سليمى التي كانت
حين كنت صبيا يافعا أدمنت المشاركة في الحفلات المدرسية
وأذكر انه في ذلك الزمن العذب وقفت ذات ليلة على منصة أمام جمهور يتجاوز الثلاثة آلاف متفرج
وغنيت..
غنيت عن سليمى
وصالح
اوبريت بأداء مشترك بين تلميذة تمثل سليمى وتلميذ آخر يمثل صالح ...الذي كنته
كانت اغنية شعبية التقطها سمعي ذات مساء في الشارع..
وعلى هامش الأوبريت هناك داخل قلبينا الصغيرين ظلت اللوحة تكبر تزدان بكل الألوان الجميلة ....تتجمل...
كانت الصبية اسمها سعدية،
زرقة عينيها استهوت سفني على الإبحار
ثم توغلت بعيدا
أذكر الآن بنطلونها الأصفر الفاقع الذي كان ينال من حسدي مقدارا وافيا
أّذكر كيف تتسرب ساعات ليلي ألملم شتائل جرأتي..قف امامها متماسكا حدق في عينيها ثبت نظراتك جيدا...تفنن في رسم ابتسامة ساحرة ومحترمة على فمك الغض، كن قويا ولا تترك فرصة لأمواج عينيها كي تلطم شواطيء جبنك...
ألم أقل لك انت جبان...؟؟
لكن حين يحتضنني وجودها الدافيء...تتملكني الدهشة ، ويشلني الإرتباك...تحسني فيشتعل خداها احمرارا ونراجع دروسنا..
وجاءت شموس حزيران لتنسج بيننا مسافات بعيدة، حارقة ،مستعصية على العبور
ونفترق
أعود الى قريتي وأنا أتطلع الى سماء بدت اكثر عدوانية رغم شموسها الساطعة ،فقد خطفت مني سعدية في رحلتها جوا الى فرنسا...فيضيق بي كياني
وألوم نفسي:
أنت العائد ،التائه، الضعيف الى الكوخ..
تسعة أشهر كاملة وأنت تتزين، تتكلف..تحفظ العبارات الجميلة التي لا تقال إلا في حضرة حب عظيم..
لكن القطار مر حتى دون ان تلتقط له صورة تزين بها مدخل كوخك البسيط..
في بداية أيلول من الموسم الموالي
وعاد أيلول..ووجدتني في الصفوف ارقب طلعتها،
حين كنت في لوائح الفصول عن اسمي واسمها ،
كان يقترب مني ، تأكلني أنفاسه الساخنة من الخلف،
وصلني همسه كشهقة بكاء حارة..
لا تبحث عنها فقد ترجلت..
سليمى...ترجلت
س
ل
ي
م
ى
العــــــــــــــــــــــــــــربي الثابت
تعليق