا ..ليصبح لاعاديا ..و غير معقول..
                          فلا مجال لقراءة نص لك - مثل هذا مثلا - قراءة واحدة و الإكتفاء بمتعة اللغة أو الصياغة , و الإكتفاء بقلب الصفحة و.. المرور..
                          و لأني أحب القراءة لك .. أعود مرّات لأستميل النص حتى يخضع لفهمي أو أخضع لجماله ..
                          الفكرة هنا كنواة للقصة عادية جدا .. زميلان في غربة ما , بعيدان عن الزوجة و الأهل , يتقاسمان نفس الغرفة
                          يلملم أحدهما ثيابه ليسافر لقضاء نهاية الأسبوع عند زوجته..أليس كذلك ؟
                          و الآن .. حين نضع هذه الفكرة نصب أعيننا و نعود لنقرأ النص مرّة أخرى

                          نكتشف بدهشة كبيرة حجم " البعثرة " و قدرة القاص - عبد المنعم - على " زج إطار اللامعقول في سوار المعقول "
                          و لو أنه زجٌّ بدا لي شخصيا , في بعض مقاطع النص , مبالغ فيه نوعا ما ..
                          مثل فكرة التسوّل في المسجد أو قضية البكاء نفسها ..
                          التي أكيد لها دلالات بعيدة ربما قصر فهمي عن إدراكها ..


                          لعنتُ في سري ناموسها الذي تهتدي به، تزوجتها من أجل سحر دموعها وتزوجتني بضربة حظ شاردة.
                          هنا بصراحة أخي عبد المنعم ..هي أول مرّة أقرأ عن رجل تزوّج امرأة من أجل دموعها !
                          اللغة قوية كالعادة و التراكيب كذلك ..
                          ماعدا هنا حيث شخصيا لم أستسغ التعابير نظرا لحجم المبالغة في الصورة :
                          استقبلتُ كعادتي سيولا هادرة من تيه
                          اقتربت من زميلي وتقيأت في بطن حقيبته الأسبوعية بأسئلتي الحارقة / تقيّأت أسئلتي..و ليس ب أسئلتي على ما أظن/
                          تخصبت حيرتي وانجبت سنابلَ من الغبن وقنابل من الفضول..
                          ثم..أكيد سوف أعود وأقرأ لأني لازلت بعدية قليلا عن هذا الذي هو قريبٌ من السطح .
                          مودّتي أخي عبد المنعم .
                          ...........
                          شكر بلا ضفاف أختي الصادقة آسيا كونك وهبتِ النص من وقتك وقتا، وأرجو في المستقبل القريب أن استحق بالفعل هذه الاشادة.

                          وفق ما فهمت من كلماتك حول المبالغة أنها جاءت بطريقتين، الأولى غادرتها صفة (غير مستساغة) :

                          زجٌّ بدا لي شخصيا, في بعض مقاطع النص, مبالغ فيه نوعا ما ..
                          مثل فكرة التسوّل في المسجد أو قضية البكاء نفسها ..

                          الأخرى جاءت غير ذلك :

                          لم أستسغ التعابير نظرا لحجم المبالغة في الصورة :

                          استقبلتُ كعادتي سيولا هادرة من تيه
                          اقتربت من زميلي وتقيأت في بطن حقيبته الأسبوعية بأسئلتي الحارقة
                          تخصبت حيرتي وانجبت سنابلَ من الغبن وقنابل من الفضول..

                          هنا يكمن الخلل الذي اشرتِ له، وهو بالفعل كذلك، فالاستساغة لا علاقة لها ببريق الكلمات أو خمودها، بقدر ما لها علاقة بتوتر الشخصية، فإذا كانت الشخصية التي في النص تعيش قمة توترها، بينما الكلمات التي تخرج منها باردة هنا يبرز عدم الاستساغة.


                          أو العكس ..
                          وهذا ما أراه بعد هذا التنبيه الذي تفضلتِ به، وهو أن الشخصية لم تكن في قامة التوتر الذي لازم التعابير، أو لنقل أن انطباع الحدث عند المتلقي لم يكن يسير في ذات مسار التعبير. وهو خلل لا ينتبه له إلا من لديه حس أدبي رفيع كالذي تتمتعين به.

                          شكري العميق مرة أخرى أختي المبدعة آسيا نور.
                          وكل حرف كتبتيه هنا يستحق مني التأمل وأكثر.
                          التواصل الإنساني
                          جسرٌ من فراغ .. إذا غادره الصدق


                          تعليق

                          • ربيع عقب الباب
                            مستشار أدبي
                            طائر النورس
                            • 29-07-2008
                            • 25792

                            #14
                            أينك أيها الأسمر الحاضر ؟
                            و ما أمر الجمال الدفين هنا ؟
                            ليتك تأتي لتستكين الأسئلة شيئا ما !

                            قبلاتي أيها الفارس
                            sigpic

                            تعليق

                            • عائده محمد نادر
                              عضو الملتقى
                              • 18-10-2008
                              • 12843

                              #15
                              قريب من السطح أو بعيدا عنه
                              نص يستحق مليون نجمة
                              سرد آسر ولغة تنساب عذوبة كأنها غابات ياسمين متوجعة إثر النزف
                              ياالله
                              كم كنت قريبا من عمق روحي
                              كم تعلمقت هاهنا الكلمات وكأني كنت بسجن واطلق سراحي الآن
                              بأي روح كنت تكتب فهمني لأني مأسورة هذه اللحظة وأنا أقرأ، فكيف بك وأنت تنزف الحرف لاتكتبه
                              ويسألوني لماذا كل هذا العشق للنصوص
                              ربما لأني أعشق الحروف المنسابة مثل الخرير أو ربما الهدير
                              حقيقة لايهم
                              المهم أني كنت هنا وسأخرج وأنا أهذي
                              أين كان عني هذا النص
                              تحياتي والف غابة ورد
                              .
                              .
                              في غيابك سر

                              في غيابك، سر! عتمة الليل وهذا الهدوء المريب إثر غيابك، مرآة مصقولة تكتنفها رجفة الخوف من المجهول، هجرها النور وختم بإحكام على سر الغياب المبهم، أحتاج إجابة لسر اختفائك الغامض، كمعضلة عويصة تحتاج حلا. تباشير هذا الظلام لاتبدو مبشرة بخير، فالليل غافلني و بكر بالمجيء بالرغم من أن موعده لم يزل بعد ! الهدوء يخيم على تفاصيل الحياة
                              الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                              تعليق

                              يعمل...
                              X