**** صديقى الوحيد ****

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • جمال عمران
    رئيس ملتقى العامي
    • 30-06-2010
    • 5363

    **** صديقى الوحيد ****

    النظرات الساخرة الموجهة إلى الملابس التى أرتديها تزيدها رقعاً وثقوبا ، وتزيد من شنطتى الظهرية المصنوعة من القماش رداءةً وثقلا ، وتزيدنى شعوراً بالضآلة والتقزم ، فأبطئ من سيرى حتى يصير كل التلاميذ المتجهين إلى المدرسة أمامى ، وما أن أيقنت أنه لا أحد يسير خلفى أو بجوارى حتى عادت ملابسى إلى حقيقة حالها ذات رقع ثلاثة وثقب واحد ، بعد أن تخلَصَتْ من مئات رقع السخرية والإستهزاء ، وخَفَت شنطتى فلم أكد أشعر بوجودها فوق ظهرى ، وشعرت بأننى أصبحت أخف وزناً ، وأكثر خفة ، وأزيد قدرة على الإنطلاق بعد أن كنت رازخاً تحت وطأة سخرية مريرة ..
    ..................
    خلعت شبشبى البلاستيكى وأخفيته داخل شنطتى ، وعرجت إلى الحقول منطلقاً فى سعادة وإرتياح لاحدود لهما ، تاركاً خلفى المدرسة ، والتلاميذ ـ والناس جميعاً ..!
    ولشبشبى البلاستيكى قصة ، أجد أنه من المناسب أن أقصها عليكم ..فقد توعدنى مدرس الفصل ذات يوم بالويل والثبور وعظائم الأمور إن عدت مجدداً وأنا أرتدى هذا الشبشب الأسود الملحوم برقع مختلفة الألوان ، ولقد تحايلت على هذا الأمر بحيلة تفتق عنها ذهنى وإن بدت نسبة نجاحها وقتئذ قليلة إلا أننى نفذتها غير عابئ بتبعاتها ، فقد أخفيت شبشبى داخل شنطتى بمجرد وصولى إلى باب المدرسة ، فإجتزت فناءها حتى دخلت إلى الفصل ( حافياً ) ..ومن العجيب أن مدرس الفصل فاجأنى برضائه عن فعلتى ، بل أنه أثنى علىّ ( للمرة الأولى )والأخيرة وأمتدحنى أمام التلاميذ ......:
    ( هكذا يجب أن يكون التلميذ المطيع ، فلأن تأتى حافياً خير ألف مرة من أن تأتى منتعلاً ذاك الذى لايمت إلى عالم الشباشب بأية صلة ).
    فضحك التلاميذ ملء أشداقهم ، وتغامزوا ، وعلقوا على الموضوع تعليقات مؤلمة ومهينة ، وسخروا منى كما حلت لهم السخرية ، والغريب أن مدرس الفصل شاركهم ماهم فيه ، وأصبحت ملابسى وشنطتى وشبشبى مدعاة يومية للنقد الساخر والإستهزاء الماكر ، فكنت رغم تألمى وحزنى وتمزقات روحى أمنع دموعى من أن تنزل حتى لا تفضح مايعترك فى نفسى .!!
    ................
    أبهَجَت نفسى ، وسَرَت قلبى تلك الخضرة المنبسطة حتى نهاية الأفق ، وأخذت أجرى يمنة ويسرة ، ولامست خيوط الشمس ، وداعبت النسيم ، وشربت من ماء الساقية ، وغصْت فى الطين ، وطاردت أبو قردان ، وأكلت ثمار التوت ، ولعقت بطون الضفادع ، وأخذت أتقافز حتى توسطت الحقول ، حيث وجدت صديقى فى إنتظارى كعادته ، فقابلنى بابتسام وبشاشة ومودة ، فبادلته الإبتسام ، وألقيت عليه التحية ، ورميت بشنطتى بين الزروع ، وجلست أمام صديقى ففاض الدمع من عينى وأنا أشكو له همومى ومعاناتى وأحزانى وسخرية الجميع منى ، وفقدانى لثقتى فى نفسى ، وإحساسى بالضآلة والتفاهة ، فطَيَب خاطرى بنظراته الهادئة وإبتسامته الوادعة ، فقد كانت له نفس ظروفى ، وكانت بيننا أشياء كثيرة مشتركة ، وهو الوحيد الذى كان يشعر بما يفتعل فى نقسى ، فهو يرتدى ملابساً تشبه ملابسى ، ويعامله الناس بقدر مايعاملوننى به من السخرية والإستهانة والإستهزاء ..
