هيلين تختبىءُ في عُشبِ بابـل/د.م. الأسطل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د. محمد أحمد الأسطل
    عضو الملتقى
    • 20-09-2010
    • 3741

    هيلين تختبىءُ في عُشبِ بابـل/د.م. الأسطل

    [frame="15 98"]
    هيلين تَختَبِىءُ فِي عُشبِ بابـل

    بقلم / د. محمد الأسطل
    [/frame]

    1
    وَقتٌ لا ينتَهِي ..
    كَقَصِيدةِ شَمسٍِ .. استَطالَ وَجهُها
    عَليكَ أن تَرسُمَ شَفَقاً .. وقَدّاً يَلحَسُهُ المَطَر
    نَقفٌ وأبارِيقٌ .. تَندَلِق
    خِلتُكَ شَعباً من القَطا
    تَدربْ أكثر .. على التَّماهِي
    كُنْ نهراً .. يَتَدَفَقُ نَحوِي
    2
    أنا . قَدْ قلتُ لَكْ :
    هَذِهِ الغَيداءُ تَشُذُّ عَن الأساطِير
    البَحرُ الأبيَضُ .. يَخضَرُّ في عَينَيها
    كَيفَ لَنا أنْ نَكسِرَ الأزَلِيَةَ ..
    كُلَما احتَجنا إلى رِوايَة ؟!
    طاغِيَةٌ هِي الذِّكرى ..
    عِندَما تَنسَكِبُ الصَّهباءُ في وَجنَتَيها
    3
    أيُّها المَسكُونُ بالضِّياءِ : سأتَوِجُكَ بَرقاً ..
    في عَينِ المَها .. لتَنقُصَنا السَّماءُ .. هُدهُداً ..
    يُرَفرِفُ مِن بَعِيد
    يا صَدِيقي : أنتَ مُطَعَمٌ بالسَّهَر
    اِخلَعْ النَّومَ وتَسَربَلْ بالشَّفَق
    تَعالَ نَنسُجُ من النَّجوى شَرانِق
    تَعالَ نُلقِي بالزَّمَنِ الأنِيقِ .. على الخَرِيطَة ..
    لِيَجتاحَنا مَوجٌ مُطَرَّزٌ ..
    من بَحرِ الشَّمال
    مِن أينَ يَبدَؤنا .. المَساءُ ..
    والشُّرفَةُ يَمِيسُ عليها .. خَفَرٌ بَتُول ؟!
    4
    هي جَنَّتانِ غارِقَتانِ في الضِّياءِ ..
    عَلى صَهوَةٍ حُبلى بالزَّيزَفُون
    تَقَدَّمْ يا زَعفَرانَ تَقَدَّمْ
    هُنا تِكرارٌ لِخَطِ الإستِواء
    تُفاحٌ أخضَّرٌ .. يَتَلَعثَمُ في فَمي
    هيلين تَسكُبُ مَزاياها .. قَطرَةً .. قَطرَة
    رَذاذٌ خَفِيفٌ ..
    يَتَساقَطُ على تَراتِيلِ طُروادَة
    كَلامٌ أقلْ ..
    وجَسَدٌ قامَتُهُ شُعاع
    مَرحى ..
    لِمَنْ نَحَتُوكِ يا عِشتار !
    تَفِّرُ العِتمَةُ .. مِن جِلدِها
    القُبَّرَةُ تَختَبِىءُ .. في عُشبِ بابل
    لا بُدَّ .. أن يَنهَمِرَ المَطَر
    إنَهُ الصَّهَدُ .. تَحرُسُهُ اللَّيالي !
    على مَسافَةِ .. رَشفَتينِ ..
    يخلعُ التَّنُوبُ .. أجراسَه
    تَهَدرَجْ يا حَبلَ الوِصال
    هَرَبَتْ مِنا الخُطى
    أشواقٌ .. تَتَهَجاها الكَمَنجات
    لا نَومَ على تَدَرُّجاتِ الصَّهَد
