قصائد للشاعرة المصرية
مروة فاروق
-( ذاكرة الغرفة )
فوق سرير مائي
يطفو جسدي إلى سطح الغرفة
عيونهم مشرئبة بالدموع
وحدي.. أستر نفسي عن حزنهم
وأرتضى بالاستسلام
تنفرد بى الغرفة
تتصدع أركانها فوق وحدتي
وهم يسألون الله عنى
فيبسم صمته في نسيانهم
حتى عام
ظلت الغرفة تئن لي
وأنا عالقة بجدار لها
حفظ ابتسامة لي مر عليها العام
وهى مازالت تضحك
لم يعد احد يمر بغرفتي
لم يعد احد
يحزن لابتسامتي العالقة فوق الجدار
ولم يعد بالغرفة أحاديثي القديمة
قابعة في ركني أنظر لهم ولا يعرفوني
السرير المائي جف
وابتسامتي غدت لصغار القادمين
مستنكرين
شيئا من زمان
( صانعة الحكايات )
تصنع من الحكايات دمى"
تفرك أسنانها المسوسة
من كثرة الكلام
الناس يشتهون في المساء طفل
لا يعبئون بلغته التي تأخرت
يبتاعون له دمى" تكلمه
حيث ينسون هم لغته الطيبة
صانعة الحكايات
لملمت ألسنتهم الصدئة
من قلة الكلام
خيرت الدمى التي خافت
أن يعاد خلع أسنانها
إن لم يحسنوا
استغلال الأمر
فقط اكتفت الدمى بصمتها
وأومأت للطفل حتى ينام
.............
( شماعة أمي )
شماعة أمي
أهدت لي ثوبا قطنيا
أنبت لي ثديين وسيقانا حريرية
أعجب المحدقون فىّ
واستمالوا نهديّ قليلا
عبّر البالغون عن غضبهم
وتهامست الفتيات على فتحات واسعة
فى الثوب الطويل
سرت مسافة حلم ورغبة
عاد الثوب الى الشماعة
التقطته يد ابنتي
فابتسمت أمي في نومها المطمئن القديم
دون أن تدرى ببنتي التي غلّقت
كل فتحات الثوب
وغطت وجهها بايشارب داكن
ثم حطمت الشماعة
وغدت ..
لا يتعرف عليها أحد
تعليق