    تبادلنا النظرات لحين ، فإطلعَ كل منا على سريرة الآخر دون حديث ، وتوحدت آلامنا دون شكاة ، وتعانقت خواطرنا دون أعلان ، وإندمجت أحاسيسنا دون بوح ..!!
    القينا بكل شئ خلفنا دفعة واحدة ، وسرعان ما إبتسمتُ ، وأخرجت من شنطتى كتاب المطالعة ، وأخذت أقرأ على صديقى إحدى القصص الجميلة ، وهو ينصت فى إهتمام وشغف ..!
    وما أن إنتهيت من قراءة القصة حتى عاد إلىّ بعض صفاء نفسى ، فقمت إلى صديقى ولعبت معه كما حلا لى اللعب ، فكان لايغضب منى إن رشقته بثمرة طماطم ، أو قذفته بحفنات الطين ، ولا يضيق بى إن أوقعته أرضاً ثم ساعدته على النهوض من جديد ، بل كان يبش فى وجهى وتشع عيناه ببريق السعادة والسرور تعبيراً عن رضاه عنى ومودته لى ، فكنت أجد فى نفسه النقية وقلبه النبيل ما أفتقده فى كل من أعرفهم ..!
    جلست لألتقط أنفاسى فسرحت للحظة فيما اعانى ، ألا سُحقاً لهذا المدرس ، ولهؤلاء التلاميذ ، الا سحقاً لأبى وأمى أيضاً ، لماذا يصران على أن أرتدى هذه الملابس البالية ؟؟
    ولماذا هذه الشنطة القماشية بالذات فى الوقت الذى يمسك فيه معظم التلاميذ بشنط جلدية لامعة ؟؟
    وهذا الشبشب البلاستيكى ماله لا يبلى ؟؟
    أتعرف ياصديقى ؟ حتى المصروف أصبح من الرفاهية المحرمة ..!!
    إيه ياصديقى مالك لاترد علىّ ؟؟
    فاجابتنى نظراته الحنون بعتاب رقيق حيث وجدنى وقد عدت إلى الشكوى والتبرم وتوقفت عن اللهو والمرح ..
    عذراً ياصديقى فأنت الأقرب إلى قلبى والأعلم بخبايا ذاتى ، فلا يحزنك قولى ..هكذا تحدثت إلى صديقى ..، فبرقت عيناه وهو فاتح ذراعيه يحتضننى ويحتضن الكون كله معى ، وكأنه يقول لى أصبر فإن الغد يحمل لك الخير الكثير ..، فشعرت ببعض السعادة ، ومسنى قليل من التفاؤل ، وحف بى بصيص من الأمل ، فابتسمت لصديقى وقمت من فورى وقطفت ثمرة باذنجان ، فاكلت نصفها ، وقذفت صديقى بالنصف الآخر مازحاً ،فنظرنى فى حذر ، ثم ضحكنا معاً ، ورفرفت بذراعى كطائر وأنا أدور حوله ، وضحكت معنا السماء ، والحقول ، والأشجار ، والزروع ، والثمار ، والشمس ، وجداول الماء !
    نظرت إلى ظلى تحت أشعة الشمس الباسمة فعرفت أن ميعاد خروج المدرسة قد أزف ، فأخذت الملم أشيائى وأنا أنظر إلى صديقى فى حنو وإشتياق ، وهو ينظر إلىّ فى إمتنان وعرفان ، فقبلت جبينه ، ووليته ظهرى فى طريق عودتى إلى القرية .... وما أن قطعت مسافة غير قصيرة حتى نظرت خلفى ، فوجدت صديقى مازال يلوح لى بذراعيه مودعاً ووصل إلى مسامعى صدى صوت لا أعرف مصدره يتردد فى أنحاء الحقول يدعونى للعودة غداً ..!!
    وبالرغم من أنه لايسمع ، ولايرى ، ولا يتكلم ، إلا أن ( خيال الحقل ) أصبح صديقى الوحيد ..!!!!
    .....................
    نهاية أخرى للقصة كما إقترحها مشكوراً الاستاذ الاديب محمد فطومى :
    صديقي الوحيد لا يسمع و لا يرى و لا يتكلّم مع ذلك أحبّه و يحبّني و أجدني في كلّ مرّة أغادره فيها أتمنّى أن تطول غفلتهم و لا ينتبهوا إلى أنّه لا يفزع الطّيور كما يعتقدون..
    التعديل الأخير تم بواسطة جمال عمران; الساعة 04-09-2011, 10:47.
    *** المال يستر رذيلة الأغنياء، والفقر يغطي فضيلة الفقراء ***
  • آسيا رحاحليه
    أديب وكاتب
    • 08-09-2009
    • 7182

