من أرض البراق إلى العراق
أيا سرباً مسافرا نحو العراق
يمم الى أطراف الآفاق
وحط رحالك عند أهلٍ لي هناك
وبثهم مني الأشواق
اغسل سفرك في دجلة والفرات
وابعث الاتنعاش منك في سبل الحياة
بلّغ عني التحايا من الأعماق
واسكب في كأسهم
من القدس الماء الرقراق
وبلغهم الهدايا من أرض البراق
ألا أيها الطير المغادر نحو الإشراق
كوّن الدفء في القلوب
المليئة بالاحتراق
واحمل على جناحك الرقيق
تنافس غيمات الرشيد
حين تمطر السماء
ما بين بغداد وسامراء
واقرأ على سطور المجد
من العهد الى العهد
اقطف لي من بابل اغنية
في الكوفة منها بقية
وعلى جسور الرصافة
يا طير حط الرحال
وفي الكرخ جدد الوصال
وسلهم عما يغمرني من اشتياق
ارايت مَن اسكن البارود
في ارض واق واق
واتعب الصحاري
وملأ الأكياس بالإرهاق
وأبلى دروب الوصل
وأدمى معصم الوفاق
أرأيت مَن انبرى
يوسع في الفساد الاختراق
ويمنع خطوط الدمع من الانعتاق
آن لك يا طير
مد جسور اللقيا
كجسور دجلة الممتدة
من العهد التليد
تجدد الموعد في قصر الرغيد
وانشر الحدائق الغناء
في كل الانحاء
وانظم عقد اللآليء
من كنز الاعماق
ومد لي يدا
ودربا ممهدا
وزهرا موردا
وعقدا من العراق
يزين مني الاعناق
تعليق