قصة المدينة واحلامها الممنوعة ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أوس حسن
    أديب وكاتب
    • 29-08-2011
    • 37

    قصة المدينة واحلامها الممنوعة ..

    ((.قصة المدينة وأحلامها الممنوعة)) *


    كانتْ مدينة ً مسورة ً بالظلام ... لم يعشقها رحيل ٌ أو سفرٌ أبدا
    ولم تشرق فيها يوما ً شمس ُ الأحلام
    أناسها تماثيلٌ مصنوعة ٌ من الطين ِ والأحجار هواؤها دخان ٌ ووردُها من نار و أشجارُها ذليلةٌ ٌ.. خائفة تُقبلُ كف َالريح ِ
    وتنحني للإعصار


    * * *


    وكان طبيب ٌ في تلك المدينة يعالج ُالأحلامَ البسيطة َ الصغيرة
    كي لا تصبحَ خطيرة ً فتقتلَ صاحبها ...
    فقد حدث هذا يوما ً في غربة الليلِ ومتاهات الأقدار... عندما كانت الآلهة تلبس وهج الفضة في حزن الأساطير حَلمَ المَنْسيُ ً بأنه أحضرَ الشمسَ
    وعلقها على أسوار المدينة
    وصوبَ شراعَه ُ عكس َ الريح ِ والإعصار لكي تبقى الأشجارَ
    شامخة ً ثابتة وتخلع ثيابها الحزينة !
    وعَطرَ هواءها المسمومِ بعطر الندى الذي يفهمُ زقزقةَ َ العصافير
    وكلامَها وعشقها للحبِ والحرية
    نفخَ في التماثيلِ الطينيةِ من روحه ِ فأحالها هياكلَ بشرية تضج ُبأغاني الحياة وقدم لها على طبق ٍ من ذهب الشمس
    أكاليلا ً من الأزهار الربانية

    لكن الحُلمَ بدأ يكبر فيه يوما ً بَعْدَ يوم فلم يستطع أحدٌ معالجته
    لا طبيب ُ الأحلامْ ولا قسوة ُ الأيام ْ والصبرُ في غياهب الحالمين مشنوق ٌ على فجر الانتظار

    فقد سافر َ هذه المرة إلى قصر ٍ عاجي ٍ مُشيدْ و تزوجَ فيه بنتُ السلطان و أ صبح وزيرا ً أو مستشارا ً في الدولة
    عندها غابتْ الشمسُ ورَحَلَتْ إلى سجن ٍ ضبابي ٍ كبير
    وهَبَتْ ريح ٌ صفراءَ ملعونة أطفأت في مهجتيه
    وهجَ الحلم ِ الخطير ! ونجمة ُ الصبح الذهبية طرزتْ وشاحها الأسود وأعلنت رحيلها الأخير...
    فأضحى الرجلُ مفقوءَ العينين ... مبتورَ اليدين
    مصلوبا ًعلى جذع نخلة ..!!

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
     دفاعا عن حرية الفكر والتعبير دفاعا عن الصحفين الذين قتلوا غدرا من أحلامهم البريئة )) اهداء الى روح الصحفي الكردي الشهيد زرادشت عثمان))
    التعديل الأخير تم بواسطة أوس حسن; الساعة 10-08-2012, 20:43.
  • ميساء عباس
    رئيس ملتقى القصة
    • 21-09-2009
    • 4186

    #2

    مرحبا بأوس
    الأديب الجميل
    ومرحبا بمدينتك المسورة بالظلام
    قصة جميلة
    ومقدمتها رائعة
    صور شعرية أتقنت تصوير الموضوع والفكرة بروعة
    كذلك الخاتمة جميلة
    فكرتها موحية مرمزة
    ورائعة المعاني
    ينقصها
    أحداث توتر الحبكة

    أنتظر جديدك
    ومشاركاتك
    دمت نقيا يالعزيز
    ميسـاء العباس
    كانت مدينة مسورة بالظلام ... لم يعشقها رحيل أو سفر ابدا
    ولم تشرق فيها يوما شمس الأحلام
    أناسها تماثيل مصنوعة من الطين والأحجارهواؤها دخان ووردها من نار و أشجارها ذليلة خائفة تقبل كف الريح
    وتنحني للأعصار
    مخالب النور .. بصوتي .. محبتي
    https://www.youtube.com/watch?v=5AbW...ature=youtu.be

    تعليق

    يعمل...
    X