سيد دخان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبد الحميد عبد البصير أحمد
    أديب وكاتب
    • 09-04-2011
    • 768

    سيد دخان

    الخامس


    فور انتهاء الدراسة داخل المختبر، دعا تورجهان توريز زميله السنغالي دوفي ياندو للذهاب إلى الكافي شوب .من أجل تناول قدحاً من القهوة التركية المفضلة لديه ،إحتسى تورجهان كوباً من الماء، وقدم لرفيقه قدحاً من القهوة،تسائل دوفي :لماذا أراك تشرب الماء فقط ..ابتسم تورجهان وأشار إلى صديقه : القهوة التركية تساعدنى على التركيز ومراقبة الموازين الدقيقة التى تزن صميم الأحداث في العالم ،والماء يخبرنى بالمزيد من أسرار الحياة ..لا تنسى أننى أدرس علوم المحيطات والجليد وما يتعلق بالنشأة الأولى ،لأول دفقة ماء نزلت على الأرض ..هل تعلم ياصديقي أن تلك الأجساد اللدنة التى تحمل أرواحنا عبارة عن قطه صخرية ، فالصخور هي المسبب الرئيسي لملوحة المحيطات حيث يحتوي المطر الذي يسقط فوق الأرض على كميات قليلة من ثاني أكسيد الكربون المذاب من الهواء المحيط به، ممّا يسبب حمضية مياه الأمطار بشكل قليل، فالصخور تحتوي على حمض الكربونيك الذي يتكون من ثاني أكسيد الكربون والماء، وعندما تصطدم مياه الأمطار بالصخور، فإنّ الأحماض في الماء تسبب تحللها، لينتج عن هذه العملية أيونات، أو جسيمات ذرية مشحونة كهربائياً، ومع جريان الماء تُنقل هذه الأيونات أو الجسيمات إلى الجداول والأنهار ثم إلى المحيطات .. ثم انتهىيا الصديقين من إحتساء القهوة ووضع تورجهان يده على كتف صديقه قائلاً :يوماً ما ياصديقي سيغلى مرجل المحيطات بالأمواج العالية ،وقتها لن تكون هناك سفينة نوح الأخيرة ،حيث أرى العالم في أحلامى يسير إلى مرافيء الحتمية.نظر دوفي إلى تورجهان قائلاً: بعيداً عن النظرة المشئومة ، العالم مكان غريب ياصديقي،والأيام تحكم صور المستقبل في خرطها للأحداث .ثم مضيا في طريقهما إلى قاعة الرياضة حيث كان الروسي بافل يمارس رياضة كرة السلة ويمسك الكرة بقوة ويخترق منافسيه بجسده الفولاذي ثم يقفز عالياً ليضع الكرة في السلة ،أشار إليهما بافل عندما مرقا أمامه وهو يتناول فوطة يجفف بها عرقه المتحلب من مسامه فجلسا معاً يتسامران ،ثم تناول بافل قنينة الماء وأفرغ القليل في جوفه قائلاً : لا أدري أي حماقة غشيت هؤلاء الدجالين حتى يظنون أن بإمكاننا إنقاذ البشرية ،الشر المطلق يا أصدقائي سيغشى العالم وسيهيمن على كل شيء ،حقبة الشر قادمة لامحالة .؟..لا مفر ،وسنكون أول من يُضحى بهم في مرجل القرابين السوداء عندما يسود الشر الأعظم،نظر دوفي إلى تورجهان ثم التفت إلى بافل قائلاً :لديك أنت أيضاً نظرة مشئومة تجاه العالم ..ضحك بافل ساخراً : لأنك لم تشاهد العالم الحقيقي بعد .. العالم الذي نعيشه يتخطى في قسوته ووحشيته ،الحياة البرية التى كنت تعيشُها ،فالطبيعة في عالمك هي من تحكم الحيوان وتسيطر عليه ،لكن هنا لقد تمرد الأنسان ،وتخلى عن إيمانه والسقوط الأول لم ينتهى بعد ..تريث يا أخى ،قريباً ستكون أنت أول من يسعى لقتلي .. ثم ابتسم قائلاً :قبل أن تغيب سحابة نهار ذلك اليوم.
    كانت الانجليزية ريتشيل مور تستمع إلى محاضرة الدكتور روبرت فاس في قاعة العلوم ، حول دراسة الطفرات الوراثية وتطور الجينوم حيث استعان البروفسور فاس بريتشيل في تعريف الطفرة الوراثية للطلاب قائلة : الطفرة هى تغير في تسلسل او عدد النيوكليوتيدات في الحامض النووي الـ DNA مما يؤدي إلى تكوين تسلسلات جديدة من النيوكليوتيدات فينتقل آثارها بصفات معينة إلى الأبناء. أن أصغر وحدة وراثية قابلة لاحداث طفرة يطلق عليها ميوتون Muton والذي يمثل اصغر عدد من النيوكليوتيدات المتنقلة والقادرة على انتاج طفرات مظهرية. وان الميوتون يمكن أن يكون من الصغر إلى غاية نيوكليوتيدة واحدة، تؤدي اغلب الطفرات إلى اختلاف في عدد الكروموسومات او التغيرات في تركيب الكروموسوم الواحد، وان هذه التغيرات يمكن أن تحدث بصورة تلقائية او بصورة مستحدثة من خلال المطفرات (mutagens) (لاشعاع والمواد الكيميائية) اذا كان التغير على مستوى الجين قد يؤدي إلى تغير صورته أي تحول إلى حالة اخرى، وقد يكون هذا التغير خطرا يؤدي إلى وقف عمل الجين لعملية معينة (كانتاج انزيم او هرمون معين) ويصبح موقوف النشاط او قد يقلل هذا التغير من انتاج الجين او قد يزيد هذا التغير من مقدرة الجين في انتاج نشاط معين..كانت ريتشيل العبقرية الفذة تمضي في شرحها بثقة واحترافية كأنها عالم كبير يجول في بحر العلم المعرفة ، وتابعت ريتشيل شرحها :
    وفي العديد من هذه الأنواع يا أصدقائي تبدو هذة التغيرات مفيدة في مساعدة الخلايا على صناعة البروتينات بشكل أكثر فاعلية،ولكن ذلك لا ينطبق على البشر ،والحديث هنا عن قدرة الطفرات الصامتة في صحة الأنسان ومرضه ،وتشير النتائج البحثية إلى إيجاد طرق جديدة لتحسين مخطط الجينات تستهدف في ذاتها إلى علاج الأمراض المستعصية . إنتهت ريتشيل من شرحها فنالت إعجاب وتصفيق زملائها الذين وقفوا يشيدون بزميلتهم ريتشيل مور .وفي القاعة المجاورة كانت الفرنسية ليليان تدرس الكينماتيكا، وتستمع لشرح الدكتور" راينارد ساكر "عن مفهوم الحركة الفزيائي للأجسام وتبدى ملاحظتها حول نسبية الحركة أثناء الإقلاع . حيث قال البروفسور "ساكر": الجسم يتحرك عندما يغير موقعه بالنسبة لنقطة السكون والتى تُعرف بنقطة المرجع ..لاشيء يبدو ساكناً في الكون،عليكم ياأبنائي تصوير الحركة في مخيلتكم .. فالكوكب الأرضي يجعلنا ندور بسرعة 62،500 ميل في الساعة.. أى إننا نرى الأرض ليست متحركة وكل الحركات المرتبطة بها تعتبر حركات مطلقة ..تُعرف الحركة يا أعزائي بأنها على هيئة خطوط مستقيمة عندما يكون المسار المنحنى للحركة خطاً مستقيماً ..ولكن إذا ما اتخذ المسار المنحنى شكل قوس فإن الحركة تعرف بأنها على شكل خطوط منحنية ،الهاجس الذي يشغل الإنسان أن يمتلك أسباب الحركة ويطوعها لخدمته ،والحركة هي الهدف الحقيقي لتحقيق مبتغاه خاصة في الأهداف العلمية الخاصة بزيارة الفضاء ..الحركة على هيئة خطوط مستقيمة ،قد تكون ثابتة أو متغيرة ،فإذا كانت ثابتة فإننا نقول إنها على هيئة خطوط مستقيمة ،فعندما أقود سيارتى تزداد السرعة بمرور الوقت ،بمعنى أنها تتسارع إذا كان التسارع ثابتاً فإننا نقول أن الحركة تتزايد على نحو موحد مثل تلك الحركة تحدث أيضاً للأجسام الساقطة بفعل الجاذبية الأرضية .وعند إنتهاء المحاضرة إلتقت ريتشيل بليليان وذهبا في نزهة مسائية برفقة فيكتور ..كانت ريتشيل تبدى إستيائها بشأن معاملة بافل لها ،لكنها تلتمس له الأعذار بسبب الأوقات الصعبة التى قضاها في موسكو ، لكنها لم تخفي سعادتها بقرب إنتهاء المرحلة الأولى من الدراسة في اكاديمية أوميترا، والعودة إلى لندن للإستجمام في بورنموث.لكن ليليان قالت أنها سترافق لاريسا لويجى للعروج على هانيبال الأسباني لقضاء نصف العطلة في أسبانيا بعد أن وجه لهما الدعوة لزيارته ..لكن فيكتور قال أنه متشوق للعودة إلى سياتل حيث يقضي معظم وقته في مزرعة الخيول التى يملكها جده
    بعد انتهاء العام الدراسي وبداية العطلة الصيفية غادر الطلاب مقر الأكاديمية متوجهين إلى بلدانهم ،حيثُ كان في وداعهم البروفسور كرمللي نيابة عن البروفسور فريمان ولفيف من العلماء والعاملين في الأكاديمية كذلك أيضاً الروسي بافل الذي آبى الرحيل إلى بلده حيث أثر البقاء هنا برفقة البروفسور فريمان ،وقد أبدت ريتشيل تعاطفها الشديد معه أثناء مغادرتها بعدما أعتذر بافل عن سلوكه وقد سحت الدموع من عينيها لاسيما خلال نظرات الوداع التى تخللها نشيج متقطع.رحلت ريتشيل إلى لندن ،وكذلك ليليان ،برفقة لاريسا لويجي إلى باريس ،وغادر على الزيتونى إلى غزه حيث كانت الأراضي المحتلة تشهد موجات من الإنتفاضات ضد القوات الإسرائيلية في قطاع غزة المحاصر ،ورحل السنغالي دوفي ياندو إلى السنغال حيث التقى بأصدقائه القدامى في القبيلة ،وتفاكه معهم عن الأحداث التى جرت له داخل الأكاديمية ،وكذلك البولندى دومنيك روث
    .وفي مساء ذلك اليوم كان البروفسور فريمان يتناول قدح من القهوة أعدتة الدكتورة كينيث ماندى حيث رأت سحابة من الحزن تخيم على أفق البروفسور فريمان فقالت:


    - ما الذي يجعلك مهموماً يابروفسور ،أراك تبدو قلقاً دائماً..الأمور تسير على ما يرام ..لقد جلبت خيرة المواهب ..ولديك نخبة من أعظم العلماء في العالم ،الذين تطوعوا لمساندتك في إنجاح المشروع ..ماذا بعد؟..خيمت سحابات الحزن فوق أطلال الأمل العالقة في أذهان البروفسور فنظر إلى ماندى وقد اغتصب إبتسامة باهتة بين شفتية سرعان ما تبخرت عندما وخزتها أشواك الحزن فقال :
    - عزيزتى ماندى ..لقد كذبت في شأن إنقاذ العالم ..لقد فات الوقت ..عندما قفز الإنسان قفزته الأولى إلى قطار العلم والتجربة ،وسعى للحصول على القوة بشتى الطرق والوسائل من أجل إشباع غريزة السلطة والتملك لن يقنعه شيء في سبيل الحصول على أهدافه وكلما تحقق إزدادت أطماعه ولن يكتفي أو يردعه شيء الإيمان ياعزيزتى هو الوازع الحقيقي للسيطرة على شراهة الإنسان في التسلط والحكم بدون الإيمان سينتقل إلى طائفة الشرير الأول الذي سقط بسبب حسده وأحقاده ، الإنسان في طريقه للصدام ..الصدام الوشيك ..المنحدر جارف ياماندي ..ولن يتوقف ..مانفعله هو تأجيل التوقيت وليس تعديل النهاية..توقيت الإنفجار الذي سيحدث لاحقاً. بات قريباً جداً.إننى قلق لما سيحدث بعد ذلك لأبنائي ،لن يتركهم العالم ،سيلاحقهم ..المستقبل هو مايخيفنى ياعزيزتى .حاولت الدكتورة ماندى أن تبدد من مخاوف البروفسور فريمان :
    لا تخشى شيئاً ..قد يتحقق الحلم ،وتصدق نبوءتى ،وينجح هؤلاء الموهوبين في نزع فتيل الإنفجار والقضاء على الفوضى ..استدار البروفسور فريمان ،وحاول أن يغتصب ابتسامة الأمل التى تلاشت سريعاً فوق شفتيه ، لكنه تهالك فوق المقعد قائلاً:
    - ما نعيشه الأن هو الماضي الذي نراهُ بعين المستقبل ،كما نرى النجوم الأفلة منذ قرون في قبة السماء ،لكن المستقبل صار كما نتوقعه أسوداً بعين التجربة ،والمصير المرتقب قادم وراء غلالة سوداء من المجهول.أخشى على أبنائي ألا يتقبلهم العالم ،سيعانون كثيراً،ويُضطهدون.لن يُقبل بهم العالم كما فعل مع الذين من قبلهم .وضعت ماندى يدها الحانية فوق رأس البروفسور "فريمان"وشرعت في محاولة التخفيف عنه قائلة :عليك أن تؤمن بهم ياعزيزي
    - إننى أفعل .
    في صباح اليوم التالي وقف البروفسور كرمللي يتبادل الحديث اللطيف مع ثلة من الطلاب الموهوبين داخل قاعة النظريات العلمية الخاصة بالأبعاد الزمنية ومناقشة مدى مواكبة النسبية ومدى تطورها في تحدى الزمن ومواكبة التغيرات التى ستحدث في المستقبل..لكن البروفسر كرمللي تحدث عن صديقه البروفسور فريمان وقوة العلاقة التى تجمع بينهما ،حيث أشاد بالنجاح الذي حققته الأكاديمية في خدمة البشرية على الصعيد البحثي، والعلمى ودراسة شتى المجالات العلمية، وتقديم كافة الحلول لتلك الدول التى تعانى من مشكلات بيئية، واجتماعية ،واقتصادية، حيث قال في معرض كلمته : البروفسور فريمان فقد والديه في ظروف غامضة حيث كان والده أحد العلماء الذين عارضوا فكرة تصنيع القنبلة النووية والذرية، وانسحب من فريق العمل وهدد بإخبار الشعب الأمريكي بكل الكوارث التى ينوى ترومان صنعها، ثم عرض البروفسور كرمللي تسجيل لخطاب ترومان اسمعوا ماذا يقول ذلك الكذاب الوقح الذي خدع الشعب الأمريكي.وردت هذه الكلمات الشنيعة بتاريخ 9 آب/ أغسطس 1945، على لسان الرئيس الأميركي ترومان خلال خطاب إذاعي وجّهه للشعب الأميركي. قبل ثلاثة أيام من هذا الخطاب كانت القاذفة الأميركية إينولا غاي قد قامت بإلقاء القنبلة الذرية التي أطلق عليها اسم "الطفل الصغير" فوق هيروشيما وفي الوقت ذاته كانت قنبلة أخرى تنشر الموت والدمار والفوضى في ناغازاكى،لم يكن هاري ترومان مرتكباً لجرائم القتل الجماعي فحسب بل كان كاذباً وقحاً. لقد كذب على شعبه، لم يكن الهدف من وراء استعمال القنبلة الذرية إنهاء الحرب العالمية الثانية أو دفع اليابان للاستسلام. حيث قال الإمبريالي الآخر المعروف-والجزار مثل ترومان ونستون تشرشل: "من الخطأ الافتراض أن القنبلة الذرية هي التي قررت مصير اليابان. لأن هزيمتها كانت محتّمة قبل إلقاء القنبلة الأولى ،كان هدف الحكومة الأميركية من وراء استعمال القنبلة الذرية إخافة الاتحاد السوفييتي. كانت إدارة ترومان، عبر إلقائها القنابل ونشرها الموت والرعب في اليابان،ترسل رسائل تهديد للحركة العمالية العالمية التي اشتد عودها من خلال الكفاح ضد الفاشية في الحرب العالمية الثانية. ثم أشار البروفسور كرمللي إلى الطلاب قائلا: هناك سؤال يتبادر إلى أذهان البعض منكم ..ماهو المغزى من وجودكم ؟..أنتم المختارون الذين يعول عليكم تقديم الإجابات عندما يأتى وقت طرح الأسئلة نحن نقوم بدعمكم وتغذيتكم علمياً حتى يتحرك وقود الموهبة داخل عقولكم ..نحن نواجه مخاطر كارثية تصنعها منظمات مشبوهة ،تدير دفة العالم إلى المجهول ،هي المسؤولة عن الفوضى التى تجتاح بالكوكب ..لقد واجهنا الصعاب من أجل إنجاح فكرة المشروع حيث تخلى عنا الكثيرين بسبب الضغوطات التى مارستها الدول الكبرى من أجل إفشال المشروع .لكن البروفسور فريمان ثابر وتحمل الكثير من الألم والمرض من أجل أن يمرر لفكرته طريقاً أمناً بين الصعاب ،الأمل يعول عليكم يا أبنائي في إيجاد الحلول لأزمات الكوكب .واستحداث الأفكار ،والعمل على تطوير مجالات البحث والتجربة من أجل تغذية أسس النظرية العلمية
    نحن لا نحملكم ما لا تطيقون ،لكنها محاولة لفعل شيء على الطريق الصحيح..في صباح اليوم التالي كان تورجهان التركي قد تسلق أحد الأبراج وشرع في رسم لوحة تعبر عن قارب صغير مهتريء يشق ستائر الضباب ويمخر عباب الماء يقل مجموعة من الأطفال، والأمواج تحاول أن تعصف به وتبتلعه ،وحوله سفن عملاقة وأشرعه ومبانى غارقة ،وأقوام تبتلعهم الأمواج ،كل شيء كان يتهاوي تحت سفح الأمواج العالية ،توافد الطلاب لرؤية تورجهان وهو يخاطر برسم اللوحة في مكان غير آمن ،أبدى الطلاب مخاوفهم وأصابهم الهلع حيال تورجهان ،وقاموا بطلب النجدة من إدارة الأكاديمية ، حضر البروفسور فريمان ولفيف من العلماء الذين هرعوا لتقصي الخبر لم تتحمل ريتشيل وليليان رؤية زميلهم يواجه الخطر فأجهشوا بالبكاء وصرخت لاريسا وتشاندرا ،لكن بافل وفيكتور انخرطوا في وصلات من السخرية والمزاح بشأن صديقهم ونعته بافل بالفتى الرعديد ،حينما انتهى تورجهان من رسم لوحته ،قفز بين أعمدة البرج هبوطاً حتى لمست قدميه الأرض ،ثم اندفع صوب بافل والقى باللوحة الورقيه في صدره قائلاً :لقد رأيت ذلك أمس ، ثم مضى بعيداً . صعق بافل عندما نظر إلى محتوى اللوحة ..وبدت عليه علامات الففزع والدهشة .كان البروفسور فريمان مختفياً بسبب المرض مما اثار قلق الطلاب وبدت عليه علامات الوهن والضعف عندما سمع صراخ الطلاب فأسرع لتفقد الأمر ..طلب البروفسور فريمان من دكتور كرمللي أن يعقد غداً جلسة عاجلة بمشاركة جميع طلاب الأكاديمية ..في اليوم التالي حضر جميع الطلاب وساد اللغط وبثت الحيرة تساؤلات الريبة بينهم حتى حضر البروفسور فريمان وكان يبدو ضعيفاً واهناً وقد استنزف المرض ماء الحياة من جسده. وقف الطلاب تحية للبروفسور فريمان وأبدوا سعادتهم بتواجده بينهم .ثم أشار إليهم بالجلوس ،تناول البروفسور فريمان كوباً من المياة ثم تحدث بصوت واهن قائلاً :لقد قضيت سنين عمري في حقول العلم من أجل خدمة البشرية ،وطرقت جميع الأبواب من أجل أن ترفرف "أوميترا"لكنهم الأن يعرفون خطر "أوميترا"عليهم ،يحاولون قطع الإمدادات بسبب التوصيات التى خرجت بها أوميترا للرأي العام العالمي ،الأرض لن تتحمل تلك التداعيات والكوارث البيئية التى يصنعها الأنسان، والفوضى المستشرية في بقاع العالم .
    الصورة التى رسمها تورجهان رأيتها في صباي من قبل بلون مغاير حيث سيفقد العالم إنسانيته ويغرق في الفوضى، عندئذاً ستفقد الأرض توازنها وتستعر بالغضب وتبدأ عصور الفناء تزحف للقضاء على الجنس البشري والكائن الحي برمته ، لن تكونوا بأمان يا أبنائي ،كما قال السيد المسيح "إذا العالم كرهكم ،تذكروا بأنه كرهنى من قبلكم،تذكروا ما من خادم أعظم من سيده،إذا كانوا إضطهدونى فسيضطهدونكم،يجب ألا تخافوا فإن المنقذ قادم" " لقد اضطهدونى ،وكذلك فعلوا معي ، يجب أن تمضوا في رسالتكم إلى العالم، إظهروا لهم نواياكم ،لاتفقدوا الخير من قلوبكم ،يوماً ما ستحتاجون تلك الكلمات، حيث سيتلاشى كل شيء من الوجود، ولن يبقى شيء يُذكر في معين الذكريات .
    حينما كانوا يحاولون تفتيت عزيمتى وصبري ،عبر إذلالي ،وتهديدي ، إستخدموا معى كل وسائل الترغيب والترهيب، لكننى كنت أستميت حتى نفذت كل طاقات الأمل من مخزون الصبر خاصتى، وفقدت الأمل والصبر، وفي أحد الأيام كنت عائداً من المستشفى عندما أُصبت في حادث مرور ، سيارة سوداء غامضة كانت ترصد تحركاتى دفعتنى بعيداً على جانب الطريق، فتهشمت أضلاعى ،و نظارتى وتناثرت أوراقي في الهواء ،هلعت زوجتى وإبنتى لرؤيتى وصدموا عندما شاهدوا الجروح التى خمشت وجهي . وقتها قررت العدول عن فكرتى والتخلى عن أحلامى وأهدافي . وأثناء بحثنى في المكتبة القديمة التى كانت تحتفظ بمقتنياب أبي العلمية، وجدت كتابا غير عادي ..لا أسميه كتاباً بقدر ماهو عبارة عن مجموعة من الرسائل والتقارير الصحفية ،أرسلت من مكان ما بالشرق الأوسط، يتحدث فيها الكاتب عن حقبة الأربعينات وتحديداً ماجرى في مصر وقتها تلك القصة كانت الشرارة التى أضاءت في داخلى وبعثت الأمل في ربوع فؤادى المترع باليأس والإنكسار،لقد منحتنى تلك الرسائل القديمة الأمل العظيم ،حيث تراجعت عن فكرة الإستسلام والخنوع،ومضيت في طريقي لتحقيق حُلمى وبناء "أوميترا" وتمكنت من هزيمتهم بعدما أمن بفكرتى واقتنع بها حشد كبير من العلماء والمثقفين والأحرار في العالم، بسبب قصة قديمة غيرت أفكار ومعتقدات في داخلى وأعادت تشييد الحلم من جديد .. قد لا تحمل القصة أي معان لكنها تركت أثراً بليغاً داخل روحى. ثم أخرج البروفسور فريمان مخطوطات ورقية قديمة وشرع في قرائتها قائلاً إنصتوا يا أبنائي : لقد ذكر الصحفي الإيطالي مارك لوجيانو تفاصيل ماجرى قائلاً حيث كان شاهد عيان على ما حدث وقتها :الحرب العالمية الثانية تكاد أن تضع أوزارها الجيوش المنتصرة تدك أسوار برلين المنكوبة ، والهواء الخانق يُخيم فوق المدينة، قطعان من الكلاب الضالة تلتهم الجثث التى مضى عليها أيام، دماء العذارى المسفوح يخضب جدران الكنائس التى إستبيحت بفعل الجنود ،عمليات الإغتصاب في زوايا الكنائس لا تنتهى، وصيحات النساء تستجدى استنزال العفو والرحمة داخل القلوب المتصخرة للجنود السوفيت ، الغربان تحلق فوق أسوار المدينة المشئومة ، الدبابات والمعدات الثقيلة تجتاح طرقات المدينة التى تئن تحت سنابك الحديد ومراجل النار،الأعلام السوفيتية ،والأمريكية والفرنسية والإنجليزية ترفرف فوق أطلال برلين ،بعد مرور شهور من إقتحام برلين الأزمات الإقتصادية تعصف بمكانة إنجلترا بين حلفائها . بريطانيا العُظمى أفلست بالكامل،واحتجاجات العمال يطرق الأبواب لتأخر الرواتب مما يُنذر بتمرد وشيك على الحكومة الإنجليزية ، فاضطرت الحكومة للإستدانة من الولايات المتحدة الأمريكية لسد العجز المتفاقم في الخزانة الإنجليزية ، ،حكومة كليمنت تخشى من سعى أمريكا لإزاحة بريطانيا من السباق الإستعماري في الشرق ، ولعبة تبديل العروش تجري بوصلتها على مسرح الأحداث ،كليمنت يبحث مع الجنرالات في الشرق إيجاد موارد لسد العجز المتفاقم في الخزانة .في منتصف الأربعينات عثرت بعثة بريطانية للتنقيب عن الأثار الفرعونية ،على نقوش قديمة تشير إلى وجود مائة مخطوطة ذهبية تحوي تفاصيل ووقائع عن مدن أثرية كاملة مطمورة تحت رمال الصحراء،وبعد شهور من أعمل التنقيب ،تمكنت تلك البعثة التى عملت في سرية تامة من العثور على بعض المخطوطات الذهبية، وتم نقل الخبر عاجلاً إلى حكومة كليمنت التى أخفت الحقيقة برمتها عن الحكومة المصرية ،وسارعت بتأمين نقل المخطوطات إلى لندن .في ذلك الوقت علمت الإستخبارات الألمانية التى كانت تعمل لصالح الأمريكان بعد هزيمة ألمانيا ، مساعي لندن للخروج من أزمتها الإقتصادية الطاحنة وتمكنت عبر وسائلها السرية من إستجلاء كوامن الأحداث والكشف عن حقيقة المخطوطات الذهبية ،وتكليف الجنرال رينارد كينيث بتأمين القطار الذي يحمل الغلال إلى أفواه لندن الجائعة ،أمد العملاء الألمان المخابرات المركزية الأمريكية بكل المعلومات التى تتعلق بعملية "الأفواه الجائعة" وكان الألمان على إتصال وثيق بمجموعات مسلحة من المقاومة والخارجين على القانون الذي الحقوا أضرار شديدة بالقواعد البريطانية في مصر أبان الثلاثينيات قبيل الحرب العالمية الثانية ،وباتوا على قائمة المطلوبين والمستهدفين من قبل جنرالات الجيش البريطانى، الولايات المتحدة الأمريكية كانت تهدف إلى تدمير مخطط بريطانيا العظمى وإنهاء جسور العودة للتخلى عن حلم الأمبراطورية الُعظمى الثانية ،حاول الإنجليز التعتيم على عملية نقل الغلال التى تحوى في باطنها المخطوطات الذهبية وتأميتها عن طريق البر وصولاً إلى البحر، ثم تتولى البحرية الملكية حراستها .على الجانب الأخر وفي زاوية نائية من مدينة الأسكندرية قرب البحر الأحمر كانت هناك عشرة قوارب تُقل أربعين صياداً يلقون شباكهم في الماء ،لإصطياد الإطارات والصناديق الخشبية ،و كذلك الغوص بعيداً داخل أعماق المياة الضحلة ،لإقتناص الصناديق والإطارات الجلدية المدلاة عبر السلاسل الحديدية ،وبعد تفريغها ،قاموا بإخراج قطع السلاح والبارود والمدافع الصغيرة وخزائن الرصاص وتركيبها ،و كذلك صناديق الديناميت الأصفر، والقنابل صغيرة الحجم ،حيث كانت كلمة السر المتفق عليها بينهم "القرد الجائع ،يعشق تقشير الموز الأصفر " ، إضافة إلى الرصاص الألمانى المدبب ،تناول شخص غليظ الملامح غائر العينين ذو لحية كثة سلاح إم –جى 34 رشاش ألمانى وابتسم ساخراً : يارفاق ..إنظروا ..النسخة المعدلة والأحدث ..الألمان يعتنون بنا حقاً . كان يُدعى إبراهيمي ،ويلقبونه بالطبيب ،عمل طبيباً فترة من الوقت قبل أن ينتقل للمقاومة ثم انضم إلى عصابة الأربعين ثم عُين مدرساً للغة الفرنسية والألمانية داخل مخيمات الفقراء ،لكن الوباء قتل أعظم ما لديه ،زوجته وطفلتيه ،ظل وحيداً حتى عاد وانضم للمقاومة في نهاية الثلاثينيات ..إنضم إليه شاب نحيف تتدلى خصلاته فوق نظارته وسيم ، يبلغ الثلاثين ، عبقرياً، يدعى "جاد" يلقبونه بالمهندس كان يتقن اللغة الإنجليزية والألمانية أيضاً قام بأفراغ محتويات الصناديق وقال :هناك رشاش إم جي 42 ولدينا أيضاً صندوق فاكهة عماقيد من القنابل اليدوية العضوية ، ثم أشار إلى قنابل نموذج 39 كيرباينر 98ك (بندقية وأيضا قطع بانزر شريك ،بانزر فاوست بالإضافة إلى ام بي 18 .إبتسم ساخراً:


    لا بد أن هناك عملية كبيرة تستوجب كل هذا الإهتمام ،كان أبوجوده يحث الصيادين على الإسراع بإخراج القوارب من الماء قُبيل إنبلاج الصباح، شرع الرجل في مساعدة الأخرين بجمع الشباك وطيها ،كان أبو جوده رجل نصرانياً من جنوب الصعيد، يتجاوز الخمسينيات ،عمل قس في كنيسة العذراء ثم تركها بعد إقتحامها وتدنيسها من قبل الجنود الإنجليز أبان الثلاثينيات ،عندما كانوا يبحثون عن مناضل وطنى لاذ إليها طلباً للأمان ،فقاموا بشتمه ولعنه ،وإيذاء رفاقه الرهبان داخل الكنيسة ،ولم يتبقى له من عائلته سوى إبنة أخيه المفقود والتى تُدعى " كلير" ولا تعرف عنه شيء سوى بعض الرسائل القليلة التى ترافقها الكثير من النقود ،كان أبو جوده ،طويلاً ،جسيماً ،له شعر ناعم قصير تغزوه شعيرات بيضاء ،وشارب تركي مفتول ،ولحية خفيفة ،يتولى إعداد الخطط الهجومية والإشراف عليها ،وتفعيل ألية الإنسحاب عندما تتأزم الأمور، يلقبونه بالناسك أو القديس يتحكم في زمام المجموعة برفقة أدهم الجيار أو سلطان الإسكافي كما يدعونه رفاقه .حيث يغيب الإسكافي كثيراً داخل المدينة ، يتجول بصندوق الورنيش ، لاسيما عندما يقوم بمهمة استطلاع داخل تجمعات الجنود خاصة أن له علاقة وطيدة بالصحفي الإيطالي ذائع الصيت في ذلك الوقت مارك لوجيانو ،كان الجيار شاباً طويلاً ، وسيماً يتمتع بجسد رشيق مفتول العضلات أبيض ،ذو شعر ناعم قصيريميل للإصفرار ،وعينين سوداوتين ينحدر من شمال القاهرة .تحدث الجيار قليلاً مع أبو جوده عن فحوى الرسالة التى جلبها معه ،وقرأها جاد لترجمة معانيها ،فأشار الجيار إلى رفاقه بالحضور .قائلا: هناك عملية بالغة الأهمية ، لقد تلقيت الرسالة وفحواها سري للغاية ،سيقومون بتأمين عملية نقل كبيرة من البر إلى البحر،أشعل عتريس غليونه وكان رجلاً طويلاً في منتصف الأربعينات ، ،ذو بشرة سمراء أصلع، ولحية كثة طويلة ، أطلق سحابة من الدخان وسعل قليلاً وقال ساخراً: تقصد عملية سرقة كبيرة ،إلتفت الجيار إلى عتريس قائلاً : أجل ..إنها عملية سطو كبيرة ،تجري على تلك الأرض المسلوبة ..مثلما قال الصحفي مارك لوجيانو :لقد ربحت بريطانيا العُظمى الحرب، وخرجت منتصرة ،لكنها خرجت مفلسة ،لاتملك سوى الديون التى تُثقل كاهلها ،لقد تلقت الحكومة البريطانية قرضاً كبيراً من الأمريكان من أجل تغطية عجزها ،ودفع رواتب العمال المتأخرة ..وهاهي الأن تفكر في محاولة العودة إلى طاولة اللعب،وصدارة ا

