شط الأمومة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • هائل الصرمي
    أديب وكاتب
    • 31-05-2011
    • 857

    شط الأمومة

    • حبيبنا الأستاذ القدير محمد الصاوى حفظك الله انقطعت عنك فترة بسبب سفري وإني لمشتاق إلى نقدك الرائع شوق الظامئ للماء البارد وبين يديك قصيدة حبيبة إلى نفسي أرجو أن تحظى باهتمامك ونقدك بارك الله فيك ودمت بخير
    شط الأمومة
    هائل سعيد الصرمي
    أمَّاهُ وانْتَفَضَ الأسَى بِكَياني وتَورَّمَتْ مُقَلي منْ ألأحْزَانِ
    وخُطَاكِ أسْمَعُهَا فأرْتَقِبُ الخُطَا وأتِيْهُ في وَجَعِي فَلاَ ألْقَانِي
    أمَّاهُ والذِّكْرَى تُلاَحِقُ مُهْجَتِي والهَمُّ منْ ألمِ الفِراقِ ذوَانِي
    وأرَاكِ بَينَ مَشَاعِري مَزْرُوعَةً وأنَامُ والذِّكْرَى عَلىَ أجْفَانِي
    والوجْهُ يَضْحَكُ كَالصَّبَاحِ بَشَاشَةً والصَّوتُ هَزْهَزَ مَسْمَعِي فشَجَاني
    فأقولُ أمي أيْنَ أنتِ فلا أرىَ عذبَ الحديثِ ولا أرى أشْجَاني
    قالوا طواكِ الموتُ ويلَ الموتِ هلُ تَطْويِ المنِيةُ جَنَّتي وجَنَانِي
    أنَا لا أطِيقُ بأنْ أرىَ بيتي بلاَ أُمٍ أيَخلُو البَيْتُ منْ وِجْدَانِي
    في كُلِّ نَاحِيةٍ أراكِ بها أرى نفسي تَذوبُ بهذه الأركان
    وبكُلِّ مُتَّكَئٍ جَلَسْتِ بهِ هُنَا وبكلِّ ركنٍ من سَناكِ أرَانِي
    في فرشكِ الُْمُمْتَدِ حَيثُ تَرَكْتِهِ يَشْكُو فِرَاقَكِ بَعْدَمَا أبْكَاني
    مِنْدِيلُ رأسِكَ عِطْركِ الفلي مِثـْ ـلِي يُتِّمَا وعَليْــكِ يَنْتَحِبَان
    ويداكِ في الأسْحارِ تَنْفُض نَوْمنَا حَباً لنَتْلو سُورةَ الرحمنِ
    وَتلِمِلمُ الأبْنَاءَ حَوْلَ مَوَائِدِ الـ ـقُرآنِ وَالَهَفِي على قُرْآنِي
    وأراك والأبناء في قيلولة كَالظِّلِّ حِينَ يَقِيلُ في الودْيَانِ
    فَيُرَفْرِفُونَ بِِشَدْوهمْ ونشيدهم كالطَّير حِينَ يَرِفُّ في الأغْصَانِ
    وتَطِيرِي منْ فَرَحٍ ( بزَيَنَبَ)عِندمَا حَفِظَتْ كِتَابَ اللهِ في إتْقَانِ
    وتَعَافُ عيْنُكِ غَمْضَهَا قَلَقاً إذَا جَارَ الزَّمَانُ عَليَّ أو أضْنَانِيِ
    ويَظلُّ طرفك شَارِداً هل صورتْ نَبْضَ الأمُومَةِ لوْحَةُ الفَنَّانِ
    وتَظَلُّ أذْنُكِ تَسْمَعُ الأخْبَارَ عنْ سَفَري القَريبِ وكم أراكِ تُعَانِي
    وإذَا اعْتَرتنِي كَبْوَةٌ ومَلَّمَّةٌ أنْتِ الملاذ ُ لكَبْوَتِي وأمَانِي
    وإذا نَهَضْتُ لحَاجَةٍ ومُهِمَّةٍ عَيْنَاكِ تَرْقبُ عَوْدَتِي بِِحَنَانِ
