ظاهرة الاستلهام الشعري والأدبي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالرحمن السليمان
    مستشار أدبي
    • 23-05-2007
    • 5434

    ظاهرة الاستلهام الشعري والأدبي

    [align=justify][align=center]ظاهرة الاستلهام الشعري والأدبي[/align]
    يقصد "بالاستلهام الشعري" قيام شاعر، يكتب بلغة أخرى، باستعارة فكرة ما أو موضوع ما أو حكاية ما عن شاعرٍ آخر يكتب بلغة أخرى، سبق له أن عالج تلك الفكرة أو ذلك الموضوع أو تلك الحكاية في شعره.

    مثال ذلك قول أحمد شوقي مستلهماً من بعض شعراء الترك:

    [align=center]كُن في التواضع كالمدامةِ ***** حينَ تجلى في الكؤوسْ
    مَشَتِ اِتِّئاداً في الصُّدُور ***** فَحكّموها في الرؤوسْ![/align]
    فقول شوقي ليس ترجمة عن التركية، بل هو استلهام لفكرة أعجبته في قصيدة لشاعر تركي، فاستلهمها عنه وقرضها شعراً أصلياً في العربية. فالفرق بين الترجمة والاستلهام يكمن في أن ظاهرة الاستلهام تكون مخصوصة بالشعراء الذين يجيدون لغات أخرى غير لغتهم التي يقرضون الشعر فيها، فيستعيرون عن شعراء تلك اللغات الأفكار التي تروق لهم وتدغدغ خيالهم الشعري، ويقرضونها شعراً في لغتهم الأم بعد الإشارة إلى صاحب الفكرة الأصلي في مطلع القصيدة حتى لا يرموا بالنحل أو السرقة الأدبية!

    وظاهرة الاستلهام ظاهرة قديمة إلا أنها كانت في القديم تقتصر على أبيات أو قطع أو قصائد صغيرة، لكن الشاعر الألماني الشهير ولفغانغ غوته (1749-1832) جعل منها ظاهرة أدبية كبيرة في ديوانه الشهير "الديوان الغربي الشرقي"، حيث استلهم كل قصائد ديوانه هذا عن شعراء الفرس الكبار مثل حافظ الشيرازي وغيره، مؤسساً لذلك تقليداً غربياً جعل شعراء كباراً أتوا من بعده يقتفون أثره في البحث عن استلهام الأفكار البديعة والمعاني الشريفة من شعراء المشرق.

    من هؤلاء الشعراء الكبار الذين اقتفوا أثر غوته، الشاعرُ الهولندي ي.هـ. ليوبولد (الراحل سنة 1925)، أحد أهم الشعراء الهولنديين في العصر الحديث، الذي استلهم من شعراء العربية الكبار أفكاراً ومعاني دغدغت خياله الشعري، فأخذ عن عمر الخيام كثيراً من أفكاره ونظم فيها رباعيات رائقة في الهولندية، وأعجب بحكايا "ألف ليلة وليلة" ونظم فيها قصائد بديعة، وتأثر كثيراً بالشعر الصوفي العربي وحاكاه في الهولندية ... إلا أن الشاعر العربي الذي ترك لديه أكبر الأثر كان المعري، حيث استلهم عنه بعض المواضيع ذات الطابع الانساني العام ونظمها في الهولندية مجتهداً أثناء النظم في الحفاظ على المعاني وبحور الشعر الأصلية حفاظاً تاماً، مما أكسب استلهامه طابعاً جمالياً خاصاً.

    من ذلك قوله استلهامه قول المعري:

    [align=center]هَفَتِ الحَنِيفةُ والنصارى ما اهْتَدَتْ ***** وَيهودُ حارت وَالمجوسُ مُضَلَّلَهْ
    اِثنانِ أهلُ الأرضِ: ذُو عَقـلٍ بلا ***** دِيـنٍ، وَذُو دِيـنٍ لا عَقلَ لَهْ![/align]
    وصياغته له في الهولندية كما يلي:
    [align=center]
    Christenen, Joden, Parsen, Moslemin
    zij dolen allen; voor wie toe wil zien
    vervalt de gansche menschheid slechts in tweeën
    twee soorten enkel worden er ontdekt
    intelligente menschen zonder vroomheid
    en vrome mensen zonder intellect
    [/align]
    والمهم في ظاهرة الاستلهام التي أشرت إليها أعلاه، هو أن الشعراء الغربيين المستلهِمين عن شعراء شرقيين، يذكرون واقعة الاستلهام وكذلك الشاعر الأصلي المستلهم عنه في مستهل قصائدهم، وذلك بصريح العبارة. فالشاعر الألماني غوته يفعل ذلك، وكذلك الهولندي ليوبولد، الذي يستهل قصائده في ديوانَيه "مشرقيات 1" و"مشرقيات 2" بقوله: "naar Al Ma’arri" أي "عن المعري" كما نقرأ في مستهل قطعته الهولندية التي نشرتها أعلاه. فهذا يخرج المسألة من قضية النحل ويدخلها في باب الأدب والتأثر الأدبي والإلهام الأدبي من أوسع أبوابه كما ترى.

    من جهة أخرى: لا تقتصر ظاهرة الاستلهام على الشعراء الذين يذكرون ذلك بصريح العبارة في مستهل قصائدهم المستلهمة، فهنالك قصائد الاستلهام فيها جلي واضح من دون الإشارة إلى الأصل. وقد يكون ذلك بسبب القدم، أو بسبب عدم تواتر الرواية، أو بسبب سوء النية. فالمعروف أن دانته استلهم شكل "الكوميديا الإلهية" وكذلك موضوعها عن "رسالة الغفران" لأبي العلاء المعري؛ وهنالك مستعربون كثيرون أشاروا إلى ذلك وبينوا مواضع التشابه الشكلي والموضوعي بين "رسالة الغفران" و"الكوميديا الإلهية". ومن المعروف أيضاً أن المعري استلهم فكرة رسالته عن معراج النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء كما وردت في كتب السير. وبما أن دانته أديب إيطاليا الكبير ورمز من رموزها الوطنية، فإن الاعتراف بفضل المعري عليه مسألة غائظة وموجعة لقوم يعرفون بالشوفينية!

    أما عدم ذكر المصدر بحكم القدم فأمثل عليه بمثال من شعر المتصوفة الهولندية المشهورة هادَوِيخ (القرن الثالث عشر للميلاد):
    [align=center]
    Ay, minne op trouwe; want ghi al sijt
    Miere zielen ioie, mier herten vlijt
    Ontfaermt den moet, siet ane den strijd
    Hort cordis clamor


    إلهي، أنت سعادة روحي، ونور فؤادي.
    تأمل عذاب روحي، والطف بي،
    أَصْغِ لنداء قلبي![/align]
    وكل شعرها على هذا المنوال، وكل شيء فيه يشير إلى أنها كانت مطلعة على أشعار رابعة العدوية وأقوالها وأقوال غيرها من أوائل المتصوفة، خصوصاً جنيد والبسطامي وذي النون المصري!

    ومن المثير للدهشة في هذا المجال استشهاد نص "التربية الدينية المعيارية" (Catechismus) الذي أصدره الفاتيكان بعد المجمع المسكوني الثاني المنعقد سنة 1962 وعمَّمه على سائر الكاثوليك في العالم، بقول الحلاج:
    [align=center]
    أنا من أهوى ومن أهوى أنا ***** نحن روحان حللنا بدنا
    فإذا أبصرتـه أبصرتـني ***** وإذا أبصرتني أبصرتنا![/align]
    وذلك للتدليل على وجود معانى "المحبة" ـ كما يُفهم منها في الديانة المسيحية ـ في الإسلام.

    ومن الأعمال الغربية المشهورة المستلهمة عن أعمال شرقية مشهورة أيضا:

    1. رواية "الكوميديا الالهية" (Divina Commedia) للشاعر الإيطالى دانته اليجيرى (Alighieri Dante)، الراحل سنة 1321، المستلهمة عن رسالة الغفران للمعرى، أو عن الاسراء والمعراج فى الإسلام كما أشار إلى ذلك الكثير من المستعربين، خاصة وإنها تصف رحلة فى سبعة أيام مقسمه إلى ثلاثة مراحل هي الجحيم والمطهر والفردوس!

