قراءة مبسطة لقصة " الدرويش " للكاتب محمد ابراهيم سلطان :

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الدكتور نجم السراجي
    عضو الملتقى
    • 30-01-2010
    • 158

    قراءة مبسطة لقصة " الدرويش " للكاتب محمد ابراهيم سلطان :

    الدرويش

    قبل وصولها .. كانت تتغنى ضفتاه بشتائلِ الآجور الأحمر و الأبيض , و وجهه الرائق كلوحٍ زجاجي مصقولٍ ـ لا يشوبه أي عكارٍ ـ و اخضرارٍ قاتمٍ يملأ أوراق البلوط و العنب و التين .. تلك الأيك الملتفة تعانقت و تشابكت من أعلى , تبدو من بعيدٍ كسقفٍ أخضر معلقٍ في السماء , على سطحه تبايضت الطيور و توالدت الحيوانات الغريبة , تحت هذا السقف كنا نجد حلاوة في صيد الحمائم و شواء السمان , و قبلما تترمد أكوام النار التى أيقظناها بجذل الأشجار , كنا نغلي ماءه الممزوج بخليط الأعشاب النابتة على سفحه الممتد كحاجبٍ مذججٍ في وجه أنثى مثخنة القوام , ثم نحتسيه , فيمنحنا القدرة على التسلق .. نقطف الثمار و الأفراخ من أوكارها في غياب الأمهات .

