سليمى التي كانت..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • العربي الثابت
    أديب وكاتب
    • 19-09-2009
    • 815

    سليمى التي كانت..

    سليمى التي كانت




    حين كنت صبيا يافعا أدمنت المشاركة في الحفلات المدرسية


    وأذكر انه في ذلك الزمن العذب وقفت ذات ليلة على منصة أمام جمهور يتجاوز الثلاثة آلاف متفرج


    وغنيت..


    غنيت عن سليمى


    وصالح


    اوبريت بأداء مشترك بين تلميذة تمثل سليمى وتلميذ آخر يمثل صالح ...الذي كنته


    كانت اغنية شعبية التقطها سمعي ذات مساء في الشارع..



    وعلى هامش الأوبريت هناك داخل قلبينا الصغيرين ظلت اللوحة تكبر تزدان بكل الألوان الجميلة ....تتجمل...


    كانت الصبية اسمها سعدية،


    زرقة عينيها استهوت سفني على الإبحار


    ثم توغلت بعيدا


    أذكر الآن بنطلونها الأصفر الفاقع الذي كان ينال من حسدي مقدارا وافيا


    أّذكر كيف تتسرب ساعات ليلي ألملم شتائل جرأتي..قف امامها متماسكا حدق في عينيها ثبت نظراتك جيدا...تفنن في رسم ابتسامة ساحرة ومحترمة على فمك الغض، كن قويا ولا تترك فرصة لأمواج عينيها كي تلطم شواطيء جبنك...


    ألم أقل لك انت جبان...؟؟


    لكن حين يحتضنني وجودها الدافيء...تتملكني الدهشة ، ويشلني الإرتباك...تحسني فيشتعل خداها احمرارا ونراجع دروسنا..


    وجاءت شموس حزيران لتنسج بيننا مسافات بعيدة، حارقة ،مستعصية على العبور


    ونفترق


    أعود الى قريتي وأنا أتطلع الى سماء بدت اكثر عدوانية رغم شموسها الساطعة ،فقد خطفت مني سعدية في رحلتها جوا الى فرنسا...فيضيق بي كياني


    وألوم نفسي:


    أنت العائد ،التائه، الضعيف الى الكوخ..


    تسعة أشهر كاملة وأنت تتزين، تتكلف..تحفظ العبارات الجميلة التي لا تقال إلا في حضرة حب عظيم..


    لكن القطار مر حتى دون ان تلتقط له صورة تزين بها مدخل كوخك البسيط..


    في بداية أيلول من الموسم الموالي


    وعاد أيلول..ووجدتني في الصفوف ارقب طلعتها،


    حين كنت في لوائح الفصول عن اسمي واسمها ،


    كان يقترب مني ، تأكلني أنفاسه الساخنة من الخلف،


    وصلني همسه كشهقة بكاء حارة..


    لا تبحث عنها فقد ترجلت..


    سليمى...ترجلت


    س


    ل


    ي


    م


    ى



    العــــــــــــــــــــــــــــربي الثابت
    التعديل الأخير تم بواسطة العربي الثابت; الساعة 03-10-2011, 18:55.
    اذا كان العبور الزاميا ....
    فمن الاجمل ان تعبر باسما....
  • بسمة الصيادي
    مشرفة ملتقى القصة
    • 09-02-2010
    • 3185

    #2
    يقولون أن الحب الصادق لم يعد موجودا في هذا العالم
    بل هو موجود لكن الأمر لا يكتمل
    ما أصعب أن تنتظر ما لن تراه
    وأن ترسم بآمالك وجها يبتعد يبتعد
    لتصحو في النهاية من الحلم لا تعانق إلا الفراغ!
    قصة جميلة وسلسة
    دافئة بحديثها عن الحب
    حزينة في نهايتها
    شكرا لك أيها القدير
    أطيب التحيات
    في انتظار ..هدية من السماء!!

    تعليق

    • ربيع عقب الباب
      مستشار أدبي
      طائر النورس
      • 29-07-2008
      • 25792

      #3
      ترجلت عن مهرة تركبها
      أم أصبحت رجلا ؟
      ربما المعنى الثاني ما جاء لاطما
      معبرا عن خيبة أمل ذريعة
      و عن حنق كلفح النار .. فهل تراها ترجلت ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
      يالك من مشاغب آبق ياعربي
      حزين و حميم و مفعم بالحكابة حد التماهي !

