بقايا الظل...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أ.بابوزيد عبد الله
    أديب وكاتب
    • 24-08-2011
    • 10

    بقايا الظل...

    يا نفس بعض صباي اليوم يؤلمني = أعلنتها لن ينال اليأس من وطني
    في خُلدِها النفسُ كلُّ الناس صادقةُ ُ= فيما تقول،فلا قولُ ُ سيخدعُني
    قلتُ اطمئني أنا والدهر جرَّبَنا = غَدْرُ الحبيبِ..وليس اليوم يقهرُني
    ما زلتُ أقبِسُ مِنْ حرفي توهُّجَهُ = وأعصِرُ الشِّعرَ مِن دمْعي ومِن حَزَني
    ألْفيتُ نُصحَكِ أحلاماً مُمَزَّقةً = تُناشِدُ الليل:مَنْ يا ليلُ أعدمني؟
    أرى بِعينيكِ إِشفاقاً وأسئلةً = وضِحْكةً خلفَ سور البوح لم تَحِنِ..
    أتْقَنْتِ لُُعبَةَ إغراقي ..فلا لُغةُ ُ = بين الرؤى..والقوافي البيض تُنقِذُني
    واسْتسْلمَتْ يا بقايا الظِّلّ شاهدتي = وغادرَ اليومَ أهلُ الكهفِ مِن زمَني
    ثُمَّ ارتميتُ وخلْفي كُنْتِ واقفةً = ولونُ صبرِكِ في ظِلي يُهدهِدُني
    أوحى إليَّ رِفاقي مَن رمى زهَري = في الجُبِّ ثُمَّ احتسى مِنْ بعده ثمني
    كانوا ذِئاباً فشُكراً إذْ تملَّكَهُم = خوفي عليهم وفي أحداقهم كفني
    سُقْتُ اعترافي.. أبي...والدَّم في شفتي = فإخوتي حُبُّهم في الناس شرَّدني
    أطْرقْتُ..والحِبْرُ قدْ أزرى به قلمي = والنّجمُ فوق سُفوحِ الغيم يسألُني
    أفقْتَ مِثلي..؟ وكان الصادقون مضوا = وبيتُ حرفِكَ مِن وهْمِ الضَّياع بُني؟
    لا زال في الكون مَنْ يُهديكَ ريشَتَهُ = لتكتُبَ:اليومَ كُلُّ الناسِ تحسدني
  • محمد الصاوى السيد حسين
    أديب وكاتب
    • 25-09-2008
    • 2803

    #2
    بداية نحن أمام شاعر بحق ، لديه لغته وتخييله وفكرته الشعرية ربما من حيث البنية الموسيقية هناك ارتباك لموسيقى البسيط فى مواضع عدة بما يجعل النص بحاجة إلى نظرة من الشاعر لمعالجة موسيقى البسيط

    - كما أن القافية تحتاج لنظرة أخرى لضبط حرف الروى وهذا كله أمر ميسور لشاعر جيد مبدع

    - ربمن حيث اللغة لى هاتان الملاحظتان :-

    - فى خلدها النفس ، لعل المراد الخلد بتحريك الخاء بالفتح أى البال وهو ما يحتاج معالجة السياق من حيث البنية الموسيقية

    - غدر الحبيب وجب نصب غدر لأنها المفعول به وليس الرفع كما ورد فى السياق

    - فيما يخص المعالجة الفنية فإن النقطة الأهم التى قام عليها النص هى مخاطبة النفس وكيفية هذى المخاطبة حيث شابت فنية معالجة الخطاب الكثير من الأمور التى كان على النص أن يحذرها وأن يعيها جيدا ومنها :-

    1- نجد أن هناك بدأً اللخطاب رغم انفصال الحوار السابق بالأسلوب الخبرى كما نرى فى البيت الثالث " قلت اطمئنى ..." رغم ما سبقه من خبرية البيت وانفصال البيت عن حالة الخطاب

