[frame="15 98"]
هيلين تَختَبِىءُ فِي عُشبِ بابـل
بقلم / د. محمد الأسطل
[/frame]بقلم / د. محمد الأسطل
1
وَقتٌ لا ينتَهِي ..
كَقَصِيدةِ شَمسٍِ .. استَطالَ وَجهُها
عَليكَ أن تَرسُمَ شَفَقاً .. وقَدّاً يَلحَسُهُ المَطَر
نَقفٌ وأبارِيقٌ .. تَندَلِق
خِلتُكَ شَعباً من القَطا
تَدربْ أكثر .. على التَّماهِي
كُنْ نهراً .. يَتَدَفَقُ نَحوِي
2
أنا . قَدْ قلتُ لَكْ :
هَذِهِ الغَيداءُ تَشُذُّ عَن الأساطِير
البَحرُ الأبيَضُ .. يَخضَرُّ في عَينَيها
كَيفَ لَنا أنْ نَكسِرَ الأزَلِيَةَ ..
كُلَما احتَجنا إلى رِوايَة ؟!
طاغِيَةٌ هِي الذِّكرى ..
عِندَما تَنسَكِبُ الصَّهباءُ في وَجنَتَيها
3
أيُّها المَسكُونُ بالضِّياءِ : سأتَوِجُكَ بَرقاً ..
في عَينِ المَها .. لتَنقُصَنا السَّماءُ .. هُدهُداً ..
يُرَفرِفُ مِن بَعِيد
يا صَدِيقي : أنتَ مُطَعَمٌ بالسَّهَر
اِخلَعْ النَّومَ وتَسَربَلْ بالشَّفَق
تَعالَ نَنسُجُ من النَّجوى شَرانِق
تَعالَ نُلقِي بالزَّمَنِ الأنِيقِ .. على الخَرِيطَة ..
لِيَجتاحَنا مَوجٌ مُطَرَّزٌ ..
من بَحرِ الشَّمال
مِن أينَ يَبدَؤنا .. المَساءُ ..
والشُّرفَةُ يَمِيسُ عليها .. خَفَرٌ بَتُول ؟!
4
هي جَنَّتانِ غارِقَتانِ في الضِّياءِ ..
عَلى صَهوَةٍ حُبلى بالزَّيزَفُون
تَقَدَّمْ يا زَعفَرانَ تَقَدَّمْ
هُنا تِكرارٌ لِخَطِ الإستِواء
تُفاحٌ أخضَّرٌ .. يَتَلَعثَمُ في فَمي
هيلين تَسكُبُ مَزاياها .. قَطرَةً .. قَطرَة
رَذاذٌ خَفِيفٌ ..
يَتَساقَطُ على تَراتِيلِ طُروادَة
كَلامٌ أقلْ ..
وجَسَدٌ قامَتُهُ شُعاع
مَرحى ..
لِمَنْ نَحَتُوكِ يا عِشتار !
تَفِّرُ العِتمَةُ .. مِن جِلدِها
القُبَّرَةُ تَختَبِىءُ .. في عُشبِ بابل
لا بُدَّ .. أن يَنهَمِرَ المَطَر
إنَهُ الصَّهَدُ .. تَحرُسُهُ اللَّيالي !
على مَسافَةِ .. رَشفَتينِ ..
يخلعُ التَّنُوبُ .. أجراسَه
تَهَدرَجْ يا حَبلَ الوِصال
هَرَبَتْ مِنا الخُطى
أشواقٌ .. تَتَهَجاها الكَمَنجات
لا نَومَ على تَدَرُّجاتِ الصَّهَد
غيمٌ يرصُدُنا احتِمالاتٍ رَطبَة
5
تِينٌ .. يُرضِعُ عُصفُوراً على السِّياج
الأُركيدا تُزَيِّنُ .. ثَغرَها .. بالقَفِّير
غُصنٌ مُشبَعٌ بالسُّكَر
وهذا الصُّبحُ .. يَنْخُلُ صَوتَهُ ..
