مقالات منقولة للثقافة والمتعة..والنقاش لو أمكن!؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد سليم
    سـ(كاتب)ـاخر
    • 19-05-2007
    • 2775

    مقالات منقولة للثقافة والمتعة..والنقاش لو أمكن!؟

    تشومسكي‏:‏ ورطة أمريكية في مواجهة الثورة المصرية
    وراء الأحداث‏:‏ شريف الغمري‏:‏


    مازالت الثورة في مصر تحتل جانبا كبيرا من المناقشات والحوارات
    سواء من خلال مؤسسات الفكر أو البرامج التليفزيونية في الدول الغربية‏,‏


    ويتفق معظم المشاركين فيها علي القول إن الثورة في مصر مهما كانت المشاكل التي تمر بها تمثل أروع صورة في التاريخ الحديث لثورة شعب خرج إلي الشوارع للمطالبة بالتغيير سلميا حتي نجحوا في تحقيقها.
    ومن بين الشخصيات التي دارت معها حوارات حول ثورة مصر المفكر الأمريكي البروفسير ناعوم تشومسكي الذي ظهر في برنامج علي شبكة تليفزيون' بريس تي في' حيث أكد أن مصر دولة مهمة للغاية ولها تاريخ طويل ومثير للاهتمام, وكان يمكن لمصر أن تشهد ثورة صناعية في القرن التاسع عشر يجعلها في مصاف الدول المتقدمة, لكن الظروف الدولية المحيطة بها وسيطرة بريطانيا عليها حال دون حدوث ذلك.
    وفي رأي تشومسكي أن الدول الغربية ومنها الولايات المتحدة والحلفاء الأوروبيون سوف يبذلون كل ما في وسعهم لمنع ازدهار ديمقراطية حقيقية في مصر يمكن أن تصل بها إلي مصاف الدول المتقدة صناعيا........................
    لذلك يجب علينا جميعا كمصريين معروفين بصلابتهم في مواجهة أصعب الظروف أن نمنع المخطط الغربي والعمل من أجل ازدهار مصر. فمن الممكن أن يلجأ الغرب إلي بعض الإجراءات المعوقة للقدرات الوطنية للتقدم, فمثلا مازالت مصر تعتمد في احتياجاتها الغذائية علي الاستيراد من الخارج, ولكي نعالج هذه المشكلة فإننا نحتاج الي خبرات الدول المتقدمة لمساعدتنا علي تحقيق الاكتفاء الذاتي, ولا شك أن الدول الغربية لديها كثير من الوسائل لعرقلة هذا الهدف كما أن قدرة مصر علي التصنيع تعتمد أيضا علي الإستفادة من خبرات وآلات ومواد أولية الكثير منها تملكه الدول المتقدمة والتي تستطيع أن تمنع وصول بعض المواد التي تسهل التقدم الصناعي السريع, لكن ذلك يمكن مواجهته عن طريق الاعتماد علي الخبرات العلمية الوطنية داخل مصر ولدينا الكثيرون من العلماء الذين يستطيعون أن يساعدوا علي تحقيق الهدف الوطني في التقدم الصناعي والزراعي والعلمي بما يفوت علي الدول الكبري قدرتها علي الضغط لإبطاء التقدم في مصر وهذا هو الطريق الذي سارت فيه دول في آسيا وأمريكا اللاتينية حققت لنفسها التقدم الصناعي والزراعي.
    وتحدث تشومسكي عن الفترة القصيرة التي سبقت ثورة25 يناير ودور القوي السياسية في دفع الأحداث في اتجاه الثورة إبتداء من عام2008, وبالرغم من حملة الاضطهاد التي قامت بها حكومة مبارك ضد القوي السياسية إلا أنها لم تنكسر واستطاعت مع مجموعات أخري من الشباب أن تشغل الثورة في مصر.
    ويقول تشومسكي عن موقف الولايات المتحدة
    أن الحكومة الأمريكية ظلت تساند ديكتاتورية مبارك حتي أخر لحظة إلي أن تأكد سقوط النظام ونجاح الثورة...وتحدث تشومسكي عن النظرية التي كانت تروج لها الولايات المتحدة وهي أنها تفضل الاستقرار في البلاد العربية, وفي رأيه أن الاستقرار الذي كانت تقصده كان يعني الخضوع للسيطرة الأمريكية وهو ما كان يمثله بقوة نظام حكم مبارك. وأشار إلي التعبير الذي استخدمه هنري كسينجر في تأكيد أن السياسة الأمريكية تقوم علي المحافظة علي الاستقرار في الدول الأخري, وقال أن ذلك لم يمنع الولايات المتحدة من أن تعمل علي زعزعة الاستقرار في شيلي بأمريكا الجنوبية من أجل إيجاد نظام يحافظ لها علي مصالحها, ومعني ذلك أن الولايات المتحدة حسب منطق كسينجر تعمل علي تقويض الحكومات البرلمانية في الدول الأخري حتي ولو كان ذلك سيؤدي إلي إيجاد ديكتاتورية, وهو ما كان يعنيه كسينجر بكلمة الإستقرار.
    وسئل تشومسكي أثناء الحوار عما إذا كان صحيحا أن مدير المخابرات القومية الأمريكية جيمس كلابر قد انتقد أجهزة المخابرات الأمريكية لأنه قد فاتها أن تتنبه إلي العلامات التي تشير إلي اضطرابات مقبلة في مصر, فقال تشومسكي أن الأمريكيين كان لديهم إحساس بأن شيئا ما سوف يقع وكانوا يتوقعون نوعا من الاحتجاج والانتفاضة مثل الحركات الإحتجاجية للعمال ثم إتخاذ إجراءات قمعية ضدها, لكنهم لم يتوقعوا أن تحدث ثورة بالشكل الذي وقعت به والذي كانت بدايته في تونس.........

    إن الأفكار التي عرضها تشومسكي لم تكن تختلف كثيرا عن الأفكار التي عرضها متحدثون آخرون في مختلف البرامج الحوارية التي تناولت أحداث ثورة25 يناير والتي كرر فيها المشاركون القول إن الولايات المتحدة تعاني من ورطة سياسية بعد ثورة25 يناير لأنها فوجئت بأوضاع جديدة سوف تؤدي إلي سياسة خارجية تدار بقواعد مختلفة عن القواعد التي اعتادت عليها مع الحكام الديكتاتوريين, والتي كانت تقوم علي أن الولايات المتحدة هي صاحبة المبادرة في توجيه السياسة الخارجية لمثل هذه الدول والتي كان يحكمها فرد ليست لديه مؤسسات تشريعية يمكن أن تراجعه أو تحاسبه. كما أن الولايات المتحدة كانت لديها القدرة علي السيطرة علي قراراته, وأن هذا لم يعد شيئا متوقعا بعد أن أصبح الرأي العام في مصر عنصرا مؤثرا علي السياسة الخارجية في بلده وأنه سيكون أكثر تأثيرا في حالة إجراء الانتخابات القادمة في مصر ومجيء برلمان ورئيس وحكومة يديرون السياسة الخارجية بشكل جديد عما كان. وبسبب هذه الورطة فإن كثيرا من مسئولي السياسة الخارجية في الولايات المتحدة يفكرون الآن في الكيفية التي يتم بها تغيير السياسة الخارجية الأمريكية لكي تتعامل مع هذا الواقع الجديد وبما يحافظ علي المصالح الأمريكية في المنطقة.
    والاحتمالات المتوقعة أن السياسة الخارجية الأمريكية سوف تكون أكثر إستجابة للمطالب المصرية في حالة إدراكها أن هناك موقفا مصريا جديد وقويا وواضحا في السياسة الخارجية وذلك للخروج من الورطة التي تواجهها.
    -------------
    عن جريدة الأهرام المصرية
    لالسبت 19من شوال 1432 هـ 17 سبتمبر 2011 السنة 136 العدد 45575
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد سليم; الساعة 18-09-2011, 13:07.
    بسْ خلااااااااااااااااااااااااص ..
  • مصطفى الصالح
    لمسة شفق
    • 08-12-2009
    • 6443

    #2
    نعوم تشومسكي كاتب فذ له رؤى قوية ومحقة

    وهو محارب في داخل بلده بسبب آرائه الجريئة

    أعجبني كلامه.. لكن ليتك فصلت كلامه عن باقي الكلام حيث تداخل في بعض الأحيان

    المهم

    أن الثورة المصرية ليست حدثا عابرا يمر مرور الكرام.. فلا بد أن يتبعه إصلاحات شاملة في كل المجالات كي تحصل على النتيجة المرجوة ولكي (نقب) معها على وش الدنيا

    فهي الأمل الأكبر لكل الأمة

    وأحب أن تسترد مصر دورها الكامل في العالم الإسلامي.. كما فعلت في دحر التتر عن بلاد المسلمين

    دمت رائعا

    والله ولي التوفيق

    تحياتي
    التعديل الأخير تم بواسطة مصطفى الصالح; الساعة 18-09-2011, 04:06.
    [align=center] اللهم صل على محمد أفضل الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين

    ستون عاماً ومابكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ
    لستم بأكفائنا لنكرهكم **وفي عَداء الوضيع مايضعُ

    رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ

    حديث الشمس
    مصطفى الصالح[/align]

    تعليق

    • محمد سليم
      سـ(كاتب)ـاخر
      • 19-05-2007
      • 2775

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى الصالح مشاهدة المشاركة
      نعوم تشومسكي كاتب فذ له رؤى قوية ومحقة

      وهو محارب في داخل بلده بسبب آرائه الجريئة

      أعجبني كلامه.. لكن ليتك فصلت كلامه عن باقي الكلام حيث تداخل في بعض الأحيان
      المهم
      أن الثورة المصرية ليست حدثا عابرا يمر مرور الكرام.. فلا بد أن يتبعه إصلاحات شاملة في كل المجالات كي تحصل على النتيجة المرجوة ولكي (نقب) معها على وش الدنيا
      فهي الأمل الأكبر لكل الأمة
      وأحب أن تسترد مصر دورها الكامل في العالم الإسلامي.. كما فعلت في دحر التتر عن بلاد المسلمين
      دمت رائعا
      والله ولي التوفيق
      تحياتي
      رهن إشارتك أخى الكريم الصالح ..حاولت تلوين الأجزاء ...كرمال عيونك ..
      والحقيقة سأحاول وضع مقالات مختارة مما أقرا ..وأتمنى أن تكون خياراتى محط متابعة .......شكرا أستاذنا وأخي العزيز
      بسْ خلااااااااااااااااااااااااص ..

      تعليق

      • محمد سليم
        سـ(كاتب)ـاخر
        • 19-05-2007
        • 2775

        #4
        صحيفة أمريكية تتساءل عن سبب تأييد العديد من السوريين للأسد؟

        15-9-2011 | 17:52..


        بشار الأسد

        تساءلت صحيفة (كريستيان ساينس مونيتور) الأمريكية في تقرير لها اليوم الخميس عن أسباب استمرار العديد من أفراد الشعب السوري على ولائهم للرئيس السوري بشار الأسد.
        وأوضحت الصحيفة - على موقعها الكتروني - أن الأسد تعرض لانتقادات جديدة من داخل الجامعة العربية والتي تطالبه بوقف فوري لما وصفه أحد المسئولين بآلة القتل التي تم نشرها لقمع المتظاهرين المناهضين للنظام في سوريا، لكن على الرغم من تعميق العزلة الدولية على النظام السوري فإن مؤيدي الرئيس الأسد في داخل البلاد من المحتمل أن يستخدموا نفوذهم للتأثير بشكل أكبر بكثير للمضي في نهجه.
        وأشارت الصحيفة إلى أنه من المؤكد أن الأسد - الذي لطالما أحبه ونظر إليه السوريون على أنه المصلح - قد انخفضت قاعدة تأييده الشعبية بشكل سريع بعد حملته الوحشية ضد الثورة، التي تدخل الآن شهرها السابع وقتل خلالها أكثر من 2600 مدني منذ مارس الماضي وفقا لأرقام الأمم المتحدة، فضلا عن مقتل عدة مئات من الجنود.
        غير أن الصحيفة ألمحت إلى أن الأسد لايزال مسيطرا ويرجع الفضل في ذلك ولو بشكل جزئي إلى مجموعة من السوريين الذين لم ينقلبوا ضده، حتى الآن من رجال الأعمال الذين يعتمدون على النظام إلى الأقلية المسيحية التي تعيش في قلق من صعود القوى الإسلامية وسقوط الأسد .. ويوفر هذا التأييد حصنا للنظام ضد الضغوط الخارجية، مما يجعل من غير المرجح أن يرضخ النظام السوري أمام تهديدات الجامعة العربية أو الأطراف الدولية الفاعلة الآخرى ويترقب أن يلحق النظام الضرر بنفسه.
        ونقلت الصحيفة عن ستيفين هايدمان مؤلف كتاب "التسلط في سوريا" قوله "إن هذا التأييد يجعل من الصعب جعل النظام السوري يدرك أنه في حاجة إلى التحرك من أجل وضع إستراتيجية للخروج من الوضع الراهن"، مضيفا أن استمرار الدعم من المسئولين يبقيه قويا بينما إظهار الدعم من السوريين العاديين يوقف النظام من إدراك مدى خطورة هذه الأزمة.
        وقالت صحيفة (كريستيان ساينس مونيتور) إن التأييد الذي يحظى به النظام السوري يتمركز بقوة في دمشق وحلب، حيث إن السكان هناك أكثر ثراء .. مضيفة أن بعض الدمشقيين يفخرون بارتداء القبعات التي تحمل صورة الأسد معلنين عن حبهم له.
        ومن جهة آخرى، تجد المصلحة الشخصية بالنسبة للاخرين هى المحرك الرئيسي الذي يربط ثروات المسئولين بما في ذلك الجيش ورجال الأعمال البارزين بالنظام الحالي، وأنهم لايزالون يراهنون على بقاء الأسد وتحديدا بعد تصاعد أعمال العنف خلال شهر رمضان المبارك وانخفاض حجم الاحتجاجات.
        وأوضحت الصحيفة أن الخوف مما سيأتي بعد سقوط الأسد هو عامل آخر لتجمع بعض المواطنين الذين يعيشون في ظل النظام والذي لربما يعني انهياره الدخول في حرب أهلية في البلاد، ولكن الثورة الإقليمية، نظرا لعلاقات الأسد الوطيدة بإيران وحزب الله اللبناني الشيعي وحركة حماس في فلسطين ، كما أن العديد وخصوصا الأغنياء يفضلون الاستقرار على الاضطراب، وأن المشاعر التي تنمو مع تزايد حالة عدم الاستقرار بدون عدم رؤية وجود نهاية للحالة التي عليها البلاد.
        وأشارت الصحيفة إلى أن الفسيفساء السورية من الأعراق والأديان يجعلها عرضة بشكل خاص لمثل هذه المخاوف ، وكثيرا ما يستشهد أنصار نظام الأسد الانقسام في الدول المجاورة مثل لبنان والعراق على حد سواء باعتبارها أمثلة على الدمار الذي تسبب فيه الصراع الطائفي، وأن النظام قد استغل هذا الأمر بشكل ناجح وخصوصا في جذب الأقليات السورية من المسيحيين والعلويين إلى جانبه.
        ------------

        عن جريدة الاهرام المصرية
        http://gate.ahram.org.eg/News/116157.aspx
        التعديل الأخير تم بواسطة محمد سليم; الساعة 18-09-2011, 13:38.
        بسْ خلااااااااااااااااااااااااص ..

        تعليق

        • محمد سليم
          سـ(كاتب)ـاخر
          • 19-05-2007
          • 2775

          #5
          فريدمان:
          لم أشعر بالقلق على مستقبل إسرائيل مثل اليوم.. وعلى نتنياهو الاعتراف بأخطائه

          محمد الشوادفى
          18-9-2011 | 19:42


          توماس فريدمان

          أعرب الكاتب الأمريكى الشهير توماس فريدمان، عن مخاوفه الشديدة على مستقبل دولة إسرائيل فى ظل التغييرات الشديدة التى تشهدها المنطقة، والتى تعجز الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو، فى التعاطى معها سياسياً بما يتناسب مع حجم الأحداث.

          وقال فريدمان فى مقاله اليوم الأحد فى جريدة نيويورك تايمز الواسعة الانتشار، إنه لم يكن قلقاً حول مستقبل إسرائيل فى المنطقة فى أى وقت مثلما يحدث اليوم، خاصة مع وجود حكومة عاجزة دبلوماسيا تفتقد إلى الكفاءات من ناحية، وانهيار الركائز الرئيسية التى تضمن أمن إسرائيل، مثل السلام مع مصر، واستقرار سوريا، والصداقة الاستراتيجية مع تركيا والأردن من ناحية أخرى.
          وأشار فريدمان إلى أن الإدارة الأمريكية ضاقت ذرعا بسياسات نتنياهو الحمقاء فى المنطقة، لكنها وبالرغم من ذلك تبقى رهينة اللوبى اليهودى المؤيد لإسرائيل الذى يجبر الإدارة الأمريكية فى الدفاع عن إسرائيل في المحافل الدولية وبالأخص مع اقتراب موسم الانتخابات الرئاسية.

