نظر الجمالُ لنفسه بالمرآة ،وعندما تَجسدت نظرته شققتُ سطحها اللامع وخرجتُ.
ابتسامتي تنمو فوق شفتى ،لا تعرف خريفاً.
زوجي وأبنائي يحتمون بخيمة حبي من شمس الحياة الحارقة ، يرتوون من ينابيع أمومتي .
هذه الصورة الجميلة المعلقة على جدار عمرنا ،يهتريء الحبل المعلق فيه إطارها ؛ لتهوى أرضاً وتتساقط معها كل ألوان سعادتي .
أشعر بألم تحت إبطي، إذا نظرت للمرآة وجدت الهُزال يحتل تضاريسي،وأشعر بالضعف يستنزف قوتي وينحرها نحراً .
الجميع ينظر إلىَّ نظرات استفهامية، يجيبهم جسدي بوهنه، بأن هناك شيئاً مايسري بخلاياى،يلتهمني .
اتخذتُ الأطباء ندماء جدد، لأقع بين أيديهم فريسة لغازٍ لا يرحم .
أفقد وعيي فوق سرير عديم الإحساس، و كشافات حارقة أوضع تحتها، تنهش أشعتها جسدي بلارحمة .
أفقت.. تتحسس نظراتي طريقها إلى النور؛ لتعكس كل ما يقابلها في دروبها .
رأيتهم حولي يقبلونني لخروجي سالمة، وأنا مازلت بين الحلم واليقظة أجد ألمًا يشتعل بصدري ..مددت يدي على موضع الوجع فلا أجد سوى ضمادات تغفو فوق أضلعي. تذكرت أني كنت في طريقي لبتر جزء من أنوثتي ملوثاً بالخبث .
عيونهم تملؤها الشفقة، كرهت أن تهطل علىَّ زخات نظراتهم حتى لو سقت أرضي الثكلى .
شكوت من الألم؛ لأواري عنهم شعور الفقد الذي اعترى جوارحي .
بعد رحيلهم تحسست موضعه فلم أجده ، وجدت أخاه يئن من وجع فقد القرين .
باتت غصة بعيني وأسئلة كثيرة .. كيف سأواري تلك الإعاقة؟ ولو واريتها كيف سأواري إعاقتي النفسية ؟
تدخل الممرضة .. تلقي لي بطوافة لتنجدني من خضم حيرتي، أخبرتني بالحل؛ أنوثة مزيفة قدترضي العيون، لكنها لا تمحو هذا الألم القابع بأعماقي كحجر صلد لا يذوب.
أصلحت الفقد .. لكن عيون الجميع رحلت من فوق وجهي، لتسكن أسفل عنقي في قوافل استكشافية؛لترى ما حاولت مداراته .
قاطعت المرآة، حتى لا أرى- تحت ثيابي - ما أخفيه عن الجميع .
استيقظت ليلاً فزعة؛ لأجد يد زوجي النائم تترنح غافية فوق دروب فقدي .
تعليق