نطفة ...فعلقة ...ففضيحة....

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مالكة حبرشيد
    رئيس ملتقى فرعي
    • 28-03-2011
    • 4544

    نطفة ...فعلقة ...ففضيحة....

    نطفة ...فعلقة ...ففضيحة
    أناالآن في غرفة قاتمة ..صامتة ، أمعن النظر في الظلام ، أحاول استدراجه ليبادلني الحوار ؛ عله يخفف شيئا مما بي ، أو يجد معي حلا ، لكل التساؤلات التي أثقلت رأسي ، منذ نعومتي.أتقلب على أشواك التفاصيل الدقيقة ، عابرا دهاليز تنفتح على أنفاق .. أضيع فيها كلما حاولت تحديد وجهتي وانتمائي .
    أجاهد ذاكرتي ..منذ متى وأنا هنا . ربما مذ فتحت عيني على هذا العالم المترامي في قسوته،الشرس في احتوائه ،الظالم في أحكامه .

    لم أشعر يوما بانتماء حقيقي إليه ، ولا شعرت بأن هناك ما يربطني به ..
    منذ متى وأنا هنا . منذ تلك الفجيعة ؟لا بل قبلها حين كنت نطفة في رحم أعياه الانتفاض ؛ كي يلفظني ،لكن الأقدار شاءت أن أستمر وأنمو ؛لأصيرنطفة...فعلقة ، فجنينا ،ففضيحة
    .
    كانت غربتي كبيرة ، مذ خرجت إلى هذا العالم.
    أذكر أني كنت أستجدي الرحمة والرأفة والحنان ، بأنين وصرخات متتالية ؛ كي ألقى شيئا من الاهتمام ،وأستمد بعضا من القوة .. جرعة حليب كانت تكفي، كي أغلق فمي ، أنزوي كأي شيء لا حاجة للآخرين به ، وبوجوده.مرت الأيام متشابهة ، بعد رحيل البطن التي حملت كتلة الحزن، التي حلت ؛ كي تزيد من كآبة وعبوس الكون.
    أتنقل من يد إلى يد : منها التي تحنو ، ومنها التي كانت تزجرني ؛ كأنما تحملني ذنب مجيئي ، إلى هذا العالم ، وأنا ضيف غير مرغوب به..كان بكائي موالا لا ينتهي ؛ مما جعل حتى القلوب الرؤوفة تمل وجودي ، وتفكر في التخلص مني ، وهي تصرخ : اسكت ...اخرس ايها اللقيط .لقب سمعته مذ وعيت الحياة ، لكني لم أستوعب معناه ، إلا بعد ما بلغ الجرح مداه ،وأنا بين أحضان امرأة ، كانت تقول أنها خالتي .

    حضرت سيدة سمينة ، أنيقة، متبرجة ، بنظارات كبيرة سوداء . دار بينها وبين الخالة حوار طويل، في النهاية قالت الخالة:هذه أمك الجديدة ...يجب أن تذهب معها.
    أخبروني من قبل ،حين كنت أبحث عنها بدموعي ، أن أمي سافرت بعدما وضعتني ، في رحلة طويلة الى الله ،ولن تعود:كيف عادت ...؟

    هل كانت معتقلة ، ثم أطلقت السماء سراحها ؛ لتحررني أيضا من براثن القسوة ؟رغم صغري إلا أني فهمت شيئا ، من حوار العيون الذي دار في حضرتي . القسوة تجعلك تكبر بسرعة ؛ لتنفذ الأوامر قبل أن تعاقب . أدركت أنه علي أن أرحل من هنا ، مع هذه السيدة الغريبة ، التي كانت توزع الابتسامات ، في كل الجهات.تمنيت من كل أعماقي أن تكون أمي ؛ علها تغذي ، ولو قليلا من الجوع المزمن بأعماقي ، للحب والحنان.
    لكني لم أرتح لنظراتها ، وابتساماتها .. وحركاتها.ركبت السيارة إلى جانبها . كانت تنظر إليّ وتبتسم . شعرت للحظات بالأمان والطمانينة . لم أرفع بصري عنها.كنت أود لو اعتقلت تلك النظرات والابتسامات ؛ كي لا يفارقني الشعورالجميل الذي انتابني تلك اللحظة.
    وصلنا البيت الكبير ، المحاط بحديقة جميلة . لحظات من الفرحة النادرة ،حلقت فيها الابتسامات عاليا ؛ حين أخذتني السيدة زينب بين أحضانها ، تداعب الحزن الذي نما بداخلي.كنت أسترجع ملامح الأطفال ، شغبهم ، دلعهم ؛ كما بدأت أتخلص من الصمت والانزواء ، وسط اللعب ،التي حركت فيّ حب الحياة ، وحب الاستطلاع.كبرتُ ، كبرتْ اللعب ، شاخت ، فقدت جمالها ، تقلصت الابتسامة؛حين ذكرتني السيدة زينب ، التي رفضت منذ البداية أن أناديها ماما ، وانتهت إلي زجري وضربي ، على أي تصرف يصدر عني .