          وأضاف فريدمان: صحيح أن إسرائيل ليست مسئولة عن سقوط الرئيس المصرى السابق حسني مبارك، أو ثورة الحرية التى تزلزل الآرض تحت أقدام الأسد، وكذلك قرار تركيا -الطامحة قيادة المنطقة إقليمياً – تخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية مع تل أبيب، لكن نتنياهو هو المسئول الأول عن الفشل فى طرح استراتيجيات بديلة لمواجهة هذه المتغيرات بطريقة تحمى أمن إسرائيل على المدى الطويل.

          وتابع فريدمان أن الجهود الدبلوماسية الحثيثة التى بذلتها إسرائيل وحليفتها واشنطن خلال السنوات الماضية لدمج إسرائيل فى الشرق الأوسط قد انهارت هذا الأسبوع، مع طرد السفراء الإسرائيليين من أنقرة والقاهرة، وإخلاء العاملين في السفارة الإسرائيلية بعمان وهو ما أظهر بشكل جلى سلبية نتنياهو وضعفه فى مواجهة التغيرات الهائلة فى الشرق الأوسط، وسمح لمنافسيه باغتنام المبادرة وتحديد الطريقة المثلى التى يتعاملون بها مع تل أبيب وفقا لمصالحهم.

          وتساءل فريدمان ماذا يمكن أن تفعل إسرائيل بعد أن قررت السلطة الفلسطينية مطلع هذا الأسبوع الذهاب للأمم المتحدة للاعتراف بها كدولة سيادية تقف على حدود 1967.

          واقترح فريدمان على تل أبيب وحليفتها واشنطن أن تسعى أولاً لنزع فتيل الأزمة في القضية الفلسطينية ناصحاً قيادات الدولتين بعدم الاعتراض على التصويت الخاص بالاعتراف بالدولة الفلسطينية فى الأمم المتحدة الأسبوع القادم.

          وطالب فريدمان حكومة نتنياهو بالاعتذار لتركيا بعد قتلها للمدنيين المشاركين فى قافلة أسطول الحرية عام 2010، وأن تقر تل أبيب بأخطائها حتى لا تتفاقم الأزمة مع أنقرة، ثم على إسرائيل أن تقنع الأتراك بعدم رفع دعاوى قضائية ضدها أمام المحاكم الدولية.

          أما بالنسبة لمصر قال فريدمان:
          على إسرائيل أن تتبع سياسة جديدة مع مصر وتضع خريطة للسلام الحقيقى على الطاولة. خاصة فى ظل عدم استقرار الأوضاع فى مصر وتعرض الحكومة المصرية لضغوطات شعبية فيما يخص اتفاقية السلام الموقعة بين البلدين.

          وفى ختام مقاله لم يخف فريدمان تعاطفه الكبير مع إسرائيل، ثم استدرك ولكنها لم تترك شيئاً لأصدقائها ومنهم الرئيس أوباما للدفاع عنها، وللأسف فإن إسرائيل لا تملك اليوم الزعيم أو الرؤية الدبلوماسيةالحصيفةالتى تحمل الأمل للشعب اليهودى، ويبقى الأمل الوحيد للشعب الإسرائيلي فى أن تعترف حكومة نتنياهو اليمينية المتشددة بهذه الأخطاء قبل فوات الآوان حتى لا تغرق إسرائيل في العزلة العالمية وتسحب أمريكا معها.
          -----------------
          جريدة الأهرام المصرية :
          http://gate.ahram.org.eg/News/117242.aspx
          التعديل الأخير تم بواسطة محمد سليم; الساعة 18-09-2011, 18:52.
          بسْ خلااااااااااااااااااااااااص ..

          تعليق

          • محمد سليم
            سـ(كاتب)ـاخر
            • 19-05-2007
            • 2775

            #6
            ((4))
            السينمائيون‏:‏
            نومة مبارك في القفص تصلح فيلما كاملا

            كتب - علاء الزمر‏:‏
            وعن هذا المشهد السينمائي يقول الفنان الكبير عزت العلايلي‏:‏
            مشهد الرئيس السابق راقدا علي ظهره داخل قفص الاتهام يدعوني إلي أن أضع بجواره صور العديد من شهداء الثورة الذين لقوا مصرعهم,


            حتي يعرف الجميع أن تلك هي النهاية الحتمية لكل ظالم وأن دماء الشهداء لن تضيع هباء. وأضاف العلايلي: إنه كان أكرم للرئيس السابق بصفته رجلا عسكريا أن يواجه كل هذه الاتهامات وهو واقف ولا يظهر بهذا المظهر وهذا المشهد المهين بعيدا عن هذه النومة السينمائية, وبالرغم من ذلك يظل بريئا حتي تثبت إدانته.
            مشاعر متضاربة
            وعن هذا المشهد للرئيس السابق يقول المخرج ومدير التصوير السينمائي
            الدكتور محسن أحمد:
            إن هذا المشهد بالنسبة له تصاحبه مشاعر متضاربة ما بين الحزن علي هذه النهاية الحزينة لقائد عسكري, والفرح, إنه توجد في مصر أرض الحضارة محاكمات عادلة لرأس الدولة السابق, وإنه لا يوجد أحد فوق القانون كما كان يردد دائما الرئيس المخلوع.وأضاف: إنني سعيد بتلك المحاكمات العادلة أمام المحاكم المدنية النزيهة عكس ما حدث لرئيس رومانيا السابق شاوشيسكو الذي تم إعدامه خلال ساعتين فقط علي يد الجماهير. وطالب محسن أحمد من الشعب المصري والمحامين المدعين بالحق المدني بأن نعطي الفرصة للمحكمة أن تؤدي دورها بعيدا عن هذا الصخب الجاري حاليا.
            مشهد إغريقي
            وعن المشهد نفسه يقول المخرج السينمائي خالد يوسف: مشهد محاكمة الرئيس السابق صورة من مشاهد سقوط البطل الأسطوري في التراجيديا الإغريقية القديمة وهو مشهد السقوط المصاحب دائما بالمأساة. وأضاف خالد يوسف أنه بالرغم من بشاعة الصورة إلا أنه ـ وهنا يقصد بالرئيس السابق أنه لم يكن بطلا ولا أسطوريا ـ من الناحية الإنسانية فإنه يدعو للشفقة علي هذا الرجل الذي جاوز الأعوام الثمانين ويقبع داخل قفص حديدي وبجواره ولداه, أحدهما وريث العرش, ويحاولان في مشهد سينمائي إخفاء وجه والدهما عن الكاميرات التي كثيرا ما صورته وقت أن كان حاكما ولكن الله يعز من يشاء ويذل من يشاء.
            فيلم كامل
            أما الفنان الكبير حسين فهمي فهو يري مشهد محاكمة الرئيس السابق سينمائيا أنه من الممكن عمل فيلم سينمائي كامل عن لحظات مثول الرئيس المخلوع وهو داخل قفص الاتهام يتم خلاله تناول المشاعر الإنسانية لأهالي الشهداء وهم يشاهدون المحاكمة أمام التليفزيون, وكذلك المشاعر الإنسانية للقاضي والمشاعر الإنسانية للمحامين وحراس المحكمة وسائق سيارة الإسعاف, وقبل هذا وذاك إلقاء الضوء علي المشاعر الإنسانية للرئيس السابق وهو داخل قفص الاتهام وبجواره ولداه ووزير داخليته ومساعدوه.. النظرة السينمائية لمشهد المحاكمة مليئة بالأحاسيس والإيماءات والإسقاطات. وأضاف حسين فهمي: إنه من خلال مشهد المحاكمة تم إرسال رسالة للعالم أن مصر دولة حضارية استطاعت أن تزيل حكما مستبدا بأسلوب متحضر وأمام قاض محترم أدار الجلسات بمنتهي الدفء وهو قاض مدني.
            -------------------------------

            عن جريدة الأهرام المصرية 12 سبتمبر2011
            التعديل الأخير تم بواسطة محمد سليم; الساعة 21-09-2011, 12:01.
            بسْ خلااااااااااااااااااااااااص ..

            تعليق

            • محمد سليم
              سـ(كاتب)ـاخر
              • 19-05-2007
              • 2775

              #7
              ((5))........
              هيكل ‏..‏في الجزء الثالث من حواره بصراحة‏:‏
              في غياب مصر‏ ..‏خرائط جديدة تتشكل ..‏من رسمها ‏..‏ومن يرسمها؟
              عندما وصل الحوار مع الأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل إلي شواطئ الربيع العربي‏;‏ كان الوقت المخصص لنا قد انتهي أو كاد‏,‏ بعد أن استهلكنا معظم ساعات الحوار في التعرف علي قراءة الأستاذ للمشهد المصري ورؤيته لما يحدث في بر مصر الآن



              إلا أن الأستاذ كان كريما ـ كعادته دائما مع الأهرام ـ إذ أصر علي أن يمدد الوقت المخصص لنا قائلا: كل أسئلتكم مرحب بها فهاتوا ما لديكم.
              وإذا كان الأستاذ قد نبهنا ـ عند قراءته المشهد المصري ـ إلي أهمية الخريطة لكي نفهم ماذا يجري ولماذا, فإنه بدا أكثر اهتماما بالخريطة عندما شرع في الإجابة علي أسئلتنا الخاصة بالربيع العربي, وأخرج لنا خريطة كاشفة تظهر تقسيم مناطق النفوذ في العالم العربي بنهاية الحرب العالمية الأولي بين انجلترا وفرنسا فيما عرف باتفاقية سايكس بيكو. ولم يكتف الأستاذ بذلك, بل أخذ قلما وورقة بيضاء ليرسم لنا خريطة العالم العربي حاليا وكيف يعيد الغرب إنتاج سايكس بيكو جديدة لتقسيم العالم العربي, قائلا: التقسيم في المرة الأولي كان تقسيما جغرافيا وتوزيع أركان, لكن التقسيم هذه المرة تقسيم موارد ومواقع. وقد بدا الكاتب الكبير ـ خلال الحوار ـ مهموما شاعرا بالأسي لما يجري في العالم العربي ومحاولات تقسيمه والانقضاض علي مشروعه القومي الذي عاصره الأستاذ في مراحله الأولي وفي ذروة نجاحه حتي وصل إلي تلك اللحظة الحزينة. ما سبق ليس مقدمة, لأن كلام الأستاذ لا يحتاج إلي مقدمات, بل مجرد حاشية أو هامش.. فإلي الحوار:
              >> كيف تري طقوس الربيع العربي.. هل هو نهاية لمشروع نظام عربي قديم أم هو تنقيح له؟
              ما نراه الآن ليس مجرد الربيع العربي تهب نسماته علي المنطقة, وليس مجرد عاصفة تقتحم أجواءه برياحها وغبارها وعتمتها, وإنما هو في ذات الوقت تغيير إقليمي ودولي سياسي, يتحرك بسرعة كاسحة علي جبهة عريضة, ويحدث آثارا عميقة, وأيضا محفوفة بالخطر!!
              ما نراه الآن هو إزاحة وتصفية وكنس بقايا وعوالق مشروع نظام عربي, حاول عدد من رواد النهضة في هذه الأمة أن يبشروا به, وحاول ساسة علي مسار هذه النهضة أن يمهدوا له, وحاولت شعوب كثيرة أن تقيم أعمدته بعد غيبة عربية طويلة عن التاريخ, وقد تبدي في بعض سنين الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من القرن العشرين أن هذا المشروع العربي قابل للبقاء وقابل للنجاح, ثم فجأة تخلي العرب عن مشروعهم, حين استجدت ظروف ومتغيرات, وبعد التخلي بدأ التراجع, وراحت تداعيات هذا التراجع تظهر يوما بعد يوم, وتحدث آثارها, حتي جاءت لحظة السقوط النهائي, فإذا المشروع يتهاوي كتلا وأحجارا وعوالق وزوائد, لم تكن في الحقيقة تمثله أو تعبر عنه, لأنها كانت رواسب مرحلة.
              وهذا ما نراه هذه اللحظة: مشروع قومي يتهاوي, وبقاياه تجري إزاحتها الآن, كما أن هناك مشروعات أخري تتسابق إلي الفراغ, بعد أن أضاع ذلك المشروع مكانه وزمانه.
              >> إذا كان المشروع القومي العربي يتهاوي الآن.. فما هي نقطة البداية لهذا الانهيار أو السقوط؟
              }} يمكن أن نتوقف هنا لحظة لإيضاح أنبه به إلي أن المشروع لم يسقط كما يظن بعضنا نتيجة لضربة1967, فكل المشروعات التاريخية الكبري وفيها المشروع الأمريكي وفيها المشروع الأوروبي وفيها المشروع الآسيوي وغيرها خاضت الحروب, وتلقت الضربات, وتحملت النكسات, لكن مشروعاتها بقيت, دافعت عن نفسها, وواصلت دورها.
              ثم إن المشروع العربي ذاته بعد ضربة67 استعاد إرادته وقدراته, وخاض معركة سنة1973, وأثبت خصوصا في الأيام العشرة الأولي من تلك المعركة أن بنيانه علي ما فيه من ثغرات- قادر بموارده وإرادة شعوبه, وبجيوشه وتحالفاته علي الصمود.
              وكذلك وعلي نفس السياق فإنه ليس دقيقا إن يقال أن المشروع العربي وقع مع نسف برجي التجارة في' نيويورك'11 سبتمبر2001, لأن هذه الحادثة مع بشاعتها, لا يتحملها العرب, وإذا كان شباب من المسلمين قاموا بها حسب ما هو ظاهر فإن المسئولية تعود إلي من حاولوا إعدادهم وتوظيفهم في حرب باسم' الجهاد الإسلامي' ضد الإلحاد الشيوعي في أفغانستان كما قالوا.
              وقد أضيف أن حادثة نيويورك مع أنها كانت صدمة إنسانية وسياسية كبري إلا أنها لم تكن العملية الإرهابية الأكبر والأخطر في زمانها.
              وفي الحقيقة فإن العملية الإرهابية الأكبر والأخطر في العصر الحديث لم تكن من صنع عشرة أو عشرين رجلا خطفوا ثلاث طائرات, حولوها إلي قنابل بشرية قتلت مئات الأبرياء.
              وإنما الأخطر مما حدث في سبتمبر2001 هو ما حدث في' نيويورك' أيضا بعد ست سنوات أي في2007, إرهاب قام به خمسون أو ستون فردا من رؤساء البنوك الكبري, استهتروا واستغلوا وتصرفوا بما أدي إلي انهيار الأسواق المالية في العالم, وتهاوي الأحوال الاقتصادية, وإفلاس وصل بالاقتصاد الدولي كله إلي حافة الخراب!!
              بمعني أن حوادث' نيويورك' مع آلامها الإنسانية مثلها مثل أي حادث من الحوادث البشعة المشهورة, كغرق عبارة في البحر الأحمر مثلا أو مثل نسف عمارة آهلة بالسكان في' أوكلاهوما', وغيرها يمكن استيعابه عذابا إنسانيا وألما, وأما ما جري للاقتصاد العالمي فهو كارثة أصابت كل الأوطان وكل البلدان في حاضرها وفي مستقبلها وإلي زمان طويل, تستعصي آثاره علي حساب مدخرات الشعوب!!
              والواقع رغم المفارقة في هذا الواقع أنه إذا كان زعيم القاعدة' أسامة بن لادن' إرهابيا فإن' آلان جرينسبان' رئيس البنك الفيدرالي الأمريكي سابقا وخمسين أو ستين معه من رؤساء البنوك تصرفوا بما أدي إلي إرهاب أكثر وحشية, لأن وحشية خراب علي مستوي العالم أكبر من وحشية الدمار, حين تتعرض لها مدينة حتي وإن كانت نيويورك!!عندما أثرت هذه المسألة في مؤتمر للمستشرقين قبل سنوات عارضني بعضهم, والآن لعل بينهم من يعيد تقديره لما جري وآثاره التي لاتزال حتي هذه اللحظة تروع الاقتصاد العالمي.
              >> لنبقي في قضية انهيار المشروع العربي ونتساءل: ما هو دور العرب أنفسهم في هذا السقوط؟
              }} أعود إلي كلامي عن انهيار المشروع العربي كما نراه الآن وبصفة عامة هو موضوع له أسباب كثيرة, وهو يستحق بحثا أوسع وأعمق أكثر في مجال آخر غير لقائنا اليوم.
              فإذا عدنا إلي سياقنا الأصلي فإن أحدا لا يستطيع إنكار أن النظام العربي راح يهتز منذ سنين, ثم يتآكل ويتداعي, وهذه عملية بدأت للدقة مع خروج مصر من العالم العربي بصلح منفرد مع إسرائيل ثم تواصلت مع حرب أهلية في لبنان ثم مع حرب ضد إيران ثم مع غزو للكويت ثم مع تدمير للعراق ثم مع جهالة ليس لها نظير في إدارة القضية الفلسطينية, والقائمة طويلة, وأظهرها حماقات زادت عن الحد هنا وهناك في العالم العربي, وأثار بعضها من الاستهانة والاستهتار أكثر مما أثار من الاحترام والاعتبار, والأمثلة أمامنا.
              وكذلك حلت مرحلة سقوط الأطلال, وإزاحة ما تهاوي من شظايا وبقايا.
              وهذا بالضبط ما نراه الآن, ومعه وبالطبع فقد تفتحت الأبواب والنوافذ في المنطقة علي مصراعيها لشيء مختلف, هو يقينا غير عربي, وهو علي الارجح سيظل معنا إلي زمن طويل!!
              لا الطبيعة ولا التاريخ يصح فيهما فراغ, وإذا لم يستطع أهل منطقة ولا أهل عصر أن يملأوا فضاءها وفضاءه, فسوف تندفع القوي الأقرب لملء الفراغ, وهذا بالضبط ما يحدث الآن, العرب ينسحبون, وآخرون يتقدمون حاملين أسماء أخري, وعلامات أخري, وبيارق أخري, ومبادئ ومطالب أخري.

