ليلى و البريء -رواية-

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نجيب السعداوي
    عضو الملتقى
    • 29-03-2008
    • 32

    ليلى و البريء -رواية-

    كلمة أولى:
    هذه مشاركتي الأولى و لقد اخترت أن أنشر هنا رواية طويلة....طويلة جدا....و إنني من البداية أقول بأنّ كاتب الرواية هو نجيب السعداوي و ليس نجيب محفوظ،و نجيب السعداوي ليس إلا طفل في في عالم الكتابة،أقصد أنّه مازال في بداياته فمرحبا بكلّ ملاحظاتكم ...


    الجزء الأوّل:رسائل إلى أجمل أخت في الدنيا
    تقديم
    الماضي آلام و أحزان...أنا كنت أقاوم أحزاني بالقلم...كم من دموع سكبتها على الورق...كنت أقاوم آلامي بالكتابة و الأحلام...حين جاءت التي عشت عمري أحلم بها...لم أعد أكتب لنفسي...أصبحت أكتب لها...كم من كلمات كتبتها لها...حين أحسست أنّ أحلامي تموت مرضت و عشت أتعس أيّام حياتي...
    ...و بعد...و بعد ها أنا أقاوم آلامي و أحزاني ...أقاومها بكلّ بطولة و رجولة...سأنتصر ...أكيد أنا سأنتصر...برغم عمق الجرح سأنتصر... سأنتصر ...فقط ساعديني أنت يا أعزّ الناس...يا أختي يا ريم...
    ريم...هذه رسائل سأكتبها لك...لكنّ البريد لن يحملها إليك...كم أتمنّى لو أتحدّى الخجل و أبعث بها إليك...
    ريم ...هي كلمات أكتبها كلّما استبدّ بي الهم ثمّ أدفنها في ذلك الصندوق و عندما أموت سيقرؤونها فيندمون لأنّهم لم يحاولوا أبدا فهمي...


















