سطم بقلم :نجلاء نصير

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د.نجلاء نصير
    رئيس تحرير صحيفة مواجهات
    • 16-07-2010
    • 4931

    سطم بقلم :نجلاء نصير

    يشرفني أن أعرض هذا النص بين أيديكم أساتذتي الكرام
    لأتعلم من خبراتكم


    سطم
    صفحات يطويني قلبك
    ينثر الرماد على ربيعي

    يتركني على قارعة الحنين

    أروي حدائق العتمات

    سطم

    ،،،

    ربلت براعم النأي

    ورهمت نبضاتي

    وسكن الودق المآقي

    ودب ّالعقيم في شرايين

    الذاكرة

    ،،،
    تتسرب من خيوط الحيرة زهوري
    الباكية
    ترتجل الصمت
    ترتدي معاطف الانتظار
    وتسطر على حرف الحياة
    لغزا
    تطايرت ورقاته
    حين طوى قلبك اسمي
    كطي الموج للصخور.
    sigpic
  • محمد الصاوى السيد حسين
    أديب وكاتب
    • 25-09-2008
    • 2803

    #2
    ما جنس هذا النص هل نحن أمام قصيدة تفعيلة أم نثر أم خاطرة ؟ لكن لم لا نؤجل هذا السؤال حتى نتفاعل مع بُنى النص ، ثم بعدها نعرج إلى تجنيسه

    - وليكن أولا " بنية العنوان " وهو العنوان الذى يذكرنا بلغة الحيرة ولسان الحال التى ابتدعها الصوفيون ليعبروا ربما عما لا تقدر اللغة على أن تبوح به أو تتملاه أو تنفذ إلى لبه

    - حقا إننا ربما نجد مادة " سطم" عند صاحب اللسان تقول لنا " سطم: سَطَمَ البابَ: ردّه كَسَدَمَهُ.
    والسَّطْم والسِّطامُ: حَدّ السيف. وفي الحديث: العرب سِطامُ
    الناس أَي هم في شوكتهم وحِدَّتهم كالحدّ من السيف.
    وسُطُمَّةُ البحر والحسَب وأُسْطُمَّتُهُ
    وأُسْطُمهُ: وسطه ومجتمعه

    - لذا يمكن القول أن العنوان يحقق بذكاء حالة من الدهشة والتحفيز للمتلقى عبر هذ التناغم بين الاستدعاء من منهل حيرة الصوفى ولغته ، ثم الدلالة اللغوية التى تنداح وتتسع لأكثر من دلالة وتأويل كما نرى فى المادة اللغوية للكلمة فالسطم حد السيف والسطم إغلاق الباب

    - ثم ولنتأمل "بنية التخييل " ولنبدأ بهذى اللوحة

    صفحات يطوينى قلبك
    ينثر الرماد على ربيعى

    ربما لغياب التشكيل ينفتح أمامنا السياق وينداح إلى أكثر من قراءة ، ولعل أقربها هو كون " صفحات " هى علاقة نائب مفعول مطلق ، ليكون تأويل السياق " يطوينى قلبك طى صفحات " كما أنه يمكن تأويل السياق عبر علاقة الحال ليكون التأويل " يطوينى قلب حال كونى صفحات

    -وفى كلا التأويلين نحن أمام تقديم لعلاقة المنصوب بما يوحى بحالة من الحيرة والتعجب من مشهد استحالة بطلة النص إلى مجرد صفحات مطوية مهملة

    - ثم ولنتأمل دلالة كون العلاقة التى تمثلها لفظة " صفحات " تمهد لتلقى الاستعارة المكنية التى تقوم على علاقة الجملة المضارعة " يطوينى قلبك " والتى تخيل لنا القلب وقد استحال كيانا منفصلا عن كيان صاحبه ربما من قسوة الحيرة وعدم الفعل أو لعله عدم اكتراث العاشق الذى يجعل القلب ينفصل كخادم مدرب على هذا السلوك فيطوى الحبيبة كما يطوى القارىء صفحات انتهى منها

