خداعُ الظِّلّ (شعر)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مختار عوض
    شاعر وقاص
    • 12-05-2010
    • 2175

    خداعُ الظِّلّ (شعر)

    خداعُ الظِّلّ


    (1)


    فَجرُ القُرى كان ابتداءَ الحُلمِ للولدِ الجميلْ
    فالأرضُ قد بَسَطَتْ زَخَارِفَهَا على وجهِ الحُقولْ
    والأُفْقُ ليس تَحُدُّهُ
    أَمْدَاءُ مَنْ عانوا انتكاساتِ المنافي والجُرُوحْ
    والقلبُ كان يمامةً
    وحِصانُهُ الشِّعرُ الجَمُوحْ


    (2)

    الشَّمسُ..
    - عندَ الظُّهرِ -
    قد نَزَلَتْ مِنَ العَليَاءِ..
    أَقْعَتْ فوقَ أكتافِ الرِّجالْ
    وتَخَيَّرَتْ لوُجُوهِهِمْ
    (مِنْ عُلبةِ الألوانِ)
    لَوْنَ السُّمرَةِ الدَّكناءِ..
    لَوْنَ تُرابِنا
    لتكون عنوانَ انتماءْ
    وتَمِيمَةً للأرضِ سيِّدة النَّماءْ


    (3)

    في العَـصرِ..
    طالَ الظِّلُّ؛ فانْخَدَعَ الغريرْ
    ومضى يُقيمُ مَمَالِكَهْ
    (يا شَّيخَنا الضِّلِّيل هلْ
    تبني قصورًا من رمالْ
    مِنْ سافياتِ الرِّيحِ..
    تصنعُ صولجانْ؟!)


    حاشية:

    القلبُ كان يمامةً؛ ما زالَ..
    لكنَّ الحِصانْ
    ما عادَ يُغريهِ الصَّهيلْ!!

  • الهويمل أبو فهد
    مستشار أدبي
    • 22-07-2011
    • 1475

    #2
    عدوى الخداع: قراءة في الظل

    جهدت في الإحاطة بقصيدة "خداع الظل" لكنها خدعتني، وخدعني الظل كما خدع بطل القصيدة"الجميل"، ولا غرو: فالظل يخدع ويراوغ. وقد استغرقني البحث ثلاثة أرباع يومي والعديد من القراءات بحثا عن الظل وخداعة، حتى تبين لي أخيرا وبعد جهد أن القصيدة نفسها هي "خداع الظل." فكيف لي أن أحيط بظل مخادع. وكان من الجدير بي أن أمضي هذه الفترة كي أدرك اللغز وعبث محاولة حله. عدت إلى زمن محاولتي حل الظل ولغزه فوجدتني أمضيت فيه زمن القصيدة نفسه. فهي تبدأ بتهيئة الظل فجرا، فتحل الشمس على أكتاف العرب الصيد ظهرا، تلفح وجوههم بحرارتها حتى يستطيل الظل عصرا (ثلاثة أرباع نهار كامله). فدورة النهار لم تكتمل لأن غياب الشمس يعني غياب الظل، وبذلك وقفت فجأة عند العصر حيث اكتمال الظل ومناجاة ابن حجر بن حندج (الملك الضليل، يبني ممالك من رمال)

    ويبدأ الخداع مع ابتدأ القصيدة وبداية زمنها (فجرا) مع فجر الحياة (فجر القرى) وهي حيلة تجعل القارئ يتجاوز الخدعة الأولى (ابتدأ الحُلم للولد الجميل). وكأن القضية قضية ابتدأ الحياة، وهي بالتأكيد إحالة أيضا إلى ابتدأ الحياة، لكنها (والعنوان يشهد) ابتدأ الظل وخداعة. وإمعانا في التعمية، كانت مفردة "الحلم" تحيل إلى الرؤيا الخادعة وإلى"الرشد" الذي ينبغي له التصدي لخدعة الظل. وجدتني أقرأ خداع الظل رغم أن حلمي لا يبني ممالك ولا يجاري الشمس في رابعة النهار، إلا أن حلمي أيضا لا يختلف عن حلم "الولد الجميل" (مع فارق السن)، فقد كنت لحنكة الشاعر ومراوغة القصيدة (الظل) أحلم بالامساك.بـ "خداع الظل"! وجهدت في تتبعه فأعياني المسار زمنا ومكانا على قصره زمانا ومكانا. فالزمان بين الفجر والعصر والمكان أقرب من ذلك بكثير (الأرض) عند أخمص القدمين الذي لقربه (تحت تأثير الشمس اللافحة) منح لونه للباحث عن الظل وخداعة

