طيـفٌ مــن الـذكـرى يـمـرُّ ويعـبـرُ
فيـزيـدُ حــزنَ الـنـفـسِ مـــا أتـذكّــرُ
فـلـقـد عـرفـتـكِ يـــا دلالُ ومـجـدُنـا
جـمـرٌ عـلـى جـمـرِ اللـظـى يتفـجـرُ
ولـقـد ذكـرتُـكِ والـذئـابُ تنـوشـنـي
وينوءُ بي جسَدي , وشِعـري يُنكـرُ
ذكــــرى تـؤرِّقـنــي فـأبـكــي وردة
عبـقـت, وأحيـاهـا الغـمـامُ الممـطـرُ
فــدلالُ حـيـنَ تـضـرّجـت بدمـائـهـا
أنقـى مـن الطهـرِ الطهـورِ وأطـهـرُ
طالت سنونَ البعـدِ واشتعـل النـوى
فــي مقلتـيـكِ ...فـلـم تـعـدْ تستـذكـرُ
أخـتـاه أسقمَـنـا الرحـيـلُ وأوغـلــتْ
فـيـنـا الـمـنـونُ وحـالُـنـا مُسـتـنـكَـرُ
نعبَ الغرابُ بأرضنـا واسترسلـتْ
فـيـهـا الـبـغـاثُ كـأنـهــا تسـتـنـسـرُ
ونـهـونُ بـعـدَكِ إذ يداهمُـنـا الــرّدى
وثـعـالــبُ الـبـيــداء فـيـنــا تـمــكــرُ
أنـتِ الـتـي عشـقـتْ سـمـاءَ بـلادِنـا
وتـرابَـهــا, فــأتــتْ إلـيـهــا تـبـكــرُ
قد عـدتِ فـي خفَـرِ السواحـل عـودة
للـبـرتـقـالِ وأرضِــــهِ تسـتـحـضـرُ
أختـاهُ أذكـرُ حـيـن دقّ بــكِ الـهـوى
أبـــوابَ حـيـفــا والـمـنـايـا تـمـطِــرُ
عــرفــتــك بـيّـاراتُــهــا فـتــألّــقــت
فيـهـا الشجـيـراتُ الحبيـبـة تـسـكـرُ
ألِـفــتْ مـــروج البـرتـقـالِ حـبـيـبـةً
يحـلـو بعينـيـهـا الأريـــجُ الأسـمــرُ
ويحوكُ وجنتهـا اسمـرارُ عروبتـي
المشبـوبُ زيّنـه النجيـعُ الأحـمـرُ...
عـيـنـاكِ بـارقـتـانِ فــــي أهـدابـهــا
عنـفُ الصقـورِ وقـد نـمـاهُ الكـوثـرُ
عيـنـاكِ أبـلـغُ مـــن بـنــادق ســـادةٍ
صَدِئت كما صَدئـوا فبئـسَ المنظـرُ
عـيـنــاكِ أبـلـغــت الــعــدوَّ بـأنــهــا
أسـيـافُ خـولـة حـيـن هـــمَّ الأزوَرُ
واللهِ إن نـظــرتْ عـيـونـي لـحـظــةً
فــي مقلتـيـكِ خجـلـتُ مـمّــا أنـظــرُ
أخجلْـتِ كــلَّ "القاعـديـنَ" وزادُهــم
لــوْكُ السيـاسـةِ والحـديـثُ مـــزوّرُ
وأكـادُ حـيـن أرى البـريـقَ يهـزّنـي
شـوقٌ, ويرتعـشُ الحنيـنُ المضمـرُ
أشـتــاقُ لـلـزمـن الـقـديــمِ وثــــورةٍ
هـــزّت كـيـانَـاً لـلـطـغـاة فــغــوّروا
هــزّ الفـدائـيُّ الـعـروشَ فـأزهــرت
آيـــاتـــهُ فــيــنــا وفــيــنــا تــثــمــرُ
تقضينَ في الأسر الغريـبِ مَشوقـةً
والـشــوقُ نـــارٌ والـقـلـوبُ تـهـجِّـرُ
تقضـي الثلاثـيـنَ العـجـافَ غريـبـة
وقـريــبــة, وعـيـونُـنــا تـسـتـعـبــرُ
لا مــلـــكَ إلاّ بـالــدمــوعِ نـشــيــدُهُ
