في زوبعة/وفـــــــاء عرب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • وفاء الدوسري
    عضو الملتقى
    • 04-09-2008
    • 6136

    في زوبعة/وفـــــــاء عرب

    أصبحت اليوم على غير العادة مسرعة نحو هاتف قُطعَ رنينه بقولي:
    من أنت؟
    جاء صوته مترف الأناقة، سيدة عاليا؟ .... نعم!..
    معك محمد الراشدي من العاصمة.... لدي بعض الأسئلة!..
    بصدد تقدم زوجك لخطبة شقيقتي...........
    _ابتسم.
    لا... من غير سؤال، هو ذكر... آ. رجل مهذب، وقور، محترم..
    وعلى خلق، لا يعرف غير الاهتمام بي وبأبنائه، متفرغ تماما
    لرعاية أسرته، أبارك لكم.. حظ وفير لمن ترتبط به
    لا تتردد أبدا في القبول!!
    _عفوا ... لحظة يااا أختي!..
    هل أنت صدقا زوجته؟!..
    نعم. وماذا في الأمر؟ ..............لا أصدق ردة الفعل هذه!....
    زوجك يرغب بالزواج من أخرى؟!.. هناك شيء لا افهمه!..
    مقلق ومحير هذا الأمر!...... عفوا أخي:
    الكلمات المبنية على أساس قوي لا تتهدم فوق الرؤوس
    وأيضا كالكرة الأرضية هي السعادة ما دمت أسير فوقها
    لن تتحول إلى كره!!
    نعم أخت عليا، ولكن
    _شيء ما يمنعني من أن أوافق على اقتران زوجك بشقيقتي!
    هذا الأمر راجع لك، قلت ما يرضي الضمير!.. في حفظ الله
    كانت الخادمة قد أحضرت القهوة وقت أغلقت الهاتف
    جلست وشيء ما أغمض الهدب وعانق لوعة الأجفان.... لم
    يخبرني النور أن لا عاصم اليوم من فيضان العتمة.... كنت منذ
    بداية الزواج أدرك أننا على حافة ليل لا ينتهي، مع أن اللحظات
    تنتهي.... فوق لحظ العين بسكينة الغربة الأبدية.... لا أدري كم
    مر من الوقت قبل أن يعود زوجي.... لانتفض كأنما سقط الوعي
    نازفا شعارات عطف بقطف نظرة بعد أخرى.... لا تعود إلا بالذي
    كان يوما يسبق قوس يتجه سهوا نحوا عمق
    لم يحسن التقاط ذبذبات باطن محيط مظلم
    قلت: سأل عنك محمد الراشدي.. اضطرب وامسك رأسه:
    ياااااا لهذا المعتوه .. ياااااا للغباء!! .... اطمئني....
    لن يكون بيني وبينهم أي ارتباط.... كنت لا انظر إليه
    وأنصت.. لصوت ثرى يترنح منكسر العنق ينادي
    أحداق رمال رحلت مع رياح حلم فائت.... تركته وذهبت
    والحيرة تدق بكف الحواس أبواب الحياة.... ونوافذ الحاضر
    تطل من ظلال ذاكرة رسمت على الهواء هياكل
    ما كانت قابلة للفصل، وطارت
    ها هو ينادي: أريد منك مرافقتي بعد ساعتين.........
    كان متجر!!..
    ما أن دخلت حتى طلب أن أختار ما أريد من حلي، لكن
    عيني اختارت شيئا آخر!!!
    لا أعلم إن كانت صدفة، تواجد أحد الأمراء وقتها في المتجر
    كانت عيناه تتابعاني في كل تحركاتي
    خرجت من المتجر ومعي بطاقة عليها رقم خاص!!.. وبعد أيام
    هاتفته!.. هكذا بدأ الغرام، بينما الروح تتأمل زاوية مخطوفة
    الأنفاس بثانية غابت دهرا لا تأتي!.. اتفقت ومشعل أن نلتقي في
    صيف هذا العام بأحد فنادق سويسرا!!
    سحرني كأنه قرأ على ذاكرة الفجر أشعار العصافير.... فغاب
    الكذب، وعاد المطر يضرب الثلج في الصميم يسقطه يبعده
    ويذيب الدفء بأنفاس الجنون
    وجاء موعد لقائنا كما كنا نحلم به.... وعند وصولي لجناحه الخاص جن جنونه.................. حملني.... ودار بي.......
    لف.... ولف.... ومع كل لفه يطير شيء.... الحذاء.... الأقراط.... العقد.... دخنا.... وارتمينا.....
    على الأريكة ننثر الضحكات.. والمارد بغربة الثرى السحري يغرس
    بعتبة باب احدب القبح.... كل ما لم يعرف من الماء ارتواء
    اقترب مشعل لكن، خفقان ما انتفخ بشهقة هواء هائم بين وحلين، أبعدته بطريقة ما عني !!!
    وكأن جسد من صخر راجف التسهيد مجهد الرحيل، ينتحب
    فوق كثبان الأماني أوراق مريرة!.. وطلبت أن أغادر!..صرخ مشعل:
    إن حصل لن يكون بيننا تواصل بعد اليوم!!.. دعني اخرج!..
    لحظة حبيبتي: اجري اتصال سريع.... ما هي إلا ثواني وحضرت امرأة شقراء!..
    التفت: انظري!..
    جردها من كل شيء، وأغمضت عن كل ما يحدث!.. كان ما يزال عارياً عندما قال: الآن!.. وفتح الباب
    ومضيت أتجرع قدحا من طين واهن المرارة
    أنظر لقمر غارق بياضه بين أكثر من غربة
    يا له من جرح على جسد المشاعر
    ويا له من عطش صحراء زاحف على تخثر الظلام
    وبقيت.....................
    أنفض آثار ما انسكب في اللا زمن، اللا شيء
    بعد ما انحسر ماء العين
    وكانت كل الصور راحلة في السراب