    الرسالة الأولى
    أختي ريم...هل أستطيع أن أقول إنّه يوم جميل...هو يوم جميل لأنني رأيت فيه أخي الغالي رامي...إنّه يوم جميل جدا لأنني رأيت فيه أختي الحبيبة ريم....
    المساء كان جميلا جدا...أمّا الصباح فقد كان حزين...كامل الصباح و نحن في السوق...كانت سميرة تختار و كنت أنا غارق في الأحزان...إنّها لا تستشير زوجها...و إنني قد تذكرت ليلى...ذكريات...كناّ اثنين..ثالثتنا سندس...أختها التي كانت كأنّها أختي...كانت هي ليلى تصرّ بكلّ حنان على أن أختار معها...و إنّها قد رفضت مطلقا الإهتمام بالملابس الغالية...كان ذلك في بداية قصّتنا....كم كانت رائعة ذلك المساء...كم ضحكنا للحياة...كم مزحنا مع بعضنا...كم كنّا منسجمين مع بعضنا...كيف انقلبت عليّ و لماذا انقلبت عليك...لماذا...انهضي و انطقي ما ذنبي عندك...لقد أحببتك كما لن يعشقك أحد في الدنيا...فلماذا انقلبت عليّ...انهضي و انطقي...ما ذنبي عندك...إنني إلى يومنا هذا لا أصدّق أنّك رحلت حقا...أحسّ أنّك ستعودين يوما ما...بل و أنني أنتظر رسالة منك...و أسأل موزّع البريد هل عنده رسالة لي...و عندما يجيبني بأن لا...يغمرني فيض ألم...و يصيح بي صوت ساخر أن ليلى قد رحلت....يقول لي ...رحلت التي كانت تراسلك...و أنت الآن وحيدا في الحياة...وحدي...آه يا وحدي...آه يا وحدتي التي ستدمّرني...
    الآن لا رسائل يأتي بها موزّع البريد فتملأني فرحا و عشقا للحياة...إنّها الحقيقة المرّة التي أرفض أن أصدّقها...ثمانية و ثلاثون يوما و لا رسالة منها ...فلابدّ أنّها قد ماتت حقّا....
    ريم يا أختي....هذيان...هذيان لو أحكيه للناس لأعلنوا إنني قد فقدت عقلي و إنني لا أدر لماذا اليوم لا تقع في يدي إلاّ أخبار الموت...صباحا في الجريدة قصة صبية مات خطيبها فلم تتحمل الصدمة و اعتزلت الناس....حين أفاقت من صدمتها و أرادت الرجوع إلى الحياة... رفضها الناس و تهامسوا بأنّها مجنونة... و إنني أقرأ رواية والد حمل ابنته المريضة إلى بريطانيا...إنّها طفلة صغيرة جميلة أعلن الطبيب أنّها في الطريق إلى الموت...صدم الأب...لكنّه مثّل على ابنته أبرع تمثيل...كانت هي تحك له أحلامها و تريد أن تشفى سريعا لتعود إلى سوريا قبل انطلاق الدراسة... تقول إنّها تريد أن تعود قبل أن يضيع المستقبل... و الوالد البطل الذي يعلم أنّ كلّ الحياة ستضيع يحلم معها و يكذب عليها و حين يحسّ أنّ الدموع ستفضح كذبته و إنّه لم يعد يستطيع أن يقاوم يهرب من أمامها...رواية حزينة جدا يا ريم يا أختي...أمّا الحكاية الثالثة وجدتها في مجلة العربي... هي حكاية امرأة مات زوجها و رفضت أن تصدّق أنّه قد مات...إنّها دائما تصرّ على أنّه سيعود يوما ما...حكايات و غرائب ليس فيها و لا غريبة مثل غريبتي...إنّني إلى يومنا هذا لا أفهم ما الذي يجعل طفلة خطيبها يحبّها ترحل عن الحياة...الناس يقولون و يزعمون بأنّه وراء الإنتحار فضيحة
    و خيانة...لكم تمنّيت لو أستطيع أن أدافع عن ليلى و أقول عنها أنّها فوق
    الشبهات...إنني لا أستطيع لأنني في سنة النحس هذه عانيت عذاب الشكّ...
    يا ربّ هل أنّ ليلى خائنة...و لماذا الخيانة ؟ هل لأنني أحببتها بكلّ صدق ؟
    هل لأنّها لا تحبّني ؟ إذا كانت لا تحبّني فلماذا إلى آخر لحظة تعانقني و تعاهدني على أنّ الحبّ لن يموت في قلبها أبدا...لماذا إلى آخر لحظة تعدني أنّها ستخلّصني من جحيم الحياة ...ملايين الأسئلة تحاصرني و أهرب منها إلى القصص و الروايات...أهرب و أجدها تلاحقني...
    ريم ...أعزّ أصدقائي اسمه مصطفى و أوّل أمس سألني :ً هل قدّمت لك فتاتك الراحلة تضحية ما ً فأجبته و كلّي خجل من نفسي ً لا...و كلّ ما أعطته لي ليلى هو كلمات حلوة و لمسات حنونة و وعود كبيرة.... ً و إنّه
    حتى الوعود كم من مرّة أخلفتها...و إنّها لحظات قبل رحيلها رأوها تحك مع
    صعلوك...الشكّ...على أنني يا ريم يا أختي لا أستمرّ في شكوكي...و
    سرعان ما ألعن عقلي لأنّه اتهم ليلى بالخيانة...سرعان ما أقول ليلى طاهرة
    بريئة و كلّ ما في الأمر أنّها غضبت عليّ إلى حدّ الإنتحار....و يا لكلّ الآلام التي أحسّ بها أحسّ إنني أنا القاتل...أنا المجرم الاثم....وقتها أحسّ بالحقد على نفسي و الحبّ الكبير لليلى...أناديها...أعاتبها...أقول لها يا كم تخاصمنا و يا كم تصالحنا...لماذا لم تصبري...لو صبرت لتصالحنا اللقاء القادم...اللقاء القادم يا ليته يكون في الجنّة...لو يكون في الجنّة سأعانقك كما
    لم أعانقك أبدا...سأصيح أحبّك...ستضحكين تلك الضحكة الملائكية و تهمسين لي أحبك يا ولهاني يا غالي(ريم أعترف لك بأنّ الدموع غمرتني
    فتوقّفت عن الكتابة و ذهبت لأتفرّج على ألبوم الصور...صورنا....)
    ....يا لكلّ الذكريات التي ليت الحياة تعود إليها ولأنّ الحياة لن تعود إليها فالمستقبل مظلم و مخيف...ريم...يا أختي يا أعزّ الناس...في مكالمتك الأخيرة تحدّثت لأوّل مرّة عن المستقبل...ماذا في المستقبل؟ أنا لآ أبصر شيئا لأنّ الظلام يحاصرني و جراحي تطاردني...أسمعي يا ريم...كلّ ما أريده من المستقبل أن تبقين أختي...خائف أن أخسرك لأنني أحسّ بأنّه هناك من يحارب آمالي و يريد تجفيف كلّ منابع الفرح في حياتي...

    تصبحين على خير يا أختي يا أعزّ الناس....
يعمل...
X