    استرجعت لقبي : اللقيط ...الغبي المنبوذ.استعاد الخوف مكانه بين ضلوعي ، استوطن الرعب أرجائي . عدت أبحث في الظلمات عن صديقي القديم ، نديمي الذي كان دائما يجالسني ويحاورني ، عدت إلى الصمت والانزواء،في الركن البعيد ، من الصالةالفخمة ، كان مكاني ، في انتظار الأوامر التي لا تنتهي ؛ لأن البيت لا يخلولليلة من الضيوف، الذين يحضرون للعب القمار ، والشرب ، وتعاطي كل ألوان الرذيلة.بلغت العاشرة من عمري ، تعرفت على كل الزوار والضيوف ، كما خبرت الطريق؛لاقتناء كل ما تحتاجه السيدة ، من أكل ، وشرب ، وخمر ، وحشيش ...و...و.... ، كما كنت ألهث ، لنداء من تأخرت عن الموعد ؛ لأن هناك من ينتظرها.فكرت مرارًا في الهروب ؛ كي أنأى عن هذه الوساخة ، لكن بدا أني نتاجها ،لذلك صعب علي التخلص منها ، كما صعب تلمس طريق العودة إلى خالتي ، التي رمتني بكل بساطة ، كأي شيء انتهت صلاحيته.
    استخدمتني السيدة شغالا ، وطباخا ، بستانيا ،وقوادا ، ولمّا أتجاوز الرابعة عشر من عمري.لم ألج روضا ولا حضانة ولا مدرسة ، ولا تلقيت تربية غير ما شربتني السيدة زينب من ذل وهوان ؛ سيتناسل ويتكاثر مع الأيام.كنت كلما جن الليل ، وأطبقت الغربة أتساءل : أين أمي ..؟

    أين أبي ؟

    أين أهلي ؟

    وتبقى الأسئلة دائما معلقة بلا جواب.
    لم أستشعر يوما رابطا نحو إنسان أو مكان . كل الوجوه والملامح ، كانت ترمقني بنفس النظرة ...وأنا صغير : كانت شفقة . حين كبرت صارت : اشمئزازا .ما ذنبي ؟ أنا لم أختر أمي ولا أبي ، ولا حددت تاريخ وصولي إلى هذا العالم ، ولا رافقت السيدة زينب باختياري !كنت تجاوزت الخامسة عشرة من عمري ، حين حضر رجل غريب إلى الدار . لم أره من قبل . استقبله الجميع بالبشاشة والترحاب الكبير ، خصوصا السيدة ،التي كانت فرحة زيادة عما تعودت منها . جلس الرجل ، أطلق نجم الجهل والخوف والغموض حوله .. بعدما أكل وشرب ، نادتني السيدة مبتسمة على غيرعادتها، وهي تتغنج:اسمع يا خالد هذا الرجل مهم جدا ، وكبير جدا ، وكريم جدا ،يمكن أن يسهل لنا أمورا كثيرة ، ويغدقنا بالهدايا إن نحن أرضيناه . لم أفهم كلامها وتلميحاتها.دنت مني أكثر ، ضمتني إليها ،وهي تنقر أذني:اسمع يا ابني يا خالد ، أريدك أن تستحم ، وتغير ثيابك ؛ لتكون أبهى من القمر !مازلت لم أفهم شيئا . عادة كان اهتمامها بالفتيات اللواتي تصطادهن من المدينة ، ومن المناسبات كالأعراس والحفلات،تستدرجهن إلى البيت ، تغريهن ببعض الملابس والحلي المزيفة ؛ فيرقص الفقروالحرمان فرحا ، وهو لايدري أنه في طريقه إلى مذبحة الكرامة والكبرياء وعزةالنفس.رفعت عينيّ نحوها في دهشةواستغراب.أدركتْ أني لم أفهم بعدُ مرادها ، فحّتْ بكل وقاحة :هو يريدك أنت ، وسيدفع لك قدر ما تريد وتطلب ، وكلما احتجت شيئا ، سيلبي ، المهم أن ترضيه.لذعتني حرارة غريبة سرت في أوصالي ، نار تتسلقني ، دمي يختنق في عروقي . تصبب العرق من كلي.انسحبت من أمامها ، وأنا لا أصدق ما سمعت.أكانت تتكلم بجدية ...؟

