صقور

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • جلال داود
    نائب ملتقى فنون النثر
    • 06-02-2011
    • 3893

    صقور

    إستميح الفيلسوف الهندي (بيدبا ) عذرا ... وأستميح إبن المقفع عذرا لتقفّي نفس خطاهما في هذا السرد الذي أهديه لكل شعوبنا العربية :

    ***

    بعد أن إنجلتْ معركة حامية الوطيس بين سرب (الصقور) وسرب ( النسور)...
    وبالرغم من أن الفوز كان حليف (سرب الصقور ) لكثرة عدده وعتاده، إلا أن ( سرب النسور ) خاف على كثير من الرعايا من صغار السن ( ذوي العظام الهشة ) التي يمكن أن تموت تحت براثن ومخالب ( سرب الصقور ) خفيف الحركة ثاقب النظرات دقيق الانقضاض،عالي الهمة والمحلق لمسافات أبعد في الفضاء ..
    فأبرم معه إتفاقاً على أن تكون الأدغال وتخومها مباحة للجميع وليس حكراً له ..
    وإلا فالحرب من جديد وسيكون الكل خاسرا.
    أسراب الصقور تعرف تماماً ما هي فاعلة .. وتعرف مع من تتعامل .. فتظاهرت بالرضوخ وهي تتأبط أمراً آخر.
    فقال قائد الصقور لوسيط الرعاع : لنجلس ونقتسم المحصول والطرائد ..ودونك السهول والوديان ..
    ومن ضِمْن مَنْ أطمأن لهذا الوعد وتقدم لنيل حصته كانت جموع النمل ..
    ودخلتْ منهن نملة لتعرف مصير ما ستكسبه هي وعشيرتها ..
    دخلت ولم تجد حَبّا .. ولم تخرج....
    وطال غيابها ..
    فناداها جمْع النمل من الخارج : هل وجدتِ حَبَّاَ؟
    فقالت : لا
    فقالوا : فلم المكوث إذن ؟
    قالت : هناك وعود بأن تكون لنا حبوب ... مختلف أحجامها وأشكالها، فصبراً ..
    فقالوا : ولكن الحبوب رأيناها في تل آخر .. وحفر أخرى هناك .. بعيدا عن هنا ... والبعض يحملها بعيداً ..
    قالت : الوعد هاهنا .. هكذا إتفقنا ..سأنتظر.
    وظل جَمْع النمل منتظرا..
    والنملة بالداخل ...
    فإجتمع جمع آخر من الجراد مستطلعاً الأمر ..
    وهرولت مجموعة من الجنادب إلى مدخل الجحر ..
    وتنادت الصراصير .. وتدافعت إلى المكان ..
    وازدحم مدخل الجحر .. وضاق المكان على سعته بالجوعى المنتظرين ..
    وندمتْ طيور البوم ، ووقفت تنعق نشيدا جنائزيا.
    وبدأ قطيع النعام يرقص رقصات هستيرية تتوافق والموقف العصيب.
    وعزفت أسراب من الحمام لحنا أستهجنه الحضور حيث لا يتماشى مع الواقع المعاش.
    وتوافدت كل أسراب الطيور، وغاب عن الحضور سرب العندليب حيث كان مرتبطا بأداء نشيد في افتتاح حديقة بأطراف المدينة.
    ندمتْ كل الطيور وجموع الحشرات على عدم جلوسها في مجلس ( من حضر القسمة فليقتسم ) .. فالجُحْر أضيق من أن يسع كل هذه الأعداد الهائلة من حَمَلَة الريش والمناقير، أو على سعته لم يكونوا هم على الرحب والسعة ..
