أتعود أمي
الجو ربيع ينثر جماله في كل أنحاء المدينة المترامية الأطراف ، وهذه الأزهار التي تتضاحك أمامي ربيع ... جماله يقع في القلب ولا ينسى
جميعمهم رائعون ، هاهم ينظرون لمعلمتهم الجديدة يستكشفونها حين دخلت ، وأعينهم تنظر لما تحمله في جعبتها لهم ، فدرس الرسم ، هو درس التحليق بين خيال اللون والخط الباسم والحلم المرهف والواقع
كما الحلم , أبتساماتهم الجميلة , بصدق قفزت على وجوههم المدورة البريئة الصغيرة المشرقة كأزهار نيسان
استقبلوا مُدَرِسَتِهُمْ بحفاوة بالغة وبترقب شديد ، ومظهرهم المرتب بمرايلهم الزرقاء المكوية لفت نظر مدرستهم ، إنه أول أيام الأسبوع ، وقد سرهم جدا ابتسامة مُدَرِّسَتهم الشابة التي زادت في سحرها , فلها وجه مدور أبيض وردي برىء
كما الجوري الوردي عند الصباح ، وطابع مدور في الذقن
وجه لا يختلف ببراءته وجماله ،عن براءتهم ووضاءة وجوههم الرقيقة الدقيقة التقاسيم كثيرا ً
لها عينان واسعتان شهل ، وبعض من جرأة و حزن وفرح تناثر وراء الأهداب الطويلة المكحولة ، وأنف دقيق ، و فم متوسط الحجم مرسوم بشفتين مكتنزتين ... بقليل من ملمع الشفاه وتحديد برتقالي لطيف زاد في السحر
ولفت نظرهم جمالها الآخاذ الهادىء ، كملاك ينثر سلاما ً على الأرض ، وأعجبوا بأناقتها البسيطة والأنيقة ، تنورة كتانية ناعمة الملمس ، بلون تفاحي فاتح جدا ً
تلف الخصر بحنان وشوق على خصر رفيع طري ، وتتسع كثيراً من الأسفل تعطي حركة جميلة حين تسير , وقميص أبيض من الكتان الناعم الرقيق بدانتيل حول العنق ، وشعر براقا ً تناثر على ظهرها حتى وصل وركيها
شلال سنابل ذهبية يكاد ينطق لجماله
وعطر خفيف ذراته ملأت فضاء الصف برقتة ، و حذاء جديد ، متوسط العلو ، أبيض مخرم ببعض رسومات زخرفية دقيقة للغاية ، وزهرة صغيرة برتقالية اللون يتوسطها بعض الماسات ، على جانب الحذاء ، استرقوا النظر إليها وهمسوا
ما أروع مدرستنا الجديدة ..... وااااااااو
رحبت بهم الآنسة بحرارة ، وحب في درسها الأول التجريبي ، وضعت حقيبة يدها الجلدية المزدانة ببعض الرسومات ، ووسائل الدرس على الطاولة والعيون الصغيرة ترون حركتها
ثم دارت الأسئلة الصغيرة عن ماهية درس اليوم ، وسعدوا كثيرا عندما بدأت مدرستهم الشرح العملي أمامهم ، لصنع قناع يحمل الصفات التي يحببونها
فأكثر الناس يضعون أقنعة ، ... هذه الأيام حتى ما عدنا نعرف الملامح الأساسية لأصحابها
هكذا قالت لهم المدرسة
فأختاروا صفات طيبة ، محببة ومنهم أختار أن يرسم وجوه لحيونات لطيفة يحببها
وقالت لهم سوف نرى أننا مهما صنعنا من أقنعة ملونة وجميلة تبقى وجوهنا ، بمشاعرها الحقيقية أجمل وأروع
لذا سنتخلص من القناع في الدرس القادم ، أريد أن تعرفوا الفرق بين القناع والوجه الحقيقي
وأنشغل أطفال الصف الرابع , بصنع أقنعة من الورق الملون , بعد أن شرح الدرس الشيق
اقتربت المُدَرِّسَة من التلميذة التي تجلس في المقعد الأمامي على طرفها الإيمن ,
بوجه كما البدر وعينين بنيتين مشعتين , كما لو كان فيهما فانوسين صغيرين وضحاكتين على الخدين الورديين , زاد في فتنتها وجمالها الطفولي ،
أنسدل حرير الشعر على الأكتاف ، وقوس مورد زاد الشعر رقة
لكن مسحة من حزن بعيد المدى ، كانت تغطي الوجه الصغير بمسحة إغريقية غامضة ,
يدها الغضة تجد صعوبة في قص الورق الملون
فاقتربت المُدَرّسَةُ كي تعلمها كيفية القص
ابتسمت الصغيرة لدفء شعرت به , يمتد إليها من يد معلمتها حين مسدت شعرها و
قالت لها : ما رأيك ان نتساعد معا ً
ما اسمك ؟؟
_ شهد يا آنسة ...