    2- المفتتح الذى أوحى بخط دلالى هو خط النص السياسى كما نرى فى سياق ( لن ينال اليأس من وطنى ) بينما لن نجد بعد ذلك حضور جليا لهذا الخط الدلالى حيث يتجلى أكثر خط البوح النفسى ومعاتبة النفس واتهاماها ، ومساءلة الرفاق الذين لم يصونوا عهد الإخاء ، بينما لا نرى حضورا لما أضاءه المفتتح من خط سياسى يتعلق بنيل اليأس من الوطن لذا كان على النص أن يعى أهمية المفتتح ومشكلة إضاءته لخط دلالى ثم خفوت هذا الخط بعد ذلك


    3- ( واستسملت يا بقايا الظل شاهدتى ) ربما أجد أن البيت يخاطب النفس عبر الاستعارة المكنية حيث يصفها ببقايا الظل وهو تخييل جميل ثم ينتقل إلى الحديث عن أخرى لا ندرى لها حضورا ولا علاقة وهى " شاهدتى " لنتساءل كمتلقين للنص من تلك الشاهدة ؟ ولماذا لم يتكثف حضورها ؟ وهل هى حبيبة ؟ وبماذا شهدت وعلى ماذا ؟ الحقيقة أن اللفظة تبدو عصفور جميلا دخل غرفة البيت خطأ ثم فر

    4- هناك محاولة فنية للاتكاء على القصة التراثية اليوسفية لكنه اتكاء يفتقد أهم عناصره وهو علة الصراع ، أى ما علة ما يفعله الرفاق مع بطل النص ولماذا كانوا ذئابا ؟ وما دلالة حضورهم فى مخاطبة البطل للنفس ؟كل هذا لا يبدو جليا أو حاضرا فى سياق النص حين استدعى القصة التراثية

    5- ارتباك الخطاب فى القصة التراثية حيث نرى سياق " رمى زهرى فى الجب " وهو السياق الذى يستدعى رمى الزهر كنرد والمعروف فى ألعاب كثيرة والذى يشتبه هنا مع دلالة لعلها تكون مقصودة وهى رمى الزهر الحقيقى فى الجب وهى صورة غريبة ، تتنافر مع المشهد التراثى الذى تستدعيه القصة والذى ألقى فيه الإخوة بأخيهم ليختصر المشهد ويتخفف فى النص لمجرد إلقاء الزهر والذى يظل ظهور الزهر فيه طارئا ملتبسا

    6- كذلك سياق ( أفقتَ مثلى) والذى لا يبدو جليا هل المخاطب هنا بطل النص أم الأب ومن الذى يخاطب النفس أم الأب أم النفس ؟ حقيقة كان على السياق حين يستدعى القصة التراثية أن يشتغل على استدعائها الفنى ووشائج حضورها الحى فى السياق

    هذا أولا
    أما التخييل الجميل الذى حفل به النص فهو فى المداخلة القادمة بإذن الله
    يتبع ،،،،،،،،،،،

    تعليق

    • أ.بابوزيد عبد الله
      أديب وكاتب
      • 24-08-2011
      • 10

      #3
      شكرا أستاذي العزيز..محمد أضأت درب هذه القصيدة ...وأنرت أركان الظلمة فيها بهذه الإضاءات النقدية ...الموغلة في الحكمة ..والمتشحة بخبرة النقد..تقبل تحيتي