    أكانت تقصد فعلا ، ما فهمت بعد عناء طويل ؟انزويت في غرفة صغيرة حقيرة بالحديقة ؛ حيث البقايا ، وأنا سواء . لم تترك لي فرصة استجماع ما تبعثرمني ، ولا التقاط أنفاسي ، بلها لحقت بي ، وهي تلوح بالنقود ، بحنكة قوادة :خذ ياخالد . كل هذا لك . وإن أرضيته ؛ سيعطيك أكثر وأكثر.كنت دائما أرى شابا واثنين بين الضيوف ، لكني لم أفهم يوما، أن هذا كان المبتغى من وجودهم ، لم تكن أعمارهم تتجاوز السادسة عشر ، وكنت أظن ، أنهم حين يختلون بالرجال في غرفهم ، إنما كان من أجل خدمتهم ، إحضار ما يحتاجون من طعام ، وصب ما يطلبون من خمر.اليوم فقط فهمت . اليوم فقط كرهت العالم ، بقدر ما كرهني ..حقدت على البشر ، بقدر ما اشمأزوا مني.
    واليوم فقط قررت أن أختار دربي ، لوحدي ، ودون أن أستشير أحدا ، أو يتدخل في اختياري.صرخة منها أعادتني إلى مكاني:
    ماذا تنتظر يا خالد ..أرى أنك لم تستعد بعد ؟لا أعرف ماذا دهاني ، كأن شخصا آخر تلبسني .أهمهم :حاضر .. سأجهز في الحال ، سأفعل كل ما يريد ويطلب ، سأجعله يعشقك ، ويعشق الدار ، ولن يبرحها أبدا .
    نظرت إليّ باندهاش ؛ فلم يسبق أن كلمتها بهذه اللهجة.
    خيم الليل : موسيقى .. رقص .. غناء .. خمر ..و..و...
    هم الرجل بالوقوف .. أومأت لي بعينيها ؛ كي أرافقه.
    ابتسمت لها ، اتجهت نحو المطبخ ، حملت بعض الفاكهة وقنينة ماء ، دخلت الغرفة .. كان الضيف هناك ، راح يتحرش بي ،وأنا أصب له الكاس تلوالأخرى ، تمدد على السرير ، ويداه تطلبني . لم يخجل من طفولتي ، ولا من شيبه ، ولا من أولاده الذين كان قبل قليل يتباهى بنجاحهم.
    صببت كأسا أخرى ، وهو يستدعيني بيديه وعينيه وشفتيه. شعرت بشيء يصعد إلىرأسي ، أخرجت السكين من سروالي،طعنته في بطنه..في صدره..في كل جزءمن جسده . لم يصرخ .. كانت فقط أنات وآهات ، لم تبلغ البهو الكبير.طعنته مرات أخرى ، كنت أريد أن أقتص للطفولة التي اغتصبها الزمان ، وهذاالوحش ، وكل أمثاله.ناديت بتماسك أحسد عليه : سيدتي ...سيدتي ...لا أدري مابه.هرعت إليه ..ما إن دخلت الغرفة ، حتى انهالتْ عليها الطعنات،بنفس القوة والشراسة.تهالكت على الأرض ، أحاصر بنظراتي الجثتين ، والدماء التي لونت السجاد .أخرجت النقود التي سلمتني ، رميتها على وجهها الذي لم يشعرني يوما بالطمانينة ، ولا الأمان ولا الإنسانية.تناولت الهاتف من جيبها ، اتصلت بالشرطة.
    أنا اليوم بين أربعة جدران ، بين رفاق الحزن والغربة والألم ، في بيت يطلقون عليه : إعادة التاهيل ...أو دار الإصلاح..أعمارنا لاتتجاوز الثامنة عشر،على جبين كل واحد منا قصة ، كتبها القدر عند الولادة، أو ربما قبلا ..ها نحن نحاول التكيّف مع القسوة ، علّنا نستطيع يوما الاندماج في الغابة !
    التعديل الأخير تم بواسطة مالكة حبرشيد; الساعة 25-09-2011, 12:22.
  • سعاد عثمان علي
    نائب ملتقى التاريخ
    أديبة
    • 11-06-2009
    • 3756