    أمَّاهُ كَيْفَ أعِيشُ بَعْدكِ والأسىَ يَقْـتَاتُ أحْلاَمِي وكلَ كَيَاني
    والليلُ لا أجِدُ المسرَّةَ عِنْدَهُ فالنَّجْمَةُ الكبرى بلا عِنْوانِ
    والفجرُ رَغْمَ جَمَالِهِ وعَبِيرِهِ من لوعتي وردٌ بلا ريحانِ
    وأغِيبُ عَنِّي لا أراني حَاضِراً وأتِيهُ عنْ نَفْسي وعن خِلاَّنِي
    وأهُشُّ للأصْحَابِ حِينَ أراهُمُ والقلبُ مُنْشَغِلٌ بِموت جَنَانِي
    أنَا لا أُعَارِضُ حِكْمَةَ البَاري ولا حُكْمَ القضَاءِ ولمْ يَخِلْ مِيزاني
    لكـنَّ أمي نَسْمةٌ كانتْ هنَا ما عُدْتُ ألقَاهَا ولا تَلْقَانِي
    لكنَّ أمي رَوْضَةٌ كانتْ لنَـا مثل الرَّبِيْعِ وزَهرِهِ الفَيْنَانِ
    كانتْ ظِلالاً وارِفاً وسَنَابِلاً ثَمَراً منِ الأعنابِ والرُّمَـانِ
    لكــن أمي قِبلةٌ لثمتْ هنا سجـــداتها بيتي بكل مكان
    كانتْ إذا مَرَّ الضُّحى بجِوَارِهَا صَلَّتْ فَصَلَّى مِثَلهَا ودعاني
    وإذا دَجَى ليلٌ رأيتُ دموعهَا كالمزنِ أو كالنَّهرِ في جَرَيَانِ
    والصَّبحُ يُسْفِرُ في يديهِ بَذلُهَا ليوزعَ الإحسانَ للجــيـرانِ
    أقراطها بِِِيعَتْ لتبني مَسْجِداً والعقدُ مُرْهُونٌ لِنُصْرةِ عَانِ
    وهناكَ في الأقصَى سَحَائبُ جودهَا تُتْلىَ بِسَمعِ الدَّهرِ والحَدَثَانِ
    كانتْ سَوَاعِدُ خَيْرَهَا مَمْدُودَةً تَـفْـتَـرُّ بين دقائقٍ وثـُـوانِ
    وفم الزمانِ وإنٍ نَسيتُ مُحَدِّثاً عنْ بِرِّهَا في السِّرِّ والإعْلاَنِ
    وعن المكَارمِ كَيفَ تَغْرِسُ بَذْرَهَا في النَّشْءِ دونَ تَكَلُّفٍ وهَوَانِ
    عُمْرٌ طَوَاهُ الموْتُ كَيْفَ أصُوغُهُ لَحْناً شَجِياً لَيْسَ في إمْكَانِــي
    أو تَعْذُلونِي أنَّ قلبي هَائمٌ ولِبُعْدِهَا يَرْثِي الرِّثاءَ لِسَانَي
    لا تَعْذلوا قَلْباً تَقَرَّحَ بالأسَى فالموْتُ حَقٌ في بِني الإنِسانِ
    يَعَقوبُ منْ فَرَطِ الْتِيَاعِ فِرَاقِهِ لوَلِيدِهِ ابْـــيَضَّتْ لهُ عَيْنَـانِ
    ولهُ منْ الأبناءِ مَا يَعْتَاضُهُ مـَــنْ ذَا يُعَوْضُنِي بِأُمٍ ثََـانِ
    لا تَعْذُلونِي إنْ نَثَرتُ كَنَانَتِي ورَسَمْتُ أوْجَاعِي على أوزَانِي
    لا تَعْذُلوني في رِثاءِ سَعَادَتِي فَدِمَاؤُهَا تَجِري علىَ شِريَانِي
    يَبكِي الوجُودُ فَكَيْفَ لا أبْكِي أنَا ومَلِيكَتي رَحَلتْ بلاَ اسْتِئْذانِ
    تَبْكِي السَّمَاوَاتُ العُلىَ لفِرَاقِهَا والأرضُ تَبْكِيهَا على الإحْسَانِ