    2. قصة "روبنسون كروزو" (Robinson Crusoe) لديفو (D. Defoe) المستلهمة عن قصة "حي بن يقظان" للفيلسوف ابن طفيل وهي قصة فلسفية ترجمت إلى اللاتينية وإلى كل اللغات الحديثة ومنها الإنكليزية (القرن الخامس عشر) والهولندية (القرن السادس عشر)، أي قبل ظهور كتاب ديفو الراحل سنة 1719 بعقود كثيرة.

    3. قصة "طرزان" لإدجر رايس (Edgar Rice Burroughs) الراحل سنة 1950، وهي أيضا مستلهمة عن قصة "حي بن يقظان" لابن طفيل.

    4. حكايا لافونتين (Fables) للافونتين (La Fontaine) الراحل سنة 1695، وهي مستلهمة عن "حكايات كليلة ودمنة" لابن المقفع.

    5. "حكايا ديكاميرونه" (Decamerone) لبوكاتشيو (Boccaccio) الراحل سنة 1350 وكذلك "حكايا كانتربري" (The Canterbury Tales) لشوسر الراحل آواخر القرن الرابع عشر، وهي مستلهمة عن "حكايا ألف ليلة وليلة" الإطارية الشكل وهو نوع أدبي ما كان معروفا في الغرب.

    وكذلك أشعار "شعراء الطروبادور" في الأندلس وجنوب فرنسا ذات الطابع الغنائي الغزلي، وهي مستلهمة عن الشعر الغنائي العربي شكلا ومضمونا. ولعل في كلمة "طروبادور" المستقة من "الطرب" ما يشير إلى ذلك شكلا لأن تأثر هذا النوع مضمونا بالشعر الغنائي العربي أمر ثابت في جميع الأحوال.

    ومن عجائب الاستلهام الأدبي ما وجدته عند القديس برناردوس كليرفو (Bernardus de Clairvaux)، الراحل سنة 1153، وذلك في مديحياته الغنائية لمريم العذراء، التي يمدحها ويتغنى بحبه لها على طريقة المتصوفة الإسلاميين، وباستخدام قوالبهم الشعرية ومعانيهم الوجدانية، وذلك على الرغم من أنه كان "الواعظ الرسمي" للحملة الصليبية الثانية!

    هذا والأمثلة كثيرة![/align]
    التعديل الأخير تم بواسطة عبدالرحمن السليمان; الساعة 23-05-2007, 20:09.
    عبدالرحمن السليمان
    الجمعية الدولية لمترجمي العربية
    www.atinternational.org
  • mmogy
    كاتب
    • 16-05-2007
    • 11282

    #2
    استاذنا الكبير .. عبد الرحمن السليمان

    السلام عليكم ورحمة الله

    قرأت بشغف واستمتعت واستفدت كثيرا .. ولكن أليس كل نص شعري مترجم .. لابد وأن يكون مستلهما .. ولو نسبيا ؟؟ وليس بعض الأعمال المترجمة فقط .. إذ من المستحيل ترجمة نص شعري بشكل حرفي .. لإختلاف اللغة .. مجرد سؤال من قارىء .

    شكرا استاذنا
    إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
    يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
    عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
    وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
    وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

    تعليق

    • عبدالرحمن السليمان
      مستشار أدبي
      • 23-05-2007
      • 5434

      #3
      [align=justify]أستاذي الفاضل محمد شعبان الموجي،

      وعليكم السلام ورحمة الله،

      أجل أستاذي الكريم. ولكن الفرق بين الترجمة من حيث هي خلق جديد للنص الأدبي في اللغة المنقول إليها (مثل رباعيات الخيام)، والاستلهام الشعري (مثل استلهام ليوبولد)، هو أن المترجم يتقن اللغتين المنقول منها والمنقول إليها، ويلتزم بترجمة النص كاملا، ويمارس دور المترجم الناقل الذي قد يبدع في نقله وقد يخفق. أما المستلهم فنادرا ما يعرف لغة الشاعر الأصلية (لم يكن ليوبولد يعرف العربية إنما كان قرأ المعري في ترجمات إنكليزية)، وهو لا ينقل قصيدة كاملة بل يستلهم منها الأبيات والمعاني التي تروق له. والمترجم يقول في مستهل ترجمته: "ترجمته عن اللغة كذا"، أما المستلهم فيقول: "عن الشاعر فلان" وهكذا. وحرية المستلهم في إعادة الخلق والصياغة في اللغة المنقول إليها أكبر بكثير من حرية المترجم مهما تصرف في الترجمة، خاصة وأن المستلهمين أدباء كبار، بعكس معشر المترجمين الذين قد يكونون أدباء كبار أو مجرد ناقلين معربين.