              هذا بالضبط ما يحدث الآن.. العرب ينسحبون وآخرون يتقدمون
              ملف الصراع العربي- الإسرائيلي يزاح من إهتمامات البيت الأبيض إلي لجنة فرعية بالأمم المتحدة
              هؤلاء الذين يتقدمون بينما ينسحب العرب.. ماذا يفعلون تحديدا مع الملف الفلسطيني؟
              أكاد أري حتي من مقعدي في هذا المكتب أن هناك حركة نشيطة تجري في مواقع صنع القرار في عواصم مؤثرة وفاعلة ملفات جديدة تطرح وملفات غيرها ترفع وخرائط جديدة تجيء, وخرائط غيرها تطوي.
              ملف الصراع' العربي الإسرائيلي' مثلا يزاح من اهتمامات البيت الأبيض, ويحال إلي لجنة فرعية في الأمم المتحدة.
              ملف التفاوض' الفلسطيني الإسرائيلي' مثلا يخرج من مكتب' هيلاري كلينتون'( وزيرة الخارجية الأمريكية), ليذهب إلي فندق' الكوخ' السويسريSwissCottage في القدس, حيث مكتب' توني بلير' الذي عهد إليه بتمثيل اللجنة الرباعية في إدارة مفاوضات السلام في الشرق الأوسط, وهو في الحقيقة مجرد قناع ظاهر, لأن الذي يمسك بالملف فعلا هو' دنيس روس' موظف الخارجية الأمريكية الغامض, الذي أشرف منذ سنوات علي كتم أنفاس أهم قضايا العرب.
              وإذا كان هناك من يريد أن يعرف إلي أين وصلت قضية القضايا العربية وهي' فلسطين', فعليه أن يطلع علي مذكرة عمل طرحها' توني بلير' و'دنيس روس' علي الدول الأعضاء في الرباعية لمواجهة ما يطلبه الفلسطينيون من الأمم المتحدة, من الاعتراف بفلسطين دولة عضوا في الأمم المتحدة.
              الاقتراح عرض ونوقش جديا في عواصم كبري.
              مؤداه:
              أنه بــدلا من دولــة فلسطينيـة كاملــة العضويــة في الأمـم المتحـدة فانهــم يعرضــون ماســموه' خـيار الفاتيكـــان'Vaticanoption, دولة معترف بها, لكنها ليست عضوا في الأمم المتحدة- وذلك وضع الفاتيكان.
              وحاول' توني بلير' و'دنيس روس' إقناع عواصم كثيرة والمنطق أنه:
              بدلا اعتراض أمريكا ـ فيتو ـ علي دولة فلسطينية عضو في الأمم المتحدة.
              وبدلا من إغضاب الولايات المتحدة والغرب.
              لماذا لا يقبل الفلسطينيون الآن حلا مؤقتا يرضي طموحاتهم في دولة أو بمعني أدق نصف دولة يعترف بها العالم ولكنها ليست دولة أو لها حدود نصف دولة يعترف بها العالم, والولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا علي استعداد للاعتراف بمثل هذا الحل الذي يوفق بين مطالب الجميع.
              ومع أن لدي شخصيا بعض التخوف من فكرة إعلان دولة فلسطينية بغير ضمانات محددة لحقوق اللاجئين وحق العودة تواجه حقوقا أساسية سوف تظل عالقة بعدها: القضية الرئيسية لفلسطين وكافة جوانبها؟!- حقوق اللاجئين وحق العودة وداعي التخوف من أن تتحول الدولة الفلسطينية المقترحة أمام إسرائيل إلي دولة أمام دولة, ثم إن ما بينهما ساعتها مجرد مشكلة خلاف علي حدود.
              ومن حسن الحظ أن البعض تنبهوا إلي أن خيار الفاتيكان خيار مراسمي, وليس خيارا سياسيا, بمعني أنه ينشئ شبه هيئة تسمي نصف دولة, لاتتعدي سياستها جدران المسجد الأقصي في القدس حتي وإن رفعوا عليه علما عربيا أو اسلاميا وهو ما لا تمانع فيه إسرائيل, ثم إن المشكلة تنتهي به, وبدلا من الانتقال من نصف دولة إلي دولة, فإن قضية فلسطين سوف تصفي ويلقي بها علي الرصيف المجاور لحائط المسجد, وهناك تستطيع أن تعيش علي صدقات المارة والعابرين!!
              وذلك تجديد في الفكر السياسي لا يتجاسر عليه إلا رجل مثل' توني بلير', وآخر من طراز' دنيس روس'!!

              >> القضية الفلسطينية ـ علي ما يبدو ـ ليست وحدها التي تتعرض للتصفية.. ماذا عن قضايا العرب الأخري؟
              }} ملفات كثيرة أخري تزاح, ومع الملفات صور رجال ونساء أدوا أغراضهم, واستهلكوا فائدة وجودهم, وكعادة القوي الكبري في التاريخ لا يهمها إطالة النظر إلي ألبومات الصور القديمة, وكذلك تلقي إلي سلال المهملات صور رجال كانوا ملء الساحة في الشرق الأوسط وفي العالم العربي.
              فوق الملفات والصور, أكاد أري الآن أن خرائط كانت معلقة علي الجدران ترفع الآن وتطوي, لأن المشاهد اختلفت: المواقع العصية تأدبت أو يجري تأديبها والمواقع الضائعة استعيدت, أو أنها تستعاد الآن.
              وكل ذلك تمهيد لفصل في شرق أوسط يعاد الآن تخطيطه وترتيبه وتأمينه, حتي لا يفلت مرة أخري كما حدث عندما راود العرب حلم مشروعهم القومي, وتبدي لسنوات كأن هذا المشروع القومي العربي هو شكل المستقبل!!
              >> في إطار رؤيتك الثاقبة الراصدة لما يجري علي الساحة من هم اللاعبون الرئيسيون وماهي مشروعاتهم؟
              }} علي الساحة الآن وبالتحديد3 مشروعات ونصف!!
              الأول مشروع غربي يبدو مصمما ولديه فعلا من أدوات الفعل والتأثير ما يشجع طلابه والثاني مشروع تركي يبدو طامحا والثالث مشروع إيراني يؤذن من بعيد علي استحياء ثم أخيرا نصف مشروع أو شبح مشروع إسرائيلي يتسم بالغلاظة, وأقول إنه شبح مشروع, لأنه فيما أري بلا مستقبل علي المدي البعيد, وهذه قضية معقدة نناقشها فيما بعد, رغم أن هذا الشبح الإسرائيلي يبدو متشجعا هذه اللحظة وكأنه يتمدد, لكني أظن أن ما تراه إسرائيل نوعا من خداع البصر, سببه في الغالب هذه الحركة السريعة لتهاوي المشروع العربي والفراغ الواسع في المنطقة بعد سقوطه.
              شيء وحيد يقلق إسرائيل الآن, وهو المخاوف من أن ما يجري الآن في مصر يؤثر علي ما يسمي' معاهدة سلام'!!