    تَبكي لهَا الآفاق والدنيا ومـا أبْكَاهُمَا يَا عَاذِلي أبْكـَانِي
    شَطُّ الأمُومَةِ كانَ مِرْفَأ رِحْلَتِي واليَومَ أمَوَاجٌ بِِلاَ شُطْـــآَنِِ
    سَفُنِي تُبَعْثِرُهَا الرِّيَاحُ وزَوْرَقي يَمْشِي بلاَ هَدَفٍ ولا رُبَّانِ
    أماهُ لا أنْسَاكَ يَومَ وعَظتِني وأذَقْتِ قَلبي منْ شَذَاكِ مَعَانِي
    هذي الحياةَ مَحَّبةٌ فارحل بها (ولدي) الحَبِيب بِِهِمَّةٍ وتَفــان
    وذ َكَرْتِِ لي أنَّ المَرَارَةَ بُرْهَــةٌ تُـذوى معَ الأيامِ بالنِّسْيَانِ
    للموتِ نُخْلَقُ يا بُنَيَ فلاَ تَهُنْ يَفْنَى الجَمِيعُ فكُلُّ حَيٍ فَانِ
    أماه قلبي مطمئن إنما بترتْ من الفجر الجميل يـــــدان
    فلأنت أغنية الحياةِ ونَبضُهَا أغلاَ مـنِ الألماسِِ والمـرْجَـانِ
    أَنَّى سَرَيْتُ سَرَتْ خِلاَلُكِ في دمي فزمانُهَا لوْ تَسْألوهُ زَمَانِي
    كانتْ إذَا احْتَدَمَ الخِلافُ رأيْتَهَا جِسْر الوصَالِ ومَوْرِد الإحْسَان
    كانت تُحَلِّقُ في الفَضَاءِ مشاعراً وتبثُّ نَجْواهَا بِقلبِ حَانِ
    وأنا وأهلي من رباهَا نَجْتَنِي أحْلَى الثِّمَارِ بكَفِّهَا الوَهْنَانِ
    تَتَفَتَّقُ الرَّحَمَاتُ بينَ ضُلوعِهَا كَتَفَتُّقِ الأزْهَارِ في البُسْتَانِ
    وتُسَايرُ الأقْدَارَ إنْ هي أظْلَمتْ ودُعَاؤها جِسرٌ إلى المنَّانِ
    كانَ المحَيَا بالوَضَاءَةِ مُشْرقاً واليومَ يُطْوى في ربَا نَيْسَانِ
    أماه ما وفيتُ حقكِ إنني مازلت فيك مراوحاً بمكاني
    كم ليلةٍ سَهِرتْ على جَمْرِ الغَضَى عَيْنٌ عَلَيَ وَأُخْرَى في إخْواني
    أيَامَ كُنَّا والطُّفُولةُ حَولنَا مَرْحَى وقلبُ الأمِ في خَفَقَانِ
    عينَاكِ من أجْلي تَقَرَّحَ دَمْعُهَا والدَّمْعُ أطْلُبُهُ فمَا وَافَانِي
    واليومَ تَطْلُبُني الدُّمُوعُ ولمْ أجدْ شيئاً يَفِيكِ ولا وَفَتْ أحْزَانِي
    أماهُ يا نَبْعْ الحَنَانِ ومَوْئِلي مَهْمَا نظمتُ فلنْ يَفِيكِ بَيَاني
    لو أنَّ عندي مِلْكُ منْ مَلَكُوا الدُّنَا كَي أفْتَدِيكِ فَدَيْتُ دونَ تَوَانِ
    لكنَّهَا الأقدارُ ليسَ يُهِمُهَا نَوْحُ القَصِيدِ ولا تّثَكُّلُ عَانِ
    وافَتْ لتَخْطَفَ منْ أُحِبُّ كَأنَّمَّا قَدَرُ المَنِيَةِ يَبْتَلي إيمَانِي
    رَبَّاهُ فارْحَمْهَا ونّوَّرْ قَبْرهَا ومْنُّنٌ عليها منكَ بالرضوان
    ربَّاهُ واجْعَلْ في الجِنَان مَقَامَهَا العَالي وقَرِّبَهَا من العَدْنَانِ
    واربط على قلبي الكليل فإنني أرجو رضاك بحبها وكفاني