    غيمٌ يرصُدُنا احتِمالاتٍ رَطبَة
    5
    تِينٌ .. يُرضِعُ عُصفُوراً على السِّياج
    الأُركيدا تُزَيِّنُ .. ثَغرَها .. بالقَفِّير
    غُصنٌ مُشبَعٌ بالسُّكَر
    وهذا الصُّبحُ .. يَنْخُلُ صَوتَهُ ..
    لِيمنَحَنا الصَّدى
    أيُّها الغارِقُ في الكِنايةِ :
    لا عَرشاً يَعصِمُكَ مِنَ النَّدى
    آوِي إلى مَقعَدٍ خَشَبِي
    سَتَعصِفُ بِكَ نَزوَةُ أبريل
    هي تَرَكَتْ مَذاقَها.. لِتَمدَحَكْ ..
    فأنتَ عاطِفةٌ .. تَنتَهِكُ الفُصُول
    6
    أنا ..
    ما زلتُ .. أبتَسِمُ .. قُربَ نَفسِي
    لو كانَ لي أنْ أحُكَ قَلبِي ..
    لأخرَجتُ الإنتِظارَ .. مُمَجَّداً بِك
    عَليكَ أنْ تَجمَعَ كَلِماتِي المُضَمَّخَةُ بالزُرقَةِ ..
    لِتَكتُبَ الصَّلصالَ .. مُمدَّداً كالبَحر
    يا أنتَ مُتَبَرعِماً فَوقَ السَّطَر :
    هاكَ سِفرَ التَكوِينِ .. لتُورِقَ يَداكَ .. حَتى الصَّباح
    كم تَمَنيتُ أن أطبعَكَ .. على كَفِي ..
    كقَصفَةِ غارٍ .. تمَنَحَنِي الإنتِشاء
    الحِصَصُ الإضافِيَةُ لا تَكفِينا مَوسَقَة
    يا سَّيدَ الإيقاعِ .. والمساءاتِ المُشمِسَة :
    عبثاً أحاوِلُ ..
    أن أُهَدِىءَ .. شَراشِفَ الغِّوايَةِ ..
    وتَنَهُداتُ وسائِدِي .. مَحشُوةً بالذِّكرَيات
    7
    كانَ يَكفِي أن تَنامَ بين ظَهِيرَتَينِ ..
    كي لا يكبُرَ .. رَقْمُ بِنطالِك
    يا مَن كُنتَ نيزَكاً.. لا تُسرِفَ في التَّشَظِّى
    سأغرُسُكَ فِكرَةً .. تَتَطايَرُ .. في خَيالِي ..
    لِتَكُونَ عِطراً .. يَلِيقُ .. بِمِعطَفِي
    ليتَ المَدى حُرُوفاً مائِيَةً ..
    لِنَملأَ البَحرَ .. بالإستِعاراتِ العاشِقَة
    شفتايَّ تَكتَنِـزانِ بالحَيرَة
    يا صَّدِيقي :
    هل .. نحنُ إمتِلاءٌ .. في قِحفَةِ سَراب ..
    أم رُبَما .. نَحنُ التَّمَرُدُ .. يُمارِسُ .. كِبرِياءَه ؟!
    لا عَلَيك ..
    إنَهُ الوَتَرُ .. يُراقِصُ ظِلَهُ ..
    أو قدْ يَكُونُ الغَيمُ .. يُمَشِطُ بِركَةً .. مِن الماء
    ما زالتْ رائِحَتُكَ عالِقَةً بِذِهنِي
    كيفَ لي أن أرَمِمَ فَضاءاتِكَ اليابِسَة ؟!
    أنتَ تَتَكَسَّرُ أمامِي .. كَعَبَثٍ ..لا يَقتَرِب
    ارفعْ ظِلَكَ .. قَلِيلاً
    إنَكَ تطفُو على صَّوتِ القَصِّيدَة
    تَمَسَّكْ بِمِقبَضِ اللَّحظَة
    قُلْ ماشِّئت
    اُهطُلْ إن أردت
    أنتَ مِني .. قابَ كَلِمَتينِ أو أدنى ..
    أنا أطفَحُ .. بِك
    سأغلِقُ النّافِذَة