    لكن جاءت للمرة الأولى كالتمساح , تزحف بكرشها الأبجر و جناحين عريضين ـ بلا ريش ـ .. تشق النهر و تخرط الألواح المصقولة , فتنكسر و تتشظى .. تتعكر وجوهنا و نكتسى بطميٍ أشد سمرةً من ملامحنا .. تتهشم الجباه و تتشوه .. تأخذنا الموجات .. نذوب .. نذوب , ثم نختفى تماماً , فنهرع من هذا التنين عندما يصرخ في مرقده , و نتطاير كعصافير الجنة , فتتأبطنا الأمهات المشدوهات و نتعلق برقابهن كالتمائم السمراء .
    لم نكن نعرف لها اسماً .. أبلغونا أنها تأكل الفحم و تطحنه بكرشها السمين .. تطرده عبر زلومة مخروطية تتصاعد منها أبخرةٌ و دخانٌ كثيفٌ يملأ السماء , يستقر في النهاية فوق الأسقف الخضراء ؛ فسميناها " مركب الدخان " .
    آبيب كان يحرمنا متعة الترحال مع الآباء .. كانت الأمهات تخاف علينا من قيظ البادية و عناء السفر .. تحبسنا في الخيام حتى ينتهي الرجال من تسّريج البغال و الخيول .. يشدونها بالخرُجِ في الليل و تنطلق كالريح تعفر الصحراء المقمرة , ثم يطلقن سراحنا فنبكي .. نثور على الأوتاد نقلعها .. ندكها بأقدامنا , فيجبرن خاطرنا بصحون " الحلقوم " المطبوخ في البارحة , لكن كنا نتضجر من قولهن : " أتحتملون حر آبيب ؟! و الله البغال لا تحتمل " ... فننام و نتكور في حجورهن بأقدامنا المغبرة و خدودٍ لازالت مبللة بماءٍ مالح .. نحلم بعودة الرجال , و أثواب المدينة .. يحكون لنا عن هؤلاء الحضر .. كيف يلبسون و كيف يأكلون .. فأشتاق لرؤيتهم و و أراهم أجساداً تشع بومضٍ خاطفٍ و أطيافا غير ما نرى فى أرض القبائل .. خذنى معك يا أبي خذني معك .. تنفلت شهقة بين حلم و آخر .. نبتسم .. نفرح بتمرِ بغداد .. نأخذه و نرمح إلى الساحة , نقتسمه مع أبناء القبيلة .
    أيقظتنا مركب الدخان ؛ معلنة عن أولى رحلاتها النهرية إلى بغداد .. فرحنا و طارت بنا الدنيا .. عم الخبر أرجاء القبيلة .. بل امتد للقبائل المجاورة , و صارت البصرة كلها تتحدث عن تلك الجنّية التى ستقلنا إلى بغداد و تجلب لنا أثوابا و سراويل الحضر ..
    لم تكن فرحة العجائز و الشيوخ أقل منّا ؛ فمنذ أن شاخت العظام و تدغدغت فقرات الظهر من قسوة البغال ؛ انقطعت زيارتهم إلى أضرحة الأئمة و الصالحين .. تجمعنا كيوم عيد مبتهجين , نساءً و عجائز .. شيوخاً و أطفالاً .. الرجال أهملوا بغالهم .. عقلوها .. تركوها تقضم الحب و تلوك خضار الأرضِ .
    كانت مركب الدخان تُستدعى بثقلٍ من ذاكرة الشيوخ و العجائز , فكانوا ينطقونها " الدخانية " , فصار الكل يردد (( الدخانية .. الدخانية )) .. إلى أن لاحظ الأمر أحد الأتراك العاملين على متنها فأخبرنا أن اسمها " الباخرة " .. لكن أصرت فضة العجوز على الدخانية , حاول التركي إقناعها فنهرته و أشاحت بعصا تتوكأ عليها و توعّدته إن لم يكف ستفتت هذا العكاز على رأسه و ترميه في النهر يأكله السمك , فانسحب الرجل بسرعة و نزل في بهو المركب و هو يردد مقطب الجبين : دخانية .. دخانية ! .
    انسابت المركب كريشة على سطح الماء .. خلفت و راءها السقف الأخضر معلقاً في الهواء .. و كلما ابتعدت يضمر و يتلاشى شيئاً فشيئاً حتى تساوى بسفح النهر و أصبحا حاجباً واحداً لنفس الأنثى .
    كانت الأكواخ و العشائر الساكنة على ضفتيه تتحرك .. ببطءٍ !.. حتى النخل و التلال .. كل السواكن تحركت بين البصرة و بغداد .
    انقضى النهار و الليل في النهر , و في صبيحة اليوم التالي جاءنا التركي يزف إلينا البشرى ؛ وصلنا بغداد .
    نزلنا المدينة .. قلبي يخفق , ألفُ بناظري هنا و هناك بحثاً عنهم .. و كانت تلك هى المرة الأولى أرى سكان الحضر .. هم نفس الفصيلة .. الدم واحد .. الضحك واحد .. لهم أنوف و آذانٍ مثلنا .. يأكلون كما نأكل .. ويشربون من ذات النهر .. يمشون بنفس الخطوة .. خدودهم و جباههم قمحيةً عريضة .. تتخطط سواعدهم بأوردةٍ وعروقٍ خضراء مثلنا تماماً .. يغضبون كما يغضب أبي و يفرحون كما تفرح فضة .. صغارهم تبكي كما أبكي .. و ينزّ من أحداقهم ماءًٌ مالحٌ مثل دمعي .. يأكلون حلقوماً كالذي تصنعه أمي كل ليلةٍ .. لكن شيئاً واحداً كان مختلفاً عنّا ؛ شوارعهم تعجُ بالغرباء .. !!
    تكتفني أبي و سار بنا إلى السوق , اشترى لنا حمصاً و حلوى بغدادية مخلوطة بالسمسم .. اندهشتُ !! .. نظرت إلى أبي .. قلت له و أنا أتقافز :
    ـ أبي سمسم ! إنه السمسم الذى نزرعه !
    فضحك و قال :
    ـ كل البلاد تزرع السمسم ..
    ثم جاء رجلٌ غريبٌ مغللا من كل الإتجاهات بالأواني و الأربطة .. يحمل قدراً نحاسياً على بطنه .. منح كل واحدٍ منّا كأساً بها مشروباً سكري المذاق لونه أحمر .. أبلغني أبي بعد ما أعطاه ليرة عثمانية أنه الشرباتلي .. انصرفنا و ذهبنا مع فضة لزيارة الصالحين .. سحبتني في ذيلها و أدخلتني معها غرفة شبه مظلمة .. تفوح أركانها بروائحٍ معتقةٍ نفّاذةٍ لازالت في أنفي .. هسّهسَت لي بسبابتها ؛ تحثني على الصمت .. أناس كثيرون لا يتحدثون .. يبكون فقط .. يتعلقون بضلفاتٍ مربعةٍ مكسيةٍ بالقماش الأخضر اللامع من كل اتجاه .. اقتربنا منهم .. ارتعشتُ .. تعلقت فضة مثلهم و راحت تتمسح بالضلفاتِ و الأعمدةِ .. بكت .. كانت تذكر الله و أسماءً أخرى في خشوع .. استحضرتني رغبةً في البكاء .. فعلتُ .. أجهشتُ .. ازداد نحيبي .. صرخت .. لا أحد يسمعني .. لا أحد يراني .. اكتظ المكان بالنسوة .. غرقت في سوادهن .. لمحني شيخٌ كان يجلس في المدخل , فأمر فضة أن تُخرجني و ترحل , ففعلت و جلسنا بالخارج ننتظر أبي حتي فرغ من صلاته .. اصطحبنا و رجعنا إلى الدخانية محملين بالأقمشة و التمور و الأطعمة الشهيّة .
    كانت أجرة الراكب ليرة و نصف .. دفعها أبي و انتظرنا حتى تحركت المركب عائدةً إلى البصرة .
    لم نشبع من الرحلة و في كل موسمٍ كنا نلتف حول فضة كالشياطين نوسوس لها حتى تثور الفكرة في رأسها بسهولة , فلا يستطيع أبي أن يعصي لها أمراً . مرت ثلاثة مواسم من عمر الدخانية و لازالت بصحة جيدة تأكل الفحم و تطرده دخاناً .. لكن ماتت فضة بعد الرحلة الأخيرة , فأخرجت أمي رداءً أبيضَ كانت العجوز قد اشترته في الرحلة الأولى و خبأته عند أمي و أوصتها ألا تخرجه حتى يتوفاها الله ..
    ماتت فضة .. ضاقت الدنيا و اتسعت .. شب عودي .. لكن علمتني كيف أناجي الأولياء و أنتحب , و كيف أزور الصالحين , فبدأتُ بزيارتها .. وسرّجت أحد البغال ثم انطلقتُ إلى بغداد غير عابئ ببرد آذار .. نزلت السوق اشتريتُ قفطاناً و عمامةً و جبّةً خضراء ثم أطلقت لحيتي و رحتُ أجوب المقامات و أكنسُ الأضرحة و عند عودتي أكون حريصاً على موازاة النهر .. أدنو بدابتي من الدخانية و أرمي الصغار بالتمور و الورود البيضاء ..