              >> لنبدأ بالمشروع الغربي ماهي ملامحه وكيف يتحرك؟
              }} المشروع الغربي: وهو أمريكي ـ أوروبي, وهو مشروع يؤرقني فعلا, وأراه أمامي يزحف علي خطين وبحركة كماشة علي الجناحين تطوق وتحاصر:
              الخط الأول مرئي مسموع محسوس: ومسعاه إغراق المنطقة في صراع إسلامي- إسلامي, بالتحديد سني شيعي, وقد بدأ زحف هذا الخط من عدة سنوات, عندما سقط النظام' الإمبراطوري' في إيران, وحل محله نظام الثورة الإسلامية.
              نتذكر أن الثورة الإسلامية ضد النظام' الإمبراطوري' في إيران كانت أكبر ضربة وجهت إلي الإمبراطورية الأمريكية في المنطقة, وقد حاولت ولاتزال تحاول تعويضها وجربت ولاتزال تجرب بوسائل الدعاية, وبوسائل المخابرات, وبوسائل الحرب, وبوسائل الحصار, ولم تنجح حتي هذه اللحظة, ثم نصح الناصحون من الخبراء وأولهم المستشرق الأشهر' برنارد لويس' بالتركيز علي تناقض' عربي فارسي' له جذور تاريخية, لكن العمل علي هذا التناقض لم يبلغ مقصده, وكذلك جري تطويره بالفتنة المذهبية بين السنة والشيعة, ووجدت الفتنة من يساعدها في المنطقة, والغريب أن هؤلاء الذين يساعدونها من المنطقة كانوا أصدقاء لنظام' الشاه' وهو شيعي ثم أصبحوا أعداء لنظام الثورة الإسلامية وهو شيعي, لكنهم تحملوا خلاف المذاهب مع الشاه ولم يزعجهم, وأما الثورة الإيرانية فإن الشيطان كله تجسد في المذهب, ومن الواضح أن المذهب ليس مكمن العداء, وإنما العداء سياسي, يعاد فيه بعث مآسي الإسلام السابقة في خدمة مصالح غير اسلامية لاحقة الي جانب أن هذا البعث للفتنة يحول الانظار عن أي تهديد لهذه المصالح, وفي الحالتين حالة الفتنة وحالة تحويل الأنظار فإن المرغوب فيه حرب أهلية إسلامية مزقت العرب والمسلمين مرة, ومرات, والآن تجري استعادتها مرة أخري.
              >> نريد مزيدا من الإيضاح هنا.. كيف يعمل الغرب علي تحويل الخلاف المذهبي السني ـ الشيعي إلي فتنة وصولا إلي استعادة تلك الحرب الأهلية بين المسلمين مرة أخري؟
              }} هذه النقطة التي نحن عندها تذكرني بمسألة أشرت إليها من قبل حين تحدثت عن رفع الحظر الأمريكي والغربي أخيرا عن' الإخوان المسلمين'.
              أريد أن أعود إلي ما أشرت إليه من قبل من أن الاعتراف الأمريكي والغربي بالإخوان المسلمين لم يجيء قبولا بحق لهم, ولا تقديرا تجلت دواعيه فجأة أمام المعترفين, ولا إعجابا ولا حكمة, لكنه جاء قبولا- ولو جزئيا- بنصيحة عدد من المستشرقين, بينهم' برنارد لويس' أيضا!- تطلب مددا يستكمل عزل إيران في العالم الإسلامي والعربي بالفتنة المذهبية.
              وما حدث أنه في بداية القبول بنصائح' برنارد لويس', أن السياسة الأمريكية حاولت توظيف قادة وزعماء من العرب, سواء في ذلك أمراء السعودية من الملك' فهد' وغيره- أو رؤساء دول عربية مؤثرة مثل' مبارك' وغيره لتحقيق المطلب!!
              وبالفعل علقت الولايات المتحدة أهمية ظاهرة علي جهود الأمراء والرؤساء, وهم يحاولون تغيير طبيعة الصراع الرئيسي في المنطقة من كونه' عربيا إسرائيليا', حتي يصبح' عربيا فارسيا', ولم يكن نجاح هؤلاء الأمراء والرؤساء علي مستوي ما يطلبه الكبار في واشنطن وغيرها.
              وتجددت نصيحة الاستشراق بأن الأفضلية فاعلية المواجهة لتصبح اقوي اذ انتقلت من كونها حكومات أمام حكومات لكي تصبح مجتمعات ضد مجتمعات, أي أنه بدلا من مواجهة بين السعودية وبين إيران, فلتكن المواجهة بين المذاهب الإسلامية, فذلك عداء مباشر وأعمق نفاذا, وكذلك حدث تعديل في السياسة الأمريكية, بما يشجع ويوسع عملية المواجهة اعتمادا علي تجمعات جماهير من السنة تواجه تجمعات جماهير من الشيعة وبالتالي تصبح المواجهة مزدوجة التأثير, مواجهة علي مستوي دولة ودولة, وبالتوازي مواجهة علي مستوي الجماهير بين جماعات وجماعات سنة وشيعة!!
              بهذا القصد طرأت مسألة الاعتراف بالإخوان, وبقبول مشاركتهم شرعيا فيما كان محظورا عليهم من قبل, والإخوان تنظيم سني نشيط, ومن المفيد كذلك يري أصحاب الطلب! هذه اللحظة أن يكون للإخوان السنة دور علي مستوي الشارع العربي في مواجهة مع الشيعة في قلبه!!
              >>.. وما هو دور الإخوان بالضبط؟
              }} الحقيقة أنني لا أحسب أن الإخوان ضالعون في هذا القصد, وربما أن نشوة الاعتراف بشرعيتهم لم تعطهم فرصة كافية لدراسة دواعي الاعتراف بعد نشوة الاعتراف. وكان من حق الإخوان أن يعترف بهم, لكن واجبهم بعد النشوة أن يطلوا علي بواعثه. بمعني أن حقهم صحيح, ثم إن توظيف هذا الحق في تأجيج فتنة في الإسلام لصالح آخرين- خطأ, خصوصا في هذه الظروف. ذلك هو الخط الأول في زحف المشروع الأمريكي ـ والأوروبي.
              >> عودة إلي المشروعات المطروحة علي الساحة العربية الآن.. لنتحدث عن الخط الثاني للمشروع الأمريكي ـ الأوروبي؟
              }} الخط الثاني لهذا المشروع الأمريكي ـ الأوروبي هو الخط الموازي لخط الفتنة, هذا الخط الثاني هو الآخر يزحف, ويزحف بسرعة لافتة حتي يسبق غيره, وأيضا يسبق أي طوارئ محتملة في المنطقة, بسبب الربيع العربي, خصوصا في القاهرة. والمشروع الأمريكي ـ الأوروبي هو تقسيم للمنطقة علي طريقة' سايكس بيكو' مع تعديل ما تقتضيه متغيرات الأحوال.
              تتذكرون بالقطع اتفاقية' سايكس بيكو' الشهيرة, كلنا يعرف ما جري لنا بسببها, ولكننا نحتاج الآن إلي معرفة ملابساتها, والاطلاع علي دخائلها كما تظهر في أوراقها ووقائعها لسبب أساسي هو أن الماضي أحيانا كاشف للحاضر.
              لكي أوضح قصدي, سوف أستطرد قليلا:
              اتفاقية' سايكس بيكو' هي اتفاق توزيع العالم العربي ضمن أملاك الخلافة العثمانية ـ بين بريطانيا وفرنسا, وقد جري التوصل إلي هذه الاتفاقية بعد محادثات بين سياسي إنجليزي هو السير' مارك سايكس'( وكان عضوا في مجلس العموم, ومقربا من' ونستون تشرشل' عضو وزارة الحرب البريطانية أثناء الحرب العالمية الأولي) وأمامه علي المائدة السفير' فرانسوا بيكو'( وهو دبلوماسي فرنسي اهتم بالمشرق العربي, واعتبر أن لفرنسا حقا في الشام, لا يصح أن ينازعها عليه أحد).
              وكان هدف محادثات الرجلين ترتيب توزيع الإرث, وانفراد الحليفين الكبيرين بالإرث العثماني في العالم العربي قبل نهاية الحرب, وفي غفلة وغيبة من كل الأطراف الدوليين خصوصا الكبار وبينهم الولايات المتحدة الأمريكية, وبعد اتصالات ومحادثات واجتماعات بين الرجلين في لندن مرات, وفي باريس مرات أخري توصل الاثنان إلي خريطة توزيع العالم العربي نصفين, نصف يئول إلي بريطانيا, ونصف يؤول إلي فرنسا, وقد استقرا في النهاية علي خط تقسيم الخريطة بين' عكا' علي البحر الأبيض, وبين' كركوك' شمال الموصل وشمال الخليج, ليكون أساس توزيع الإرث بعد هزيمة دولة الخلافة وحلفائها.
              وقد سمي الرجلان ما رسما بخط' ما بين' الكاف' و'الكاف', إشارة إلي حرف الكاف في' عكا' وحرف الكاف في' كركوك', وجنوب هذا الخط كتب' سايكس' بيده علي جنوب الخريطة: نصيب بريطانيا, وعلي شمالها كتب بيده أيضا: نصيب فرنسا.
              وبمقتضي الخريطة كانت فلسطين والخليج والعراق الجنوبي والأوسط من نصيب بريطانيا, إلي جانب مصر والسودان من قبل, وبمقتضي الاتفاقية أيضا كان إقليم الشام: سوريا لبنان لفرنسا, إلي جانب المغرب العربي: تونس والمغرب والجزائر من قبل.
              >> هل اللعبة مازالت مستمرة أم أننا دخلنا في لعبة جديدة بأطراف مختلفة؟
              }} كان هذا اتفاق' سايكس بيكو' الأول والآن' سايكس بيكو' الجديد...
              نحن أمام تقسيم جديد لعالم عربي ضاع منه مشروع نظامه, أو أضاع هو مشروع نظامه, ولذلك جاء إلي فضاء المنطقة من يرسم خرائطها الجديدة, في ظروف جديدة, لها مواصفاتها الجديدة. الخرائط الجديدة لا توزع إرث الخلافة العثمانية, وإنما توزع إرث المشروع القومي العربي, الذي تمكن من طرد الاستعمار الغربي في مرحلة سابقة, وحاول أن يملأ الفراغ وعجز, أي أن التركة التي تورث الآن ليست أملاك الخلافة العثمانية, ولكن المشروع العربي القومي!!
              لم تستطع دولة الخلافة العثمانية أن تحمي أملاكها, وهكذا جري إرثها.
              لم يستطع المشروع العربي أن يحمي نفسه, وهكذا اليوم يتوزع إرثه.
              أريد الوقوف معكم لحظة أمام خبايا ما يجري في عملية توزيع الإرث في الحاضر, ولكي أشرحه علي صورة أقرب إلي الصحة, فإني أعود قليلا إلي مشاهد ترسمها الوثائق في إعلام الوراثة السابق لدولة الخلافة, فقد يكون في السابق الذي نراه إشارات إلي ما يجري في الحاضر أثناء إشهار إرث المشروع العربي القومي!!
              بعض الوثائق الملحقة باتفاقية' سايكس بيكو' الأولي مروعة!! فيها بالتحديد محضر جلسة جمعت بين رئيس وزراء بريطانيا' لويد جورج', ورئيس وزراء فرنسا' كليمنسو' وقد كنت بالأمس فقط منكبا علي قراءته مرة رابعة أو خامسة!!
              كان الاجتماع في قصر' لانكستر' وسط لندن, وتاريخه بالضبط أول ديسمبر.1917
              وقد دار بين رئيس الوزراء البريطاني ونظيره الفرنسي حوار, حول اتفاقية' سايكس بيكو' وكانت مطروحة عليهما, مع رغبة ملحة في ضرورة تعزيز التفاهم بين الحليفين الكبيرين: بريطانيا وفرنسا!!
              ووجه رئيس وزراء فرنسا' كليمنسو' سؤالا إلي رئيس وزراء بريطانيا' لويد جورج':
              صارحني يا صديقي بما تريد حقيقة, حتي لا تظل بيننا فيما بعد شبهة خلاف.
              ويرد' لويد جورج': مطلبي هو العراق وفلسطين, ويقاطعه رئيس الوزراء الفرنسي يسأله: هل هذا كل شيء؟! قل لي ولاتخفي عني, ويتردد رئيس الوزراء البريطاني, ثم قال علي استحياء: أريد القدس( كانت القدس علي الخريطة الأولي قد تركت لترتيبات دولية لاحقة, رغم أن فلسطين كلها كانت من نصيب بريطانيا).
              ويعود رئيس وزراء فرنسا إلي السؤال: حسنا, سوف أترك لك القدس!! ولكن هل هذه نهاية مطالبك نريد إنهاء كل أسباب الخلاف بيننا, أسألك:
              - هل القدس آخر الطلبات؟!
              ثم يكرر السؤال:
              قل لي بحق صداقتنا هل لديك شيء لم تقله لي؟!
              ويرد رئيس وزراء بريطانيا وهو يتنهد تعبيرا عن الحرج:
              بصراحة نعم... كذلك أريد الموصل( كانت الموصل حتي تلك اللحظة موضوعا معلقا في انتظار نهاية الحرب).
              ويتنهد رئيس وزراء فرنسا كأنه يضيف بالصبر مكرمة جديدة, ويقول لرئيس وزراء بريطانيا:
              حاضر, خذ الموصل.
              كأنما أقاليم الوطن العربي لعب في أياد تملك اللعب بها, وبأقدارها ومصائرها وأهلها.
              هل أزيد وأضيف من داخل المحاضر في هذا الاجتماع بين الرجلين حوارا أشعر بالإهانة كلما وقعت عيني عليه: فقد سأل رئيس وزراء فرنسا زميله البريطاني عن وعود عرف أن الإنجليز أعطوها للشريف حسين أمير مكة مقابل إعلان الجهاد الإسلامي ضد تركيا الخلافة, ويرد' لويد جورج' بقوله: هل تتصور يا صديقي أنني أقبل إلزام بريطانيا العظمي بورقة تعهد أعطيناها لقبائل بدو همجية؟! كنا نريد الحصول علي فتوي تريح الهنود المسلمين, لأنهم عنصر مهم في قواتنا, بالذات في الشرق الأوسط, كنا نطلب منهم وغالبيتهم مسلمون أن يحاربوا خليفتهم وخشينا أن نعرضهم لأزمة ضمير, كنا محتاجين إلي إعطائهم فتوي بالجهاد ضد هذا الخليفة فتوي ممن هو أقوي من الخليفة في وجوب طاعة المسلمين, فتوي باسم' محمد', أليس هو الجد الأكبر للشريف' حسين'؟!!
              وبمقدار ما أن الشريف' حسين' في وسط ضباب' سايكس بيكو' الأولي راح يسمي نفسه: أمير المؤمنين, وملك العرب, وسلطان' الحجاز', وحاكم' نجد' فإن' معمر القذافي' وفي وسط ضباب' سايكس بيكو' الثانية راح يسمي نفسه زعيما تاريخيا, وقائدا أمميا, وملكا لملوك أفريقيا, والمصيبة أنه كان يقول ذلك بجد لا هزل فيه.
              >> هل هناك فوارق بين سايكس بيكو القديمة و سايكس بيكو الجديدة؟ وما أسباب ذلك؟
              }} هناك فوارق بالطبع بين' سايكس بيكو' القديمة, و'سايكس بيكو' الجديدة التي يجري رسمها الآن, وأول أسباب الاختلاف متغيرات العصر.
              'سايكس بيكو' الأولي كانت خطا علي خريطة, يصل من' الكاف' إلي' الكاف',' الكاف' في' عكا', و'الكاف' في' كركوك', ويفصل الشمال عن الجنوب.
              هذه المرة ليس هناك خط فاصل, وإنما هناك مواقع متناثرة.
              التقسيم في المرة الأولي كان تقسيم جغرافيا وتوزيع أوطان, ولكن التقسيم هذه المرة تقسيم موارد ومواقع.
              وبوضوح فإن ما يجري تقسيمه هو أولا النفط وفوائضه.
              نفط وفوائض ليبيا بعد نفط وفوائض العراق.
              والدواعي ظاهرة أولها: أن الحاجة إلي النفط لاتزال ماسة, وبدائله لم تحقق بعد جدواها الاقتصادية,( مع أن المحطات العملاقة لاستقبال الرياح بدأت تغطي جزءا من الاحتياجات النفطية), إلا أن فجوة الطلب أعلي من ذلك كله بكثير.
              تضاف إلي ذلك فوائض مالية مكدسة.
              >> لنطبق سايكس بيكو الجديدة عمليا علي ما يجري الآن في ليبيا..
              }} نحن نعلم مما نقرؤه الآن أن نفط ليبيا جري توزيع امتيازاته فعلا, وبنسب أذيعت علي الملأ, كانت:
              30% لفرنسا( شركة توتال).
              20% لبريطانيا( شركة بريتش بتروليم), والحصة أقل لأن بريطانيا أخذت أكثر في نفط العراق!!
              وليست أمامي الآن نسب التوزيع فيما بقي, لكن إيطاليا تطالب بحق مكتسب( شركة ايني), ثم إن الشركات الأمريكية تلح علي دخول قائمة الوارثين.
              بعد إرث الموارد هناك ثانيا تخصيص المواقع.
              قاعدة للأسطول السادس في' طرابلس' لأمريكا ومراكز مخابرات في' بنغازي' و'طبرق' لبريطانيا وإيطاليا تحتج بأنها تاريخيا تعتبر ليبيا منطقة نفوذ لها وفرنسا عبر البحر لها مطالبها.
              كل هذا وصوت المعارك لايزال يدوي, وسيل الدماء لايزال يتدفق( حتي الآن ثلاثون ألف قتيل في ليبيا, وسبعون ألف جريح, ومرافق بلا حساب وقع تدميرها)!!
              وربما أن هذه التوزيعات للمواقع والموارد تجري بنفس الأسلوب الذي رأيناه في اجتماع رئيسي وزراء بريطانيا وفرنسا يوم أول من ديسمبر1917!!
              والمؤلم أنه يبدو وكأن العرب لم يتغيروا, وكأنهم عادوا إلي حيث كانوا, وكأنهم مازالوا هناك عند' سايكس بيكو' الأولي, ثم إن ظاهر ما يسمعون يأخذهم إلي حيث تريد لهم أوهامهم!!

