ثلاثة مشاهد للنسيم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • شريف عابدين
    أديب وكاتب
    • 08-02-2011
    • 1019

    ثلاثة مشاهد للنسيم

    (1)

    تتوق للمسته الباردة بينما تقتفي أثر الشمس.
    حين صارحته:
    كم أعشقك أيها الشفاف؛
    اعترف لها بولعه بلونها الأصفر الدافيء.
    وحين أسرت له:
    ليتني أستطيع أن أراك!
    لم يصدق نفسه؛
    حلق بعيدا ملاحقا أصداء همستها.
    ..بينما كان يفكر في معضلة رؤيته،
    هبت عاصفة رملية صفراء.
    امتطى صهوتها.
    ..هاتفا حين بلغها:
    أيتها الزهرة: ها أنذا!
    أجابته بصوت مزكوم:
    معذرة حبيبي لا أقوى على فتح عيني من الغبار.
    ***
    (2)

    تتنفسه كل مساء،
    وتحترق.
    لكنها برغم دمعها،
    تنتشي،
    كلما استشعرت لمساته الباردة.
    حين استعذب دفئها،
    داعبها،
    بدغدغات متلاحقة؛
    فتمايلت بشدة.
    عاتبته.
    بادرها: لاتنسي أني أهبك الحياة.
    ناشدته: لكن قلبي يكاد يتوقف.
    حين هب عاصفا: عليك تقبل عيوبي إن صدقت مشاعرك؛
    لفظت أنفاسها.
    تصاعدت خيطا من دخان.
    ذاب في أحضانه.
    ***
    (3)

    كلما لمح القمر منتشيا؛
    تفنن في مداعبة ليله الحالك السواد.
    هذا المساء،
    حين اصطدم بشرفته المحكمة الإغلاق؛
    عاد مكفهرا،
    فاستقبلته ببسمتها العاتبة الوقورة.
    ما أن لامس جدائلها الذهبية،
    حتى سقطت؛
    فانكشفت صلعتها.
    هب عاصفا، مشوحا للحفيف المتناثر،
    ...وتلاشى في الأفق.
    مجموعتي القصصية الأولى "تلك الحياة"

  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    #2
    الله الله الله

    رائع شريف صديقي
    و للنسيم دورات كما الشموس
    و قد يتخلي عن لعبته لصالح نهر او طائر
    و لكنه ربما أيضا لن يعطي كل الصلاحيات لغيره !

    تحتاج وقفة
    و تثبيت أيضا

    محبتي
    sigpic

    تعليق

    • ريما ريماوي
      عضو الملتقى
      • 07-05-2011
      • 8501

      #3
      هذا هو النسيم العليل
      وقصته مع زهرة عباد الشمس
      وكيف عندما يشتد يصبح عاصفا ويؤذيها,
      والقصة الثانية وصف ممتع للنسيم مع الشمعة,
      والثالثة مع فصل الخريف عندما تصفر اوراق الشجر وتسقط,
      شكرا لك أستاذ شريف نص قوي وجميل جدا
      يستحق التثبيت على الاكيد, يسلموا الأيادي.
      تحيااااتي.
      التعديل الأخير تم بواسطة ريما ريماوي; الساعة 23-09-2011, 06:48.


      أنين ناي
      يبث الحنين لأصله
      غصن مورّق صغير.

      تعليق

      • شريف عابدين
        أديب وكاتب
        • 08-02-2011
        • 1019

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
        الله الله الله

        رائع شريف صديقي
        و للنسيم دورات كما الشموس
        و قد يتخلي عن لعبته لصالح نهر او طائر
        و لكنه ربما أيضا لن يعطي كل الصلاحيات لغيره !

