حوار منقول عن ( الفلول والعجول )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد فهمي يوسف
    مستشار أدبي
    • 27-08-2008
    • 8100

    حوار منقول عن ( الفلول والعجول )

    من تصفحي في المدونات المصرية أعجبني هذا الحوار الساخر
    بين صاحب المدونة وقريب له من فلول النظام المحلول أو المنحل في مصر
    فأحببت أن أنقله للتسلية الهادفة دون أن ألمس الحوار بأي تعديل أو تصويب لغوي على أخطائه
    وعليكم أن تعلقوا معي على مقدرة الأديب المدون على تمكنه من وسائل الكتابة الساخرة
    ==================================================



    الفلول والعجول


    إتصلت بإبن العم الذي لم أتحدث إليه منذ شهور للإطمئنان عليه ووصلا للأرحام , وقد كان إبن العم قياديا محليا في الحزب الوطني المحلول منذ أن كان صبيا , وكان متحمسا للحزب ومدافعا عن نظامه علي غير عادة كل أعضاء الحزب الوطني الذين أعرفهم , كانو إذا خلوت بهم يصفون الحزب وقياداته بكل ما لديهم من الأوصاف السيئه والنعوت البذيئة , ومع ذلك لا يجرؤ أحدهم علي ذكر الحزب بكلمة واحدة أمام إبن العم المتعصب للحزب ورجاله.


    سلمت عليه وسألته عن عمي وعن عمتي وعن زوجته وعن أولاده وعن صحته كما كنا نفعل في كل مرة , ثم حلت علينا برهة من الصمت ,لم أجد ما أقوله له , لم يكن بيني وبينه إهتمامات مشتركه , كنت من اليمين وكان من اليسار , كان إبن العم مع الحكومة والنظام علي طول الخط , وكنت ضد الحكومة وضد النظام , كنت مع الثوره ولابد أنه كان ضدها , وقد كان يسألني في سنوات مضت كلما إلتقيت به سؤالا لم يغيره أبدا عندما لا توجد مادة للحديث بينه وبيني , كان يقول متندرا كيف حال الإخوة ؟؟ ولم أكن أغضب من سؤاله , إلا أنه لم يسألني في هذه المره ,فرأيت أن أسأله لأقطع الصمت , قلت : كيف حال الفلول ؟؟ إرتفع صوته فجأة , صرخ عبر الهاتف في أذني , ماذا تقصد بالفلول ؟؟ هل تقصدني ؟؟ ماذا تعني ؟؟ لا تظنوا أننا قد إنتهينا , لقد كنا أسياد هذا البلد وسنبقي أسياده , لم أتوقع هذه السخافة منك أبدا , إذا كنت لا تذكر ماذا فعل من تسميهم بالفلول لك من قبل , أذكرك إن نسيت , هل نسيت من كانو يتوسطون لك في الكبيرة والصغيره , ومن كانو يمنعون عنك الإعتقال وال ....
    أعرف مذ كنا صغارا أنه حقير , و لم يكن في حاجة إلي إثبات ذلك مجددا , لكنه فعل , وكثيرا ما كان يفعل.


    أدركت أنني قد وقعت في المحظور, وكنت أعرف أنه عنيد , لا يصالح ولا يسامح , وأنه إن خاصم فجر , و قد يقطع ما بيننا من رحم إلي الأبد , فلم أجد بدا من التحايل للخروج من هذا المأزق , كذبت عليه كذبة بيضاء , قلت له بعد أن هدأ قليلا : لم أقل فلولا ولم أسألك عن حال الفلول يا أخي , لقد قلت كيف حال العجول ؟؟ أقصد عجولكم ومواشيكم , لم يصدقني في التو , وأصر أنني قلت كيف حال الفلول , سألني ما الذي يجعلك تسأل عن عجولي؟؟


    قلت : يا أخي , أتعجب من سؤالك هذا , هل نسيت يا ابن العم أنني طبيب بيطري , ورغم أنني لا أمارس المهنة منذ سنوات إلا أن شوقا وحنينا لها يدفعني للحديث عنها وحولها من حين لأخر , عندما أتصل بقريبنا القيادي في حزب الوفد لا يحدثني ولا أحدثه إلا عن الأرانب , وعندما أتكلم مع قريبنا القيادي في الحزب الناصري لا نتكلم إلا عن ثور كبير, وعندما أجلس مع قريبنا الإخواني العضو في مكتب الإرشاد لا يكلمني ولا أكلمه إلا عن قطيع الأغنام , وقريبنا المنشق عن حزب العمل الإسلامي لا يحدثني إلا عن العصافير , ليس هؤلاء كل من أحدثهم في الأمور الحيوانيه , أتحدث أيضا إلي قريبنا الكاتب الليبرالي الكبير وليس لي حديث معه إلا عن الكلاب الضالة , صدقني يا عزيزي لم أسألك إلا عن العجول , أخبرني كيف حال العجول؟؟.