              >> مادتم تتحدثون عن أوهام العرب في زمن سايكس بيكو القديمة نسأل: ماهي أوهام العرب الجديدة وتحديدا الزعيم الليبي الفار معمر القذافي؟
              }} المدهش أن' معمر القذافي' فعل ما فعله من وصفهم' لويد جورج' بالبدو المتوحشين, تقطع لهم العهود أوقات الحاجة إليهم, ثم ينكرون عليهم كل شيء عندما تنتهي الحاجة إليهم.
              قبل سنوات وعقب غزو العراق بدعوي حيازته لأسلحة دمار شامل, سلم القذافي كل ما كان لديها من مواد مشعة, وآلات ومعدات ورسوم, طلبا لغفران الإله الأمريكي الذي بدا غاضبا, منقضا علي من يعصي له أمرا.
              كان' كرم'' القذافي' يومها يفوق ما طلبوه منه والحقيقة أنه بدا رجلا خائفا من مصير صدام حسين.
              وضع كل ما عنده ووزنه500 طن معدات وآلات وأوراق ورسومات وشحنه كله من أوله لآخره علي مركب سافرت شمالا إلي قاعدة أمريكية في نابولي, وهناك سلمت المركب حمولتها بلا قيد أو شرط, وذلك أدي إلي كشف آخرين ذنبهم أنهم ساعدوه, مثل العالم الباكستاني' عبد القدير خان'.
              وانجرف' القذافي' إلي ما يتصوره جانب الاعتدال, لأنه لا يريد مشاكل, وصدر ابنه' سيف الإسلام' رسولا إلي الغرب باسمه, يعرض في عواصمه وجها جديدا جاهزا للتعلم من الآن!!
              ودفع بلايين الدولارات تعويضات في حادثة' لوكربي' التي صمم حتي آخر لحظة أنه بريء منها لم يحرض ولم يمول وليس له صلة من قريب أو من بعيد, وقد دفع بلايين الدولارات تعويضا, ومنطقه أنه يريد أن يشتري الأمان ويريح نفسه.
              وكل ذلك لم ينفع.
              لم يتعلم العرب لا في الماضي ولا في الحاضر, أنه ليست هناك عهود للدول الا ما تقتضيه أسباب القوة فكلهم سوف يتنكر لأي عهد عند أول منحني علي الطريق إذا دعته مصالحه!!
              وجاء التنكر للعهود هذه المرة فجا جلفا, فلا يغطي شيئا وإنما يتبجح, لأن الذين أنكروا العهود كانوا ملهوفين وعلي عجل, فهم بسبب أوضاعهم الاقتصادية كانوا مفلسين, يتعجلون خطف ثروة من الواهمين, وليس لديهم وقت لأي غطاء أو تزويق يغطي المستضعفين!!
              >> فسر لنا أسباب هذا السقوط المريع للمشروع العربي ولنأخذ القذافي- مرة أخري- مثالا؟
              }} في السنوات الأخيرة زادت الأوهام, واشتد تناقضها مع الحقائق, ووضعت المشروع العربي وأمته وشعوبه بين شقي رحي:
              غير المعقول من ناحية, وغير المقبول من ناحية.
              وبين غير المعقول وغير المقبول كان الطحين علقما في مرارته.
              والأكثر مرارة في هذا' الغير المعقول' هو ما كان يجري في ليبيا من نظام العقيد' معمر القذافي'.
              السلطة المطلقة تفسد.
              والثروة الطائلة أكثر مدعاة للفساد.
              ثم إن الباحثين عن السلطة والمال في العالم العربي, قادرون علي الغواية بلا حدود, وقد تسابق كثيرون منهم يعرضون بضاعتهم كلاما بلا مضمون, وخططا علي الورق, وفي مقابلها تكون الاستجابة لما يطلبون, وعلي نفس الطريق مشي الأوربيون وإن بأسلوب مختلف, وكان المال وليس غيره هو الذي جعل مجتمعات أوروبا كلها تتعامل مع' القذافي' كأنه أمير مدلل, وكان الكثيرون من ساستها ونجومها ككلاب الصيد أمامه, فك مفتوح, ولسان يلهث, وأنفاس ساخنة وجائعة!!
              >> إذا كان القذافي قد عومل كأمير مدلل يطلب وده الكثيرون إذن لماذا انقلب الغرب عليه؟
              }} فجأة وقعت وتوالت أحداث الربيع العربي, ووصلت أصداؤها إلي كل مكان, وبالطبع ليبيا, ثم بدأنا نسمع عن تحركات في' بنغازي', لكنه كان باديا أنها مازالت إشارة وعلامة بعدها طريق شاق يتعين السير فيه, ولا يمكن القفز عليه, لكن هناك من قفز!!
              ولقد كان أغرب ما سمعت عن أحداث ليبيا, هو ما سمعته من شخص قريب الصلة بالمجلس الانتقالي في ليبيا.
              كنت أسأله: إذا كان نظام' القذافي' غير معقول, أليس استدعاء تدخل أجنبي عسكري غير مقبول؟!!
              وكان الرد الذي تلقيته بما مؤداه: أن السامع يتفهم سؤالي, ولكنهم ـ بالنص تقريبا ـ تصوروا أن مجرد هبة في' بنغازي' فإن' القذافي' سوف يفعل مثل ما فعل' بن علي' في' تونس', و'مبارك' في' مصر'' ويمشي, وكذلك خرجنا إلي الشوارع وانكشفنا, لكن هذا الرجل المجنون لم يمش, وبقي في ليبيا, ومعه جزء كبير من البلد وجزء كبير من الناس, وكذلك معظم الجيش, ومعظم القبائل أيضا, وكذلك اضطررنا إلي قبول أي مساعدة, لو أنه هرب وأراحنا, لما وقعنا في هذا المأزق لكن المجنون لم يفعل'!!
              >> كيف تنظرون إلي رد الغرب ـ من خلال حلف الأطلنطي ـ علي ما جري في ليبيا؟
              }} الكارثة أن غير المقبول كان الرد علي غير المعقول.
              إنني قرأت بنفسي وأرجو ألا تكون ملاحظتي متجاوزة في' الأهرام' نفسه قبل أسابيع عنوانا يقول بالنص: حلف الأطلنطي يفتح الطريق لتحرير' طرابلس'.
              وأنا لا أعلم أن حلف الأطلنطي يريد أن يحرر شبرا عربيا.
              وبصراحة وأنا لا أداري في موقفي, فإن' القذافي' كان من الحق أن يسقط, ولكن الشعب الليبي هو من كان يجب أن يتحمل هذه المسئولية, وقد كانت هناك إشارات وعلامات فعلا وإن في بدايتها, وكان يجب للبداية أن تواصل حتي النهاية, وبشعب ليبيا, وليس بالطيران الأمريكي, ولا بأسراب صواريخ' الكروز' الأمريكية, ولا بالطيران الإنجليزي, ولا بالقوات الخاصة البريطانية, ولا بالأسطول الفرنسي, والقوات الفرنسية, ولا بالمخابرات من كل الأطراف!!
              هذا هو غير المقبول بعد غير المعقول.
              >> هل قفز الغرب علي الأوضاع القبلية والعشائرية في ليبيا, وكان همه فقط التخلص من القذافي بأي ثمن؟
              }} لقد فوجئ الغرب بالثورة في' تونس' وفي' مصر', وبدا الربيع العربي وكأنه عالم مفتوح لكل شيء, ولكن هؤلاء نسوا أن نضج عناصر أي ثورة ضروري لنجاح فعلها, وكذلك لم يعد ما يجري في ليبيا ثورة شعبية وفقط, وإنما تبدو الآن غزوا خارجيا, واستيلاء راح ضحيته حتي الآن أكثر من ثلاثين ألف رجل وامرأة وطفل من الليبيين, وجرح منهم قرابة سبعين ألفا, ووقع تدمير مرافق ومنشآت, والآن أري أن المقاومة مستمرة وأظن أن الذين يقاومون مع' القذافي' يفعلون ذلك بانتمائهم إلي الوطن الليبي, ليس تمسكا بـ' القذافي', ولكن لأن هناك غزوا لليبيا, وأظن أن نفس الداعي سوف يصل بليبيا مدنا وقبائل إلي حافة حرب أهلية.
              وبكل أمانة فالثورات لا تصنع, ويستحيل أن تنجح بهذا الأسلوب.
              >> كيف؟
              }} الثورات فعل لا يتم بطريقة تسليم المفتاح, أعني أنه ليست هناك ثورات تسليم مفتاح من قوي خارجية تطلب السيطرة, هذه القوي الخارجية تريد مصالحها فقط, ولا يصح أن يتصور أحد أنها بعد المصالح تريد تحرير شعب!!
              ولقد عرفنا مما سمعنا ورأيناه في شبه الجزيرة العربية عن بناء القصور بطريقة مقاولة' تسليم مفتاح'( كما يقال في التعبير الشائع), وذلك حدث أيضا في مجال الموانئ والمطارات, كله مدفوع نقدا ومقدما برسم التسليم علي المفتاح لكن الثورات شيء آخر.
              باختصار حلف' الأطلنطي' لا يحرر بلدا أو شعبا, وإنما يسيطر علي شعب وعلي بلد!!
              >> لننتقل إلي ساحة أخري ملتهبة بل متفجرة من ساحات الربيع العربي وهي سوريا.. ما هو تقييمكم لما يحدث حاليا؟
              }} هناك غير مقبول آخر يجري في سوريا بعد ما سبقته هو الآخر مرحلة من غير المعقول.
              يكفي في سوريا هذا الذي جري في عملية توريث رئاسة الدولة, وكان سابقة خطيرة!!
              كان الإصرار علي التوريث مهينا للشعب السوري بكل معيار.
              بداية التوريث كان من الرئيس' حافظ' إلي شقيقه' رفعت الأسد', ثم وقع الشقاق بين الأخ وأخيه.
              وإذا إرث الرئاسة ينتقل بوضوح من الأخ الشقيق إلي الابن الكبير' باسل الأسد', ثم تقع حادثة مؤلمة لـ' باسل الأسد', وإذا إرث رئاسة الدولة ينتقل منه إلي الأخ الأصغر' بشار'.
              وهذا غير معقول في نظام جمهوري!!
              المؤلم أن غير المقبول فيما يجري في سوريا بعد غير المعقول الذي سبقه معضلة كبري للأمة ذاتها.
              التغيير في' سوريا' مطلوب, لكن تدخلا عسكريا أجنبيا في سوريا في هذه اللحظة مخيف, وصحيح أن النظام أساء إلي شرعيته بقسوة, لكن البديل بالغزو الأجنبي في هذه الظروف يصعب تقدير عواقبه, خصوصا بعد ما جري في' العراق' و'اليمن' و'السودان' وأخيرا' ليبيا, لا تتحمل المنطقة من' بغداد' إلي' بني غازي' بالعرض, ولا من' حلب' إلي' عدن' بالطول, كل هذا الذي يقع وبإلحاح وإصرار علي أنها الإزاحة هنا, والآن وبواسطة تدخل جيوش وأساطيل أجنبية!!
              >> بعض العرب يريدون تكرار سيناريو ليبيا في سوريا.. هل الأرض مهيأة والظروف سانحة؟
              }} تثير قلقي هذه الإنذارات التي توجهها بعض الدول العربية إلي' سوريا', وكأنها تمهد الطريق لتدخل عسكري دولي, بنفس الأسلوب الذي رأيناه ونراه.
              المهم أن الأزمة في' سوريا' بالفعل أزمة نظام جاوز اللامعقول, لكن علاج اللامعقول لا يجيء بدواء اللامقبول!!
              وبعض ما يجري في' سوريا' مقصود به' إيران' كهدف أساسي في ملء فضاء الشرق الأوسط.
              والذين يغامرون باللامقبول لا تهمهم العواقب, وربما أن هذا سر غضب بعضهم, وبينهم الرئيس الفرنسي' ساركوزي' علي البطريرك الماروني بشارة الراعي لأنه تحفظ تجاه ما يمكن أن يجري في سوريا علي مستقبل موارنة لبنان!
              ولم يكن' ساركوزي' وحده هو الذي انتقد البطريرك الماروني, ولكن سبقه بعض زعماء القبائل العرب, الذين لا يهمهم التاريخ القديم في' سايكس بيكو' الأولي ولا يلفت نظرهم الجديد الكامن في' سايكس بيكو' الثانية.
              هذا هو المشروع الغربي في ملء فراغ المنطقة, ويجيء بعد ذلك مشروعان وشبح مشروع لا مستقبل له في ظني.
              >> قلتم إن بعض ما يجري في سوريا مقصود به إيران.. وهنا نسأل أين هو المشروع الإيراني وما هي التمايزات بينه وبين المشروع التركي؟
              }} هناك مشروع إيراني وهو محدود في إطاره لأسباب عديدة, تضعها الجغرافيا بالمسافات, ويصنعها التاريخ بالثقافات, إلي جانب أن هذا المشروع تحت حصار, وعليه فإن إستراتيجيته الآن دفاع!!
              - وهناك أيضا مشروع تركي لديه حظ أكبر, لأن أساسه التاريخي لايزال في الذاكرة, ولايزال في المواريث.
              وبمنتهي الأمانة فأنا لست متحمسا لهذه اللهجات بالغمز واللمز علي تركيا, خصوصا في أعقاب زيارة رئيس وزرائها الطيب أردوغان.
              كل منطقة في الدنيا أرض وموارد وأهم من ذلك فضاء سياسي وثقافي وعسكري, فضاء نفوذ وقدرة وهيبة وهذا الفضاء لا يقل أهمية عن الأرض والموارد.
              وكان ظني أن أفضل الخيارات المطروحة هذه اللحظة أن يستطيع العرب تأمين توازن في موقفهم يصون مصالحهم, ولا يقمع طموحات مستقبلهم, ولا يكون مقاولة' تسليم مفتاح'!!, وتأمين التوازن في الحالة العربية لابد أن يتم بدرجة من التعاون مع الجوار الإقليمي الإسلامي, بصرف النظر عن فرقة المذاهب, وأنا لا أحسبها فرقة, وإنما رؤي مختلفة في التاريخ وفي الثقافة.
              لكن الظاهر من الخطاب الرسمي العربي السائد, هو عداء إيران, والتشكيك في تركيا.
              والعداء لإيران بالتركيز علي مذاهب سوف يؤدي إلي كوارث في شبه الجزيرة العربية, بدايتها ما نري في' اليمن' و'البحرين'.
              والتشكيك في تركيا واستدعاء الجانب المظلم من التجربة العثمانية القديمة, قد يرفع تركيا للانضمام إلي' سايكس بيكو' الجديدة شراكة مع الغرب الأمريكي الأوروبي في نصيب من الموارد والمواقع.
              كانت تركيا العثمانية هي الضحية التي توزع إرثها علي الآخرين في' سايكس بيكو' الأولي.
              والآن والإرث العربي القومي يوزع علي الأطراف في' سايكس بيكو' الجديدة, فإن تركيا امام إغراء أن تكون شريكا في الإرث الجديد بعد أن كانت ضحية في سابقه.
              >> في خضم كل ما يحدث في العالم العربي أين مصر ؟ وكيف تقيمون رد فعل صانعي القرار فيها؟
              }} أكثر ما يعنيني في هذه اللحظات الفارقة هي مصر موقفها أمنها مطالبها الإستراتيجية مصالحها!!
              وبصرف النظر عن الانتماء, وهل هو فرعوني, أو إسلامي أو قومي عربي... ؟!!
              وبصرف النظر عن كل شعارات مصر أولا, ومصر أخيرا.
              وبصرف النظر عن دواعي الفخر من أول بناء أهرامات الجيزة, وحتي رفع الأعلام يوم25 يناير في ميدان التحرير, فإن مصر بلد ـ حتي بمصالحه وأمنه وفي أضيق الحدود ـ بلد له ضرورات:
              هو لا يستطيع أن يحمي نفسه عسكريا علي خطوط حدوده الدولية, ونظرة إلي الخريطة تكفي.
              ثم إنه بلد لا يستطيع أن يحقق نموه بالاقتصار علي موارده.
              وأخيرا فإنه لا يستطيع وحده أن يؤكد بقاءه وثقافته ووعيه, حتي بالحياة نفسها في هذه الرقعة المحاصرة بالصحاري علي ضفاف النيل.
              بلد يعتمد علي مياه تجيء إليه من خارجه.
              وبلد لا يستطيع أن يعزل نفسه, وهو ينطق ويفكر ويتصرف بنفس اللغة مع جواره.
              وبلد لا يستطيع أن يبتعد عن محيطه الديني( مسلم ومسيحي) بكل دواعيه ومحركاته الحضارية.
              >> هل أنت قلق علي الأحوال في بر مصر؟
              }} ما يقلقني في هذه الساعة هو أن مصر في هذه الظروف كلها تبدو مستغرقة بالكامل, في مشاكل آنية تقسيم الدوائر الانتخابية.. فردي أو نسبي.. إلي آخره.
              كانت ثورة يناير قد وضعتها في أعلي مقام في المنطقة, وتحت أسطع ضوء, وفي أبهي صورة, ثم جاءت اللحظة الحرجة من حولنا ونحن مشغولون عنها وكأنها لاتعنينا.
              مشروع تاريخي ينزاح وهو يستحق, ونظام مستجد يزحف وليس له حق.
              وملفات خطيرة تستبعد, وملفات أخطر تستحضر.
              وحدود ترسم, ومصالح توزع, وعوالم بأسرها تتغير, ونحن هنا ودعونا ننظر إلي عناوين الصحف والإذاعات وشبكات التليفزيون كما رأيناها أمس, وكما سوف نراها غدا!!
              أقول ذلك وأنا أري الحركة الهادرة والفوران الذي تعيشه مصر هذه الأوقات, وما أراه يقلقني ولكنه لايخيفني أكثر من اللازم, فهذه علي طول التاريخ أعراض وعوارض رحلة انتقال وسفر إلي المستقبل, يقوم به شعب, ووراءه تجربة تاريخية كبري, وأمامه أفق واعد أوسع!!
              >> ما هو الأمر الملح الآن في نظركم ؟
              قد يكون مناسبا وحتي لا يتشتت تركيزنا بين الداخل والاقليم, أن أتقدم باقتراح, إنشاء مجلس أمن قومي مصغر من داخل المجلس الأعلي للقوات المسلحة أو بجانبه, ويكلف بمتابعة ما يجري من حولنا, ويساعد علي تحديد حركتنا إزاءه, لأن ما يجري الآن سوف يقرر مستقبل المنطقة وشعوبها لعشرين سنة قادمة علي أقل تقدير؟!!
              وأظننا لا نريد أن نجد أنفسنا داخل الخريطة الجديدة, حيث لا يليق أو خارجها حيث لا يصح!!
              هذا في ظني ضرورة من ضرورات هذه اللحظة وفورا, ولأصحاب المستقبل رأيهم وقرارهم الأخير.
              ---------
              عن جريدة الاهرام المصرية ..
              التعديل الأخير تم بواسطة محمد سليم; الساعة 23-09-2011, 16:15.
              بسْ خلااااااااااااااااااااااااص ..

              تعليق

              • عبد الحميد عبد البصير أحمد
                أديب وكاتب
                • 09-04-2011
                • 768

                #8
                تشومسكى مستبصر لايطرح رؤياه إلا عند قياس الصورة كاملة بعينيث ثاقبتين بعكس الأخرين الذين يطرحوا رؤياهم بعين واحده"العمى السياسي.." هيكل بقى "جوكر" يهوى دائماً التأرجح على الحبال.

                الوقت خدمه سابقاً وتوافق معه لاحقاً.

                الحمد لله كما ينبغي








                تعليق

                • محمد سليم
                  سـ(كاتب)ـاخر
                  • 19-05-2007
                  • 2775

                  #9
                  (( 6))
                  قلق في إسرائيل من عودة الاهتمام بسيناء

                  الاستثمارات المصرية في سيناء تؤسس لمجتمعات حديثة
                  القاهرة ـ رأفت سليمان‏:

                  أعرب تقرير إسرائيلي عن قلق
                  الأوساط السياسية والاقتصادية في إسرائيل من عودة الاهتمام المصري بسيناء‏.‏



                  وأشار التقرير ـ الذي أعده مركز بنجامين فرانكلين ـ بيجين عن الاستثمارات المصرية في سيناء ـ إلي أن الاستثمارات التي تدفقت علي سيناء تؤسس لمجتمعات حديثة في شبه الجزيرة.
                  وقال: إن هذه المجتمعات ستكون محاور ارتكاز سكاني في سيناء مستقبلا.
                  وأوضح أن الاستثمارات برغم أنها من القطاع الخاص, فإنها تلقي دعما حكوميا وشعبيا هائلا.
                  وكشف التقرير عن أن إسرائيل عرضت في أثناء حكم الرئيس السابق ضخ استثمارات في وسط وشمال سيناء, إلا أن ذلك قوبل بالرفض لأن الشخصيات والمستثمرين المصريين الموجودين بهذه المنطقة يتمتعون بحس شعبي ودعم جماهيري سيجعل دخول الإسرائيليين في هذه المنطقة صعبا للغاية.
                  وحلل التقرير الشخصيات الموجودة والمستثمرة في سيناء, خاصة محاولتهم إحداث تكامل للاستثمارات الصناعية والخدمية والتعليمية, وأن هذا التلاحم عمل علي ربط أهل سيناء بالوطن الأم بشكل كبير. وأشار التقرير إلي أن عدم الاستقرار الذي لوحظ خلال السنوات الماضية في سيناء لم تكن إسرائيل بعيدة عنه.
                  وأضاف أن هاجس الأمن الإقليمي والاستقرار لإسرائيل يمثل تحديا كبيرا للحكومة الإسرائيلية, خاصة مع حصار غزة و حشر ما يقرب من مليون ونصف المليون فلسطيني بمحازاة الحدود المصرية, ووجود مستثمرين مصريين وما يصاحب ذلك من سياسة غامضة ـ بحسب قول التقرير ـ هو أحد أهم التحديات الكبيرة أمام إسرائيل في سيناء.
                  _______________

                  التعديل الأخير تم بواسطة محمد سليم; الساعة 30-09-2011, 16:43.
                  بسْ خلااااااااااااااااااااااااص ..

                  تعليق

                  • محمد سليم
                    سـ(كاتب)ـاخر
                    • 19-05-2007
                    • 2775

                    #10
                    الإندبندنت تتساءل:
                    هل ستكون إسرائيل موجودة عام 2048 ؟
                    وكالات الأنباء
                    30-9-2011 | 10:43

                    اسرائيل

                    في الوقت الذي تشهد فيه أروقة الأمم المتحدة مداولات سرية وعلنية حول الطلب الفلسطيني بعضوية الدولة المستقلة في الأمم المتحدة، حيث تلوح الولايات المتحدة باستخدام حق النقض، بينما هناك دعوات وخاصة من جانب اللجنة الرباعية باستئناف المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي من دون شروط مسبقة، خرجت صحيفة (إندبندنت) البريطانية بمقال في صفحة (الرأي) بقلم ماري ديجيفسكي طرحت في عنوانه سؤالا يقول:
                    " هل ستكون إسرائيل موجودة بحلول عام 2048؟"

                    وتطرقت الكاتبة في المقال إلى الغموض الذي يكتنف مستقبل إسرائيل والمخاطر التى تواجهها في ضوء التغيرات التي تشهدها المنطقة العربية وخاصة الدول المحيطة بها.

