تويت
ابنتي الغالية : إنعام الله
.. جي وال – بيشاور
عليك سلام الله ورحمته
منذ أن فارقتكم وفارقت بيتي الصغير والذي لايسمى بيتاً إذا قارنته .. جي وال – بيشاور
عليك سلام الله ورحمته
ببيوت أهل هذه الديار الفاخرة ولكنه أقرب إلى الكوخ أو العشة بلغتهم
لكنه عندي وعندكم قصراً من الألفة والأنس والإنتماء والذكريات
وهذا الكوخ أقصد القصر يتوسط مزرعتنا الخضراء ذات الأشجار المعمرة
والتي تطعمنا كل عام خيرها المبارك القندم (القمح) الذي يغنينا
عن ألوان من الأطعمة المتعددة هنا واغلبها مستورد من خارج الحدود
.. نعم يا غاليتي منذ أن فارقتكم وأنا كثير التفكير والتوجد عليكم
ولولا ما أنا فيه من نعمة العمل لأرهقني شوقي لكم
لقد وجدت في غربتي أسرة بديلة ارتبطت بها ارتباطاً وثيقاً
وحتى لا تظنين بي الظنون صغيرتي فإنّ هذه الأسرة هي
زنبيلي الأسود الصغير وخيط البناء وملعقة الاسمنت
اصطحبها كل صباح ونجلس سوياً فوق رصيف (حراج العمال)
ويكفيك يا حبيبتي خشونة اسم هذا المكان لتعلمي مدى معاناتنا في طلب الرزق
في ديار تعيش نهضة عمرانية واسعة وأهلها طيبون لولا جشع قليل منهم واستهتار
بعض شبابهم ومماطلتهم لنا في حقوقنا
وقد يمر يوم كامل وأنا تحت أشعة الشمس اللاهبة – وما أشد حرارة شمسهم –
أنتظر صاحب عمل يبحث عن عامل
لكنّ الغالب هنا كثرة الأعمال وحاجتهم الماسة إلى الأيدي العاملة
كم شيدت من بناء وكم زخرفت من دار
وهم يتنافسون في الزخرفة وطلب كل جديد في أنماط البناء وفنونه
لا أشعر بالملل لأنني أعمل بجد وتفان وبيني وبين أدواتي ود عميق وعلاقة حميمة
ولا يهمني تعبي طالما أنتم تجنون ثمرته من أجل أن تعيشوا حياة كريمة
قريبة من حياة أهل هذه الديار المنعمين
.. ولكن كل خوفي – صغيرتي – أن تصبح الغربة إحساساً لذيذاً أشتاق له وأحرص عليه
.................................................. ............ قبلاتي
والدك : شاكر خالد
الرياض
الرياض
تعليق