    الحدث ، عبر سرقة كبيرة تجري هنا ..الخبر الجيد أننا نعلم ماذا سيجري والخبر السيء ليس لدينا تفاصيل تمكننا من مشاهدة الحدث بزاوية أفضل ..هناك طبول تدق في رأسي تُخبرنى أن اللغز يتعلق بقطع أثرية، الإنجليز دائماً يبحثون وراء الذهب، لابد أنها سرقة كبيرة تستدعي إهتمام كليمنت ، تُرى ماهي القصة ،هؤلاء اللصوص الإنجليز سُحقاً لهم .قال جاد :ينبغى لنا أن ُنسرع ،فالوقت ليس في صالحنا ، قال الجيار لقد أرسلت في طلب عباس الأردنى صديقنا تاجر الأردية ،حيث ذهب إلى لقاء صديق قديم.
    ثم رمق الجيار إلى الساعة المغروزة في الحائط ،والتفت إلى الباب ،حيث ظهر عباس الأردنى، وكان شاباً طويلاً مليحاً يتلكلم بلهجة شامية، ينحدر من أصول لبنانية ،حيث أفضى إلى الجيار تفاصيل اللقاء السري الذي دار بينه وبين الصديق الألمانى ،ثم سلمه مخطوطه باللغة الألمانية تتكون من سطر واحد "لقد سمنت الخراف الحمراء وحان وقت الجز "وهنا إلتفت الجيار إلى رفاقه وقال بلهجة حادة : الخراف الحمراء سمنت ،والراعي يريد أن يبيع صوفها ..متى يزحف القطار الأحمر ،قال غريب الجزار وكان طويلاً جسيماً ،ذو بشرة سمراء ،وشعر قصير ناعم ،وعين معطوبة تكسوها قطعة جلدية سوداء ،سيتحرك الزاحف الأحمر مساء الجمعة ،وهنا قال إبراهيمى : ليس لدينا متسع من الوقت ياسيدي، هناك عدة قطارات تزحف غداً وفي ذات التوقيت ، قطار البضائع والغلال، والقطار الملكى البريطانى وكليهما أكثر تأميناً ،وهنا قاطعه أبو جوده : لاتنسى قطار الأقصر ،وهو الأقل تأميناً بينهما إبتسم الجيار بناجذه :إنه ذاك القطار الأحمر الذي يحوى المخطوطات الأثرية ، يارفاق سنغادر بعد منتصف الليل لنعسكر قريباً منه ،هنيهات وأحضر مدبولي أبو شعر وكان رجلاً سميناً يرتدى طربوش تركي وعباءة أندلسية ،صحيفة كبيرة مكتنزة بلحم الأسماك والخضار والخبز البلدي ،فحضر شناوى ،ومهدى ،وسعيد الحلوانى وبقية الرفاق لتناول الطعام ،واحتساء البيرة .غادرت رفقة الأربعين ليلاً في شاحنات نصف نقل قديمة، تم ترميم قطعها على أيدى سعيد الحلوانى الملقب بالميكانيكى، كان سعيد الحلوانى فتى وسيماً ،ذو بشرة بيضاء وشعر ناعم طويل ،يجيد استعمال كافة الأسلحة ،وترميم كل المعدات الميكانيكية ،انضم إلى عصابة الأربعين ،متأسياً بشقيقه الذي كان عضواً في المقاومة الشعبية ولقي حتفه على أيد الإنجليز في إحتجاجات العمال أواخر الثلاثينيات. وفي منتصف الليل قطعت ثلاث شاحنات نقل كبيرة الطريق الزراعي إلى الأقصر. كان غريب يشعل سيجارته ويقضم قطع السمك المملح داخل العربة ،والشناوي يتفقد بندقيته الألية ويحشر الرصاصات في جيبه ،ثم يرمق إلى رفاقه بمؤخرة عينيه ويقول :ينبغى أن تعامل البندقية برأفة ،وعناية ،كما تعامل طفلتك المدللة ،فالبندقية، والراقصة أحياناً يتبعان عزف واحد،نداء المرونة وخطى الرشاقة ،والإيقاع المنسجم مع النغمات يمنحك مرمى جيد وبعد أفضل أثناء التصويب ،ضحك أبو جودة ،والتفت إليه مدبولي وكان ساخراً قال وهو يحشر لفافة التبغ في بين شفتيه :كانت مستشفى المجانين ،ملاذاً أمناً لهؤلاء الحمقى ،قال الجيار مازحاً :لقد كنتم معاً..هل نسيت :كلا ..لقد دخلتها من أجل إنقاذه ..لقد رموه بعدما قبض على زوجته وهى تخونه مع شاب كان يعمل إستورجي .سرعان تغير وجه الشناوي وتلبدت ملامحه ،وجرت الدماء في عروقه حتى كادت أن تتفلت من عقدهه ، وفي سرعة البرق ألقم الذخيرة في أحشاء البندقيه ،ثم صوب أشداقها في وجه مدبولي .تجشأ مدبولي من شدة الخوف ،حدق الرفاق إلى مدبولي الذي ابتلع لفافة التبغ في حلقه ،لكن الشناوي عدل من وضعية بندقيته قائلاً :لكنه الأن يتعفن في قبره ،فانفجرت العربة وانخرط الرفاق في وصلة من الضحك ..عسكرت السيارات داخل حقول الذرة،قال الجيار :من الحظ يحالفنا:غابة من الذرة ،ثم أخرجوا دراجتين بخاريتين ،وغابوا جميعاً في حشود من الذرة ،في اليوم التالي مساء الجمعة ،انطلق قطار الأقصر ،وعبر الحقول والقرى ،كانت هناك قوات انجليزية ،تؤمن مسار القطار خاصة العربة التى تحمل رقم ثمانية "وعندما دخل القطار حقول الذرة ،إنطلقت دراجتين بخاريتين خلفه ،وتمكن سائقيها الذين يرتدون الرداء الحربي للجنود الإنجليز ، من القفز وتسلق الأعمدة الحديدية والإرتقاء إلى السطح ،ثم رأى ثلاث جنود داخل العربة يحملون البنادق ، وأشار إلى صديقه بالتعامل معهم ،فدخل عليهم ،وتحدث معهم بلكنة إنجليزية، ثم صوب سلاحه إليهم وأمرهم بإلقاء أسلحتهم ،ثم فتح النافذة ودفعهم إلى الهواء الطلق ،ثم قاما بتنفيذ الخطوة الثانية ،فصل العربة الثامنة عن القطار ،ولم تمضي لحظات حتى تمكنوا من إخراج صندوق المخطوطات الذهبية ، وحملها إلى العربات التى انطلقت بدورها إلى مكان نائي داخل أحد الأوكار النهرية،قام عتريس بإفراغ محتوى الصندوق الملكى ،حيث تراصت المخطوطات الذهبية فوق بعضها ،وتم تعطيرها بعناية فائقة ،كانت المخطوطات تحوي كلمات ونقوش هيروغليفية ،لايمكن قرائتها ،أو حل رموزها ،قال الشناوى :لن نضيع الوقت في قرائتها ،ما يعنينا هو 20 مليون دولار ،وأرى أننا يجب أن نلعب على ذلك ،لقد تغيرت اللعبة ،بعدما أصبح الكارت الرابح بإيدينا ، قال أبو جوده: يجب أولاً أن نعرف قيمتها ،ثم نظر إلى جاد ..هل تستطيع أن تفعل شيئاً .غاب جاد في فضاء من الصمت ثم قال :أعرف فتاة يمكنها قراءة تلك المخطوطة .إنها مولعة بالتاريخ القديم ،كانت زميلتى في الجامعة قال شقيقه الجيار : من تقصد قال جاد : دليلة :وهنا بهت الجيار وصدم قائلاً" إنها فتاة خرساء ،قال جاد : أستطيع الحديث معها وهنا تعجب الرفاق ونظروا إلى بعضهم البعض مندهشين ،لكن جاد أزال ما يعتريهم من دهشة وغرابة عندما قال أقصد أستطيع الاتصال معها عن طريق لغة الإشارات..قال الإبراهيمي :حسناً ..ليس لدينا وقت..إحضرها هذا المساء)