    - ثم ينداح التخييل عبر الاستعارة التصريحية حيث نتلقى سياق الاستعارة التصريحية حيث يمثل الرماد الهجران والفراق ، كما يمثل الربيع الأمل والتمنى والحلم الذى لم يتحقق لتجلى لنا الربيع مكللا برماده فى سخرية أليمة ومهانة وحسرة

    - ثم ولنتأمل جمالية علاقة المضارعة " ينثر " وهى العلاقة التى تجعل من حالة السخرية والمهانة حالة مديدة مستمرة مما يكثف من قسوة المشهد وعذاباته الممضة التى ستترك بطلة النص التى عبرت عنها الشاعرة على قارعة الحنين تروى حدائق العتمات

    - وهنا فلنتأمل جمالية المسكوت عنه وهو علاقة المفعول للفعل أروى ، فكأن البطلة فى حالة من الكبرياء لا تقدر أن تترك اللوحة تجلو لنا مشهد الدمع الذى ينسرب إلى العتمة


    - ثم ولنتأمل جمالية السياق

    ( تتسرب من خيوط الحيرة زهورى الباكية
    ترتجل الصمت
    ترتدى معاطف الانتظار
    وتسطر على حرف الحياة لغزا
    تطايرت ورقاته

    - سنلاحظ تناغم علاقة المضارعة " تتسرب من خيوط الحيرة " وهى العلاقة التى تسيطر على لوحة النص بأكلمها كما أنها هى العلاقة التى تشكل لوحة السياق فى تناغم من حركة نابضة دائمة لا تفتر لتستحيل تعبيرا كنائيا عن حالة الاضطراب والتموج التى تكابدها بطلة النص حين تتفرس فى ما آل إليه هواها الذى تقبض على جمره وحدها

    - ثم ولنتأمل جمالية علاقة " تتسرب من خيوط الحيرة زهورى الباكية "

    - حيث تمثل علاقة شبه الجملة " خيوط الحيرة " تمثل تخييلا عبر التشبيه البليغ الذى يخيل لنا الحيرة خيوطا ثم يتركنا الحيرة كيف تكون خيوكا معقدة متشابكة وكيف لا وهى خيوط الحيرة ذاتها

    - لكنها رغم ذلك تتسرب منها زهورها الباكية ، وهنا يمكن القول أن الزهور الباكية تكنز تخييلين أولهما عبر الاستعارة التصريحية التى تخيل لنا الزهور أمنيات عذبة شجية لكنها طالعة بأريجها فى خيط الحيرة

    -وهى ليست إذن طينتها ولا بستانها فما أبأس زهرة تطلع فى بستان الحيرة الذى تتعقد خيوطه على نحورها الخضراء

    - ثم تستحيل الاستعارة التصريحية التى تخيل لنا الأمنيات زهور تستحيل استعارة مكنية عبر علاقة النعت " الباكية " والذى يضفى حالة من الأسى على هيئة تلك الزهور التى تسيجها علاقة الإضافة إلى ياء المتكلم لتستحيل زهورا أخرى لا نتشبه ما نعرفه نحن من زهر

    - ثم ينداح التخييل لنتلقى مشهدا آخر للزهور التى ترتجل الصمت بديلا عن الأريج وعطر البوح ، وتلبس ربما كالعجائز -وهى الزهر- معاطف الانتظار

    - لذا يكون من البدهى أن تشكل لغزا فما أعجب زهرة يانعة تشيب فى ربيعها وتنتظر لا تدرى حتى ما الذى تنتظره أهو الموت أم الأمل والحياة

    وهكذا نجد أن التخييل كان قادرا على أن يعبر فى لوحة سلسة شفيفة عن وجدان بطلة النص وعن حالة الجو النفسى وطقسه الذى يعبق ثنايا النص

    - لكن لابد أن نشير إلى ان هذى السلاسة قد تضررت كثيرمع مثل هذا السياق

    ربلت براعم النأى
    ورهمت نبضاتى

    - ربلت الأولى لفظة معجمية تشير إلى غلظة لحم حول ضرع الإبل ، ورهمت أمطرت مطرا ضعيفا وكلا اللفظين يكادان يكونان مهجورين يتعذر على المتلقى العام أن يصل إلى دلالتهما وأن يجوز إليهما فى زحام المعاجم والشروح