    كانت تعتقد أن ثور الساقية قد ينفذ وعده ويدخل مستودع الخزف هائجاً ويقوم بتكسير كل جرار الصقور فتهرب فزعا أو تُشرك هذه الطيور التي إعتادت أن تقف على ظهره و تأتيه بأخبار الصقور.. كما أنها تُحْسَب عليه وهو الثور المشهور بحكمته التي تقول ( فرِّق تَسُد ) ..
    ولكن الثور وقف بعيداً خوفاً من( قائد الصقور ) الذي هدّده من قبل بأن بظهره جرح غائر يمكن أن يكون مدخلاً إلىهجوم كاسح من أسرابه حتى ينفتح الجرح نازفا ولات حين مناص.
    الذئاب ظلت تعوي طوال الليل دون جدوى.
    وبنات آوى والثعالب استعملت كل فنون الحيل والمكر دون طائل.
    والحيّة ( المجلجلة ) لم ينفعها سمها الزعاف.
    وجحافل الديدان .. غاصت في باطن الأرض لتسلك طريقا مختصرا للوصول إلى الفتات ولكن كل الطرق كانت الصقور قد قامت بتلغيمها.
    والوطاويط .. هددت باستعمال ممصاتها ليلا، فتم حبسها في غرف مضاءة عقابا لها وحرموها من الظلام فقبعت لا تبصر شيئا.
    التماسيح والأسماك كانوا خارج حدود سلطة الصقور، ولكنها تمترست في أعمق أعماق القاع.
    كلهم عرفوا بأن لا مجال لهم مع وعود ( سرب الصقور ).. فهم يعرفونها أكثر من جوع بطونهم الذي طال .. فاكتفت بالمراقبة، ثم انقلبت المراقبة إلى شماتة مكبوتة ولكنها بادية في العيون.
    أخيرا خرجت النملة إياها من الحفرة.. وقد أزداد حجمها .. وتكورتْ بطنها .. وارتفعت مؤخرتها .. وقرون استشعارها تتدلى إلى الأسفل .. وتوردت وجنتيها.
    سألوها : ألا تبشريننا خيرا؟
    قالت : لا حبوب هناك ولا فتات.. فليرجع كل إلى مكانه .. جحورا ً .. جبالاً .. تلالاً .. فروعاً .. كهوفاً .. أو حتى سماوات بعيدة .. فالصقر أشرس مما كنتم تتصورون، فقد أتى على الأخضر واليابس والمخزون لا يكفي.
    فقهقه ( قائد الصقور ) وقال وهو يحلق بعيداً بصوت أجش : لقد فهمتْ النملة الدرس .. ولا بد أنها ستعمل على تشجيع بني جلدتها على بناء كانتوناتها وجمع حبوبها لفصول الجدب والجفاف ..
    وأطلقت أسراب الصقور صرخات جعلتْ البعض ترتعد فرائصه ..
    وحلقتْ حتى ظللتْ كل الشعاب والبوادي.. وانطلقت حرة تصفق بأجنحتها القوية .. فالفضاء على رحابته أصبح مِلْك أجنحتها وتحت رحمة مناقيرها ومخالبها، وكل شاردة وواردة تحت سمعها وبصرها الحاد.
    ولا زالت جموع الجياع والعراة الحفاة تستنجد بصانعي المحميات لتنقذها من ورطتها وتحفظها في مكان آمن وتوفر لها المأوى والطعام.
    بينما تقف أسراب الصقور على أهبة الاستعداد لتخترق المحميات بطابورها ( السادس ).
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2
    الزميل القدير
    جلال داوود
    لا أدري هل أضحك أم أبكي؟
    كان بودي أن تبدل موقف الصقور بالنسور لأن النسور وكما هو معروف عنها تأكل الجيف وعليه فهي أقل شأنا من الصقور
    ويبقى الأمر لك ورؤيتك زميلي وهذا شيئ مؤكد
    نص فيه عبرة بالرغم من أني استشعرته مقالاتيا لغياب الروح السردية فيه
    ودي ومحبتي لك