    السابع


    في مساء يوم السبت ،قدمت إلى الوكر الفتاة الخرساء سمراء ،وكانت تعمل في زاوية لبيع المطبوعات من الكتب والمراجع القديمة التى يحتاجها طلاب الجامعات والباحثين عن شتى العلوم في مجالات الطب، والهندسة،والإقتصاد وغيرها من الكتب ، والتى يعود تاريخها إلى القرون الأولى للعصور السحيقة ،كانت سمراء فتاة رقيقة ،حرة، مهلهلة الشعر ،لها عينان خضراوتين ،تشعان بريقاً ولمعاناً تتسم بالجرأة والجدعنة التى عادة ماتطلق على الفتاة المصرية الأصيلة. تنحدر الفتاة من أسرة فقيرة وتعيش مع والدتها المقعدة "أم ربيع"في حارة السقايين وكانت والدتها عجوز خرساء كفيفة ،جاءت سمراء برفقة صديقها جاد الذي كان كثيراً ما يعرج عليهما بشاحنته أثناء بيعه البرتقال في سوق العصر ،تعلمت سمراء من والدها الحاج تميم الكثير من العلوم التى تتعلق باللغات والثقافات القديمة وورثت من والدها شغف الإطلاع والمعرفة والإبحار في علوم الحضارات القديمة ،ما إن وطئت قدميها أعشاش الوكر حتى رأها مدبولي وعتريس ،ومن خلفهم غريب الذي قال ساخراً بعدما مرت أمامهما :ماهذا القنديل الذي يشع بريقاً يصدر من فحمة الليل، ويقصد عيناها الساحرتين .جلست سمراء بجوار أبو جودة وشرعت في فحص المخطوطة، وما إن وقعت عيناها على المخطوطة حتى تهلل وجهها طرباً ،ثم أشارت إلى جاد بيديها فقال مستغرباً: إنها تقول أن والدها حدثها عن تلك المخطوطات منذ زمن بعيد ..ثم تابعت تفسير الحروف اللاتينية المكتوبة في صدر المخطوطات عن طريق لغة الإشارات ، إن كلماتها تتكون من حروف عدة مزيج مختلط من الثقافات الهيروغليفية والأشورية والبابلية القديمة ولغة آلهة الحرب القديمة،ثم أشارت إلى حروف معقودة ترمز إلى لغة السحر وتتحدث عن حقبة بابل وأعمال سفر الملوك ، ثم تناولت المخطوطة الثانية وأشارت إلى حدوث صراع قديم نشب بين الممالك القديمة ،لكن الأنوناكي الخمسون الذين هبطوا إلى الأرض إنحازوا إلى الشمال وقامت الكائنات العملاقة بهزيمة مملكة الجنوب ،ثم تناولت المخطوطة الثالثة وقبل رحيلهم أنشأوا مائة مدينة مطمورة في الصحراء تقع تحت الرمال مليئة بالكنوز والنفائس، وأسرار الحرب الأولى على الأرض ،وكذلك عودة الملوك إلى الأرض وسيعودون بعد أن يؤذن لهم طليت ملامح الفتاة بالخوف والرعب وارتجف جسدها ،. قال الجيار :مدن كاملة أقامتها حضارات قديمة وأقوام سكنوا الأرض قبل الأنسان ،وأسرار تحكى عن عوالم ذكية متقدمة تعيش بيننا . ، قال عتريس : من يملك الذهب يملك العالم .. فما أدراك بمائة مدينة مدفونة تحت الرمال ..مدن وأعمدة، وقلاع من الذهب. قال جاد: حقاً الذهب هو الأغلى قيمة على الأرض ،خلع أبو جوده نظارته وشرع في تلميع عدساتها وقال : الذهب هو فلز ثمين جداً وعدده الذري 79 في الجدول الدوري ،وأكبر كتلة من الذهب تم إكتشافها في إستراليا في نهاية القرن الثامن عشر ،لكن ماهو اللغز في حب العالم له وتخزينه وحراسته حتى صار المعدن الأوحد في العالم ،لكل قصة سبب وبداية ،كما هي الأحداث التى نعيشها الأن فما حدث في الماضي يتكرر في المستقبل ولكن بصور وألوان مغايرة .هناك إسطورة قديمة تحكى أن كائنات الأنوناكى كانوا يعانون من نقص عنصر الذهب في غلافهم الجوي لكوكبهم المسمى نيبيرو لذلك فكروا في البحث عن المعدن الذي يتخلف عن طريق الغبار الكونى ،وأثناء رحلة أحدهم إلى أبعاد سحيقه في الكون هبط إلى الكوكب الأزرق واكتشف كميات هائلة من الذهب شمال أفريقيا ،وتم تخصيص عمال للحفر والتنقيب عن الذهب ثم قام العمال بالإحتجاج ورفض أعمال السخرية والمطالبة بحقوقهم فقام الأنوناكى بالإستعانة بفرق من البشر ،تم إخضاعهم للقيام بتلك الأعمال الشاقة وتخزين الذهب من أجل إرساله إلى كوكبهم المريض ،ومازال البشر يخزن الذهب دون فائدة تٌذكر منه سوى التخزين ،وهناك من العناصر ما هو أفضل نفع منه مثل الحديد ،ثم طوى أبو جوده المخطوطات قائلاً: شكراً لك أيها المخطوطة ..شكراً لك سمراء ..كنت نعم العون ..الأن فلنخلد إلى النوم أمامنا عمل كبير غد ثم صاح : عتريس، وشناوي، ومدبولي ، الحراسة بأيديكم الليلة..لاتنسوا يارفاق


    .لم تنعم القاهرة بليلة هانئة منذ حادثة السطو الأخير،وصدى الحادث يؤرق مضاجع الجنرالات في العاصمة ،وسرعان ما دقت الطبول وأطلق النفير لاسترداد المخطوطات الذهبية .تم الإستعانة بأفضل العملاء السريين ،لمعرفة الجهات التى تقف خلف الحادث . حيث عكف العملاء على فحص المكان الذي تم فيه قطع القضبان، وفصل العربات ،وتتبع أثار الشاحنات الثلاثة ،والدراجتين البخاريتين ،ثم تحليل رائحة البارود المتفجر التى تنبعث من العربات المتفحمة، والرصاص المتناثر بين القضبان .حيث أكدت الشواهد الأولى أن الأسلحة المستخدمة في عملية السطو تعود للصناعة الألمانية ، ،ثم أسفرت التحقيقات الجارية وقتئذاً عن ضلوع كيانات تنتمى لأزرع المقاومة تُدعى عصابة الأربعين هي المسؤول الأول عن تخريب القطار وسرقة المخطوطات . تلقى الجنرالات في القاهرة سيلاً من التوبيخ والتقريع بعد سرقة المخطوطات وقامت لندن بتأنيب الجنرال ميجور أريكسون لتقاعسه عن حماية القطار مما جعل مرجل الغليان يتقد في عقول الجنرالات مما دفعهم لعقد إتفاق سري غير رسمي جرى بين زعماء المقاومة وجنرالات الجيش البريطانى ،تقضي نصوصه بالإفراج عن المعتقلين من أفراد المقاومة المحتجزين لدى المستعمر وكذلك إطلاق سراح المحكوم عليهم بالإعدام ،مع الإشارة إلى وجود نية لدى صانعى القرار في بريطانيا لمغادرة مصر في القريب العاجل ،مقابل مساعدة السلطات الحاكمة في القاهرة من القبض على عصابة الأربعين واسترداد ما سلبوه من حق الإمبراطورية العظمى في إستعادتة ممتلكاتها .
    هبت رياح الهدوء وسادت السكينة التى تسبق العاصفة وعمت الفرحة الأجواء المصرية بعد الإفراج عن المعتقلين، كانت سمراء تتردد كثيراً على الوكر وتقوم على خدمة الرجال ،وتطهو لهم الطعام، وتغسل ملابسهم وتقرأ لهم عن طريق لغة الأشارات ،وكثيراً ما كانت تحدث الجيار وأبو جوده عن أمنياتها في أن ترى الوطن ينعم بالحرية والإستقلال، وأنها تتمنى أن تذهب شهيدة فداء للوطن والأرض . وكثيراً ما كانت تحث الجيار على الحفاظ على المخطوطات كونها إرث قومي ليس من حق أحد الإنتفاع به سوى الوطن وأبنائه وتتمنى منه ألا يخضع للمغريات ويفرط في إرث الأجيال .
    بعد مرور شهرين من مُضي الحادث ،كان سعيد الحلوانى قابعاً في ورشتة ،وملابسه ملطخة بالزيوت والشحوم ،يتمدد أسفل الشاحنة ،ليصلح أعطاب الشاسيه والمحرك ،إذ فوجيء بشاحنة تتبع الجيش الإنجليزي ،يترجل منها بعض الجنود ويقومون بإلقاء شاب فوق بؤرة للمياة الأسنة، ثم تمضي الشاحنة في طريقها ،تجمع الأهالي حول الفتى ،كان ظهره ملتهب بالسياط التى حفرت أخاديد في ظهره ،حملوه بعيداً وحاولوا إسعافه ،لكن الأعياء نال من قوته ،فصار يتلوى من الألم كأنه في الرمق الأخير ،حتى فقد وعيه وبرد جسده ،هرع إليه سعيد الحلوانى لاسيما بعد صراخ النسوة اللاتى طلبن المساعده منه ،لكن سعيد قاس نبضه وفحص عينيه وتأكد أنه على قيد الحياة ،فكر سعيد ، كيف يمكن مساعدته ،فغاب بين الحشود ثم أتى برفقة أبو جوده وعتريس ، قام أبو جوده بفحصه ،وكتب روشته تحتوى على مراهم ، وشاش طبي ،ومضادات حيوية الخ... ثم احتملاه داخل الشاحنة وسارعا به إلى الوكر من أجل تضميد جراحه والعناية به حتى يسترد عافيته .

