بذاتِ الشّهامة
تجمّعوا عشرات أمام الرّكام..أياد مكتوفة و أخرى امتدّت للهواتف الجوّالة تُخلي مساحة في الذّاكرة لتوثيق المشهد.خرج طفل من بين الأجساد المتراصّة.تقدّم من الهدم .أمسك بطوبة و ألقى بها جانبا ؛ عندها تفتّقت الأيدي المكتوفة و أعيدت الهواتف إلى الجيوب و انحنى النّاس يجلون الأنقاض.
المعجزة ليست في كون الأمّ نجت بطفلتها .المعجزة هي أنّ جميع نساء الحيّ ليلتها استمعن إلى ذات الكلمات بذات الأحرف و ذات النّفس و ذات النّشوة و ذات اللّحن في ذات الوقت :
" غريب أمر النّاس و عجيب !..أقسم لك أنّي لو لم أبعد الطّوبة الأولى لما تحرّك أحد منهم!"
محمد فطومي
تعليق