    - لذا يمكن القول ان التخييل هنا قد تأثر بهذى الصياغة اللغوية التى كان النص فى غنى عنها حيث كان من اليسير أن يستعير بنية لغوية أكثر سلاسة لكلا المعنيين

    يتبع ،،،،،،،،

    تعليق

    • محمد ثلجي
      أديب وكاتب
      • 01-04-2008
      • 1607

      #3
      أستاذتي القديرة نجلاء نصير
      تحية طيبة

      بما أن الأستاذ الناقد البارع محمد الصاوي تناول الجانب المضيء في النص . كان لزاماً ما دمت وضعتيه لغاية النقد أن أركز على الجانب المعتم فيه . متمنياً منك تقبل كل ذلك بروح رياضية . لأني أرى أن هذا النص أقرب للخاطرة منه للشعر المنثور بما أن الوزن والقافية استبعدا تماماً. وليش بالشعر المنثور لأن الشاعرية المطلوبة في ذلك النوع من الشعر أيضاً أجدها غائبة وإن حاولت تحضير بعض الجمل المركبة لغايات الدهشة والمفاجئة.

      استعمالك لمفردات صلبه أو خشنه مثل ( سطم ، ربلت ، رهمت ، ودق ) وهي مفردات معجمية كما ذكر الأستاذ محمد تتطلب من المتلقي أن يبحث عن معانيها ، هذا إن تحقق له ذلك على أغلب الظن. لبعدها عن لغة الشعر كبعد الأرض عن جو السماء. فضلا عن كونها خاطرة تحتاج للغة سهلة ممتنعة دافئة يمكن للمتلقي العادي وليس المثقف تلقفها لتلج أخيراً بيسر إلى مداخل روحه وعقله ومن ثم ذائقته .

      كان من الممكن الخروج من مأزق الكتابة لمجرد الكتابة والتعبير عن الحالة لمجرد التعبير في حال أعدت ترتيب النص وقرأتيه على مراحل متعددة . لأني أجد أن ثمة عبارات جميلة وتستحق منك التريّث عند وضعها في سياق النص والذي أجده يختزل في معظمه مشاعر وأحاسيس مرهفه.

      بكل تأكيد ننتظر محاولة أكثر مرونة وسطوع من قلم جميل ومبدع.

      دمت بخير
      ***
      إنه الغيبُ يا ضيّق الصدرِِ
      يا أيها الراسخ اليومَ في الوهمِ والجهلِ
      كم يلزمُ الأمرَ حتى يعلّمك الطينُ أنك منهُ
      أتيت وحيدًا , هبطت غريبًا
      وأنت كذلك أثقلت كاهلك الغضّ بالأمنياتِ
      قتلت أخاك وأسلمته للغرابِ
      يساوى قتيلاً بقابرهِ

      تعليق

      • د.نجلاء نصير
        رئيس تحرير صحيفة مواجهات
        • 16-07-2010
        • 4931

        #4
        أستاذي القدير :محمد الصاوي السيد حسين
        كل التقدير والاحترام لك أستاذي القدير على هذه القراءة
        فأنا سعيدة جدا بهذا النقد البناء لكي أتعلم منكم
        وفي انتظار المزيد من التوجيهات
        تحياتي لك
        sigpic

        تعليق

        • د.نجلاء نصير
          رئيس تحرير صحيفة مواجهات
          • 16-07-2010
          • 4931

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة محمد ثلجي مشاهدة المشاركة
          أستاذتي القديرة نجلاء نصير
          تحية طيبة

          بما أن الأستاذ الناقد البارع محمد الصاوي تناول الجانب المضيء في النص . كان لزاماً ما دمت وضعتيه لغاية النقد أن أركز على الجانب المعتم فيه . متمنياً منك تقبل كل ذلك بروح رياضية . لأني أرى أن هذا النص أقرب للخاطرة منه للشعر المنثور بما أن الوزن والقافية استبعدا تماماً. وليش بالشعر المنثور لأن الشاعرية المطلوبة في ذلك النوع من الشعر أيضاً أجدها غائبة وإن حاولت تحضير بعض الجمل المركبة لغايات الدهشة والمفاجئة.