    كانت الفتاة سمراء تسهر على تمريضه وتعطيه الدواء في وقته ،وتقوم بإطعامه حتى يستعيد عافيته ،وتأثرت كثيراً بإصابته حتى شبت رياح العاطفة في قلبها ورقت روحها ثم رنت إليه بعين المحبة ،كان يدعى عمار شاب فلسطينى أزهري ،تم القبض عليه ،أثناء المظاهرات المطالبة بالحرية والإستقلال ،ومغادرة الإنجليز للإراضي المصرية ،تم جلده وتعذيبه ،وما سقط من رفاقه غُيب مطموراً تحت الأرض، كما حكى أمامهم بإسلوب درامي يستنزل به الدموع والصدوع ،مكث أياماً حتى التئمت جراحه ،وتوطدت علاقته بعصابة الأربعين ،وخاصة الفتاة سمراء ،وتمكن في فترة وجيزة من كسب ثقتهم ،واستمالة الفتاة إليه عبر الهدايا ،وإطلاق الدعابات ،وإثارة العاطفة الجياشة ،حتى خمش قلبها،بمخالب الحب فسقطت في بحر الهوى ، وظل يراودها عن نفسها حتى تهاوت قلاع الفضيلة وشربا سوياً من بحر الرزيلة خاصة بعدما علم بمعرفتها عن أسرار المخطوطة وأين تُخفى .ثم عرض على الفتاة الإقتران بها فكادت تطير فوق الأرض من شدة الفرحة ،وحلق فؤادها المترع بالنقاء ، فوق مروج السعادة .لكن عتريس لم يتجرع كؤوس الخديعة دفعة واحدة ، دون أن يرتشف أول دفقة بواسطة مجسات الفحص ومجهر الكشف إذا كان يحمل في قلبه مشاعر الريبة والقلق من الوافد الجديد ،ولم تفلح مساع مدبولي من تبديد الهواجس التى تنتابه ناحية الفتى ،وفي ليلة الزفاف دقت الطبول ورفرفت أعلام الفرحة فوق الشاطيء ،وتبادل الرجال وصلات الغناء والرقص،وحفلت الموائد بأطايب الأطعمة والفواكه،ثم شيع الرجال العروسان إلى مخدعهما ،حيث تبادلا العناق والقبلات وغاصا سوياً في نهر المتعة والسعادة


    إستيقظ عتريس مبكراً ،وساورته الشكوك حيال رفاقه الذين سقطوا في نفق النوم ،أنصت عتريس لدبيب صامت تهتز له حشائش النهر ،فرأى كتائب من الجنود المدججين بالأسلحة والعتاد قادمة بإتجاه الوكر ،حاول إيقاظ رفاقه دون فائدة ،علم أنهم سقطوا في المصيدة لا شك ،دنت الكتائب الإنجليزية من الوكر وتمركز بعضهم خلف الحشائش ومراكب الصيد وصوبوا أسلحتهم باتجاه الوكر ، وماكادت نيرانهم تُصلي ساحة الوكر حتى فوجئوا بوابل من الرصاص والقذائف ينهال عليهم ،خرج رجال المقاومة من الجحور وتراشق رصاصهم في الهواء والجدران ،فأتيحت الفرصة لعتريس لكى يُنقذ أصدقائه ، تفقد عتريس صندوق المخطوطات فوجد أن الحفرة قد نبشت ونزعت مغاليق الصندوق الخشبي ،وسرق ما في داخله .حمل عتريس رفاقه داخل أحد الشاحنات وقام رجال المقاومة بتغطية إنسحابهم ،حاول عتريس أن ينقذ عمار وسمراء ،لكنه صُعق عندما وجد سمراء مذبوحه ،ودموعها قد سالت على نحرها وهي تشكو غدر البشر ،غادر عتريس بوجه مكفهر يتلمظ بالغضب والوعيد ، وعندما استيقظ رفاقه داخل الشاحنة ،كانت رؤوسهم مثقلة من أثر الشراب فتسائلوا جميعاً أين نحن ..كانت الصدمة تخيم على وجه عتريس ،وهو يشير إلى جثة ممددة ،حيث صعقوا عندما شاهدوا وجه سمراء ملطخ بالدماء .قال عتريس بصوت شجي متقطع :لقد قتلها الغادر الخائن ،وسرق المخطوطات ،وأبلغ الإنجليز عنا .ثم أسند ظهره لحائط الشاحنة وأشعل سيجارة وغاب في سحابة من الحزن والألم .صعق جاد وانهمرت الدموع من مقلتيه ،وامسك بجسد سمراء وعانقها ،وصرخ حتى علا نحيبه .الشمس في طريقها للزوال ،والشفق الأحمر يكسو تيجان الأفق الغربي،كان الرفاق يشيعون جثمان دليلة ،ويذيلون قبرها بأيات الحزن والرثاء ،ومرجل الغليل ،يستعر تحت موقد الثأر والإنتقام ،وقف جاد أمام قبرها ،يرطب ثراها بدموع الذكريات ،يتذكر ضحكتها البريئة ،ويجلد روحه المستعرة بالغضب ،ونفسه التى فرطت في حمايتها ،فيسكب من قنينته بضع قطرات من الماء فوق قبرها ويقسم على الإنتقام لها
    التعديل الأخير تم بواسطة عبد الحميد عبد البصير أحمد; الساعة 26-01-2019, 15:21.
    الحمد لله كما ينبغي








  • منى المنفلوطي
    أديب وكاتب
    • 28-02-2009
    • 436

    #2
    هههههه, قصة هي أم طرفة؟
    التعديل الأخير تم بواسطة منى المنفلوطي; الساعة 01-10-2011, 17:37.

    تعليق

    • فوزي سليم بيترو
      مستشار أدبي
      • 03-06-2009
      • 10949

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة احمد فريد مشاهدة المشاركة
      أراد أن يسأل عن شيءٍ ما بعدما ابتلعته المدينة.
      صاح قائلاً:سيد دخان..سيد دخان...
      إنتفض الرجل غاضباً وقال بغلظة: هل تسخرمني ..ليس إسمي سيد دخان.
      الغريب: لو كنت تحمل سيفاً ..لكنت سيد سوبرمان
      :ولو كنت تحمل ذنباً.. لكنت سيد قرد..لكنك تحمل سيجارة
      إذاً فأنت سيد دخان.
      ماذا لو كان يحمل بيده ذيل فرس النهر ؟
      هل كان سيقول له " سيد قشطة " ؟
      تحياتي أخي أحمد فريد
      فوزي بيترو

      تعليق

      • عكاشة ابو حفصة
        أديب وكاتب
        • 19-11-2010
        • 2174

        #4
        [frame="7 98"]
        ... ليس سيد دخان بل عبد أو مدمن دخان . الحمد لله الذي عفى عنا من آفة التدخين . مضيعة للمال والصحة والوقت .
        [/frame]
        [frame="1 98"]
        *** حفصة الغالية أنت دائما في أعماق أعماق القلب, رغم الحرمان...فلا مكان للزيارة ما دمت متربعة على عرش القلب.
        ***
        [/frame]

        تعليق

        • عبد الحميد عبد البصير أحمد
          أديب وكاتب
          • 09-04-2011
          • 768

