كتب مصطفى بونيف
وأعوذ بالله من كلمة(أنا)!

إلى زمن قريب كنت أعتقد بأن كلمة (أنا) حرام شرعا، ورجس من عمل الشيطان، لولا أنني أدركت مؤخرا بأن المقصود بأنا هو أنا..ولا أحد غيري!!...
حتى أنني أصبحت أتكاسل في نطق هذه الحروف الثلاثة(أ، ن، ا)، لأنني سأضطر إلى كر جملة بحالها مفادها(أعوذ بالله من كلمة أ ن ا)...، ثم لماذا أستعيذ بالله من ضمير المتكلم ؟...لا يعقل أن أقول للقهوجي في المقهى (أنا وأعوذ بالله من كلمة أنا أريد كأس شاي ..)، أو أن أقول للمدام في لحظة أنس (أنا وأعوذ بالله من كلمة أنا أحبك)..
هل سأقول لرئيسي في العمل وهو رجل مرتشي..(أنت) دون أن أستعيذ بالله منه، وأنا- أعوذ بالله من كلمة أنا- من عشت مواطنا شريفا طوال حياتي، بدليل أن معدتي والعياذ بالله لم تتعود على هرس سوى صنفين من الأكل..العدس شتاء، والبذنجان الأسود صيفا...لدرجة أنني أصبحت أخاف من المرور في حقل مغناطيسي بسبب كمية الحديد في جسمي والتي ستكفي لبناء برج (إيفل)، في حال إذا صحت الدراسات العلمية التي تتكلم عن (كميات الحديد في العدس)...ويعتبر اليوم الذي يدخل فيه اللحم إلى بيتي عيدا قوميا تحتفل به الشعوب المحبة للسلام في العالم!.
أنا - وأعوذ بالله من كلمة أنا- ذلك المواطن الشريف الذي لم يستخدم في تنقلاته يوما سيارته الشخصية، لأنني وبكل بساطة لا يمكن أن أمتلكها، ومن كثرة استخدامي للأتوبيس أصبح النشالون يعرفونني، ولا يمكن لأحدهم أن يقترب من جيبي الفارغ أساسا...لدرجة أن أحد النشالين وضع في جيبي بضعة دنانير وقال لي اشتريها حلوى لعيالك!!...، ويعتبر ركوبي (التاكسي) حدثا عائليا تتناقله وكالات الأنباء في الحارة..وتحكي وتتحاكى عنه الأجيال...
أنا -وأعوذ بالله من كلمة أنا- ذلك المواطن الشريف الذي يطلق عليه لقب (حمار شغل)...لا يمكن أن أخرج من مكان عملي دون أن أكمل كل أعمالي، وكأي حمار شغل أتوجه إلى البيت مباشرة...ومن النادر أن أجلس مع أصدقائي في المقهى حتى لا (أتدبس) في ثمن مشاريبهم...;وإذا صادف أن دعاني أحدهم إلى زجاجة بيبسي سيكون ذلك بمثابة الظاهرة الفريدة من نوعها لو حكيتها (للمدام) لن تصدقني حتى أحلف لها على المصحف أنني شربت بيبسي..
وعندما أصابتني ذات يوم دوخة، وذهبت إلى الطبيب كانت صدمتي كبيرة عندما علمت بأنني مصاب بداء السكر...من أين جاء السكر؟، ونحن لا يدخل السكر إلى بيتنا إلا بمناسبة حلويات عيد الفطر المبارك...يومها لطمت زوجتنا على خديها وهي تصرخ...( عندك سكر، والبيت ليس فيه ذرة سكر واحدة؟)، ثم أغمي عليها لنكتشف أنها هي الأخرى عندها سكر!!...، ونحن أي أنا- واعوذ بالله من كلمة أنا-، وهي كنا نعتقد بأن السكر مثل الهيرويين!!...
أنا- وأعوذ بالله من كلمة أنا-..ذلك المواطن الشريف الذي يحمل بطاقة انتخابية، وأمشي تحت الحائط مثل الصرصار...أخاف أن تحطمني أقدام الكبار وهم غافلون..
هؤلاء...الذين يسرقون صوتي كل خمسة سنوات، ويجلسون في (البرلمان)، ولا نراهم إلا على شاشات التلفزيون وهم يتثاءبون كالبقر، بل الأبقار أكثر وعيا...
أنا -وأعوذ بالله من كلمة أنا- ذلك المواطن الشريف الذي عاش خجولا، لا يكشف عن ساقيه إلا عندما يدخل إلى الحمام...ومن عادتي أن أطفئ النور ليلا حتى لا ترصدني الأقمار الصناعية أو الكاميرات وأنا في الحمام...وأتعجب من هيفاء ونانسي وروبي و..و...هن اللائي يمشين من (غير هدوم)، وإذا طالعت صورة إحداهن بالصدفة تصيبني الحمى و الهذيان...عيوني بنية بلون الحزن ولا عدسات زرقاء أو خضراء، شفتاي بلون الرماد، وشعري أبيض بلون الزمن الذي مضى...لم أفكر في عملية النفخ، لأن النفخ في العظم لا يجوز...فكيف لمن لا يأكل اللحم أن ينبت اللحم في جسمه، وإذا حدث أن نبت فالعيال أولى به!!...
أنا ..وهم، أنا وأنتم، أنا وأنتن وهن، أنا وهؤلاء...أنا ...وأعوذ بالله من كلمة أنا أريد أن يسقط النظام !!.