    #2
    يا الله ! رائع هذا النص ..
    من أجمل ما قرأت لك من قصص .
    أحيّيك ..بل أصفّق لك .
    يظن الناس بي خيرا و إنّي
    لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

    تعليق

    • محمد فطومي
      رئيس ملتقى فرعي
      • 05-06-2010
      • 2433

      #3
      رائع جمال ..
      رائع بحقّ.لم تترك لنا ما نقول سوى أنّك قدّمت عملا أكثر من ممتاز.
      كعهدي بك دائما تنتصر للضعفاء و المقهورين و الذين لا صوت لهم و لا آذان تسمعهم و لا عدسات تصوّر معاناتهم.
      جميلة و ممتعة و مشوّقة و أكثر.

      القفلة صديقي جمال بحاجة إلى مراجعة،لأنّها تنكّرت نوعا ما لمبدأ الإيحاء الذي تبنّاه النصّ و وردت أشبه بالحلّ.
      وبالرغم من أنه لايسمع ، ولايرى ، ولا يتكلم ، إلا أن ( خيال الحقل ) أصبح صديقى الوحيد ..!!!!
      ما رأيك بهذا التصوّر:
      صديقي الوحيد لا يسمع و لا يرى و لا يتكلّم مع ذلك أحبّه و يحبّني و أجدني في كلّ مرّة أغادره فيها أتمنّى أن تطول غفلتهم و لا ينتبهوا إلى أنّه لا يفزع الطّيور كما يعتقدون..

      محبّتي أيها العزيز.

      ليتهم لا ينتبهون إلى أنّه حبيب كلّ الطّيور و أنّه لا يفزعهم
      مدوّنة

      فلكُ القصّة القصيرة

      تعليق

      • ريما ريماوي
        عضو الملتقى
        • 07-05-2011
        • 8501

        #4
        نعم جمال قصة رائعة بجد,
        ومن معرفتي بك, عرفت من هو صديق بطلك
        بالضبط أول لحظة قرأت وصفك له بل في
        لحظات ظننته صديقه نفسه, ويا للحرمان والفاقة
        وكيف تعمل بالأشخاص وتحركهم,
        المهم تسليت مع بطلك وصديقه وكأنني كنت معهما,
        وأعجبني ما قد قرأت.
        تحياتي.
        التعديل الأخير تم بواسطة ريما ريماوي; الساعة 04-09-2011, 11:11.


        أنين ناي
        يبث الحنين لأصله
        غصن مورّق صغير.

        تعليق

        • جمال عمران
          رئيس ملتقى العامي
          • 30-06-2010
          • 5363

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة آسيا رحاحليه مشاهدة المشاركة
          يا الله ! رائع هذا النص ..
          من أجمل ما قرأت لك من قصص .
          أحيّيك ..بل أصفّق لك .
          الاستاذة آسيا
          أبادلك التحية ..وأصفق لنفسى سعادة بوجودك بين سطور متصفحى المتواضع فإزداد ألقاً ..بل قولى فتألق بتواجدك..
          شكرا لك سيدتى الراقية..
          *** المال يستر رذيلة الأغنياء، والفقر يغطي فضيلة الفقراء ***

          تعليق

          • جمال عمران
            رئيس ملتقى العامي
            • 30-06-2010
            • 5363

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة محمد فطومي مشاهدة المشاركة
            رائع جمال ..
            رائع بحقّ.لم تترك لنا ما نقول سوى أنّك قدّمت عملا أكثر من ممتاز.
            كعهدي بك دائما تنتصر للضعفاء و المقهورين و الذين لا صوت لهم و لا آذان تسمعهم و لا عدسات تصوّر معاناتهم.
            جميلة و ممتعة و مشوّقة و أكثر.