    التعديل الأخير تم بواسطة وفاء الدوسري; الساعة 03-09-2011, 21:45.
  • محمد فطومي
    رئيس ملتقى فرعي
    • 05-06-2010
    • 2433

    #2
    رنين الجرس لحظة فارقة،ردّة الفعل الأولى كانت صادمة في جسد النصّ كما في جوهره كحدث.
    بل كأنّ الكاتبة صبّت على رأس المتلقّي هولا لم يكن يتوقّعه من بداية.
    و مباشرة ألقت بقذيفة الذّكورة في العرف العربيّ في المتن دون مقدّمات و من وراء هذا الإيحاء الذكيّ ستفهم تلقائيّا ما معنى امرأة عبر المنظور نفسه.
    لا... من غير سؤال، هو ذكر... آ. رجل مهذب، وقور، محترم..
    فإما أن تقدّم زوجها مهرا للعروس الجديدة و إمّا أن تلقي بنفسها طوعا في الحطّة من باب الثّأر من زوجها و من العرف على سواء و تضرب بهما عرض الحائط بحركة واحدة.
    و هنا تدخل على الخطّ ردّة فعلها الثانية و المتمثّلة في تحدّي الذّكورة و محاولة تحقيق التّكافىء ،لتصطدم بنوع جديد من الممارسات الذّكوريّة عدا الزّواج بأخرى ،ألا وهي عموما معاملة المرأة على أنّها جارية لا معنى لكلّ ما يلتصق بجسدها من اسم أو لون بشرة أو عقل أو قيم أو خصب وجدانيّ...
    و تراجعها في لحظة ضمير هو الذي كشف عن هذا المعطى،فلولاه لحسبنا الأمير يحبّها لأنّها هي و ليست أخرى.

    سرد مشوّق و لغة شعريّة تسابق الأحداث ببهائها و جودتها.

    وكأن جسد من صخر راجف التسهيد مجهد الرحيل، ينتحب
    فوق كثبان الأماني أوراق مريرة!..


