واقعة فنجان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الشربيني المهندس
    أديب وكاتب
    • 22-01-2009
    • 436

    واقعة فنجان

    جلست تنتظر أخبار الفنجان والقط ينكمش في حجرها .. تكره المفاجآت ..
    كانت تضيف السكر مرة وتمنعه أخري ..
    تعود وتعبث بضفائرها ..هذه المرة ستتأكد من خيانته فقد تغير كثيراً ..
    كيف يجرؤ وقد وفرت له أسباب السعادة ..
    تخرج حقيبتها وتفتش عن المرآة ..
    القط يلعق فروته من جديد .. تضع الحقيبة جانبا ..
    تنظر حولها ثم تقلب الفنجان ببطء ..
    لحظات وستظهر الحقيقة ..
    تعبث بأصابعها ..
    نقطتان وتبدو أكثر وضوحا ..
    هز القط ذيله ومد رقبته وبرقت عيناه ..
    تجاوزت سكة السفر وألقت أذنيها .. مع طرقات خفيفة على الباب ..
    تهب واقفة والقط يجري خلف الفأر ويسقط الفنجان
    مع تحيات الشربيني المهندس
  • محمد الصاوى السيد حسين
    أديب وكاتب
    • 25-09-2008
    • 2803

    #2
    الزمن وتشكيل المفتتح

    " جلست تنتظر أخبار الفنجان والقط ينكمش في حجرها .. تكره المفاجآت

    يمكن القول أن علاقة الزمن هى إحدى العلاقات الرئيسة والتى شكلت لوحة المفتتح وسوف نقرأ هذى العلاقة عبر زمنية الجملة الفعلية التى تمثل كما نلاحظ عصب السياق الذى صاغ المفتتح ويمكن أن نقسم علاقة الزمن إلى ثلاثة علائق كما يلى :_

    1- جلست تنتظر أخبار الفنجان كسياق يجمع بين زمنين مختلفين
    2- والقط ينكمش فى حجرها كسياق يمثل الزمن الآني العابر
    3- تكره المفاجآت كسياق يمثل الزمن المضارع بتجذره وامتداده

    وحين نتأمل العلاقة النحوية التى شكلت السياق الأول سنجد أننا أمام تجاور لزمنين أولهما الزمن الماضى ( جلست ... ) والذى يوظفه السياق فى ترسيخ مشهدية الجلوس وتوطيد حدوثه كمفتتح

    - لكن هذا الترسيخ والتحقق عبر الجملة الماضية يتبعه ما نتلقاه من علاقة الزمن المضارع ( جلست تنتظر ) بما يجعلنا أمام علاقة الحال المضارعة التى تمثلها جملة الفعل المضارع ( تنتظر ) والتى عبر تناغمها مع علاقة الجملة الماضية (جلست ) تكون لنا حالة من زمنين مختلفين يتلاقيان فى رغبة واحدة تصب فى علاقة المفعول به ( جلست تنتظر أخبار الفنجان ) أى أننا أمام حالة من الانتظار موغلة فى الوقت ضاربة بجذرها فى طينته وهى الدلالة التى تمنح المضارعة عمقها وتأثيرها الدلالى الفاعل فى السياق

    - ثم نتلقى سياق (والقط ينكمش فى حجرها ) والذى يمثل سياق جملة الحال الاسمية وهو السياق الذى نلاحظ فيه توظيفا مغايرا لتوظيف الزمن المضارع السابق ( تنتظر ) فنحن هنا لسنا أمام جمالية تعميق زمن المضارعة ولكننا أمام حدوثها الآنى العابر الذى يجىء بحرفية فنية ليمثل مرآة لوجدان بطلة النص وما يعتمل في الشعور الإنسانى

    - حيث تمثل زمنية المضارع ( ينكمش ) انعكاسا جليا لوجدان بطلة النص ولرؤيتها لوطأة لحظة السرد على كيانها كله ، فكما تنكمش الروح وتتحفز للوثوب وتفجر الغضب ينكمش القط ويتحفز للوثوب