لِيمنَحَنا الصَّدى
أيُّها الغارِقُ في الكِنايةِ :
لا عَرشاً يَعصِمُكَ مِنَ النَّدى
آوِي إلى مَقعَدٍ خَشَبِي
سَتَعصِفُ بِكَ نَزوَةُ أبريل
هي تَرَكَتْ مَذاقَها.. لِتَمدَحَكْ ..
فأنتَ عاطِفةٌ .. تَنتَهِكُ الفُصُول
6
أنا ..
ما زلتُ .. أبتَسِمُ .. قُربَ نَفسِي
لو كانَ لي أنْ أحُكَ قَلبِي ..
لأخرَجتُ الإنتِظارَ .. مُمَجَّداً بِك
عَليكَ أنْ تَجمَعَ كَلِماتِي المُضَمَّخَةُ بالزُرقَةِ ..
لِتَكتُبَ الصَّلصالَ .. مُمدَّداً كالبَحر
يا أنتَ مُتَبَرعِماً فَوقَ السَّطَر :
هاكَ سِفرَ التَكوِينِ .. لتُورِقَ يَداكَ .. حَتى الصَّباح
كم تَمَنيتُ أن أطبعَكَ .. على كَفِي ..
كقَصفَةِ غارٍ .. تمَنَحَنِي الإنتِشاء
الحِصَصُ الإضافِيَةُ لا تَكفِينا مَوسَقَة
يا سَّيدَ الإيقاعِ .. والمساءاتِ المُشمِسَة :
عبثاً أحاوِلُ ..
أن أُهَدِىءَ .. شَراشِفَ الغِّوايَةِ ..
وتَنَهُداتُ وسائِدِي .. مَحشُوةً بالذِّكرَيات
7
كانَ يَكفِي أن تَنامَ بين ظَهِيرَتَينِ ..
كي لا يكبُرَ .. رَقْمُ بِنطالِك
يا مَن كُنتَ نيزَكاً.. لا تُسرِفَ في التَّشَظِّى
سأغرُسُكَ فِكرَةً .. تَتَطايَرُ .. في خَيالِي ..
لِتَكُونَ عِطراً .. يَلِيقُ .. بِمِعطَفِي
ليتَ المَدى حُرُوفاً مائِيَةً ..
لِنَملأَ البَحرَ .. بالإستِعاراتِ العاشِقَة
شفتايَّ تَكتَنِـزانِ بالحَيرَة
يا صَّدِيقي :
هل .. نحنُ إمتِلاءٌ .. في قِحفَةِ سَراب ..
أم رُبَما .. نَحنُ التَّمَرُدُ .. يُمارِسُ .. كِبرِياءَه ؟!
لا عَلَيك ..
إنَهُ الوَتَرُ .. يُراقِصُ ظِلَهُ ..
أو قدْ يَكُونُ الغَيمُ .. يُمَشِطُ بِركَةً .. مِن الماء
ما زالتْ رائِحَتُكَ عالِقَةً بِذِهنِي
كيفَ لي أن أرَمِمَ فَضاءاتِكَ اليابِسَة ؟!
أنتَ تَتَكَسَّرُ أمامِي .. كَعَبَثٍ ..لا يَقتَرِب
ارفعْ ظِلَكَ .. قَلِيلاً
إنَكَ تطفُو على صَّوتِ القَصِّيدَة
تَمَسَّكْ بِمِقبَضِ اللَّحظَة
قُلْ ماشِّئت
اُهطُلْ إن أردت
أنتَ مِني .. قابَ كَلِمَتينِ أو أدنى ..
أنا أطفَحُ .. بِك
سأغلِقُ النّافِذَة
وَقتٌ لا ينتَهِي ..
كَقَصِيدةِ شَمسٍِ .. استَطالَ وَجهُها
عَليكَ أن تَرسُمَ شَفَقاً .. وقَدّاً يَلحَسُهُ المَطَر
نَقفٌ وأبارِيقٌ .. تَندَلِق
خِلتُكَ شَعباً من القَطا
تَدربْ أكثر .. على التَّماهِي
كُنْ نهراً .. يَتَدَفَقُ نَحوِي
2
أنا . قَدْ قلتُ لَكْ :
هَذِهِ الغَيداءُ تَشُذُّ عَن الأساطِير
البَحرُ الأبيَضُ .. يَخضَرُّ في عَينَيها
كَيفَ لَنا أنْ نَكسِرَ الأزَلِيَةَ ..