مصطفى بونيف
وأعوذ بالله من كلمة(أنا)!

إلى زمن قريب كنت أعتقد بأن كلمة (أنا) حرام شرعا، ورجس من عمل الشيطان، لولا أنني أدركت مؤخرا بأن المقصود بأنا هو أنا..ولا أحد غيري!!...
حتى أنني أصبحت أتكاسل في نطق هذه الحروف الثلاثة(أ، ن، ا)، لأنني سأضطر إلى كر جملة بحالها مفادها(أعوذ بالله من كلمة أ ن ا)...، ثم لماذا أستعيذ بالله من ضمير المتكلم ؟...لا يعقل أن أقول للقهوجي في المقهى (أنا وأعوذ بالله من كلمة أنا أريد كأس شاي ..)، أو أن أقول للمدام في لحظة أنس (أنا وأعوذ بالله من كلمة أنا أحبك)..
هل سأقول لرئيسي في العمل وهو رجل مرتشي..(أنت) دون أن أستعيذ بالله منه، وأنا- أعوذ بالله من كلمة أنا- من عشت مواطنا شريفا طوال حياتي، بدليل أن معدتي والعياذ بالله لم تتعود على هرس سوى صنفين من الأكل..العدس شتاء، والبذنجان الأسود صيفا...لدرجة أنني أصبحت أخاف من المرور في حقل مغناطيسي بسبب كمية الحديد في جسمي والتي ستكفي لبناء برج (إيفل)، في حال إذا صحت الدراسات العلمية التي تتكلم عن (كميات الحديد في العدس)...ويعتبر اليوم الذي يدخل فيه اللحم إلى بيتي عيدا قوميا تحتفل به الشعوب المحبة للسلام في العالم!.
أنا - وأعوذ بالله من كلمة أنا- ذلك المواطن الشريف الذي لم يستخدم في تنقلاته يوما سيارته الشخصية، لأنني وبكل بساطة لا يمكن أن أمتلكها، ومن كثرة استخدامي للأتوبيس أصبح النشالون يعرفونني، ولا يمكن لأحدهم أن يقترب من جيبي الفارغ أساسا...لدرجة أن أحد النشالين وضع في جيبي بضعة دنانير وقال لي اشتريها حلوى لعيالك!!...، ويعتبر ركوبي (التاكسي) حدثا عائليا تتناقله وكالات الأنباء في الحارة..وتحكي وتتحاكى عنه الأجيال...
أنا -وأعوذ بالله من كلمة أنا- ذلك المواطن الشريف الذي يطلق عليه لقب (حمار شغل)...لا يمكن أن أخرج من مكان عملي دون أن أكمل كل أعمالي، وكأي حمار شغل أتوجه إلى البيت مباشرة...ومن النادر أن أجلس مع أصدقائي في المقهى حتى لا (أتدبس) في ثمن مشاريبهم...;وإذا صادف أن دعاني أحدهم إلى زجاجة بيبسي سيكون ذلك بمثابة الظاهرة الفريدة من نوعها لو حكيتها (للمدام) لن تصدقني حتى أحلف لها على المصحف أنني شربت بيبسي..
وعندما أصابتني ذات يوم دوخة، وذهبت إلى الطبيب كانت صدمتي كبيرة عندما علمت بأنني مصاب بداء السكر...من أين جاء السكر؟، ونحن لا يدخل السكر إلى بيتنا إلا بمناسبة حلويات عيد الفطر المبارك...يومها لطمت زوجتنا على خديها وهي تصرخ...( عندك سكر، والبيت ليس فيه ذرة سكر واحدة؟)، ثم أغمي عليها لنكتشف أنها هي الأخرى عندها سكر!!...، ونحن أي أنا- واعوذ بالله من كلمة أنا-، وهي كنا نعتقد بأن السكر مثل الهيرويين!!...
أنا- وأعوذ بالله من كلمة أنا-..ذلك المواطن الشريف الذي يحمل بطاقة انتخابية، وأمشي تحت الحائط مثل الصرصار...أخاف أن تحطمني أقدام الكبار وهم غافلون..
هؤلاء...الذين يسرقون صوتي كل خمسة سنوات، ويجلسون في (البرلمان)، ولا نراهم إلا على شاشات التلفزيون وهم يتثاءبون كالبقر، بل الأبقار أكثر وعيا...
أنا -وأعوذ بالله من كلمة أنا- ذلك المواطن الشريف الذي عاش خجولا، لا يكشف عن ساقيه إلا عندما يدخل إلى الحمام...ومن عادتي أن أطفئ النور ليلا حتى لا ترصدني الأقمار الصناعية أو الكاميرات وأنا في الحمام...وأتعجب من هيفاء ونانسي وروبي و..و...هن اللائي يمشين من (غير هدوم)، وإذا طالعت صورة إحداهن بالصدفة تصيبني الحمى و الهذيان...عيوني بنية بلون الحزن ولا عدسات زرقاء أو خضراء، شفتاي بلون الرماد، وشعري أبيض بلون الزمن الذي مضى...لم أفكر في عملية النفخ، لأن النفخ في العظم لا يجوز...فكيف لمن لا يأكل اللحم أن ينبت اللحم في جسمه، وإذا حدث أن نبت فالعيال أولى به!!...
أنا ..وهم، أنا وأنتم، أنا وأنتن وهن، أنا وهؤلاء...أنا ...وأعوذ بالله من كلمة أنا أريد أن يسقط النظام !!.
مصطفى بونيف
تعليق