    8
    لا حِجْرَ لِلوَقتِ ..
    حتى أُلَملِمَ عِظامَكَ
    تَرَجَّلْ من أخمَصِ أُذُنَيكَ .. لِتَسمَع
    الخَيلاءُ تُمَشِّطُ الرِضابَ بِشَفَتَيها
    أنتَ ما زلتَ تَركُضَ خَلفِي ..
    كَظِلٍ .. مُحَمَلٍ بالحَلوى !
    اِصعَدْ مَعِي تَلَّةَ التَّكوِينِ ..
    لِنَتَسرَّبَ خِلسَةً .. إلى صَمتِ المَجَرَةِ
    هُنالِكَ .. كانَت البِدايَةُ ..
    شامَةً تَخجَلُ ..
    في أوجِ غِبطَتَها !
    & & & &
    10 سبتمبر 2011
    قد أكونُ احتمالاتٍ رطبة
    موقعي على الفيس بوك https://www.facebook.com/doctorastal
    موقع قصيدة النثر العربية https://www.facebook.com/groups/doctorastal/
    Green Moon-مجلة فنون https://www.facebook.com/green.moon.artline
  • سليمى السرايري
    مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
    • 08-01-2010
    • 13572

    #2
    يعود الجمال هنا، ليترك على هذه الصفحة مساحات من الياسمين والعشق الورديّ

    اشتقنا حرفك دكتورنا العزيز

    أحجز مكاني حتى أعود لأعانق روعة الإبداع.


    احترامي وتقديري ، سيّدي

    لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

    تعليق

    • سليمى السرايري
      مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
      • 08-01-2010
      • 13572

      #3
      لا حِجْرَ لِلوَقتِ ..
      حتى أُلَملِمَ عِظامَكَ
      تَرَجَّلْ من أخمَصِ أُذُنَيكَ .. لِتَسمَع
      الخَيلاءُ تُمَشِّطُ الرِضابَ بِشَفَتَيها
      أنتَ ما زلتَ تَركُضَ خَلفِي ..
      كَظِلٍ .. مُحَمَلٍ بالحَلوى !
      اِصعَدْ مَعِي تَلَّةَ التَّكوِينِ ..
      لِنَتَسرَبَ خِلسَةً .. إلى صَمتِ المَجَرَةِ
      هُنالِكَ .. كانَت البِدايَةُ ..
      شامَةً تَخجَلُ ..
      في أوجِ غِبطَتَها !


      ~~~~~
      أيّها الشاعر
      دائما نتسلّل خلسة في صمتنا
      إلى أماكن أكثر اتساعا من هذا الاتّساع
      نبحث دوما عن أرضيّة أكثر راحة وهدوء
      لعلّنا نكبر في الفرح
      لعلّنا نخلق تركيبة جديدة للألوان
      ربّما نمضي في قطار لن يعود
      أو في مركبة تائهة في المحيط
      ونعدّ أسماء الذين أحببناهم
      ورسمناهم نورسا في البال
      سنرحل نعم ،،،،
      إلى أخر نقطة في المجرّة
      ولن يبق غير ظلّنا
      ودندنة في حنجرة متعبة


      ~~~~
      دكتورنا العزيز

      حرفك، يتحوّل بحرا فتغرق كلّ المراكب.