          استعمالك لمفردات صلبه أو خشنه مثل ( سطم ، ربلت ، رهمت ، ودق ) وهي مفردات معجمية كما ذكر الأستاذ محمد تتطلب من المتلقي أن يبحث عن معانيها ، هذا إن تحقق له ذلك على أغلب الظن. لبعدها عن لغة الشعر كبعد الأرض عن جو السماء. فضلا عن كونها خاطرة تحتاج للغة سهلة ممتنعة دافئة يمكن للمتلقي العادي وليس المثقف تلقفها لتلج أخيراً بيسر إلى مداخل روحه وعقله ومن ثم ذائقته .

          كان من الممكن الخروج من مأزق الكتابة لمجرد الكتابة والتعبير عن الحالة لمجرد التعبير في حال أعدت ترتيب النص وقرأتيه على مراحل متعددة . لأني أجد أن ثمة عبارات جميلة وتستحق منك التريّث عند وضعها في سياق النص والذي أجده يختزل في معظمه مشاعر وأحاسيس مرهفه.

          بكل تأكيد ننتظر محاولة أكثر مرونة وسطوع من قلم جميل ومبدع.

          دمت بخير
          أستاذي القدير /محمد ثلجي
          لم تلق الضوء على الجانب المعتم بل أضأت لي الطريق
          لاحرمني الله من مرورك على نصوصي بعين الناقد الثاقبة
          تحياتي لك
          sigpic

          تعليق

          • محمد الصاوى السيد حسين
            أديب وكاتب
            • 25-09-2008
            • 2803

            #6
            البنية الموسيقية :-

            عندما نتأمل بنية النص الذى أمامنا نجد أننا أمام السطر الشعرى وهى تقنية كتابة تميز بداية النص التفعيلى ليس من حيث كونها مجرد شكل ولكن من حيث توظيف طاقة السطر عبر علائق الترقيم والوقف والوصل وقبل ذلك كله توظيف حركة التفعيلة التى تتماوج ما بين قصر وطول وتنشطر وتتصل تبعا لتغاير حركة النص وتغاير خريطته الجمالية والدلالية

            - كما أن السطر الشعرى يميز من حيث البنية الموسيقية قصيدة النثر والتى تعمل على توظيف طاقة السطر الشعرى فى إنتاج رسالتها التى تكنزها ، لكنها وهى تتخلى عن عنصر واحد من عناصر البنية الموسيقية التى تفرقها عن النص التفعيلى وهو الوزن الخليلى عبر التفعيلة ، فإنها توظف عناصر أخرى هى ذات العناصر التى يقوم عليها النص التفعيلى بشكلى رئيسى ، وهى العناصر النابعة من تناغم التخييل وإيقاع وجرس اللفظة والسياق وتغاير السطر الشعرى وإيقاع نهاياته وتماوجها ما بين سكون وحركة ، والكثير من العناصر الرئيسة التى تنتج البنية الموسيقية بشكل عام للنص
            - فإذا ما عدنا للنص الذى بين يدينا نجد أننا أمام السطر الشعرى وأمام غياب عنصر الوزن الخليلى كما أننا أمام اختيار الكاتبة لبنية الشكل التى تصوغ عبرها رسالة النص فى بنية السطر الشعرى

            - لذا كان على النص فى رأيى أن يشتغل أكثر على البنية الموسيقية ، والفكرة هنا ليست تعويض غياب التفعيلة ولكن تفعيل طاقات عناصر البنية الأخرى المختلفة لانتاج الموسيقى الخاصة بالسياق والتى تعبر عن نبضه ، وجوه النفسى

            - حقيقة أجد أن غياب التشكيل أضر بالنص ، وأهدر إمكانات وطاقات عدة كان يمكن للنص أن يستغلها ، ويشتغل عليها ولذا فلنتأمل هذا المقطع أولا دون تشكيل

            صفحات يطويني قلبك
            ينثر الرماد على ربيعي

            يتركني على قارعة الحنين

            أروي حدائق العتمات
            سطم
            ......
            ربلت براعم النأى