      تعليق

      • أ.بابوزيد عبد الله
        أديب وكاتب
        • 24-08-2011
        • 10

        #4
        بعد التحية...عندي بعض الملاحظات...على مداخلة المستشار المحترم محمد الصاري...
        1- قولك "- غدر الحبيب وجب نصب غدر لأنها المفعول به وليس الرفع كما ورد فى السياق" ..كلمة غدر جاءت فاعلا للفعل جرَّبَنا...أي الغدر هو الذي جرَّبَنا نحن...فكانت فاعلا
        2- "
        نجد أن هناك بدأً اللخطاب رغم انفصال الحوار السابق بالأسلوب الخبرى كما نرى فى البيت الثالث " قلت اطمئنى ..." رغم ما سبقه من خبرية البيت وانفصال البيت عن حالة الخطاب"...أرى أن الأسلوب الإنشائي هاهنا - بصيغة الأمر- ردٌ حتمي باعتبار أن النفس تعتقد أن كل الناس صادقة ...فجاء الأسلوب " قلتُ اطمئني" جوابا ملفتا لانتباه النفس..فلا يعد هذا انفصالا ...والله أعلم
        3-"
        المفتتح الذى أوحى بخط دلالى هو خط النص السياسى كما نرى فى سياق ( لن ينال اليأس من وطنى )"...ليس الوطن كما يتبادر إلى الذهن ..الوطن الحسي..بل هو الوطن الخاص بنفس الإنسان...نظرتها إلى الآخرين تفاعلها معهم ...شعورها تجاههم..إلخ من هذه المعاني..وبذلك يتضح المعنى ولا يكون القصد كما قلت سيدي الكريم:"بينما لا نرى حضورا لما أضاءه المفتتح من خط سياسى يتعلق بنيل اليأس من الوطن لذا كان على النص أن يعى أهمية المفتتح ومشكلة إضاءته لخط دلالى ثم خفوت هذا الخط بعد ذلك"
        3-وأما قولك"
        ثم ينتقل إلى الحديث عن أخرى لا ندرى لها حضورا ولا علاقة وهى " شاهدتى " لنتساءل كمتلقين للنص من تلك الشاهدة ؟ ولماذا لم يتكثف حضورها ؟ وهل هى حبيبة ؟ وبماذا شهدت وعلى ماذا ؟ الحقيقة أن اللفظة تبدو عصفور جميلا دخل غرفة البيت خطأ ثم فر" جميل منك هذا التشبيه...ولكن تلك اللفظة ليست عصفورا...كما يعتقد المتلقي - وإن كانت تبدو كذلك - بل هي الأشعار التي استسلمت لما باحت النفس بالشكوى ...والقرينة الدالة على ذلك:"فلا لُغةُ ُ = بين الرؤى..والقوافي البيض تُنقِذُني"..
        4-أعتقد أن علة الصراع واضحة بقوة في هذا النص وهي تتمحور حول "غدر الحبيب".."الرفيق" وكل الدلالات المتصلة بهذه اللفظة...وتلك هي مشكلتهم مع البطل..ولفعلتهم هذه..- الفعلة:هي أنه كان يضع فيهم ثقته العمياء لكنه غدروا هذه الثقة -كانوا ذئابا...وتحتم -حينئذ- حضورهم في هذه المخاطبة...
        5-قولي"
        " رمى زهرى فى الجب ":الزهر:زهرة العمروهو الشباب..فلم يكن هذا ارتباكا ..فحتى يوسف أُلقيَ في الجب وهو في عز الشباب..وإذا كان ذلك كذلك ..فلم يكن ظهور الزهر طارئا ولا ملتبسا- فيما أعتقد -
        6- قولي
        ( أفقتَ مثلى):المخاطِب:البطل...المخاطَب:الحبر:أي الشعر

        هذا كله ..محاولة شرح الالتباس ..-إن وُجِد ربما -..من متطفل على فن النقد وأهله وصنعته..لكني أقول شيئا واحدا:
        "" صحيح أن الشاعر قد يقع في الكثير من الشوائب التي تنزع بنصه عن الشعرية..المتزنة..كما هو الحال معي - فما أنا إلا متعلم منكمأنصت لما تقولون،وأتبع ما ترشدون إليه-..ولكن الشاعر- في رأيي واعتقادي المتواضع- ليس عليه أن يفسرشعره للمتلقي...وإلا لم يعد شِعرا..وصار كلاما يفهمه العام والخاص..وبما أن الشعر "رمز"..وليس تصريحا..فعلى القارئ أن يُعمل ذهنه فيه..وقد يصل إلى المعنى وقد لا يصل..
        تقبلوا - هذا التطفل - بصدر رحب..دمتم حراسا للشعر واللغة والنقد والأدب

        تعليق

        • محمد الصاوى السيد حسين
          أديب وكاتب
          • 25-09-2008
          • 2803