    مبدعة كعادتك وفاء.
    سررت بمصافحتك.
    مودّتي.
    مدوّنة

    فلكُ القصّة القصيرة

    تعليق

    • وفاء الدوسري
      عضو الملتقى
      • 04-09-2008
      • 6136

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة محمد فطومي مشاهدة المشاركة
      رنين الجرس لحظة فارقة،ردّة الفعل الأولى كانت صادمة في جسد النصّ كما في جوهره كحدث.
      بل كأنّ الكاتبة صبّت على رأس المتلقّي هولا لم يكن يتوقّعه من بداية.
      و مباشرة ألقت بقذيفة الذّكورة في العرف العربيّ في المتن دون مقدّمات و من وراء هذا الإيحاء الذكيّ ستفهم تلقائيّا ما معنى امرأة عبر المنظور نفسه.
      لا... من غير سؤال، هو ذكر... آ. رجل مهذب، وقور، محترم..
      فإما أن تقدّم زوجها مهرا للعروس الجديدة و إمّا أن تلقي بنفسها طوعا في الحطّة من باب الثّأر من زوجها و من العرف على سواء و تضرب بهما عرض الحائط بحركة واحدة.
      و هنا تدخل على الخطّ ردّة فعلها الثانية و المتمثّلة في تحدّي الذّكورة و محاولة تحقيق التّكافىء ،لتصطدم بنوع جديد من الممارسات الذّكوريّة عدا الزّواج بأخرى ،ألا وهي عموما معاملة المرأة على أنّها جارية لا معنى لكلّ ما يلتصق بجسدها من اسم أو لون بشرة أو عقل أو قيم أو خصب وجدانيّ...
      و تراجعها في لحظة ضمير هو الذي كشف عن هذا المعطى،فلولاه لحسبنا الأمير يحبّها لأنّها هي و ليست أخرى.

      سرد مشوّق و لغة شعريّة تسابق الأحداث ببهائها و جودتها.

      وكأن جسد من صخر راجف التسهيد مجهد الرحيل، ينتحب
      فوق كثبان الأماني أوراق مريرة!..

      مبدعة كعادتك وفاء.
      سررت بمصافحتك.
      مودّتي.


      أستاذ محمد فطومي
      لتواجدك الثري، وقلمك النقي، وكلماتك النور
      وجب كل الشكر
      نعم كما تفضلت
      في لحظة ضمير كشفت
      ما ارتشف الحائط من ثواني لا تأتي إلا
      لتسقط في هزيمة تركت
      بعض غبار على ذاكرة نافذة لا تسكن
      بثورة عواطف.. رمل ينظر
      إلى فراغ ممتد خلف قزحية
      ألوان
      وطيف
      وبقايا، من نداء، من كلمات، من لحظة ملتفة
      حول عنق ساعة، لم تفقد القدرة على شنق دقائق
      تبتسم هاربة ولا تدرك
      أنها بصحبة عقارب الوقت
      أطيب تحية
      وتقديري
      التعديل الأخير تم بواسطة وفاء الدوسري; الساعة 04-09-2011, 09:48.

      تعليق

      • ربيع عقب الباب
        مستشار أدبي
        طائر النورس
        • 29-07-2008
        • 25792

        #4
        زوبعة زوبعتني كثيرا
        ما بين البداية و النهاية رحلتان
        فى عربة يجرها صدق الزوجة و أمانة القول فى ظل القهر الذي مورس عليها كزوجة
        و حين كان الحب يبص من خلال ثقوب النفس
        كانت الرحلة الثانية صوب الهباء
        و كانت الزوبعة التي أطارت كل شىء بددا
        بل و بأشياء ربما كانت تحتفظ بها كسد عازل و منيع حيال ما يمارس عليها
        ما بين الأمير و ما دونه صفاقة الفعل و اختلال القيم !

        أحسست قهرا ، لا أدري لم
        و أيضا كأني بالفعل عشت زوبعة عجيبة
        هل أقول لك .. رأيت الاستحالة التي لم تكن استحالة
        و ربما يحدث فى كوننا الضيق قربها إلى عقلي الضيق !!

        أشكرك وفاء عرب على تلك الزوبعة
        التي لم أخدعك حين قلت زوبعتني فى مسارب البدد !

        تقديري و احترامي
        sigpic

        تعليق

        • عبدالمنعم حسن محمود
          أديب وكاتب
          • 30-06-2010
          • 299

          #5
          الحدس والموهبة هما ما يدلانها على طبيعة القصة التي بين يديها.
          تتبع صوتها الداخلي كمبدعة بعيدا عن التنظير وملحقاته رغم إلمامها به، فهو تشويه، والتشويه في حاجة إلى سماح.

          رصف الحوار أخذ حظا وافرا لا سيما في المطلع، وجاء بشكل كتابي مغاير لما هو متعارف عليه :

          - من أنت ؟
          - سيدة عاليا ؟
          - نعم ..
          - معك محمد الراشدي من العاصمة ..
          ,,,,,,,,
          من أنت؟
          جاء صوته مترف الأناقة، سيدة عاليا؟ .... نعم!..
          معك محمد الراشدي من العاصمة.... لدي بعض الأسئلة!..
          بصدد تقدم زوجك لخطبة شقيقتي...........