        تحتاج وقفة
        و تثبيت أيضا

        محبتي
        أستاذي القدير ربيع عقب الباب
        أسعدتني مصافحتك البكر لهذه المشاهد العفوية.
        أشكرك جزيل الشكر على تشجيعك المحفز ومشاعرك النبيلة
        وليس ذلك جديدا على فارس النبل ونبع العطاء.
        تقبل خالص تقديري واحترامي.
        وجمعة مباركة.
        مجموعتي القصصية الأولى "تلك الحياة"

        تعليق

        • شريف عابدين
          أديب وكاتب
          • 08-02-2011
          • 1019

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة ريما ريماوي مشاهدة المشاركة
          هذا هو النسيم العليل
          وقصته مع زهرة عباد الشمس
          وكيف عندما يشتد يصبح عاصفا ويؤذيها,
          والقصة الثانية وصف ممتع للنسيم مع الشمعة,
          والثالثة مع فصل الخريف عندما تصفر اوراق الشجر وتسقط,
          شكرا لك أستاذ شريف نص قوي وجميل جدا
          يستحق التثبيت على الاكيد, يسلموا الأيادي.
          تحيااااتي.
          الأخت الفاضلة الأستاذة ريما ريماوي.
          أشكرك على اهتمامك بنصي البسيط.
          كما أشكرك على التثبيت.
          أتفق معك في رصد هذه الحالات الثلاث للنسيم الذي يبدو "عليلا"
          حاولت تناول الوجه الآخر بعفويته ورعونته.
          تقبلي مني أرق النسمات.
          مجموعتي القصصية الأولى "تلك الحياة"

          تعليق

          • شيماءعبدالله
            أديب وكاتب
            • 06-08-2010
            • 7583

            #6
            مشاهد رائعة من نسمات حرفك الراقي د. شريف عابدين
            حقيقة دهشت لهذه الروائع
            مميزة ذات دلالات عالية وفن قصصي باحتراف
            سلم الساعد بما جاد
            أحييك على هذه الدرر
            دمت معطاء
            مع فائق التقدير

            تعليق

            • عبدالرحيم التدلاوي
              أديب وكاتب
              • 18-09-2010
              • 8473

              #7
              لغة شاعرية و تصوير بهي، و نصوص لذيذة..
              و ملامسة بعد طول غياب
              مودتي

              تعليق

              • شريف عابدين
                أديب وكاتب
                • 08-02-2011
                • 1019

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة شيماءعبدالله مشاهدة المشاركة
                مشاهد رائعة من نسمات حرفك الراقي د. شريف عابدين
                حقيقة دهشت لهذه الروائع
                مميزة ذات دلالات عالية وفن قصصي باحتراف
                سلم الساعد بما جاد
                أحييك على هذه الدرر
                دمت معطاء
                مع فائق التقدير
                الأخت الفاضلة الأديبة الأستاذة شيماءعبدالله
                سعدت بمرورك وتعليقك وأشكرك على تشجيعك المحفز ومشاعرك الطيبة. خالص تحياتي وتقديري.
                مجموعتي القصصية الأولى "تلك الحياة"

                تعليق

                • شريف عابدين
                  أديب وكاتب
                  • 08-02-2011
                  • 1019

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحيم التدلاوي مشاهدة المشاركة
                  لغة شاعرية و تصوير بهي، و نصوص لذيذة..
                  و ملامسة بعد طول غياب
                  مودتي
                  أخي الحبيب الأستاذ عبدالرحيم التدلاوي
                  سرني أن أعجبتك الفكرة
                  وأشكرك على اهتمامك ومرورك البهي
                  تقبل خالص تقديري واحترامي.
                  مجموعتي القصصية الأولى "تلك الحياة"

                  تعليق

                  • مها راجح
                    حرف عميق من فم الصمت
                    • 22-10-2008
                    • 10970

                    #10
                    تشتعل في العيون أسرارا ..لسنا ندري أمحبة هي أم بغضاء
                    لوحات من نسيم ملتهب..
                    تحية وتقدير استاذ شريف
                    رحمك الله يا أمي الغالية

                    تعليق

                    • شريف عابدين
                      أديب وكاتب
                      • 08-02-2011
                      • 1019

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة مها راجح مشاهدة المشاركة
                      تشتعل في العيون أسرارا ..لسنا ندري أمحبة هي أم بغضاء
                      لوحات من نسيم ملتهب..
                      تحية وتقدير استاذ شريف
                      الأخت الفاضلة الأديبة المبدعة الأستاذة: مها راجح
                      سعدت بمرورك الرائع.
                      تحياتي.
                      مجموعتي القصصية الأولى "تلك الحياة"

                      تعليق

                      يعمل...
                      X