          #5
          بل أهلا بك أستاذى أ .بابوزيد عبد الله ، وأهلا برؤياك وطرحك ، وكلنا تلاميذ نتعلم من بعضنا بعضا ، وشكرا على حضورك الكريم وقراءتك التى ربما أختلف معها فحسب فى العلاقة النحوية الخاصة بلفظة ( غدر ) لكن ما عدا ذلك فجميعه أراه قراءة تثرى النقاش حول النص فشكرا لهذا الحضور شكرا جزيلا

          تعليق

          • محمد الصاوى السيد حسين
            أديب وكاتب
            • 25-09-2008
            • 2803

            #6
            التخييل :-

            ما زلت أقبس من حرفى توهجه – وأعصر الشعر من دمعى ومن حزنى

            يمثل البيت السابق إحدى ذرى التخييل فى سياق النص وحين نتأمل البيت عبر العلاقة النحوية التى شكلت لوحته نجد أننا أمام براعة وجمال

            - حيث نتلقى سياق " ما زلت أقبس من حرفى توهجه " والذى وظف علاقة التقديم لشبه الجملة " من حرفى " وهو التقديم الذى يمثل تحفيزا للتلقى وللمساءلة عن ماهية ما يقبس من الحرف

            - ثم ولنتأمل جمالية المضارعة " أقبس " وما تنشره من إيحاء بما يجعلنا أمام حالة من الدأب والمكابدة التى لا تفتر ولا تنقطع

            - ثم نتلقى علاقة المفعول به " توهجه " وهو السياق الذى يتوج التخييل عبر الاستعارة المكنية التى ترسم للحرف هيئة أخرى غير ما نعرف عن الحرف فيتجلى لنا الحرف نارا طيبة تزهر توهجا وألقا ، فلا يكون من بطل النص إلا أن يمد أصابعه إلى هذى النار العذبة مشغوفا بها ليقبس وهج الحرف

            - وهنا فلنتأمل علاقة المفعول " توهجه " والتى توحى برهافة ما يقبس ، ودهشة اقتباسه فى آن حيث يستحيل التخييل تعبيرا كنائيا عن حالة من الوجد بالحرف الذى يمثل علاقة مجاز مرسل عن الكتابة والشعر

            - ثم تنداح اللوحة أمامنا فنتلقى الشطر الثانى أيضا عبر علاقة المفعول به فنتلقى سياق " وأعصر الشعر من دمعى ومن حزنى "حيث تتكثف حالة المكابدة ويتجلى لنا الجو النفسى وبصيرة الشاعر تجاه الشعر وحدوثه وتحققه عبر التخييل الذى يقوم على الاستعارة المكنية والذى يخيل لنا الشعر أعنابا تعصر وإنما غصونها الدمع ووريقاتها الحزن

            - ثم ولنتأمل هذا البيت الذى أراه يمثل ذروة من ذرى تخييل النص حيث نتلقى هذا السياق


            أرى بعينيك إشفاقا وأسئلة – وضحكة خلف سور البوح لم تحن

            - حيث نجد جمالية التقديم والتأخير عبر تقديم علاقة شبه الجملة " بعينيك "

            - ثم نتلقى علاقة المفعول به " إشفاقا " وهى العلاقة التى تكنز الاستعارة المكنية والتى تجسد لنا كيف الإشفاق تجسد جليا ربما كدمعة تلمتع فى العينين

            - ثم تنداح لوحة العينين لنرى ما يمازج الإشفاق حيث الصمت الحيى الخجول الذى يتجسد فى هرافة أسئلة خرساء تتراءى فى نظرة العين وهنا التخييل نتلقاه عبر الاستعارة المكنية
            - وتنداح الاستعارة المكنية لتقدم لنا حالة من الموازنة بين تفاصيل لوحة العينين حين نتلقى جمالية الاستعارة المكنية حيث نرى الضحكة التى تكنزها العينين

            - لكن علاقة المعطوف " ضحكة "تتصل بعلاقة شبه الجملة النعت والتى تمثلها علاقة " خلف سور البوح " وهى العلاقة التى تسيج علاقة المفعول وتحاصرها وتحصرها عبر تخييل الاستعارة المكنية التى يجسد لنا البوح كيانا حيا حبيسا وراء سوره حيث يمثل السور هنا الاستعارة التصريحية التى تخيل لنا الحيرة سورا والفراق سورا ، والأسى سورا وجميعها تصلح تأويلا للاستعارة التصريحية التى تسيج البوح

