السجن أحب..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نهاد أبو جبر
    أديب وكاتب
    • 21-06-2010
    • 5

    السجن أحب..

    قلم: نهاد أبو جبر


    عذراً سيدي..
    السجن أبغض..
    ليت.. طارحت كيدهن..
    وتنعمت..
    بغرام غير مباح.. مخمليا..
    يتوسد..
    لعوة كواعب نرجسها.. لُجيّا..
    آهات..
    نيروز جيبها المتلاطم.. سَكَرا..
    يهدهد جوىً قتيلا..

    بدر البدور..
    على رسلك..
    لا.. تهش فؤاداً نديا..
    مقلة الفردوس..
    رمته.. بأنين خفيا..
    يتعوذ.. في سكرات صبرا..
    جميلا..
    كسر رفيقاً خيلاؤه.. قدسيا..
    قدرُُ.. ماكر.. لعوب.. فاتن..
    لا يشق له غبار..
    ثكل قلباً.. سقيما..
    ناجى يوماً سدرة.. بعيدا..
    ألا.. يسيل دما..
    على شغافٍ.. عذريا..
    كذب.. ظنه زكيا..

    ليت..
    مت قبل هذا..
    تنافخ جُعل رحاب.. عتيا..
    أضنك الغير مباح.. أم..
    يهيم بكيّه.. كيا..

    أم..
    نفحات طالعاً.. شجيا..
    تداعب.. تصفع..
    تئز.. لطائفاً تخبوا.. اليوم..
    غداً.. أمس..
    ليت كنت نسياً.. منسيا..
    سبحانك..
    عترة رحمتك.. سحب نجواه..
    فلا.. تدع دم يوسف سداً..
    بين إبن الرجل..
    وإبن السته وستين.. زنيما..

    وإليكم رابط صفحة الكاتب/ نهاد أبو جبر..

    وبها كتاباته ومقالاته..



    وشكراً..
  • محمد الصاوى السيد حسين
    أديب وكاتب
    • 25-09-2008
    • 2803

    #2
    الفكرة – البنية اللغوية

    الفكرة الشعرية

    يمكن القول أننا أمام فكرة شعرية تستحق التأمل والتمعن ، هى فكرة الصبابة والوجد التى يحاصرها العجز والشغف فى آن فى واحد ، بما يكثف من قسوة المشهد على وجدان بطل النص ، والذى يرسم لنا لوحة الوجدان البشرى المهزوم فى نشوة ، والمنكسر فرحا تحت وقع هذا الشغف والصبابة ، فهى ألم عذب على فؤاد بطل النص الذى عبر عنه الشاعر ، ألم لما يكابده بطل النص من عجز ، وإنما تجىء عذوبته من حالة الشغف والافتتان بالمحبوبة وما تمثله من دلالة ورمز

    والحقيقة أننا هنا أمام معالجة لفكرة الافتتان العاجز عن الوصل نجد أن هناك استدعاء للتراث الدينى كما نرى فى سياق المفتتح حيث نتلقى هذا السياق

    - عذراً سيدي..
    السجن أبغض..
    ليت.. طارحت كيدهن..
    وتنعمت..

    - كما نجد أيضا أننا أمام توظيف لهذا التراث الدينى فى لوحة النص كما فى هذا السياق

    ليت كنت نسياً.. منسيا..
    سبحانك..

    ويمكن القول أن توظيف الرمز الدينى فى السياق يكثف من السياق الدلالى حيث الشعور بالعجز الإنسانى والمقابلة بين طاقة الوجدان البشرى و قدرته على الحلم والتخيل والارتحال إلى عوالم الفردوس الذى تمثلها حالة الوصل ثم من جهة أخرى مع مكابدة الواقع حيث الحرمان والعجز ، والوقوف على بوابة الحلم والأمنيات دون القدرة على الولوج عبر وطأة الواقع إلى عالم الأمنيات ونشوة الحلم ، لذا نرى كيف يفاجئنا المفتتح بحالة الدهشة والمفارقة التى يستدعيها السياق والتى تبدأ من الخبرة العامة للتراث الدينى واستدعاء مشهدية النبى وقدرته أن يكون نقيا ناصع الروح ، وبين عجز الإنسان العادى الذى لا يطيق مثل هذى التجربة ، هنا المعالجة الفنية لا تقصد إلى الموازنة بالطبع كما يبدو ظاهرها بل إنها تستحيل تعبيرا كنائيا عن حالة الضعف البشرى وتموج الوجدان العاشق وتلهب الروح التى تنصهر فى تجربة العشق ومكابداته الأليمة