  • هدير الجميلي
    صرخة العراق
    • 22-05-2009
    • 1276

    #2
    صح لسانك
    وهل يساورني شك بأنك كتبت فأجدت التصوير والابداع
    تحية لك ولأمهاتنا
    بحثت عنك في عيون الناس
    في أوجه القمر
    في موج البحر
    فوجدتك بين خافقي أقرب من كل الذين أبحث فيهم
    ياموطني الحبيب...


    هدير الجميلي(هدير نزف النواعير)

    تعليق

    • هائل الصرمي
      أديب وكاتب
      • 31-05-2011
      • 857

      #3
      عزيزتي هديل ما أجمل أبياتك الحلوة المذيلة لله أنت وشكرا على مرورك وتعليقك
      بحثت عنك في عيون الناس
      في أوجه القمر
      في موج البحر
      فوجدتك بين خافقي أقرب من كل الذين أبحث فيهم
      ياموطني الحبيب...

      تعليق

      • عبد الرحيم محمود
        عضو الملتقى
        • 19-06-2007
        • 7086

        #4
        شاعرنا الكبير



        قصيدة كبيرة من عيون الأدب لن أتطفل فأنقدها وهي موجهة للحبيب الأخ الصاوي، ولكنني أهدي لك محبتي وما ورد فيها من هنات لا تقدح في جمالها راجيا تصحيحها معاحترامي الكامل ودعائي للوالدة بالرحمة والمغفرة .



        ذواني / الفعل ذوى لازم .



        متكأٍ بدلا من متكئٍ



        وتَطِيرِي منْ فَرَحٍ ( بزَيَنَبَ)عِندمَا حَفِظَتْكِتَابَ اللهِ في إتْقَانِ / البيت مكسور أقترح قد طرت من فرح .



        بِأُمٍ ثَانِ / تذكير المؤنث الحقيقي لا يحق في النعت .


        تجري علىَ شِريَانِي /على لا تفيد معنى في .


        أغلاَ مـنِ الألماسِ /أغلى .



        الغضا / بدلا من الغضى



        كم ليلةٍ سَهِرتْ على جَمْرِ الغَضَى عَيْنٌ عَلَيَوَأُخْرَى في إخْواني / مكسور في أخرى لأنه لا يجوز حذف ألفها أو تحويلها لفتحة .



        عينَاكِ من أجْلي تَقَرَّحَ دَمْعُهَا والدَّمْعُأطْلُبُهُ فمَا وَافَانِي / أقترح جفنها بدلا عن دمعها .