      كنت معك و سليمي التي ترجلت !!!!!!!!!!!!!!!!!
      sigpic

      تعليق

      • عائده محمد نادر
        عضو الملتقى
        • 18-10-2008
        • 12843

        #4
        الزميل القدير
        العربي الثابت
        وأنا أقرأ لك أحسست أن شيئا ما فاتني هنا
        هناك مغزى أردت التقاطه لكني لم أفلح
        ترجلت سليمى والموت ترجل من الحياة
        صعب أن نفارق من نحب
        صعب أن لا نستطيع البوح لهم قبل أن يترجلو أننا كنا نحبهم فعلا
        ودي ومحبتي لك زميلي
        الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

        تعليق

        • د.نجلاء نصير
          رئيس تحرير صحيفة مواجهات
          • 16-07-2010
          • 4931

          #5
          قرأت هنا الحنين والوفاء لبطلة القصة التى رسمها قلمك الراقي
          كأميرة أسطورية
          أستاذي القدير تحياتي ليراع يقطر ابداعا
          sigpic

          تعليق

          • سليمى السرايري
            مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
            • 08-01-2010
            • 13572

            #6
            أستاذي الكبير العربي الثابت

            نصوصك دائما ثابتة في القلب والفكر
            ما اروع أن ترقص الصور حزنا وجمالا
            وسليمى تركض جهة الريح مخلّفة وراءها
            شهقة بكاء حارة.

            /
            /
            /
            سليمــــــــــــــى

            التعديل الأخير تم بواسطة سليمى السرايري; الساعة 04-10-2011, 17:22.
            لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

            تعليق

            • ريما ريماوي
              عضو الملتقى
              • 07-05-2011
              • 8501

              #7
              نعم احسست وكأنك فقدتها للأبد
              ولا أمل في رجوعها مرة أخرى,
              ولكن المواسي للشخص أن الحب
              الاول يبقى في الذاكرة دائما ولا
              يسمح له أن يترجل..
              وآآآآه يا سليمى.
              تحياتي وتقديري.


              أنين ناي
              يبث الحنين لأصله
              غصن مورّق صغير.

              تعليق

              • أمل ابراهيم
                أديبة
                • 12-12-2009
                • 867

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة العربي الثابت مشاهدة المشاركة
                سليمى التي كانت





                حين كنت صبيا يافعا أدمنت المشاركة في الحفلات المدرسية


                وأذكر انه في ذلك الزمن العذب وقفت ذات ليلة على منصة أمام جمهور يتجاوز الثلاثة آلاف متفرج


                وغنيت..


                غنيت عن سليمى


                وصالح


                اوبريت بأداء مشترك بين تلميذة تمثل سليمى وتلميذ آخر يمثل صالح ...الذي كنته


                كانت اغنية شعبية التقطها سمعي ذات مساء في الشارع..



                وعلى هامش الأوبريت هناك داخل قلبينا الصغيرين ظلت اللوحة تكبر تزدان بكل الألوان الجميلة ....تتجمل...


                كانت الصبية اسمها سعدية،


                زرقة عينيها استهوت سفني على الإبحار


                ثم توغلت بعيدا


                أذكر الآن بنطلونها الأصفر الفاقع الذي كان ينال من حسدي مقدارا وافيا


                أّذكر كيف تتسرب ساعات ليلي ألملم شتائل جرأتي..قف امامها متماسكا حدق في عينيها ثبت نظراتك جيدا...تفنن في رسم ابتسامة ساحرة ومحترمة على فمك الغض، كن قويا ولا تترك فرصة لأمواج عينيها كي تلطم شواطيء جبنك...


                ألم أقل لك انت جبان...؟؟


                لكن حين يحتضنني وجودها الدافيء...تتملكني الدهشة ، ويشلني الإرتباك...تحسني فيشتعل خداها احمرارا ونراجع دروسنا..


                وجاءت شموس حزيران لتنسج بيننا مسافات بعيدة، حارقة ،مستعصية على العبور


                ونفترق


                أعود الى قريتي وأنا أتطلع الى سماء بدت اكثر عدوانية رغم شموسها الساطعة ،فقد خطفت مني سعدية في رحلتها جوا الى فرنسا...فيضيق بي كياني


                وألوم نفسي:


                أنت العائد ،التائه، الضعيف الى الكوخ..