كُلَما احتَجنا إلى رِوايَة ؟!
طاغِيَةٌ هِي الذِّكرى ..
عِندَما تَنسَكِبُ الصَّهباءُ في وَجنَتَيها
3
أيُّها المَسكُونُ بالضِّياءِ : سأتَوِجُكَ بَرقاً ..
في عَينِ المَها .. لتَنقُصَنا السَّماءُ .. هُدهُداً ..
يُرَفرِفُ مِن بَعِيد
يا صَدِيقي : أنتَ مُطَعَمٌ بالسَّهَر
اِخلَعْ النَّومَ وتَسَربَلْ بالشَّفَق
تَعالَ نَنسُجُ من النَّجوى شَرانِق
تَعالَ نُلقِي بالزَّمَنِ الأنِيقِ .. على الخَرِيطَة ..
لِيَجتاحَنا مَوجٌ مُطَرَّزٌ ..
من بَحرِ الشَّمال
مِن أينَ يَبدَؤنا .. المَساءُ ..
والشُّرفَةُ يَمِيسُ عليها .. خَفَرٌ بَتُول ؟!
4
هي جَنَّتانِ غارِقَتانِ في الضِّياءِ ..
عَلى صَهوَةٍ حُبلى بالزَّيزَفُون
تَقَدَّمْ يا زَعفَرانَ تَقَدَّمْ
هُنا تِكرارٌ لِخَطِ الإستِواء
تُفاحٌ أخضَّرٌ .. يَتَلَعثَمُ في فَمي
هيلين تَسكُبُ مَزاياها .. قَطرَةً .. قَطرَة
رَذاذٌ خَفِيفٌ ..
يَتَساقَطُ على تَراتِيلِ طُروادَة
كَلامٌ أقلْ ..
وجَسَدٌ قامَتُهُ شُعاع
مَرحى ..
لِمَنْ نَحَتُوكِ يا عِشتار !
تَفِّرُ العِتمَةُ .. مِن جِلدِها
القُبَّرَةُ تَختَبِىءُ .. في عُشبِ بابل
لا بُدَّ .. أن يَنهَمِرَ المَطَر
إنَهُ الصَّهَدُ .. تَحرُسُهُ اللَّيالي !
على مَسافَةِ .. رَشفَتينِ ..
يخلعُ التَّنُوبُ .. أجراسَه
تَهَدرَجْ يا حَبلَ الوِصال
هَرَبَتْ مِنا الخُطى
أشواقٌ .. تَتَهَجاها الكَمَنجات
لا نَومَ على تَدَرُّجاتِ الصَّهَد
غيمٌ يرصُدُنا احتِمالاتٍ رَطبَة
5
تِينٌ .. يُرضِعُ عُصفُوراً على السِّياج
الأُركيدا تُزَيِّنُ .. ثَغرَها .. بالقَفِّير
غُصنٌ مُشبَعٌ بالسُّكَر
وهذا الصُّبحُ .. يَنْخُلُ صَوتَهُ ..
لِيمنَحَنا الصَّدى
أيُّها الغارِقُ في الكِنايةِ :
لا عَرشاً يَعصِمُكَ مِنَ النَّدى
آوِي إلى مَقعَدٍ خَشَبِي
سَتَعصِفُ بِكَ نَزوَةُ أبريل
هي تَرَكَتْ مَذاقَها.. لِتَمدَحَكْ ..
فأنتَ عاطِفةٌ .. تَنتَهِكُ الفُصُول
6
أنا ..
ما زلتُ .. أبتَسِمُ .. قُربَ نَفسِي
لو كانَ لي أنْ أحُكَ قَلبِي ..
لأخرَجتُ الإنتِظارَ .. مُمَجَّداً بِك
عَليكَ أنْ تَجمَعَ كَلِماتِي المُضَمَّخَةُ بالزُرقَةِ ..
لِتَكتُبَ الصَّلصالَ .. مُمدَّداً كالبَحر
يا أنتَ مُتَبَرعِماً فَوقَ السَّطَر :
هاكَ سِفرَ التَكوِينِ .. لتُورِقَ يَداكَ .. حَتى الصَّباح
كم تَمَنيتُ أن أطبعَكَ .. على كَفِي ..