          #5
          الجزء الثامن


          الجزء الثامن
          مرت عصابة الأربعين بظروف سيئة ،جراء الحادث الأخير الذي ألم بها ،وبعد مرور أيام على مُضي الفاجعة ،التى تركت جرحاًعميقاً في كيان العصابة ،اجتمع زينهم زعيم المقاومة الشعبية بعصابة الأربعين ، وأبدى تعاطفه للمصاب الأليم الذي حل بهم ،لكن الجيار تسائل : السؤال الذي يدور بخلدى الأن ،كيف علموا بتلك المصيدة .ابتسم زينهم وكان سميناً أبيضاً ،مشرباً بحمرة، ذو لحية سوداء، كثة مخضبة بالحنة : لقد ظن المعربد أقصد الجنرال الأحمر المدعو "إيزاك" أننا قد إستسلمنا بسهولة ،وتركنا ساحة المقاومة ،والنضال ،وتخلينا عن مبادئنا ،من أجل أن ينعموا بقليل من التهدئة ،لكننا نتنسم عبير الحرية، كلما كان في أيدينا وسيلة للمقاومة والدفاع عن حقوق الوطن المسلوب، وطرد المستعمر الغاصب. ثم التفت إلى الجيار وقد غشيته إبتسامة ماكرة :يجب عليك أن تشكر صديقك القديم يا أخى ،وهنا بدت سحب الدهشة تغزو وجه الجيار المترع بعواصف الألم والحزن : تقصد لوجيانو !وهنا رنا الجيار وجه المغرب، وشاهد سحب الأفق الأحمر، وهى تجتر أردية الرحيل ،فغاب عقله في غلالة من الشرود وقال: إحتاج إلى أن أقابل لوجيانو في أمر هام ،وهنا رفع أبو جودة رأسة المطرقة ،وفهم مايعنيه الجيار فقال : ولم العجلة ياصديقي ..أليس الصبح بقريب .
          الصباح يهمس في أذن النهار، ويتمدد على استحياء ،وسوق الوايلي لتجارة الأسماك البحرية، تكتظ أول النهار بالباعة الجائلين ،وطاولات الثلج فوق الأعناق لا تنفك عن الذهاب والإياب، لنقل السمك من قوارب الصيد إلى الشاحنات ثم تفريغه في السوق الكبير .كان لوجيانو يطوف بين الباعة ،يحاول أن يشتت الأنظار، والعيون التى تراقبه، وماهى إلا ثوان معدودة، حتى غاص بين الحشود والفرق المتنازعة حول الأسماك ، وشرع يطوف بين المنافذ السمكية ،والباعة المقتعدين فوق الأرصفة .ثم اقترب من طاولة سمكية ،وشرع يستفسر من البائع عن أسعار السمك البوري، والبلطى، ...،وهنا رفع الصياد قبعته قائلاً: شكراً لمجيئك
          الصجفي :مرحباً عزيزي أدهم
          الجيار: لن أنسى لك مافعلته لنا
          الصحفي :صديقك القديم يرسل لك تحياته
          الجيار:أريد منه صنيعاً أخر
          الصحفي :أعلم ماتريد ..ثم نقضه ورقة نقدية :أريد واحد كيلو من البلطى ومثله من البورى ..الهدفُ الذي تبحث عنه ، عميل بريطانى مزدوج ، لص ينحدرُ من أصول عربية ..يُدعى عارم الكنعانى أو الديلمى، من غزة تحديداً ،لقد هرب إلى حيفا ،من أجل أن يساوم جهات إستخباراتية على بيع المخطوطات .الأمريكان يقترحون عروضاً قوية حتى الأن
          الجيار :سنذهب إلى غزة ..أريد منه صنيعاً أخير .. الكثيُر من المؤن والعتاد ..فقد يروق لنا المقام هناك .لابأس ياعزيزي ..فقد يطيب لي المقام معكم أيضاً، ثم نقضه الجنيهات المصرية ،وغادر لوجيانو سوق الأسماك .كانت القوات الإنجليزية تحكم قبضتها على المدن المصرية ،وتفرض حظر التجوال ليلاً
          . وفي الليلة الموعودة تحركت سبع شاحنات بقيادة عتريس ،وغريب ،والشناوى ،وجاد ،وأبو شعر،والإبراهيمى ،وأبة جوده ،يحملن قنينات من الخمور، كالفودكا،والمارتينى... داخل صناديق من الخشب ،منضودة فوق بعضها، ومحشوة بألياف من العشب الجاف، منعاً للإحتكاك والكسر ،وأسفل الزجاجات ،تتمدد قطع الأسلحة الألمانية التى أُعيد تركيبها فور الوصول كانت الحواجز ،والكمائن ، التى أقامها الجيش الإنجليزى بإمتداد الطريق وأثناء العبور إعترض قوات من الجيش الإنجليزي الشاحنات وقاموا بتفتيشها وفي أثناء ذلك كان عتريس يتحسس سلاحه الآلي للإنقضاض عليهم ،لكنه تراجع بعدما تمكن أبو جوده منخداعهم،فوجدوا صناديق الخمر وأدعى أبو شعر أنه تاجر يهودي في طريقه لنقل الحمولات إلى الحانات القريبة من المعسكرات الإنجليزية وتذرع بأنها مجاناً للجنود بسبب مساندة إنجلترا لليهود في حرب 1948 ثم منحهم صندوق من الخمر مجاناً ليسمحوا له بالعبور . غادرت الشاحنات في السلام .وفي مساء السبت بعد منتصف الليل ،إنطلقت ثلاث شاحنات أخرى،يحملن الرجال والمؤن داخل الصحراء المصرية ،قاصدين غزة حيث كانت الحدود غير مؤمنة، بسبب حروب 1948 وبعد مسيرة ليلتين في غبار الصحراء. وصلت الشاحنات، وعسكرت قبالة غزة ،وخيمت قرب المناطق المتنازع عليها بين العرب وإسرائيل ،حيث كان في إنتظارهما عدنان الشوكى ،وصهيب الفلسطينى ،عضوين بارزين في منظمة التحرير والدفاع عن الأراضى الفلسطينية .حيث قال عدنان :سمعنا بنبأ مقدمكما .لم نصدق ..لكن العالم مكان غريب .خمش الجيار لحيته برفق وقال : لديكم مطلوب لدينا .
          قال عدنان وقد ابتسم ساخراً :تقصد الديلمى
          الجيار : هو ذاك
          عدنان : مالذي سلبه منكم هذا الفأر ،وأنتم عصابة الأربعين ،أكثر التنظيمات شهرة في العالم ..الرجال الذين لم تصمد أمامهم الأمبراطورية العظمى .ورجال هتلر المرضي عنهم
          الجيار : لسنا رجال أحد ..إننا نعمل لأنفسنا ،ولسنا مرتزقة كما تظن
          عدنان : لا تغضب ياصديقي ..إننى أمزح ..حسناً ..إليكم الصفقة كما تجري العادة ..سنحضر ذلك الفأر ،ونسلمه لكم ، مقابل ثمن زهيد
          عدنان : نحن لانريد المال ياصديقي ..ثم جذبه من ذراعه وخرجا إلى الهواء الطلق ..لدينا حامية محاصرة في قلعة قريبة من وادى كيناروت ،نريد طريقاً من أجل إرسال الإمدادات والتعزيزات العسكرية
          وهنا فكر الجيار والتفت إلى رفاقه ثم قال : أي طريق تقصد
          عدنان :نريدكم طرفاً في المعركة ..تعلم جيداً أن غالبية الجيوش التى تحارب هنا ليس لها فائدة ..فالأسلحة التى بأيديهم تتميز بالحداثة والسرعة ،تحتاج إلى الخبرة والإحتراف ،الحرب باتت تميل كفتها إلى اليهود والحلفاء ..بسبب نقص الخبرة وقلة التدريب..

          الجيار :ليتك تكون أكثر وضوحاً
          عدنان :بمعنى أخر
          حصن آخيل هو الورقة الأخيرة في محصلة الجيوش العربية ..لديكم الخبرة والإحتراف على القتال الفردي والجماعي ،والتشكيلي ..نحتاج إليكم في تدريب عناصرنا وقيادة الهجوم القادم للدفاع عن حامية الحصن
          الجيار :أحتاج إلى الوقت .. ليس الأمر سهلاً ..لدى شركاء .
          ثم مضى الجيار وقد خيمت سحب الأحزن ،وتراكمت الأثقال فوق قلبه .. وكثُرت الهموم فوق رأسه المترع بالغصص والعلل ، ورغم معارضة بعض أفراد العصابة للأتفاق الوشيك بين المقاومة الفلسطينية والجيار إلا أن الغالبية منهم أبدوا موافقتهم مقابل القبض على الديلمى وإستعادة المخطوطات .

          تمكن أفراد المقاومة الفلسطينية من تتبع أثر عارم الديلمى ،واكتشاف مخبأة ،وتمت حياكة الشباك من أجل سقوطه في الفخاخ ،حيث تنكر أفراد المقاومة في شكل عملاء روس ،وتمت المقايضة على تسليم المخطوطات مقابل حفنة من الماس ، وتحركت فرق من عناصر المقاومة ،حيث تمكنوا من القبض عليه، واقتياده إلى جهة غير معلومة ،وأثناء التحقيق معه دخل أفراد عصابة الأربعين وعلى رأسهم الجيار، وأبو جودة، والإبراهيمى ،وجاد،وغريب ،وعتريس صعق الكنعانى لرؤيتهم ،وصرخ طلباً للعفو والنجاة ،لم يتمالك جاد نفسه وقفز فوقه وكال له الركل والضرب حتى نزفت الدماء من فيه ،وصرخ :أيها الوضيع .. يابن الساقطة ،ماذا فعلت لك الفتاة .. لقد كانت بريئة نقية ..لقد نزعت أرواحنا ، لن أتركك حتى أقتلع أحشائك العفنة .ثم رماه إلى الحائط ، فأمسك به عتريس، وقبض على رأسه، وخنقه بيديه قائلاً: لم أكن أحبك من البداية ..ثم قيده ووضعه في عربة جيب قائلاً :لديك فرصة ذهبية للفرار، ثم تناول صفائح البنزين، وسكبه فوق رأس الديلمى ،وألق بجواره خنجر ،ثم أشعل ،سيجارة قائلاً :العالم مكان غريب كالعادة ..عندما يعج باللقطاء أمثالك .ثم مضى في طريقه بعض خطوات .حاول الديلمى أن يزحف ويتناول الخنجر ،لتقطيع الحبال ،توقف عتريس، وتناول السيجار بين أصبعه ثم ركلها عالياً بأصبعه ،لتحلق في الفضاء وتسقط داخل السيارة ،وعندما شاهدها الديلمى صرخ :لا ..لا فاشتم البنزين رائحة اللهب وسرعان ما اشتعلت النار في جسد الكنعانى وصارت المركبة كومة من النار .حمل رجال المقاومة صندوق المخطوطات إلى الجيار وقال زينهم : لقد وفينا بأحد أطراف العقد المبروم بيننا ،والكرة الأن في ملعبكم .نظر أبو جودة إلى الجيار قائلاً :هذه المخطوطات ..يجب أن تعود إلى الديار المصرية ،وتُحفظ في مكان آمن بعيداً عن الخطر نظر الجيار إلى شقيقه جاد ..فشعر جاد أن شقيقه سيختاره من ضمن المغادرين فأغرورقت عينيه بالدموع وأجهش بالبكار وأصر على البقاء برفقتهم .لكن الجيار احتضن شقيقه وقبل رأسه .عليك أن تعود ..أنت الوحيد الذي يمكنه أن يقوم بتلك المهمة ..ثم دفعه قائلاً :هيا ..حمل الرجال صندوق المخطوطات إلى الشاحنة ،ومضيا يخترقان الحدود في طريق العودة .ثم صاح الإبراهيمي :لدينا عمل يجب علينا إنجازه ،ثم غادرا في طريقهم إلى حصن آخيل.
          كانت القوات الإسرائيلية المدعومة بالطائرات، تقوم بقصف حصن آخيل المنيع .ولكن إستبسال الحامية حال دون سقوطها ،فسارعت إسرائيل بتكثيف الغارات ،والقضاء على التعزيزات العسكرية ،التى حاولت الوصول إلى الحصن .وبعد نفاذ المؤن والعتاد ،أرسل قائد الحامية البكباشي فؤاد عزيز ،رسائل إنقاذ واستغاثة إلى كل الجيوش العربية لإمداد الحامية بكل ما تحتاجه للصمود في وجه العدو .لكن محاولات إمداد الحامية بالتعزيزات باءت بالفشل بعد أن كبدت القوات الإسرائيلية مدعومة بالعصابات الإجرامية الجيوش العربية خسائر فادحة في الجنود والعتاد ،وتمكن مرتزق من عصابة الهاجاناه من التسلل داخل الحصن وقتل البكباشي فؤاد عزيز أثناء قيلولته .
          حصن آخيل كان يقع في منطقة تتميز بالتضاريس الجغرافية الصعبة ،حيث القطع الصخرية الناتئة ،تغطي مساحة كبيرة منها ،مع إنتشار كثيف للأشجار والصخور ،عزز من مناعته وتحصينه ،عسكرت عصابة الأربعين قريباً منه وقام أفرادها بالتعبئة العسكرية ،وأعداد الخطط للتسلل إلى الحصن ،ومراقبة حجم الإنزال العسكري للعدو عن طريق البر والبحر .