ولَـكِ المـلائـكُ فــي الجـنـان تبـشّـرُ
فـلْـيـعـلَــمِ الأعـــــــداءُ أنَّ بـنــاتــنــا
أمضـى مـن الجيـش العـتـيِّ وأقــدرُ
فـــدلالُ تقـتـحـمُ العـسـاكـرَ جَـهــرَة
فـيـفــرُّ قــــدَّامَ الـمـنـايــا الـعـسـكــرُ
فـمـن الجـبـالِ الراسـيـاتِ تسـنّـمـت
قـمــمَ البـطـولـة والــوغــى يـتـنـكّـرُ
ومــن السـهـول الساحلـيـة نبضُـهـا
حــلّ الـوريـدَ عـلـى الـوريـدِ يـكـبّـرُ
ومــن الـزهــورِ اليـافـويّـة أرجُـهــا
ومـــن الجـلـيـلِ جـلالُـهــا مُـتـحَــدِّرُ
ومــن الشـمـوخ التلـحـمـيّ إبـاؤهــا
ومــن النخـيـل شموخُـهـا المـتـنـوّرُ
فالأرضُ أرضـكِ يـا دلالُ ومهجـةال
ثـوّار أنــتِ... وذكــرُكِ المُتطـهّـرُ
فلـقـد نمـتـكِ الـمـاجـداتُ وأرهـفــتْ
حـــسَّ الـكـفـاحِ حَـرائــرٌ وتــحــرُّرُ
ورضعتِ مـن ثـديِ الخليـلِ بطولـة
تخشى صلابَتها الرياحُ الصّرصرُ
أخـتـاهُ قـومـي وانـظـري مــا نابَـنـا
فالـلـيـلُ يـعـكـرُ صـفـوَنــا ويــكــدّرُ
ضَنّـت عواصمُنـا وأغــرقَ رملَـهـا
بـالـدمِ مِــنْ بـعـدِ النَّـضَـارِ الـبـربـرُ
وقضى الخريفُ بأنْ يخرّفَ شاعرٌ
ويــذودُ عــن حـلـفِ القنـافـدِ كنـغـرُ
لـتـبـوءَ بالتـطـبـيـعِ ســــادة أمّــتــي
يتلاهثـونَ, وفـي السـبـاقِ تـكـرّروا
وتـبـلُّ أوطـانــي الـخــدودَ بدمـعِـهـا
ويُبـلُّ مــن دمِـنـا الـتـرابُ الأطـهـرُ
أدلالُ أنــــــتِ لأمـــتـــي مــرثــيّــةٌ
تبكـي علـى غــدر الـزمـان وتـزفـرُ
تبـكـي وتـنـدب مــا سَئِـمْـنـا وقـعَــهُ
فـي النـفـس مــن ذلٍّ وعــارٍ يبـحـرُ
تبكي مِنَ السـاداتِ مَـنْ بـاع الحمـى
وابتـاع خمـراً لـلـذواتِ ليسـكـروا..
فـأمــامَ عيـنـيـكِ الجمـيـلـةِ تـنـحـنـي
الهـامـاتُ إجـــلالاً , وفـيـهـا تـكـبـرُ
وأمـامَ روحِــك تستفـيـقُ قصيـدتـي
والصـوتُ يهـدرُ والـمـدى مُستنـفـرُ
فترنّـمـت أطـيـارُ شـعــري حيـنـمـا
خـضّـبـتِ ساحـلـنـا بـقــانٍ يـقـطــرُ
وتراقصت كـلُّ الحـروف وهوّمـت
روحُ الشهيـدة فــي القصـيـدِ تعـمَّـرُ
لـكـنّ شـعـري ضــاعَ فـيـكِ قديـمُـه
فشـرعـتُ أكـتــبُ مُـحْـدَثـاً وأحـبِّــرُ
فالشعـرُ فيـكِ يزلـزلُ الأفــقَ الــذي
رسـمـوه غـــدراً بالقـضـيـة يـغــدُرُ
واستبدلـوا الـزمـنَ الجمـيـلَ بطبـعـةٍ
نبـدو بهـا فـي عكـسِ مــا نتـصـوّرُ
سيـظـلُّ شـعـري خـالــداً "بـدلالِــهِ"
وتظـلُّ فـيـه "دلالُ" روحــاً تـزهـرُ
