هلوسة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • زياد هديب
    عضو الملتقى
    • 17-09-2010
    • 800

    هلوسة

    كانت قرطُبَةُ تُشعِلُ المصابيح
    فترى ولّادةَ شاحبةً
    تقرؤ ( ..الخطباء أولى بالتقديم،لكني إلى الشعراء شواق )
    كان السيفُ في حقيبة الحبيب
    أنهكها كرسِيُّ الاعترافِ
    فألقت سِلالاً من رماد
    عظُمَ الشّانُ..
    وأنا في باحة القصر
    أكتب صفحتي الأخيرة بالخط الكوفي
    كما علمتني الجواري
    أحفظُ المزاميرَ
    و (في البدء كانت الكلمة )
    انام بين الفتيل والزيت
    وتحلم ُ أمّي..
    بأنَّ الشمسَ انجَبَت قمرا
    أدركتُ طالعها
    في بداية العقلِ..جنونِ الفلاسفة
    كانت الأرضُ تلفُظُني كلَّما حشرتُ حروفي واقفةً للذَّبح
    كنت أعلمُ أن القناديلَ تخبئُ الظِّلال
    كانت العتمة تسعى
    ولم أكن ساحراً
    أيتها القبابُ الواقفةُ على رخامٍ شاهقٍ
    كم أهلكتِ...فجورا؟
    أيدي قطَّعها عرق جفَّ في أقاصي الأرض؟
    كم بيتاً من الشعر..أشعل قلوب العذارى
    قبل أن ينفدَ الزَّيت؟
    أيها الماء المُقَرَّحُ في نوافيرِ دمشقَ
    كف حالكَ الآن؟
    كيف انتزعتَ الخمرَ من السّواقي
    فظنّوك..أن رُفِعَ عنكَ القلم؟
    ماجوا فانهمرت باكياً دونما طلل
    ..واعفُ عن كثير
    إنما هي رائحةُ السُّمِّ تتبعك
    قريباً..سنجهل طقوس الرثاء
    ستكون بارداً، كرياح الجبال في رئتيكَ
    كعنقود عنبِ توضّأَ ..ولم يُصَل
    كآخرِ قنديلٍ..لفظَ انفاسَهُ الاخيرة
    حينها..
    قرأتُ المزامير..لأنَّ جارنا كان يُرددها مبتسماً
    قرأت ( أبانا الذي في السماء ..)
    ..وقرأتُ ( وما ظَلَمناهُمْ ولكنْ كانوا أنفُسَهُمْ يَظلِمون )
    ....
    يا حاجبَ الشّمسِ المُطِلِّ على خجل
    هذي القصورُ تبدَّدت
    فكأنَّ خاتمة الدُّجى
    مرَّت بلمحِكّ والنُّجومُ على عجلْ
    ..كنتُ آخرَ المنبوذين
    في لائحة المحاكم
    كانت بلادُ الرّيفِ على مرمى شراع
    كان القنديلُ متشبثاً بيدي
    وطليطلةُ ..أبعَدَ من بقايا الكتب
    يالدمِنا المهدور
    تَصلبنا الرّيحُ على وترٍ خامس
    فنعومُ على وجه الفرات حروف هجاء
    تلدَغُنا أخرُ الفِتَنِ
    فنخَبِّئُ في الجِرار قصائدَ المديح
    ريثما يعود ( محي الدين )من رحلته الطَّويلة
    ويُصلبُ الحجّاجُ ( أنا الحقُّ )
    لمن كلُّ هذه المراثي؟
    للملحِ بدل الحنّاء؟
    أم لحسناء تُمشِّطُ صبيّاً أفريقياً
    ولا تنهر كلباً إسمُه ( الماء )؟
    انا آخر الورّاقين في سوقٍ النَّخاسة
    أحببت كل العواصم
    رطنتُ بكل لغات البرتقال
    زجاجٌ معَشَّق
    بطاقةُ التّموين
    قائمةُ الانتظار
    هناك شعر لم نقله بعد
  • فوزي سليم بيترو
    مستشار أدبي
    • 03-06-2009
    • 10949

    #2
    لقد استمتعت أخي العزيز زياد هديب بقراءة هذه القصيدة
    بدءا من قرطبة وإشعال المصابيح
    مرورا بكرسي الإعتراف وبالخط الكوفي وبالجواري والمزامير
    وبتحلم أمي وبقلوب العذارى ونوافير دمشق
    وأبانا الذي في السموات
    بطليطلة والوتر الخامس
    الحجاج وأسواق النخاسة
    وكم كنت رائعا مع لغة البرتقال
    وقائمة الإنتظار
    كان ختامها مسك
    فعلا استمتعت ، وكل الشكر لك
    فوزي بيترو

    تعليق

    • محمد مثقال الخضور
      مشرف
      مستشار قصيدة النثر
      • 24-08-2010
      • 5517

      #3
      أستاذنا الحبيب

      هذه قطعة فنية راقية
      رائعة وعظيمة
      وظفت التاريخ والجغرافيا
      لتقدم طبقا شهيا من الفكر والفن والذوق الرفيع

      أجمل تحية

      تعليق

      يعمل...
      X