    لكن من جهة أخرى كانت معالجة الفكرة الشعرية فكرة الافتتان والعجز البشرى فى آن واحد ناجحة فنيا كمفتتح مدهش ، وذكية من حيث الكناية فى سياق يستدعى عذابات السيدة الطاهرة البتول حيث نتلقى جمالية سياق ( ليتنى كنت نسيا منسيا ) بما يجعلنا أمام لوحة لوجدان بشرى يكابد عجزه وابتلاء صبابته والوجدان الذى يستبصر ثقل التجربة ووطأتها فيتناص مع سياق البتول ومكابدتها ، وهنا مع الاستدعاء تتجلى لنا جمالية الكناية وقدرتها على إنتاج أفق دلالى وجمالى من الألم يحتوى أفقا داخليا لبطل النص فينشر ظله عليه ويتناغم معه ومع إيقاع وجيعته وآلامه التى تتجلى لنا لوحتها الشجية فى سياق النص

    - لكن الفكرة ومعالجتها لا تستمر بهذى السلاسة التى بدأ بها السياق أو السياق التالى لتوظيف التراث ، حيث نتلقى هذا السياق فختام النص
    فلا.. تدع دم يوسف سداً..
    بين إبن الرجل..
    وإبن السته وستين.. زنيما..

    والحقيقة نحن حين نتأمل سياق الختام نجد أننا أمام الاستدعاء الفنى للتراث الدينى لكن عبر تفاصيل لا تترك أمام المتلقى مفاتيح دلالية لتلقى السياق بسلاسة ويسر ، بل نحن أمام لوحة ختام تدخل بنا فى تفاصيل جديدة تتكىء على بنية النص التراثى لكنا أيضا تنتج بنيتها الدلالية الداخلية الخاصة بها ، وهذا ليس المشكلة فنحن سبق لنا أن تلقينا جمالية المقابلة بين مكابدتين فى مفتتح النص مكابدة النبى ونقائه ومكابدة الوجدان البشرى وانكساره ، لكننا هنا فى لوحة الختام أمام اللوحة التراثية التى تتنافر بتفاصيلها مع الخبرة التى لدى المتلقى والتى اكتسبها عبر النص التراثى ومشهدية قصة النبى ، ثم لسنا أمام سبيل جمالى ودلالى يمهد لنا وييسر تلقى هذا التنافر أو تأويله بما يجعل مشهد الختام فى رأيى مشهدا خارجا عن فنية معالجة الفكرة الشعرية التى قام عليها النص والتى استطاع أن يعبر بها عن فكرة ربما تكون عسيرة قليلا على المتلقى العام لكنها تظل فكرة شعرية ثرية وتمتاز بمعالجة تستحق التأمل والتمعن

    البنية اللغوية :-

    - سنلاحظ أن النص كان بحاجة إلى التشكيل الذى ربما كان سيضىء بضعة مواضع من سياق النص ويحسم دلالة السياق حيث يظل غياب التشكيل عائقا أمام المتلقى بشكل عام خاصة مع لغة فنية شديدة التكثيف يظل ربما عائقا أمام سلاسة التلقى

    - ربما كمتلق اجد ان هناك لفظا معجميا مثل ( لعوة ) على جمالية الصورة وتخييلها يقف مانعا أمام انسياب التخييل نظرا لأن اللفظ لا ينتمى إلى فصحى العصر ولغته السائدة وهى اللغة التى يشتغل عليها الأديب ليرتقى بها أكثر ويطوعها أكثر وهذا يحتاج من الأديب حين يستخدم لفظا معجميا أن يعتمد قدر الإمكان على سياق يضيئه وييسر تلقيه حتى لا يضر بسياق التخييل والرسالة الدلالية التى قد تعوقها غرابة اللفظة فيتأثر التلقى بالسلب