فيـزيـدُ حــزنَ الـنـفـسِ مـــا أتـذكّــرُ
فـلـقـد عـرفـتـكِ يـــا دلالُ ومـجـدُنـا
جـمـرٌ عـلـى جـمـرِ اللـظـى يتفـجـرُ
ولـقـد ذكـرتُـكِ والـذئـابُ تنـوشـنـي
وينوءُ بي جسَدي , وشِعـري يُنكـرُ
ذكــــرى تـؤرِّقـنــي فـأبـكــي وردة
عبـقـت, وأحيـاهـا الغـمـامُ الممـطـرُ
فــدلالُ حـيـنَ تـضـرّجـت بدمـائـهـا
أنقـى مـن الطهـرِ الطهـورِ وأطـهـرُ
طالت سنونَ البعـدِ واشتعـل النـوى
فــي مقلتـيـكِ ...فـلـم تـعـدْ تستـذكـرُ
أخـتـاه أسقمَـنـا الرحـيـلُ وأوغـلــتْ
فـيـنـا الـمـنـونُ وحـالُـنـا مُسـتـنـكَـرُ
نعبَ الغرابُ بأرضنـا واسترسلـتْ
فـيـهـا الـبـغـاثُ كـأنـهــا تسـتـنـسـرُ
ونـهـونُ بـعـدَكِ إذ يداهمُـنـا الــرّدى
وثـعـالــبُ الـبـيــداء فـيـنــا تـمــكــرُ
أنـتِ الـتـي عشـقـتْ سـمـاءَ بـلادِنـا
وتـرابَـهــا, فــأتــتْ إلـيـهــا تـبـكــرُ
قد عـدتِ فـي خفَـرِ السواحـل عـودة
للـبـرتـقـالِ وأرضِــــهِ تسـتـحـضـرُ
أختـاهُ أذكـرُ حـيـن دقّ بــكِ الـهـوى
أبـــوابَ حـيـفــا والـمـنـايـا تـمـطِــرُ
عــرفــتــك بـيّـاراتُــهــا فـتــألّــقــت
فيـهـا الشجـيـراتُ الحبيـبـة تـسـكـرُ
ألِـفــتْ مـــروج البـرتـقـالِ حـبـيـبـةً
يحـلـو بعينـيـهـا الأريـــجُ الأسـمــرُ
ويحوكُ وجنتهـا اسمـرارُ عروبتـي
المشبـوبُ زيّنـه النجيـعُ الأحـمـرُ...
عـيـنـاكِ بـارقـتـانِ فــــي أهـدابـهــا
عنـفُ الصقـورِ وقـد نـمـاهُ الكـوثـرُ
عيـنـاكِ أبـلـغُ مـــن بـنــادق ســـادةٍ
صَدِئت كما صَدئـوا فبئـسَ المنظـرُ
عـيـنــاكِ أبـلـغــت الــعــدوَّ بـأنــهــا
أسـيـافُ خـولـة حـيـن هـــمَّ الأزوَرُ
واللهِ إن نـظــرتْ عـيـونـي لـحـظــةً
فــي مقلتـيـكِ خجـلـتُ مـمّــا أنـظــرُ
أخجلْـتِ كــلَّ "القاعـديـنَ" وزادُهــم
لــوْكُ السيـاسـةِ والحـديـثُ مـــزوّرُ
وأكـادُ حـيـن أرى البـريـقَ يهـزّنـي
شـوقٌ, ويرتعـشُ الحنيـنُ المضمـرُ
أشـتــاقُ لـلـزمـن الـقـديــمِ وثــــورةٍ
هـــزّت كـيـانَـاً لـلـطـغـاة فــغــوّروا
هــزّ الفـدائـيُّ الـعـروشَ فـأزهــرت
آيـــاتـــهُ فــيــنــا وفــيــنــا تــثــمــرُ
تقضينَ في الأسر الغريـبِ مَشوقـةً
والـشــوقُ نـــارٌ والـقـلـوبُ تـهـجِّـرُ
تقضـي الثلاثـيـنَ العـجـافَ غريـبـة
وقـريــبــة, وعـيـونُـنــا تـسـتـعـبــرُ
لا مــلـــكَ إلاّ بـالــدمــوعِ نـشــيــدُهُ
