مَقْدِيشِيُو !

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • صقر أبوعيدة
    أديب وكاتب
    • 17-06-2009
    • 921

    مَقْدِيشِيُو !

    [font="traditional arabic"]
    مَقْدِيشِيُو !


    صقر أبوعيدة

    يَا أيّها اللّونُ الْمُغَلّفُ بِالصّحارَى وَالضّوَامِرِ وَالنّفُورْ
    فِيكِ الْخَطَايا وَالنّوَايا أَينَما وُجِدَتْ تَفُورْ
    عَقَرُوكِ وَاخْتَصَمُوا عَلى الأَسْمَاءِ وَاقْتَسَموا مَفاتِيحَ الْقُبُورْ
    وَجَعٌ تَمَطّى بِالثّكالَى وَالرّصَاصِ وَراجِماتٍ تَمْلأُ الأَجْداثَ أَنْفَاساً تَمُورْ
    بَلْوَى تَنَفّسَ رِيـحُها بَينَ الْوِصايَةِ وَالْوُعودْ
    مَرْسُومَةُ الْخُطُواتِ في أَهْدافِها أُمَمُ تَغُورْ
    نَعِلَتْ صُرَاخَ الْجُوعِ فَانْطَمَرَ الضّمِيرْ
    هِيَ حَبْكّةٌ قَامَتْ عَلى صُنْعِ الْبلايَا مِنَ تَقَاسِيمِ الْهَوَى
    صُوَرٌ عَلَتْ كَتِفَ الْجَرائِدِ فَاسْتَحَى مِنْها الضّرِيرْ
    أَوَلَمْ تَرَوا كَيفَ الْعُيونُ تَكَسّرَتْ أَجْفانُها تَرْنُو إلى مَلَكِ السّمَاءْ
    تَرعَى مِنَ الأَحْلامِ كَأْساً يَرْتَوِي مِنْ ثَغْرِها لَونُ الدّماءْ
    نَغَمُ الْعُرُوبَةِ رُبّطَتْ أَوتَارُهُ في عَتْمَةِ الصّمْتِ الْمُبِينْ
    يَا أَيّها الْعِرْقُ الْمُصَنّفُ بِالإخُوّةِ مَنْ تَكُونْ؟
    لا تَقْتَرِفْ لَوناً تَرَاءَى بَينَ غَيمَاتٍ تَفَرّقَ دَمْعُها بَينَ اخْتِلاطٍ في الأُمورْ
    أَرْكُضْ بِشَأْنِكَ قَبْلَما تَأْتي السّنَابِكُ وَالْجَحافِلُ وَالثُّبُورْ
    وَاسْمَعْ هُبُوبَ الرّيحِ إِذْ هَبّتْ عَلى الأَنْحَاءِ لَيسَ لَها خِطَامْ
    لَمْ يَبقَ عِنْدَكَ غَيرُ أَنّاتِ النّسَاءِ وَقَرْقَرَاتٍ لَمْلَمَتْ أَوْجَاعَها بَينَ الْعِظَامْ
    وَالْبِيدُ تَلْفَحُ أَعْيُنَ الأَمْوَاتِ وَالْبَلْوَى نَمَتْ فَوقَ الرّحَالْ
    مَدَّ الرّصَاصُ حِبَالَهُ، لَمْ يُنْجِهِمْ كِيسُ الرّمَالْ
    خَلْفَ الْمَتارِيسِ اشْتَكَتْ أَحْدَاقُهُمْ فِيمَ الْقِتالْ
    رَحَلَتْ سَكِينَةُ شَمْسِهمْ
    مَا جَفّفَتْ أَوحَالَهَم
    وَالْخَبُّ قَدْ أَوْحَى لَهم
    حَبَسَ الْعَقِيدَةَ في تَجَاوِيفِ الْمَجَاعَةِ وَاكْتَسَى بِكِتَابِهم
    أَوَلَمْ تَرَوا كَيفَ النّفُوسُ تَعَثّرَتْ بَينَ الْقُبُورْ
    وَالْمَوتُ رَفْرَفَ فَوقَ صَمْتٍ يَمْلأُ الْوِدْيَانَ دَمْعاً يَسْتَجِيرْ
    فَتَسَاءَلَ الْمَوتَى عَنِ الْمَوتَى الّذِينَ تَسِيحُ أَنْفُسُهمْ عَلى بَطْنِ الطّرِيقْ
    وَغُرَابُهُمْ يَرْنُو إلى جِيَفٍ تَهَاوَى ظِلُّها
    مَا خَطْبُهُمْ
    تَجْرِي الدّوَائِرُ تَعْتَلِي حَدَقَ الْعَجَائِزِ وَالْبَنِينْ
    وَطُفُولَةٌ عَلِمَتْ دُرُوبَ فََنَائِهَا، رَأَتِ الْمَصِيرْ
    إِفْرِيقِيَا تَرَكَتْ سَنامَ الْقَرْنِ مَجْرُوحاً وَمُنْتَظِرَ السّحابْ
    وَالْجُوعُ بَينَ وِهادِها لا يَسْتَحِي مِنْ عَظْمِها حَتّى وَإنْ لَعَقَ التّرَابْ
    يَا أَيّها الْبَلَدُ الْمَزَنّرُ باِللّيَالْ