            القفلة صديقي جمال بحاجة إلى مراجعة،لأنّها تنكّرت نوعا ما لمبدأ الإيحاء الذي تبنّاه النصّ و وردت أشبه بالحلّ.
            وبالرغم من أنه لايسمع ، ولايرى ، ولا يتكلم ، إلا أن ( خيال الحقل ) أصبح صديقى الوحيد ..!!!!
            ما رأيك بهذا التصوّر:
            صديقي الوحيد لا يسمع و لا يرى و لا يتكلّم مع ذلك أحبّه و يحبّني و أجدني في كلّ مرّة أغادره فيها أتمنّى أن تطول غفلتهم و لا ينتبهوا إلى أنّه لا يفزع الطّيور كما يعتقدون..

            محبّتي أيها العزيز.

            ليتهم لا ينتبهون إلى أنّه حبيب كلّ الطّيور و أنّه لا يفزعهم
            الاستاذ الفاضل محمد فطومى
            لكم تألق متصفحى بفضل تواجدك الرائع ..
            ولقد سجلت تصورك كنهاية أخرى للقصة ..لتصبح قصة ذات نهايتين ..
            وأنه لمن دواعى سرورى أن أضيف لقصتى نهاية بقلمك سيدى الغالى..
            شكرا لك ..
            *** المال يستر رذيلة الأغنياء، والفقر يغطي فضيلة الفقراء ***

            تعليق

            • سائد ريان
              رئيس ملتقى فرعي
              • 01-09-2010
              • 1883

              #7
              والله سعدت حقا بقراءة هذه القصة الرائعة

              يقال من راقب الناس مات هماً
              فكيف بمن تراقبه الناس لا لسبب إلا لأنه ولد لأبوين فقيرين فحمله المجتمع تبعة ذلك وكأنه ذنب

              قال تعالي :
              بسم الله الرحمن الرحيم
              ولا تزر وازرة وزر أخرى وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى
              إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب وأقاموا الصلاة
              ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه وإلى الله المصير
              صدق الله العظيم
              فاطر آية ١٨
              ولكن .... سبحان الله ... مَن مِن الناس يعي ويتذكر هذه الآية - إلا من رحم ربي -

              الأستاذ جمال
              هذه القصة رأيت فيها تركيز على هذا المرض الإجتماعي والمتفشي في كثير من المجتمعات ..
              المرض الذي هز كيان الطفل فأفقده ثقته في نفسه فأنطوى وأنزوى لمتنفس
              وجد فيه صديق صدوق وهو ( الفزاعة ) الذي يشكو له همومه فيسمع منه ما يريحه
              وكأنه زاوية يلتجئ إليها ليفرغ فيها جميع إنفعالاته وينفس فيها عما يضيق صدره ...

              هذه القصة لو كانت حقيقية .. فسيكون لهذا الولد شأن عندما يكبر - إن شاء الله- ..
              فكم قرأنا عن عظماء .. كانوا فقراء .


              الأستاذ جمال عمران
              هذه أول مره أزور فيها إحدى روائعك
              وبإذن الله لن تكون الأخيرة
              فكم أعجبت في إسلوبك ولغتك العربية القوية

              أرجو قبول تحياتي
              ومروري


              سائد

              تعليق

              • ربيع عقب الباب
                مستشار أدبي
                طائر النورس
                • 29-07-2008
                • 25792

                #8
                هي رائعة بلا شك
                بلغتها و صدقها المدهش
                و ربما تحتاج إلى اختزال بعض التكرار
                لاحظت خلوها من أية أخطاء
                كما لحظت قربا عجيبا بيني و بين بطلها

                مبارك لك مولودك الجميل

                وكل عام و أنت بخير جمال
                ينعاد عليك بالخير و السعادة

                محبتي
                sigpic

                تعليق

                • جمال عمران
                  رئيس ملتقى العامي
                  • 30-06-2010
                  • 5363