      تقديري
      التعديل الأخير تم بواسطة سليمى السرايري; الساعة 18-09-2011, 13:29.
      لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

      تعليق

      • إيمان عبد الغني سوار
        إليزابيث
        • 28-01-2011
        • 1340

        #4
        د.محمد أحمد الأسطل

        تنهد التوت
        تساقطت الكتب
        حين أخبئت هيلين
        افترستها حدائق بابل
        بقوة البنية والتراكيب ...اختفت السطور قرب خندق الماء
        تنهد التوت من جديد وهو يتفحص العجائب..

        وما انتهـــــى!

        للإبداع حدود ...ولاحدود هنا
        سلم قلمك الفتان أيها الفاضل...دمت بخير

        تحياتي:

        التعديل الأخير تم بواسطة إيمان عبد الغني سوار; الساعة 11-09-2011, 16:04.
        " الحرية هي حقك أن تكون مختلفاً"
        أنا الهذيان وبعـض الوهم حقيقة!

        تعليق

        • آسيا رحاحليه
          أديب وكاتب
          • 08-09-2009
          • 7182

          #5
          قصيدة رائعة .
          تحيتي و إعجابي .
          التعديل الأخير تم بواسطة آسيا رحاحليه; الساعة 11-09-2011, 16:26.
          يظن الناس بي خيرا و إنّي
          لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

          تعليق

          • الهام ابراهيم
            أديب وكاتب
            • 22-06-2011
            • 510

            #6
            الاستاذ الدكتور
            أشفيت حنيننا برائع الكلام والتصوير
            ورويت الظمأ فينا من عذب البوح الجميل
            وأدخلتنا عصور المغامرات على مراكب السندباد
            وعربات بابل وجمال غيمات عشتار
            استاذي الفاضل :
            لقد اشبعت فينا الذائقة الشعرية بدررك المنثورة
            دمت وطاب نهارك



            بك أكبر يا وطني

            تعليق

            • د. محمد أحمد الأسطل
              عضو الملتقى
              • 20-09-2010
              • 3741

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة سليمى السرايري مشاهدة المشاركة
              يعود الجمال هنا، ليترك على هذه الصفحة مساحات من الياسمين والعشق الورديّ



              اشتقنا حرفك دكتورنا العزيز

              أحجز مكاني حتى أعود لأعانق روعة الإبداع.


              احترامي وتقديري ، سيّدي
              أهلا بك أ. سليمى
              شكرا لك على الكلمات التى يفوح من ثناياها الغار
              دائما مكانك محجوز أيتها الشاعرة الأنيقة
              تقديري وصفصافي وأجمل
              قد أكونُ احتمالاتٍ رطبة
              موقعي على الفيس بوك https://www.facebook.com/doctorastal
              موقع قصيدة النثر العربية https://www.facebook.com/groups/doctorastal/
              Green Moon-مجلة فنون https://www.facebook.com/green.moon.artline

              تعليق

              • شيماءعبدالله
                أديب وكاتب
                • 06-08-2010
                • 7583

                #8
                الأستاذ القدير الـ د. محمد الأسطل
                كنت هنا طويلا ولم تسعفني الشابكة المتعبة في بلد متعب لأضع بصمة إعجاب تليق لهذه القصيدة التي غزلْتها من خيوط الشمس فالتحفت بوميض يبرق ألقا وجمالا
                إعجابي االكبير لهذه الرائعة وقطوفها الدانية
                سلم اليراع ودام
                تحية تليق
                مع فائق التقدير

                تعليق

                • سائد ريان
                  رئيس ملتقى فرعي
                  • 01-09-2010
                  • 1883

                  #9

                  الأستاذ د. محمد أحمد الأسطل
                  القمر الذي تغبطه النجوم


                  هنا كان وما يزال وسيبقى الألق والروعة ......
                  ما أزهى ما قرأت هنا

                  ثمانية وعشرون حرفا ثائرا .. اسطّفوا نثراً رفيعا .. بيراع فارس القصيدة ..