    انتهت

    قراءة مبسطة لقصة " الدرويش " للكاتب محمد ابراهيم سلطان :

    الوقوف على مثل هكذا نص يتطلب حذرا ودقة في الوصف والتعبير لأنه يتعامل وبشكل مباشر
    مع التحليل النفسي للإنسان كشخص ومخاطبة عوالمه ودواخله والتحليل النفسي للمجتمع ككتلة تتضمن حالة الطبقية في ذلك المجتمع من خلال تقسيمه إلى طبقة معدمة وطبقة متوسطة وطبقة ارستقراطية نافذة بشكل عام ، ولرسم تلك الصورة التي شكلها الكاتب هنا من خلال هذا النص الراقي يجب العودة إلى معاناة هذا الكاتب أي بكلام آخر أكثر دقة الدخول إلى عوالم لا وعيه التي خلقت تلك الصورة من تلك المعاناة وخزنتها باعتبار أن منطقة اللاوعي الإنساني هي مستودع الأحداث القديمة والحديثة كخطوة أولى تتبعها عملية سحب تلك الصورة إلى الواقع على شكل قصة أو رواية أو قصيدة أو أي جنس أدبي آخر، يقوم الكاتب لتحقيق هذا بالانتقال إلى حالة نصف الوعي كحالة اقرب إلى الغيبوبة تكتمل فيها عوالم الخيال ليخرجها في عالم وعيه إلى واقع ، ولكي نستطيع التقييم بشكل ينسجم وإشكاليات النص علينا أولا أن ندخل إلى منطقة لا وعي الكاتب وعوالم خياله ونقلها إلى وعينا نحن لصياغتها بشكل آخر يمكن التعبير عنه وتصويره والتعمق في خباياه .
    عاش الكاتب تلك الأحداث من خلال تفاعله مع النقل المجرد المتوارث لها فصاغ منها هذا النص بشكله الفني الحاضر بعد أن انتزع تلك الأحداث والرؤى والانفعالات من أحاسيسه لينقلها برشاقة الكاتب العارف بصنعته إلى المتلقي لان النص المتميز المؤثر هو الذي يتمتع بخواص معينة وأبعاد خاصة وقدرة على التأثير في عمق المتلقي الذي يتفاعل مع تلك المؤثرات فتؤثر فيه سلبا أو إيجابا طبقا لمزاجه ورؤيته وطبيعة أحاسيسه ووضعه الاجتماعي والنفسي والعقائدي فالجوانب الإنسانية تأتي استجابة للجوانب الفنية كما حدث مع هذا النص والمتلقي حين حلق مع أحداثه وانفعل معها وأثرت به فاستجاب لبعضها ورفض بعضا منها أ و اتخذ الحياد في بعض الأماكن لان المتلقي هنا تعامل مع نص رصين متراص مملوء بالألوان والمنحنيات والإيحاءات والعمق والانسيابية واللغة الرصينة المتماسكة التي جذبت المتلقي وسحرته
    هذا ما يخص الجانب الفني من النص أما لو أخضعنا النص لعوامل التجريد بعيدا عن الرمز والتأويل وبقية المفاصل التقنية للفن القصصي وتعاملنا معه كنص تاريخي يقودنا إلى مفهوم " التدوين " من خلال مشهد متكامل الأبعاد والصورة لوجدنا :
    1 ـ تدوين الأسماء وما لهذا من أهمية في معرفة هوية صاحب الاسم وقوميته ودينه وطائفته وانحداره الطبقي والجغرافي في اغلب الأحيان
    2 ـ الزمكان | الزمان والمكان ـ وأهميتهما تأتي من أهمية الأحداث في ذلك المكان وذلك الزمان وواجب الأديب هنا هو توثيق تلك الأحداث من خلال صنعته الفنية والأدبية كي تبقى في ذمة التاريخ لينتج عن ذلك الجهد الملموس جنس أدبي قائم بذاته يتوازى وأهميته ألا وهو " أدب المكان " وهو ذاكرة الأجيال تفصِّل طبيعة الحياة والمعاناة والعادات والتقاليد والمراسم الدينية والاجتماعية وتخط كل ما يخص تراث تلك المدينة او ذلك المكان في تلك الفترة من الزمان كما هو الحال في هذا النص الذي أعادنا إلى فترة الاحتلال العثماني والتخلف وطاعون بغداد والعدم في القرى والأرياف وأهوار سومر والصحراء والجبال في الشمال
    3 ـ تعرض النص هنا إلى الجانب ألاثني العرقي والجانب العقائدي متمثلا بزيارة الأولياء الصالحين والدروشة وما يعانيه إنسان ذلك الزمان من مخاطر وموت من اجل الوصول الى المدينة ومن اجل تلك العقائد
    4 ـ التفاوت الطبقي

