سلام الله عليك أستاذي محمد الصاوي وأهنئك على كسب القلوب وكسب المزيد من التلاميذ المخلصين لك وهنيئا كل نجاح في الدنيا وأنت تدل على الطريق وترشد إلى الغاية
لكن سؤالا يحيرني سيدي ألاوهو ما أطلقت ُ عليه : شعر الرياضيات ورياضيات الشعر ! بعض الشباب يبغي من الشاعر أن يكون رياضيا في شعره بحيث أنه لو حاد قيد أنملة على الرسم الهندسي والمتر المربع لكفر بسلطان الشعر ولجرد الشاعر المسكين من كل أسبقية ! قضية الإصرار المميت على عروض الخليل وأنا هنا لا أنقص ولا أطعن في عبقرية الخليل لكني لا أجد لزاما على الشاعر أن لايجد متنفسا في موسيقى غير موسيقى الخليل ! إنها موسيقى التركيب وموسيقى السياق , ولا أخفيك أني غير متبحر في العروض وهو ليس في نظري سوى قالب لا أقل ولا أكثر , ولكني أجد في شعراء كبار كنزار قباني ومحمود درويش وسميح القاسم وغيرهم من الشعراء المعروفين ما أذهب إليه ! فنحن لانرى في شعر درويش عروض الخليل ولافي شعر نزار ! فهل نسحب بساط الشاعرية من تحت أقدامهم ؟!!
وأنا أقول رأيي هذا , وذلك لايعني أني أتعالى على النقد , ولكني أدافع عن نفسي وعن سائر الذين يعانون في عصرنا هذا من شعر الرياضيات والمقاييس الهندسية , ولا أجد حرجا في أن أستمع إليك وإلى نصحك فأنت كما عودتنا لاتحابي ولاتجامل أحدا فإليك أستاذي :
إهداء إلى صحفية
لستُ أدري هل يصح ُّ بأن أقولَ الغزل َ ؟
أيظلُّ اللحنُ في العصفور ِ
ولايغني الأمل َ ؟
ألايغني الفجر في رحم الدجى المستقبل َ
ألا يناجي الغصنُ فوق الغصن منه الجدول َ ؟؟!!
2
أنا هنا في غربتي لايسمح الناس لنا بالفلسفة
فوضعنا مفصل ُ
وقولنا مفصل ُ
طريقنا إلى الخلاء سادتي مفصل ُ
جماعنا مفصل ٌ
وكل شئ هاهنا مفصل كما الكتاب المنزل ِ
3
في غربتي الفنانُ يختلس النبوءة َ والفراسة
ويعيش منهمكا
يكد الذهن َ في طلب العياشة والدراسة .
لايسمع العزف هنا في السوق ِ
منصرف ٌ عن البيع ِ
إلى التجديف والتحليق ِ
مبتكر ٌ
يحاول ُ في صديق ٍ أو رفيق ِ
4
في غربتي تستامني لغة ُ المطابع والمحابر
وتضيق بي سعة الدفاتر
وتفرُّ من قلق التشتت ِ في الطريق إلى المعابر ِ ..
ومضة ٌ للضوء راهبة ٌ كقنديل العساكر .
5
في غربتي يستلهم الفن الكرامة من خيالات القبور
ولكي يمارس حقه في السحر
لابد من تذكرة مسبوقة الدفع
لابد من طرح لابد من جمع
لابد من نذور .
لابد من وساطة ٍ
لابد من وسيط
لابد من ضابطة ٍ مضبوطة بلاشروط
لابد من تكهنات الحرف ِ
لابد أن ندور .
6
في غربتي
أمارس الخلق على مخافة
كأنني أمارس العرافة
تجتاحني الرؤى
تسكنني الأطياف ُ
تعبرني الأحلام
تحجزني الظنون
تقتلني النظافة
وينظر الناس ُ
وينظر الحجاب والقواد والضباط والحراس ُ
ويصدح الأذان ُ
وتصرخ الأجراس ُ
ويتنهي التحديق ُ
ويبرأ الخلق من النجاسة .
7
في غربتي
لايعرف الفن ُّ الأصالة َ كيف تصلى
والحداثة َ كيف تحدث ُ
والكتابة َ كيف تقضي في الحناجر والصدور ؟؟؟!!!
8
أنا أحس ُّ الآن َ
أنا إذن موجود
أنا أبتكر الآن َ
أحس في عينيكِ رغبة ً قوية ً في الانتقام
فانتقمي من قبل أن يزدحم الزحام
فقد قطعتُ عنك المورد العذب َ
والقهوة الصفراء
ومنعتك ِ الطعام
ومنعتك الحديث في الأخبار ِ
ومنعتك الدخول للهوتميل ِ
ومنعتك الحديث في شؤون الحكم ِ
وفي سياسة القصر ِ
ومايدور في مجالس اللئام .
وربما لاتدركين السر في الأسماء والصفات
فأنت في فلسفة الشعر ِ
بحيرة ٌ تجري إلى الأبد
تمنحنا الهدوء والسكينة .
تشارك المصاب َ في جراحه ِ
تعيش في عيوننا صفصافة ً إلى الأبد
فما الذي يدفعك الآن إلى السياسة ؟!
شعر / طارق السكري
تعليق