إشاعة - أقصوصة نزار ب. الزين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نزار ب. الزين
    أديب وكاتب
    • 14-10-2007
    • 641

    إشاعة - أقصوصة نزار ب. الزين

    إشاعة 6
    لحية الشيخ
    أقصوصة : نزار ب الزين*
    *****
    في جو ماطر ملأ أزقة القرية بطين لزج ، في هذا الجو السيء ، كان عبد الرزاق يسير نحو منزل ابنته ، و قد التصق حذاءه بالطين أكثر من مرة ، فكان يحرره منه بصعوبة ، و لكن ما أن شاهد الشيخ عبد الله زوج ابنته خارجا من منزله ، في طريقه – على ما يبدو- إلى جامع القرية ، فهو إمامه ؛ حتى استوقفه ، ثم بادره لائما :
    - سمعتك مراراً تنصح الناس بضرورة الرفق بزوجاتهم ، فأحرى بك أن تطبق نصائحك على نفسك ، فبأي حق تهين ابنتي بالأمس و تضربها حتى أدميتها ؟ و قد أكدت لي أمها أنها ليست المرة الأولى ...ألم تقل في خطبك مرات و مرات "رفقا بالقوارير" ؟
    و بكل صفاقة و صلف ، أجابه :
    * لقد أنقدتك مهرها بالكامل فهي ملكي ! و أتصرف معها كيفما أشاء ! أنت ربيتها في بيتك ، و أنا أعيد تربيتها في بيتي !!!...
    أجابه عبد الرزاق غاضبا :
    - أنا لم أبعك ابنتي بل زوجتها لك على سنة الله و رسوله .. ،
    ثم ....
    أضاف بعد أن تمكن بصعوبة من ضبط أعصابه :
    - أدعوك يا صهري الشيخ لأن تصلح الموقف مع زوجتك ، و أن تسترضيها و تطيِّب خاطرها ، و إلا ....
    ما كاد عبد الرزاق يكمل عبارته ، حتى دفعه الشيخ عبد الله فأوقعه أرضا ،
    ثم ....
    مضى غير آبه ، و هو يقول مزمجراً :
    *إنها زوجتي ، و ملك يميني ، و لن أسمح لأي إنسان أن يتدخل بيننا ، حتى لو كان أباها !...
    ***
    كانت زوجة عبد الرزاق ، و بناء على طلبه ، قد أحضرت ابنتهما مع طفليها إلى بيت العائلة ، بعد أن لمس تعنت صهره و سلوكه المشين بالأمس ، و ما أن اطمأن عليهم حتى غادر إلى المقهى حيث اعتاد قضاء بعض الوقت كل يوم ..
    همس لأحد جلسائه :
    - لقد اكتشفت أمس أن صهري الشيخ عبد الله رجل مبروك ..
    * و كيف عرفت ذلك ؟
    ساله صديقه مشدوها ، فأجابه :
    - صادفته أمس ، و عانقته محييا كالعادة ، ثم عدت إلى الدار ، و بينما كنت أنتزع عني سترتي ، لمحت بضع شعرات بيضاء ، تأكدت أنها سقطت من لحية صهري الشيخ ، و الغريب أنني ما أن أمسكتها بيدي ، حتى شعرت بنشاط لم أعهده بنفسي منذ أحالوني على التقاعد ، حتى ركبتي اليمنى التي ما فتئت تؤلمني توقف ألمها ؛ بداية ظنتت نفسي متوهما ، و تصادف أن أحد ولديّ ابنتي الزائرة قد شج رأسه ، فاقتربت منه ، و وضعت إحدى شعرات لحية الشيخ عبد الله فوق الجرح الدامي ، و لدهشتي الشديدة انقطع نزف الدم في الحال و اختفى الجرح !!!
    نهض الرجل و قد استبد به شعور مزيج بين التعجب و الحماس ، و صاح بأعلى صوته :
    * الله و أكبر !! الله و أكبر !!!
    تجمهر رواد المقهى حولهما متسائلين ، فشرح لهم ما حدث لعبد الرزاق و حفيده و أهل داره ...
    ثم ...
    و في أقل من أربع و عشرين ساعة ، انتنشر الخبر في القرية كلها ، انتشار النار في الهشيم
    ***
    اليوم التالي كان يوم الجمعة ،
    ما أن رُفِعَ خلاله أذان الظهيرة ، حتى تجمع الناس في جامع القرية بأعداد وفيرة غير معتادة ...
    و ما أن أنهى الإمام خطبته ، التي أمَّ بعدها المصلين ...
    حتى اندفع بعضهم يتلمسون ثوبه قائلين :
    *بركاتك يا شيخ عبد الله !!!!
    ثم ....
    تجرأ أحدهم فانتزع شعرة من لحيته ..
    ثم ...
    ما لبث غيره أن حذا حذوه ..
    لم تفلح مقاومة الشيخ عبد الله ، أو صياحه من شدة الألم ! ..
    و خلال ساعة واحدة أو تزيد ، جردوا الشيخ من لحيته و شعر رأسه و صدره
    ***************
    سوري مغترب
    عضو إتحاد كتاب الأنترنيت العرب
    الموقع :www.FreeArabi.com
  • ريما ريماوي
    عضو الملتقى
    • 07-05-2011
    • 8501

    #2
    جميلة جدا أعجبتني,
    وفكرته بالانتقام ذكيه
    تخيلت شكل هذا الشيخ,
    شكرا لك, تحياتي.


    أنين ناي
    يبث الحنين لأصله
    غصن مورّق صغير.

    تعليق

    • نزار ب. الزين
      أديب وكاتب
      • 14-10-2007
      • 641

      #3
      إشاعة 6

      المشاركة الأصلية بواسطة ريما ريماوي مشاهدة المشاركة
      جميلة جدا أعجبتني,
      وفكرته بالانتقام ذكيه
      تخيلت شكل هذا الشيخ,
      شكرا لك, تحياتي.
      ***********************

      أختي الفاضلة ريما
      أسعدني إعجابك بالأقصوصة
      دمت بخير و سعادة
      نزار

      تعليق

      يعمل...
      X