            - ثم ولنتأمل سياق هذا البيت

            أطرقت والحبر قد أزرى به قلمى – والنجم فوق سفوح الغيم يسألنى

            - حيث تمثل علاقة الجملة الحالية " والحبر قد أزرى به قلمى " وهى العلاقة التى تسيج الفعل أطرقت وترسم له أبعاده وملامحه وإيحائه كما أنها علاقة نتلقاها عبر الجملة الاسمية بما لها من رسوخ وتحقق ويقين ينشر ظله على السياق

            - يمكن القول أن علاقة الجملة الحالية تمثل تخييلا عبر الاستعارة المكنية التى تجسد لنا الحبر كيانا حيا كسيرا ما عبر القلم الذى يستحيل هو الآخر عبر الاستعارة المكنية ما عبر ولا باح بما يضمره الحبر فكان كتمان بوحه إزراء به

            - يمكن القول أن التخيل يجعل لنا من علاقة المبتدأ الحبر علاقة مجاز مرسل عن الكتابة بما يجعلنا أمام سياق محفز للتلقى ينداح وسيعا أمام القارىء لتشكيل دلالة المجاز وشكل هذى الكتابة وكنهها الذى يمثلها الحبر مجازا

            - ثم نتلقى جمالية علاقة المعطوف عبر الجملة الاسمية " والنجم فوق سفوح الغيم يسألنى " وهو السياق الذى يقوم أيضا على الجملة الاسمية بما يجعلنا أمام إيحاء بحالة من اليقين والتحقق فى بصيرة بطل النص الذى عبر عنه الشاعر

            - وختاما نحن هنا أمام ذرى تخييل ليست هى كل الجمال الذى حواه النص لكنها تمثل دلالة واضحة على لغة تخييل عذبة شجية تعرف كيف توظف طاقة اللغة نحو التعبير الشعرى الجزل الشجى

            تعليق

            • محمد الصاوى السيد حسين
              أديب وكاتب
              • 25-09-2008
              • 2803

              #7
              التخييل :-

              ما زلت أقبس من حرفى توهجه – وأعصر الشعر من دمعى ومن حزنى

              يمثل البيت السابق إحدى ذرى التخييل فى سياق النص وحين نتأمل البيت عبر العلاقة النحوية التى شكلت لوحته نجد أننا أمام براعة وجمال

              - حيث نتلقى سياق " ما زلت أقبس من حرفى توهجه " والذى وظف علاقة التقديم لشبه الجملة " من حرفى " وهو التقديم الذى يمثل تحفيزا للتلقى وللمساءلة عن ماهية ما يقبس من الحرف

              - ثم ولنتأمل جمالية المضارعة " أقبس " وما تنشره من إيحاء بما يجعلنا أمام حالة من الدأب والمكابدة التى لا تفتر ولا تنقطع

              - ثم نتلقى علاقة المفعول به " توهجه " وهو السياق الذى يتوج التخييل عبر الاستعارة المكنية التى ترسم للحرف هيئة أخرى غير ما نعرف عن الحرف فيتجلى لنا الحرف نارا طيبة تزهر توهجا وألقا ، فلا يكون من بطل النص إلا أن يمد أصابعه إلى هذى النار العذبة مشغوفا بها ليقبس وهج الحرف

              - وهنا فلنتأمل علاقة المفعول " توهجه " والتى توحى برهافة ما يقبس ، ودهشة اقتباسه فى آن حيث يستحيل التخييل تعبيرا كنائيا عن حالة من الوجد بالحرف الذى يمثل علاقة مجاز مرسل عن الكتابة والشعر

              - ثم تنداح اللوحة أمامنا فنتلقى الشطر الثانى أيضا عبر علاقة المفعول به فنتلقى سياق " وأعصر الشعر من دمعى ومن حزنى "حيث تتكثف حالة المكابدة ويتجلى لنا الجو النفسى وبصيرة الشاعر تجاه الشعر وحدوثه وتحققه عبر التخييل الذى يقوم على الاستعارة المكنية والذى يخيل لنا الشعر أعنابا تعصر وإنما غصونها الدمع ووريقاتها الحزن