      حياك الله وأمتع بك.
      [/align]
      عبدالرحمن السليمان
      الجمعية الدولية لمترجمي العربية
      www.atinternational.org

      تعليق

      • محمود الديدامونى
        أديب وكاتب
        • 16-05-2007
        • 108

        #4
        استغرقتنى الدراسة
        وسوف أقراها ثانية
        لنها تستحق ذلك
        لك الود

        تعليق

        • عادل العاني
          مستشار
          • 17-05-2007
          • 1465

          #5
          الأخ د. عبدالرحمن

          جميل ما نقرأه لكم اليوم هنا ,

          رؤية سليمة بخصوص الإستلهام , والفرق بينه وبين الترجمة.

          الإستلهام هو إبداع بأسلوب رؤية أخرى قد تختلف في المستلهم عن المستلهم منه.

          أما الترجمة , فإن لك يكن المترجم ملما بالأخيلة الشعرية , ويترجم المفردات أو الجمل بحذافيرها قد يفقد ذلك

          جوهر الفكرة , ومدى تأثيرها.


          ننتظر منكم المزيد.

          تحياتي وتقديري

          تعليق

          • عمرو عبدالرؤوف
            عضو الملتقى
            • 18-05-2007
            • 320

            #6
            استاذ عبدالرحمن سليمان

            كم هو رائع طرحك الذى خرجنا منه بالكثير

            وشكرا لتعليق الشاعر الكبيرعادل العانى بخصوص الفرق بين الترجمة والاستلهام


            تحياتى للجميع

            وتقبلوا خالص محبتى وتقديرى
            [size=5][B][align=center]لم نفترق
            بل عُدنا نبحث عنا
            بأجسادٍ ُأخرى،
            لم نفترق
            بل أعدنا سمات الكون
            حين أسقطنا أوراق الخريف
            ما بين الصيف والشتاء[/align][/B][/size]

            تعليق

            • د/ أحمد الليثي
              مستشار أدبي
              • 23-05-2007
              • 3878

              #7
              أخي الدكتور عبد الرحمن

              لم يعتبر الشعرء العرب القدماء مسألة الاستلهام أمراً مقبولاً. بل اعتبروه من باب الانتحال المذموم؛ لأنه أقرب ما يكون للسرقة.

              انظر مثلاً إلى بشار بن برد حين دعا خادمه ليطرده، فلما سأله عن السبب قال له:
              من القائل:
              من راقب الناس لم يظفر بحاجته ... وفاز بالطيبات الفاتك اللهج ؟

              قال: أنت سيدي.

              فقال بشار: ومن القائل:
              من راقب الناس مات غماً ... وفاز باللذة الجسور ؟

              قال: خريجك وخادمك (يعني نفسه).

              فقال بشار: يا خبيث أتسرق معانيَّ التي تعبت فيها، فتكسوها ألفاظاً أيسر من ألفاظي حتى ينتشر شعرك ويندثر شعري؟ اذهب فوالله لا أسامحك أبداً.

              ومن هنا يبدو لي أن كلمة الاستلهام عند تطبيقها في مثل هذا السياق إنما هي تلطيف لعمل شنيع.
              د. أحمد الليثي
              رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
              ATI
              www.atinternational.org

              تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.
              *****
              فعِش للخيرِ ، إنَّ الخيرَ أبقى ... و ذكرُ اللهِ أَدْعَى بانشغالِـي.

              تعليق

              • عبدالرحمن السليمان
                مستشار أدبي
                • 23-05-2007
                • 5434

                #8
                [align=justify]الإخوة الأفاضل:

                الأديب محمود الديداموني،
                الشاعر عادل العاني،
                الأديب عمر عبدالرؤوف،

                أجمل تحية،

                الشكر ـ مع الدعاء والمحبة ـ موصول لحضراتكم الكريمة على مروركم الطيب.