ابتسمت المُدَرِّسَة يبدو أنك فنانة ياشهد !!!
واضح من هذه اللوحة في الدفتر أمامي ، وأخذت الورق البرتقالي من أمامها تقصه لها
الصغيرة .. تلاحظ القص بعناية فائقة
حالما انتهت ناولتها الشكل لتكمل بقية الأجزاء الصغيرة
ومن ثم عادت لطاولتها , تكمل قص موضوعها الذي رسمته في البداية , بعد مساعدتها ( لشهد ) ..
نظرت الصغيرة بابتسامة فرحة , وخاطبت مدرستها بحنان وحزن يطفق من ابتسامتها
وقالت : يا آنسة لقد أحببتك كثيرا ، وجهك كوجه أمي الجميل وعيناك كعيناها الملونتين ،
ابتسمت المدرسة وقالت أشكرك حبيبتي أنت فنانة رائعة لنرى كيف ستبدعين ..
ثم أردفت الصغيرة من أي مدينة أنت ياآنسة ؟؟؟
استغربت المدرسة السؤال وقالت خلف سؤالها لا بد شيء كبير تخفيه ،
_ أنا من أرض السنابل ياعزيزتي ،حيث الربيع لا يقاوم ، وحيث السنابل رقصها أفراح
هل والدتك من هناك حبيبتي
_ لا ياآنسة بل والدي ، أنني أعشق تلك الأرض ففيها أنهار كثيرة وزهور ، ملونة تملأ صدر الربيع ....
زرتها مع والدي قبل أسبوع
استغربت المدرسة لم تذكر ذهاب والدتها معهم
_ فسألت ألم تكن ماما معكم ؟
حزنت الصغيرة جدا ً ونظرت للأرض ، وابتسمت بحزن موجع ورفعت نظرها للمُدَرّسَة
وقالت : لا أمي من مدينة يرقد البحر على ثوبها أزرق َرائعا ً ، يهدر بأساطير جميلة ،
فمنذ شهور لم أراها وتنهدت بزفرة , وصل ألمها لصدر المدرسة الشابة موجعا ً مؤثرا ً
واسترسلت متابعة يا آنسة أرجوك ممكن أن تبقي تدرسين الرسم لنهاية العام , لقد أحببتك جدا ً كل ما فيك يشبه أمي وأنت حنونة مثلها ... أرجوك... سكتت برهة
أرجوك أبقي !
إنها فنانة مثلك ترسم اللوحات الزيتية بجمال آخاذ
وتابعت الصغيرة كأنها تشكو همها
أحب أبي كثيرا ً ... سكتت لحظات ... لكني أحب امي أيضا ً وأنا أفتقدها
فقد تخاصمت مع أبي منذ شهور ولم تعد حتى الآن ، وأنا مشتاقة جدا ً لها, لكنها تأبى أن تعود
تشردقت الأحرف بحلقها وصممت فجأة
نظرت نظرة بعيدة وكأنها تسترجع صورة أمها , بينما من حولها كان يتابع بهدوء وحينما سكتت توقف الجميع عن العمل حزنا ً لما قالته
و دمعة كرجت على خد الصغيرة , جعلت الآنسة تسرع إليها تضمها إلى حضنها مواسية
_ لا عليك يا صغيرتي سوف تعود والدتك , وترسمين معها أجمل اللوحات
هل لي بتلفون والدتك عسى ان تصلح الأمور ، يسرني أن أخبرها بأن لديها طفلة فنانة مثلها قريبة جدا ً للقلب
كلمات الصغيرة حفرت بألم أحرفها على قلب المدرسه
رن الجرس معلنا ً أنتهاء الدرس ، حينما أخذت المدرسة تلفون والدتها
بعينين دامعتين نظرت للآنسة
وقالت بود ورجاء
كم اتمنى أن تعود أمي ياآنسة ...!
أتعود أمي إلينا ... ؟؟؟ !! .