                  كل الإحترام لك
                  وأجمل باقات الياسمين بين يديك

                  من قلبي
                  تحياتي ومحبتي

                  تعليق

                  • مالكة حبرشيد
                    رئيس ملتقى فرعي
                    • 28-03-2011
                    • 4544

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة د. محمد أحمد الأسطل مشاهدة المشاركة
                    [frame="15 98"]
                    هيلين تَختَبِىءُ فِي عُشبِ بابـل


                    بقلم / د. محمد الأسطل
                    [/frame]

                    1
                    وَقتٌ لا ينتَهِي ..
                    كَقَصِيدةِ شَمسٍِ .. استَطالَ وَجهُها
                    عَليكَ أن تَرسُمَ شَفَقاً .. وقَدّاً يَلحَسُهُ المَطَر
                    نَقفٌ وأبارِيقٌ .. تَندَلِق
                    خِلتُكَ شَعباً من القَطا
                    تَدربْ أكثر .. على التَّماهِي
                    كُنْ نهراً .. يَتَدَفَقُ نَحوِي
                    2
                    أنا .. قدْ قلتُ لَكْ :
                    هَذِهِ الغَيداءُ تَشُذُّ عَن الأساطِير
                    البَحرُ الأبيَضُ .. يَخضَرُّ في عَينَيها
                    كَيفَ لَنا أنْ نَكسِرَ الأزَلِيَةَ ..
                    كُلَما احتَجنا إلى رِوايَة ؟!
                    طاغِيَةٌ هِي الذِّكرى ..
                    عِندَما تَنسَكِبُ الصَّهباءُ في وَجنَتَيها
                    3
                    أيُّها المَسكُونُ بالضِّياءِ : سأتَوِجُكَ بَرقاً ..
                    في عَينِ المَها .. لتَنقُصَنا السَّماءُ .. هُدهُداً ..
                    يُرَفرِفُ مِن بَعِيد
                    يا صَدِيقي : أنتَ مُطَعَمٌ بالسَّهَر
                    اِخلَعْ النَّومَ وتَسَربَلْ بالشَّفَق
                    تَعالَ نَنسُجُ من النَّجوى شَرانِق
                    تَعالَ نُلقِي بالزَّمَنِ الأنِيقِ .. على الخَرِيطَة ..
                    لِيَجتاحَنا مَوجٌ مُطَرَّزٌ ..
                    من بَحرِ الشَّمال
                    مِن أينَ يَبدَؤنا .. المَساءُ ..
                    والشُّرفَةُ يَمِيسُ عليها .. خَفَرٌ بَتُول ؟!
                    4
                    هي جَنَّتانِ غارِقَتانِ في الضِّياءِ ..
                    عَلى صَهوَةٍ حُبلى بالزَّيزَفُون
                    تَقَدَّمْ يا زَعفَرانَ تَقَدَّمْ
                    هُنا تِكرارٌ لِخَطِ الإستِواء
                    تُفاحٌ أخضَّرٌ .. يَتَلَعثَمُ في فَمي
                    هيلين تَسكُبُ مَزاياها .. قَطرَةً .. قَطرَة
                    رَذاذٌ خَفِيفٌ ..
                    يَتَساقَطُ على تَراتِيلِ طُروادَة
                    كَلامٌ أقلْ ..
                    وجَسَدٌ قامَتُهُ شُعاع
                    مَرحى ..
                    لِمَنْ نَحَتُوكِ يا عِشتار !
                    تَفِّرُ العِتمَةُ .. مِن جِلدِها
                    القُبَّرَةُ تَختَبِىءُ .. في عُشبِ بابل
                    لا بُدَّ .. أن يَنهَمِرَ المَطَر
                    إنَهُ الصَّهَدُ .. تَحرُسُهُ اللَّيالي !
                    على مَسافَةِ .. رَشفَتينِ ..
                    يخلعُ التَّنُوبُ .. أجراسَه
                    تَهَدرَجْ يا حَبلَ الوِصال
                    هَرَبَتْ مِنا الخُطى