                أجل أخي الأستاذ عادل العاني: تبقى الترجمة الأدبية من أصعب أنواع الترجمة لأن العلم باللغتين والثقافتين لا يكفي وحده بل لا بد للمترجم من الملكة الأدبية وربما الموهبة، وكلما كانت لديه ثقافة أدبية تراكمية، كلما كانت ترجمته موفقة.

                وتحية طيبة عطرة.
                [/align]
                عبدالرحمن السليمان
                الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                www.atinternational.org

                تعليق

                • عبدالرحمن السليمان
                  مستشار أدبي
                  • 23-05-2007
                  • 5434

                  #9
                  [align=justify]أخي الدكتور أحمد،

                  صدقت أخي الكريم فهذه تدخل في باب السرقة والنحل وهي ظاهرة معروفة في أدبنا وفي سائر الآداب الأخرى.

                  أما الاستلهام الذي يكون بين لغتين اثنتين وثقافتين مختلفتين، ويذكر صاحبه بصريح العبارة أنه يستلهم قصيدته/عمله الأدبي من الشاعر الفلاني من الثقافة الفلانية ـ كما فعل الألماني جوته والهولندي ليوبولد وغيرهما ـ فهذا استلهام وتواصل حضاري محمود.

                  وأما الذي يستلهم موضوعا ما من ثقافة أخرى ولا يذكر ذلك بصريح العبارة، فلا يمكن الحكم عليه إلا بعد استجلاء النية. وهذا يسري على دانته ودانييل دفو وغيرهما لأن الثابت قطعا لا تخمينا أن عمليهما مستلهمان من الثقافة العربية.

                  ولدي في هذا المجال سؤال: هل يمكن لنا اعتبار المعارضة الشعرية استلهاما أم مجرد مجاراة يقصد منها إبراز البراعة الشعرية للمعارض؟!
                  [/align]
                  التعديل الأخير تم بواسطة عبدالرحمن السليمان; الساعة 25-05-2007, 14:53.
                  عبدالرحمن السليمان
                  الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                  www.atinternational.org

                  تعليق

                  • د. جمال مرسي
                    شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
                    • 16-05-2007
                    • 4938

                    #10
                    المبدع الجميل عبد الرحمن السليمان
                    موضوع في غاية الأهمية فيه عرفنا الفرق بين الاستلهام و الترجمة الأدبية و السرقات الأدبية
                    و لكن ماذا عن توارد الخواطر ..
                    فهذه شائعة جداً و لا سيما في الشعر أن تدور فكرة ما في راس شاعرين أو أكثر
                    و يكون لأحدهم السبق في إخراج قصيدته قبل الآخر
                    فهل يعد هذا من السرقات
                    سؤال للمناقشة
                    و لك و لجميع الأخوة الذي شاركونا الحوار هنا الحب و التقدير
                    دز جمال
                    sigpic

                    تعليق

                    • جورج جريس فرح
                      أديب وكاتب
                      • 16-05-2007
                      • 176

                      #11
                      [align=center]عبد الرحمن سليمان

                      علمٌ من أعلامِ هذا الزمان
                      موسوعة بل مرجعٌ وضمان
                      متمكنٌ فذٌّ بكلِّ لسان
                      أتحفتَنا يا فارسَ الفرسان!

                      ***
                      تقديري لهذه الإحاطة الزخمة.

                      جورج
                      [/align]

                      تعليق

                      • عبدالرحمن السليمان
                        مستشار أدبي
                        • 23-05-2007
                        • 5434

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة د. جمال مرسي مشاهدة المشاركة
                        المبدع الجميل عبد الرحمن السليمان
                        موضوع في غاية الأهمية فيه عرفنا الفرق بين الاستلهام و الترجمة الأدبية و السرقات الأدبية
                        و لكن ماذا عن توارد الخواطر ..
                        فهذه شائعة جداً و لا سيما في الشعر أن تدور فكرة ما في راس شاعرين أو أكثر
                        و يكون لأحدهم السبق في إخراج قصيدته قبل الآخر
                        فهل يعد هذا من السرقات
                        سؤال للمناقشة
                        و لك و لجميع الأخوة الذي شاركونا الحوار هنا الحب و التقدير
                        د. جمال
                        [align=justify]أخي العزيز الشاعر المبدع: جمال مرسي،

                        أجمل تحية،

                        توارد الخواطر ظاهرة معروفة وهي تحصل معنا جميعا في الحالات العادية ويمكن قياسها، فكيف لا تحصل مع الأدباء والشعراء في الحالات الإبداعية؟ فالشعراء والأدباء أصحاب مواهب، ولأصحاب المواهب حالات وجدانية مخصوصة بهم تجعلهم يتشابهون في مسائل كثيرة يمكن رد بعضها ـ بل شك ـ إلى ظاهرة توارد الخواطر.