        وامنن / بدلا عن ومنن .
        نثرت حروفي بياض الورق
        فذاب فؤادي وفيك احترق
        فأنت الحنان وأنت الأمان
        وأنت السعادة فوق الشفق​

        تعليق

        • هائل الصرمي
          أديب وكاتب
          • 31-05-2011
          • 857

          #5
          شكرا لك أستاذنا القدير عبد الرحيم محمود وسوف نصلح ماذكرت إن شاء الله دمت بخير

          تعليق

          • محمد الصاوى السيد حسين
            أديب وكاتب
            • 25-09-2008
            • 2803

            #6
            تحياتى لأخى هائل

            ومعذرة لتأخر ردى نظرا لغيبتى الفترة الماضية وبإذن الله أقرأ النص الليلة ثم تكون لى معه وقفة تليق بما يكنزه من ألق وجمال

            تعليق

            • محمد الصاوى السيد حسين
              أديب وكاتب
              • 25-09-2008
              • 2803

              #7
              العلاقة النحوية وتشكيل ذرا التخييل

              أمَّاهُ وانْتَفَضَ الأسَى بِكَياني وتَورَّمَتْ مُقَلي منْ ألأحْزَانِ

              - يمكن القول أن علاقة الواو العاطفة بين المنادى والفعل الماضى والتى تتمثل فى سياق ( أماه وانتفض الأسى ) هى واو تفصل بذكاء فنى بين المسكوت عنه بعد النداء والذى ينفتح على التأويل وتعدد القراءات ، وبين حالة ونتيجة هذا المسكوت عنه والتى تتمثل فى سياق ( وانتفض الأسى ) ومشهدية الانتفاض بكل تفاصيلها التى تومض فى غموض فنى عذب يدفع المتلقى لإنتاج تفاصيله

              - يمثل سياق ( وانتفض الأسى ) والذى يكنز التخييل عبر الاستعارة المكنية ، يمثل تعبيرا كنائيا عن حالة الوجدان التى يكابدها بطل النص والتى تنسرب إلى التخييل برهافة وحس ، حيث ينسرب الانتفاض الذى يكابده بطل النص إلى الأسى ذاته ، لذا يمكن القول أن الجو النفسى القابض بأصابعه الخانقة على وجدان الشاعر كان فاعلا فى اختيار صياغة الفعل الماضى ( انتفض ) ولتؤدى دورها الجمالى فى التخييل كما تنشر ظل إيحاءها من جهة أخرى على الجو النفسى الذى يسيِّج أفق السياق بشكل عام

              -يمكن القول أن علاقة شبه الجملة ( وانتفض الأسى بكيانى ) تمثل ترشيحا وتداعيا جماليا للاستعارة المكنية التى تجسد لنا عبر لوحة النص الأسى فى هيئة أخرى جديدة ، حيث يستحيل سياق شبه الجملة ( بكيانى ) سجنا ما وزنزانة كئيبة معتمة تزم حرية الأسى فى أن يبوح ويتنفس ويعبر عن وجيعته


              - بما يجعل الاستعارة المكنية تستحيل تعبيرا نفسيا عن حالة الاحتباس الوجدانى التى تدفع بالأسى للانتفاض فلا من خل يصغى ، ولا من فؤاد يحس ، فليس أمام الأسى إلا أن ينتفض إذن ليستحيل فى اللوحة التى أمام بصائرنا معادلا دلاليا عن بطل النص الذى عبر عنه الشاعر

              - ولنتأمل هنا جمالية علاقة الماضى ( وانتفض الأسى ) وكذا جمالية كون " الأسى " فاعلا وهى العلاقة التى ترسخ من حالة الانتفاض وتجذر من يقينها فى سياق المفتتح ، والتى تجعلنا نتلقى المشهد وكأن بطل النص يتأمل لوحة وجدانه دون أن يكون له سيطرة على هذى الانتفاضة

              - بما يجعل السياق يستحيل تعبيرا كنائيا عن حالة بطل النص التى وصلت لذروة العجز أمام ما يتملكه من مشاعر الحنين والفقد لغيبة الأم

              فى الحقيقة هذى العذوبة وتلك الرهافة ، التى شكلت الشطرة الأولى لن تستمر بذات الدرجة مع تلقينا للشطرة الأخرى وذلك حين نتلقى سياق (وتَورَّمَتْ مُقَلي منْ ألأحْزَانِ)وهو السياق الذى نتلقاه عبر علاقة الفعل الماضى ( وتورمت ) وهو السياق الذى يحيل اللوعة الخفية التى هى انتفاضة الأسى فى طى كيان بطل النص إلى كدمات متورمة حين يحاول المتلقى انتاج صورتها الذهنية ويتأمل مشهدية المقلة المتورمة لابد وانها سستنافر بشدة مع جمالية انتفاض الأسى فى الكيان الشجى بحزنه وحنينه