رشا السيد أحمد
الجو ربيع ينثر جماله في كل أنحاء المدينة المترامية الأطراف ، وهذه الأزهار التي تتضاحك أمامي ربيع ... جماله يقع في القلب ولا ينسى
جميعمهم رائعون ، هاهم ينظرون لمعلمتهم الجديدة يستكشفونها حين دخلت ، وأعينهم تنظر لما تحمله في جعبتها لهم ، فدرس الرسم ، هو درس التحليق بين خيال اللون والخط الباسم والحلم المرهف والواقع
كما الحلم , أبتساماتهم الجميلة , بصدق قفزت على وجوههم المدورة البريئة الصغيرة المشرقة كأزهار نيسان
استقبلوا مُدَرِسَتِهُمْ بحفاوة بالغة وبترقب شديد ، ومظهرهم المرتب بمرايلهم الزرقاء المكوية لفت نظر مدرستهم ، إنه أول أيام الأسبوع ، وقد سرهم جدا ابتسامة مُدَرِّسَتهم الشابة التي زادت في سحرها , فلها وجه مدور أبيض وردي برىء
كما الجوري الوردي عند الصباح ، وطابع مدور في الذقن
وجه لا يختلف ببراءته وجماله ،عن براءتهم ووضاءة وجوههم الرقيقة الدقيقة التقاسيم كثيرا ً
لها عينان واسعتان شهل ، وبعض من جرأة و حزن وفرح تناثر وراء الأهداب الطويلة المكحولة ، وأنف دقيق ، و فم متوسط الحجم مرسوم بشفتين مكتنزتين ... بقليل من ملمع الشفاه وتحديد برتقالي لطيف زاد في السحر
ولفت نظرهم جمالها الآخاذ الهادىء ، كملاك ينثر سلاما ً على الأرض ، وأعجبوا بأناقتها البسيطة والأنيقة ، تنورة كتانية ناعمة الملمس ، بلون تفاحي فاتح جدا ً
تلف الخصر بحنان وشوق على خصر رفيع طري ، وتتسع كثيراً من الأسفل تعطي حركة جميلة حين تسير , وقميص أبيض من الكتان الناعم الرقيق بدانتيل حول العنق ، وشعر براقا ً تناثر على ظهرها حتى وصل وركيها
شلال سنابل ذهبية يكاد ينطق لجماله
وعطر خفيف ذراته ملأت فضاء الصف برقتة ، و حذاء جديد ، متوسط العلو ، أبيض مخرم ببعض رسومات زخرفية دقيقة للغاية ، وزهرة صغيرة برتقالية اللون يتوسطها بعض الماسات ، على جانب الحذاء ، استرقوا النظر إليها وهمسوا
ما أروع مدرستنا الجديدة ..... وااااااااو
رحبت بهم الآنسة بحرارة ، وحب في درسها الأول التجريبي ، وضعت حقيبة يدها الجلدية المزدانة ببعض الرسومات ، ووسائل الدرس على الطاولة والعيون الصغيرة ترون حركتها
ثم دارت الأسئلة الصغيرة عن ماهية درس اليوم ، وسعدوا كثيرا عندما بدأت مدرستهم الشرح العملي أمامهم ، لصنع قناع يحمل الصفات التي يحببونها
فأكثر الناس يضعون أقنعة ، ... هذه الأيام حتى ما عدنا نعرف الملامح الأساسية لأصحابها
هكذا قالت لهم المدرسة
فأختاروا صفات طيبة ، محببة ومنهم أختار أن يرسم وجوه لحيونات لطيفة يحببها
وقالت لهم سوف نرى أننا مهما صنعنا من أقنعة ملونة وجميلة تبقى وجوهنا ، بمشاعرها الحقيقية أجمل وأروع
لذا سنتخلص من القناع في الدرس القادم ، أريد أن تعرفوا الفرق بين القناع والوجه الحقيقي
وأنشغل أطفال الصف الرابع , بصنع أقنعة من الورق الملون , بعد أن شرح الدرس الشيق
اقتربت المُدَرِّسَة من التلميذة التي تجلس في المقعد الأمامي على طرفها الإيمن ,
بوجه كما البدر وعينين بنيتين مشعتين , كما لو كان فيهما فانوسين صغيرين وضحاكتين على الخدين الورديين , زاد في فتنتها وجمالها الطفولي ،
أنسدل حرير الشعر على الأكتاف ، وقوس مورد زاد الشعر رقة
لكن مسحة من حزن بعيد المدى ، كانت تغطي الوجه الصغير بمسحة إغريقية غامضة ,
يدها الغضة تجد صعوبة في قص الورق الملون
فاقتربت المُدَرّسَةُ كي تعلمها كيفية القص
ابتسمت الصغيرة لدفء شعرت به , يمتد إليها من يد معلمتها حين مسدت شعرها و
قالت لها : ما رأيك ان نتساعد معا ً
ما اسمك ؟؟
_ شهد يا آنسة ...