                تسعة أشهر كاملة وأنت تتزين، تتكلف..تحفظ العبارات الجميلة التي لا تقال إلا في حضرة حب عظيم..


                لكن القطار مر حتى دون ان تلتقط له صورة تزين بها مدخل كوخك البسيط..


                في بداية أيلول من الموسم الموالي


                وعاد أيلول..ووجدتني في الصفوف ارقب طلعتها،


                حين كنت في لوائح الفصول عن اسمي واسمها ،


                كان يقترب مني ، تأكلني أنفاسه الساخنة من الخلف،


                وصلني همسه كشهقة بكاء حارة..


                لا تبحث عنها فقد ترجلت..


                سليمى...ترجلت


                س


                ل


                ي


                م


                ى




                العــــــــــــــــــــــــــــربي الثابت
                الزميل القدير العربي مساء الخير
                قصة رائعة عن حب عذري وطفولة وذكرى تحمل كل هذا الحب
                ايها الحبيب وبلااخر تنثر اسمها س ل ي م ى
                اسعدني المرور هنا
                تحية طيبة وود
                درت حول العالم كله.. فلم أجد أحلى من تراب وطني

                تعليق

                • العربي الثابت
                  أديب وكاتب
                  • 19-09-2009
                  • 815

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة بسمة الصيادي مشاهدة المشاركة
                  يقولون أن الحب الصادق لم يعد موجودا في هذا العالم

                  بل هو موجود لكن الأمر لا يكتمل
                  ما أصعب أن تنتظر ما لن تراه
                  وأن ترسم بآمالك وجها يبتعد يبتعد
                  لتصحو في النهاية من الحلم لا تعانق إلا الفراغ!
                  قصة جميلة وسلسة
                  دافئة بحديثها عن الحب
                  حزينة في نهايتها
                  شكرا لك أيها القدير

                  أطيب التحيات
                  أختي الرائعة بسمة الصيادي...
                  يسعدني ان تكوني اول من يصافحني وانا انشر هنا قصة قصيرة ولدت في ظرف استثنائي جدا...
                  صحيح انها انتهت الى حزن عميق ودائم..لكن الحزن مع كل ذلك مدخل رئيسي للفرح.
                  تقبلي آيات شكري ومحبتي..
                  اذا كان العبور الزاميا ....
                  فمن الاجمل ان تعبر باسما....

                  تعليق

                  • العربي الثابت
                    أديب وكاتب
                    • 19-09-2009
                    • 815

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
                    ترجلت عن مهرة تركبها
                    أم أصبحت رجلا ؟
                    ربما المعنى الثاني ما جاء لاطما
                    معبرا عن خيبة أمل ذريعة
                    و عن حنق كلفح النار .. فهل تراها ترجلت ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
                    يالك من مشاغب آبق ياعربي
                    حزين و حميم و مفعم بالحكابة حد التماهي !

                    كنت معك و سليمي التي ترجلت !!!!!!!!!!!!!!!!!
                    اخي الحبيب ربيع...
                    اتدري صديقي انك تسكنني رغم قلة السؤال..فأنت الحاضر الذي لا يغيب ابدا لأنك الأب والأستاذ والإنسان..
                    لك صادق محبتي وعابق تحاياي..
                    وقبلاتي الحارة على جبينك العالي...
                    أخوك العربي
                    اذا كان العبور الزاميا ....
                    فمن الاجمل ان تعبر باسما....

                    تعليق

                    • محمد سلطان
                      أديب وكاتب
                      • 18-01-2009
                      • 4442

                      #11
                      زميلي الرائع عربي الثابت
                      وماذا بعد هذه البراءة والحب الفطري الخارج عن نطاق الكلفة
                      كم كنت مخلصا وصادقا إلى حد بعيد ..
                      وأنا أقرأ كانت تتداعي لي الصور تباعا مع رسمة الموقف
                      أحييك أستاذي واسمح لي أن أعترف لك بأني اشتقتك واشتقت نصوصك
                      صفحتي على فيس بوك
                      https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

                      تعليق

                      يعمل...
                      X