    #2


    أستاذة مليكة حبرشيد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    ولكم تؤلمني الجرائم على الطفولة
    رائعة السرد الصريح ...والذي لم ينبؤني بالنهاية
    أقرا قصتك وتقفز إلى ذهني الف حكاية وحكاية
    للقطاء ..أكرمهم الله بعوائل طيبة
    لنساء أو رجال كتب الله عليهم العقم
    فوضعوا كل احلامهم في ذاك الولد أو تلك البنت
    فينالوا حظهم من التعليم والثروة
    ويشعر هو ومن ربوه بالطمأنينة
    وفجأة يظهر بمن هو يفعل أفعال أولاد الحرام الحقيقيين فيخبره غنه لقيط-او لقيطة
    ويكون ذلك في يوم خطبته أو خطبتها فيفسد عليه حياته
    فمنهم من هرب ومنهم من انتحر
    ومنهم من عاش ذليلاً بين إخوته-من الذين قاموا بتربيته
    ثم حرموه من الرث
    نظرة-فإبتسامة-فقبلة -فشهوة-فجريمة -فنطفة=طفل يصبح رجل أو إمراة ضحية للمجتمع
    قصتك اخذت منحنى آخر أشد خطورة للتجارة بالبشر
    أكاد أقول انها أروح جريمة فعلها -قاصر
    ولكن-هل كل ضحية يستطيع أن يدافع عن نفسه ..حتى ولو بالهروب
    كلا ..لايستطيع
    ولا يستطيع ان يرفض-ولا يسعد ولايفرق بعد ذلك بين الحزن والندم
    نعم -ستقوم القيامة-
    فلا تقوم القيامة إلا من شدة غضب الله من عصيان وذنوب العباد
    واهم الذنوب-الزنا-والرقص-والتعري-والقتل-وبعد ذلك تتدرج الذنوب
    وأكرر..ولكم يؤلمني الإعتداء على براءة الأطفال
    وليكم يشعرني بالتقرف والغثيان..افنتهازية لظروف الغير ومن ثم رميهم الى الحضيض
    والله يلطف بالطفولة وبالناس
    كنت رائعة ومازلت أختي مليكة
    مع أطيب أمنياتي
    سعادة
    ثلاث يعز الصبر عند حلولها
    ويذهل عنها عقل كل لبيب
    خروج إضطرارمن بلاد يحبها
    وفرقة اخوان وفقد حبيب

    زهيربن أبي سلمى​

    تعليق

    • ريما ريماوي
      عضو الملتقى
      • 07-05-2011
      • 8501

      #3
      حيرتيني اختاه هل اكون معه ومع ما عمله أم عليه
      ومع قضاته وكإن حقيقة أنه لقيط قد أثبتت أن العرق دساس,
      أفلا يوجد طريقة أخرى لإنقاذ روحه إلا بالقتل وهو شاب يمكن أن يعتمد
      قوته الجسدية للعمل الشريف بدلا من الاستمرار في شيئ لا يحبه ولا يرضاه لنفسه
      ويدمر حياته بالسجن بعد انتقامه.

      المهم أعجبتني القصة والصياغة كثيرا, ومن الواضح تملكك لحرفك,
      واستطعت اثارة دهشتي وتساؤلاتي عن ماذا لو؟!

      يسلموا الأيادي, مودتي وتقديري, تحيااتي.


      أنين ناي
      يبث الحنين لأصله
      غصن مورّق صغير.