                    أشواقٌ .. تَتَهَجاها الكَمَنجات
                    لا نَومَ على تَدَرُّجاتِ الصَّهَد
                    غيمٌ يرصُدُنا احتِمالاتٍ رَطبَة
                    5
                    تِينٌ .. يُرضِعُ عُصفُوراً على السِّياج
                    الأُركيدا تُزَيِّنُ .. ثَغرَها .. بالقَفِّير
                    غُصنٌ مُشبَعٌ بالسُّكَر
                    وهذا الصُّبحُ .. يَنْخُلُ صَوتَهُ ..
                    لِيمنَحَنا الصَّدى
                    أيُّها الغارِقُ في الكِنايةِ :
                    لا عَرشاً يَعصِمُكَ مِنَ النَّدى
                    آوِي إلى مَقعَدٍ خَشَبِي
                    سَتَعصِفُ بِكَ نَزوَةُ إبريل
                    هي تَرَكَتْ مَذاقَها.. لِتَمدَحَكْ ..
                    فأنتَ عاطِفةٌ .. تَنتَهِكُ الفُصُول
                    6
                    أنا ..
                    ما زلتُ .. أبتَسِمُ .. قُربَ نَفسِي
                    لو كانَ لي أنْ أحُكَ قَلبِي ..
                    لأخرَجتُ الإنتِظارَ .. مُمَجَّداً بِك
                    عَليكَ أنْ تَجمَعَ كَلِماتِي المُضَمَّخَةُ بالزُرقَةِ ..
                    لِتَكتُبَ الصَّلصالَ .. مُمدَّداً كالبَحر
                    يا أنتَ مُتَبَرعِماً فَوقَ السَّطَر :
                    هاكَ سِفرَ التَكوِينِ .. لتُورِقَ يَداكَ .. حَتى الصَّباح
                    كم تَمَنيتُ أن أطبعَكَ .. على كَفِي ..
                    كقَصفَةِ غارٍ .. تمَنَحَنِي الإنتِشاء
                    الحِصَصُ الإضافِيَةُ لا تَكفِينا مَوسَقَة
                    يا سَّيدَ الإيقاعِ .. والمساءاتِ المُشمِسَة :
                    عبثاً أحاوِلُ ..
                    أن أُهَدِىءَ .. شَراشِفَ الغِّوايَةِ ..
                    وتَنَهُداتُ وسائِدِي .. مَحشُوةً بالذِّكرَيات
                    7
                    كانَ يَكفِي أن تَنامَ بين ظَهِيرَتَينِ ..
                    كي لا يكبُرَ .. رَقْمُ بِنطالِك
                    يا مَن كُنتَ نيزَكاً.. لا تُسرِفَ في التَّشَظِّى
                    سأغرُسُكَ فِكرَةً .. تَتَطايَرُ .. في خَيالِي ..
                    لِتَكُونَ عِطراً .. يَلِيقُ .. بِمِعطَفِي
                    ليتَ المَدى حُرُوفاً مائِيَةً ..
                    لِنَملأَ البَحرَ .. بالإستِعاراتِ العاشِقَة
                    شفتايَّ تَكتَنِـزانِ بالحَيرَة
                    يا صَّدِيقي :
                    هل .. نحنُ إمتِلاءٌ .. في قِحفَةِ سَراب ..
                    أم رُبَما .. نَحنُ التَّمَرُدُ .. يُمارِسُ .. كِبرِياءَه ؟!
                    لا عَلَيك ..
                    إنَهُ الوَتَرُ .. يُراقِصُ ظِلَهُ ..
                    أو قدْ يَكُونُ الغَيمُ .. يُمَشِطُ بِركَةً .. مِن الماء
                    ما زالتْ رائِحَتُكَ عالِقَةً بِذِهنِي
                    كيفَ لي أن أرَمِمَ فَضاءاتِكَ اليابِسَة ؟!
                    أنتَ تَتَكَسَّرُ أمامِي .. كَعَبَثٍ ..لا يَقتَرِب
                    ارفعْ ظِلَكَ .. قَلِيلاً
                    إنَكَ تطفُو على صَّوتِ القَصِّيدَة
                    تَمَسَّكْ بِمِقبَضِ اللَّحظَة
                    قُلْ ماشِّئت
                    اُهطُلْ إن أردت
                    أنتَ مِني .. قابَ كَلِمَتينِ أو أدنى ..
                    أنا أطفَحُ .. بِك
                    سأغلِقُ النّافِذَة