                    وقالت إن الموضوع لا يتعلق بحق إسرائيل في الوجود بل هل ستكون قادرة على الاستمرار والعيش لمدة مائة عام؟ وتجيب عن التساؤل وتقول إن التطوارت الأخيرة تحمل بعض الدلائل على إن اسرائيل الحالية قد لا تكون جزءا من المشهد العالمي بشكل دائم.

                    أما الأسباب التي تدعوها إلى الشك في قدرة إسرائيل على الاستمرار فأولها أن حدودها غير محمية رغم إنفاق مبالغ طائلة على عمليات تحصينها مثل جدار الفصل الذي بنته في الضفة الغربية، فالحدود مع الدول الأخرى سهلة الاختراق كما فعل عدد من الفلسطينيين في سوريا عندما تمكنوا من اختراق الحدود ودخول إسرائيل خلال شهري مايو ويوليو الماضيين.

                    وإذا تدهورت الأوضاع أكثر في سوريا وتحولت الأزمة فيها إلى حرب أهلية فإن الفوضى في سوريا ستحمل مخاطر أكبر لإسرائيل لأنه لن تكون هناك سلطة في دمشق تمنع حشود الفلسطينيين المحبطين في سوريا من إعادة الكرة.

                    كما يمكن أن يحدث شيء مماثل على الحدود الجنوبية لإسرائيل حيث الحدود الإسرائيلية مع مصر طويلة وتصعب السيطرة عليها بشكل كامل والأوضاع الأمنية في مصر تدهورت بشكل ملحوظ منذ الإطاحة بحكم الرئيس حسني مبارك وإذا امتدت الاضطرابات إلى الأردن والضفة الغربية فإن إسرائيل ستواجه مخاطر أمنية أكثر فداحة.

                    أما السبب الثاني فله علاقة بأوضاع المنطقة في أعقاب ربيع الثورات العربية فرغم الخوف المتأصل لدى الدوائر الغربية من إمكانية وصول قوى إسلامية معادية لإسرائيل إلى سدة الحكم في الدول العربية في حال حدوث أي تحولات ديمقراطية فيها وهو احتمال ما زال قائما، فإن ما حدث له تداعيات أكثر خطرا على إسرائيل لأن هذه التحولات أفقدت إسرائيل مكانتها باعتبارها الديمقراطية الوحيدة في المنطقة ،لا بل إن جميع القادة العرب الذين دعموا فكرة التوصل إلى سلام معها إما خرجوا من الحكم أو في طريقهم غلى ذلك بينما الولايات المتحدة تمتنع عن التدخل فيما تشهده المنطقة من تحولات.

                    وثالث هذه الأسباب له علاقة بما تشهده إسرائيل من تحولات داخلية حيث الجيل المؤسس للدولة يغيب عن الساحة والعوامل التي كانت تجمع الإسرائيليين مثل المحرقة النازية لم تعد مصدر وحدة كما كانت سابقا، كما أنها تشهد تحولات على صعيد التركيبة السكانية ونسبة اليهود الأصوليين والعرب والجيل الثاني من المهاجرين اليهود من روسيا يزداد عددهم بوتيرة أسرع من الفئات الأخرى من الإسرائيليين.
                    التعديل الأخير تم بواسطة محمد سليم; الساعة 30-09-2011, 17:16.
                    بسْ خلااااااااااااااااااااااااص ..

                    تعليق

                    • محمد سليم
                      سـ(كاتب)ـاخر
                      • 19-05-2007
                      • 2775

                      #11
                      (( 8 ))..............
                      حفاض "باراك أوباما "يثير غضب
                      سكان نيو أورلينز Friday, September 30, 2011 - 02:33 PM



                      أثارت صورة رفعها رجل قرب منزله في مدينة نيو أورلينز الأميركية تظهر الرئيس باراك أوباما يرتدي حفاضاً، سخطاً واسعاً في المدينة ذات الأغلبية من السكان السود.
                      وكشفت الصحيفة البريطانية “دايلي مايل” أن
                      العشرات تجمعوا خلال اليومين الماضيين أمام المنزل للمطالبة بإزالة الصورة بينهم عمدة نيو أورلينز السابق راي ناجين، واعتبروا أنها تسيء لأوباما وللمجتمع الأميركي من اصل أفريقي.

                      ولكن الشرطة قالت إن تيم رايلي الذي رفع الصورة لديه الحق في حرية التعبير ولا يمكنهم إزالتها.
                      وقالت إحدى الجارات فيرونيكا ليونز “نرى الصورة كل يوم، إنها مقرفة ولا أصدق أن أحداً قد يرفعها، ولكن لديه الحق في ذلك للأسف”.
                      ويكتب رايلي قرب الصورة تعليقات تنتقد سياسة أوباما ولا سيما في ما يتعلق بالاقتصاد...........
                      ............
                      أنتهى الخبر .....
                      ....وسؤالي : أين نحن من هذا ؟؟؟؟



                      التعديل الأخير تم بواسطة محمد سليم; الساعة 30-09-2011, 17:59.
                      بسْ خلااااااااااااااااااااااااص ..

                      تعليق

                      • محمد سليم
                        سـ(كاتب)ـاخر
                        • 19-05-2007
                        • 2775

                        #12
                        ((9))
                        حوار "بوابة الأهرام" مع آلان جريش نائب مدير صحيفة لوموند ديبلوماتيك الفرنسية


                        بالفيديو..آلان جريش: مصر تخلصت من مبارك.. لكن هناك ألف "جمال" في مؤسساتها
                        حوار: محمد سعد- تصوير: أيمن حافظ

                        يكتسب الكاتب الفرنسي "آلان جريش"
                        أحتراماً واسعاً في العالم ليس لمنصبه المرموق كنائب مدير صحيفة "لوموند ديبلوماتيك" الفرنسية، إحدي أهم المطبوعات السياسية في العالم ورئيس مجلس إدارة طبعتها العربية فحسب، ولكن لمواقفه الداعمة للفلسطينيين وللإسلام في وجه الغطرسة الأوروبية والأمريكية وقبلهما الإسرائيلية والدعايات السياسية التي تستخدمها الحكومات الغربية ضد الإسلام، وهي مواقف سببت لجريش مشاكل كثيرة. ودفعت أحد المستمعين لمحاضرته التي ألقاها بالقاهرة الأسبوع الماضي لأن يقول له "لو كان كل الغربيين مثلك لعم السلام العالم كله".
                        آلان جريش ولد بالقاهرة في 1948 لأسرة من أصول يهودية، وهو ابن المناضل الشيوعي المصري الفرنسي هنري كورييل. وبالإضافة لكون جريش المدير المساعد لصحيفة لوموند ديبلوماتيك هو خبير اقتصادي ومتخصص في شئون الشرق الأوسط. وجاءت تلك المحاضرة التي ألقاها بالمركز الثقافي الفرنسي ضمن زيارته لمصر التي التقيناه خلالها وأجاب فيها عن لماذا تنحاز أمريكا بشكل مطلق لإسرائيل؟ وعن كيف لم يفهم العرب الغرب؟. كما تعرض فيها للشرق الأوسط الجديد الذي بدأ يتخلق وتداعياته علي النظام العالمي ودلالة توجه الفلسطينيين للأمم المتحدة للحصول علي اعتراف بدولتهم في هذا التوقيت، كما وضع جريش في الحوار رؤيته للموقف في مصر ورأي أن الثورة لاتزال في بداياتها وأن الطريق طويل، وألح علي ضرورة وجود برنامج اقتصادي حقيقي، وتعرض جريش لسوريا التي تدخل الثورة فيها منعطفاً خطيراً سيلقي بظلاله حتماً علي الربيع العربي بأكمله. وإلى نص الحوار:
                        - "بوابة الأهرام" - بدأ الربيع العربي بسقف توقعات مرتفع بعد سقوط بن علي ومبارك في وقت قليل، ولكن سرعان ما بدأ الربيع ينحرف إلي صيف دموي مع الثورة السورية، وربما نحن مقبلون علي خريف عربي، كيف تري مشهد ما أصبح يعرف بالربيع العربي ؟
                        = الثورات في مصر وتونس حدثت فجأة وبسرعة وخلقت مناخا وهما بين المراقبين فبدأت مظاهرات في البحرين والمغرب والأردن، الناس اعتقدوا أن التغيرات ستحدث بسرعة ولكن ما حدث أن السلطة في كل بلد حضرت نفسها جيداً وتأهبت لمواجهة ذلك التسونامي بعد سقوط بن علي ومبارك، أنا أظن أن ما حدث هو تغيير تاريخي في المنطقة والعالم العربي، ولكن هذا التغيير التاريخي لا يمكن أن يحدث في أسابيع حتي في تونس ومصر اللتان سقطت فيهما السلطة بالفعل، التغيير سيأخذ وقتا، ولكن في اعتقادي أن التغيير الأساسي الذي حدث بالفعل كان عند الناس أنفسهم أو ما أسميه باسترداد الكرامة، الناس لم تعد تريد الرجوع للوراء مرة أخري فيما يتعلق بحرياتهم وحقوقهم في التعبير وهذا لا يعني أننا سننشيء ديمقراطية في أسبوعين، فكما قلت التغيير سيأخذ وقتا ولكنه يحدث.


                        في مصر هناك مشكلات ولكن هناك تقدما يحرز علي الأرض يوماً بعد يوم، هناك العديد من رواسب النظام القديم وتغييره سيأخذ وقتاً، ولكني أؤكد أن التغيير الأهم ليس ما يحدث في الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية ولكن في ثقافة الناس أنفسهم، وفي النقابات والمصانع والشوارع.

                        - "بوابة الأهرام" - هل نحن بإيذاء شرق أوسط جديد يتشكل في الأفق ؟
                        = هذا صحيح إلي درجة كبيرة، دعني أقل لك إن العالم العربي كان ظاهرة غريبة في العالم، التغييرات اكتسحت العالم كله منذ السبعينيات، سقطت الأنظمة الديكتاتورية في أمريكا اللاتينية سقط الاتحاد السوفيتي وجدار برلين وانفتحت الدول الإفريقية علي التعددية، المنطقة الوحيدة التي ظلت علي حالها هي العالم العربي، وهذا كان غريبا في العالم كله ولم يكن من الممكن أن يستمر الوضع علي هذه الحال، صحيح أننا لا نستطيع أن نقول لماذا قامت الثورة في ذلك الوقت؟، كان يمكن أن تقوم قبلها بشهر أو بعدها ولكن الأكيد أن مقومات الثورة كانت موجودة، العالم العربي الذي كان يعيش في أزمات سياسية واقتصادية خانقة والشباب الغاضب كان موجوداً وهو وقود الثورة، لذلك نعم فهناك شرق أوسط جديد يتشكل.
                        - "بوابة الأهرام" - هل يمكن أن يحدث وجود شرق أوسط جديد بما قد يحمله من حكومات وأنظمة ليست معادية للغرب، ولكن علي الأقل مستقلة عنه تغييراً في بنية النظام العالمي، وهل يدخلنا وجود حكومات كتلك في مرحلة عالم متعدد الأقطاب ؟
                        = بنية النظام العالمي بدأت في التغير بالفعل حتي قبل قيام الربيع العربي، والتغيير مفيد للعالم العربي بشكل أساسي فالعالم انتقل بالفعل من هيمنة القطب الواحد إلي عالم متعدد الأقطاب، لدينا قوي جديدة ظهرت علي الساحة العالمية مثل دول البريكس (الهند والصين والبرازيل وتركيا) هم ليسوا ضد الغرب ولكن لديهم إمكانيات أكثر استقلالية ونري ذلك بوضوح في تركيا، النظام التركي حليف للولايات المتحدة وفي نفس الوقت لديه سياسات مستقلة عن الغرب، يمكن بالفعل أن نقول أننا دخلنا عالم التعددية القطبية وأنا أعتقد بأن ثورات العالم العربي ستذهب في نفس الإتجاه وسيمكنها المساهمة بفعالية في تغيير الفاعلين الدوليين علي الساحة، ومن السهل عليهم أن يتبعوا سياسات مستقلة خصوصاً في المجال الاقتصادي وكلنا نري الدور الذي تلعبه دول البريكس في المجال الاقتصادي.
                        في الثمانينيات كان العرب يلجأون للتفاوض مع الولايات المتحدة وصندوق النقد الدولي ويفرض عليهم شروط وسياسات مجحفة، لأن المنفذ الوحيد كان الاقتراض من صندوق النقد الدولي الذي كان يضغط علي بلد مثل مصر لفتح الأسواق والاستمرار في سياسات الخصخصة التي كانت سبباً في أزمات فجرت الوضع الحالي، ولكن الآن الوضع اختلف ومعظم بلاد العالم الثالث قطعت علاقاتها بصندوق النقد الدولي، هناك إمكانيات أخري، يمكن عقد شراكات اقتصادية مع الدول الصاعدة الجديدة بعيداً عن الهيمنة الأمريكية والأوروبية، ولكن للأسف في مصر لا أحد يفكر في وضع برنامج اقتصادي للمستقبل.

                        - "بوابة الأهرام" - هل يمكن الحديث إذن الحديث عن طبيعة جديدة للعلاقات بين الشرق والغرب ؟
                        = نعم ولكن هناك مستويين لتلك العلاقات أحدهما اقتصادي والآخر سياسي، علي المستوي الاقتصادي هناك علاقات جديدة ستنشأ بالطبع، علي الأقل هناك إمكانيات جديدة لتلك العلاقات بين الشرق وأوروبا علي وجه الخصوص، ففي أوروبا كما في مصر هناك أزمة اقتصادية ستستلزم إحداث تعديلات في الاتجاهات الاقتصادية وأظن أنه من الممكن أن تكون هناك اتجاهات اقتصادية جديدة تفيد مصر وأوروبا في نفس الوقت بحيث تساعد السياسات الجديدة علي إستقلالية مصر وتكون في صالح أوروبا، ولا أعتقد بان التطور الاقتصادي العربي سيضر بأوروبا ولكن سيفتح آفاقا جديدة للتعاون.
                        علي المستوي السياسي هناك مشكلتان ستضران بالعلاقات بشكل كبير، الأولي مشكلة فلسطين وموقف الولايات المتحدة وأوروبا من الدولة الفلسطينية ودعمهما غير المشروط لإسرائيل وهذا أمر سيخلق مشكلات كبري، المشكلة الثانية هي ما نسميه في الغرب بالإسلاموفوبيا، هناك حملة منذ 10 سنوات ضد الإسلام وضد الإرهاب كخطر جديد علي المجتمع الدولي، ولكن في الحقيقة إن الخطاب الأوروبي لم يكن ضد الإرهاب ولكن ضد الإسلام والأقليات الإسلامية في أوروبا والعالم الإسلامي.
                        علي أية حال سنري ما سيحدث في الانتخابات المقبلة في مصر وتونس فالأحزاب الإسلامية ستلعب دورا مهما حتماً وقد يخلق هذا خوفا لدي الرأي العام الأوروبي وهو خوف بلا سبب في رأيي ولكن أنت تعلم الحكومات تستغل تلك الظاهرة لمصالحها.
                        - "بوابة الأهرام" - كيف سيرد الغرب إذا ما وصل الإخوان أو التيارات الإسلامية إلي الحكم في مصر أو تونس ؟
                        = هناك نقطة يجب إجلاؤها هنا قبل أي شيء وهي أن الغرب ليس كتلة واحدة، وأنت تري موقف الغرب من التدخل في ليبيا لم يكن موحداً كان هناك فارق بين موقف فرنسا وإنجلترا وموقف أمريكا وألمانيا، والمشكلات الداخلية التي يمكن أن تستخدم فيها الأحزاب السياسية ظاهرة الإسلاموفوبيا مختلفة بين أمريكا وألمانيا.
                        لكن دعني أقول لك إنه توجد تيارات كثيرة في أوروبا وأمريكا مستعدة للتعامل مع الإخوان والتيارات الإسلامية وهناك تاريخ بين أوروبا وأمريكا والتيارات الإسلامية في أفغانستان، صحيح أن الوضع مختلف الآن فالولايات المتحدة كانت علي استعداد للتحالف مع أي شخص في صراعها مع السوفييت، ولكن من الممكن جداً أن تتعامل مع كل الأحزاب في إطار الديمقراطية بشكل عادي، ولكن السؤال هو، هل ستعمل كل الحكومات الأوروبية علي هذا المنوال؟ أعتقد أن هذا سؤال مفتوح.