              2- مِنْدِيلُ رأسِكَ عِطْركِ الفلي مِثـْ ـلِي يُتِّمَا وعَليْــكِ يَنْتَحِبَان

              يمكن القول أن السياق السابق يمثل لوحة شعرية بليغة عذبة بحق ، حيث يستحيل السياق تعبيرا كنائيا عن حالة الحنين التى تنسرب من وجدان بطل النص لتصبغ الحياة والكون بحس بطل النص ووجدانه ، فيرى الجماد يستحيل حيا نابضا مثله باللوعة ، وهى الحالة التى تنشر ظلا إيحائها بتوحد بطل النص وغيبة من يشاركه لوعته ومكابدته لحالة فقدان الأم وفجيعة الغيبة

              - يقوم السياق على علاقة الجملة الاسمية بما تكنزه من رسوخ ويقين جلى يتجذر فى بصيرة بطل النص ، حيث نتلقى سياق ( منديل رأسك ) ثم توغل الجملة الاسمية فى عمق آخر، وكأنها يد حانية تمس المنديل تقلبه فيصحو العطر فيه

              - ثم نتلقى علاقة النعت التى تسيج العطر وتمنحه تفاصيل جديدة فهو عطر فلى وهو ليس كأى عطر بل تنبهنا علاقة الخطاب ( عطرك ) بما ينشر إيحاء رهيفا بخصوصية الأشياء وحضور روح الأم فى التفاصيل وتجلى بصمة هذا الحضور على الأشياء كما يراها بطل النص

              - ثم ولنتأمل جمالية التمهيد عب علاقة التقديم حيث نتلقى علاقة الحال المقدمة على علاقة الخبر حيث نتلقى سياق ( مِنْدِيلُ رأسِكَ عِطْركِ الفلي مِثـْ ـلِي ) حيث نتلقى علاقة " مثلى " والتى تمثل علاقة تشبيه سينداح أمامنا بدهشته ورعة تخييله ، كما تمثل علاقة الحال ذروة التكثيف وتحفيز المتلقى الذى سيحاول إنتاج علاقة المشابهة بين هذى الجمادات وبين بطل النص الحى المتفجع بغيبة الأب

              - ثم نتلقى روعة التخييل ( مثلى يُتِّمَا ) عبر علاقة الفعل الماضى والذى يكنز التخييل عبر الاستعارة المكنية التى تجسد لنا المنديل والعطر فى هيئة أخرى يستحيلان أيتاما وتدب فيهما روح الأسى ونفضته ووجع الغيبة والفقد

              - ثم ينداح التخييل ويتكثف عبر تلقى جمالية المضارعة ( مثلى تيما وعليك ينتحبان ) وهى العلاقة التى توظف علاقة التقديم لشبه الجملة بما يمنح السياق حالة من الخصوصية وتكثيف المشهدية فى بؤرة الأم

              - يمكن القول أن علاقة المضارعة والتى تكنزها الاستعارة التى يمثلها الفعل ( ينتحبان ) تمنح اللوحة عمقا وتنشر ظل الأسى براحا على فضاء اللوحة ، وتدعو المتلقى إلى الإبحار فى لجة هذا التخييل الفذ حتى يبدع هو كمتلق تفاصيل هذا الانتحاب وهيئته وشكل ديمومته التى تتجدد مع جمالية المضارعة

              يتبع ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

              تعليق

              • منجية بن صالح
                عضو الملتقى
                • 03-11-2009
                • 2119