                    8
                    لا حِجْرَ لِلوَقتِ ..
                    حتى أُلَملِمَ عِظامَكَ
                    تَرَجَّلْ من أخمَصِ أُذُنَيكَ .. لِتَسمَع
                    الخَيلاءُ تُمَشِّطُ الرِضابَ بِشَفَتَيها
                    أنتَ ما زلتَ تَركُضَ خَلفِي ..
                    كَظِلٍ .. مُحَمَلٍ بالحَلوى !
                    اِصعَدْ مَعِي تَلَّةَ التَّكوِينِ ..
                    لِنَتَسرَبَ خِلسَةً .. إلى صَّمتِ المَجَرَةِ
                    هُنالِكَ .. كانَت البِدايَةُ ..
                    شامَةً تَخجَلُ ..
                    في أوجِ غِبطَتَها !
                    & & & &
                    10 سبتمبر 2011

                    مساء الخير استاذ محمد الاسطل

                    ملحمة ما قرات هنا سيدي
                    وحده الصمت يجيد التعبير
                    في حضرة هذا الجمال
                    مودتي وكل التقدير

                    تعليق

                    • د. محمد أحمد الأسطل
                      عضو الملتقى
                      • 20-09-2010
                      • 3741

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة سليمى السرايري مشاهدة المشاركة
                      لا حِجْرَ لِلوَقتِ ..

                      حتى أُلَملِمَ عِظامَكَ
                      تَرَجَّلْ من أخمَصِ أُذُنَيكَ .. لِتَسمَع
                      الخَيلاءُ تُمَشِّطُ الرِضابَ بِشَفَتَيها
                      أنتَ ما زلتَ تَركُضَ خَلفِي ..
                      كَظِلٍ .. مُحَمَلٍ بالحَلوى !
                      اِصعَدْ مَعِي تَلَّةَ التَّكوِينِ ..
                      لِنَتَسرَبَ خِلسَةً .. إلى صَمتِ المَجَرَةِ
                      هُنالِكَ .. كانَت البِدايَةُ ..
                      شامَةً تَخجَلُ ..
                      في أوجِ غِبطَتَها !


                      ~~~~~
                      أيّها الشاعر

                      دائما نتسلّل خلسة في صمتنا
                      إلى أماكن أكثر اتساعا من هذا الاتّساع
                      نبحث دوما عن أرضيّة أكثر راحة وهدوء
                      لعلّنا نكبر في الفرح
                      لعلّنا نخلق تركيبة جديدة للألوان
                      ربّما نمضي في قطار لن يعود
                      أو في مركبة تائهة في المحيط
                      ونعدّ أسماء الذين أحببناهم
                      ورسمناهم نورسا في البال
                      سنرحل نعم ،،،،
                      إلى أخر نقطة في المجرّة
                      ولن يبق غير ظلّنا
                      ودندنة في حنجرة متعبة


                      ~~~~
                      دكتورنا العزيز

                      حرفك، يتحوّل بحرا فتغرق كلّ المراكب.