      تعليق

      • محمد سلطان
        أديب وكاتب
        • 18-01-2009
        • 4442

        #4
        نعم أعجبتني انا أيضا وأعلم أنه معلوب على أمره حينما ارتضى هذا البيت وهذه الأفعى التي تمنى يوما ان تكون له أما .. لكن الحمد لله قدر الله وما شاء فعل .. فشكرا له على تهدأتي وتبريد ناري التي استشرت في فجأة بعدما جعلني أراهما وهما يسبحان في بحر أحمر ..
        وتحياتي لك أستاذتي القديرة .. صفقت لك ..
        صفحتي على فيس بوك
        https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

        تعليق

        • ربيع عقب الباب
          مستشار أدبي
          طائر النورس
          • 29-07-2008
          • 25792

          #5
          جميلة بلا شك
          لغة و زاوية رؤية و حبكة
          متواترة الايقاع .. تلهث قارئها حد الانهاك
          قاسية و حزينة .. مدهشة فى ردة فعل بطلها الذي لم يعلمه أحد
          ما يكون الشرف و الكرامة !!

          جميلة دائما شعرا و قصا
          و إلى الأجمل دائما

          محبتي و تقديري
          التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 25-09-2011, 14:56.
          sigpic

          تعليق

          • مالكة حبرشيد
            رئيس ملتقى فرعي
            • 28-03-2011
            • 4544

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة سعاد عثمان علي مشاهدة المشاركة


            أستاذة مليكة حبرشيد

            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            ولكم تؤلمني الجرائم على الطفولة
            رائعة السرد الصريح ...والذي لم ينبؤني بالنهاية
            أقرا قصتك وتقفز إلى ذهني الف حكاية وحكاية
            للقطاء ..أكرمهم الله بعوائل طيبة
            لنساء أو رجال كتب الله عليهم العقم
            فوضعوا كل احلامهم في ذاك الولد أو تلك البنت
            فينالوا حظهم من التعليم والثروة
            ويشعر هو ومن ربوه بالطمأنينة
            وفجأة يظهر بمن هو يفعل أفعال أولاد الحرام الحقيقيين فيخبره غنه لقيط-او لقيطة
            ويكون ذلك في يوم خطبته أو خطبتها فيفسد عليه حياته
            فمنهم من هرب ومنهم من انتحر
            ومنهم من عاش ذليلاً بين إخوته-من الذين قاموا بتربيته
            ثم حرموه من الرث
            نظرة-فإبتسامة-فقبلة -فشهوة-فجريمة -فنطفة=طفل يصبح رجل أو إمراة ضحية للمجتمع
            قصتك اخذت منحنى آخر أشد خطورة للتجارة بالبشر
            أكاد أقول انها أروح جريمة فعلها -قاصر
            ولكن-هل كل ضحية يستطيع أن يدافع عن نفسه ..حتى ولو بالهروب
            كلا ..لايستطيع
            ولا يستطيع ان يرفض-ولا يسعد ولايفرق بعد ذلك بين الحزن والندم
            نعم -ستقوم القيامة-
            فلا تقوم القيامة إلا من شدة غضب الله من عصيان وذنوب العباد
            واهم الذنوب-الزنا-والرقص-والتعري-والقتل-وبعد ذلك تتدرج الذنوب
            وأكرر..ولكم يؤلمني الإعتداء على براءة الأطفال
            وليكم يشعرني بالتقرف والغثيان..افنتهازية لظروف الغير ومن ثم رميهم الى الحضيض
            والله يلطف بالطفولة وبالناس
            كنت رائعة ومازلت أختي مليكة
            مع أطيب أمنياتي
            سعادة

            مساء الخير غزيزتي سعاد
            ليس اسوأ في الحياة من ظلم الطفولة
            لان ذلك ينتج بالضرورة مجتمعات غير متوازنة
            الطفولة هي الثروة الحقيقية للشعوب نهدرها نحن كما
            رايت سيدتي في القصة التي لم تترجم سوى جزءا بسيطا
            مما يعرفه واقعنا المر من ظلم وقسوة وشراسة وتهميش وتحقير
            واذلال واهمال وحرمان والا ما كنا بهذا التخلف
            اتمنى ان تصبح الحياة يوما اكثر اشراقا لتبتسم الازهار
            مودتي وكل التقدير على المرور والتفاعل
            التعديل الأخير تم بواسطة مالكة حبرشيد; الساعة 27-09-2011, 15:38.