    وللتمادي في الحيلة تذهب القصيدة في وصف البداية وجمال الحقول وزخارفها لتأتي الشمس لحظة فتخفي الظل إذ تتعامد مع الباحث فتحل على كتفه وتهبه سمرة هي لون "التراب" عنوان انتماء و"تميمة" "للأرض سيدة النماء". ولئن كانت السمرة في الأرض عنوانا حقيقيا للنماء والخصب، فهي أيضا لون "الظل" وختله، ولهذا فإن مفردة "تميمة" تحفظ لنا مورثا مغايرا للنماء: فقد ألفينا من عهد بعيد"كل تميمة لا تنفع." وهكذا فبعد التفاتة في رابعة النهار نصطلي الشمس مباشرة إلى الفجر وزخارف الأرض، نحملق فجأة في انتمائنا وأرضنا السمراء، ليحل العصر فيستطيل الظل لينخدع "الغرير" ذاك الولد الجميل، وهنا فقط ندرك أن "الحلم" لم يكن له من الرشاد نصيب، وندرك أن الظل ظل يخدعنا على أمداء القصيدة، لنصطدم فجأة بممالك من رمال. هنا تأتي الحاشية ظلا للقصيدة، حيث "حصان الشعر الجموح" "ما عاد يغريه الصهيل"، وكأن الحاشية جاءت بعد المغيب!!!

    هذا فقط بعض من كل أحببت أن أنيره، وتركت الكثير غيره
    التعديل الأخير تم بواسطة الهويمل أبو فهد; الساعة 01-10-2011, 15:26.

    تعليق

    • مختار عوض
      شاعر وقاص
      • 12-05-2010
      • 2175

      #3
      أخي الرائع الجميل الأستاذ القدير
      الهويمل أبو فهد
      سعدت كثيرا بحضورك الراقي في نصي المتواضع، وإنني - والنص - مدينان لك بالكثير بهذه القراءة التي تؤكد سمو ذائقتكم ورهافة حسكم الفني..
      فتقبل أيها القدير جميل تقديري وعظيم محبتي..
      دمت على الروعة والجمال.

      تعليق

      • محمد جابري
        أديب وكاتب
        • 30-10-2008
        • 1915

        #4
        [align=justify]الأستاذ المختار عوض؛

        نص جميل بغموضه وغوصه في الضباب حيث تزيا بزي شاعرية جياشة: وجمال اللوحة الفنية يشينه كوخ الجار إن لم يعل ويرق رقي الثريا في تواضعه:

        من موضوع " خصائص الكتابة الذاتية " أنبش فقرة بعد أن بات وحيدا في صحراء قفر برفقة السراب على درب الإهمال.

        " وقد تسيل الكلمة من أشعة شمس بنفسجية أو ما دون الحمراء، فتروي خضرة الأعشاب الندية، وتقطف فواكه وثمار دانية، لأبيعكم كلمة طفلة بريئة من النقاط والفواصل: كلمة من قطف أسرار البوح الخبيئة، وبإمعان النظر تجدها نسرا طليق الجناحين يهفو بسرعة نحو العلا في عزة وكبرياء، وشمم وإباء."

        خصائص الكتابة الذاتية (2) أوهمتكم قرائي ببخار كثافة حروفي، وأذقتكم من كأس رنات الكتابة أسرار البنان في استشعار تأليف الكلم لرسم الصور، والظلال، والأنغام. وفي غياب بنت الدار، حضرت بسمة ملأت الجو كرما، وأشعلت شمعة ثانية لمجالسة القيثارة البلبلية المسومة في إيحاء ذاتي لخصائص القلم بالأنغام والنبرات. لا تفتش عن الذاتية في


        وتغني الإشارة عن العبارة، مع حث العض على درب دكان الشاعرية؛ لكن هل وصلت الرسالة أم أعيت مترجميها؟

        هنا تمايزت البشرية، وما العلم إلا من عند الله.