          الأمر محفوف بذكاء، ويشير لإيحاء بطبيعة الحوار وما يجاوره من توتر ولهث يعمل كلا الطرفين لاخفائه، فجاء خاطفا وجاذبا، ويخبيء بلاغته الخاصة في نبرة الصدمة التي يحملها بين جنباته وإيقاعها أيضا.

          وفي ما يليه لا يشعرك بعبء، بقدر ما يجذبك سحر المفارقة بين (لا يعرف غير الاهتمام) وبين (لا تتردد في القبول)، فتثير هذه المفارقة حقلا من دلالات تمنح للفكرة طابعا إنسانيا يضفى عليها واقعية عميقة غير متوقعة ولا معترف بها ..

          - لا .. من غير سؤال، هو ذكر .. آ. رجل مهذب، وقور، محترم وعلى خلق، لا يعرف غير الاهتمام بي وبأبنائه، متفرغ تماما لرعاية أسرته، أبارك لكم، حظ وفير لمن ترتبط به .. لا تتردد أبدا في القبول !

          عكس عما هو لاحق من حوار، فبفعل هذه التكملة غير الضرورية :

          - عفوا .. لحظة يا أختي .. هل أنت صدقا زوجته ؟!
          - نعم .. وماذا في الأمر ؟
          - لا أصدق ردة الفعل هذه .. زوجك يرغب بالزواج من أخرى ؟!، هناك شيء لا افهمه .. مقلق ومحير هذا الأمر !

          انخفضت حدة الانزياح لحدها الأدنى حالما استعانت الكاتبة باستمرارية في الحوار كان له أن لا يكون، استمرارية استدعت العادي والتبريري مما قطع عدد وافر من شرايين الفضول لدى القاريء، فماذا لو أنها ازاحت الأحمر جانبا وأكتفت ب :

          - نعم أختي عليا، ولكن شيء ما يمنعني من أن أوافق على اقتران زوجك بشقيقتي .

          تحياتي وإعجابي.
          التعديل الأخير تم بواسطة عبدالمنعم حسن محمود; الساعة 04-09-2011, 13:05. سبب آخر: تداخل
          التواصل الإنساني
          جسرٌ من فراغ .. إذا غادره الصدق


          تعليق

          • وفاء الدوسري
            عضو الملتقى
            • 04-09-2008
            • 6136

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
            زوبعة زوبعتني كثيرا
            ما بين البداية و النهاية رحلتان
            فى عربة يجرها صدق الزوجة و أمانة القول فى ظل القهر الذي مورس عليها كزوجة
            و حين كان الحب يبص من خلال ثقوب النفس
            كانت الرحلة الثانية صوب الهباء
            و كانت الزوبعة التي أطارت كل شىء بددا
            بل و بأشياء ربما كانت تحتفظ بها كسد عازل و منيع حيال ما يمارس عليها
            ما بين الأمير و ما دونه صفاقة الفعل و اختلال القيم !

            أحسست قهرا ، لا أدري لم
            و أيضا كأني بالفعل عشت زوبعة عجيبة
            هل أقول لك .. رأيت الاستحالة التي لم تكن استحالة
            و ربما يحدث فى كوننا الضيق قربها إلى عقلي الضيق !!

            أشكرك وفاء عرب على تلك الزوبعة
            التي لم أخدعك حين قلت زوبعتني فى مسارب البدد !

            تقديري و احترامي

            سلامة قلبك من القهر ربيعنا الغالي
            دعني أطير لك من فراشات الحروف الملونة
            والجميلة ألف، بعد ألف
            حتى ترضى
            وحقيقة أتمنى، أن أكون قد وفقت، في تجسيد صفحة
            من حياة صاعدة بالأرواح ، هابطة بالأجساد
            بصفعات وجود بين لذيذ منها وبليد
            تقبل
            ودي الكبير وتقديري
            التعديل الأخير تم بواسطة وفاء الدوسري; الساعة 05-09-2011, 09:04.