            تعليق

            • مالكة حبرشيد
              رئيس ملتقى فرعي
              • 28-03-2011
              • 4544

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة ريما ريماوي مشاهدة المشاركة
              حيرتيني اختاه هل اكون معه ومع ما عمله أم عليه
              ومع قضاته وكإن حقيقة أنه لقيط قد أثبتت أن العرق دساس,
              أفلا يوجد طريقة أخرى لإنقاذ روحه إلا بالقتل وهو شاب يمكن أن يعتمد
              قوته الجسدية للعمل الشريف بدلا من الاستمرار في شيئ لا يحبه ولا يرضاه لنفسه
              ويدمر حياته بالسجن بعد انتقامه.

              المهم أعجبتني القصة والصياغة كثيرا, ومن الواضح تملكك لحرفك,
              واستطعت اثارة دهشتي وتساؤلاتي عن ماذا لو؟!

              يسلموا الأيادي, مودتي وتقديري, تحيااتي.

              مساء الخير ريما
              طبعا اريدك معه لانني شخصيا معه بكل
              ما أوتيت من انسانية ...لم لا اكون معه وقد
              تشرب من المرارة ما يكفي كي يتجرد من انسانيته
              لا يخلق الانسان مجرما ...الواقع هو الذي يستحث فيه
              بذرة الشر يرويها ويغذيها حتى تصبح وحشا كاسرا
              يفترس الجميع ..أظن ان هذا الطفل بهذا الهدوء والقناعة
              لو وجد قلبا طيبا يحتويه ويحنو عليه لكان مواطنا صالحا فاعلا في مجتمعه
              مودتي على القراءة والتفاعل

              تعليق

              • فايزشناني
                عضو الملتقى
                • 29-09-2010
                • 4795

                #8
                أختي مالكة أسعدك الله

                ومن يعرف مصيره
                ومن يأمن من رفقة السوء
                كل الدروب تتجه إلى الغابة الكبيرة
                عنوانك يرسم المشهد من بدايته لنهايته
                نطفة....... فعلقة ..... ففضيحة
                أتمنى لك مزيداً من التألق والنجاح
                مع كل الاحترام
                هيهات منا الهزيمة
                قررنا ألا نخاف
                تعيش وتسلم يا وطني​

                تعليق

                • آسيا رحاحليه
                  أديب وكاتب
                  • 08-09-2009
                  • 7182

                  #9
                  أعجبتني القصة ..
                  جيّدة بكل المقاييس أختي مالكة ..
                  لكن العنوان ..لا أدري .. لم يرق لي فعلا..
                  تحيّة لإبداعك و دمتِ .
                  يظن الناس بي خيرا و إنّي
                  لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                  تعليق

                  • د.نجلاء نصير
                    رئيس تحرير صحيفة مواجهات
                    • 16-07-2010
                    • 4931

                    #10
                    مالكة الغالية
                    من العنوان أنت تصورين مأساة أطفال السفاح كنت رائعة عن جد من البداية حتى الخاتمة
                    دام يراعك يقطر ابداعا
                    تحياتي وشتلات الياسمين
                    sigpic

                    تعليق

                    • مالكة حبرشيد
                      رئيس ملتقى فرعي
                      • 28-03-2011
                      • 4544

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة محمد ابراهيم سلطان مشاهدة المشاركة
                      نعم أعجبتني انا أيضا وأعلم أنه معلوب على أمره حينما ارتضى هذا البيت وهذه الأفعى التي تمنى يوما ان تكون له أما .. لكن الحمد لله قدر الله وما شاء فعل .. فشكرا له على تهدأتي وتبريد ناري التي استشرت في فجأة بعدما جعلني أراهما وهما يسبحان في بحر أحمر ..
                      وتحياتي لك أستاذتي القديرة .. صفقت لك ..


                      مساء الخير استاذ محمد
                      ما من مظلوم في الحياة اكثر من الطفولة
                      ظلمته امه حين انجبته بطريقة غير شرعية
                      ظلمه والده حين تنكر له قبل ان يرى النور
                      ظلمه المحيط الذي لفظه وهو صبي صغير
                      لا حول له ولا قوة
                      وظلمته هذه الافعى حين استغلت غربته وحدته سذاجته جهله
                      مع سبق الاصرار والترصد ..لو لم يكن كذلك لادخلته المدارس ليتعلم
                      لكن هدفها كان واضحا منذ البداية
                      فتركته في غياهب الجهل والظلام كي يكون دائما في حاجة اليها
                      وينفذ كل اوامرها
                      شكرا استاذي على المرور والتفاعل
                      مودتي وكل التقدير

                      التعديل الأخير تم بواسطة مالكة حبرشيد; الساعة 29-09-2011, 17:43.