                      تقديري

                      أيتها الشاعرة الراقية
                      طاب يومي بتواجدك الجميل
                      الذكرى طاغية ومستبدة
                      هي ترتشفنا ليفيض منا العطش
                      هي تترك الجرف يغرق على سجيته في غضب النهر
                      كم تمنيت أن أرسم التماهي بلون الإندياح ..
                      علني أنهض كنتوءات زيتية على جدار يبتسم
                      لك أنت شتائل غار وفراش يطير
                      شكري وأجمل
                      قد أكونُ احتمالاتٍ رطبة
                      موقعي على الفيس بوك https://www.facebook.com/doctorastal
                      موقع قصيدة النثر العربية https://www.facebook.com/groups/doctorastal/
                      Green Moon-مجلة فنون https://www.facebook.com/green.moon.artline

                      تعليق

                      • عبير هلال
                        أميرة الرومانسية
                        • 23-06-2007
                        • 6758

                        #12
                        قصيدة نثرية بديعة

                        خطتها أناملك الوردية

                        أديبنا وشاعرنا القدير

                        د. محمد الأسطل

                        كنتُ هنا لأسجل إعجابي

                        الكبير بقلمك الفاخر

                        لك مني أرق تحياتي

                        وأعطرها
                        sigpic

                        تعليق

                        • د. محمد أحمد الأسطل
                          عضو الملتقى
                          • 20-09-2010
                          • 3741

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة إيمان عبد الغني مشاهدة المشاركة
                          د.محمد أحمد الأسطل


                          تنهد التوت
                          تساقطت الكتب
                          حين أخبئت هيلين
                          افترستها حدائق بابل
                          بقوة البنية والتراكيب ...اختفت السطور قرب خندق الماء
                          تنهد التوت من جديد وهو يتفحص العجائب..

                          وما انتهـــــى!

                          للإبداع حدود ...ولاحدود هنا
                          سلم قلمك الفتان أيها الفاضل...دمت بخير

                          تحياتي:


                          الأديبة إيمان عبد الغني
                          طاب يومك
                          أهلا بتواجدك وتفاعلك الجميل
                          شكرا لك على الكلمات الطيبة
                          تقديري وأبعد
                          قد أكونُ احتمالاتٍ رطبة
                          موقعي على الفيس بوك https://www.facebook.com/doctorastal
                          موقع قصيدة النثر العربية https://www.facebook.com/groups/doctorastal/
                          Green Moon-مجلة فنون https://www.facebook.com/green.moon.artline

                          تعليق

                          • حكيم الراجي
                            أديب وكاتب
                            • 03-11-2010
                            • 2623

                            #14
                            أستاذي الغالي / د. محمد أحمد الأسطل
                            تعلم كم أعشق حرفك الرشيق وهو يتهادى على السطور برقة وعذوبة .. يمنحنا حق الذهول عن غيره ويسقينا دهشة تستولي علينا وطرا من ليل ونتمنى أن لا نفيق ..
                            شكرا لهذا الجمال صديقي العزيز ..
                            محبتي واكثر
                            [flash= http://www.almolltaqa.com/upload//up....gif]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash]

                            أكتب الشعر لا ليقرأه المهووسون بالجمال
                            بل أكتب لأوثق انهيارات القُبــــح ..



                            تعليق

                            • د. محمد أحمد الأسطل
                              عضو الملتقى
                              • 20-09-2010
                              • 3741

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة آسيا رحاحليه مشاهدة المشاركة
                              قصيدة رائعة .
                              تحيتي و إعجابي .
                              الأستاذة الأديبة آسيا رحاحلية
                              أهلا بك وبتواجدك العزيز
                              شكرا لك مع التقدير
                              احترامي وأبعد
                              قد أكونُ احتمالاتٍ رطبة
                              موقعي على الفيس بوك https://www.facebook.com/doctorastal
                              موقع قصيدة النثر العربية https://www.facebook.com/groups/doctorastal/
                              Green Moon-مجلة فنون https://www.facebook.com/green.moon.artline

                              تعليق

                              يعمل...
                              X