    رسم الكاتب هنا واقعا اجتماعيا مريرا ووثق برشاقة حياة الفقر والبؤس وما يلحقهما من تخلف ووعي ناقص تحدده عناصر التفاوتالاجتماعي والطبقية فكان التفاوت بين الفقر الفاحش والغنى الفاحش
    بوصف المكان وأسلوب الحياة ونمطها والتفاوت القائم بين المدينة والريف في البنى التحتية ونمطية التفكير والطموح الغير منتهي لابن المدينة وبساطة وسذاجة الحلم عند ابن القرية :
    (( .. فننام و نتكور في حجورهن بأقدامنا المغبرة و خدودٍ لازالت مبللة بماءٍ مالح .. نحلم بعودة الرجال , و أثواب المدينة .. يحكون لنا عن هؤلاء الحضر .. كيف يلبسون و كيف يأكلون .. فأشتاق لرؤيتهم و و أراهم أجساداً تشع بومضٍ خاطفٍ و أطيافا غير ما نرى فى أرض القبائل .. خذنى معك يا أبي خذني معك .. تنفلت شهقة بين حلم و آخر .. نبتسم .. نفرح بتمرِ بغداد .. نأخذه و نرمح إلى الساحة , نقتسمه مع أبناء القبيلة . ))
    قد ابدع الكاتب سلطان في وصف السفينة ودهشتهم لرؤية الباخرة وتسميتها بشكل يتناسب ودهشة الجمهور المراقب وهذه لفتة فنية تتسم بالرقي لانه لو وصفها بوصفها العادي المعهود وكما نراها نحن فانه سوف يفقد مصداقية الوصف ومصداقية الحدث والدهشة في تلك اللحظات :
    (( لكن جاءت للمرة الأولى كالتمساح , تزحف بكرشها الأبجر و جناحين عريضين ـ بلا ريش ـ .. تشق النهر و تخرط الألواح المصقولة , فتنكسر و تتشظى .. تتعكر وجوهنا و نكتسى بطميٍ أشد سمرةً من ملامحنا .. تتهشم الجباه و تتشوه .. تأخذنا الموجات .. نذوب .. نذوب , ثم نختفى تماماً , فنهرع من هذا التنين عندما يصرخ في مرقده , و نتطاير كعصافير الجنة , فتتأبطنا الأمهات المشدوهات و نتعلق برقابهن كالتمائم السمراء .
    لم نكن نعرف لها اسماً .. أبلغونا أنها تأكل الفحم و تطحنه بكرشها السمين .. تطرده عبر زلومة مخروطية تتصاعد منها أبخرةٌ و دخانٌ كثيفٌ يملأ السماء , يستقر في النهاية فوق الأسقف الخضراء ؛ فسميناها " مركب الدخان " . ))

    أمر يقابله رخاء العيش في المدينة وتنوعه وتنوع الناس فيه ( ووصف الغرباء الذي يحتاج إلى وقفة خاصة كإيحاء فني للكثير من التأويلات )
    عبر الكاتبة بذكاء عن الرغبات و حالة التمني عند الراوي التي هي انعكاس لرغبات أهل القرية بزيارة بغداد المدينة ( العاصمة ) أو زيارة الأولياء والحصول على نوعية خاصة من الحلوى التي تتميز بها العواصم وأراد أن يقول بأنها لا تعني مجرد زيارة يقضيها ويعود بعد أيام كأي سائح بل كانت رحلة استكشافية لعقل الإنسان القروي المحروم من ملاذ الحياة وتطلعاته بان يعيش كما يعيش بقية المواطنين بشكل عام وهو ما حققه لذاته الراوي وترجمه بالدروشة كمطلب شرعي في حق التساوي في الحقوق والواجبات لان ابن القرية لا يقل إنسانية ولا حجما ولا قدرا من ابن المدينة وهي التفاتة يقدر عليها صاحب النص لما تحمل مع معان إنسانية وقيم أخلاقية راقية .

    بعض الملاحظات والأخطاء :
    ـ الآجور :الصحيح : الأُجُورُ أو الآجُر بتخفيف الراء أو تشديدها
    ـ لا يشوبه أي عكارٍ : عكار هنا لا تعطي المعنى الصحيح لان المراد هو وجه لا تشوبه شائبة ومعنى العَكَّار هو : في الحرب عطّاف كرّار،
    ـ تبايضت الطيور : تبايضت غير موفقة هنا ويستحسن ألقت الطيور بيضها .
    ـ تترمد أكوام النار :تترمد الأصل من رمد العين وهذا يخالف المقصود بها هنا ـ قبلما تبرد النار وتتحول إلى رماد ـ ويستحسن تبديلها ب : و حين خَبَتِ النارُ أيقظناها بجذل الأشجار : أَي حين سكن لهبها، هنا نرى الانسيابية والتناغم بين الفعل وردة الفعل فالفعل خبت اخبرنا بسكون لهيب النار والجواب لهذا الخبر او ردة الفعل جاءت متناغمة مع الصيغة الخبرية في شكلها ومضمونها وانسيابيتها وهذا ما لا أراه في الصيغة الواردة في النص)( و قبلما تترمد أكوام النار التى أيقظناها بجذل الأشجار))
    (( كنا نغلي ماءه الممزوج بخليط الأعشاب النابتة على سفحه الممتد كحاجبٍ مذججٍ في وجه أنثى مثخنة القوام ))
    لاقف قليلا عند هذه الصورة الفنية الرائعة وهذا التشبيه الرائع الذي يبدو بسيطا لكنه يحتاج إلى خيال خصب وانفتاح أفق ليعطي صورة جمالية كهذه...
    ـ تصحيح خطأ كتابي كحاجبٍ مذججٍ : الصحيح مدجج ـ بمعنى مسلح وحذارِ حين يصبح الرمش سهما والحاجب قوسا !
    ـ فأخرجت أمي رداءً أبيضَ كانت العجوز والصحيح : فأخرجت أمي رداءً أبيضاً كانت العجوز
    والقول الأول والأخير لأهل اللغةوالاختصاص.
    تحيتي لك ولدي الغالي محمد إبراهيم سلطان ولأسلوبك الشيق . سيكون لك اسم وضاح في عالم الأدب إن شاء الله تعالى .
    الدكتور نجم السراجي
    مدير مجلة ضفاف الدجلتين
    [URL="http://www.magazine10.net"]www.magazine10.net[/URL]

    [BIMG]http://i54.tinypic.com/b5m7vr.jpg[/BIMG]
  • mmogy
    كاتب
    • 16-05-2007
    • 11282

    #2
    مرحبا أستاذنا القدير دكتور نجم السراجي على هذه الدراسة النقدية لنص الأستاذ ابراهيم سلطان ونتمنى أن يستفيد منها جميع الأدباء ، كما أتمنى أن تكون بداية للتعاون معنــا هنــا في قسم اعرض نصك للنقد لإحداث حراك نقدي مطلوب للرقي والنهوض بالأدب .تحياتي لك وسعيد جدا بهذا الإبداع .
    إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
    يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
    عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
    وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
    وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

    تعليق

    • مختار عوض
      شاعر وقاص
      • 12-05-2010
      • 2175

      #3
      أعرف أنني لن أضيف كثيرًا إذا قلت: "سلم القلمان"
      ولكنني لم أستطع التزام الصمت أمام كل هذا الجمال..
      بوركتما أيها القديران..
      تقدير يليق.