                      تعليق

                      • مالكة حبرشيد
                        رئيس ملتقى فرعي
                        • 28-03-2011
                        • 4544

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
                        جميلة بلا شك
                        لغة و زاوية رؤية و حبكة
                        متواترة الايقاع .. تلهث قارئها حد الانهاك
                        قاسية و حزينة .. مدهشة فى ردة فعل بطلها الذي لم يعلمه أحد
                        ما يكون الشرف و الكرامة !!

                        جميلة دائما شعرا و قصا
                        المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة

                        و إلى الأجمل دائما

                        محبتي و تقديري

                        مساء الخير استاذ ربيع
                        هي محاولة بسيطة لترجمة شيء ولو قليل
                        من الواقع المر الذي تعيشه طفولتنا المشردة
                        في كواليس البورجوازية الشرسة
                        التي تجردت من كل معاني الانسانية
                        اتمنى ان اكون قد بلغت خطابي باسلوب يرضي
                        ولو قليلا كاتبنا الكبير
                        مودتي وكل التقدير

                        تعليق

                        • بسمة الصيادي
                          مشرفة ملتقى القصة
                          • 09-02-2010
                          • 3185

                          #13
                          ما أبشع هذا العالم !!
                          كل ألوان القسوة الباهتة حاكت ثوب حياة هذا الطفل المسكين
                          الذي أدهشني وعييه ودفاعه عن القييم ..والأهم إنسانيته
                          من قال أن فاقد الشيء لا يعطيه؟!
                          قصة جميلة ولغتها جذابة
                          عادة ما ينفر القارئ من الآلام والحبر الأسود
                          لكن بهذه اللغة سيتمتع بقرائته وملازمة النص طويلا
                          إلى جديد أدهش دائما عزيزتي
                          محبتي
                          في انتظار ..هدية من السماء!!

                          تعليق

                          • عائده محمد نادر
                            عضو الملتقى
                            • 18-10-2008
                            • 12843

                            #14
                            الزميلة القديرة
                            مالكة حبرشيد
                            والله حبست دموعي رغما عنها
                            ابتلعت ريقي ألف مرة كي لاأغص بالوجع
                            ماذا فعلت بي سيدتي
                            نص مشحون بالوجع والغربة والخوف
                            وكم هي سلسلة حقيقية تلك التي سطرتها لهذا المسكين
                            تعبت روحي مالكة ودي ومحبتي لك سيدتي
                            نص رائع

                            أتحبين المطر؟

                            أتحبين المطر..؟! - أمازلت تحبين.. المطر!!؟ سألها، وعيناه تتفرسان وجهها الصبوح الذي تألق توهجا، بانسياب ضوء النهار الخجل المتدثر بالغيوم؛ وهو يطل من نافذة الصالة.. وحبات المطر تنقر زجاج النافذة برقة، ففتحت أبواب ذاكرتها الموصدة، على مصراعيها . صدى ضحكاتهما يلعلع بموج الفرح الغامر؛ الذي توج فرحتهما؛ حين أعلنت خطبتهما رسميا.
                            الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                            تعليق

                            • مالكة حبرشيد
                              رئيس ملتقى فرعي
                              • 28-03-2011
                              • 4544

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة فايزشناني مشاهدة المشاركة
                              أختي مالكة أسعدك الله

                              ومن يعرف مصيره
                              ومن يأمن من رفقة السوء
                              كل الدروب تتجه إلى الغابة الكبيرة
                              عنوانك يرسم المشهد من بدايته لنهايته
                              نطفة....... فعلقة ..... ففضيحة
                              أتمنى لك مزيداً من التألق والنجاح
                              مع كل الاحترام


                              مساء الخير اخي فايز شناني
                              هو الواقع يسقينا مرارته
                              يشكلنا غالبا عكس ما نرتضيه
                              فتجرفنا الرياح العاصفة وسط متاهات الغابة الشرسة
                              قليلون هم اولئك الذين يسلكون السبيل الصحيح
                              اما الاغلبية فتضيع بضياع القوانين والضوابط
                              واكثر من ذلك بضياع الانسانية
                              مودتي وكل التقدير

                              تعليق

                              يعمل...
                              X