    - يمكن القول أننا أمام نص نثرى أى أننا أمام بنية السطر النثرى والتى اتجهت لاستخدام علامة الترقيم التى تعتمد على نقطتين كدلالة على المسكوت عنه والحقيقة أن تكرار علامة ترقيم واحدة ، يحتاج نظرة أخرى إلى هذى البنية المستخدمة حيث إن هناك الكثير والكثير من طاقات بنية السطر النثرى يمكن توظيفها كإيقاع نهايات الجمل ، وتنويع حالة الاتصال والانفصال بالسطر التالى بما يصب فى نهر البنية الموسيقية ويرفده بينما تثبيت البنية عبر علامة ترقيم واحدة يعوق رفد هذى البنية ويحرمها فى رأيى من طاقات كثيرة كان يمكن توليدها عبر تفعيل نهايات الأسطر

    - ربما أجد أن الهمزة التى ظهرت فى لفظة ( إبن ) خطأ مطبعيا يلزم مراعاته فيما بعد

    - يمكن القول أننا أمام لغة شاعرة ثرية فيكفى أن نتأمل جمالية سياق ( يهدهد جوى قتيلا ) وهو السياق الذى يكنز الاستعارة المكنية الباهرة التى تجسد لنا الجوى فى هيئة أخرى ثم نتلقى علاقة الحال والتى يمكن أن يكون صاحبها الفاعل أو الجوى نفسه فيكون الذى يهده الجوى قتيلا بوجده وصبابته ، أو يكون الجوى قتله الوجد فيستحيل بطل النص كأم رؤوم لا تصدق فجيعتها فى وليدها الذى تحنو عليه فتهدهده قتيلا ، أو فلنتأمل سياق ( مقلة الفردوس رمته بأنين خفيا ) وهو السياق الذى تقوم على خبرية الجملة الاسمية وما توحى به من يقين ينبع من بصيرة بطل النص ، وهو السياق الذى يكنز التخييل عبر الاستعارة المكنية التى تجسد لنا الفردوس كيانا حيا رانيا إلى بطل النص الذى عبر عنه الشاعر ، كما يمكن أن تلقى السياق كتشبيه بليغ ويكون تأويله ( الفردوس كمقلة رمته ... ، أو يمكن تلقيه عبر كون السياق مجازا مرسلا فمقلة الفردوس ليست وحدها التى رمته بل بهاء الفردوس وفتنته وروعته هى كلها من رمته ، ثم ولنتأمل جمالية علاقة (رمته بأنين خفيا ) وهو التخييل الذى يكنز الاستعارة المكنية التى تجسد الأنين ذاته وقد استحال نصلا ، أو يمكن تلقى السياق على أن الأنين مجاز مرسل علاقته المسببية ويكون تأويل السياق رمتنى بالأمنيات التى كانت علة الأنين الخفى ، حقيقة نحن أمام لغة تخييل باذخة ثرية تستحق من المتلقى أن يقرأ السياق أكثر من قراءة لما يكنزه من روعة وجمال

    تعليق

    • نهاد أبو جبر
      أديب وكاتب
      • 21-06-2010
      • 5

      #3
      السجن أحب..

      السجن أحب..

      قلم: نهاد أبو جبر


      عذراً سيدي..
      السجن أبغض..
      ليت.. طارحت كيدهن..
      وتنعمت..
      بغرام غير مباح.. مخمليا..
      يتوسد..
      لعوة كواعب نرجسها.. لُجيّا..
      آهات..
      نيروز جيبها المتلاطم.. سَكَرا..
      يهدهد جوىً قتيلا..