            - إننى كمتلق يمكننى أن أقرأ لفظتى (الحنين – العتمات – سطم – النأى ) بالسكون كما أنى أستطيع قراءتها عبر تفعيل حركة الحرف الأخير وهو ما يمنح السياق إيقاعا موسيقيا ولكن ذلك حين يختار الكاتب أن يفعِّل هذى التشكيل بما يخدم البنية الموسيقية التى ينتهجها فى نصه تجاه التعبير عن رسالته الجمالية والدلالية ولنتأمل هذا الإيقاع

            صفحات يطويني قلبك َ
            ينثر الرماد على ربيعي
            يتركني على قارعة الحنين ِ ..
            أروي حدائق العتماتِ ..
            سطم ٌ
            .......
            ربلت براعم النأى ِ

            - سنلاحظ فى المقطع السابق تناغم موسيقى لفظة ( يطوينى – الحنين ) وهو ما يمنح السياق تناغما بين السياقين يدعم البنية الموسيقية للنص لما لصوت الكسر من جرسه وإيقاعه فى النفس من رقة وعذوبة
            - سنلاحظ جرس كاف الخطاب والتى تنبه لحضور المخاطب والاتجاه إليه ومناجاته

            - سنلاحظ جرس صوت الكسر فى لفظة ( العتمات ) وما يمنحه للفظة من تكثيف حيث يكثِّف جرس الكسر من الانحدار إلى العتمات والدخول فيها


            - ثم ولنتأمل جرس التنوين للفظة سطم ٌ والتى تمنح لجرس الكلمة عبر صوت الضمة إيقاعا فيه الصدمة والمداهمة ، وما كان ذلك متحققا لصوت " الميم "الساكنة التى ترقق من جرس الكلمة وبالتالى تعوق من دلالتها وتأثير بنيتها الموسيقية داخل السياق

            - ثم ولنتأمل جرس " النأىْ " دون إشباع حركة الكسر سنجد أنها بجرسها الساكن تمر بيسر ورقة دون أن توجعنا بما تكنزه من عذابات ، بينما حينما نشبع صوت الكسر يتولد جرس أشبه بتنهيدة مكلومة حرّى ، لما لجرس الكسر من رهافة وحس

            - وكذلك يمكن قراءة سياق " ترتجل الصمت " هكذا " ترتجل الصمت َ " بينما لو اختارت الشاعرة فى رأيى إظهار السكون ليكون هو الصيغة الداعمة للموسيقى لتكثفت دلالة الصمت عبر جرس التاء الساكنة وكثف الجرس من دلالة السياق وإيقاعه على وجدان المتلقى

            - ثم ولنتأمل جمالية سياق " زهورى الباكية " والتى حين تحرك بالضم لتكون " زهورى الباكية ُ " فتمنح السياق بجرس الضم إيحاء بانصباب الدمع وانحداره غصبا لما لجرس من شدة واندفاع

            - وخلاصة ملاحظتى على البنية الموسيقية هى أن النص كان بإمكانه أن يستفيد من عناصر عدة أشرنا هنا لعنصر واحد منها على سبيل المثال وهو التشكيل وما ينتجه من جرس وإيقاع ، ولعل هذى الملاحظات حول البنية الموسيقية تسهم فى تفعيل قصيدة نثر جميلة قادمة بإذن الله تعى البنية الموسيقية أكثر وتشتغل على أدواتها أكثر حتى يكتمل الجمال والروعة

            تعليق

            • د.نجلاء نصير
              رئيس تحرير صحيفة مواجهات
              • 16-07-2010
              • 4931

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة محمد الصاوى السيد حسين مشاهدة المشاركة
              البنية الموسيقية :-

              عندما نتأمل بنية النص الذى أمامنا نجد أننا أمام السطر الشعرى وهى تقنية كتابة تميز بداية النص التفعيلى ليس من حيث كونها مجرد شكل ولكن من حيث توظيف طاقة السطر عبر علائق الترقيم والوقف والوصل وقبل ذلك كله توظيف حركة التفعيلة التى تتماوج ما بين قصر وطول وتنشطر وتتصل تبعا لتغاير حركة النص وتغاير خريطته الجمالية والدلالية