    يَا وَصْمَةً نُقِشَتْ جِراحَاتٍ على التّارِيخِ وَاتّسَعَ الْفُجُورْ
    وَتَعَجَّبُوا لِمَ يَخَتَفِي أَثَرُ الْعِتابْ
    والسَّيفُ شَمَّرَ أَنْفَهُ بَينَ الصِّحابْ
    يَا نَكْسَةَ الْخَلْقِ الّتي رَقَصَتْ عَلى صَمْتِ الْمَنابِرِ وَالْحَضَارَةِ وَالأَغَانِي..
    وَالْعَنَاوِينِ الّتي نَامَتْ عَلى لَونِ السّطُورْ
    هِيَ دَمْعَةٌ صُرِفَتْ مِنَ الأَيدِي الّتي سَرَقَتْ نَدَى الصّومَالِ..
    وَالأَطْفَالُ يَنْتَظِرُونَ حُبّاً لَمْ يَكُنْ حُبّاً وَلا دِفْئاً تَسَرّبَ مِنْ قَوَانِينِ الشّرُورْ
    وَيْلٌ لِمَنْ رَصَفَ الدّرُوبَ إِلى أَسَاطِيلِ الْخَرابْ
    وَيلٌ لِمَنْ رَسَمَ الْخَرَائِطَ بَينَ أَيدٍ مَا لَها جِلْدٌ يَهابْ
    نَهَشَتْ مِنَ الأَعْنَاقِ أَوْرِدَةً تُعَبّئُ مَرْجِلَ الأَيّامِ بِالْحُزْنِ الْمُعَتّقِ بَينَ فُخّارِ الصّدُورْ
    وَتَصَدّقُوا لِلْمَوتِ مُدّةَ شَهْقَةٍ بَينَ الْمَسَافَاتِ الّتي رَجَفَتْ بِها نُقَطُ الْكِتابْ
    وَالحُكْمُ يَذْرِفُ شَعْبَهُ مُتَشَبّعاً طُرُقَ الْعَذابْ
    مَا كَانَ لَيلُ بِلادِهمْ يُؤْوِي الْجِياعَ وَلَمْ يَكُنْ في حِضْنِهِ غَيرُ الرّدَى
    صُومَالُ يَا دَرْبَ الْوُصُولِ لِمَهْلِكِ الأُمّ الّتي رَفَضَتْ خَيَالاً لِلْعِدَى
    لَمّا بَدَتْ رِحْلاتُهُمْ ظَنّوا الطّرِيقَ مُعَبّدَا
    حُلْمُ الْمُغَامِرِ قَبْلَمَا تَرْسُو السّفَائِنُ بَينَ غَلاّتِ الْحُرُوبْ
    بَلَدٌ تَحَثّرَ رِيقُهُ بِالْجَورِ وَالْوَجَعِ الْمُقَمّطِ بِالْهُرُوبْ
    رَسَمُوا لَهُ نَفَساً تَقَطّعَ لِلْعُبُورِ وَلِلْغَنِيمَةِ وَالدّثُورْ
    فَتَنَازَعُوا أَمْرَ الإمَارَةِ بَينَ أَصْنَافِ الرّحِيلْ
    هِيَ غَفْوَةٌ وَتَرَى الْمَوانِيَ جَابَهَا لَيلٌ بِهِ غِلٌّ ثَقِيلْ
    وَهُنَاكَ جَارٌ يَسْمَعُ التّهْلِيلَ طَبْلاً لِلنّفِيرْ
    إثْيُوبِيَا رَقَصَتْ عَلى نَارِ الْقَبَائِلِ وَالْقُشُورْ
    وَعُرُوبَةٌ تَنْمُو عَلى أَطْنَابِها جُرُفُ الشّمَاتَةِ وَالنّوَى
    أَينَ الْحِكَايَةُ حَيثُ كانُوا يَرْتَوُونَ لِكُلّ عَينٍ دَمْعَها ؟
    حَتّى إذا بَكَتِ الْحَرائِرُ تَشْتَكِي لِمَنِ امْتَطَى ظَهْرَ الْبِلادِ وَحُكْمَها
    لَم يَأْتِهمْ بِفُؤَادِهِ حَتّى يُطَبْطِبَ فَوقَ رَأْسِ الْمُسْتَغيثِ إِذِ انْتَفَى
    أَوْ يَرْسُمَ الْبَسَمَاتِ عِنْدَ تَخَطّفِ الأَرْوَاحِ وَالْقَبْرُ اكْتَفَى
    لَكِنّهُ نَقَشَ التّرَاقِيَ بِالرّصَاصِ وَأَسْرَفَا
    فَتَغَرّبَتْ بَلَدُ الشّقَاوَةِ وَالْعَدَاوَةِ وَالسّجُونْ
    وَاسْتَسْلَمَتْ لِمَنِ اعْتَلَى بَارُودَةً أَوحَتْ لَهُ أَنْتَ الْهَصُورْ
    مَقْدِيشِيُو رِئَةُ الْعُرُوبَةِ إذْ تَمَزّقَ صَدْرُها قِبَلَ الْجَنُوبْ
    وَتَعَثّرَتْ خُطُوَاتُها تَرْجُو الْهُرُوبْ
    لا تَنْهَبُوا أَنْفَاسَها
    رَأَتِ الْمَسَافَةَ تَخْتَفِي في ظُلْمَةِ التّارِيخِ منْ وَطَنٍ تَهَادَى لِلْعُبُورْ
    في بَالِها أُمَمٌ تَخَطّتْ صَبْرَها فَاسْتَشْرَفَتْ ضَوءَ الْمَسيرْ