            تعليق

            • خالد يوسف أبو طماعه
              أديب وكاتب
              • 23-05-2010
              • 718

              #7
              نص رائع ومتين ولغة سلسة وتصوير دقيق للأحداث في إطار منولوجي جميل
              هي ربما شعرت بإهانة في تقدمه للزواج بأخرى ولكنها تعترف في نفس اللحظة بأن حياتها مهددة وعلى شفا جرف ... ولماذا الإقدام على تلك المكالمة من ذاك الأمير ؟
              وهل بمجرد مكالمة هاتفية يكون العشق قد ملك القلب دون مشاعر تسبقه؟
              هي محاولة منها ربما لرد تلك الإهانة التي هي شعرت بها ولكنها في نهاية الأمر تلقت إهانة أخرى تضاف ربما إلى هزائمها التي لن تنتهي ....
              أستاذة وفاء عرب
              استمتعت هنا بهذه الرائعة الدسمة
              تحياتي
              sigpicلن نساوم حتى آخر قطرة دم فينا

              تعليق

              • محمد سلطان
                أديب وكاتب
                • 18-01-2009
                • 4442

                #8
                بعد فترة زمنية طويلة أقرأ لك نص آخر فيه أدب النساء المغلف بذكاء المرأة وحرصها على مابينها وبين نصفها الآخر..
                لعبت اللغة بمهارة وبراعة في تضفير الحوار مع حالة الوصف,
                فأنتجت رصانة وتماسكا للفكرة الرئيسية التي قامت عليها المشكلة..
                جميلة الفكرة ومبتكرة ومصاغة بأسلوب مختلف عن بعض الكتابات التي تناولت نفس الحقل .
                تحياتي لك أستاذة وفاء وخالص تقديري
                صفحتي على فيس بوك
                https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

                تعليق

                • وفاء الدوسري
                  عضو الملتقى
                  • 04-09-2008
                  • 6136

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة عبدالمنعم حسن محمود مشاهدة المشاركة
                  الحدس والموهبة هما ما يدلانها على طبيعة القصة التي بين يديها.
                  تتبع صوتها الداخلي كمبدعة بعيدا عن التنظير وملحقاته رغم إلمامها به، فهو تشويه، والتشويه في حاجة إلى سماح.

                  رصف الحوار أخذ حظا وافرا لا سيما في المطلع، وجاء بشكل كتابي مغاير لما هو متعارف عليه :

                  - من أنت ؟
                  - سيدة عاليا ؟
                  - نعم ..
                  - معك محمد الراشدي من العاصمة ..
                  ,,,,,,,,
                  من أنت؟
                  جاء صوته مترف الأناقة، سيدة عاليا؟ .... نعم!..
                  معك محمد الراشدي من العاصمة.... لدي بعض الأسئلة!..
                  بصدد تقدم زوجك لخطبة شقيقتي...........

                  الأمر محفوف بذكاء، ويشير لإيحاء بطبيعة الحوار وما يجاوره من توتر ولهث يعمل كلا الطرفين لاخفائه، فجاء خاطفا وجاذبا، ويخبيء بلاغته الخاصة في نبرة الصدمة التي يحملها بين جنباته وإيقاعها أيضا.

                  وفي ما يليه لا يشعرك بعبء، بقدر ما يجذبك سحر المفارقة بين (لا يعرف غير الاهتمام) وبين (لا تتردد في القبول)، فتثير هذه المفارقة حقلا من دلالات تمنح للفكرة طابعا إنسانيا يضفى عليها واقعية عميقة غير متوقعة ولا معترف بها ..

                  - لا .. من غير سؤال، هو ذكر .. آ. رجل مهذب، وقور، محترم وعلى خلق، لا يعرف غير الاهتمام بي وبأبنائه، متفرغ تماما لرعاية أسرته، أبارك لكم، حظ وفير لمن ترتبط به .. لا تتردد أبدا في القبول !

                  عكس عما هو لاحق من حوار، فبفعل هذه التكملة غير الضرورية :

                  - عفوا .. لحظة يا أختي .. هل أنت صدقا زوجته ؟!
                  - نعم .. وماذا في الأمر ؟
                  - لا أصدق ردة الفعل هذه .. زوجك يرغب بالزواج من أخرى ؟!، هناك شيء لا افهمه .. مقلق ومحير هذا الأمر !