              - كما أن السطر الشعرى يميز من حيث البنية الموسيقية قصيدة النثر والتى تعمل على توظيف طاقة السطر الشعرى فى إنتاج رسالتها التى تكنزها ، لكنها وهى تتخلى عن عنصر واحد من عناصر البنية الموسيقية التى تفرقها عن النص التفعيلى وهو الوزن الخليلى عبر التفعيلة ، فإنها توظف عناصر أخرى هى ذات العناصر التى يقوم عليها النص التفعيلى بشكلى رئيسى ، وهى العناصر النابعة من تناغم التخييل وإيقاع وجرس اللفظة والسياق وتغاير السطر الشعرى وإيقاع نهاياته وتماوجها ما بين سكون وحركة ، والكثير من العناصر الرئيسة التى تنتج البنية الموسيقية بشكل عام للنص
              - فإذا ما عدنا للنص الذى بين يدينا نجد أننا أمام السطر الشعرى وأمام غياب عنصر الوزن الخليلى كما أننا أمام اختيار الكاتبة لبنية الشكل التى تصوغ عبرها رسالة النص فى بنية السطر الشعرى

              - لذا كان على النص فى رأيى أن يشتغل أكثر على البنية الموسيقية ، والفكرة هنا ليست تعويض غياب التفعيلة ولكن تفعيل طاقات عناصر البنية الأخرى المختلفة لانتاج الموسيقى الخاصة بالسياق والتى تعبر عن نبضه ، وجوه النفسى

              - حقيقة أجد أن غياب التشكيل أضر بالنص ، وأهدر إمكانات وطاقات عدة كان يمكن للنص أن يستغلها ، ويشتغل عليها ولذا فلنتأمل هذا المقطع أولا دون تشكيل

              صفحات يطويني قلبك
              ينثر الرماد على ربيعي

              يتركني على قارعة الحنين

              أروي حدائق العتمات
              سطم
              ......
              ربلت براعم النأى

              - إننى كمتلق يمكننى أن أقرأ لفظتى (الحنين – العتمات – سطم – النأى ) بالسكون كما أنى أستطيع قراءتها عبر تفعيل حركة الحرف الأخير وهو ما يمنح السياق إيقاعا موسيقيا ولكن ذلك حين يختار الكاتب أن يفعِّل هذى التشكيل بما يخدم البنية الموسيقية التى ينتهجها فى نصه تجاه التعبير عن رسالته الجمالية والدلالية ولنتأمل هذا الإيقاع

              صفحات يطويني قلبك َ
              ينثر الرماد على ربيعي
              يتركني على قارعة الحنين ِ ..
              أروي حدائق العتماتِ ..
              سطم ٌ
              .......
              ربلت براعم النأى ِ

              - سنلاحظ فى المقطع السابق تناغم موسيقى لفظة ( يطوينى – الحنين ) وهو ما يمنح السياق تناغما بين السياقين يدعم البنية الموسيقية للنص لما لصوت الكسر من جرسه وإيقاعه فى النفس من رقة وعذوبة
              - سنلاحظ جرس كاف الخطاب والتى تنبه لحضور المخاطب والاتجاه إليه ومناجاته

              - سنلاحظ جرس صوت الكسر فى لفظة ( العتمات ) وما يمنحه للفظة من تكثيف حيث يكثِّف جرس الكسر من الانحدار إلى العتمات والدخول فيها


              - ثم ولنتأمل جرس التنوين للفظة سطم ٌ والتى تمنح لجرس الكلمة عبر صوت الضمة إيقاعا فيه الصدمة والمداهمة ، وما كان ذلك متحققا لصوت " الميم "الساكنة التى ترقق من جرس الكلمة وبالتالى تعوق من دلالتها وتأثير بنيتها الموسيقية داخل السياق

              - ثم ولنتأمل جرس " النأىْ " دون إشباع حركة الكسر سنجد أنها بجرسها الساكن تمر بيسر ورقة دون أن توجعنا بما تكنزه من عذابات ، بينما حينما نشبع صوت الكسر يتولد جرس أشبه بتنهيدة مكلومة حرّى ، لما لجرس الكسر من رهافة وحس