      تعليق

      • عائده محمد نادر
        عضو الملتقى
        • 18-10-2008
        • 12843

        #4
        ياااااااااااااه الزميل السراجي
        وأخيرا عدت
        ومعك زهور الغاردينيا والسلطاني قد فاحت
        فيا أمير الشمس أشرق
        بدا لي نص السلطان أكثر جمالية وأنت تفك عنه بين السطور
        والنص فعلا يستحق
        أحببت هذا العمل الفني لأن فيه جملا مجازية التعبير إن صح لي التعبير عنها بهذا ولابأس أعود فقد انقطعت الكهرباء
        ودي ومحبتي نص لكم
        عاشين
        http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?26792-عاشقين-عائده-محمد-نادر
        الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

        تعليق

        • شيماءعبدالله
          أديب وكاتب
          • 06-08-2010
          • 7583

          #5
          مرحبا بأستاذنا القدير د.نجم السراجي
          قراءة رائعة ومشوقة لنص مميز وقد أثريته بهذه الدراسة العميقة المستفيضة لنقتبس منكم العلم والمعرفة
          وما عساي أن أضيف سوى ألتزام الصمت بعين الإعجاب وأكون منصتة لكل حرف وتوجية بعناية فائقة من نبعكم الصافي في الدراسات النقدية الراقية
          سلسبيل شكر على هذا الجهد المضني
          وعسى أن نلقى المزيد من هذه الروائع من حفاوتكم وروعة حضوركم الموسر
          بورك العطاء ودام الإبداع
          مع فائق التحية والتقدير



          تعليق

          • نورة الحوتي
            أديب وكاتب
            • 07-05-2011
            • 9

            #6

            * الدرويش نص قصصي راق وممتع .

            شكري الجزيل وتقديري الكبير للحصيف الأديب محمد ابراهيم سلطان

            تعليق

            • الدكتور نجم السراجي
              عضو الملتقى
              • 30-01-2010
              • 158

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة محمد شعبان الموجي مشاهدة المشاركة
              مرحبا أستاذنا القدير دكتور نجم السراجي على هذه الدراسة النقدية لنص الأستاذ ابراهيم سلطان ونتمنى أن يستفيد منها جميع الأدباء ، كما أتمنى أن تكون بداية للتعاون معنــا هنــا في قسم اعرض نصك للنقد لإحداث حراك نقدي مطلوب للرقي والنهوض بالأدب .تحياتي لك وسعيد جدا بهذا الإبداع .
              الأخ الفاضل الأستاذ محمد شعبان الموجي
              تحية الإخاء والشكر الموصول لكم ولأسرة الملتقى ويشرفني أن تكون أول المصافحين لهذه القراءة وأتشرف أن أكون في خدمة هذا الصرح الثقافي الراقي بما يسمح به الوقت وبما يقتضيه واجبي الأدبي وهو واجب عيني من أجل ثقافة رصينة وأدب متميز في الساحة الأدبية العربية
              شكر يتجدد
              الدكتور نجم السراجي
              الدكتور نجم السراجي
              مدير مجلة ضفاف الدجلتين
              [URL="http://www.magazine10.net"]www.magazine10.net[/URL]

              [BIMG]http://i54.tinypic.com/b5m7vr.jpg[/BIMG]

              تعليق

              • الدكتور نجم السراجي
                عضو الملتقى
                • 30-01-2010
                • 158

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة مختار عوض مشاهدة المشاركة
                أعرف أنني لن أضيف كثيرًا إذا قلت: "سلم القلمان"

                ولكنني لم أستطع التزام الصمت أمام كل هذا الجمال..
                بوركتما أيها القديران..
                تقدير يليق.
                وتقدير يليق بك ايها الأديب الراقي علما وادبا وخلقا ، اتشرف باسمك ايها العزيز

                تحياتي وكل الاحترام والشكر
                الدكتور نجم السراجي
                مدير مجلة ضفاف الدجلتين
                [URL="http://www.magazine10.net"]www.magazine10.net[/URL]

                [BIMG]http://i54.tinypic.com/b5m7vr.jpg[/BIMG]

                تعليق

                • الدكتور نجم السراجي
                  عضو الملتقى
                  • 30-01-2010
                  • 158

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
                  ياااااااااااااه الزميل السراجي
                  وأخيرا عدت
                  ومعك زهور الغاردينيا والسلطاني قد فاحت
                  فيا أمير الشمس أشرق
                  بدا لي نص السلطان أكثر جمالية وأنت تفك عنه بين السطور
                  والنص فعلا يستحق
                  أحببت هذا العمل الفني لأن فيه جملا مجازية التعبير إن صح لي التعبير عنها بهذا ولابأس أعود فقد انقطعت الكهرباء
                  ودي ومحبتي نص لكم
                  عاشين
                  http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?26792-عاشقين-عائده-محمد-نادر
                  العائدة ... الفراشة السومرية الجميلة
                  شكرا لحضورك وشكرا لكلمات الترحيب ايتها الراقية

                  تحيتي وكل الاحترام
                  الدكتور نجم السراجي
                  مدير مجلة ضفاف الدجلتين
                  [URL="http://www.magazine10.net"]www.magazine10.net[/URL]

                  [BIMG]http://i54.tinypic.com/b5m7vr.jpg[/BIMG]

                  تعليق

                  • رضا الزواوي
                    نائب رئيس ملتقى النقد الأدبي
                    • 25-10-2009
                    • 575

                    #10
                    تصحيح


                    ليسمح لي الأخ د. نجم بالملحوظات التالية:

                    أولا: ما أوردته، وصححته هو في الأصل صحيح!