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة ريما ريماوي مشاهدة المشاركة
                  نعم جمال قصة رائعة بجد,
                  ومن معرفتي بك, عرفت من هو صديق بطلك
                  بالضبط أول لحظة قرأت وصفك له بل في
                  لحظات ظننته صديقه نفسه, ويا للحرمان والفاقة
                  وكيف تعمل بالأشخاص وتحركهم,
                  المهم تسليت معك واعجبني ما قد قرأت.
                  تحياتي.
                  الاستاذة ريما ( نحلة الملتقى )
                  ............
                  المهم تسليت معك
                  .............
                  والأهم أنا سعيد لأننى أستطعت أن أكون لوقت ( مهرج الملك ) ونجحت فى تسليتك بتلك الفزورة الرمضانية ( البايخه ) التى صافحتها عيناكِ هنا فى ( متصفح الغلابة )..
                  شكرا جزيلا لك سيدتى الراقية ..
                  *** المال يستر رذيلة الأغنياء، والفقر يغطي فضيلة الفقراء ***

                  تعليق

                  • ريما ريماوي
                    عضو الملتقى
                    • 07-05-2011
                    • 8501

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة جمال عمران مشاهدة المشاركة
                    الاستاذة ريما ( نحلة الملتقى )
                    ............
                    المهم تسليت معك
                    .............
                    والأهم أنا سعيد لأننى أستطعت أن أكون لوقت ( مهرج الملك ) ونجحت فى تسليتك بتلك الفزورة الرمضانية ( البايخه ) التى صافحتها عيناكِ هنا فى ( متصفح الغلابة )..
                    شكرا جزيلا لك سيدتى الراقية ..
                    عفوا أخي جمال إن خانني تعبيري
                    كنت أقصد انني تسليت مع بطلك وصديقه
                    اثناء لعبهما مع بعضهما وكأنني كنت معهما,
                    وأحسست بكل لحظة حرمان عاشها بطلنا,
                    أنا عشت الحرمان في طفولتي وكنت أعرف
                    كيف أسلي نفسي كذلك.
                    تحيااااتي.


                    أنين ناي
                    يبث الحنين لأصله
                    غصن مورّق صغير.

                    تعليق

                    • محمد سلطان
                      أديب وكاتب
                      • 18-01-2009
                      • 4442

                      #11
                      صحيح الدنيا ضيقة جدا , وصغيرة جدا جدا جدا ...
                      أجدك الآن متوترا وتقول ما هذا الذي يقول هذا الجدع ؟؟ ههاهاهاهاها
                      نعم هي الحقيقة .. فقد كنت بالأمس في سيرتك مع صديق لك .. وكنت سعيد جدا بما قال عنك .. هل تعرف من هو ؟؟ المهندس أحمد فوزي ..
                      أعرفت الآن كم هي ضيقة جدا ومزنوقة جدا هاهاهاهاها .. سعيد أن بنصك الأكثر من رائع .. والذي تشابه كثيرا مع نص لي اسمه "اليوم سنأكل توتا" .. نعم الفارق بين النصين ضيئل .. ولهما نفس الطعم .. "طعم التوت" ..
                      تحياتي لك أستاذ جمال .. وتحية للظروف التي عرفتني عليك أكثر خارج الملتقى ... وعيدك مبارك
                      صفحتي على فيس بوك
                      https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

                      تعليق

                      • عبدالمنعم حسن محمود
                        أديب وكاتب
                        • 30-06-2010
                        • 299

                        #12
                        أشعر أخي وزميلي جمال بأن هذا النص كُتب في دفعة واحدة، وبدفقة شعورية لا تتجزأ دون الرجوع إليه، فمثل هذا التكرار بشقيه لا يفوت على فطنك. الإلحاح والتدوير والإمعان في ايصال المعنى ولد الشق الأول منه، بينما تكرار ذات التعبير دون اللجوء إلى فنيات التحايل التي تجيدها جعل من كلمة (صديقي) لوحدها تنسخ نفسها في أكثر من جهة :
                        (وجلست أمام صديقى/ وأخذت أقرأ على صديقى/ فقمت إلى صديقى ولعبت/ أتعرف ياصديقى/ إيه ياصديقى مالك لاترد علىّ/ عذراً ياصديقى فأنت/ هكذا تحدثت إلى صديقى/ فابتسمت لصديقى وقمت/ وأنا أنظر إلى صديقى/ فوجدت صديقى مازال).
                        التناول كان صادقا، والزاوية التي وقفت عندها تراقب عبرها الفكرة كانت مغايرة وفاتنة، كل ذلك وأكثر يجعل للنص حق في التمعن فيه مرة أخرى.
                        وعفوا إن كنت مخطئا
                        تحياتي.
                        التواصل الإنساني
                        جسرٌ من فراغ .. إذا غادره الصدق


                        تعليق

                        • انورخميس
                          أديب وكاتب
                          • 08-11-2008
                          • 104

                          #13
                          سرد جميل لقصة عميقة الانسانية..