    قال ابن العم : حسنا العجول بخير , مازال كل عجل منها علي مدوده ,و مازال في المداود وفرة من التبن والعليقه , مازالت العجول في حظيرتنا طليقة , وسوف تبقي العجول دائما حرة و طليقة , إلا عجلا كبيرا ومعه عدد صغير من العجول , حبسها الرعاة يوما أو بعض يوم حتي تبقي العجول الأخري طليقة و تحصل علي حصتها الوفيرة من البرسيم في المواسم القادمه ,


    وأردف إبن العم قائلا ستبقي الحملان الجائعة حملاناًُ , وستبقي العجول عجولا ,قالها بفخر وإعتزاز , وكأن البقاء في عداد العجول مفخرة ومكرمة ,ثم أتبع ذلك قائلا إن عجولا سمينة لها قرون كبيرة وذيول طويلة لن تترك مداودها ولو تظاهرت كل الحملان خارج الحظيره.


    سألته وماذا لو إقتحمت الحملان الحظيره و تكاثرت علي العجول السمينه وأمسكت بالعجول عجلا عجلا , كسرت قرونها وقطعت ذيولها وتقاسمت مداودها ووزعت بين القطعان شعيرها؟؟؟


    لم يجب إبن العم علي سؤالي وأغلق الهاتف , حاولت الإتصال ثانية عليه , لم يرد, وقال لكل من يعرفه ويعرفني أن يخبرني ألا أتصل عليه مرة أخري .

    أحمد خفاجي
    ahkhafagy@yahoo.com
    =====================
    تحية للكاتب والقاريء
    وأنتظر تعليقاتكم الكريمة





  • مباركة بشير أحمد
    أديبة وكاتبة
    • 17-03-2011
    • 2034

    #2
    مضى وقت طويل منذ أن لفظها على مسمع من القريب والبعيد لسان السيدالصحاف، ابن العراق المبجل، ولازالت كلمة علوج ،عجول ،تثير في حجرات الصدر دخان التعجب .وهاهو ذا كاتبنا القدير،قد مدد البساط، وأفرغ مافي جعبة قلمه من أسرار، تكتنف ساحتهم أقصد مداودهم.

    ويبقى السؤال : هل باستطاعة العجول أن تتصدى لقطعان الأغنام ،إذا ما اقتحمت عليها حظيرتها وقد تغذت عروقها (بكوكتيل ) ( بمزيج ) من إرادة ،قوة ، وأمل ..؟

    ..........

    ها قد كنت أول المعلقين على هذا الطبق الحلو ،الذي أهداه لنا قلمك أقصد لوحة مفاتيحك ، يا أستاذنا الفاضل .
    أشكرك على روعة الانتقاء، ودام لك التمييز .

    تقديري وتحيتي.

    ===================
    شكرا ...شكرا، لرابطة محبي اللغة العربية.
    التعديل الأخير تم بواسطة مباركة بشير أحمد; الساعة 08-10-2011, 07:37.

    تعليق

    • محمد فهمي يوسف
      مستشار أدبي
      • 27-08-2008
      • 8100

      #3
      أيتها الجميلة الجزائرية الفاضلة الأخت الأستاذة مباركة بشير أحمد
      لكأنك ( جميلة بوحريد ) وهي تقود ببسالتها جهاد البطلات الجزائريات
      بتلك النبرة الطيبة في تعليقك على ما نقلته عن ( العجول ) وسط ميادين حرية التعبير
      عن فلول ثورة 25 يناير الشعبية المصرية ، وقد أطاحت الجماهير بعجول الأشرار
      وأوصدت عليهم حظيرة النسيان وراء قضبان السجون .
      شكرا لمرورك الرائع

      تعليق

      يعمل...
      X