ابتسمت المُدَرِّسَة يبدو أنك فنانة ياشهد !!!
واضح من هذه اللوحة في الدفتر أمامي ، وأخذت الورق البرتقالي من أمامها تقصه لها
الصغيرة .. تلاحظ القص بعناية فائقة
حالما انتهت ناولتها الشكل لتكمل بقية الأجزاء الصغيرة
ومن ثم عادت لطاولتها , تكمل قص موضوعها الذي رسمته في البداية , بعد مساعدتها ( لشهد ) ..
نظرت الصغيرة بابتسامة فرحة , وخاطبت مدرستها بحنان وحزن يطفق من ابتسامتها
وقالت : يا آنسة لقد أحببتك كثيرا ، وجهك كوجه أمي الجميل وعيناك كعيناها الملونتين ،
ابتسمت المدرسة وقالت أشكرك حبيبتي أنت فنانة رائعة لنرى كيف ستبدعين ..
ثم أردفت الصغيرة من أي مدينة أنت ياآنسة ؟؟؟
استغربت المدرسة السؤال وقالت خلف سؤالها لا بد شيء كبير تخفيه ،
_ أنا من أرض السنابل ياعزيزتي ،حيث الربيع لا يقاوم ، وحيث السنابل رقصها أفراح
هل والدتك من هناك حبيبتي
_ لا ياآنسة بل والدي ، أنني أعشق تلك الأرض ففيها أنهار كثيرة وزهور ، ملونة تملأ صدر الربيع ....
زرتها مع والدي قبل أسبوع
استغربت المدرسة لم تذكر ذهاب والدتها معهم
_ فسألت ألم تكن ماما معكم ؟
حزنت الصغيرة جدا ً ونظرت للأرض ، وابتسمت بحزن موجع ورفعت نظرها للمُدَرّسَة
وقالت : لا أمي من مدينة يرقد البحر على ثوبها أزرق َرائعا ً ، يهدر بأساطير جميلة ،
فمنذ شهور لم أراها وتنهدت بزفرة , وصل ألمها لصدر المدرسة الشابة موجعا ً مؤثرا ً
واسترسلت متابعة يا آنسة أرجوك ممكن أن تبقي تدرسين الرسم لنهاية العام , لقد أحببتك جدا ً كل ما فيك يشبه أمي وأنت حنونة مثلها ... أرجوك... سكتت برهة
أرجوك أبقي !
إنها فنانة مثلك ترسم اللوحات الزيتية بجمال آخاذ
وتابعت الصغيرة كأنها تشكو همها
أحب أبي كثيرا ً ... سكتت لحظات ... لكني أحب امي أيضا ً وأنا أفتقدها
فقد تخاصمت مع أبي منذ شهور ولم تعد حتى الآن ، وأنا مشتاقة جدا ً لها, لكنها تأبى أن تعود
تشردقت الأحرف بحلقها وصممت فجأة
نظرت نظرة بعيدة وكأنها تسترجع صورة أمها , بينما من حولها كان يتابع بهدوء وحينما سكتت توقف الجميع عن العمل حزنا ً لما قالته
و دمعة كرجت على خد الصغيرة , جعلت الآنسة تسرع إليها تضمها إلى حضنها مواسية
_ لا عليك يا صغيرتي سوف تعود والدتك , وترسمين معها أجمل اللوحات
هل لي بتلفون والدتك عسى ان تصلح الأمور ، يسرني أن أخبرها بأن لديها طفلة فنانة مثلها قريبة جدا ً للقلب
كلمات الصغيرة حفرت بألم أحرفها على قلب المدرسه
رن الجرس معلنا ً أنتهاء الدرس ، حينما أخذت المدرسة تلفون والدتها
بعينين دامعتين نظرت للآنسة
وقالت بود ورجاء
كم اتمنى أن تعود أمي ياآنسة ...!
أتعود أمي إلينا ... ؟؟؟ !! .
رشا السيد أحمد
تعليق