                    المشاركة الأصلية بواسطة الدكتور نجم السراجي مشاهدة المشاركة
                    ـ تصحيح خطأ كتابي كحاجبٍ مذججٍ : الصحيح مدجج ـ بمعنى مسلح وحذارِ حين يصبح الرمش سهما والحاجب قوسا !
                    ورد في لسان العرب:
                    ذَجَّ الرجلُ إِذا قَدِمَ من سفر. أَبو عمرو: ذَجَّ إِذا شَرِبَ.


                    المشاركة الأصلية بواسطة الدكتور نجم السراجي مشاهدة المشاركة
                    ـ فأخرجت أمي رداءً أبيضَ كانت العجوز والصحيح : فأخرجت أمي رداءً أبيضاً كانت العجوز
                    والقول الأول والأخير لأهل اللغةوالاختصاص.
                    كلمة "أبيض" هنا ممنوعة من التنوين، وقد أصاب الأخ محمد حين منعها من التنوين؛ لأنها صفة على وزن "أفعل".

                    ثانيا: هناك أخطاء لغوية حقيقية في النص، منها:

                    1- كانت تتغنى ضفتاه بشتائلِ الآجور الأحمر و الأبيض

                    هنا خطأ تركيبي، والصواب أن يقول : كانت ضفتاه... فالفعل الناسخ "كان" لا يدخل على الجملة الفعلية، وكان بإمكانه أن يستغنيَ عن الفعل الناقص؛ فيقول: تتغنى ضفتاه...

                    2- على سطحه تبايضت الطيور

                    لا يوجد الفعل "تبايض" وإنما يوجد الفعل "بايض" وهو بمعنى مغاير لقصد الكاتب:

                    وبايَضَهُ فباضَهُ يَبيضُهُ، أي فاقَهُ في البياضِ. (لسان العرب)

                    والصواب أن يقول : باضت الطيور.


                    3- نرمح إلى الساحة

                    الفعل "رمح" يعني الطعن، والضرب بالرجل، وهو غير مناسب للدلالة هنا

                    4- لهم أنوف و آذانٍ مثلنا ..

                    كلمة "آذان" هنا معطوفة على أنوف، وهي مرفوعة لكونها مبتدأ مؤخرا لذا وجب رفع كلمة آذان لا كسرها، والصواب أن يقول: آذانٌ

                    5- يمشون بنفس الخطوة.. خدودهم و جباههم قمحيةً عريضة ..

                    كلمة "قمحية" هنا وردت خبرا للمبتدأ؛ فوجب رفعها لا نصبها، والصواب أن يقول: جباههم قمحيةٌ

                    6- منح كل واحدٍ منّا كأساً بها مشروباً

                    عبارة "بها مشروبا" جملة اسمية تأخر فيها المبتدأ لذلك يجب رفعه لا نصبه، والصواب أن يقول: بها مشروبٌ.

                    7- تفوح أركانها بروائحٍ معتقةٍ نفّاذةٍ

                    كلمة روائح ممنوعة من التنوين لأنها وردت في صيغة منتهى الجموع على وزن "فواعل" لذا وجب نصبها بالفتحة النائبة عن الكسرة، فالصواب أن يقول: بروائحَ

                    8- يتعلقون بضلفاتٍ مربعةٍ مكسيةٍ بالقماش الأخضر


                    الفعل هنا هو "كسا" وهو فعل ناقص الألف فيه منقلبة عن واو؛ فمضارعه "يكسو" وطريقة صياغة اسم المفعول من الفعل الثلاثي الناقص الذي آخر مضارعه واو مثل "يكسو" هو:
                    أ- الإتيان بالمضارع مبنيا للمعلوم: يَكْسُو
                    ب- قلب ياء المضارعة ميما مفتوحة مع إعادة حرف العلة (مَكْسُو)، وتشديدها (مَكْسُوّ)، فالصواب إذا هو أن يقول: مَكْسُوَّة9- كانت أجرة الراكب ليرة و نصف ..

                    كلمة "نصف" هنا معطوفة على كلمة"ليرة" التي هي خبر كان منصوبة؛ فوجب نصبها، والصواب أن يقول: نصفا


                    10- حتى تساوى بسفح النهر و أصبحا حاجباً واحداً لنفس الأنثى .

                    الفعل "أصبحا" معطوف على الفعل "تساوى" وهما الاثنان دالان على المثنى؛ لذا وجب إسناد الفعل "تساوى" للمثنى ليكون: تساويا(الفاعل هنا ضمير مستتر تقديره هما) وهو الصواب.

                    هذه ليست كل الأخطاء، وإنما أردت إيراد البعض، وبإمكان الكاتب اكتشاف البقية، مع تحياتي للأخ محمد سلطان صاحب النص، وللدكتور نجم الذي قام بإيراد الرؤية النقدية.