كقَصفَةِ غارٍ .. تمَنَحَنِي الإنتِشاء
الحِصَصُ الإضافِيَةُ لا تَكفِينا مَوسَقَة
يا سَّيدَ الإيقاعِ .. والمساءاتِ المُشمِسَة :
عبثاً أحاوِلُ ..
أن أُهَدِىءَ .. شَراشِفَ الغِّوايَةِ ..
وتَنَهُداتُ وسائِدِي .. مَحشُوةً بالذِّكرَيات
7
كانَ يَكفِي أن تَنامَ بين ظَهِيرَتَينِ ..
كي لا يكبُرَ .. رَقْمُ بِنطالِك
يا مَن كُنتَ نيزَكاً.. لا تُسرِفَ في التَّشَظِّى
سأغرُسُكَ فِكرَةً .. تَتَطايَرُ .. في خَيالِي ..
لِتَكُونَ عِطراً .. يَلِيقُ .. بِمِعطَفِي
ليتَ المَدى حُرُوفاً مائِيَةً ..
لِنَملأَ البَحرَ .. بالإستِعاراتِ العاشِقَة
شفتايَّ تَكتَنِـزانِ بالحَيرَة
يا صَّدِيقي :
هل .. نحنُ إمتِلاءٌ .. في قِحفَةِ سَراب ..
أم رُبَما .. نَحنُ التَّمَرُدُ .. يُمارِسُ .. كِبرِياءَه ؟!
لا عَلَيك ..
إنَهُ الوَتَرُ .. يُراقِصُ ظِلَهُ ..
أو قدْ يَكُونُ الغَيمُ .. يُمَشِطُ بِركَةً .. مِن الماء
ما زالتْ رائِحَتُكَ عالِقَةً بِذِهنِي
كيفَ لي أن أرَمِمَ فَضاءاتِكَ اليابِسَة ؟!
أنتَ تَتَكَسَّرُ أمامِي .. كَعَبَثٍ ..لا يَقتَرِب
ارفعْ ظِلَكَ .. قَلِيلاً
إنَكَ تطفُو على صَّوتِ القَصِّيدَة
تَمَسَّكْ بِمِقبَضِ اللَّحظَة
قُلْ ماشِّئت
اُهطُلْ إن أردت
أنتَ مِني .. قابَ كَلِمَتينِ أو أدنى ..
أنا أطفَحُ .. بِك
سأغلِقُ النّافِذَة
8
لا حِجْرَ لِلوَقتِ ..
حتى أُلَملِمَ عِظامَكَ
تَرَجَّلْ من أخمَصِ أُذُنَيكَ .. لِتَسمَع
الخَيلاءُ تُمَشِّطُ الرِضابَ بِشَفَتَيها
أنتَ ما زلتَ تَركُضَ خَلفِي ..
كَظِلٍ .. مُحَمَلٍ بالحَلوى !
اِصعَدْ مَعِي تَلَّةَ التَّكوِينِ ..
لِنَتَسرَّبَ خِلسَةً .. إلى صَمتِ المَجَرَةِ
هُنالِكَ .. كانَت البِدايَةُ ..
شامَةً تَخجَلُ ..
في أوجِ غِبطَتَها !
& & & &
10 سبتمبر 2011
لا حِجْرَ لِلوَقتِ ..
حتى أُلَملِمَ عِظامَكَ
تَرَجَّلْ من أخمَصِ أُذُنَيكَ .. لِتَسمَع
الخَيلاءُ تُمَشِّطُ الرِضابَ بِشَفَتَيها
أنتَ ما زلتَ تَركُضَ خَلفِي ..
كَظِلٍ .. مُحَمَلٍ بالحَلوى !
اِصعَدْ مَعِي تَلَّةَ التَّكوِينِ ..
لِنَتَسرَّبَ خِلسَةً .. إلى صَمتِ المَجَرَةِ
هُنالِكَ .. كانَت البِدايَةُ ..
شامَةً تَخجَلُ ..
في أوجِ غِبطَتَها !
& & & &
10 سبتمبر 2011
تعليق