ولَـكِ المـلائـكُ فــي الجـنـان تبـشّـرُ
فـلْـيـعـلَــمِ الأعـــــــداءُ أنَّ بـنــاتــنــا
أمضـى مـن الجيـش العـتـيِّ وأقــدرُ
فـــدلالُ تقـتـحـمُ العـسـاكـرَ جَـهــرَة
فـيـفــرُّ قــــدَّامَ الـمـنـايــا الـعـسـكــرُ
فـمـن الجـبـالِ الراسـيـاتِ تسـنّـمـت
قـمــمَ البـطـولـة والــوغــى يـتـنـكّـرُ
ومــن السـهـول الساحلـيـة نبضُـهـا
حــلّ الـوريـدَ عـلـى الـوريـدِ يـكـبّـرُ
ومــن الـزهــورِ اليـافـويّـة أرجُـهــا
ومـــن الجـلـيـلِ جـلالُـهــا مُـتـحَــدِّرُ
ومــن الشـمـوخ التلـحـمـيّ إبـاؤهــا
ومــن النخـيـل شموخُـهـا المـتـنـوّرُ
فالأرضُ أرضـكِ يـا دلالُ ومهجـةال
ثـوّار أنــتِ... وذكــرُكِ المُتطـهّـرُ
فلـقـد نمـتـكِ الـمـاجـداتُ وأرهـفــتْ
حـــسَّ الـكـفـاحِ حَـرائــرٌ وتــحــرُّرُ
ورضعتِ مـن ثـديِ الخليـلِ بطولـة
تخشى صلابَتها الرياحُ الصّرصرُ
أخـتـاهُ قـومـي وانـظـري مــا نابَـنـا
فالـلـيـلُ يـعـكـرُ صـفـوَنــا ويــكــدّرُ
ضَنّـت عواصمُنـا وأغــرقَ رملَـهـا
بـالـدمِ مِــنْ بـعـدِ النَّـضَـارِ الـبـربـرُ
وقضى الخريفُ بأنْ يخرّفَ شاعرٌ
ويــذودُ عــن حـلـفِ القنـافـدِ كنـغـرُ
لـتـبـوءَ بالتـطـبـيـعِ ســــادة أمّــتــي
يتلاهثـونَ, وفـي السـبـاقِ تـكـرّروا
وتـبـلُّ أوطـانــي الـخــدودَ بدمـعِـهـا
ويُبـلُّ مــن دمِـنـا الـتـرابُ الأطـهـرُ
أدلالُ أنــــــتِ لأمـــتـــي مــرثــيّــةٌ
تبكـي علـى غــدر الـزمـان وتـزفـرُ
تبـكـي وتـنـدب مــا سَئِـمْـنـا وقـعَــهُ
فـي النـفـس مــن ذلٍّ وعــارٍ يبـحـرُ
تبكي مِنَ السـاداتِ مَـنْ بـاع الحمـى
وابتـاع خمـراً لـلـذواتِ ليسـكـروا..
فـأمــامَ عيـنـيـكِ الجمـيـلـةِ تـنـحـنـي
الهـامـاتُ إجـــلالاً , وفـيـهـا تـكـبـرُ
وأمـامَ روحِــك تستفـيـقُ قصيـدتـي
والصـوتُ يهـدرُ والـمـدى مُستنـفـرُ
فترنّـمـت أطـيـارُ شـعــري حيـنـمـا
خـضّـبـتِ ساحـلـنـا بـقــانٍ يـقـطــرُ
وتراقصت كـلُّ الحـروف وهوّمـت
روحُ الشهيـدة فــي القصـيـدِ تعـمَّـرُ
لـكـنّ شـعـري ضــاعَ فـيـكِ قديـمُـه
فشـرعـتُ أكـتــبُ مُـحْـدَثـاً وأحـبِّــرُ
فالشعـرُ فيـكِ يزلـزلُ الأفــقَ الــذي
رسـمـوه غـــدراً بالقـضـيـة يـغــدُرُ
واستبدلـوا الـزمـنَ الجمـيـلَ بطبـعـةٍ
نبـدو بهـا فـي عكـسِ مــا نتـصـوّرُ
سيـظـلُّ شـعـري خـالــداً "بـدلالِــهِ"
وتظـلُّ فـيـه "دلالُ" روحــاً تـزهـرُ
تعليق