                    التعديل الأخير تم بواسطة رضا الزواوي; الساعة 02-10-2011, 13:58.
                    [frame="15 98"]
                    لقد زادني حبّـا لنفسي أنني***بغيض إلى كل امرئ غير طائل
                    وأنّي شقيّ باللئــام ولا ترى***شـقيّـا بهـم إلا كـريم الشـمـائل!

                    [/frame]

                    تعليق

                    • الدكتور نجم السراجي
                      عضو الملتقى
                      • 30-01-2010
                      • 158

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة شيماءعبدالله مشاهدة المشاركة
                      مرحبا بأستاذنا القدير د.نجم السراجي
                      قراءة رائعة ومشوقة لنص مميز وقد أثريته بهذه الدراسة العميقة المستفيضة لنقتبس منكم العلم والمعرفة
                      وما عساي أن أضيف سوى ألتزام الصمت بعين الإعجاب وأكون منصتة لكل حرف وتوجية بعناية فائقة من نبعكم الصافي في الدراسات النقدية الراقية
                      سلسبيل شكر على هذا الجهد المضني
                      وعسى أن نلقى المزيد من هذه الروائع من حفاوتكم وروعة حضوركم الموسر
                      بورك العطاء ودام الإبداع
                      مع فائق التحية والتقدير
                      الشيماء ... الفاضلة
                      العين التي ترى الجمال وتتذوقه هي عين أدبية راقية تحمل من الثقافة والمعرفة وتلك هي عينك وذائقتك الادبية الراقية،
                      شكرا لك سيدتي الكريمة ولحضورك المتميز
                      تحياتي وكل الاحترام
                      الدكتور نجم السراجي
                      مدير مجلة ضفاف الدجلتين
                      [URL="http://www.magazine10.net"]www.magazine10.net[/URL]

                      [BIMG]http://i54.tinypic.com/b5m7vr.jpg[/BIMG]

                      تعليق

                      • الدكتور نجم السراجي
                        عضو الملتقى
                        • 30-01-2010
                        • 158

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة رضا الزواوي مشاهدة المشاركة


                        ليسمح لي الأخ د. نجم بالملحوظات التالية:
                        أولا: ما أوردته، وصححته هو في الأصل صحيح!




                        ورد في لسان العرب:
                        ذَجَّ الرجلُ إِذا قَدِمَ من سفر. أَبو عمرو: ذَجَّ إِذا شَرِبَ.




                        كلمة "أبيض" هنا ممنوعة من التنوين، وقد أصاب الأخ محمد حين منعها من التنوين؛ لأنها صفة على وزن "أفعل".

                        ثانيا: هناك أخطاء لغوية حقيقية في النص، منها:


                        1- كانت تتغنى ضفتاه بشتائلِ الآجور الأحمر و الأبيض

                        هنا خطأ تركيبي، والصواب أن يقول : كانت ضفتاه... فالفعل الناسخ "كان" لا يدخل على الجملة الفعلية، وكان بإمكانه أن يستغنيَ عن الفعل الناقص؛ فيقول: تتغنى ضفتاه...


                        2- على سطحه تبايضت الطيور

                        لا يوجد الفعل "تبايض" وإنما يوجد الفعل "بايض" وهو بمعنى مغاير لقصد الكاتب:

                        وبايَضَهُ فباضَهُ يَبيضُهُ، أي فاقَهُ في البياضِ. (لسان العرب)

                        والصواب أن يقول : باضت الطيور.


                        3- نرمح إلى الساحة

                        الفعل "رمح" يعني الطعن، والضرب بالرجل، وهو غير مناسب للدلالة هنا

                        4- لهم أنوف و آذانٍ مثلنا ..

                        كلمة "آذان" هنا معطوفة على أنوف، وهي مرفوعة لكونها مبتدأ مؤخرا لذا وجب رفع كلمة آذان لا كسرها، والصواب أن يقول: آذانٌ

                        5- يمشون بنفس الخطوة.. خدودهم و جباههم قمحيةً عريضة ..

                        كلمة "قمحية" هنا وردت خبرا للمبتدأ؛ فوجب رفعها لا نصبها، والصواب أن يقول: جباههم قمحيةٌ

                        6- منح كل واحدٍ منّا كأساً بها مشروباً

                        عبارة "بها مشروبا" جملة اسمية تأخر فيها المبتدأ لذلك يجب رفعه لا نصبه، والصواب أن يقول: بها مشروبٌ.


                        7- تفوح أركانها بروائحٍ معتقةٍ نفّاذةٍ

                        كلمة روائح ممنوعة من التنوين لأنها وردت في صيغة منتهى الجموع على وزن "فواعل" لذا وجب نصبها بالفتحة النائبة عن الكسرة، فالصواب أن يقول: بروائحَ

                        8- يتعلقون بضلفاتٍ مربعةٍ مكسيةٍ بالقماش الأخضر

                        الفعل هنا هو "كسا" وهو فعل ناقص الألف فيه منقلبة عن واو؛ فمضارعه "يكسو" وطريقة صياغة اسم المفعول من الفعل الثلاثي الناقص الذي آخر مضارعه واو مثل "يكسو" هو:
                        أ- الإتيان بالمضارع مبنيا للمعلوم: يَكْسُو
                        ب- قلب ياء المضارعة ميما مفتوحة مع إعادة حرف العلة (مَكْسُو)، وتشديدها (مَكْسُوّ)، فالصواب إذا هو أن يقول: مَكْسُوَّة9- كانت أجرة الراكب ليرة و نصف ..