          الجزء التاسع
          التعديل الأخير تم بواسطة عبد الحميد عبد البصير أحمد; الساعة 27-01-2019, 05:12.
          الحمد لله كما ينبغي








          تعليق

          • سليمى السرايري
            مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
            • 08-01-2010
            • 13572

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة احمد فريد مشاهدة المشاركة

            أراد أن يسأل عن شيءٍ ما بعدما ابتلعته المدينة.
            صاح قائلاً:
            - سيد دخان..سيد دخان...


            إنتفض الرجل غاضباً وقال بغلظة:
            - هل تسخرمني ..ليس إسمي سيد دخان.

            -الغريب: لو كنت تحمل سيفاً ..لكنت سيد سوبرمان
            ولو كنت تحمل ذنباً.. لكنت سيد قرد..لكنك تحمل سيجارة
            إذن ، أنت سيد دخان.
            المشاركة الأصلية بواسطة احمد فريد مشاهدة المشاركة
            كم من سيّد دخان ضرّ نفسه وتسبب في ضرر أفراد أسرته
            وهذه تجربة رأيتها في عائلة قريبة
            فسيّد دخان لا تفارقه سيجارته والزوجة أصبحت تستعمل من وقت لآخر أنبوب التنفس.
            الأطفال أيضا تضرروا كثيرا ومنهم مَن دخل المستشفى ، وسيّد دخان لم يتخلّص من آفته -
            لم يقدر سوى على الجلوس وحيدا في الحديقة بجانب نبتة وردة ماتت اختناقا.

            شكرا لك أستاذ أحمد على هذه القصة "الدرس",

            تحياتي
            التعديل الأخير تم بواسطة سليمى السرايري; الساعة 02-10-2011, 16:20.
            لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

            تعليق

            • عبد الحميد عبد البصير أحمد
              أديب وكاتب
              • 09-04-2011
              • 768

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة فوزي سليم بيترو مشاهدة المشاركة
              ماذا لو كان يحمل بيده ذيل فرس النهر ؟
              هل كان سيقول له " سيد قشطة " ؟
              تحياتي أخي أحمد فريد
              فوزي بيترو

              أكيد د. فوزي في كل مظاهر الحياة ... سنجد سيد...

              محبتي لك وتقديري د.فوزي
              الحمد لله كما ينبغي








              تعليق

              • نجلاء مسكين
                أديب وكاتب
                • 27-09-2011
                • 56

                #8
                وجدت سيجارته هنا رمز لرتابة الزمن و احتراق الثواني في ضياع اللحظات الغريبة
                تحترق بين شفتيه كما الكلمة حين تبقى حبيسة الشفتين..يترجمها الصمت دخانا ..يملأ الفراغ نبضه فيحترق ببطء

                هل كل من يحمل سيفا سبرمااااانا؟؟ و هل كل من يحمل ذنبا قردااااااا؟؟
                و هل من يحمل سيجارة سيد دخان؟؟
                هو الإنسان سيدي قصير النظر يتبنى الشكل الخارجي بوصلة حكم على الآخر ..يجهل عمق الأشياء ..و يغفل أن الآخر قد ينفجر دخانا دون إحراق سيجارته الملعونة...

                قرأت قصتك استفزت فضولي..حاولت مداعبة غموضها فتجلت أمامي قراءات عديدة..

                اعذر هذيان حرفي و قراءتي الخاطئة

                تحياتي


                [frame="10 98"]أحيانا نبلسم الجرح بتنهيدة حرى لها صدى أقتم من عمق الحقيقة..نتوهم طعم الشهد في تجرع الهزيمة..و نستمر في تفاهة الحياة.[/frame]

                تعليق

                • عبد الحميد عبد البصير أحمد
                  أديب وكاتب
                  • 09-04-2011
                  • 768

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة عكاشة ابو حفصة مشاهدة المشاركة
                  [frame="7 98"]
                  ... ليس سيد دخان بل عبد أو مدمن دخان . الحمد لله الذي عفى عنا من آفة التدخين . مضيعة للمال والصحة والوقت .
                  [/frame]

                  آفة التدخين ..وما أدراك ما التدخين

                  قراءة جيدة أستاذ عكاشة

                  تحية الورد لحضرتك
                  الحمد لله كما ينبغي








                  تعليق

                  • عبد الحميد عبد البصير أحمد
                    أديب وكاتب
                    • 09-04-2011
                    • 768

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة سليمى السرايري مشاهدة المشاركة

                    كم من سيّد دخان ضرّ نفسه وتسبب في ضرر أفراد أسرته
                    وهذه تجربة رأيتها في عائلة قريبة
                    فسيّد دخان لا تفارقه سيجارته والزوجة أصبحت تستعمل من وقت لآخر أنبوب التنفس.
                    الأطفال أيضا تضرروا كثيرا ومنهم مَن دخل المستشفى ، وسيّد دخان لم يتخلّص من آفته -
                    لم يقدر سوى على الجلوس وحيدا في الحديقة بجانب نبتة وردة ماتت اختناقا.

                    شكرا لك أستاذ أحمد على هذه القصة "الدرس",

                    تحياتي

                    شكراً لتواجد حضرتك أ. سليمى

                    خالص تقديري لحضرتك
                    الحمد لله كما ينبغي








                    تعليق

                    • عبد الحميد عبد البصير أحمد
                      أديب وكاتب
                      • 09-04-2011
                      • 768

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة نجلاء مسكين مشاهدة المشاركة
                      وجدت سيجارته هنا رمز لرتابة الزمن و احتراق الثواني في ضياع اللحظات الغريبة
                      تحترق بين شفتيه كما الكلمة حين تبقى حبيسة الشفتين..يترجمها الصمت دخانا ..يملأ الفراغ نبضه فيحترق ببطء

                      هل كل من يحمل سيفا سبرمااااانا؟؟ و هل كل من يحمل ذنبا قردااااااا؟؟
                      و هل من يحمل سيجارة سيد دخان؟؟
                      هو الإنسان سيدي قصير النظر يتبنى الشكل الخارجي بوصلة حكم على الآخر ..يجهل عمق الأشياء ..و يغفل أن الآخر قد ينفجر دخانا دون إحراق سيجارته الملعونة...

                      قرأت قصتك استفزت فضولي..حاولت مداعبة غموضها فتجلت أمامي قراءات عديدة..

                      اعذر هذيان حرفي و قراءتي الخاطئة

                      تحياتي



                      بالها من قراءة أستاذتنا نجلاء ..هايل بجد

                      هناك قراءات كثيرة قصدتها ..سيد ناقد..سيد أديب..سيد رئيس..وزير...

                      شكراً لتواجد حضرتك المثمر
                      الحمد لله كما ينبغي








                      تعليق

                      • عائده محمد نادر
                        عضو الملتقى
                        • 18-10-2008
                        • 12843

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة احمد فريد مشاهدة المشاركة
                        أراد أن يسأل عن شيءٍ ما بعدما ابتلعته المدينة.
                        صاح قائلاً:سيد دخان..سيد دخان...
                        إنتفض الرجل غاضباً وقال بغلظة: هل تسخرمني ..ليس إسمي سيد دخان.
                        الغريب: لو كنت تحمل سيفاً ..لكنت سيد سوبرمان
                        :ولو كنت تحمل ذنباً.. لكنت سيد قرد..لكنك تحمل سيجارة
                        إذاً فأنت سيد دخان.
                        إذن أنت سيد دخان وضحكت من كل قلبي
                        رائعة أحمد
                        لك كل حس الدعابة هذا وتخبئه عنا
                        نص جميل وذكي وسريع البديهية يستحق النجوم
                        يستحق المحبة لطرافته
                        محبتي والورد

                        لو جلس قربك

                        http://almolltaqa.com/vb/showthread....-%DE%D1%C8%DF-!
                        الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                        تعليق

                        يعمل...
                        X