                          فاجئتنى شخصيا نهايتها..

                          التى أجدت فى إخفائها..

                          أسعدنى كثيرا مرورى بها..

                          دمت كاتبا رائعا





                          http://anwarkamess.maktoobblog.com/

                          تعليق

                          • جمال عمران
                            رئيس ملتقى العامي
                            • 30-06-2010
                            • 5363

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة سائد ريان مشاهدة المشاركة
                            والله سعدت حقا بقراءة هذه القصة الرائعة

                            يقال من راقب الناس مات هماً
                            فكيف بمن تراقبه الناس لا لسبب إلا لأنه ولد لأبوين فقيرين فحمله المجتمع تبعة ذلك وكأنه ذنب

                            قال تعالي :
                            بسم الله الرحمن الرحيم
                            ولا تزر وازرة وزر أخرى وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى
                            إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب وأقاموا الصلاة
                            ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه وإلى الله المصير
                            صدق الله العظيم
                            فاطر آية ١٨
                            ولكن .... سبحان الله ... مَن مِن الناس يعي ويتذكر هذه الآية - إلا من رحم ربي -

                            الأستاذ جمال
                            هذه القصة رأيت فيها تركيز على هذا المرض الإجتماعي والمتفشي في كثير من المجتمعات ..
                            المرض الذي هز كيان الطفل فأفقده ثقته في نفسه فأنطوى وأنزوى لمتنفس
                            وجد فيه صديق صدوق وهو ( الفزاعة ) الذي يشكو له همومه فيسمع منه ما يريحه
                            وكأنه زاوية يلتجئ إليها ليفرغ فيها جميع إنفعالاته وينفس فيها عما يضيق صدره ...

                            هذه القصة لو كانت حقيقية .. فسيكون لهذا الولد شأن عندما يكبر - إن شاء الله- ..
                            فكم قرأنا عن عظماء .. كانوا فقراء .


                            الأستاذ جمال عمران
                            هذه أول مره أزور فيها إحدى روائعك
                            وبإذن الله لن تكون الأخيرة
                            فكم أعجبت في إسلوبك ولغتك العربية القوية

                            أرجو قبول تحياتي
                            ومروري


                            سائد

                            الاستاذ سائد
                            أسعدنى تواجدك هنا..واشكرك على مجاملتك الرقيقة ايها الراقى المبدع ..
                            وماهى إلا ( شطحات ) اخى الحبيب ..علها تكون فعلا معبرة عن شئ ما ..ولردك الرائع جميل الأثر فى نفسى ..
                            شكرا لك ..
                            *** المال يستر رذيلة الأغنياء، والفقر يغطي فضيلة الفقراء ***

                            تعليق

                            • جمال عمران
                              رئيس ملتقى العامي
                              • 30-06-2010
                              • 5363

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
                              هي رائعة بلا شك
                              بلغتها و صدقها المدهش
                              و ربما تحتاج إلى اختزال بعض التكرار
                              لاحظت خلوها من أية أخطاء
                              كما لحظت قربا عجيبا بيني و بين بطلها

                              مبارك لك مولودك الجميل

                              وكل عام و أنت بخير جمال
                              ينعاد عليك بالخير و السعادة

                              محبتي
                              صديقى الغالى ابو محمد
                              اقسم لك اننى كتبتها وشعرت انك الوحيد الذى سيكون قريباً منها كقربه من ( أمنا الأرض )..هى عمل بسيط يا أبا محمد لكن يشعر به جيداً ( أبناء ارضنا الطيبة )أمثالك
                              شكرا لمرورك اخى ربيع..
                              *** المال يستر رذيلة الأغنياء، والفقر يغطي فضيلة الفقراء ***

                              تعليق

                              يعمل...
                              X