                        كلمة "نصف" هنا معطوفة على كلمة"ليرة" التي هي خبر كان منصوبة؛ فوجب نصبها، والصواب أن يقول: نصفا

                        10- حتى تساوى بسفح النهر و أصبحا حاجباً واحداً لنفس الأنثى .


                        الفعل "أصبحا" معطوف على الفعل "تساوى" وهما الاثنان دالان على المثنى؛ لذا وجب إسناد الفعل "تساوى" للمثنى ليكون: تساويا(الفاعل هنا ضمير مستتر تقديره هما) وهو الصواب.

                        هذه ليست كل الأخطاء، وإنما أردت إيراد البعض، وبإمكان الكاتب اكتشاف البقية، مع تحياتي للأخ محمد سلطان صاحب النص، وللدكتور نجم الذي قام بإيراد الرؤية النقدية.






                        الأخ الفاضل الأديب رضا الزواوي
                        تحية الاخاء والاحترام
                        شكرا لهذا الحضور الراقي الذي تميز بدقة الرؤيا وسعة المعرفة والإلمام الواسع بلغة القرآن الكريم
                        سعيد بهذه الملاحظات المفيدة
                        شكرا لك
                        تحياتي وكل الاحترام
                        الدكتور نجم السراجي
                        مدير مجلة ضفاف الدجلتين
                        [URL="http://www.magazine10.net"]www.magazine10.net[/URL]

                        [BIMG]http://i54.tinypic.com/b5m7vr.jpg[/BIMG]

                        تعليق

                        • محمد سلطان
                          أديب وكاتب
                          • 18-01-2009
                          • 4442

                          #13
                          كيف أصابني العمى ولم أر ما سبقي إليه قامات الأدب في مصر والعالم العربي ؟؟؟
                          لا أعرف كيف أصل الحروف ببعضها, وللوهلة الأولى صدمت وأحسست بمدى عجزي وصغري أمام نجم العراق الذي جذبني إليه فرأيتني أقل بكثير مما كنت أحلم أن أكون ..
                          للأسف ومع آخر السويعات التي بعدها سيقودني الباص إلى العمل ولن أعود قبل يوم الأحد القادم , أرى هذه التحفة النقدية التي جزأت النص فزادته جمالا , وكشتفت أخطاءه فبدى أصوب , بل صوبتني ..
                          أستاذي القدير الدكتور نجم السراجي :
                          كنت معي منذ أيام, نعم تذكرت وتذكرت ببعض مما كنت تنير عقلي به , فقلت لنفسي أين ذهب وأين ضاع مني هذا النور الذي هداني فجأءة ثم انتزع مني ضوءه ولم أعثر عليه؟
                          نعم تذكرت كثير من كلماتك وأدركت كم كنت مقصرا معك .. لكنها والله ظروفي التي ابتلاني بها الله ـ والحمد لله ـ فعزلتني عن الجميع, فأصبح دخولى نادرا جدا, لهذا ما رأيت هذا البهاء الذي نحن بصدده, فأشكرها عائدة محمد نادر , لقد نبهتني دون أن تقصد هي , حينما تسللت إلى مشاركاتها اليوم كعادتي حينما أحب أن أسترجع أيامها, فإذا بي أقف مشدوها أمام هذا الجمال..
                          على أية حال لا أعرف كيف أشكرك وكيف انتقى الكمات لأعبر بها عن مدى سعادتي لرؤيتك اليوم, والله ما فرحت بقدر فرحي بأنني رأيتك اليوم بغض النظر عن فرحتي بالنص..
                          كم أنت أكبر من مخيلتي ومما أتصور لك .. حبي الأكيد لك ولتراب العراق الذي أبعدني عنه فاقتربت منه..
                          صفحتي على فيس بوك
                          https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

                          تعليق

                          • محمد سلطان
                            أديب وكاتب
                            • 18-01-2009
                            • 4442

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة محمد شعبان الموجي مشاهدة المشاركة
                            مرحبا أستاذنا القدير دكتور نجم السراجي على هذه الدراسة النقدية لنص الأستاذ ابراهيم سلطان ونتمنى أن يستفيد منها جميع الأدباء ، كما أتمنى أن تكون بداية للتعاون معنــا هنــا في قسم اعرض نصك للنقد لإحداث حراك نقدي مطلوب للرقي والنهوض بالأدب .تحياتي لك وسعيد جدا بهذا الإبداع .
                            أستاذي الجليل محمد الموجي:
                            كل الشكر لكم , فانتم السبب في عودة هذا النجم الفراتي ..
                            ولولاكم ما عرفته كما عرفت الكثير ممن لهم كل الفضل في ترتيبي ..
                            ومحبتي الأكيدة
                            صفحتي على فيس بوك
                            https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

                            تعليق

                            • محمد سلطان
                              أديب وكاتب
                              • 18-01-2009
                              • 4442

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة مختار عوض مشاهدة المشاركة
                              أعرف أنني لن أضيف كثيرًا إذا قلت: "سلم القلمان"

                              ولكنني لم أستطع التزام الصمت أمام كل هذا الجمال..
                              بوركتما أيها القديران..
                              تقدير يليق.
                              أستاذي القدير وابن بلدي الرائع
                              الكاتب والشاعر مختار عوض
                              لك أبهة خاصة كما ريفنا الطيب .. تماما أشتم في وجودك رائحة البلاد الطيبة
                              محبتي واحترامي لمشاركتك ههنا
                              صفحتي على فيس بوك
                              https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

                              تعليق

                              يعمل...
                              X