الأستاذة ماجي المحترمة
رغم كل المؤاخذات التي يسجلها القاصي والداني على حكم حسني مبارك، حتى صار وجه حكمه مكشوفا إلى الحال التي شككت في انتمائه إلى العروبة والإسلام وإلى شهامة الشعب المصري الشقيق، ورغم التضييع والتغييب لمصر عن لعب دورها الرائد في قيادة العالم العربي والاسلامي كأكبر قوة محورية بين مكوناته، ورغم أن خبر إخفاء ديانة سوزان ثابت إن صحت الرواية فيه من الرد على مهوسي نظرية المؤامرة وملوني الثورات الشعبية الطلائعية غمزا واتهاما ما فيه، إلا أن نفاق هذا الغرب بلغ حدا لم نفرّق فيه بين الموضوعية والكيد والكذب والنفاق فعلا، فكثير ما يلجأ منافقوه إلى تملّق التيار وركوب موجته ورفده بكل المجاملات الرخيسة، وهذا الغرب الذي تستر على هذا وغيره الكثير، نجده في ليبيا مثلا تنكشف عوراته في تنسيقه الأمني مع الطاغية الفار القذافي، بل إن إحدى الوثائق في مكتب مخابرات عبد الله السنوسي أثبتت تواطؤ النظام الجماهيري في التنسيق الأمني بين أصحاب النظرية الكونية الثالثة وبين المخابرات الأمريكية والبريطانية، بل بلغ الود بين الجهازين إلى الحد الذي استعانت فيه المخابرات الأمريكية بالمخابرات القذافية في تسلّم المشتبه فيهم من أمريكا إلى ليبيا لأجل استنطاقهم، وتقديم التقارير باعترافاتهم الصادرة في سجن "أبي سليم" الجهنمي تحت القهر والتعذيب إلى السادة المبشرين بالقيم الإنسانية في بلاد العم سام.
ونحن كعرب، صرنا نسمع العجب العجاب، مرة من ويكيليكس ومرة من بيوت العمالة أو ماكنت تسمى بـ "مكاتب المخابرات" في الدول العربية التي أسقطت شعوبها أنظمتها المتكلسة، وقد يكون فيما عمله حبيب العادلي مع كنيسة الإسكندرية واتهام جهة إسلامية فلسطينية بعيدة إلا ارتباطا مع هذا الخبر.
والأيام والوثائق والتسريبات حبلى بكل المفاجآت في القادم الآتي
وكل التحايا لك

الفاضل الأستاذ فوزي
وقع المفاجأة أتى ربما من كتم الحقيقة وانعكاسها السلبي سياسيا، لأن الكذب جزء من ممارسات بعض الساسة عندنا، وربما هناك من مظاهر الفعل التي لحقت ذلك لم يستسغها المتابعون والمصريون خصيصا بهذا الإخفاء، فأن تكون قرينة الرئيس مسيحية فلا مشكلة، وقد تزوج الكثير من الخلفاء والأمراء من المسيحيات " أهل الكتاب" فلمَ الإخفاء، والمسيحيون تحل نساؤهم للمسلمين كما تَحِّلُ ذبائحهم، ولأهل الكتاب وخصوصا النصارى حرمة ومكانة بنص القرآن:
{ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ * وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ * وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ * فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ }
ربما هذا جزء مما قصدته الأخت ماجي
والعذر لك ولها في الرد
وكل المحبة وكل التحايا أستاذنا فوزي الأصيل