                #8

                قصيدة رائعة جدا تفيض بجمالها على المتلقي
                لو يسمح لي أستاذي القدير محمد الصاوي
                سأشارك بقراءة موجزة لبعض الأبيات
                مع كل التحية و التقدير

                تعليق

                • محمد الصاوى السيد حسين
                  أديب وكاتب
                  • 25-09-2008
                  • 2803

                  #9
                  كيف تستأذن الأستاذة منجية ؟ أهلا بك أستاذتى العزيزة وبقراءتك النيرة كما شئت ومتى أحببت

                  تعليق

                  • هائل الصرمي
                    أديب وكاتب
                    • 31-05-2011
                    • 857

                    #10
                    أشكرك يا أستاذ محمد على هذا الكلام الرائع أرجوأن تتناول أكبر قدر من القصيدة ولا تمل سريعاً منها كما أتمنى من الأخت منجية حفظها الله التي وعدتنا أن تبدأ و يفض قلمها بارك الله بكما ونفعنا وجزاكم جميعا الجنة على حسن ظنكم وعلى ما تبذلون من جهد في هذا الميدان العزيز الذي لا نجده إلا لديكم بوركتم ودمتم

                    تعليق

                    • منجية بن صالح
                      عضو الملتقى
                      • 03-11-2009
                      • 2119

                      #11

                      أستاذي الكريم محمد الصاوي

                      ألف شكر على ثقتك الغالية و التي هي وسام شرف أفتخر به
                      يسعدني جدا أن اقدم قراءة وافية للقصيدة و إن شاء الله سأنشرها
                      في قسم الحوار الأدبي مع ما نشرت سابقا كما سألقي هذه القراءة في الغرفة الصوتية مع ما تفضلت به حضرتك من نقد للقصيدة
                      حتى نقدم مختلفة القراءات النقدية و سأوجه دعوة لحضرتك و للشاعر الرائع هائل الصرمي و لكل من يهمه الأمر لحضور الأمسية حتى تكون الفائدة للجميع و أولهم أنا

                      كل التحية أستاذي الكريم و شكر كبير للشاعر القدير هائل الصرمي


                      التعديل الأخير تم بواسطة منجية بن صالح; الساعة 14-10-2011, 13:11.

                      تعليق

                      • هائل الصرمي
                        أديب وكاتب
                        • 31-05-2011
                        • 857

                        #12
                        سلاطين الوفا أنتم
                        سلام حيث ما كنتم
                        مدى الأيام نشكركم
                        هنيئا طبتمُ دمتم
                        وأرجو الله يشكركم
                        بما نلتم وما قمتم
                        كنت أتمنى أن أطلع على النقد لكني حديث عهد بهذه المنتديات لم أجد تلك القراءة حبذا لو أرسلتها جوار القصيدة ليسهل الإطلاع عليها

                        تعليق

                        • هائل الصرمي
                          أديب وكاتب
                          • 31-05-2011
                          • 857

                          #13
                          الغالية .. الأستاذة / منجية ..

                          السلام عليكم .. وبعد ..

                          هل تم نشر بعض من قرائتكم على قصيدتي .. في وقت سابق ؟ ام مازات تحت الملاحظة والدراسة

                          وبارك الله فيكم ..

                          محبكم . .
                          هائل الصرمي ..

                          تعليق

                          • هائل الصرمي
                            أديب وكاتب
                            • 31-05-2011
                            • 857

                            #14
                            الغالي الأستاذ / محمد الصاوي ..


                            لازلنا .. ننتظر ما يتبع .. من قرائتكم على القصيدة على أحر من الجمر

                            ودمتم

                            تعليق

                            • هائل الصرمي
                              أديب وكاتب
                              • 31-05-2011
                              • 857

                              #15
                              سيدي الأستاذ محمد الصاوي وعدتَ بالمتابغة لنقد النص ويبدو أنه شغلك شاغل عنه فمنذو شهر وشط الأمومة ظامئة إلى نقدك الرائع في انتظارك

                              تعليق

                              يعمل...
                              X