        [/align]
        التعديل الأخير تم بواسطة محمد جابري; الساعة 09-10-2011, 09:55.
        http://www.mhammed-jabri.net/

        تعليق

        • مختار عوض
          شاعر وقاص
          • 12-05-2010
          • 2175

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة محمد جابري مشاهدة المشاركة
          [align=justify]الأستاذ المختار عوض؛[/align][align=justify]

          نص جميل بغموضه وغوصه في الضباب حيث تزيا بزي شاعرية جياشة: وجمال اللوحة الفنية يشينه كوخ الجار إن لم يعل ويرق رقي الثريا في تواضعه:

          من موضوع " خصائص الكتابة الذاتية " أنبش فقرة بعد أن بات وحيدا في صحراء قفر برفقة السراب على درب الإهمال.

          " وقد تسيل الكلمة من أشعة شمس بنفسجية أو ما دون الحمراء، فتروي خضرة الأعشاب الندية، وتقطف فواكه وثمار دانية، لأبيعكم كلمة طفلة بريئة من النقاط والفواصل: كلمة من قطف أسرار البوح الخبيئة، وبإمعان النظر تجدها نسرا طليق الجناحين يهفو بسرعة نحو العلا في عزة وكبرياء، وشمم وإباء."

          http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...D0%C7%CA%ED%C9

          وتغني الإشارة عن العبارة، مع حث العض على درب دكان الشاعرية؛ لكن هل وصلت الرسالة أم أعيت مترجميها؟

          هنا تمايزت البشرية، وما العلم إلا من عند الله.


          [/align]

          أستاذي القدير
          محمد جابري
          لبوحك الشفيف سحره الخاص، ولحضورك الراقي أجمل المعاني..
          أسعدني حضورك وما اقتبسته من مقالتك الرائعة (هناك)..
          فتقبل تقديري (هنا)، ولسوف أعيد القراءة (هناك) مرات كثيرة حتى أكون على مستوى الرد بما يليق..
          كن بخير دائما يا صاحب القلم الأنيق واللغة الساحرة..

          تعليق

          • محمد جابري
            أديب وكاتب
            • 30-10-2008
            • 1915

            #6
            [[align=justify]QUOTE=مختار عوض;732430]

            أستاذي القدير
            محمد جابري
            لبوحك الشفيف سحره الخاص، ولحضورك الراقي أجمل المعاني..
            أسعدني حضورك وما اقتبسته من مقالتك الرائعة (هناك)..
            فتقبل تقديري (هنا)، ولسوف أعيد القراءة (هناك) مرات كثيرة حتى أكون على مستوى الرد بما يليق..
            كن بخير دائما يا صاحب القلم الأنيق واللغة الساحرة..
            [/QUOTE]

            الأستاذ المختار عوض؛
            للكتابة الذاتية رنات شاعرية، ولأغوارها ضوابط قد تخفى عن المقتحمين لمجالها، فنرى كتابة حالمة، لا نسقية تربطها، ولا حبل جامع لمخيلاتها، حتى أكاد أجزم بأن علم المعاني وما جاءنا به من دقة لغوية لاستعمالات ألفاظ تجوز بكثير.
            وقد سبق نشر موضوع " خصائص الكتابة الذاتية " موضوع يؤسس لهذا المجال تحت عنوان :

            رنات الكتابة الذاتية:

            رنات الكتابة الذاتية (1) ما الذي يغري أنامل الأديب لهز أوتار قتارة الواقع فتعزف لحنا لم يألفه الناس، بل تخشع له القلوب وتنجذب؟ ما الذي يفجر مشاعر الشاعر فتقرا صفحة الصحيفة على عكس المعتاد تارة تمضي على خطها العمودي، حيث تتلألأ أنوار السماء إلى الأرض وتارة تنسحب من ذات اليمين إلى ذات الشمال، وأخرى من أفقي معاكس، أو من


            أرجو أن تتفتق الأذواق عن رؤى تأصيلية بنائية، عمدت فيما جئت به إلى آراء بعض الاختصاصيين في الميدان، وأسأل الله التوفيق.
            [/align]
            التعديل الأخير تم بواسطة محمد جابري; الساعة 15-10-2011, 22:44.
            http://www.mhammed-jabri.net/

            تعليق

            يعمل...
            X