    [/u]
    [/FONT]
  • المدني بورحيس
    أديب وكاتب
    • 31-12-2010
    • 214

    #2
    أخي الشاعر الجميل صقر أبو عيدة: يسرني أن أكن أول من يمسك بهذه الثمرة الإبداعية، وهي ثمرة ارتون بنار الحزن والغيرة على مصير إخواننا في الصومال، فجاءت الكلمات وقد ألقت معانيها، لتحمل من الالم الشيء الكثير، فلله درك أيها الشاعر الغيور على أمته، ترسم الجرح النازف وتسقيه بأنفاسك الحارة، وتحمل عن إخوانك بعضا من الألم الممض، فالله نسال أن يغيث إخواننا في الصومال اون يكشف عنهم البلاء والفتن.
    تقبل مني خالص المودة والتقدير.

    تعليق

    • المدني بورحيس
      أديب وكاتب
      • 31-12-2010
      • 214

      #3
      أخي الشاعر الجميل صقر أبو عيدة: يسرني أن أكون أول من يمسك بهذه الثمرة الإبداعية، وهي ثمرة ارتوت بنار الحزن والغيرة على مصير إخواننا في الصومال، فجاءت الكلمات وقد ألقت معانيها، لتحمل من الألم الشيء الكثير، فلله درك أيها الشاعر الغيور على أمته، ترسم الجرح النازف وتسقيه بأنفاسك الحارة، وتحمل عن إخوانك بعضا من الألم الممض، فالله نسال أن يغيث إخواننا في الصومال وأن يكشف عنهم البلاء والفتن.
      تقبل مني خالص المودة والتقدي
      ر.[/size][/color]
      التعديل الأخير تم بواسطة المدني بورحيس; الساعة 06-10-2011, 05:36.