                  انخفضت حدة الانزياح لحدها الأدنى حالما استعانت الكاتبة باستمرارية في الحوار كان له أن لا يكون، استمرارية استدعت العادي والتبريري مما قطع عدد وافر من شرايين الفضول لدى القاريء، فماذا لو أنها ازاحت الأحمر جانبا وأكتفت ب :

                  - نعم أختي عليا، ولكن شيء ما يمنعني من أن أوافق على اقتران زوجك بشقيقتي .



                  تحياتي وإعجابي.


                  الأستاذ/عبد المنعم حسن
                  اسم يغرف من بحر الدر الأعمق، الأجمل
                  اقدر وفاء قلمك.. نبض قلمك المبحر
                  دائما نحو سواحل ذاكرة الوعي.. المشرق
                  المنقذ لما تبقى من مراكب البحر.. الحبر
                  من... وحتى الغرق في موج الإبـــداع
                  ما بين لغة وتأويل كان لحضورك
                  أناقة الضوء
                  باقة من شكر
                  وتقديري
                  التعديل الأخير تم بواسطة وفاء الدوسري; الساعة 06-09-2011, 14:43.

                  تعليق

                  • فاطمة يوسف عبد الرحيم
                    أديب وكاتب
                    • 03-02-2011
                    • 413

                    #10
                    الرائعة وفاء
                    تحية عطرة
                    سرد في غاية القسوة، ومنتهى الجمال الأدبي والفني ، رائعة في تناغم الحرف مع الفكرة ، وشفافية الروح تتصدر كل إحساس صادق ، مساكين هنّ مع الذكورة المتعجرفة التي تزخر بها مجتمعاتنا
                    تقبلي حبي واحترامي

                    تعليق

                    • وفاء الدوسري
                      عضو الملتقى
                      • 04-09-2008
                      • 6136

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة خالد يوسف أبو طماعه مشاهدة المشاركة
                      نص رائع ومتين ولغة سلسة وتصوير دقيق للأحداث في إطار منولوجي جميل
                      هي ربما شعرت بإهانة في تقدمه للزواج بأخرى ولكنها تعترف في نفس اللحظة بأن حياتها مهددة وعلى شفا جرف ... ولماذا الإقدام على تلك المكالمة من ذاك الأمير ؟
                      وهل بمجرد مكالمة هاتفية يكون العشق قد ملك القلب دون مشاعر تسبقه؟
                      هي محاولة منها ربما لرد تلك الإهانة التي هي شعرت بها ولكنها في نهاية الأمر تلقت إهانة أخرى تضاف ربما إلى هزائمها التي لن تنتهي ....
                      أستاذة وفاء عرب
                      استمتعت هنا بهذه الرائعة الدسمة
                      تحياتي
                      اهلا بك أستاذ خالد يوسف
                      هو ليس مبهجا كل ما يدخل بدائرة، يقظة.. بكابوس
                      ينفض آثار الحلم عن جسد مشاعره!!
                      هو النص قد يحتمل قراءات متعددة
                      ولك الحق في تأويله بالطريقة التي تريد
                      .......
                      لإبحارك الجميل هنا خالص الشكر
                      التقدير والاحترام
                      خالد
                      تقبل
                      أطيب تحية
                      التعديل الأخير تم بواسطة وفاء الدوسري; الساعة 07-09-2011, 16:39.

                      تعليق

                      • ريما ريماوي
                        عضو الملتقى
                        • 07-05-2011
                        • 8501

                        #12
                        نعم مسكينة هي في ظل التعجرف والتسلط الذكوري, ارادت ان تدخل رحلة طيش
                        كما هو زوجها, يمكن من باب الانتقام لانوثتها المجروحة,ولكن كان لا بد
                        أن تستيقظ قبل فوات الأوان لانها لا تستطيع الخيانة, حتى لو أحست
                        لوقت ما بالمهانة فانها عليها أن تفرح لاكتشافها أن الرغبة فقط
                        هي التي كانت تحرك حبيبها الأمير الوسيم, لذلك توجب أن
                        تحس بالانتصار بعد تجربتها الأليمة فهي تغلبت على
                        رغبتها بالانتقام وعلى شهوة الرجل الآخر بعد أن
                        أذلها زوجها.وانتهت زوبعتها على شط الأمان.