                        من جهة أخرى: هنالك الحالات الانسانية العامة مثل الفرح والصداقة والحزن والعداوة والمرض والحب والبغض، يعالجها أكثر أدباء الأرض على اختلاف ثقافاتهم ولغاتهم ومشاربهم بطريقة متشابهة. ولا شك في أن مرد ذلك التشابه ليس إلى توارد الخواطر بقدر ما يكون نتيجة لوحدة التجربة الانسانية التي تتجلى أكثر فأكثر في الأمثال والحكم. فنحن نقول في العربية، عندما نريد أن نشير إلى حالة صعبة جدا: "بين المطرقة والسندان". والهولنديون، على سبيل المثال، يقولون في الحالة ذاتها: tussen hamer en aanbeeld وترجمته الحرفية هي "بين المطرقة والسندان". هذا ليس استعارة، وليس توارد خواطر، وليس ترجمة، بل تعبير صادق عن حالة صعبة لأن الموجود في بين سندان الحداد ومطرقته يتعرض للضرب والسحق، وهذه الحالة بالذات هي التي توحي للناظر بقول مثل هذا القول. وتجربة الناظر ـ بصفته انسانا جبل على الفطرة ـ واحدة لأن الفطرة واحدة.

                        حياك الله وأمتع بك.
                        [/align]
                        عبدالرحمن السليمان
                        الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                        www.atinternational.org

                        تعليق

                        • عبدالرحمن السليمان
                          مستشار أدبي
                          • 23-05-2007
                          • 5434

                          #13
                          [align=center]أهلا وسهلا ومرحبا بالشاعر المبدع: جورج فرح.

                          أهلا وسهلا بالورد!

                          ها هي طرقنا تلتقي بعدما فرقت فيما بينها الأيام.

                          وشكرا على طيب الكلام وحلاوة اللسان،

                          فبيني وبين قيادة الفرسان،

                          فراسخ وأميال وأزمان!

                          هلا وغلا!
                          [/align]
                          التعديل الأخير تم بواسطة عبدالرحمن السليمان; الساعة 26-05-2007, 14:45.
                          عبدالرحمن السليمان
                          الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                          www.atinternational.org

                          تعليق

                          • د. سعد العتابي
                            عضو أساسي
                            • 24-04-2009
                            • 665

                            #14
                            قدمت دراسة تطبيقة هامةفي الادب المقارن
                            وهي تتواصل مع دراستنا
                            -الاجناس الادبية من وجهة نظرمقارنة_
                            شكرا لك على المعلومات الثرة
                            الله اكبر وعاشت العروبة
                            [url]http://www.facebook.com/home.php?sk=group_164791896910336&ap=1[/url]

                            تعليق

                            • عبدالرحمن السليمان
                              مستشار أدبي
                              • 23-05-2007
                              • 5434

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة د. سعد العتابي مشاهدة المشاركة
                              قدمت دراسة تطبيقة هامةفي الادب المقارن
                              وهي تتواصل مع دراستنا
                              -الاجناس الادبية من وجهة نظرمقارنة_
                              شكرا لك على المعلومات الثرة
                              [align=justify]شكرا جزيلا على مرورك العطر د. سعد العتابي،

                              ثمة تأثير لفن المقامات الأدبي على الأدب الأوربي في العصر الوسيط وعصر النهضة وفي القرن العشرين أيضا، وكذا على الأدب التركي والفارسي والعبري وربما آداب أمم أخرى، أخذت عن العرب فن المقامة مثلما أخذت عنهم نظام العروض. وهذه مواضيع بحاجة إلى بحث بل هي مجال خصب للبحث المقارن.

                              وتحية طيبة عطرة.[/align]
                              عبدالرحمن السليمان
                              الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                              www.atinternational.org

                              تعليق

                              يعمل...
                              X