    - لذا يمكن القول أننا أمام توظيفين مختلفين لزمنية المضارع حيث يمثل التوظيف الأول ترسيخا لعمق الانتظار عبر تناغمه مع علاقة الزمن الماضى السابقة عليه ( جلست ) بينما فى التوظيف التالى ( والقط ينكمش ) أمام مضارعة آنية عابرة وإنما تنبض جلية بخفايا ما تضمره بطلة النص والذى ينسرب إلى الحياة من حولها فى معادل رمزى يمثله ذلك القط الذى يبدو كأنه يحس بشعور البطلة وما يعتمل فى وجدانها من قلق تجاه بطل النص

    - لذا يمكن القول أيضا أن البطلة ربما كانت ترى عبر زمنية المضارعة حالة انكماش القط دون أن تكون ما يراه إلا انعكاسا لشعورها هى وهو الشعور الذى يصبغ الحياة حولها بالقلق والتحفز

    4- ثم نتلقى زمنية السياق ( تكره المفاجآت ) والذى شكل توظيفا فاعلا لزمنية المضارع والتى لا تمثل علاقة مضارعة آنية كما رأينا فى سياق ( والقط ينكمش ) ولكنها تمثل مضارعة عميقة متأصلة أقرب لزمنية الماضى أو زمنية الجملة الاسمية التى تكنز الرسوخ والثبات

    - حيث يمكن القول أن سياق ( تكره المفاجآت ) أقرب إلى دلالة ( كارهة دوما للمفاجآت ) بما يجعلنا أمام زمنية مضارع تتجاوز اللحظة الآنية فتنداح إلى الماضى والمستقبل فى آن واحد ، وإن كانت تنشر إيحاء الماضى أكثر

    - ربما يجب أن نلاحظ أننا أمام علاقة المفعول الجمع ( المفاجآت ) بما يمنح دلالة المفعول براحا أوسع وعمقا أكبر بحيثتستحيل الكراهة لعديد من حالات الصدمة التى تخشاها بطلة النص

    - أى أن زمنية المضارعة هنا تواجه أكثر من خشية واحدة فهى تواجه ربما حالات متغايرة مختلفه وكلها بحلوها ومرها تكرهها


    - بما يجعلنا أمام زمنية المضارع ( تكره ) وهى زمنية تحمل على كاهلها ثقلا كبيرا من الخشية والرهبة

    - ثم يعمق من وطأة الحالة على زمنية المضارع ( تكره ) ما يمكن تأويله من علاقة المفعول به فهى ربما ( تكره المفاجآت التى كانت ) بما يجعل المضارعة وزمنيتها هنا محاكمة لزمنية الماضى ، كما يمكن أن يكون السياق ( تكره المفاجآت التى قد يجىء بها الفنجان ) بما يجعل بؤرة التوتر كامنة فى زمنية المستقبل أكثر من زمنية الماضى


    - ويمكن تلقى السياق عبر تأويل كلا الزمنية والنابعة من تأويل المسكوت عنه بما يكثف من عمض المضارعة وما تواجهه من توتر وخشية

    ختاما يمكن القول أننا مفتتح يحمل توظيف بارعا وذكيا لزمنية الجملة المضارعة والماضية بما يصب فى تكثيف رسالة السرد وتعميق جمالية تخييله وبث رسالته التى يكنزها للقارىء

    تعليق

    • سعيد محمد الخروصي
      أديب وكاتب
      • 08-12-2010
      • 97

      #3
      عفوا أخي النص الجيد يرتكز على أساسين: الموضوع و الأسلوب، فأما موضوع قصتك فعادية جدا، و الأسلوب بحاجة إلى نوع من التطوير فمثلا "هذه المرة ستتأكد من خيانته فقد تغير كثيراً ..
      كيف يجرؤ وقد وفرت له أسباب السعادة " و كأنك قد حذفت كلمات مهمة، المهم حاول ألا تلخص أكثر من اللازم فهذا يجعل القارئ يواجه صعوبة في فهم مقصدك... أحسنت

      تعليق

      يعمل...
      X