              - ثم ولنتأمل هذا البيت الذى أراه يمثل ذروة من ذرى تخييل النص حيث نتلقى هذا السياق


              أرى بعينيك إشفاقا وأسئلة – وضحكة خلف سور البوح لم تحن

              - حيث نجد جمالية التقديم والتأخير عبر تقديم علاقة شبه الجملة " بعينيك "

              - ثم نتلقى علاقة المفعول به " إشفاقا " وهى العلاقة التى تكنز الاستعارة المكنية والتى تجسد لنا كيف الإشفاق تجسد جليا ربما كدمعة تلمتع فى العينين

              - ثم تنداح لوحة العينين لنرى ما يمازج الإشفاق حيث الصمت الحيى الخجول الذى يتجسد فى هرافة أسئلة خرساء تتراءى فى نظرة العين وهنا التخييل نتلقاه عبر الاستعارة المكنية
              - وتنداح الاستعارة المكنية لتقدم لنا حالة من الموازنة بين تفاصيل لوحة العينين حين نتلقى جمالية الاستعارة المكنية حيث نرى الضحكة التى تكنزها العينين

              - لكن علاقة المعطوف " ضحكة "تتصل بعلاقة شبه الجملة النعت والتى تمثلها علاقة " خلف سور البوح " وهى العلاقة التى تسيج علاقة المفعول وتحاصرها وتحصرها عبر تخييل الاستعارة المكنية التى يجسد لنا البوح كيانا حيا حبيسا وراء سوره حيث يمثل السور هنا الاستعارة التصريحية التى تخيل لنا الحيرة سورا والفراق سورا ، والأسى سورا وجميعها تصلح تأويلا للاستعارة التصريحية التى تسيج البوح

              - ثم ولنتأمل سياق هذا البيت

              أطرقت والحبر قد أزرى به قلمى – والنجم فوق سفوح الغيم يسألنى

              - حيث تمثل علاقة الجملة الحالية " والحبر قد أزرى به قلمى " وهى العلاقة التى تسيج الفعل أطرقت وترسم له أبعاده وملامحه وإيحائه كما أنها علاقة نتلقاها عبر الجملة الاسمية بما لها من رسوخ وتحقق ويقين ينشر ظله على السياق

              - يمكن القول أن علاقة الجملة الحالية تمثل تخييلا عبر الاستعارة المكنية التى تجسد لنا الحبر كيانا حيا كسيرا ما عبر القلم الذى يستحيل هو الآخر عبر الاستعارة المكنية ما عبر ولا باح بما يضمره الحبر فكان كتمان بوحه إزراء به

              - يمكن القول أن التخيل يجعل لنا من علاقة المبتدأ الحبر علاقة مجاز مرسل عن الكتابة بما يجعلنا أمام سياق محفز للتلقى ينداح وسيعا أمام القارىء لتشكيل دلالة المجاز وشكل هذى الكتابة وكنهها الذى يمثلها الحبر مجازا

              - ثم نتلقى جمالية علاقة المعطوف عبر الجملة الاسمية " والنجم فوق سفوح الغيم يسألنى " وهو السياق الذى يقوم أيضا على الجملة الاسمية بما يجعلنا أمام إيحاء بحالة من اليقين والتحقق فى بصيرة بطل النص الذى عبر عنه الشاعر

              - وختاما نحن هنا أمام ذرى تخييل ليست هى كل الجمال الذى حواه النص لكنها تمثل دلالة واضحة على لغة تخييل عذبة شجية تعرف كيف توظف طاقة اللغة نحو التعبير الشعرى الجزل الشجى

              تعليق

              • أ.بابوزيد عبد الله
                أديب وكاتب
                • 24-08-2011
                • 10

                #8
                دام قلمك...أستاذي الكريم ... سيفا للنقد..وحصنا للشعر...ووارثا لعلم الألى..صانوا الحرف..واعتقوا الكلمة من قيود التصنع
                من القلب ...شكرا

                تعليق

                يعمل...
                X