                        \
                        عزيزتي وفاء صياغة قوية وطرح جريء لم تتجاوزي الذوق العام,
                        فأسرت قلوبنا بأسلوبك الجميل واستمتعت حقا بما قرأت,
                        يسلموا الأيادي, مودتي وتقديري.
                        تحياتي.
                        التعديل الأخير تم بواسطة ريما ريماوي; الساعة 09-09-2011, 11:08.


                        أنين ناي
                        يبث الحنين لأصله
                        غصن مورّق صغير.

                        تعليق

                        • جميل داري
                          شاعر
                          • 05-07-2009
                          • 384

                          #13
                          هي زوبعة ليست في الفنجان..بل في ثقوب حياتنا المترعة بالخيال والجنون
                          الحدث العادي جعلت منه وفاء حدثا خارقا بلغتها الشعرية الطازجة ودبيب حروفها الجارحة جسد الكلام
                          هنا تنتفض الروح دفاعا عن جماليات الحياة باسلوب ظاهره قسوة وباطنه رحمة..
                          فكما تدين تدان
                          والانثى قادرة لو شاءت ان تنتزع حقها من بين براثن السباع والكواسر
                          الذكورة هنا تثبت كم هي واهية اما جبروت الانثى المفعمة بالعقل والقلب والكرامة
                          فما معنى ان تربت على كتف نفسك الامارة بالسوء؟؟
                          والسوء سهل صنعه...
                          هنا الانثى تعف عن الفعل المضاد وردة الفعل الحمقاء ..
                          لانها مضمخة بالوفاء والسير على جمر السماء
                          وكانها تقول مع بدوي الجبل:
                          واعف عن سب اللئيم وربما نبل السباب
                          اجل لقد عفت عن المعاملة بالمثل.. وكم كان الرد بالمثل او ادهى سهلا ميسورا
                          لكنها هنا اثارت زوبعة قادرة على ايقاظ الموتى
                          موتى الجمال والحب
                          قصة وفائية بامتياز
                          استطاعت ان ترمي حجرا في بركة صامتة صمت ابي الهول
                          واستطاعت ان تترك اثرا عميقا في النفس
                          وفاء عرب
                          شاعرة وقاصة
                          اي مبدعة بيدها سيف من نور
                          فالويل لك يا ايها الظلام
                          شكرا لقلمك الواثق من نفسه
                          شكرا لابداعك العميق

                          تعليق

                          • وفاء الدوسري
                            عضو الملتقى
                            • 04-09-2008
                            • 6136

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة محمد ابراهيم سلطان مشاهدة المشاركة
                            بعد فترة زمنية طويلة أقرأ لك نص آخر فيه أدب النساء المغلف بذكاء المرأة وحرصها على مابينها وبين نصفها الآخر..
                            لعبت اللغة بمهارة وبراعة في تضفير الحوار مع حالة الوصف,
                            فأنتجت رصانة وتماسكا للفكرة الرئيسية التي قامت عليها المشكلة..
                            جميلة الفكرة ومبتكرة ومصاغة بأسلوب مختلف عن بعض الكتابات التي تناولت نفس الحقل .
                            تحياتي لك أستاذة وفاء وخالص تقديري
                            الأستاذ محمد ابراهيم
                            شكرا لقلم كـ شعاع الشمس
                            على صفحة موج يحتضن في أعماقه الدر
                            أسعدني كثيرا تواجدك الذي هو فخر وشرف الصفحات
                            تحية طيبة

                            تعليق

                            • وفاء الدوسري
                              عضو الملتقى
                              • 04-09-2008
                              • 6136

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة فاطمة يوسف عبد الرحيم مشاهدة المشاركة
                              الرائعة وفاء
                              تحية عطرة
                              سرد في غاية القسوة، ومنتهى الجمال الأدبي والفني ، رائعة في تناغم الحرف مع الفكرة ، وشفافية الروح تتصدر كل إحساس صادق ، مساكين هنّ مع الذكورة المتعجرفة التي تزخر بها مجتمعاتنا
                              تقبلي حبي واحترامي
                              الأستاذة فاطمة
                              لا يدرك معنى الجمال إلا
                              من كان في سماء النور أجمل
                              لضياء تواجدك الكريم
                              تقديري والشكر




                              التعديل الأخير تم بواسطة وفاء الدوسري; الساعة 09-09-2011, 11:00.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X