                        - "بوابة الأهرام" - بعكس كل المحللين الذين استبعدوا وجود فلسطين من معادلة ثورات الربيع العربي، رأيت أن فلسطين كقضية حاضرة في الربيع العربي، فما هو موقع فلسطين من التحولات الجارية في الإقليم ؟
                        = ظن كثير من المحللين أن عدم إحراق العلم الفلسطيني في ميدان التحرير يعني غياب قضية فلسطين. ما حدث هو أن الهدف الرئيسي للمظاهرات كان هو التخلص من الحكومات الديكتاتورية ولهذا تم تنحية أي أهداف أخري سواء ضد الغرب أو إسرائيل، وهذا يعني أن قصة فلسطين كانت حاضرة فوجودها قوي في الشعور العربي منذ زمن بعيد، وأظن أن هذه قضية حساسة للعلاقات بين الشرق والغرب، صحيح أن الثورات العربية لم تكن مع أو ضد الغرب بل في مكان آخر وهذا شيء إيجابي يختلف عن ثورات الستينيات والسبعينيات التي حملت عداء ضد الغرب الذي كان محتلاً في ذلك الوقت، الآن الاحتلال زال وموقف العرب من الغرب سيتحدد علي أساس موقفه من قضية فلسطين.
                        - "بوابة الأهرام" - هل يعني توجه أبو مازن للأمم المتحدة مباشرة أن طريق المفاوضات قد سد تماماً وأن أبو مازن بات مقتنعاً بذلك ؟
                        = من الصعب تحديد موقف القيادة الفلسطينية اليوم ولكن ذهاب أبو مازن وإلقاءه لخطاب قوي في الأمم المتحدة يعني وجود تغير مبدئي في القضية فمنذ انتخاب أبو مازن في 2005 كان موقفه الوحيد هو المفاوضات الثنائية مع أمل أن يضغط الأمريكان علي إسرائيل وروسيا وأوربا كانتا تؤيدان الموقف ذاته، ولكن أنت تعلم منذ استئناف المفاوضات في عام 2000 لم تكن هناك فرصة لإبرام اتفاق من الأساس، إسرائيل توقفت عن أن تكون شريكاً في السلام.

                        القضية ليست أنت مع أو ضد المفاوضات، القضية أنه لم يكن هناك شيء اسمه عملية السلام لقد كانت هناك دائماً عملية ولكن دون سلام الحكومة الإسرائيلية لم تكن لتتوصل إلي اتفاق يعطي للفلسطينيين حقوقهم ويعترف بدولة علي حدود 67، الحالة الوحيدة التي كان سيبرم فيها اتفاق هي استسلام الفلسطينيين وتنازلهم عن حقوقهم للإسرائيل، ولذا أنا أعتقد أن توجه أبو مازن للأمم المتحدة معناه أن طريق المفاوضات مسدود.
                        أيضاً لا توجد آلية ضغط أمريكية علي إسرائيل، خصوصاً مع اقتراب انتخابات الرئاسة الأمريكية، البديل لدي حماس هو الكفاح المسلح، وفي الحقيقة لا يوجد كفاح مسلح، حماس تستعمل صواريخ الكاتيوشا وهذا أمر لا وزن له سياسياً أو عسكرياً، التوازن لن يتغير بالكاتيوشا، وهنا يجب أن أشير إلي أن القيادة الفلسطينية في ورطة وعليها إعادة النظر في استراتيجياتها وهذا سهل الآن في ظل الربيع العربي الذي أظهر أن للشعوب دورا حتي إذا تظاهرت سلمياً وعلي القيادة الفلسطينية أن تبني حركة تعاطف شعبية سلمية واسعة مع إمكان فرض عقوبات علي إسرائيل في المستقبل، أعتقد أن هذا هو الطريق الآن. والقيادة الفلسطينية عليها تغيير نفسها فهم كباقي الحكام العرب، هم يحكمون كما كان يحكم مبارك فيمنعون حرية التعبير ويعذبون الناس بالسجون.
                        - "بوابة الأهرام" - أوباما هدد عباس وقال له" ستتحمل مسئولية أي قطرة دم أمريكية تنزف في الشرق الأوسط حين نضع الفيتو علي الدولة الفلسطينية"، ما الذي يمكن أن يحدث إذا ما استخدمت الولايات المتحدة الفيتو ؟
                        = أذكر هنا خطاب الجنرال ديفيد بترايوس قائد القوات الأمريكية بأفغانستان ومدير المخابرات المركزية حالياً في الكونجرس منذ سنة ونصف السنة وقال فيه بصراحة إن عدم حل القضية الفلسطينية يضع جنودنا في العراق وأفغانستان في خطر، وأنا أؤكد أن كل الخطابات المعادية للولايات المتحدة سببها موقف الولايات المتحدة من فلسطين، فهناك عرب كثر ذهبوا لمحاربة أمريكا بسبب تأييدها غير المشروط لإسرائيل، وبصراحة أنا أستغرب تهديد أوباما فهو المسئول عن أي ضرر يقع لأي أمريكي من جراء استعمال الفيتو وليس أبو مازن الذي يتسم بالهدوء ويعارض الكفاح المسلح ووقف ضد عسكرة الانتفاضة الثانية.

                        - "بوابة الأهرام" - الموقف الأمريكي غير مفهوم بالنسبة لنا نحن العرب، التأييد المطلق وغير المشروط حتي إذا أضر ذلك بصورة الولايات المتحدة نفسها، هناك علامة استفهام كبيرة لدينا .
                        = لا لا، في الحقيقة تفسير الموقف الأمريكي سهل للغاية، هم يؤيدون إسرائيل بنسبة 100% وبلا شروط وفي نفس الوقت لهم علاقات جيدة بالعالم العربي بلا شروط أيضاً، لماذا تغير الولايات المتحدة سياساتها إذن، كان هذا علي الأقل موقف أمريكا حتي قيام الثورات العربية، ولكن من الممكن أن يتغير ذلك في الفترة المقبلة أو سيكونوا مضطرين لأن يدفعوا ثمن هذا التأييد إذا ما قالت الحكومات العربية، بصراحة أن رد الفعل الشعبي سيكون واسعاً إذا ما استخدمت الولايات المتحدة الفيتو ضد الدولة الفلسطينية، لا تنتظر من الأمريكان أن يغيروا موقفهم دون وجود ضغوط من الحكومات العربية.
                        - "بوابة الأهرام" - هل نحن العرب، لم نفهمهم بعد، هل فشلت النخبة العربية في معرفة الطريقة التي تعمل بها أمريكا وإسرائيل ؟
                        = الإسرائيليون قريبون من الغرب وحين يتحدثون مع الأمريكان يتحدثون نفس اللغة وبشكل ما جزء من التحالف الأمريكي الإسرائيلي وحتي الأوروبي سببه هذا التقارب، العرب للأسف لا يتحدثوا مع الأمريكان بنفس اللغة ولا يقوموا بجهد لفهم كيفية صنع المواقف في الولايات المتحدة، العرب يتحدثون عن اللوبي الصهيوني، نعم هناك لوبي صهيوني ويعمل ولكن ليس بهذا الشكل المبالغ فيه هو فقط يدرك قواعد اللعبة وكيف يلعبها، وأنا قلت في محاضرتي إن السفارة الإسرائيلية بباريس تعمل أكثر من السفارات العربية الـ 21 مجتمعة، لا يبذل العرب جهدا حقيقيا للكلام مع الصحفيين وصنع رأي عام يعبر عنهم.

                        - "بوابة الأهرام" - إذا انتقلنا إلي مصر، هناك حالة من الإحباط، والإحساس بأن عملية إعادة تركيب الدولة القمعية تجري علي قدم وساق، لدينا قانون طوارئ ومحاكم عسكرية ومصادرة صحف وسجن مدونين، كيف تري هذا الوضع بعد ثورة ؟
                        = هذا موقف عادي، الثورة أمامها ثورة مضادة، لقد تخلصتم من مبارك وجمال ولكن هناك ألف جمال، في الجامعات والنقابات ومؤسسات الدولة، هناك أناس كثر من عهد مبارك وهذا صراع كبير، صراع كل لحظة وأنا متفائل، لا توجد إمكانية للرجوع للوراء، لا يمكن أن نبني دولة ديمقراطية في ستة أشهر أو حتي 6 سنوات، في الخمسينات حين كنت في مصر كان البوليس يأخذ الناس ويضربهم، هذه ثقافة قديمة مترسخة لدي البوليس، هم فوق القانون، التغيير صعب حتي في أوروبا ولأذكرك بأن آخر مظاهرة سلمية قتل فيها متظاهرون في فرنسا لم تكن منذ قرنين بل في أواخر ستينيات القرن الماضي، الآن لم يعد هذا ممكناً لأمور كثيرة، منها تغير الثقافة والمجتمع.
                        - "بوابة الأهرام" - في الوقت الذي كنت تلقي فيه محاضرتك في المركز الثقافي الفرنسي، وفي مكان ليس ببعيد عنه كان المشير طنطاوي يتجول في التحرير ببدلة مدنية، ونقلت وسائل الإعلام المختلفة تلك الصور التي أثارت عاصفة من الجدل حول دلالالة ذلك وإمكانية أن يترشح المشير للرئاسة، برأيك هل يمكن أن يقدم الجيش مرشحا للرئاسة ؟.
                        = لا أعتقد أن الجيش يريد البقاء في السلطة، أنا متأكد من أنه ستكون هناك انتخابات وأن الجيش سيترك السلطة، ولكن الجيش لديه قضيتين مصيرتين الآن الأولي هي مصالحه الاقتصادية والثانية هي الأمن والسياسة الخارجية ولا أعتقد أنه توجد قوة سياسية ضده وباستتثناء هاتين القضيتين ستتراجع هيمنة الجيش علي الحياة السياسية.
                        - "بوابة الأهرام" - الانتخابات ستعقد قريباً، في مشهد معقد هل تعتقد أن الانتخابات قد تثير توتراً في البلاد ؟
                        = لا يهم من سيكسب في الانتخابات، المهم أن تكون هناك انتخابات حرة والقوة التي ستأتي في السلطة يمكن أن تخرج من السلطة في الدورة التي تليها، هذه مرحلة انتقالية ولا يمكن بناء مجتمع جديد في سنة، لابد من وجود تجربة لدي الناس، ولكن بالمناسبة الانتخابات المهمة حقاً ليست انتخابات مجلس الشعب أو الرئاسة ولكن الانتخابات البلدية فهي ما تمس المواطن بشكل يومي وقريب منه، وسترسخ ثقافة جديدة لدي الناس، إذا كانت لدي مشكلات قمامة أو غيرها فلن أنتخب هذا الشخص مرة أخري، ومن هنا تأتي ثقافة الانتخابات.

                        - "بوابة الأهرام" - الاقتصاد المصري في وضع سيء ويعاني، وحتي الآن لا تمتلك الحكومة ولا الأحزاب السياسية رؤية واضحة لبرنامج اقتصادي يحقق العدالة الاجتماعية التي كانت أحد شعارات الثورة باستثناء بعض الأحزاب اليسارية التي تعاني هي نفسها من التفتت، كيف تري هذا الوضع وقد حذرت من أن الوضع قد يسوء ؟
                        = الحوار داخل مصر لا يتناول القضية الاقتصادية فهي غير موجودة، لا يوجد أحد يفكر في وضع مصر الاقتصادي ووضعها ضعيف، الآن واضح أن الاتجاه الاشتراكي في مصر قد فشل وواضح أن الاتجاه الليبرالي الذي تبناه السادات قد فشل أيضاً، وهنا لابد من أن نفكر في كيف تبني دولة مثل مصر لديها موارد واقتصاد مفتوح علي العالم وفي نفس الوقت متجه إلي الداخل، أنا رجل اقتصادي ولا توجد لدي إجابه سهلة فهذه المرحلة حرجة اقتصادياً في العالم كله ويجب فتح حوار حول هذا الأمر في المجتمع، الجرائد يمكن أن تضطلع بهذا الدور ولكن عليكم التخلص من اتجاهات مبارك الاقتصادية والاستفادة من القدرات البشرية الهائلة التي تملكونها، مصر لديها طاقات بشرية هائلة بالخارج ويجب الاستفادة منها.

                        - "بوابة الأهرام" - علي ذكر اليسار، كيف تري مشكلات اليسار المصري التي قد تعوق عمله في تلك المرحلة ؟
                        = اليسار في العالم العربي عموماً يواجه مشكلة كبري وهي علاقته مع الشعب والفقراء والطبقة العاملة، في الستينيات كان لليسار وزن حقيقي في قطاع العمال والفلاحين، ولكن القمع والضغط الذين مارسهما نظام الحكم الاشتراكي نفر الناس منه، اليسار الآن لا يذهب للشعب ومعظم كوادره وجمهوره من الطبقة الوسطي، مشكلة الخارطة السياسية العربية هي أن من يذهب للناس هم التيارات الإسلامية هم يحلون مشاكل الشارع، هذه مشكلة أساسية.
                        مشكلة أخري الإنقسام، فتاريخ اليسار المصري هو تاريخ انقسام وهذا أمر سيئ جداً، وأزمة حزب التجمع الذي تحالف مع السلطة ألقت بظلالها كثيراً علي مشهد اليسار وكان لها تأثير سيئ جداً.
                        - "بوابة الأهرام" - إذا ما انتقلنا إلي سوريا، التي يحكم عليها موقعها الجيو-سياسي بأن تكون محل صراع القوي الإقليمية والدولية، إلي أي مدي يمكن أن يتدخل هذان البعدان في مسار الثورة السورية ؟
                        = بداية، إمكانية الضغط علي سوريا من المجتمع الدولي منخفضة جداً، أوروبا والسعودية والولايات المتحدة غير قادرين علي التدخل، هذه تظل مشكلة سوريا داخلية، فمن يحارب في الداخل، إنه الجيش!
                        صحيح أن التغيير في سوريا سيؤثر علي المنطقة ككل وهناك تدخلات أجنبية ولكن من يلعب الدور الأساسي هو الجيش والمشكلة الكبري أن بعض الناس في سوريا خائفون، المسيحيون خائفون، العلويون أيضاً والطبقة البرجوازية، حتي من يعارضون الأسد منهم لديه خوف مما قد يحدث غداً إذا زال النظام، وتلك المخاوف يجب وضعها في الإعتبار، الناس تخاف من احتمالات الحرب الأهلية التي قد تفضي بهم إلي مصير كالعراق وهذا يعطي بشار الأسد قوة، انت تذكر حين حدثت الثورة في ليبيا انشق الدبلوماسيين والعسكريون بسرعة هائلة، هذا لا يحدث في سوريا، التغيير في سوريا سيأخذ وقت طويل، وهناك شبح حرب أهلية وطائفية يخيم علي البلاد الآن ويستفيد منها النظام، السوري ولكن يجب ان نأخذ أخطارها بعين الاعتبار، الحرب الأهلية سيكون تأثيرها سيئ للغاية علي سوريا والإقليم والثورات العربية.

                        - "بوابة الأهرام" - ماذا عن العقوبات الإقتصادية المفروضة علي سوريا، هل يمكن أن تؤثر علي الوضع هناك ؟
                        = من الصعب أن نقول إن لا شيء لنفعله، ولكن صدقني العقوبات علي سوريا لن تأتي بجديد ولن تسقط النظام ولديك العراق بل بالعكس، العقوبات أدت بالشعب إلي التمسك بصدام أكثر، فقد ركز كل المواد في يده وهو من يوزعها، بشار لن يجوع ولكن الشعب سيفعل، العقوبات كسرت العراق قبل الغزو الأمريكي بكثير ودمرته.
                        - "بوابة الأهرام" - إلي أي مدي يمكن أن يعتمد علي مخزونه الداخلي، وهم يطبعون العملة الآن دون غطاء نقدي ؟
                        = العقوبات لن تسقط النظام صحيح لكنها ستسبب له مشاكل كثيرة بما فيها نقص المواد والأموال ولكن من سيعاني من نقص المواد هو الشعب، بعض العقوبات سيكون لها تأثير غير إيجابي بالمرة، أنا ضد العقوبات علي البترول والعقوبات الشاملة، العقوبات يجب أن تكون علي رجال الأعمال ورجل النظام الذين تلطخت أيديهم بالدماء، علينا أن نفرق في العقوبات.