              - وكذلك يمكن قراءة سياق " ترتجل الصمت " هكذا " ترتجل الصمت َ " بينما لو اختارت الشاعرة فى رأيى إظهار السكون ليكون هو الصيغة الداعمة للموسيقى لتكثفت دلالة الصمت عبر جرس التاء الساكنة وكثف الجرس من دلالة السياق وإيقاعه على وجدان المتلقى

              - ثم ولنتأمل جمالية سياق " زهورى الباكية " والتى حين تحرك بالضم لتكون " زهورى الباكية ُ " فتمنح السياق بجرس الضم إيحاء بانصباب الدمع وانحداره غصبا لما لجرس من شدة واندفاع

              - وخلاصة ملاحظتى على البنية الموسيقية هى أن النص كان بإمكانه أن يستفيد من عناصر عدة أشرنا هنا لعنصر واحد منها على سبيل المثال وهو التشكيل وما ينتجه من جرس وإيقاع ، ولعل هذى الملاحظات حول البنية الموسيقية تسهم فى تفعيل قصيدة نثر جميلة قادمة بإذن الله تعى البنية الموسيقية أكثر وتشتغل على أدواتها أكثر حتى يكتمل الجمال والروعة
              أستاذي القدير /محمد الصاوي السيد حسين
              لاأجد كلمات تعبر عن مدى شكري وامتناني لهذا الجهد وهذه النصائح التي سأضعها نصب عيني
              تحياتي لناقد ينقد بعين ثاقبة تدفع الكاتب للإجادة
              شكرا لك أستاذنا الكبير
              sigpic

              تعليق

              • د.نجلاء نصير
                رئيس تحرير صحيفة مواجهات
                • 16-07-2010
                • 4931

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة محمد الصاوى السيد حسين مشاهدة المشاركة
                البنية الموسيقية :-

                عندما نتأمل بنية النص الذى أمامنا نجد أننا أمام السطر الشعرى وهى تقنية كتابة تميز بداية النص التفعيلى ليس من حيث كونها مجرد شكل ولكن من حيث توظيف طاقة السطر عبر علائق الترقيم والوقف والوصل وقبل ذلك كله توظيف حركة التفعيلة التى تتماوج ما بين قصر وطول وتنشطر وتتصل تبعا لتغاير حركة النص وتغاير خريطته الجمالية والدلالية

                - كما أن السطر الشعرى يميز من حيث البنية الموسيقية قصيدة النثر والتى تعمل على توظيف طاقة السطر الشعرى فى إنتاج رسالتها التى تكنزها ، لكنها وهى تتخلى عن عنصر واحد من عناصر البنية الموسيقية التى تفرقها عن النص التفعيلى وهو الوزن الخليلى عبر التفعيلة ، فإنها توظف عناصر أخرى هى ذات العناصر التى يقوم عليها النص التفعيلى بشكلى رئيسى ، وهى العناصر النابعة من تناغم التخييل وإيقاع وجرس اللفظة والسياق وتغاير السطر الشعرى وإيقاع نهاياته وتماوجها ما بين سكون وحركة ، والكثير من العناصر الرئيسة التى تنتج البنية الموسيقية بشكل عام للنص
                - فإذا ما عدنا للنص الذى بين يدينا نجد أننا أمام السطر الشعرى وأمام غياب عنصر الوزن الخليلى كما أننا أمام اختيار الكاتبة لبنية الشكل التى تصوغ عبرها رسالة النص فى بنية السطر الشعرى

                - لذا كان على النص فى رأيى أن يشتغل أكثر على البنية الموسيقية ، والفكرة هنا ليست تعويض غياب التفعيلة ولكن تفعيل طاقات عناصر البنية الأخرى المختلفة لانتاج الموسيقى الخاصة بالسياق والتى تعبر عن نبضه ، وجوه النفسى

                - حقيقة أجد أن غياب التشكيل أضر بالنص ، وأهدر إمكانات وطاقات عدة كان يمكن للنص أن يستغلها ، ويشتغل عليها ولذا فلنتأمل هذا المقطع أولا دون تشكيل