    أكره ربيع فاجأني ربيع حين كنت ساهمة بملامح وجهه يرمقني عميقا أحسست بالجليد يقتحم جسدي، فارتعشت مذعورة، وعيناه الثاقبتان تخترقان قفصي الصدري المحموم كتنور مسجور، وأنا أتفحص تلك القسمات الحادة، التي..... !! كم كان عمري حين أنجبته خالتي خمسة سنين؟ غضة طرية كورقة وردة لم تتفتح أوردتها بعد! أذكر أني كنت في المرحلة التمهيدية لا
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    • جلال داود
      نائب ملتقى فنون النثر
      • 06-02-2011
      • 3893

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
      الزميل القدير
      جلال داوود
      لا أدري هل أضحك أم أبكي؟
      كان بودي أن تبدل موقف الصقور بالنسور لأن النسور وكما هو معروف عنها تأكل الجيف وعليه فهي أقل شأنا من الصقور
      ويبقى الأمر لك ورؤيتك زميلي وهذا شيئ مؤكد
      نص فيه عبرة بالرغم من أني استشعرته مقالاتيا لغياب الروح السردية فيه
      ودي ومحبتي لك


      http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...

      تعليق

      • ريما ريماوي
        عضو الملتقى
        • 07-05-2011
        • 8501

        #4
        نعم حلوة, ولكن بالامكان تطويرها اكثر,
        خفت على النملة ان تموت وهي تنتظر دون اي امل,
        ولكنها خرجت ممتلئة وسمينة, ولم افهم السر هههه,
        من قلة العمل يمكن!!.
        طبعا النص قابل للاسقاط على الشرق الاوسط
        وما يتربص بامتنا من اخطار,
        شكرا لك, تحياااتي.


        أنين ناي
        يبث الحنين لأصله
        غصن مورّق صغير.

        تعليق

        • جلال داود
          نائب ملتقى فنون النثر
          • 06-02-2011
          • 3893

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة ريما ريماوي مشاهدة المشاركة
          نعم حلوة, ولكن بالامكان تطويرها اكثر,
          خفت على النملة ان تموت وهي تنتظر دون اي امل,
          ولكنها خرجت ممتلئة وسمينة, ولم افهم السر هههه,
          من قلة العمل يمكن!!.
          طبعا النص قابل للاسقاط على الشرق الاوسط
          وما يتربص بامتنا من اخطار,
          شكرا لك, تحياااتي.
          تحياتي أستاذتنا ريما
          مشكورة على القراءة والتعليق
          تقصدين تطوير الأسلوب أم تطوير إحداثيات القصة برمتها؟
          النملة أسكتوها ببضع وجبات وببعض المخزون. ( رشوة )
          دمتم

          تعليق

          • عائده محمد نادر
            عضو الملتقى
            • 18-10-2008
            • 12843

            #6
            الزميل العزيز
            جلال داوود
            ليكن لك ماشئت زميلي
            ولنقتبس ماشئنا
            لكن
            لنجعل رؤانا هي الغالبة
            لنجعل لغتنا السردية هي الأقوى والأكثر تمكنا
            اقتبس ماشئت من أي كان
            لكن
            افرض على النص رؤيتك الخاصة المتفردة
            وصدقا زميلي
            رأيي كان من أجل الصالح العام
            ودي ومحبتي لك
            كن بخير سيدي الكريم ولا تزعجنك ملاحظتي


            رياح الخوف

            رياح الخوف الريح تعصف بقوة، تضرب كل ما أمامها، تقتلع بطريقها أشجارا يافعة، لم تضرب جذورها الناعمة بعمق في الأرض، فتطير معها أعشاش العصافير الصغيرة، والحمائم تحوم حول المكان تبحث عن صغارها، وتهدل بهديل مفعم بالوجع والحزن، كأنها تبكيها، وربما تطمئنها أنها مازالت قريبة منها.. لتحميها. أوجع قلبي منظر الأفراخ الصغيرة وأنا أتخيلها
            الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

            تعليق

            • جلال داود
              نائب ملتقى فنون النثر
              • 06-02-2011
              • 3893

              #7
              تحياتي الأخت الأستاذة عائدة
              أما بعد

              ليكن لك ماشئت زميلي
              ولنقتبس ماشئنا
              لكن
              لنجعل رؤانا هي الغالبة

              أعتقد أن رؤيتي بلورتها تماما و الغرض من النص كان واضحا.

              لنجعل لغتنا السردية هي الأقوى والأكثر تمكنا

              لم تذكري نقاط الضعف في السرد حتى نستفيد.

              اقتبس ماشئت من أي كان
              لكن
              افرض على النص رؤيتك الخاصة المتفردة

              أعتقد أيضا أن رؤيتي كانت جلية ، ولم أفهم أين مكامن الغموض في رؤيتي.

              وصدقا زميلي
              رأيي كان من أجل الصالح العام
              ودي ومحبتي لك
              كن بخير سيدي الكريم ولا تزعجنك ملاحظتي

              لم ولن ولا أنزعج من أي ملاحظة أو نقد ، ومكابر من يقول أنه وصل حد الكمال
              أكرر الشكر على القراءوة والحضور.
              دمتم

              تعليق

              يعمل...
              X