      بدر البدور..
      على رسلك..
      لا.. تهش فؤاداً نديا..
      مقلة الفردوس..
      رمته.. بأنين خفيا..
      يتعوذ.. في سكرات صبرا..
      جميلا..
      كسر رفيقاً خيلاؤه.. قدسيا..
      قدرُُ.. ماكر.. لعوب.. فاتن..
      لا يشق له غبار..
      ثكل قلباً.. سقيما..
      ناجى يوماً سدرة.. بعيدا..
      ألا.. يسيل دما..
      على شغافٍ.. عذريا..
      كذب.. ظنه زكيا..

      ليت..
      مت قبل هذا..
      تنافخ جُعل رحاب.. عتيا..
      أضنك الغير مباح.. أم..
      يهيم بكيّه.. كيا..

      أم..
      نفحات طالعاً.. شجيا..
      تداعب.. تصفع..
      تئز.. لطائفاً تخبوا.. اليوم..
      غداً.. أمس..
      ليت كنت نسياً.. منسيا..
      سبحانك..
      عترة رحمتك.. سحب نجواه..
      فلا.. تدع دم يوسف سداً..
      بين إبن الرجل..
      وإبن السته وستين.. زنيما..

      * رد من/ محمد الصاوي السيد حسين- مستشار النقد الأدبي:

      الفكرة – البنية اللغوية

      الفكرة الشعرية

      يمكن القول أننا أمام فكرة شعرية تستحق التأمل والتمعن ، هى فكرة الصبابة والوجد التى يحاصرها العجز والشغف فى آن فى واحد ، بما يكثف من قسوة المشهد على وجدان بطل النص ، والذى يرسم لنا لوحة الوجدان البشرى المهزوم فى نشوة ، والمنكسر فرحا تحت وقع هذا الشغف والصبابة ، فهى ألم عذب على فؤاد بطل النص الذى عبر عنه الشاعر ، ألم لما يكابده بطل النص من عجز ، وإنما تجىء عذوبته من حالة الشغف والافتتان بالمحبوبة وما تمثله من دلالة ورمز
      والحقيقة أننا هنا أمام معالجة لفكرة الافتتان العاجز عن الوصل نجد أن هناك استدعاء للتراث الدينى كما نرى فى سياق المفتتح حيث نتلقى هذا السياق
      - عذراً سيدي..
      السجن أبغض..
      ليت.. طارحت كيدهن..
      وتنعمت..
      - كما نجد أيضا أننا أمام توظيف لهذا التراث الدينى فى لوحة النص كما فى هذا السياق
      ليت كنت نسياً.. منسيا..
      سبحانك..
      ويمكن القول أن توظيف الرمز الدينى فى السياق يكثف من السياق الدلالى حيث الشعور بالعجز الإنسانى والمقابلة بين طاقة الوجدان البشرى و قدرته على الحلم والتخيل والارتحال إلى عوالم الفردوس الذى تمثلها حالة الوصل ثم من جهة أخرى مع مكابدة الواقع حيث الحرمان والعجز ، والوقوف على بوابة الحلم والأمنيات دون القدرة على الولوج عبر وطأة الواقع إلى عالم الأمنيات ونشوة الحلم ، لذا نرى كيف يفاجئنا المفتتح بحالة الدهشة والمفارقة التى يستدعيها السياق والتى تبدأ من الخبرة العامة للتراث الدينى واستدعاء مشهدية النبى وقدرته أن يكون نقيا ناصع الروح ، وبين عجز الإنسان العادى الذى لا يطيق مثل هذى التجربة ، هنا المعالجة الفنية لا تقصد إلى الموازنة بالطبع كما يبدو ظاهرها بل إنها تستحيل تعبيرا كنائيا عن حالة الضعف البشرى وتموج الوجدان العاشق وتلهب الروح التى تنصهر فى تجربة العشق ومكابداته الأليمة
      لكن من جهة أخرى كانت معالجة الفكرة الشعرية فكرة الافتتان والعجز البشرى فى آن واحد ناجحة فنيا كمفتتح مدهش ، وذكية من حيث الكناية فى سياق يستدعى عذابات السيدة الطاهرة البتول حيث نتلقى جمالية سياق ) ليتنى كنت نسيا منسيا) بما يجعلنا أمام لوحة لوجدان بشرى يكابد عجزه وابتلاء صبابته والوجدان الذى يستبصر ثقل التجربة ووطأتها فيتناص مع سياق البتول ومكابدتها ، وهنا مع الاستدعاء تتجلى لنا جمالية الكناية وقدرتها على إنتاج أفق دلالى وجمالى من الألم يحتوى أفقا داخليا لبطل النص فينشر ظله عليه ويتناغم معه ومع إيقاع وجيعته وآلامه التى تتجلى لنا لوحتها الشجية فى سياق النص
      - لكن الفكرة ومعالجتها لا تستمر بهذى السلاسة التى بدأ بها السياق أو السياق التالى لتوظيف التراث ، حيث نتلقى هذا السياق فختام النص
      فلا.. تدع دم يوسف سداً..
      بين إبن الرجل..
      وإبن السته وستين.. زنيما..
      والحقيقة نحن حين نتأمل سياق الختام نجد أننا أمام الاستدعاء الفنى للتراث الدينى لكن عبر تفاصيل لا تترك أمام المتلقى مفاتيح دلالية لتلقى السياق بسلاسة ويسر ، بل نحن أمام لوحة ختام تدخل بنا فى تفاصيل جديدة تتكىء على بنية النص التراثى لكنا أيضا تنتج بنيتها الدلالية الداخلية الخاصة بها ، وهذا ليس المشكلة فنحن سبق لنا أن تلقينا جمالية المقابلة بين مكابدتين فى مفتتح النص مكابدة النبى ونقائه ومكابدة الوجدان البشرى وانكساره ، لكننا هنا فى لوحة الختام أمام اللوحة التراثية التى تتنافر بتفاصيلها مع الخبرة التى لدى المتلقى والتى اكتسبها عبر النص التراثى ومشهدية قصة النبى ، ثم لسنا أمام سبيل جمالى ودلالى يمهد لنا وييسر تلقى هذا التنافر أو تأويله بما يجعل مشهد الختام فى رأيى مشهدا خارجا عن فنية معالجة الفكرة الشعرية التى قام عليها النص والتى استطاع أن يعبر بها عن فكرة ربما تكون عسيرة قليلا على المتلقى العام لكنها تظل فكرة شعرية ثرية وتمتاز بمعالجة تستحق التأمل والتمعن
      البنية اللغوية :-
      - سنلاحظ أن النص كان بحاجة إلى التشكيل الذى ربما كان سيضىء بضعة مواضع من سياق النص ويحسم دلالة السياق حيث يظل غياب التشكيل عائقا أمام المتلقى بشكل عام خاصة مع لغة فنية شديدة التكثيف يظل ربما عائقا أمام سلاسة التلقى
      - ربما كمتلق اجد ان هناك لفظا معجميا مثل ( لعوة ) على جمالية الصورة وتخييلها يقف مانعا أمام انسياب التخييل نظرا لأن اللفظ لا ينتمى إلى فصحى العصر ولغته السائدة وهى اللغة التى يشتغل عليها الأديب ليرتقى بها أكثر ويطوعها أكثر وهذا يحتاج من الأديب حين يستخدم لفظا معجميا أن يعتمد قدر الإمكان على سياق يضيئه وييسر تلقيه حتى لا يضر بسياق التخييل والرسالة الدلالية التى قد تعوقها غرابة اللفظة فيتأثر التلقى بالسلب
      - يمكن القول أننا أمام نص نثرى أى أننا أمام بنية السطر النثرى والتى اتجهت لاستخدام علامة الترقيم التى تعتمد على نقطتين كدلالة على المسكوت عنه والحقيقة أن تكرار علامة ترقيم واحدة ، يحتاج نظرة أخرى إلى هذى البنية المستخدمة حيث إن هناك الكثير والكثير من طاقات بنية السطر النثرى يمكن توظيفها كإيقاع نهايات الجمل ، وتنويع حالة الاتصال والانفصال بالسطر التالى بما يصب فى نهر البنية الموسيقية ويرفده بينما تثبيت البنية عبر علامة ترقيم واحدة يعوق رفد هذى البنية ويحرمها فى رأيى من طاقات كثيرة كان يمكن توليدها عبر تفعيل نهايات الأسطر
      - ربما أجد أن الهمزة التى ظهرت فى لفظة ( إبن ) خطأ مطبعيا يلزم مراعاته فيما بعد
      - يمكن القول أننا أمام لغة شاعرة ثرية فيكفى أن نتأمل جمالية سياق (يهدهد جوى قتيلا ) وهو السياق الذى يكنز الاستعارة المكنية الباهرة التى تجسد لنا الجوى فى هيئة أخرى ثم نتلقى علاقة الحال والتى يمكن أن يكون صاحبها الفاعل أو الجوى نفسه فيكون الذى يهده الجوى قتيلا بوجده وصبابته ، أو يكون الجوى قتله الوجد فيستحيل بطل النص كأم رؤوم لا تصدق فجيعتها فى وليدها الذى تحنو عليه فتهدهده قتيلا ، أو فلنتأمل سياق ( مقلة الفردوس رمته بأنين خفيا ) وهو السياق الذى تقوم على خبرية الجملة الاسمية وما توحى به من يقين ينبع من بصيرة بطل النص ، وهو السياق الذى يكنز التخييل عبر الاستعارة المكنية التى تجسد لنا الفردوس كيانا حيا رانيا إلى بطل النص الذى عبر عنه الشاعر ، كما يمكن أن تلقى السياق كتشبيه بليغ ويكون تأويله ( الفردوس كمقلة رمته ... ، أو يمكن تلقيه عبر كون السياق مجازا مرسلا فمقلة الفردوس ليست وحدها التى رمته بل بهاء الفردوس وفتنته وروعته هى كلها من رمته ، ثم ولنتأمل جمالية علاقة ( رمته بأنين خفيا ) وهو التخييل الذى يكنز الاستعارة المكنية التى تجسد الأنين ذاته وقد استحال نصلا ، أو يمكن تلقى السياق على أن الأنين مجاز مرسل علاقته المسببية ويكون تأويل السياق رمتنى بالأمنيات التى كانت علة الأنين الخفى ، حقيقة نحن أمام لغة تخييل باذخة ثرية تستحق من المتلقى أن يقرأ السياق أكثر من قراءة لما يكنزه من روعة وجمال