      تعليق

      • جودت الانصاري
        أديب وكاتب
        • 05-03-2011
        • 1439

        #4
        الاخ العزيز صقر تحيه كبيره
        ابدعت برائعتك الجديده هذه
        اخي ان عاد بعد الحرب,,,,,, غربي لاوطانه
        والقى جسمه المنهوك في,,,,,, احضان خلانه
        فلا تطلب اذا ما عدت,,,,,, للاوطان خلانا
        لان الموت لم يترك,,,,,, لنا صحبا نناجيهم ,,,,سوى اجياف موتانا
        بكل اسف هؤلاء المساكين لم نصدر اليهم سوى فرقتنا وبارودنا وهم احوج ما يكونون الى فتات موائنا
        ابدعت اخي ودام تواصلنا والود
        لنا معشر الانصار مجد مؤثل *** بأرضائنا خير البرية احمدا

        تعليق

        • صقر أبوعيدة
          أديب وكاتب
          • 17-06-2009
          • 921

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة المدني بورحيس مشاهدة المشاركة
          أخي الشاعر الجميل صقر أبو عيدة: يسرني أن أكن أول من يمسك بهذه الثمرة الإبداعية، وهي ثمرة ارتون بنار الحزن والغيرة على مصير إخواننا في الصومال، فجاءت الكلمات وقد ألقت معانيها، لتحمل من الالم الشيء الكثير، فلله درك أيها الشاعر الغيور على أمته، ترسم الجرح النازف وتسقيه بأنفاسك الحارة، وتحمل عن إخوانك بعضا من الألم الممض، فالله نسال أن يغيث إخواننا في الصومال اون يكشف عنهم البلاء والفتن.
          تقبل مني خالص المودة والتقدير.
          المدني بورحيس
          شاعري وأخي الذي يأنس له القلب
          بوركت أخي على طيب كلمك وتفاعلك مع النص
          شكرا إلى قلبك الكبير الذي يملأه الحب والوطن

          تعليق

          • صقر أبوعيدة
            أديب وكاتب
            • 17-06-2009
            • 921

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة جودت الانصاري مشاهدة المشاركة
            الاخ العزيز صقر تحيه كبيره

            ابدعت برائعتك الجديده هذه
            اخي ان عاد بعد الحرب,,,,,, غربي لاوطانه
            والقى جسمه المنهوك في,,,,,, احضان خلانه
            فلا تطلب اذا ما عدت,,,,,, للاوطان خلانا
            لان الموت لم يترك,,,,,, لنا صحبا نناجيهم ,,,,سوى اجياف موتانا
            بكل اسف هؤلاء المساكين لم نصدر اليهم سوى فرقتنا وبارودنا وهم احوج ما يكونون الى فتات موائنا

            ابدعت اخي ودام تواصلنا والود
            جودت الانصاري
            أخي وصديقي العزيز
            بورك قلبك الذي يتفاعل مع إخوته ويحمل هم أمته
            حفظك الله أيها البهي

            تعليق

            • خالد شوملي
              أديب وكاتب
              • 24-07-2009
              • 3142

              #7
              أخي الغالي صقر

              تثبت القصيدة إعجابا وتقديرا.

              محبتي

              خالد شوملي
              متعرّجٌ كالنهرِ عمري مرّةً يسري ببطءٍ تارةً كالخيلِ يجري
              www.khaledshomali.org

              تعليق

              • صقر أبوعيدة
                أديب وكاتب
                • 17-06-2009
                • 921

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة خالد شوملي مشاهدة المشاركة
                أخي الغالي صقر


                تثبت القصيدة إعجابا وتقديرا.

                محبتي


                خالد شوملي
                الأخ الحبيب خالد شوملي
                دمتم لنا مشجعين ومحبين
                وثبت الله فؤادك في محبته
                حفظك المولى

                تعليق

                • محمد العلوان
                  أديب وكاتب
                  • 05-03-2009
                  • 335

                  #9
                  صُوَرٌ عَلَتْ كَتِفَ الْجَرائِدِ فَاسْتَحَى مِنْها الضّرِيرْ
                  شكرا لهذا الالق
                  تحياتي

                  تعليق

                  • صقر أبوعيدة
                    أديب وكاتب
                    • 17-06-2009
                    • 921

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة محمد العلوان مشاهدة المشاركة
                    صُوَرٌ عَلَتْ كَتِفَ الْجَرائِدِ فَاسْتَحَى مِنْها الضّرِيرْ
                    شكرا لهذا الالق
                    تحياتي
                    الأديب الأريب محمد العلوان
                    وشكرا لحضوركم النبيل وعطركم الذي نثرتموه
                    حفظك الله

                    تعليق

                    يعمل...
                    X