                صفحات يطويني قلبك
                ينثر الرماد على ربيعي

                يتركني على قارعة الحنين

                أروي حدائق العتمات
                سطم
                ......
                ربلت براعم النأى

                - إننى كمتلق يمكننى أن أقرأ لفظتى (الحنين – العتمات – سطم – النأى ) بالسكون كما أنى أستطيع قراءتها عبر تفعيل حركة الحرف الأخير وهو ما يمنح السياق إيقاعا موسيقيا ولكن ذلك حين يختار الكاتب أن يفعِّل هذى التشكيل بما يخدم البنية الموسيقية التى ينتهجها فى نصه تجاه التعبير عن رسالته الجمالية والدلالية ولنتأمل هذا الإيقاع

                صفحات يطويني قلبك َ
                ينثر الرماد على ربيعي
                يتركني على قارعة الحنين ِ ..
                أروي حدائق العتماتِ ..
                سطم ٌ
                .......
                ربلت براعم النأى ِ

                - سنلاحظ فى المقطع السابق تناغم موسيقى لفظة ( يطوينى – الحنين ) وهو ما يمنح السياق تناغما بين السياقين يدعم البنية الموسيقية للنص لما لصوت الكسر من جرسه وإيقاعه فى النفس من رقة وعذوبة
                - سنلاحظ جرس كاف الخطاب والتى تنبه لحضور المخاطب والاتجاه إليه ومناجاته

                - سنلاحظ جرس صوت الكسر فى لفظة ( العتمات ) وما يمنحه للفظة من تكثيف حيث يكثِّف جرس الكسر من الانحدار إلى العتمات والدخول فيها


                - ثم ولنتأمل جرس التنوين للفظة سطم ٌ والتى تمنح لجرس الكلمة عبر صوت الضمة إيقاعا فيه الصدمة والمداهمة ، وما كان ذلك متحققا لصوت " الميم "الساكنة التى ترقق من جرس الكلمة وبالتالى تعوق من دلالتها وتأثير بنيتها الموسيقية داخل السياق

                - ثم ولنتأمل جرس " النأىْ " دون إشباع حركة الكسر سنجد أنها بجرسها الساكن تمر بيسر ورقة دون أن توجعنا بما تكنزه من عذابات ، بينما حينما نشبع صوت الكسر يتولد جرس أشبه بتنهيدة مكلومة حرّى ، لما لجرس الكسر من رهافة وحس

                - وكذلك يمكن قراءة سياق " ترتجل الصمت " هكذا " ترتجل الصمت َ " بينما لو اختارت الشاعرة فى رأيى إظهار السكون ليكون هو الصيغة الداعمة للموسيقى لتكثفت دلالة الصمت عبر جرس التاء الساكنة وكثف الجرس من دلالة السياق وإيقاعه على وجدان المتلقى

                - ثم ولنتأمل جمالية سياق " زهورى الباكية " والتى حين تحرك بالضم لتكون " زهورى الباكية ُ " فتمنح السياق بجرس الضم إيحاء بانصباب الدمع وانحداره غصبا لما لجرس من شدة واندفاع

                - وخلاصة ملاحظتى على البنية الموسيقية هى أن النص كان بإمكانه أن يستفيد من عناصر عدة أشرنا هنا لعنصر واحد منها على سبيل المثال وهو التشكيل وما ينتجه من جرس وإيقاع ، ولعل هذى الملاحظات حول البنية الموسيقية تسهم فى تفعيل قصيدة نثر جميلة قادمة بإذن الله تعى البنية الموسيقية أكثر وتشتغل على أدواتها أكثر حتى يكتمل الجمال والروعة
                أستاذي القدير /محمد الصاوي السيد حسين
                لاأجد كلمات تعبر عن مدى شكري وامتناني لهذا الجهد وهذه النصائح التي سأضعها نصب عيني
                تحياتي لناقد ينقد بعين ثاقبة تدفع الكاتب للإجادة
                شكرا لك أستاذنا الكبير
                sigpic

                تعليق

                يعمل...
                X