      * رد من/ نهاد أبو جبر..

      استاذي الكريم.. محمد الصاوي..
      أشكرك جزيلاً على تواضعك الرفيع بمنح نصي النثري جزءاً من وقتك الذهبي..
      وشعرت بسعادة غامرة عندما وصلني تحليلك الثاقب.. ورأيت بصيرتك وهي تحلق في فضاءات النص وتتنقل بين نصوصه كالنحلة وتغوص بأعماقه بلياقة فائقة لإستكناه مكنوناته.. وتفكيك التداخل ما بين إنكسارات العشق الصوفي وإنكسارات العشق العذري بحذر دبلوماسي إن جاز التعبير..
      إستاذي الفاضل..
      لست شاعر ولا أفقه بحراً من بحور الشعر.. ولا أشعر أني تعسفت في رفع درجة التجريد.. فالنص كما تعلم يعكس إنكسارات العشق الإلهي والعشق العذري في إطار ملحمة الخير والشر.. ومحاولة لإبراز بعض صور وملامح حديث المصطفى: حُفت الجنة بالمكاره.. أما مفتاح التنافر كما سميته في إشارة إلى " ابن الرجل " فيقصد به شبيه ابن العذراء الموعود.. والزنيم يقصد به تنين البحر في إشارة إلى أساطيل الجيش الأمريكي والغرب عموماً..
      وأستميحك عذراً على التأخير.. مع جزيل الشكر والتقدير
      نهاد
      26-10-2011



      التعديل الأخير تم بواسطة نهاد أبو جبر; الساعة 27-10-2011, 00:10.

      تعليق

      يعمل...
      X