حيرتني تلك الدموع الآتية من أفق الحزن
تأسر بسمات بين جدران متآكلة .....
تغفو بين كلمات عتيقة المدى
تتهافت مرغمة في سكون الظلام
مجهدة الثنايا .. تعلوها صرخات الصمت الواهم
اراها من هناك ..
عبر أزقة ذلك الشارع الطويل
المتسللة في هدوء خطواتها
المتناثرة كزهور الخريف....
على أوتار الغربة المتراقص
على حافة الرصيف..
تتجلى أنوثتها تحت ثوبها الأحمر
تحذو أطرافه بأمواج اللفتات
تتلقفها نسمات التيارات
حيرتني بنظراتها الطفولية
البريئة .. المغرورة .. الحزينة
أجهدني ذلك الفضول الغريب
نعم.. إني أراها الآن من قريب
تتهافت أنفاسها متسارعة
إلى مرسى اليقين ..
كأنها سفينة من جرح السنين
أجل حيرتني نظراتها ....
القادمة مثل الحروف على سطور الأنين
من بعيد ..
حيرتني عيناها بجنون
حيرني ذلك البحر الحزين
بين جفونها
تتسامر نفحات اهاته
بكؤوس المخاوف
نعم.. إني أراها و ستائل شعرها
تتمايل على كتفيها بأنغام حفيف الشجر
تغازل وجنتيها الذابلتين
تموج حمرة الأمل الدفين
على ضفاف الشوق و الحنين
لا...
لاتذهبي يا حبيبتي لا تكوني
قاسية .. امنحيني لحظة
كي أرتوي من أنفاسك المطبقة
على صدر كلماتي
نعم ...
غابت إلى بعيد و هي تودعني
بهمسة من نظراتها التي حيرتني
أشتم بقايا عطرها
الذي غاب عن أنفاسي دون أن يودعني
أجل .. تاهت بين زحام المدينة
تاركة وراءها هذه السطور الحزينة
في ورق أقحم غربتي من حقيبتها
و كأنها أرادت أن تكلمني بسكون
قلمها دون أن تعلم من أكون...
نعم ....
لقدت كانت ذات الثوب الأحمر
الذي كان مرورها وهما
رسمته جراحات السنين
تعليق