                        - "بوابة الأهرام" - بعض المعارضين يأملون في أن ينتهي الأمر بأن يراجع الجيش نفسه ويتوقف عن القتل وينحي قائده العام، هل تري إمكانية لحدوث ذلك ؟
                        = لا، لا أعتقد ذلك، الجيش في سوريا هو جزء من النظام ولن يتخلي عنه، المعلومات عما يحدث في سوريا قليلة ونحن نسمع عن انشقاقات ولكنها قليلة للغاية وغير فاعلة، أيضاً الجزيرة تلعب دورا سيئا فهي تنشر كل الأخبار عن سوريا دون تأكيد وتنقله عنها العشرات من وكالات الأنباء الأجنبية علي أنها حقيقة، الجيش في سوريا لن ينشق هناك فارق في تركيبته عن الجيش المصري والتونسي.
                        - "بوابة الأهرام" - تركيا موقفها حرج للغاية، طول فترة الاضطرابات في سوريا قد تؤدي لتفجر أوضاع داخلية بتركيا ذاتها، هل تتوقع تدخلا عسكريا تركيا؟
                        = تركيا ستتدخل وهي بدأت بالفعل في التدخل ولكن سياسياً، يمكن أن تفرض عقوبات لا أكثر، تركيا لا يمكنها أن تتدخل عسكرياً في أراض عربية سيثير هذا أزمات كبيرة لها مع العرب والأكراد.
                        بالنهاية دعني أقول لك إنه من الصعب أن نقول إن لا شيء يمكننا أن نفعله وسط أفعال القتل تلك، ولكن مرات نحن نفكر أن التدخل الأجنبي ضروري حين تحدث أزمة، الرأي العام يضغط ويقول لابد نفعل شيء ولكن مرات كثيرة يكون غير ممكن أن نقوم بشيء، التدخل الأجنبي يحدث مشاكل أكثر، كلنا رأينا العراق، الأمريكان خربوا البلد وقاموا بحرب أهلية وأعادوا العراق إلي الطائفية مرة أخري، التدخل مرات يخلق مشاكل أكثر من أن يحل المشكلة.
                        آلان
                        جريش في سطور:

                        ولد آلان جريش الكاتب الصحفي والخبير المتخصص في شئون الشرق الأوسط بالقاهرة في عام 1948 لأب يهودي من أصول إيطالية هو هنري كورييل وأم يهودية روسية لعب أبوه دوراً كبيراً في الحياة السياسية المصرية كأحد مؤسسي الحزب الشيوعي في مصر وقبض عليه مرارا ضمن الاعتقالات التي شملت عدة شيوعيين، وبالرغم من جنسيته المصرية تم إجباره علي الهجرة لباريس في 1950، وأكمل نضاله هناك حتي اغتيل علي يد مجهولين عام 1978، ظل جريش بمصر حتي بلغ سن الرابعة عشرة ثم هاجر إلي فرنسا عام 1962 وحصل علي الماجستير في الرياضيات من جامعة باريس الثامنة عام 1972 وحصل علي دبلومة في اللغة العربية عام 1977 والدكتوراة عن منظمة التحرير الفلسيطينية عام 1983 وفي عام 1985 انضم جريش للعمل في جريدة لوموند ديبلوماتيك، وأصبح مساعداً رئيساً للتحرير في عام 1994 ثم رئيساً للتحرير عام 2005 وتقلد منصب المدير المساعد للجريدة في عام 2008 وأنشأ مدونة تحت عنوان "أخبار الشرق" تستعرض الوضع الإقليمي الراهن.

                        وهو أحد أعضاء مجلس إدارة معهد العالم العربي بباريس وله عدة مؤلفات منها "مائة مفتاح لفهم الشرق الأوسط" و"إسرائيل وفلسطين: حقائق الصراع" و"الإسلام والجمهورية والعالم" وكتاب "تساؤلات حول الإسلام" الذي يتضمن بين دفتيه حوار جريش مع طارق رمضان حفيد حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين".
                        ----------------------------------------------------------------------------------------
                        ( ملاحظة : التلوين لي...فقرات وجدت أنها مهمة لي ؟؟؟!!!! )
                        رابط دائم:http://gate.ahram.org.eg/NewsContent...1/%D8%A7%D9%84
                        بوابة الاهرام 2 أكتوبر 2011
                        التعديل الأخير تم بواسطة محمد سليم; الساعة 02-10-2011, 18:54.
                        بسْ خلااااااااااااااااااااااااص ..

                        تعليق

                        • محمد سليم
                          سـ(كاتب)ـاخر
                          • 19-05-2007
                          • 2775

                          #13
                          (( 10 ))


                          وضاح خنفر: الاعلام ينظر باستعلاء للجماهير ويعتبرها رعاعا ودهماء

                          2011-10-07
                          تساءل مدير شبكة الجزيرة السابق، وضاح خنفر عن معضلات الاعلام العالمي وتحدياته في العصر الحالي، وعن فقدانه القدرة على التنبؤ بمسارات الأحداث؟ واجاب على هذا السؤال بقوله ان المشكلات التي طرأت على بنية الاعلام مرتبطة بعجز هذا الاعلام على الاستناد الى مرجعية ثابتة تتمركز حول الناس ووعيهم الجمعي ومصالحهم الكلية.
                          واتهم خنفر الذي القى محاضرة جيمس كاميرون التذكارية في جامعة سيتي يونيفرستي، ليلة امس الاعلام بانه صار مثل النخب في نظرته الاستعلائية تجاه الجماهير التي لم تكن ترى في هذه الجماهير سوى سوقة دهماء وهمج رعاع، ويبدو ان هذا هو السر الذي افقد الاعلام قدرته على التنبؤ باحداث تاريخية مهمة والتكهن بكوارث حربية - حرب العراق وهجمات على غرار 9/11، مشيرا الى ان الجماهير - لا سيما في العالم العربي - التي عانت عقودا من الاهمال والتهميش تعرضت لاستباحة من الإعلام الرسمي وكذبه. وبدأ خنفر محاضرته بالالماح للجهد الذي لعبته الجزيرة في تغطية الثورة المصرية وكيف عمل طاقمها في المركز والميدان جهدا جبارا لتقديم الحقيقة للجماهير التي صارت هي نفسها تملك الحقيقة، واكد ان تجربة العقد الفائت اثبتت ان الإرادة الشعبية أشد أثرا في سير الأحداث من تخطيط السلطات وتفكير النخب، فللأمم عقل جمعي وهو أقوى من الجيوش ومن الدعاية الإعلامية ومن كل السلطات، ولا يمكن التأثير جذريا في حركة الامم والشعوب من دون فهم العقل الجمعي هذا، كما أننا لا نستطيع التنبؤ بمستقبل هذه الأمم إلا باستصحاب البوصلة الداخلية الكامنة في الذاكرة التراكمية. ويرى خنفر ان رسالة الصحافة وهو ما توصل اليه من خلال تجربته كمراسل ميداني ثم كمدير لمؤسسة إعلامية، يجب ان تضع الناس في مركز سياساتها التحريرية. لأن الاعلام هو في النهاية رسالة تظل حاضرة في الاعباء المهنية، لكي تحقق المصلحة العامة لمجمل الناس بدون محاباة. وعندما تصل الصحافة الى هذا المستوى - اي كونها ممثلة للمصلحة العامة، فان ممثليها من الصحافيين وكل العاملين في الحقل الاعلامي سيمتلكون الشجاعة والقدرة على المواجهة. واكد خنفر ان فهم الواقع التاريخي والخبرة التراكمية للأمم والشعوب هو شرط مهم لقدرة الصحافي التنبؤ على احداث الواقع وتجادلاته السياسية، ويعزو فشل الاعلام بالتنبؤ باحداث مفصلية كالربيع العربي مثلا الى غياب الفهم للوعي التاريخي الجمعي. واشار الى حوادث من خلال تجربته كمراسل في كابول عام 2001 حيث عرف من خلال معايشته القصيرة ان قيمة الاحتفاء بالضيف ادت بملا محمد عمر الى القبول بالتضحية بالبلد مقابل ان لا يتنازل عن ضيفه اسامة بن لادن، وكيف ان قائدا امريكيا في العراق تساءل عن سبب استمرار المقاومة العراقية مع ان امريكا اسقطت النظام وجلبت معها المليارات، وقال خنفر ان العراقيين الذين يعرفون مكانتهم التاريخية المهمة في المنطقة لا يتقبلون الاحتلال، وبغداد التي قادت العالم مرة تعتبر الاحتلال إهانة لكرامتها. فالمسألة للعراقيين لم تكن في النهاية اسقاط النظام بل كانت مرتبطة بالكرامة الوطنية. ومن هنا تساءل خنفر عن السبب الذي جعل الاعلام ينساق وراء مصالح دول لا ترى تحقيق اهدافها الا بالقوة، ويعتقد ان الاعلام العالمي خاصة في العقد الماضي اصابه خلل حوله من سلطة رقابة الى جزء من السلطة وراع لمصالحها ويشير الى ان مكمن الخلل هو تحول السلطة الرابعة عن هدفها هذا حيث تحولت مؤسساتها الى مؤسسات ربحية وتجارية لم تعد قادرة على مواصلة عملها بدون التماهي مع السلطات السياسية، وقاد هذا الى ان يصبح الاعلام نفسه مركزا من مراكز القوة يعتريه ما يعتري مراكز القوة من تغيرات وتقلبات تبعا لمصلحتها. ويرى خنفر ان تغيرا اخر حدث على الاعلام الدولي ومهمته ويتعلق بتغير مراكز التأثير ومعه النفوذ الاقتصادي من الغرب الى الشرق ومع هذا حدثت تغييرات جذرية على بنية الاعلام ووسائل التواصل الاعلامي حيث برز إعلام المواطن أو إعلام التواصل الاجتماعي ليزيد في التنوع، ملاحظا أن المؤسسات الإعلامية الغربية لم تتغير بنفس السرعة التي يتغير فيها العالم فالاعلام الغربي بات محليا في تغطياته وتتسم كثيرا من التغطيات بالمتابعة الآنية لآخر الأحداث من دون وضع الحدث في سياقه التاريخي والسياسي، ويعتمد على جيش من الخبراء لا يعرف عن قضايا الشرق الكثير دون معرفة ان ابناء الشرق هم اولى الناس بالحديث عن انفسهم. ووصف خنفر الاعلام الذي يتخذ من الوعي الجمعي للجماهير منطلقا لروحه وفلسفته، بانه إعلام العمق وهذا يجب ان يقوم على فكرة الايمان بقدرات الشعوب، واحترام خياراتهم. واعلام كهذا قادر على تعرية الاعلام الرسمي ويقود لانهياره. ويقول ان اعلام العمق هو الاعلام الذي يتخذ من الناس مركزا لسياسته التحريرية ويعطي الجماهير صوتا ومنبرا، وهو اعلام لن ينجح ان اتسم بالجبن والخنوع بل يجب ان يتحلى بالشجاعة وأن يحتمل في سبيل رسالته المهنية كثيرا من الضغط والإكراه من قبل مراكز النفوذ المهيمنة. ومن هنا يقول اعلام العمق لا يتم الا من خلال العمل الميداني فالتغطية الميدانية اكثر صدقا وعفوية وقربا من الناس وهمومهم. واشار في نهاية محاضرته الى ان الازمة الاقتصادية بدأت تؤثر على عمل الصحافيين الميدانيين حيث قادت مؤسسات لتقليل نفقات الابتعاث الخارجي، واستعاضت عن المراسلين الميدانيين بالتقارير المعدة في غرف الأخبار. ومع تراجع التغطية الميدانية تراجعت ما اسماها الصحافة الاستقصائية والتحقيقات المعمقة اللتان تعتبرا من من أهم مظاهر إعلام العمق. والتفت خنفر في محاضرته كثيرا للتجربة الليبية والمصرية وتحدث عن تغطيات اخرى للجزيرة وفاته ان يشير الى ما عمله طاقم الجزيرة في غزة اثناء الحرب الاسرائيلية الاخيرة وكذا اثناء حرب تموز 2006 في لبنان.
                          وانهى خنفر محاضرته بنبرة متفائلة حيث اشار الى الروح الايجابية الجديدة التي نفخها الاعلام الجديد او اعلام الشعوب كما يقول في العمل الاعلامي. فقد فتح الاعلام الجديد الباب امام الناس للتعبير عن أنفسهم، وقدم مناخا من دمقرطة الإعلام لم يسبق لها مثيل. مشيرا الى الدور الذي لعبه الناشطون على الشبكات الاجتماعية في الربيع العربي. وفي هذا السياق يقول ان الواقع الجديد للاعلام في عالم متغير فرض على المؤسسات الاعلامية التعاون والتشارك وتغيير اولوياتها. وهذا يؤشر لمرحلة تحول كبيرة محكومة او يقودها الربيع العربي والثورات التي اجتاحت العالم العربي، والأزمات الاقتصادية المتوالية. وفي النهاية وعلى الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجه المؤسسات الإعلامية إلا أن هناك نقاطا مضيئة،نحتاج أن ننميها، ولا يتم ذلك إلا بالعزم التام على تصحيح بوصلة الإعلام ليتمركز حول الناس، كما أن تضافر جهود المؤسسات الإعلامية بعضها مع بعض، وتوفير إمكانات مشتركة، وخبرات متبادلة، سوف يساعد على استعادة زمام المبادرة، وإنعاش مكانة الإعلام في نفوس الناس، ليكون على الدوام وفيا للرسالة القيمة التي عمل من أجلها الراحل جيمس كاميرون وزملاؤه من مختلف اللغات والأجناس والبلدان.
                          جيمس كاميرون (1911- 1985) الذي تحمل المحاضرة اسمه هو صحافي بريطاني ولد في لندن من لابوين اسكتلنديين وبدأ حياته الصحافية عام 1935 وتنقل في عدد من الصحف البريطانية وعمل في التلفزيون وقدم برامج اذاعية. وهو ناشط معروف في الحملة لنزع السلاح النووي وترك وراءه العديد من المؤلفات منها الثورة الافريقية ورجال زمننا 1916: عام الحسم وشاهد في فيتنام

                          -------------
                          عن جريدة أمجاد العرب الالكترونية
                          التعديل الأخير تم بواسطة محمد سليم; الساعة 08-10-2011, 21:21.
                          بسْ خلااااااااااااااااااااااااص ..

                          تعليق

                          • محمد زعل السلوم
                            عضو الملتقى
                            • 10-10-2009
                            • 2967

                            #14
                            تحياتي أستاذنا الكريم محمد سليم
                            أحببت التوقيع ولي عودة لهذه المقالات النوعية والهامة والتي تناقش الراهن بعالمنا العربي
                            كل الشكر وتحياتي
                            وبالفعل استمتعت بعدد من القراءات
                            مع التحية

                            تعليق

                            • محمد سليم
                              سـ(كاتب)ـاخر
                              • 19-05-2007
                              • 2775

                              #15
                              ((11 )).......................

                              خمسة عوامل تجعل الرئيس الاسد قادرا على الخروج من الازمة Tuesday, October 11, 2011 - 06:01 PM



                              كشفت مجلة "نوفيل أوبسرفاتور" الفرنسية في عددها الأخير،
                              مقتطفات من التقرير السري الذي أعدته لجنة حكومية اسرائيلية وقالت
                              إن الخبراء الإسرائيليين توصّلوا إلى جملة من الخلاصات التي ترجِّح قدرة الرئيس السوري بشار الأسد على مواجهة الحركات الاحتجاجية التي تشهدها بلاده منذ منتصف شهر آذار الماضي، والخروج من هذه الأزمة منتصراً، وبالتالي الاستمرار في الحكم.
                              وأوردت اللجنة خمسة عوامل عسكرية وديموغرافية واقتصادية وسياسية تدفعها الى ترجيح فشل "الانتفاضة" الحالية، واستمرار النظام القائم في سوريا:

                              1ـ بالرغم من بعض الانشقاقات المحدودة، لم يقف الجيش السوري في صف المعارضة، ولم يتخل عن دعمه للنظام ووفائه للفريق الرئاسي، كما حدث في تونس ومصر.

                              2 ـ الحركات الاحتجاجية في سوريا لم تشمل سوى المدن الصغيرة والمتوسطة، ولم تمتد ـ مثلاً ـ إلى المدن الكبرى كدمشق وحلب، اللتين يقيم فيهما قرابة نصف سكان سوريا.

                              3 ـ يحتاج الرئيس بشار الأسد إلى نحو مليار دولار شهرياً من أجل تحصين اقتصاد بلاده من الانهيار. وكل المؤشرات تؤكّد أنه قادر على توفير ذلك، مهما شُدّد نظام العقوبات الدولية.

                              4 ـ خلافاً لما حدث في ليبيا، ليس هناك لدى المنظومة الدولية، سواء تعلق الأمر بالحلف الأطلسي أو الولايات المتحدة أو أوروبا، أي نيات جدية للتدخل من أجل نصرة المعارضة.

                              5 ـ باستثناء بعض المثقفين المقيمين منذ سنوات طويلة كلاجئين سياسيين في الخارج، والذين لا تربطهم دائماً علاقات جيدة مع المحتجين في الداخل، لا يتوافر ضمن المعارضة السورية أي وجه قيادي له من الكاريزما والرمزية ما يخوّله توحيد الصفوف، بحيث يتجسد فيه البديل الذي يمكن أن يخلف الرئيس بشار الأسد.
                              -------------------
                              عن جريدة الديار اللبنانية .
                              التعديل الأخير تم بواسطة محمد سليم; الساعة 12-10-2011, 22:53.
                              بسْ خلااااااااااااااااااااااااص ..

                              تعليق

                              يعمل...
                              X